08-06-2011, 01:07 PM | #11 | ||||||||
شخصيات هامه
|
دخلت السيارات حضرموت وبدأ معها صراع بين ( الجمالة والسيارات ) إذ أن بعض البدو من أصحاب الجمال شعروا أن السيارة بدأت تنافسهم رزقهم ووسبل عيشهم ، فقاموا باعمال ترهيبية منها قطع الطريق وترويع الآمنين ، مما دفع الدولة أن تجرد لهم حملة تأديبية تردهم إلى جادة الطريق وتفتح الباب للناس في حرية إختيار وسيلة النقل التي يريدونها إن كانت السيارات أو الجمال . في نهاية المطاف أقتنع البدو بحتمية التطور والتغيير وباعوا جمالهم واقتنى المقدر منهم السيارة الكبيرة الخاصة بالشحن ، ظهرت في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي وكالات خاصة تستورد السيارات الى حضرموت ، وتعد وكالة ( سعيد باحاج ) أول وكالة حضرمية تستورد السيارات الأوربية وقطع غيارها ، خاصة الانجليزية منها كسيارة ( لاندروفر - وبيد فورد ) التي كانت تعد السيارات الرسمية لقوات الشرطة العسكرية وجيش البادية الحضرمي ، وبقية إدارات الدولة المختلفة ، ناهيك أن معظم الناس يفضلونها لجودة مواصفاتها وتحملها لقسوة البيئة الحضرمية ووعورة الطرق . وفي مطلع الستينيات كان سعر السيارة اللاندروفر الكاملة المواصفات لايتجاوز 12 الف شلن ، أما سيارة المرسيدس الألمانية فيبلغ سعرها 18 الف شلن. سعيد باحاج صاحب أول وكالة سيارات في حضرموت يقف عند بوابة معرضه أما وكالة ( الحسيني ) فقد حظيت بشعبية واسعة من قبل ( البدو ) الذين كانوا لايرون دونها سيارة في العالم افضل من سيارة الشحن ( الزيزو ) الآيسوزو اليابانية ، التي اكتسبت صيتا كبيرا في حضرموت واثبتت مقدرتها في التأقلم مع البيئة والتضاريس الطبيعية في حضرموت ، فكانت معظم السيارات تأتي بالحجز ، وتستورد مجرد رأس وشاسيه ( قعادة ) دون سطحة خاصة بحمل البضائع ، ويتم الاتفاق مع نجار محترف في صناعة سطحة من الخشب حسب الطلب والمواصفات. أما اللون المفضل للون سيارات الشحن الأيسوزو فكان محصورا بين لونين فقط ولن تجد ثالث لهم الأول الأبيض والثاني ( البيج ) ويطلق عليه البدو ( لون شاهي لبن ) ولعل في اختيار اللونين خاصة البيج هو دلالة سيكلوجية تعكس نفسها في حنين البدو إلى جمالهم التي كانت تتولى مهام النقل ، إذ أن هذا اللون لايختلف كثيرا عن لون الإبل ...!! أما اللون الأبيض فإنه محاكاة للون ( الغنم ) التي يمتلك البدو قطعانها ، فحين تقف سيارة البدوي في ( الصروم ) فإن النظر الى لون سيارته البيج التي تقف مع ( بعارينه ) يجعل ذلك احساس عنده ممتع وتشبت قوي بالجذور ... وهكذا حين يختار اللون الأبيض . وتحولت مهمة النقل كلية من الجمال الى السيارات واختفى مصطلح ( الجمّالة ) وظهر مكانه مصطلح جديد وهو ( الدريول ) driver . . |
||||||||
08-06-2011, 02:42 PM | #12 | ||||||||
شخصيات هامه
|
انتشرت السيارات بشتى انواعها واحجامها وموديلاتها المختلفة ، وكانت إدارة الشرطة تتولى شؤون السير وضبط الحوادث واصدار الرخص حتى سنة 1960م ارتأت شرطة السلطنة القعيطية أنشاء إدارة مستقلة مهمتها تنظيم المرور وضبط الحوادث واصدار وتجديد رخص السيارات والقيادة . كان على الذي يرغب أن يسوق السيارة التعلم على يد سائق يحمل رخصة ، وعليه وضع حرف ( L ) باللون الأحمر على لوحة السيارة ، ثم يصرف له رخصة مؤقتة تسمى ( برمت ) لمدة ثلاثة أشهر ، وبعدها يخضع لإختبار سواقه من قبل مهندس المرور ، وغالبا ما يصطحبه مهندس المرور في جولة وسط المدينة ، واختبار ميداني وهو عبارة عن طريق متعدد المنعطفات على جانبيه اعمدة خشبية أو حديدية فإذا احتك السائق المتدرب بأحد الأعمدة رسب في الاختبار ، وإذا نجح في اجتياز العوائق صرفت له الرخصة حسب الفئة التي اختبر فيها ، وكانت رخصة قيادة السيارة تأتي على فئات منها : الفئة الأولى : الدراجات النارية . الفئة الثانية سيارات السيارات الصغيرة ( التاكسي ) . الفئة الثالثة المركبات الزراعية . الفئة الرابعة ( الباصات ) . الفئة الخامسة السيارات الصالونات الجيوب لاندروفر ..الخ . الفئة السادسة : سيارات النقل ( الشاحنات ). في مطلع الستينيات بالمكلا شارع واحد ضيق يمتد من منطقة خلف يمر عبر السدة ثم يتجه الى الشرج او نحو الديس ، ويشهد هذا الشارع زحام خفيف وكانت السيارات تقف عند السدة التي تقع بالقرب من قصر السلطان ، وتقع مهمة رجل المرور تنظيم دخول السيارات وخروجها عبر السدة ، ولضرورة تنظيم حركة الدخول والخروج عبر السدة التي تتسع لمرور سيارة واحدة تم تصميم أول إشارة مرور يدوية تعتمد على الانارة بالكهرباء وهي عبارة عن صندوق من الرصاص يحتوي على ثلاثة لمبات ( حمراء وصفراء وخضراء ) وهذه اللمبات عبارة عن لمبات سيارة كبيرة . ويقوم عسكري المرور بتشغيل اللمبات بواسطة مفتاح يدوي حسب حالة الزحام عند سدة المكلا . أما أول من تولى مهمة تنظيم حركة المرور بالمكلا فهو الشرطي ( أحمد بامسعود ) الذي كان وجها مألوفا عند السائقين بصفارته وحزمه وانضباطه المعروف. صورة أول رجل مرور في حضرموت أحمد بامسعود بقي أن نعرف قبل أن نختتم هذه الأوراق من الذاكرة الحضرمية التي خصيت بها سقيفة الشبامي ، أن الحد الأقصى للمخالف لنظام السير والمرور دفع خمسة شلنات . وأن معاش رجل المرور ( الراتب ) كان لايتجاوز 180 شلنا . وأن اللوحات التي كانت تحملها السيارات نوعان الأولى حكومية وهي عبارة عن لوحة سوداء مكتوب عليها ( حكومي ) والثانية لجميع السيارات المدنية مكتوب عليها ( حضرموت ) ...!!!! . |
||||||||
08-06-2011, 05:36 PM | #13 | |||||
حال قيادي
|
شكرًا لك أستاذنا أخونا الغالي*أبوعوض الشبامي* على هذا المجهود وهذه الصورة القيمة من تاريخنا العظيم وياريت لو يكون هناك متحف تجمع فيه كل هذه الصور والمقتنيات القيمة.. في احد القنوات الوثائقية تابعت برنامج مع باحث بيتحدث عن حفظ التاريخ وتوثيقه ، وكان بيقول عن معادلة جميلة وهي إنو للتاريخ ثلاثة أبعاد/ الماضي والحاضر والمستقبل.. بيقول الحاضر هو الماضي المتحرك والمستقبل هو الحاضر المتحرك. والمحافظة على التاريخ و وجود متحف مهم جداً في هذه المعادلة ..! فهو يربط بين الماضي والحاضر وهذا الربط بين الماضي والحاضر يعطينا صورة للمستقبل ...! وقال مقولة أعجبتني من كتاب الأمير/ لماكيا فيلي وهي: {إقطع الشعب عن تاريخه ..تسيطر عليه } ونحن الحضارم لنا تاريخنا وإن شاءالله ماننقطع عنه ابداً..وتشرق شمس المستقبل لدولة حضرموت الغالية .. شكراً لك لا تكفي فتقبل معه كل تقديري واحترامي ودعواتي الطيبة". ///// |
|||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|