المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الحوار السياسي
سقيفة الحوار السياسي جميع الآراء والأفكار المطروحه هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


الجمهورية القبلية العربية اليمنية" الشايف يستعرض في شمال صنعاء بـ 20 الف مقاتل

سقيفة الحوار السياسي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-17-2012, 01:55 AM   #31
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



رصاصتان من مسدس الرئيس هادي

8/16/2012 3:35:13 PM أخر تحديث للصفحة في

براقش نت - عابد المهذري :

على تسوية الملعب من مطبات كثيرة من خلال تعيينات دبلوماسية بمناصب خارجية يكون قرار رفضها بمثابة تمرد على القرارات الرئاسية وعرقلة للمبادرة الخليجية ، فالقدرة على إبعاد أقوى الكبار المتصارعين تبدو صعبة.. وكل حيلة لإقصاء الرؤس الضخمة تقف أمامها تخوفات كثيرة وحسابات مثيرة للخطورة .. قبل شهرين نقلت الأنباء عن طلب الرئيس عبدربه من الملك عبدالله استدعاء صالح ومحسن وحميد وأحمد وصادق ويحيى إلى المملكة وإقناعهم بالبقاء خارج اليمن إسهاماً في تهدئة الأجواء وتنفيذ خارطة التوافق ، لكن الرد السعودي لم يحدث حتى اللحظة ،

في حين تجدد الموضوع الشهر الماضي عبر معلومات تتحدث عن اجماع حكومة الوفاق على اخراج المجموعة للإقامة مؤقتاً خارج الحدود .. الترحيل والرحيل ليس جديداً ، إنه أول موضوع أفرزته الأزمة وكانت هناك اتفاقات قبل وبعد توقيع المبادرة الخليجية تقضي بإبعاد وإقصاء صالح وأسرته وعلي محسن وآل الأحمر عن الساحة الوطنية – كمطلب فرضته الأوضاع الناتجة عن الصراع – واللذين يمثلان قطبيه الرئيسيين ، الأطراف الدولية تتفق مع شبه الإجماع المحلي في هذا الشأن ..

الحاجة فقط إلى خطوة أولى في حقل الألغام تمهد الطريق إلى نصف الحل للمشكلة اليمنية ، الآن الكرة في ملعب عبدربه ومفتاح المعضلة في يده ، لقد استطاع من خلال القرارات الجريئة الماضية في الجيش فرض قوته وإمضاء قراره بالتغلب على التمرد والرفض وانتزاع اسناد دولي والتزامات داخلية ممن تبقى من الرؤوس الضخمة بالرضوخ لأي قرار والاستعداد التام لتنفيذ أية إقالة أو إقصاء ، هذا الالتزام لامسناه في استجابة عمار صالح لقرار إبعاده من الأمن القومي ومعه القوسي من النجدة والطيب من الأمن المركزي بانسيابية لم يصاحبها ماحدث سابقاً مع محمد صالح وطارق محمد وحافظ معياد .

صار من الممكن الآن اقتحام الألغام وتحطيم كل الحواجز الشائكة بضربة معلم حاسمة يعلنها عبدربه صاعقة وصادقة وفاصلة ..

يستطيع رئيس الجمهورية في هذا الوقت استثمار ملف اعادة تشكيل السلك الدبلوماسي ببسط نفوذه المطلق على مفاصل الدولة مستفيداً من الدعم الخارجي والاقليمي والتأييد الشعبي الداخلي ، وذلك باتخاذ جملة من القرارات غير المجزأة الكفيلة بتحقيق مطلبه من الملك عبدالله وتطبيق ما أجمع عليه وزراء الوفاق وما يوافق عليه الشعب بأكمله ، شريطة أن يشمل الجميع دون انتقاء او استهداف طرف دون آخر ، لو صدرت قرارات جمهورية بتعيين أحمد علي وحميد الأحمر وعلي محسن وصادق الأحمر وطارق ويحيى وحسين وهاشم في مناصب دبلوماسية بسفارات بلادنا في الخارج وأجبروا جميعاً على تنفيذها ولا أظنهم سيرفضون لاعتبارات كثيرة ، معظمهم أو جميعهم يبحث عن مخرج مشرف ونهاية لائقة ، ما يحركهم حالياً ليس سوى المكابرة والعناد ونزعة التحدي وحميّة المواجهة وعدم الاستسلام .

لقد بلغ العداء بينهم حالة لاتقبل المصالحة السريعة وتمضي إلى طريق مسدود يكبر مع الوقت ليوسع المشكلة ويفرض سلبياته وتأثيراته المدمرة على اليمن واليمنيين ، لن يستطيع أي طرف منهما اجتثاث الآخر ، مصيرهما مرتبط بشراكة ثلاثة عقود ماضية ، كما أن انتصار طرف فيهما أو شعوره بالنصر قد يشعل فتيل الأزمة من جديد ويلحق الهزيمة مجدداً بالوطن ، يدرك الطرفان عجزهما عن تحقيق الانتصار ، لكنهما لا يريدان الاعتراف بالحقيقة واقعاً ، كلاهما يستند إلى اعتقادات واهية وأمل ضعيف ومبررات مستهلكة للبقاء في خندق المعركة ، أما داخل نفسياتهما فإنهما يتمنيان الخروج من هذا الحال/ المأزق يعلمان جيداً أن الوضع القائم لايمكن ، بأي حال ، أن يساعدهما على تحقيق طموحاتهما الذاتية أو أهدافهما الافتراضية ، يعتقدان أن أي تنازلات قد يقدمانها ستجعل صورتهما لدى المجتمع ضعيفة ومهزوزة ، يظنان أن إظهار القوة هو المناسب والمطلوب للحفاظ على التماسك حفاظاً على مكاسب حققاها في الماضي يخشيان دمارها لو ظهرا بصورة ضعف .

إنهم جميعاً لم يعد تفكيرهم مشغولاً بالسطو على المستقبل بقدر ماهو منصب على كيفية الخروج الآمن بماء الوجه من هذه الورطة التي يتورطون كل يوم فيها أكثر وأكثر .

بالتأكيد كانوا قبل يناير 2011م يطمعون في مواصلة تاريخ الآباء والأجداد بالاستحواذ على حكم اليمن وكان لهذه التطلعات إسهام في اشعال الثورة ومن ثم تحويلها إلى أزمة .. حميد وعلي محسن والمشترك جعلوها ثورة لكي يتخذوها طريقاً إلى كرسي الحلم وعرش الحكم ، وصالح وأحمد والمؤتمر صيروها أزمة لكي يتمكنوا عبر مساراتها من البقاء في السلطة والرئاسة ، غابت الرؤية السديدة بغياب النوايا النقية وتغييب العقل الرشيد واستغباء الشعب المجيد ، لتكون الحصيلة نصف ثورة و أزمة ، نصف حكومة ودولة ، نصف انتصار لكل طرف وهزيمة كاملة للطرفين ، لتتخذ عجلة الزمن درباً آخر على خارطة التاريخ يسلك طريقاً غير الذي رسموه ومساراً عكس الذي وضعوه ، يقترب منهم في بعض النواحي ويبتعد عنهم بمعظم اتجاهات الرحلة ، يلوِّح لهم التاريخ بتحية الوداع فيما قدرة أقواهم على الركض للتشبت بعجلة القطار لاتسعفه لمصاحبة الركب الماضين لمحطة نهاية المطاف دون اكتراث بمن عز عليه حاله عن احوال جميع هؤلاء القوم .

جيفارا مات ولن يعود أو يتكرر .. النضال في هذا الزمن يبحث فيه المناضلون عن المكاسب المادية ، ليس هناك مناضل يضحي بأمواله مثل جيفارا حتى وإن وجد مناضلون يضحون بأرواحهم .. لا أقصد هنا حميد الأحمر الملياردير المعارض والشيخ المناضل .. مقصدي هو القضية والمبادئ ومايترتب على القضية من أهداف وعلى المبادئ من اخلاقيات .. حين نستعرض حياة مناضلينا اياهم سنجد ثلثي العمر قضوه في بحبوحة ورخاء .. هذا بالنسبة للكبار .. علي عبدالله صالح (70)عاماً .. قضى نصفها رئيساً في القصر وسط ترف وبذخ ورغد فيما قضى نحو (10) سنوات أو أكثر قبلها قائداً عسكرياً كبيراً ينعم بالرخاء .. وما تبقى من سنوات عمره الأولى قد يكون عايش شظف الحياة قبل أن يلحق بجنود المعسكر.. مثله علي محسن الأحمر وبنسبة أقل بدرجة واحدة باعتباره كان الرجل الثاني وليس الأول .. كذلك صادق الأحمر (60) عاماً الابن الأكبر للشيخ الكبير الذي لو قارنا سنوات الثراء والفقر في عمره لوجدناه (صادق) ولد وفي فمه قطعة سكر ناعمة.

أما الصغار من الأولاد المناضلين .. مازالت ملعقة الذهب التي ولدوا وهي في افواههم معلقة بين اسنانهم حتى الآن .. أحمد علي (40) عاماً لم يعش خارج القصر الرئاسي سوى سبع سنوات في منزل قائد لواء تعز والده .. أنقص منه درجتين ابناء عمه يحيى وطارق وتوفيق لاعتبارات وفاة والد الأخير وبقاء والد الاثنين بمعزل عن امتيازات شقيقه الآخر قائد اللواء .. إلا أن سنوات طفولتهما الأولى ومعهم الثالث كانت في اجواء أفضل بكثير بدخول عمهما دار الرئاسة وامساك الوالد الراحل بقيادة قوات الأمن ومعها ولد عمار وعمّ الخير الوفير والنعيم الغزير الأسرة بأكملها والأقارب والأرحام ورجال القبيلة ومن أوساط هذه المظاهر الرغيدة توالد المناضلون الشبان الذين يزعجون حياة البسطاء اليوم ويهددون حياة الفقراء بالفناء.

ينطبق هذا الحال على حميد الأحمر واخوته العشرة ممن تفتحت عيونهم والخير المدرار يحفهم من كل جانب ويحيط بهم من كل الجهات .. يعني عاشوا حياتهم طولاً وعرضاً في هناء ورخاء وبحبوحة لا ينقصها شيء ولاينغصها أحد .. عكسنا تماماً نحن الخمسة والعشرين مليوناً.. من نتصارع يومياً مع الفقر والطفر وضيق الحال .. لذلك كله وغيره .. خلقت حالة انفصام بين المناضلين المترفين والناس العاديين .. الانفصام خلق حالة عكسية افقياً وعمودياً بين هموم ابناء الذوات وقضايا أهل البلد المسحوقين .. بتفصيل أقرب للدقة .. هناك تقاطع جذري بين القضايا التي يناضلون في سبيلها من أجلنا كما يدعون .. إنها ليست هي الهموم والمعاناة التي نعرفها وتعرفنا .. بمقاييسهم هي اشياء مختلفة تماماً عما نشكوه ..

صحيح يتحدثون عن الجوع والبطالة وقلة الدخل والمرض وصعوبة الرزق .. لكن هل تذوقوا طعم المرارات الناتجة عن هذه الهموم والقضايا..؟! بالتأكيد لا .. فقط يسمعونها ممن يأتون لطلب المساعدة والعطف والشفقة منهم .. هل لامسوها..؟! بالتأكيد لا.. فقط يرفعونها للمزايدة على الشعب والتظاهر بالاهتمام بهمومه .. هل عايشوها..؟! بالتأكيد لا.. فقط عاشوا معها دقائق معدودة على هامش قراءة شكوى في صحيفة أو مشاهدة برنامج تلفزيوني .. جميع هؤلاء لم يذق غصة عجزه عن شراء العلاج لطفله الذي يئن من الألم ..

إذا مرض أطفالهم يحاطون بالرعاية الطبية في أرقى المشافي .. لم يضطر أحدهم لقطع مسافات طويلة مشياً على الأقدام كونه لا يجد أجرة المواصلات إلى منزله أو مدرسته أو مقر عمله .. فمنذ نعومة أظافرهم ولدى كل منهم سيارة وسائق ومرافقون ويركبون كل عام الموديل الجديد .. لم يركبوا باصاً أو حافلة أو يتوقفوا على قارعة الطريق لصعود تاكسي أجرة أو يجربوا التنقل من فرزة إلى فرزة.. ولم تتعطل سيارة أحدهم لنفاد البترول فيرهنون ساعة يد أو كرت المرور عند صاحب المحطة مقابل قيمة خمسة ليترات بنزين إسعاف..!!

لم يشعروا بمذلة العجز عن توفير رسوم الدراسة ، أو مصاريف المدرسة .. يدرسون في الخارج أو في المدارس والجامعات الخاصة ويذهبون للفصل بجيوب منتفخة برزم الدولارات للتفاخر والاستعراض مع بقية الطلاب .. لم يحدث أن قام أي منهم ببيع اسطوانة الغاز لإسعاف زوجته لعيادة الولادة .. لم يحدث أن تقاسموا حبة دخان أو تسلفوا حق القات .. سجائرهم تأتي من الخارج وأغصان الولعة تزرع بنكهات متعددة .. لم يتعرضوا لاضطهاد المؤجر نهاية الشهر وملاحقة صاحب بقالة الحارة ..

ولم يتعرضوا لفصل الماء والكهرباء عن الشقة لعجزهم عن تسديد الفواتير .. إنهم يسكنون العمائر والفلل والقصور العامرة .. لم يحدث أن خبأوا ملابس عيد الفطر لارتدائها في عيد الأضحى .. كل أيامهم أعياد وملابس جديدة .. لم يحدث أن شعروا بالحسرة عند باب الجزار وأمنيتهم نصف كيلو لحمة أو ربع حبة دجاج.. لم يشتروا يوماً دقيقاً بالكيلو أو زيت طبخ في اكياس بلاستيكية صغيرة .. لم يغالطوا صغارهم بحديث جانبي لإشغالهم عن حق جعالة لا يجدونها.. هم وأطفالهم سئموا السوبر ماركات وانواع العصائر والشوكلاتات وكرهوا الحدائق والألعاب واللعب لكثرة ماقضوه من أوقات طويلة بداخلها ولا ينفس عنهم سوى الاستمتاع بحدائق الالعاب في عواصم اوروبا ..

لم يناموا ليلة واحدة على الحصير أو بمنزل لاتزال جدرانه بدون رنج والنوافذ مغطاة بالأكياس والأقمشة .. ينامون فقط في فنادق الخمسة نجوم والشاليهات السياحية .. لم يعرفوا الكد والكدح لتوفير تكاليف الزواج .. حفلاتهم الباذخة تكلف ملايين الملايين تكفي لزواج العشرات والمئات.. لم يتقاسموا مع عشرة آخرين غرفة ضيقة أو دكاناً بلا حمام كما يفعل الطلاب والباعة والعمال .. لم يتوقفوا يوماً في طابور طويل أمام محطة أو مخبز أو أمين صندوق أو عيادة مجانية .. لم يسهروا ليلة واحدة من أرق العجز عن تدبير قوت الأسرة .. لم يتعرضوا للإهانة في قسم شرطة أو العنجهية في حضرة شيخ أو الظلم على يد متنفذ أو الملاحقة من الدائنين أو المطاردة من البلدية أو القهر من مسئول أو التعسف من المدير في العمل أو الخوف من قاطع طريق أو من سارق متسلل لمطبخ البيت.. لأن الكتائب تحرسهم والجنود والمرافقين يحمونهم.

لم يضطروا لبيع أقراط الوالدة ودبلة الزوجة وأساور الأخت لتجميع قيمة تأشيرة عمل في السعودية أو توفير المبلغ المطلوب لرشوة مسئول للحصول على درجة وظيفية أو رقم عسكري .. لم يدخلوا اسواق الحراج لشراء بوتوجاز مستخدم وبطانية تقيهم البرد زهيدة الثمن .. لم يتوسلوا صاحب الدكان لبيعهم بالآجل علبة حليب صغيرة لإطعام رضيع أو كرتون صابون لتنظيف ثياب العيال .. لم يشكوا لحظة من غلاء الأسعار وجشع التجار والعجز عن رسم الفرحة في نفوس الصغار .

قد يكون علي صالح أو علي محسن –مثلاً- عايشا الناس وعاشا الواقع أيام زمان وهما في ريعان الشباب .. لكنهما لم يخرجا منذ ثلاثة وثلاثين عاماً إلى الشارع العام والأسواق ويختلطا بالمجتمع بمختلف شرائحه .. انحصرت علاقتهما بالشعب في إطار زيارات رسمية يغلب عليها البروتوكول والمحاذير الأمنية أو من خلال شرائح معينة يلتقونها في المقايل الرئاسية وتحاصر بالنفاق والمدائح والشخصنة ..

أما الشبان فيعرفون شوارع دول الخليج وشوارع امريكا واحياء عواصم اوروبا ومتنزهات افريقيا اكثر مما يعرفون محافظات ومناطق اليمن .. لقد تعودوا منذ صغرهم على العيش بمعزل عن الناس .. ليس ذنبهم .. الأقدار شاءت أن يترعرعوا في هذه البيئة المكرسة لحالة العزلة والانفصام .. كل طلباتهم مستجابة .. أي توجيه منهم ينفذ فوراً أية رغبة تلبى .. أية أمنية تحقق .. أي أمر يقابل بالسمع والطاعة .. أي خطأ لاينال العقاب .. أي عمل تافه يمجد..أي رأي مهما كان ساذجاً وشاطحاً يُوافَق عليه دون نقاش .. أي تقصير لايحاسب .. أي فعل أحمق يلقى من يزخرفه وينمقه .. أي غلط لايعالج .. أية كلمة تقابل بالثناء والتصفيق ..

جميع هذه الأشياء تصنع شخصية مصابة بالانفصام وتكبر عليها دون أن تشعر به أو تستشعر أعراضه .. وبالتالي يصبح سلوكاً يتحكم في تصرفات الفرد الذي عادة ماتكون تصرفاته تمس الآخرين كما هي عليه حياتنا اليمنية حالياً متأثرة بالتبعية والارتباط بما يفكر فيه هؤلاء وبما يقدمون عليه من تصرفات .

ليست مبالغة وتهويلاً .. انعكاسات الحياة طوال الثلاثين سنة الماضية تتحكم بالوضع العام .. معايشة الشعب لهذه العقليات زمناً طويلاً أوجد نمطاً من العيش يتنافى مع الواقع ويتماشى دون وعي مع الأنماط المكتسبة من انعكاسات إدارة البلاد بتلك الطريقة وذلك النوع من الثقافة وطرائق التعامل والتفكير حتى غدا للانفصام وجه آخر غير مرئي لايحس به أحد رغم استفحاله كداء عضال سبب معضلات جسيمة صارت مع مرور الوقت بمثابة الأمر الاعتيادي او الحال الطبيعي مع أن العكس هو الصحيح .

من ذا الذي ينكر أن السائد بين اليمنيين هو الأسلوب المعمول به لدى أولئك .. حتى مع الانقسام الأخير إلى معسكرين رئيسين يتزعمهما آل الآحمر وآل الصالح إلى جانب فرق أخرى تشكلت في إطار المنظومة ذاتها في الجنوب والشمال ووسط البلاد .. وإلا كيف يمكن فهم الانقياد الكامل لأحزاب المشترك – مثلاً – بقادتها السياسيين ومثقفيها الأكاديميين وعلمائها الربانيين وشخصياتها الناضجة خلف أهداف حميد الأحمر ومشاريع علي محسن – مثلاً – في الوقت الذي يمارس فيه الاثنان ما يتناقض تماماً مع البرامج الحزبية وأهداف الثورة السلمية التي تثور ضد القمع والعسكرة والنهب المنظم في حين يحدث القمع والتجييش بعمق الساحات الثورية بتصارع التكتلات الثورية مع بعضها أشد مما كانت عليه في صراعها مع النظام السابق.

وعلى سبيل المثال أيضاً مايحدث في الطرف الآخر من تمترس انفعالي مع أحمد علي وعلي صالح من أحزاب التحالف المؤتمري في مشهد يستنسخ صورة المعسكر الآخر ، مضافاً إليها التشويه غير المقصود في وقت كان يمكن فيه استغلال هذه الطاقات لترجمة الأفكار الإيجابية .. كما ينبغي أن تترجم بعيداً عن الاستنساخ الغبي الذي لم يحقق الغرض وحقق تبديد الفرص بتكرار اخطاء الطرف الآخر الذي هو نفسه يقع في ذات الأخطاء التي ثار عليها وانتفض ضدها .

ليس المال وحده من يمنح القوة .. الفكرة هي التي تصنع النجاح.. التنفيذ الصحيح هو الذي يحقق الهدف .. من هنا قد نفهم أسباب الفشل ومسببات الإخفاق .. أما الحل فليس سواه .. إبعاد هؤلاء عن المشهد .. إخراجهم جميعاً من اللعبة .. دون إقصاء أو نفي ومصادرة . بل من أجل إيجاد الجو المناسب لتحقيق الأهداف والأفكار الخاصة بهم قبل الآخرين .. لكل منهم –افتراضاً لصدق أقوالهم- فكرة رائعة وهدف نبيل تتمثل في العدالة الاجتماعية والمواطنة المتساوية والحرية والعيش الكريم ..

لكن بقاءهم كموجهين ومحركين ومتزعمين لأدوات التنفيذ يعطل إمكانيات النجاح والدليل عام ونصف من العك المتواصل بذات المربع وحول الدائرة ذاتها .. لو ابتعد هؤلاء عن الساحة ورفعوا أيديهم عن التحكم بخيوط اللعبة لتحقق للجميع الغرض الذي يسعون إليه .. بخروج حميد وإخوانه وعلي محسن وأصحابه سيخرج تلقائياً صالح و اسرته ولن تبقى هناك عراقيل لتطبيق مبادرة الخليج أو ذرائع تستدعي الضرورة لبقاء علي محسن وأحمد علي كعوائق أمام هيكلة الجيش.. وهي المطالب التي ينشدها يومياً انصار الفريقين في المظاهرات والمفاوضات والمسيرات والحوارات والمناكفات والمكايدات والمزايدات والمواجهات.

لا يمكن بأي حال من الأحوال خروج صالح بمفرده وبقاء حميد وصادق وإن تم فإن المشكلة ستعود إلى مربع الصفر بثورة يفتعلها طرف المؤتمر .. أيضاً لن ينهي الصراع إقالة أحمد علي من الحرس والإبقاء على علي محسن في جيش الثورة .. لوحدث ذلك فإن الانشقاق والتمرد سينفجر في الجانب الآخر .. باعتبار أن كل طرف يعتبرها الورقة الأخيرة .. أو آخر رصاصة في البندقية .. بعد احتراق أوراق الطرفين وافراغ الطلقات في الجولات الماضية من حرب الحصبة وأزمة المشتقات النفطية وضرب الكهرباء إلى ما حدث في القوات الجوية وفي أبين وأرحب وجامع النهدين وانتهاءً بالرضوخ الإجباري لعروض توافقية في الحكومة والرئاسة .. الموافقة عليها بمثابة الإقرار الإلزامي بخضوع ماتبقى لحلول توافقية .. تتقاسم الإقالات العسكرية وتقتسم ضرورات الإقصاء العائلي بالنفي للخارج لتشمل الأسرتين اللتين لن يحتمل اليمن بقاءهما أو احدهما بعدما بات جلياً أن خروجهما معاً هو الحل الوحيد ..

كما أن إصرار الأسرتين على البقاء لن يؤدي سوى إلى أحد شيئين .. الانهيار أو الانفجار .. من الصعب جداً على الطرفين القدرة على تحمل المزيد من الضغوطات والصمود أمام العديد من المخاوف والمواجهات .. إن الحنين إلى معاودة الحياة المتخمة الهادئة والمترفة سيكون هو الغالب على نفسيات أفراد أو أشخاص عائلتين قضوا عشرات السنين بمنأى عن الصداع والصراع والاستهداف المباشر والمغامرات الخطيرة غير محسوبة النتائج وغير المجربة من قبل والمبنية على حسابات مخيفة قد تؤدي الى خسارة حصيلة اربعة عقود ماضية من المجد والثروة والمكانة دون الحصول على أي شيء.

الاستمرار لوقت آخر قد يفجر الصراع المسلح مرة أخرى وعلى نحو انتحاري بحجم الأحقاد العدائية المتراكمة والنتيجة ستؤدي إلى انهيار مدمر للبلاد بأكملها اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً .. وليس من مصلحة أي منهما الانجرار للحرب مرة ثانية وأخيرة لن ينتصر فيها أي طرف بقدر ما سينالهما المزيد من الضعف للحد الذي لن يتمكنوا بعده من استجماع القوى والنهوض مرة أخرى .. كما أن اصابتهما بالانهيار والضعف يعني صعود قوى بديلة من الأطراف التي لا يفضلونها .. إنهم يعلمون جيداً هذا الاحتمال ويعملون على تجنبه باستغلال بقايا قوتهم حالياً لإضعاف الخصوم المفترضين .

أما الابتعاد القسري والخروج الاضطراري والغياب خارج المشهد وبعيداً عن الوطن فإنه كفيل بالمحافظة على مكتسباتهم المحققة في العقود الأخيرة.. المجد والثروة والمكانة .. غير ذلك لا يمكن التعويل عليه بما فيه الاستناد إلى تعويض الخسائر بشهادة تاريخية .. التاريخ لايرحم ولايجامل والطرفان يدركان أن الماضي ليس كافياً للحضور التاريخي الناصع وشواهد الساعة تتحدث عن لعنات لا عن مآثر .. لذا ومع مخاوف التسبب في انفجار الصراع داخل العائلة الواحدة لاختلاف المواقف والآراء ووجهات النظر بين الإخوة وأبناء العمومة قد تدفع إلى اختيار وتفضيل الرحيل المؤقت الذي يوفر ضمانات كافية لإمكانيات العودة للساحة من جديد بعد عامين أو بعد عشرين عاماً .. إنه يبدو خياراً أفضل من تعريض الأسرة للفناء والانتهاء .. الرحيل سيساعد على الالتحام والتلاقي وتقوية الأواصر العائلية واحتواء التباينات وتوحيد الرأي والموقف .

قلنا إن جيفارا مات .. ونقول ايضاً إن جيل الألفية الجديدة مختلف عن جيل منتصف القرن الماضي .. ونضيف أن من ولد ونشأ وشبّ وشاب على حياة الثراء والترف سيظل ملهوفاً إليها حين يتورط مع مايعرض حياته وثروته للخطر .

رجل الأعمال حميد الأحمر يفصح عن ذلك حين يعلن أنه لا يريد المشاكل ولا يطمع في الحكم ولا يحب الحرب التي فرضت عليه .. نبرة كلامه ، وإن ارتفعت حدتها ، تكشف عن تفضيله حياة الأغنياء عن العيش مطارداً ومستهدفاً بالقتل حتى وإن حصد لقب: خليفة جيفارا .. أن يكون له حظوة وسطوة ونفوذ وكلمة وقرار كزعيم سياسي وقبلي وملياردير يقابل السفراء ويلتقي الوزراء ويُفرش له السجاد الأحمر وتفتح له في المعابر صالات كبار الضيوف خير له من انتظار قذائف الهاون كل مساء يغلق فيه باب غرفته ويأوي إلى فراش النوم .. هو يعي أن فرصته التي كانت في امكانية الحكم أو المشاركة فيه قد انكمشت ونقاط قوته قد استنفدت وانكشفت في العامين الاخيرين ..

إنه تاجر والتاجر يفكر دائماً بالربح والخسارة .. وحين يعلن إنفاقه ملياراً على الثورة فهو يعني أنه خسر اضعافها لانشغاله بالسياسة واهداره وقتاً طويلاً مشغولاً بالصراعات وابتعاده كثيراً عن ممارسة العمل التجاري بحرية واريحية كما كان عليه من قبل وانعزاله عن العالم كاحتياطات امنية لا تساعده على الزيارات الخارجية والاقتراب من شبكة المصالح التجارية العالمية بعدما كان قد حقق انجازات لافتة في السنوات الأخيرة في الميدان التجاري .. ومالحق بأحلامه وطموحاته من قصف ونسف في العام الماضي سيجعله يراجع الكثير من الحسابات .. وحين يقف مع النفس ويجد أنه لم يحرز مقابل خسائره التجارية أي مكسب سياسي أو انتصار شخصي سيدفعه إلى تغيير طريقة التفكير واتباع برنامج عملي مختلف وطواقم ومساعدين يفكرون بطريقة غير التي يفكر بها ..

خصوصاً وهو يرى الانتكاسات التي لحقت بقدوته ومثله الاعلى سعد الحريري في لبنان ويحاول اتقاء الوقوع بالمصير ذاته .. قد يؤثر طبع العناد والمكابرة التي تتسم به شخصية حميد على الامتثال لقناعاته وسيظل في صراع نفسي مع ذاته يتنازع معها الاستمرار على الخطأ بتهور أو الاعتراف بالصواب والرضوخ للحقيقة دون مغالطة أو التفات لمخاوف وأوهام الفراغ .. عندها سيتخذ القرار الفصل وهو يستعيد في شريط الذاكرة صوراً مرعبة من تدمير قصره الجديد وإحراق منزل الفقيد الراحل (والده) بما يحمله من رمزية ودلالات ومالحق بشركة سبأفون من تراجع وتدهور ومايمكن أن يسببه صراعه السياسي من خسارات مالية لشركاته في انحاء العالم قد يصل بها إلى الإفلاس بعد عام أو عامين لابتعاده عن المتابعة والإشراف ومدى فداحة ماقد ينتج عن خصوماته السياسية من فقدان عملاء وصفقات دولية تضع في حساباتها الوضع القانوني والسياسي للشريك التجاري ..

عوضاً عن أية عقوبات بتجميد الأموال وحجز ومصادرة الأملاك بقرار من مجلس الأمن لمعرقلي المبادرة الخليجية في اليمن قد يكون هو المتضرر الأكبر منها .. بالإضافة إلى إدراكه لما يتسبب فيه موقفه العدواني تجاه صالح وأولاده من توتير علاقته برجال اعمال خليجيين وعرب وأجانب يرتبطون مع الرئيس السابق بعلاقات وثيقة وتربطهم باليمن مصالح مشتركة قد يجدون العلاقة مع حميد مهددة لها وبالمثل علاقات الصداقة والشراكة مع امراء وشيوخ دول الخليج ومصر وليبيا والسودان.. حيث مشاريع حميد الأحمر توجد جنباً إلى جنب مع حضور لايزال له تأثير لشخص صالح كرئيس دولة سابق .. أيضاً تأثيرات مواقف حميد السياسية سلبياً على مصالح اخوانه حسين وصادق في السعودية –مثلاً- وتأزيم وضع حمير في البرلمان وتعريض الدوائر الانتخابية الخمس المغلقة حصرياً له واخوانه في عمران لمخاطر الانقضاض عليها في الانتخابات المقبلة .

قد أكون عكس الآخرين المشككين في قناعة صالح بترك الرئاسة .. أنا أضع نفسي مصدقاً للرجل كما تصديقي للآخرين .. أقارن أقوالهم بما يتبع من افعال وأحاول ربطها بجزئيات كثيرة من حوادث الماضي وأحداث الوقت الراهن .. إنني مصدق لنسيان صالح الكرسي وعزوفه عنه .. صار مدركاً تماماً أن الملك خرج من يده .. ينظر إلى مصير أقرانه في مصر وليبيا وتونس ، فينبسط بما آل إليه.. يرى مايعانيه بشار الأسد في سوريا ومايواجهه علاء مبارك خلف القضبان وماانتهى به ابناء القذافي واعتقال الساعدي فينشرح قلبه على بقاء أحمد ويحيى وطارق وعمار بعيداً عن قبضة الثوار والوقت مازال كافياً لتفكيك مشروع التوريث والمحافظة على رصيد الاحترام للأبناء مع الآخرين ..

إنه مؤمن تماماً بعدم جدوى التفكير في الرئاسة من جديد .. سواءً له أو لأبنائه .. راضياً بأمر السماء .. صالح يخاف فقط من ارتداد الطلقة .. يخشى على نفسه واسرته من اصدقاء الأمس اعداء اليوم .. علي محسن وآل الأحمر ... بحكم معرفته لهم وعلاقته بهم ومما تعرض له من محاولة اغتيال بتفجير جامع الرئاسة .. ربما يعمل حالياً على تأمين حياته وأسرته في المستقبل من التصفيات والمحاكمات ..

يسعى ربما من خلال مايقوم به حالياً إلى اضعاف هؤلاء واجبارهم على المزيد من التنازلات لحماية أنصاره وحزبه والمحسوبين عليه من أي بطش متوقع في حال تمكن علي محسن وابناء الأحمر من القيام بعمل ضخم قد يقلب الطاولة على الجميع في لحظة انشغال عام يضرب فيها الأخوان المسلمون وشباب الثورة وأحزاب المشترك ضربتهم وينقلبون على المبادرة بالسيطرة على العرش .. قد يكون مثل هذا مستحيلاً لكنه على مايبدو هاجس بمثابة كابوس يؤرق صالح صاحب التجربة والخبرة الطويلة. المناوشات التي يقوم بها هذه الأيام تستفزهم كما هو واضح .. الاستفزاز بدوره قد يكشف النوايا .. صالح يعرفهم أكثر من غيره .. ويخاف منهم أشد من الجميع .. إنه يناوش لإبعادهم عنا لكي يبتعد وهو مطمئن..

- صحيفة الديار
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس
قديم 08-21-2012, 01:06 AM   #32
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


تقرير: اليمن يقبع بين مطرقة القاعدة والولاءات القبلية

الاثنين 20 أغسطس 2012 08:19 مساءً

((عدن الغد)) متابعات:

تواجه مساعي الرئيس عبد ربه منصور هادي، لإعادة النظام إلى اليمن بعد الانتفاضة التي اندلعت العام الماضي ضد سلفه خطر أن تعطلها حرب مطولة ضد تنظيم القاعدة ما لم يتخذ خطوات سريعة على صعيد محادثات المصالحة، ويؤكد سيطرته على القوات المسلحة.

والمشاحنات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وشكاوى المتمردين الحوثيين بالشمال، والانفصاليون في الجنوب، وانعدام القانون في البلاد، التي تنتشر بها الأسلحة ليست سوى بعض من العقبات في طريق أهداف إعادة الإعمار أمام هادي.


ويمثل تنظيم القاعدة الذي له القدرة على الضرب في أنحاء البلاد، التي تواجه مشاكل مزمنة مثل الفقر ونقص الموارد ويحتاج بصورة ماسة إلى استثمارات أجنبية أحدى العقبات الرئيسية على طريق بناء مستقبل آمن في اليمن.

وتصف وكالة المخابرات المركزية الامريكية "سي.آي.ايه" تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ومقره اليمن بأنه الجناح "الأخطر" للتنظيم الذي اسسه أسامة بن لادن.



وقد عانى هذا التنظيم بعض الانتكاسات منذ تولى هادي الحكم في نوفمبر "تشرين الثاني" العام الماضي بموجب اتفاق لنقل السلطة بدعم من الولايات المتحدة.



وطرد الجيش اليمني مدعوما بطائرات أميركية بلا طيار القاعدة وجماعة أنصار الشريعة المتحالفة معها من مدن في محافظة أبين التي سيطرا عليها العام الماضي. لكن المتشددين يردون بموجة تفجيرات انتحارية تستهدف قادة بالجيش وحلفاء قبليين.



وأسفرت سلسلة من الهجمات عن مقتل قائد المنطقة الجنوبية اللواء سالم قطن في يونيو "حزيران"، ورئيس الأكاديمية العسكرية العميد عمر بارشيد في اغسطس "آب".



وقال، إبراهيم شرقية، المحلل المتخصص في الشأن اليمني بمعهد بروكنجز بقطر،:"لا شك أن الحرب على القاعدة حققت نتائج ملموسة، لكن هادي فاز بمعركة فحسب وليس حربا".



وأضاف "لكسب الحرب يحتاج هادي إلى العمل على برنامج شامل للتنمية، وإعادة بناء مؤسسات الدولة ودفع حوار المصالحة الوطنية إلى الأمام". وحين تنحى صالح في نوفمبر "تشرين الثاني" العام الماضي كانت البلاد في حالة خراب.



كان الجيش منقسما بعمق، بينما سيطر متشددون مرتبطون بالقاعدة على مناطق كبيرة من الجنوب وانخفضت صادرات النفط إلى النصف بعد هجمات متكررة على خط أنابيب النفط الرئيسي وقضت صنعاء معظم الليالي في الظلام بسبب تكرار انقطاع التيار الكهربائي.



وعاد قدر من الاستقرار منذ ذلك الحين، لكن يمنيين يقولون إنه لم يعد للمستويات التي كان عليها قبل أن يخرج نشطاء إلى الشوارع في يناير "كانون الثاني" العام الماضي لتبدأ الانتفاضة التي أسفرت في نهاية المطاف عن انتهاء حكم صالح الذي استمر 33 عاما.



وتم تفكيك الحواجز التي كانت تقسم البلاد إلى مناطق متحاربة وأعيدت إمدادات الكهرباء وبدأ أقارب صالح الأقوياء يفقدون نفوذهم تدريجيا في القوات المسلحة والمؤسسة الأمنية.



وبدأت البلاد تصدير وقود الطائرات للمرة الأولى منذ 18 شهرا، بعد إصلاح خط أنابيب النفط مما سمح باستئناف عمل المصفاة الرئيسية في عدن أوائل هذا الشهر. واستقرت عملة الريال التي تتذبذب صعودا وهبوطا منذ العام الماضي.



وحدث الانتصار الأكبر في يونيو "حزيران"، حين استطاع الجيش اليمني مدعوما بالغارات الجوية الأميركية إخراج إسلاميين متشددين من مدن في جنوب اليمن سيطروا عليها عندما كان صالح يسعى لإخماد الانتفاضة ضد حكمه.



لكن المحلل اليمني، علي سيف، قال إن الانقسامات السياسية والإقليمية في اليمن، تمثل تهديدا على المدى الطويل أخطر من المتشددين الذين توجه واشنطن كل تركيزها لهم حاليا.



وكان تنظيم القاعدة قد استغل اليمن فيما سبق بوصفه قاعدة لشن هجمات في الخارج. وفي عام 2009 حاول التنظيم تفجير طائرة متجهة إلى الولايات المتحدة.



وبموجب إتفاق نقل السلطة، الذي أبرم مع صالح تم تكليف هادي بالإشراف على إصلاحات كبيرة خلال الفترة الانتقالية، التي تستمر عامين لضمان الانتقال إلى الديمقراطية.



ومن هذه الإصلاحات إعادة هيكلة القوات المسلحة لتوحيدها وإنهاء سيطرة عائلة صالح. وأقال هادي قائد القوات الجوية، وهو أخ لصالح، ثم وجه اهتمامه إلى ابن صالح الأكثر قوة العميد أحمد قائد الحرس الجمهوري، الذي كان ذات يوم حائط صد ضد تنظيم القاعدة.



وأصدر الرئيس أكثر من مرسوم هذا الشهر، أنشأ بموجبها قوة جديدة تحت قيادته وشكل وحدات من الحرس الجمهوري، إضافة إلى وحدات اللواء علي محسن الذي انشق على قوات صالح خلال الانتفاضة.



ونتيجة لهذه الخطوات انخفض عدد الكتائب التي تقع تحت قيادة أحمد إلى الثلث مما أدى إلى تمرد محدود في قوات الحرس الجمهوري تبادل خلاله جنود إطلاق النيران مع موالين لهادي أمام مبنى وزارة الدفاع خلال الأسبوع الماضي.



وقالت، إيمان القاضي، من مجموعة "يوراسيا" للاستشارات، إن المراسيم تنشيء فعليا جيشا وهيكلا أمنيا موازيا وهو ما سيقاومه صالح وابنه. وكتبت تقول:"مقتل اللواء عمر بارشيد المسؤول الكبير بالقوات الجوية ورئيس الأكاديمية العسكرية اليمنية... مؤشر على ازدياد قوة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب والجماعات المتعاطفة معه".



وتسعى حكومة هادي إلى عقد مؤتمر للمصالحة للمتمردين الحوثيين في الشمال، وجماعات أخرى في صنعاء في وقت لاحق من العام الحالي.



وقال، محمد الأحمدي، وهو صحفي متخصص في شؤون الإسلاميين باليمن، إن هزيمة القاعدة ستكون في إطار نهج أوسع ينطوي على حوار مع جميع الأطراف. وأضاف:"لاتزال الحرب دائرة في اليمن وليس هناك حل عسكري لهذه الحرب... التجربة السابقة اظهرت أنه لن يفيد سوى حل شامل ينطوي على الحوار، وتوفير الخدمات والعمل على إستعادة شرعية الدولة".

من/ العرب أونلاين

جميع الحقوق محفوظة لعدن الغد © 2012
  رد مع اقتباس
قديم 09-03-2012, 12:10 AM   #33
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


اليمــن مكــرر !

أحمد غراب الأحد 2012/09/02 الساعة 11:46:29

كل شيء في هذه البلاد يتكرر ويعيد نفسه، التاريخ بحماقاته، والمشاريع بتعثرها، والقبائل بتعصبهم وتفرقهم وثاراتهم، والعامة بجهلهم وأميتهم، والخارج بأطماعه، والداخل بتمزقه وتمذهبه وتسلحه.

«سيل العرم» تكرر بألف شكل وشكل سياسي واقتصادي واجتماعي وقبلي.


تهدم سد مأرب تكرر بألف أثر وأثر، نعيش - في شتات - جائعين ونازحين ولاجئين وميسورين، يعتمدون على حوالات المغتربين، كأن الشعب يدفع ثمن طوفان شردنا وجوعنا.

فساد الملوك تكرر، «قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها... وكذلك يفعلون» ملوك الطوائف وأرباب الصراع أفسدوا بصراعاتهم كل المدن والقرى في بلادنا ونشروا الأسلحة وجندوا الأتباع والإعلام لتفريق الناس.

كنا قوم نفرح بهديتنا، فصرنا نفرح بأحزابنا ومذاهبنا، وصار المواطن يتجرع آثارها فيقول: «هدية القرد حواني».

تكررت التبعية «أمن، وكل»، «قالت يا أيها الملأ أفتوني في أمري»... «قالوا الأمر إليك...».

بلقيس كانت حكيمة، وهم واثقون بحكمتها، لكن تبعيتنا اليوم قبلية أو سياسية، حزبية، مذهبية ومافيش ولا «تبع» يقول كلام من رأسه، «ناس يقولوا يا شيخنا واحنا فدا لك وأنت الأسد واحنا عيالك، وناس شعارهم بعد المليح بعده، وناس يغنوا: تعيش أنت وتبقى أنا الذي مت حقاً..».

وعلى طريقة أولئك المغتربين الذين وكلوا شخصاً بإدارة شئونهم في القرية أثناء غربتهم، وعندما طلق زوجته استغل التوكيل وطلق جميع نساء القرية ليكونوا على حد سواء.

المشاريع تكرر نفسها أيضاً!!

كم مرة سمعنا عن مشروع تحلية مياه البحر في تعز وإب؟ كم خبراً تناولت الصحف عنها؟ مئات المسؤولين تحدثوا عنها؟

كم عشر مرات نزلت مناقصة مشروع طريق الحسينة - جبل الشرق؟ وكم خمسين شركة استلمت المشروع ثم تعثرت ثم نقلت الراية للشركة التي بعدها وهكذا دواليك؟!

وكذلك مشروع توسيع مستشفى الكويت في صنعاء، المشاريع تعيد نفسها لدرجة تجعل المسؤولين والناس يعتقدون من كثرة ما سمعوا من الكلام عن المشروع أنه قد تحقق..

القرارات تكرر نفسها!!

كم مرة أعلنت الداخلية عن أسماء ضاربي أبراج الكهرباء؟

كم مرة أعلنت المالية صرف العلاوات والتسويات ولم تستكمل صرفها حتى اليوم.

كل شيء في هذه البلاد يكرر أخطاءنا، وحماقاتنا، وكوارثنا، وضحايانا يذهبون بذات الطريقة، الخطابات السياسية تتكرر، والخطط الاقتصادية تتكرر وتتكور، والعقليات أيضا كأن عقول المسؤولين واحدة، وعقول القبائل واحدة، وعقول العامة واحدة، كأننا نطبع من عقل واحد ونسوي منه كاتلوجات، وبعد هذا كله مازلنا نسأل: أي حين ع تتطور بلادنا؟ تصوّروا!!

اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي.

"الجمهورية "
  رد مع اقتباس
قديم 09-04-2012, 06:12 PM   #34
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


الدولة تحكم اسرة قتلى الغارة الجوية برداع بـ 20 قطعة سلاح وتدفع4.5ملايين (ثوب قبر)

9/4/2012 11:52:55 AM أخر تحديث للصفحة في

براقش نت -

وصل امس الى مدينة رداع بمحافظة البيضاء – 170 كليو متر جنوب شرق صنعاء - وسط اليمن – عدد من المشايخ والوجهاء والاعيان مكلفين من قبل السلطة المركزية لتحكيم اهالي واسر ضحايا الغارة الجوية والتي راح ضحيتها 12 شخصا من المدنيين بينهم امراتان .

وذكرت صحيفة الشارع ان المشايخ سلموا 20 قطعة آال " كلاشنكوف " مقواد تحكيم من الدولة لاسر القتلى , إضافة الى تسليم أهالي القتلى 4 ملايين و 500 ألف ريال كـ " ثوب قبر " طبقا للعرف القبلي , على ان يخلي أبناء قيفة الشارع العام في مدينة رداع , مقابل التزام الدولة بدفع ما حكم به اهالي الضحايا , غير ان الاهالي رفضوا استلام التحكيم , طالبين مهلة الى مساء اليوم الثلاثاء للرد على المشايخ الوسطاء .

وقد تم فتح طريق ( البيضاء – صنعاء ) من قبل اهالي الضحايا بعد الحاح المشايخ وابناء منطقة العرش الذين اكدوا ان من حق الاهالي والاعتصام الاحتجاج السلمي دون قطع الطريق .
  رد مع اقتباس
قديم 09-04-2012, 06:24 PM   #35
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


مدير المنطقة الامنية بمذبح يتمرد على قرار وزير الداخلية ويتحصن بـ(المنطقة) مع قبائله

9/4/2012 10:41:48 AM أخر تحديث للصفحة

برقش نت -خاص:رفض العميد يحيى العكيمي مدير المنطقة الامنية بمذبح وسط العاصمة اليمنية صنعاء قرار وزير الداخلية الذي عين خلفاً له لتولي المنطقة الامنية .

وقالت مصادر أمنية بصنعاء لـ "براقش نت" ان العميد العكيمي الذي تم تعيينه من قبل اللواء علي محسن خلال الازمة في العام 2001م رفض تسليم المنطقة الامنية للعميد عبده السياغي الذي صدر قرار وزير الداخلية بتولي المنطقة الامنية بمذبح القريبة من قيادة الفرقة الاولى مدرع .

وأكدت المصادر ان العميد العكيمي اعلن تمرده على قرار وزير الداخلية فور صدور قرار بتعيين خلفاً له وتحصن داخل مبنى المنطقة الامنية مع مجاميع مسلحة تتبعه رافضاً التسليم .
  رد مع اقتباس
قديم 09-08-2012, 11:19 PM   #36
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


البرلمان يرفع جلساته بعد اقتحام مرافقو الشائف وبن عزيز للساحة ووصولهم إلى القاعة

شيخ قبلي

رفع مجلس النواب اليمني جلساته اليوم بعد اقتحام مرافقين تابعين للنائب محمد بن ناجي الشائف والنائب صغير بن عزيز لساحة المجلس بالأسلحة الرشاشة ووصول بعضهم إلى قاعة المجلس –وفقا لما ذكرت خدمة الصحوة موبايل الإخبارية.

ووصف نواب هذا التصرف بالجريمة وإصرار على إثارة الفوضى.
•الكاتب : الأهالي نت- صنعاء
  رد مع اقتباس
قديم 09-10-2012, 12:19 AM   #37
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


عشرات المسلحون من نهم يصلون الى اب بعد مقتل احد افراد قبيلتهم

الأحد 2012/09/09 الساعة 12:08:27

التغيير - متابعات :

ذكرت مصادر محلية من مدينة اب ان عشرات المسلحين وصلوا الى مدينة اب على متن سيارات قادمين من منطقة نهم للمطالبة بتسليم الجناة الذين قتلوا يوم امس احد اقاربهم واصابوا اخر في منطقة السحول بالقرب من احد مراكز الشرطة .

ووصل المسلحون الى امام مركز الشرطة الذي قتل امامه شخص وجرح آخر متهمين الاجهزة الامنية بالتواطؤ مع منفذي عملية القتل .

وكان مسلحين مجهولين قد قتلوا شخص واصابوا آخر ينتمون الى قبيلة نهم اثناء عودتهما من مدينة تعز .
  رد مع اقتباس
قديم 09-12-2012, 12:32 AM   #38
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


تحالف قبائل مارب والجوف تدين محاولة اغتيال القيادي الجنوبي المعارض محمد علي احمد

الثلاثاء 2012/09/11 الساعة 11:18:39

التغيير - صنعاء :

ادان تحالف قبائل مارب والجوف محاولة الاغتيال التي تعرض لها القيادي الجنوبي المعارض محمد علي احمد يوم امس بمدينة المكلا محافظة حضرموت .

واعتبر التحالف ان محاولة اغتيل القيادي محمد علي احمد تصرف جبان وتهور ،مؤكدين ان المساس بحياة القيادي الجنوبي او استهدافه باي شكلا من الاشكال هو خطر احمر كما ورد في البيان الصادر عن التحالف .

نص البيان الصادر عن تحالف قبائل مارب والجوف:

ندين بشدة محاولة الاغتيال التي استهدفة اغتيال الزعيم الجنوبي المعارض محمدعلي احمد من خلال عبوة ناسفة استهدفت موكبه في المكلا حضرموت امس ونعتبر ان هذا الحادث تصرف جبان وتهور خطير نستنكره ونؤكد بحكم معرفتنا بان المساس بحياة احمد او استهدافه باي شكل من الاشكال هو خط احمرعند كل الشرفا في اليمن لما يتمتع به الرجل من شعبية في الجنوب وعلاقات وتحالفات واسعة في بقية محافظات اليمن.

نحيي باعتزاز كبير تصريحات المناضل احمد التي اعفبت محاولة اغتياله والتي اكدفيها دعمه للفدرالية والتي تمثل المخرج الوحيد لانقاذ الوطن والوحده معآً ونرفض بشدة استمرار المركزية السابقة تحت اي مبرر0

والله الموفق

صادر في 2012/9/11

تحالف قبائل مارب والجوف
  رد مع اقتباس
قديم 09-17-2012, 01:14 AM   #39
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


عاااااااااجل:غد اجتماع موسع لمشائخ واعيان اليمن لمناقشات التطورات على الساحة الوطنية

الأحد, 16-سبتمبر-2012
الميثاق نت - خاص: -

علمت "الميثاق" من مصادر سياسية رفيعة، ان اجتماعات موسعة تعقدها عددا من القيادات السياسة والبرلمانية والقبلية والشخصيات الاجتماعية، اليوم الاثنين بصنعاء لمناقشة الاوضاع والتطورات على الساحة الوطنية والخروقات الامنية التي تمارس من قبل بعض اطراف الازمة اليمنية.

وفيما اتهم المصدر بعض اطراف التسوية الموقعة على المبادرة الخليجية تعاملها بانتقائية مع الالية التنفيذية للمبادرة وعدم التزامها بتنفيذ بنودها بشكل دقيق، قال المصدر ان اعداد كبيرة تمثل ابرز الشخصيات السياسية والاجتماعية ومشايخ اليمن والقيادات الحزبية وأعضاء مجلسي النواب والشورى اكدوا على حضورهم هذه اللقاءات والمناقشات لمختلف التطورات التي تشهدها الساحة اليمنية وخاصة التدهور والانفلات الامني الذي تعيشه اليمن لاول مرة.

وتوقع المصدر ان يصدر بيانا عن اللقاء الموسع يحدد فيه موقفه من تلك القضايا والتطورات والخطوات الواجب اتخاذها لاخراج الوطن من ازماته وردع المتآمرين على وحدته وامنه واستقراره وجر الشعب اليمني الى خندق الحرب الاهلية والعودة بالوطن الى المربع الاول من الازمة.

الأزمة الى مربعها الاول.

واشار المصدر الى ان اللقاء سيوجه رسالة الى فخامة الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي. وكانت مصادر قالت في وقت سابق لـ"الميثاق" ان العديد من الشخصيات تداعت لعقد هذه الاجتماعات الموسعة جراء التطورات وتداعيات الاحداث الامنية واتساع المهاترات الاعلامية بين شركاء التسوية السياسية.

واكدت مصادر وشخصيات قبلية وسياسية ان هناك تلاعب من بعض اطراف التسوية وعدم التزامها بتنفيذ الالية التنفيذية للمبادرة الخليجية بشكل دقيق الامر الذي بدا واضحا من خلال الاحداث الامنية وتدهور الوضاع في البلد على مختلف المستويات.

وقال المصدر ان بعض الاطراف تتعامل مع مسئليتها والتزاماته بتهور وعدم اكتراثها بالمواقف والتسوية السياسية والتصرفات التي تمارسها اعضاء في حكومة الوفاق الوطني وعدم احترامها وتمثلها لروح الدستور والقانون والاتفاق السياسي.
  رد مع اقتباس
قديم 09-21-2012, 01:27 AM   #40
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


محددات القضية الجنوبية

علي محمد باوزير

الخميس 20 سبتمبر 2012 08:46

أن اعلان الوحدة في 22 مايو 1990بالنسبة للجنوبيين لم يكن بوازع ايماني ديني ولا بدافع قومي عصبوي بالرغم من اهمية هذه العناصر , وانما من منظور مدني حضاري عصري كون سمة العصر هي التكلات والتجمعات يصعب على الكيانات الصغيرة والمتوسطة العيش بمعزل عن محيطها الاقليمي والجغرافي والاقتصادي, اي كانت الشعارات المرفوعة انذاك.

هذا المفهوم الحضاري العصري اصطدم بواقع قبلي , عشائري, وعسكري متخلف وغلو ديني لم يكن له مايبرره تمثل في المسيره المليونية التي جابت شوارع صنعاء ليلة اعلان الوحدة رافضة لها.

إلا أن سرعان ماادركت الاطراف المعنية خطورة هذه المجابهة فعمدت إلى ممارسة سياسة احتواء الوحدة وهو ماأكده المغفور له الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر طيب الله ثراه في مذكراته في الصفحة 248 و249 حين قال "لقد طلب منا تكوين حزب يكون رديفا للمؤتمر حيث ان هناك اتفاقيات تم التوقيع عليها مع الحزب الاشتراكي ولا استطيع (اي علي عبدالله الصالح) التململ منها وسوف ننسق معكم بحيث تتبنوا مواقف معارضة ضد بعض النقاط او الامور التي اتفقنا عليها مع الحزب الاشتراكي "

وما حرب عام 1994 إلا امتدادا طبيعيا لعملية الالتفاف هذه التي كان لها آثارها المدمرة على الجنوب وأهله وتحويله ارضا وانسانا وثروة إلى غنيمة وفيد. ويحضرني ما أسرلي به احد الاصدقاء انه بعد حرب 94وبعد تعيين المرحوم عبد العزيز عبد الغني رئيسا للوزراء ابلغه الرئيس بقوله "الحكومة مالها دخل بشركات الابترول " فاجابه الاخير ونحن موافقين ان نكون شقات(عمال) في الشركات فرد عليه الرئيس والوظائف لكم وهو ما تم بالفعل.









من هنا يمكن فهم اسباب حادثة اطلاق النار من قبل قوات الجيش في منطقة ساه بحضرموت في مطلع شهر يوليو من العام الجاري على مجموعة من ابناء المنطقة المتظاهرين سلميا مطالبين توظيفهم في احدى الشركات التي تعمل في موقع الامتياز في منطقتهم فأصابوا (12) شابا جراح بعضهم خطيرة (بيان لجنة تنسيق الفعاليات الشبابية بوادي حضرموت في 18-7-2012) تطبيقا لاتفاق الجنتلمان هذا بين الرجلين وهو ما يفهم اننا لسنا محرومين من ثروتنا فحسب بل حتى التوظيف في الشركات النفطية العاملة في مناطقنا اصبح حصرا على مواطني الدرجة الأولى , والجنوبين ليسوا منهم بالتكيداااكيد ونصيبهم من هذه الثروة ينحصر في التلوث البيئي والامراض السرطانية و الجلدية وغيرها من الأمراض غير المعهودة.

كما ان فصل الآلاف المؤلفة من الجنوبين مدنين وعسكريين من وظائفهم بعد حرب عام 94 و اسقاطات بعض عالية القوم بوصفهم هنودا وصومال أو كما وصفهم فضيلة الشيخ الديلمي بالعبيد (صحيفة الأولى العدد 479 في 22 يوليو 2012) جميع هذه المصطلحات لم تاتي من فراغ.

لقد حان الوقت, على الجنوبيين أن يكونوا اكثر جرأة في التمسك بموضوع الهوية الذي تأجل كثيرا ولم يعد يحتمل. خاصة وان للجنوب تاريخ و حضارة موغلة في القدم تضرب جذورها في عمق تاريخ الجزيرة العربية قل ان نجد لها مثيلا لدى اي من شعوب المنطقة .

أن التمسك بموضوع الهوية في الجنوب هو شأن في غاية الأهمية فقد أدركت أهميته الشعوب والدول منذو القدم واخذت به وعرفت من خلاله وميزت بها نفسها عن الغير حيث انه بمجرد ما تحدد جنسية الشخص تعرف فورا إلى أي أرض ينتمي. و نحن في الجنوب مالم نتمسك بهويتنا بقوة وجرأة سنظل كفاقد الذاكرة يتخبط ولا يعرف من هو ومن اين أتى بالرغم من أن التاريخ قد حدد حدود دولة الجنوب التاريخية بوضوح وموقع ومكانة و مسمى الجنوب من الناحية السياسية والتاريخية والدينية و دوره في نشر الاسلام بين شعوب المعمورة .




ان التخبط والغموض المبهم في الهوية والانقسامات كان له دورا اساسيا في معاناة الجنوبين وتعقيد قضيتهم بالرغم من عدالتها , ترتب عليه اسغلال ارضهم ونهب ثرواتهم وحرمانهم منها و على الجنوبين أن يدركوا خطورة انقساماتهم و اثارها السلبية المدمرة عليهم وعلى قضيتهم وهو ما قد يدفع المجتمع الدولي والاقليمي إلى فرض الحل الذي يريده عليهم, وما المبادرة الخليجية التي لم تشر للقضية الجنوبية لا من بعيد ولا من قريب وكذا قراري مجلس الأمن رقمي 2014 و2051 الا خير مثال على ذلك.

ومع ذلك لازلنا نعتقد أن حل قضية شعب الجنوب لا يمكن ان تتم في إطار اصلاح اي شكل من اشكال الوحدة من الداخل لانه لا توجد وحدة من الاساس بعد أن استعاد الشماليون دولتهم بالحرب في عام 94, ولو كان ماهو قائم في الجنوب وحدة , لما وجدت هناك قضية جنوبية اصلا .

وعليه فانه من حق شعب الجنوب أن يستعيد دولته بالسلم ولكن ليس من خلال مؤتمر الحوار الوطني الشامل بمسارته الحالية كما يرى البعضوانما من خلال مسار اخر (شمال جنوب), كما أن طرح خياري الفدرالية أو فك الإرتباط من قبل الجنوبيين كخيارات مسبقة من قبلهم بدلا من حق تقرير المصير واستعادة الدولة لن يبقى للمفاوض الجنوبي ما يتفاوض من أجله .

أن المطالبة باستعادة دولة الجنوب هو امر طبيعي لعدم وجود دولة . كما انالاخوة في الشمال و ان أعترف البعض بالقضية الجنوبية إلا أنهم لا يجرؤون على القول "اننا على استعداد لاعادة جميع المنهوبات والمسروقات الجنوبية من اراض , وممتلكات , وثروات, وجميع موسسات و منشأت دولة الجنوب التي تم نهبها . ناهيك عما صرح به موأخرا الامين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام الشيخ البركاني أنه لا يعترف بالقضية الجنوبية ولن يعتذر لهم بل سيقاتل من اجل الوحدة على حد قوله !!! (صحيفة اليقين العدد 79 في 21 يوليو 2012)

وحتى المعترفين بقضية شعب الجنوب, نجد صعوبة في معرفة مفهومهم للقضية الجنوبية لأن مايعتقدونه يخالف تماما ما يؤمن به الجنوبيون وبالتالي فان تحديد مواقفهم من قضية شعب الجنوب يتتطلب بالضرورة الاجابة على الاسئلة التالية :

•هلالقضيةالجنوبية بالنسبة لهم قضيةداخلية شأنهافي ذلك شأنايقضية في مديرية وبالتالي لا تعدو ان تكون مجردبندمنبنود مؤتمرالحوارالوطني كما اشار إلى ذلك دولة رئيس الوزراء الاستاذ حيدر ابوبكر العطاس أوانهاقضية,وحدة سياسيةبيندولتين اسقطتهاالحرب.

• ماهية الية هذا الحوار ان تم, هل هي سلطة ومعارضة أم الشمال والجنوب ?
•ماهي مرجعية الحوارهل هي المبادرة الخليجية أو قرار ي مجلس الأمن رقمي 2014 و 2051 اللذين لم يشيرا في اي من بنودهيما إلى القضية الجنوبية أم قرارات الشرعية الدولية الصادرة في عام 94 والمتمثلة في قراري مجلس الأمن 924 و931 وكذا قرار دول مجلس التعاون الخليجي 51 الصادر عن مؤتمر ابها عام 94الذي نص صراحة على أن الوحدة تمت بالتراضي وان استمرارها يجب أن يكون بالتراضي ؟.

• مكان مؤتمرالحوار هل سيكون في الداخل أم خارج اليمن .

• ماهي الضماناتالتي ستعطى لتنفيذ مخرجات هذا الحوار ؟ والجميع يدرك أن اتفاقيات الوحدة قد تم وأدها ووثيقة العهد والاتفاق تم التنكر لها وقرارات الشرعية الدولية الصادرة في عام 94 لم تطبق وتعهد الحكومة اليمنية الذي سلمه المرحوم الدكتور العطار للأمين العام للأمم المتحدة أبان حرب عام 94 والذي تعهد فيه بمواصلة الحوار بين طرفي القضية لم ينفذ هو الأخر.

ان الاجابةعلىالتسأولاتأنفةالذكر هي التي ستحدد موقف كل الاطراف الجنوبية من الحوار , و بدون الاجابات المقنعة عليها يستحيل على أي طرف جنوبي ان يشارك في الحوار باسم الجنوب .


علي محمد باوزير
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas