المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأخبار السياسيه
سقيفة الأخبار السياسيه جميع الآراء والأفكار المطروحه والأخبار المنقوله هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها ومصادرها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


حضرموت والجنوب العربي ( بعد انهيار دولة علي صالح ) فيدرالية

سقيفة الأخبار السياسيه


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-08-2011, 02:44 AM   #51
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


أي أن سبأ الأكبر هذا هو بمثابة حفيد لحضرموت بن قحطان. ومن يريد الاستزادة في ذلك يعود إلى المصادر والمراجع في هذا الشأن ومنها ذكراً لا حصراً ما كتبه الدكتور محمد عبد القادر بافقيه عن حضرموت في الموسوعة اليمنية الجزء الأول والصادرة عن مؤسسة العفيف في صنعاء عام 1991م وفي صفــ405ــحة وما بعدها. وكذلك ما كتبه القاضي عبد الوهاب الشماحي في كتابه (اليمن:


الإنسان والحضارة) الصادر في القاهرة عام 1973م وفي صفــ35ــحة وما بعدها. وكذلك ما كتبه عبد الرحمن بن عبيد اللاه السقاف في كتابه (أدام القوت في ذكر بلدان حضرموت) الصادر في صنعاء عام 2002م عند كلمة (شعب هود).

ولهذا يرى البعض أن قبيلة (حضرموت) والتي نسبت إلى مؤسسها (حضرموت بن قحطان) هي من أقدم القبائل العربية في جنوب الجزيرة العربية وقبل أن تظهر القبائل السبائية المعروفة اليوم. ومن قبيلة (حضرموت) هذه ظهرت القبائل الأخرى في أرض حضرموت وأهمها سيبان والصدف والسكون والسكاسك وغيرها.

واليوم نجد أن في حضرموت حوالي (13) قبيلة رئيسية بعضها ينحدر مباشرة من قبيلة حضرموت الأصلية، وبعضها مختلطة بغيرها من القبائل الوافدة. وقد قدّر البعض أنه من القبائل الثلاثة عشر الرئيسية في حضرموت تتفرع (66) بطناً ثم إلى (410) فخذاً. ويشكل أفرادها حالياً (60%) (وربما أكثر) من سكان حضرموت اليوم والمقدر عددهم حسب تعداد 2004م حوالي مليون نسمة ولا يدخل فيهم أعداد المغتربين في الخارج.
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس
قديم 08-09-2011, 02:23 AM   #52
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


وما ذكرناه سابقاً يعني أن هناك تكوين قبلي وبشري قديم في هذه الأرض المسماة (حضرموت) مما يجعلها مميزة حتى وأن اختلط بعض قبائلها بغيرها من القبائل والشعوب الوافدة على أرض حضرموت.

وهذا يجعل الهوية الاثنية – أن جاز التعبير – لها جذور وقواعد في حضرموت. ولعله من المفيد الإشارة هنا أن قوم عاد باستيطانهم لأرض الأحقاف أو حضرموت يعد أقدم استيطان وعمران بشري في الجزيرة العربية بحسب إشارة الدكتور محمد عبد القادر بافقيه في كتابه (تاريخ اليمن القديم) صفــ42ــحة.

2) أن مملكة حضرموت التي ظهرت في حدود عام 1500 قبل الميلاد أي منذ حوالي (3500) سنة مضت هي أول مملكة تظهر في جنوب الجزيرة العربية،

أي قبل أن تظهر مملكة معين أو مملكة سبأ كما يقول الأستاذ محمد عبد القادر بامطرف في صفــ23، 24ــحة من كتابه (المختصر في تاريخ حضرموت العام) الصادر في المكلا عام 2001م.

وهذا يعني أن لحضرموت السبق والريادة في ظهور النظام السياسي والإداري في جنوب الجزيرة العربية مما يعزز هويتها الحضارية المميزة.

  رد مع اقتباس
قديم 08-10-2011, 02:56 AM   #53
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


3) أن النشاط التجاري للحضارمة القدماء براً وبحراً قد ارتبط بما تنتجه أراضيهم من سلع ومواد مطلوبة عالمياً آنذاك ومنها اللبان والبخور والتي كانت من السلع الإستراتيجية في العصور القديمة، تماماً كحال النفط اليوم، فقد كانت أمم الأرض حينها في حاجة إلى البخور واللبان لإتمام طقوسهم الدينية وتنصيب الحكام في المعابد، وكذلك لتحنيط جثث الموتى وفي بعض الأغراض العلاجية وغيرها.

وهذا التميز في التجارة الحضرمية قد أعطى هوية خاصة لهؤلاء الحضارمة في نشاطهم البشري هذا وأصبحوا معروفين بذلك. وقد ارتبط بهذا النشاط التجاري حركة ملاحية واسعة سيطروا بها على شؤون الملاحة في أجزاء كبيرة من المحيط الهندي وخاصة في سواحله العربية والإفريقية، بل وإلى شبه القارة الهندية وجزر الهند الشرقية، مما أعطى للحضارمة صفة مميزة عن غيرهم من سكان جنوب الجزيرة العربية.

حتى أن بعض المؤرخين العرب المعاصرين أطلق عليهم (فينيقيو الجنوب) مقاربة وتمييزاً لهم عن (فينيقي الشمال) وهم الفينيقيون الذين سيطروا على الملاحة في البحر المتوسط.

4) أن الهجرات البشرية التي انطلقت من حضرموت في العصور القديمة والعصور الإسلامية والحديثة تعزز مكونات الهوية الحضرمية، ومنها هجرة قوم عاد الثانية والتي خلفت قوم عاد الأولى بعد أن أصابهم عقاب الله عز وجل لعصيانهم وكفرهم برسالة نبي الله هود عليه السلام.

وحيث دخلت عاد الثانية وهي الفئة المؤمنة برسالة النبي هود عليه السلام في صراع مع مجموعة منها سميت بقوم ثمود ثم ارتحلت هذه المجموعة إلى شمال غرب الجزيرة العربية حيث منطقة مدائن صالح، وهناك أنزال عليهم بأمر الله عز وجل الرسالة على نبي الله (صالح) عليه السلام وقصة ذلك معروفة وما جرى لهم مع الناقة مذكور في القرآن الكريم.

وفي مرحلة تالية انطلقت من حضرموت كوكبة من رجالها تجاراً وملاحين واستقروا في جزر البحرين في الخليج العربي واختلطوا بسكانها الأصليين، ومن البحرين إلى سواحل بلاد الشام واختلطوا هناك كذلك بأقوام أخرى وأقاموا ما عرف بالشعب الفينيقي والذي انطلق بدوره إلى سواحل إفريقيا الشمالية وجنوب أسبانيا.
  رد مع اقتباس
قديم 08-12-2011, 03:30 AM   #54
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


وقد أعطى الحضارمة في هذه المسيرة الطويلة من الهجرة سمات من حضارتهم الراقية مما جعل هؤلاء الفينيقيين يطلقون على أحد مستوطناتهم في الساحل التونسي اسم (حضرموت) وهي المسماة اليوم (سوسة)، وذلك تيمناً بالمحطة الأولى التي انطلق منها أجداد الفينيقيين وهي (حضرموت) بجنوب الجزيرة العربية. ويمكن الرجوع في بعض تفاصيل هذه الهجرات الحضرمية قبل الإسلام إلى الكتيب أو الكتاب الذي أصدرناه بعنوان (هجرة الحضارمة في العصور الغابرة: عصور ما قبل الإسلام).

أما في العصور الإسلامية فقد كان للمجاهدين الحضارمة الدور الملحوظ في حركة الفتوحات الإسلامية في كل من الجزيرة العربية والعراق والشام ومصر وبرقة وشمال إفريقيا والأندلس وغيرها. ومن هؤلاء ظهر العلامة ابن خلدون والذي أقر وبخط يده أنه من سلالة حضرمية هاجرت إلى الأندلس ثم عادت إلى تونس بعد سقوط غرناطة عام 1492م واستقرت فيها وكذلك مجموعة من القضاة والعلماء والولاة الحضارم الذين تولوا شؤون العلم والإدارة والقضاء في مصر وبلاد الشام وغيرها.

ومن الهجرات الحضرمية المعروفة في العصر الفاطمي هجرة بن هلال.

وقد قدموا قبل ذلك بزمن غير معروف من هينن وقعوضة بشمال وادي حضرموت واستقروا في نجد ثم في الحجاز ثم في صعيد مصر ثم أخيراً في برقة بليبيا وإلى بلاد القيروان وحيث تنسب مدينة سيدي بو زيد في وسط البلاد التونسية إلى (أبي زيد الهلالي)، وكذلك انتشر الهلاليون في الجزائر وبلاد مراكش بالمغرب الأقصى ثم إلى موريتانيا أو بلاد شنقيط وحول نهر السنغال وغرب إفريقيا. ولا شك أن هذه الهجرات البشرية من حضرموت عززت مكانة حضرموت وهويتها لدى الشعوب التي عرفت وتعاملت مع الحضارمة.


وفي العصر الحديث نجد أن تاريخ هجرة الحضارمة عاملاً معززاً لهويتهم الحضارية والتي أصبحت راسخة ومحددة المعالم لدى شعوب الأرض ومنهم شعوب القارة الهندية وشرق أسيا وشرق إفريقيا بالإضافة إلى سكان الجوار في الجزيرة العربية وبلاد الرافدين والشام ووادي النيل وغيرها من المناطق، حيث استطاع هؤلاء المهاجرون الحضارمة أن ينقلوا إلى هذه المهاجر الكثير من القيم والسلوكيات الإيجابية الدالة على شخصية وهوية متميزة لدى الإنسان الحضرمي وما يتمتع به من أمانة واستقامة وحسن خلق وتعامل إيجابي وتمسك بالدين والتزام بما أوجب الله من نهي عن المنكر وأمر بالمعروف وإغاثة للمنكوبين وتسامح مع الآخرين والمبادرة إلى فعل الخير وعدم انتظار للثناء أو الأجر إلا من الخالق تبارك وتعالى. وغيرها من فضائل الأعمال والأخلاق التي أمر بها الله عز وجل عبادة المسلمين وأوصى بها سيدنا محمد .

ولو اقتصرنا فقط على أثر هجرة الحضارمة عبر التاريخ ودورها في ترسيخ وتعزيز هوية حضرموت الحضارية لكان ذلك كافياً لنا لنلمس محددات هذه الهوية التي أراد لها عز وجل أن تكون ثابتة الأركان وراسخة الدعائم مع تعاقب الدهور والعصور.
  رد مع اقتباس
قديم 08-13-2011, 03:12 AM   #55
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



5) الكم الهائل والمتنوع والثري من التراث الاجتماعي والثقافي والفكري والعلمي والعمراني والاقتصادي وكل ما جمعه وتداوله ومارسه الحضارمة عبر تاريخهم الطويل في العادات والتقاليد الاجتماعية والفنون والآداب واللباس والطهي والعمران وتخطيط المدن والطرق والصناعة والزراعة والري والملاحة البحرية والتجارة البرية، وكل ماله صلة بحياة البشر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، مما يجعلنا بحق أمام حياة حضارية حافلة ومزدهرة، وتعطي لنا نموذجاً متكاملاً عن هوية متكاملة، وهي منّة ومكرمة من الخالق تبارك وتعالى لشعبنا الحضرمي. ولا ينبغي أن يغيب عن بالنا من قبل ومن بعد أن الكمال لله وحده عز وجل.

6) أن الموقف الجماعي لشعب حضرموت وبأغلبيته الساحقة والرافضة للقات تعاطياً وتداولاً هو بلا شك يؤكد خصوصية الهوية الحضرمية والتي ترفض كل ما يمس عقل وبدن ونفس وحياة الإنسان بأي ضرر وفي ذلك يستوي القات لدى الحضارمة بالمخدرات والمسكرات وكل ما ينهى الإسلام عن تعاطيه أو التجارة فيه. ولذلك قلنا –

ولا زلنا وسنظل نقول – دوماً وأبداً أن جريمة إدخال القات ونشر تعاطيه وتقنين ذلك والسماح به والتغاضي عنه لا شك أنها جريمة نكراء تدين الذين فعلوها والذين سكتوا عنها أو برروا استمرارها. وهي محاولة وضيعة وبشعة للنيل من عزة وكرامة هذا الشعب الحضرمي وبقصد المس من هوية وخصوصية الحضارمة في رفضهم لكل ما هو قبيح ومنكر. وعلى الذين ساهموا في إدخاله من أبناء حضرموت أو روجوا له بالتعاطي أو التغاضي أو التبرير أن يقلعوا عن ذلك وإلا فإن التاريخ لن يرحمهم وسيدينهم وسيوصمون بالعار والخزي لأجيال متعاقبة من أبناء حضرموت إلى أن يشاء الله عز وجل.
  رد مع اقتباس
قديم 08-14-2011, 02:30 AM   #56
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



6) أن الموقف الجماعي لشعب حضرموت وبأغلبيته الساحقة والرافضة للقات تعاطياً وتداولاً هو بلا شك يؤكد خصوصية الهوية الحضرمية والتي ترفض كل ما يمس عقل وبدن ونفس وحياة الإنسان بأي ضرر وفي ذلك يستوي القات لدى الحضارمة بالمخدرات والمسكرات وكل ما ينهى الإسلام عن تعاطيه أو التجارة فيه.

ولذلك قلنا – ولا زلنا وسنظل نقول – دوماً وأبداً أن جريمة إدخال القات ونشر تعاطيه وتقنين ذلك والسماح به والتغاضي عنه لا شك أنها جريمة نكراء تدين الذين فعلوها والذين سكتوا عنها أو برروا استمرارها. وهي محاولة وضيعة وبشعة للنيل من عزة وكرامة هذا الشعب الحضرمي وبقصد المس من هوية وخصوصية الحضارمة في رفضهم لكل ما هو قبيح ومنكر.

وعلى الذين ساهموا في إدخاله من أبناء حضرموت أو روجوا له بالتعاطي أو التغاضي أو التبرير أن يقلعوا عن ذلك وإلا فإن التاريخ لن يرحمهم وسيدينهم وسيوصمون بالعار والخزي لأجيال متعاقبة من أبناء حضرموت إلى أن يشاء الله عز وجل.

أما عن المحددات المادية للهوية الحضرمية فهي باختصار كل ما خلفه الحضارمة من ماديات أثرية وكم مادي حضاري لا تزال بعض المناطق تحتفظ بنماذج أو صور له، ومنها أشكال العمران والمباني وقنوات الري والطرق والأدوات المستخدمة في الحياة اليومية كالأواني وأدوات الطبخ والمأكل والمشرب والغسل واللباس والزينة والنظافة والترفيه وأدوات الكتابة والتدوين والطباعة والصباغة والحياكة، وما ابتدعوه من وسائل الاصطياد ووسائط النقل البحري والبري بما في ذلك بناء السفن والقوارب وأدوات الدفاع عن النفس من المعتدين عليهم من البشر ومن كواسر الوحوش الضارية.

وغير ذلك مما ينفع الناس في حياتهم. ولا شك أنه من الصعب حصر كل الأدوات التي استخدمها الحضارمة عبر التاريخ، ولعلها تتطلب جهداً علمياً جماعياً منظماً. ويكفي أن نشير إلى أن كل ما استخدمه الحضارمة من أدوات وابتدعوه من وسائل في حياتهم المعيشية هو في النهاية يمثل الجانب المادي لهويتهم الحضارية.

وهو بلا شك يختلف في بعض وربما في كثير من خصائصه عما لدى جيران الحضارمة من أدوات ووسائل مستخدمة مع اختلاف المصطلحات والكلمات الدالة على هذه الأدوات والوسائل، مما يؤكد بشكل أو آخر على وجود هوية واضحة المعالم والأبعاد للحضارمة، وهي لا تزال قائمة إلى اليوم بفضل الله عز وجل. وعلى القائمين والحريصين بجد على هوية حضرموت أن يحافظوا على هذه المقتنيات لتكون تراثاً يعتز به الأبناء بعد الآباء والأجداد.

  رد مع اقتباس
قديم 08-16-2011, 02:54 AM   #57
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


ثالثاً... أهم المحطات التاريخية المؤثرة في التفاعل بين الهوية الحضرمية والهوية الجنوبية الهوية الحضرمية مكوناتها وأثرها على الهوية الجنوبية لمحات ومحطات (3-3)

مع أنه من الصعب – إن لم يكن من المستحيل – حصر هذه المحطات التاريخية والإحاطة بها كاملةً إلا أنه يمكن القول أن الموقع الجغرافي المتوسط لحضرموت في جنوب الجزيرة العربية بين إقليمي عُمان واليمن وإطلالتها على جزء مهم من السواحل الشمالية للمحيط الهندي أي على بحر العرب ومع ما تمثله جزيرة سقطرى من موقع متقدم لحضرموت إلى جنوب بحر العرب والمياه الدولية للمحيط الهندي،

كل ذلك وغيره قد ساهم في اقتراب الحضارمة من شواطئ القرن الإفريقي وإفريقيا الشرقية بوجه عام وكذلك من سواحل شبه القارة الهندية، وهذا مما أعطى للحضارمة قدرة أفضل وبفضل الله عز وجل على إيصال تأثيرهم الحضاري إلى هذه المناطق بل وإلى أبعد منها شرقاً وغرباً وشمالاً. كما أن الحضارمة بلا شك قد استفادوا فعلياً من الخير الذي لدى سكان تلك المناطق الإفريقية والآسيوية المطلة على المحيط الهندي.

وبما أننا بصدد التركيز على أثر الهوية الحضرمية على الهوية الجنوبية أي على أخوتنا من سكان ما يعرف سابقاً بالجنوب العربي ومن خلال متابعة للمسيرة التاريخية لذلك الأثر أو التأثير، أي من خلال المحطات البارزة في تلك المسيرة فإننا سنختصر تناولنا لتلك المحطات التاريخية على النحو التالي:

1) في العصور القديمة أي قبل ظهور الإسلام وحيث كانت حدود مملكة حضرموت – كما قلنا – تصل إلى شرقي بيحان وشرقي أبين غرباً، وفي هذا كانت أراضي العوالق في نصاب والصعيد وغيرها وكذلك أراضي الواحدي في ميفعة وغيرها جزءاً من حضرموت.
  رد مع اقتباس
قديم 08-18-2011, 02:46 AM   #58
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



وهذا يعني أن للحضارمة اتصالاً حضارياً بسكان بيحان وأبين وعدن ولحج والضالع ويافع وغيرها من أراضي الجنوب العربي، بل أنه يمكن القول أن بعض أجزاء من يافع تعد فعلياً البوابات الغربية لحضرموت التاريخية، ولذلك يمكن اعتبار سكان يافع بمثابة حراس للبوابات الغربية هذه لحضرموت القديمة.

وربما لهذا السبب اندمج سكان يافع الذين قدموا إلى حضرموت قبل حوالي ستة قرون في نسيج المجتمع الحضرمي ولم يشكلوا عبئاً عليه، بل كانوا إضافة إيجابية لمجتمعنا الحضرمي وبما ساهموا به من دفاع عن أراضي حضرموت ضد الغزاة والطامعين من الجيران ومن غيرهم، وكذلك بما ساهموا به من إنشاء سلطنات وإمارات كان لها الدور الريادي في النهضة والتحديث في حضرموت إلى وقت قريب.

ولا شك أن ليافع وبحكم كونها منطقة اتصال بين حضرموت وبقية المناطق الغربية في الجنوب العربي أثر في نقل سمات ومزايا الهوية الحضرمية إلى تلك المناطق الغربية، وبما فيها أبين وعدن ولحج والضالع وغيرها، خصوصاً وأن خطوط التجارة الحضرمية الناقلة لمنتجات حضرموت في العصور القديمة من البخور واللبان كانت تمر بأراضي وموانئ المناطق الغربية هذه وخاصة ميناء عدن.

2) خلال المرحلة الإسلامية والتي لا تزال سارية إلى اليوم نجد الكثير من الملامح لأثر الهوية الحضرمية في الهوية الجنوبية، ويمكننا متابعة ذلك بشكل متدرج. ونظراً لطول هذه المرحلة الإسلامية فإننا سنتناولها عبر خمس محطات على النحو التالي:

‌أ) المحطة الأولى وهي من عام 631م إلى عام 750م أي منذ اعتناق أهل حضرموت الإسلام طواعية في عام 631م وانتهاء بسقوط الدولة الأموية في عام 750م.

وخلال هذه المرحلة كان للحضارمة الدور الملحوظ في حركة الجهاد الإسلامي والفتوحات الإسلامية، والتي انطلقت من أراضي وموانئ حضرموت وأهمها ميناء الشحر، وكذلك من أراضي وموانئ الجنوب العربي وخصوصاً ميناء عدن، حيث نقل الحضارمة بعض سماتهم الحضارية إلى أرض الجنوب.

وذلك إلى جانب الدور المستمر للحضارمة في النشاط التجاري والذي عرفوا به طوال تاريخهم منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام والمنطلق من أراضيهم وموانئهم ومستخدمين في ذلك أراضي الجنوب العربي وموانئه كنقاط انطلاق أو عبور ومن ثم اتصال مع الخارج بحراً أو براً.

والمعروف أنه في السنوات الأخيرة للدولة الأموية ظهرت الحركة الأباضية في حضرموت بزعامة طالب الحق عبد الله بن يحيى الكندي والذي أمتد حكمه من حضرموت إلى عدن إلى صنعاء ثم إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، وذلك من عام 746م إلى عام 747م.
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas