08-11-2011, 12:06 PM | #371 | |||||
حال متالّق
|
(موقف ابن تيمية من التكفير)
وبعد بيان خطورة التكفير، وضرورة التحري فيه، يبيَّن المنهج السني في مسألة التكفير، وأن أهل السنة والجماعة يفرقون في أحكام التكفير بين التكفير المطلق (جنس التكفير) وبين تكفير المعيَّن، لأن للتكفير شروطاً لا بد من تحققها، وموانع لا بد من ارتفاعها حتى يتحقق الحكم. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (التكفير له شروط وموانع قد تنتفي في حق المعيّن، وإن تكفير المطلق لا يستلزم تكفير المعيّن، إلا إذا وجدت الشروط، وانتفت الموانع، يبيّن هذا أن الإمام أحمد وعامة الأئمة الذين أطلقوا هذه العمومات، لم يكفّروا أكثر من تكلم بهذا الكلام بعينه). ويقول: (وكنت أبيّن لهم إن ما ُنقل لهم عن السلف والأئمة من إطلاق القول بتكفير من يقول كذا وكذا فهو أيضاً حق، لكن يجب التفريق بين الإطلاق والتعيين، وهذه أول مسألة تنازعت فيها الأمة من مسائل الأصول الكبار وهي مسألة الوعيد فإن نصوص القرآن في الوعيد مطلقة كقوله: { إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما..} الآية، وكذلك سائر ما ورد "من فعل كذا فله كذا". فإن هذه مطلقة عامة وهي بمنزلة قول من قال من السلف: "من قال كذا فهو كذا". ثم الشخص المعين يلتغي حكم الوعيد فيه بتوبة، أو حسنات ماحية، أو مصائب مكفرة، أو شفاعة مقبولة). |
|||||
08-19-2011, 11:42 PM | #372 | |||||
حال متالّق
|
(موقف ابن تيمية من التكفير)
ويعتبر ابن تيمية أن هذا المنهج الصارم المنضبط في التكفير هو من خصائص أهل السنة والجماعة، والذي فارقوا فيه أهل الخلاف الذين توسعوا في التكفير، وكفروا غيرهم من المسلمين لأجل مخالفتهم في مذهبهم الذي وضعوه من تلقاء أهوائهم وعقولهم وأذواقهم! يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (فمن عيوب أهل البدع تكفير بعضهم بعضاً، ومن ممادح أهل العلم أنهم يخطئون ولا يكفرون، وسبب ذلك أن أحدهم قد يظن ما ليس بكفر كفراً، وقد يكون كفراً لأنه تبيّن له أنه تكذيب للرسول وسب للخالق، والآخر لم يتبيّن له ذلك فلا يلزم إذا كان هذا العالم بحاله يكفر إذا قاله أن يكفر من لم يعلم بحاله). وقال: (وأئمة السنة والجماعة، وأهل العلم والإيمان، فيهم العلم و العدل و الرحمة، فيعلمون الحق الذي يكونون به موافقين للسنة سالمين من البدعة، ويعدلون على من خرج منها ولو ظلمهم؛ كما قال تعالى: { كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى } ويرحمون الخلق، فيريدون لهم الخير والهدى والعلم، لا يقصدون الشر لهم ابتداءً، بل إذا عاقبوهم وبينوا خطأهم و جهلهم و ظلمهم؛ كان قصدهم بذلك بيان الحق ورحمة الخلق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يكون الدين كله لله، وأن تكون كلمة الله هي العليا). |
|||||
08-20-2011, 10:48 PM | #373 | |||||
حال جديد
|
شكرا يا شيخ السلفيين في تريم
موضوع جد قيم ومفيد لك احترامي |
|||||
08-25-2011, 10:36 AM | #374 | |||||||
حال متالّق
|
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعد : يجزيك الله خيرا أخي /كاشف / وكتب لك الأجر وتقبل الله منا ومنك الصيام والقيام والبر والصدقة والإحسان في شهر الصيام وسائر الأيام |
|||||||
08-29-2011, 03:17 PM | #375 | |||||
حال متالّق
|
موقف ابن تيمية من التكفير
ثم يبسط ابن تيمية كلامه في بيان منهج أهل السنة في عذر المخالف، وبيان أنهم من أرحم الناس بالمخالفين، ويقول راداً على أهل الخلاف ومبيناً لهم المنهج الوسط العدل لأهل السنة: (قلت لهم وليس كل من خالف في شيء من هذا الاعتقاد يجب أن يكون هالكاً، فإن المنازع قد يكون مجتهدا مخطئا يغفر الله خطأه، وقد لا يكون بلغه في ذلك من العلم ما تقوم به عليه الحجة، وقد يكون له من الحسنات ما يمحو الله به سيئاته). وقال: (وأما التكفير، فالصواب أنه من اجتهد من أمة محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- وقصد الحق فأخطأ لم يكفر، بل يغفر له خطأه، ومن تبين له ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- فشاق الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- من بعد ما تبين له الهدى واتبع غير سبيل المؤمنين فهو كافر، ومن اتبع هواه وقصر في طلب الحق وتكلم بلا علم فهو عاص مذنب، ثم قد يكون فاسقاً وقد تكون له حسنات ترجح على سيئاته. فالتكفير يختلف بحسب اختلاف حال الشخص فليس كل مخطئ ولا مبتدع ولا جاهل ولا ضال يكون كافراً بل ولا فاسقاً بل ولا عاصياً). وقال: (الأقوال التي يكفر قائلها قد يكون الرجل لم تبلغه النصوص الموجبة لمعرفة الحق، وقد تكون عنده ولم تثبت عنده،أو لم يتمكن من فهمها، وقد يكون قد عرضت له شبهات يعذره الله بها،فمن كان من المؤمنين مجتهداً في طلب الحق وأخطأ؛فان الله يغفر له خطأه كائناً ما كان، سواء كان في المسائل النظرية أو العملية،هذا الذي عليه أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -وجماهير أئمة الإسلام). ثم يبيّن -رحمه الله- موقف أهل الخلاف من أهل السنة والجماعة، وموقف أهل السنة من أهل الخلاف،فيقول: (والخوارج تكفر أهل الجماعة،وكذلك المعتزلة يكفرون من خالفهم، وكذلك الرافضة، ومن لم يكفر فسق، وكذلك أكثر أهل الأهواء يبتدعون رأيا ويكفرون من خالفهم فيه.وأهل السنة يتبعون الحق من ربهم الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يكفرون من خالفهم فيه، بل هم أعلم بالحق وأرحم بالخلق). وقال: (الخوارج هم أول من كفر المسلمين، يكفرون بالذنوب، ويكفرون من خالفهم في بدعتهم،ويستحلون دمه وماله. وهذه حال أهل البدع يبتدعون بدعة ويكفرون من خالفهم فيها،وأهل السنة والجماعة يتبعون الكتاب والسنة ويطيعون الله ورسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- فيتبعون الحق ويرحمون الخلق ). |
|||||
09-01-2011, 05:30 PM | #376 | |||||
حال جديد
|
بعد كل هذا التوضيح في منهج ابن تيميه في التكفير . لماذا يتهمون ابن تيميه بانه زعيم التكفيرين ؟؟؟؟
نرجو التوضيح ياشيخ تريم |
|||||
09-03-2011, 05:54 PM | #377 | |||||||
حال متالّق
|
هذه عادة درج أهل البدع عليها في مواجهة الحق بالباطل فالرافضة وغلاة الصوفية فرق متطرفة في أصولهم وفروعهم كالخوارج ومن يتأمل جوهر مذهب ابن تيمية يعلم علماً يقينياً أنه بريء مما يتهمونه به هولاء الغلاة المبتدعة وكُفر ابن تيمية، وسجن وضرب وعذب،ونالته الألسن بالألفاظ البذيئة،في زمنه وحتى عصرنا هذا.. والقائمة طويلة. وتناولت الكثير من الدراسات العلمية والأكاديمية المنصفة موقف شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- من التكفير، وأبانت بشكل واضح وجلي حقيقة آراء ابن تيمية وأنها لا تختلف في شيء عن مذهب أهل السنة والجماعة، مذهب العدل والرحمة بالمسلمين وبالناس جميعاً. وأهل السنة يتبعون الحق من ربهم الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولا يكفرون من خالفهم فيه، بل هم أعلم بالحق وأرحم بالخلق) وأنظر رحمك الله إلى قوله :يقول ابن تيمية: (هذا وأنا في سعة صدر لمن يخالفني فإنه وإن تعدى حدود الله فيَّ بتكفير، أو تفسيق، أو افتراء، أو عصبية جاهلية؛ فأنا لا أتعدى حدود الله فيه، بل أضبط ما أقوله وأفعله وأزنه بميزان العدل، وأجعله مؤتماً بالكتاب الذي أنزله الله وجعله هدى للناس حاكماً فيما اختلفوا فيه). وقال مبيناً أن ذلك هو منهج السلف الصالح أهل السنة والجماعة: (فلهذا كان أهل العلم والسنة لا يكفرون من خالفهم، وإن كان ذلك المخالف يكفرهم لأن الكفر حكم شرعي فليس للإنسان أن يعاقب بمثله، كمن كذب عليك وزنى بأهلك؛ ليس لك أن تكذب عليه و تزني بأهله، لأن الكذب والزنا حرام لحق الله تعالى، وكذلك التكفير حق لله فلا يكفر إلا من كفره الله ورسوله). وإذا علمت هذا بارك الله فيك عرفت أنهم يظلمون الرجل ،لأنه أبان للناس الحق وكشف الباطل الذي عليه خصومه فرحمة الله عليه من رجل عظيم يستحق منا الشكر لله ثم له حيث عدل وقسط من نفسه ومع خصومه0 |
|||||||
09-14-2011, 09:26 PM | #378 | |||||
حال متالّق
|
م موقف ابن تيمية من التكفير
إن تلك النفس المؤمنة العظيمة هي التي أثرت في ابن تيمية في تعامله مع الطوائف والفرق المخالفة، فابن تيمية -أولاً وقبل كل شيء- باحث عن الحق، ومن مهمة الباحث العلمي أن يعري ويكشف حقائق الأفكار وزيفها وصدقها، لأنه يقوم بمهمة علمية يفترض فيه الأمانة والصدق والصراحة مع العدالة والرحمة، ومع ما يوصف به ابن تيمية من الحدة والقوة في الجدل، إلا أنه أنصف أشد الطوائف بُعداً عن عقيدة أهل السنة. فحينما تناول شيخ الإسلام الجهمية والخوارج والشيعة بالنقد والتحليل، لم تمنعه مخالفتهم والرد عليهم ونقض أصولهم أن ينصفهم ويعدل معهم، ونصوصه في ذلك كثيرة. فقد تحدث عن طائفة الخوارج، ومما قاله فيهم: (والخوارج المارقون الذين أمر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- بقتالهم، قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أحد الخلفاء الراشدين واتفق على قتالهم أئمة الدين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، ولم يكفرهم علي بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص وغيرهما من الصحابة -رضي الله عنهم- بل جعلوهم مسلمين مع قتالهم، ولم يقاتلهم علي حتى سفكوا الدم الحرام وأغاروا على أموال المسلمين، فقاتلهم لدفع ظلمهم وبغيهم، لا لأنهم كفار، ولهذا لم يسب حريمهم، ولم يغنم أموالهم. وإذا كان هؤلاء الذين ثبت ضلالهم بالنص والإجماع لم يكفروا مع أمر الله ورسوله -صلى الله عليه وآله وسم- بقتالهم فكيف بالطوائف المختلفين الذين اشتبه عليهم الحق في مسائل غلط فيها من هو أعلم منهم). |
|||||
09-20-2011, 11:38 PM | #379 | |||||
حال متالّق
|
موقف ابن تيمية من التكفير
وحينما تحدث ابن تيمية عن المعتزلة وبعض رجالاتها،تكلم فيهم بعدل وصدق وإنصاف، ولم يدفعه خلافه معهم إلى الكذب عليهم، أو ظلمهم أو التعدي عليهم. فهاهو يقول عن أحد أبرز رجالات المعتزلة: (فعمرو بن عبيد وأمثاله لم يكن أصل مقصودهم معاندة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم). وقال عن المعتزلة: إنهم مع مخالفتهم نصروا الإسلام في مواطن كثيرة وردوا على الكفار والملاحدة بحجج عقلية. وقد عاب شيخ الإسلام ابن تيمية على ابن فورك الأشعري تكفيره المعتزلة،وتأليب الحكام عليهم. يقول – رحمه الله- عن ذلك: (قصد بنيسابور القيام على المعتزلة في استتابتهم وكما كفرهم عند السلطان، ومن لم يعدل في خصومه ومنازعيه ويعذرهم بالخطأ في الاجتهاد، بل ابتدع بدعة وعادى من خالفه فيها أو كفره فإنما هو ظالم لنفسه، وأهل السنة و العلم و الإيمان يعلمون الحق،و يرحمون الخلق، و يتبعون الرسول –صلى الله عليه وآله وسم- فلا يبتدعون،و من اجتهد فأخطأ خطأ يعذره فيه الرسول –صلى الله عليه وآله وسم- عذروه) . وهذا هو ابن تيمية يتحدث عن مخالفيه من أهل الكلام (الماتريدية و الأشاعرة) فيقول عنهم: (إنه ما من هؤلاء إلا من له في الإسلام مساع مشكورة، وحسنات مبرورة، وله في الرد على كثير من أهل الإلحاد والبدع والانتصار لكثير من أهل السنة والدين ما لا يخفى على من عرف أحوالهم وتكلم فيهم بعلم وصدق وعدل وإنصاف) . ويتحدث عن الأشاعرة بالذات مع مخالفته لهم في كثير من الأصول والفروع، فيقول: (إنهم أقرب طوائف أهل الكلام إلى السنة والجماعة،وهو يعدون من أهل السنة والجماعة عند النظر إلى مثل المعتزلة والرافضة وغيرهم، بل هم أهل السنة والجماعة في البلاد التي يكون أهل البدع فيها هم المعتزلة والرافضة ونحوهم) . |
|||||
09-26-2011, 11:11 PM | #380 | |||||
حال متالّق
|
موقف ابن تيمية من التكفير
وحينما تحدث ابن تيمية عن الشيعة رد عليهم مخالفاتهم بأسلوب علمي رصين، قائم على البراهين والأدلة العقلية والنقلية، ومع مخالفتهم الكبيرة لأهل السنة، ومباينتهم العظيمة لأهل الجماعة؛ إلا أن ذلك لم يمنع ابن تيمية من إنصافهم والعدل معهم فيقول وهو يتحدث عن طائفة الشيعة الجعفرية الإمامية: (كثيراً منهم ليسوا منافقين ولا كفاراً،بل بعضهم له إيمان وعمل صالح،ومنهم من هو مخطئ يغفر له خطاياه، ومنهم من هو صاحب ذنب يرجى له مغفرة الله) . وقال: (والرافضة فيهم من هو متعبد متورع زاهد) . وقال منصفاً الشيعة: (وينبغي أيضاً أن يعلم أنه ليس كل ما ينكره بعض الناس عليهم يكون باطلاً، بل من أقوالهم أقوال خالفهم فيها بعض أهل السنة ووافقهم بعضهم، والصواب مع من وافقهم). وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن لهم جهوداً في دعوة الكفار إلى الإسلام فدخل على أيديهم أُناسٌ من الكفار، هذا مع إيمانه وتصريحه باشتمال مذهبهم على جملة من الضلالات والمكفرات في الإسلام ويبيّن ابن تيمية نقطة هامة جدًّا في أخلاقيات السلف الصالح أهل السنة والجماعة مع مخالفيهم، وهي الرحمة بهم والعدل معهم أكثر من رحمتهم لبعضهم البعض! قال ابن تيمية: (فأهل السنة يستعملون معهم -أي المخالفين-العدل والإنصاف، ولا يظلمونهم، فإن الظلم حرام مطلقاً، كما تقدم، بل أهل السنة لكل طائفة من هؤلاء خير من بعضهم لبعض،بل هم للرافضة خير وأعدل من بعض الرافضة لبعض،وهذا مما يعترفون هم به،ويقولون: " أنتم تنصفوننا ما لا ينصف بعضنا بعضاً.. "ولا ريب أن المسلم العالم العادل أعدل عليهم وعلى بعضهم من بعض) . |
|||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|