05-25-2011, 03:34 AM | #1 | ||||||
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
|
الجنوب العربي"في ذكرى النكبة: خذ لك من امريح قبضه... وروني كيف نقضه؟
في ذكرى النكبة: خذ لك من امريح قبضه... وروني كيف نقضه؟!! الثلاثاء , 24 مايو, 2011, 04:20 بقلم / عاشق الجنوب إلى الذين لا زالوا قابضين على الريح/الوحدة بعد 21 سنة عجاف، إليهم ما يلي لعلهم يسمعون ويعون ويرجعون: ألا قال قاسم محمد: خذ لك من امريح قبضه - واعصب عليها بماشي - وروني كيف نقضه؟! الشاعر المبدع قاسم محمد رحمة الله عليه، نسج ما ما ورد أعلاه مبكراً بطريقة محكمة/ بالسهل الممتنع/ باستعمال مفردات بسيطة محملة بقوة الحدس والقلق من المجهول - وكثــَّف فكرته التنبؤية العميقة في البيتين لإيصالها لمستمعيه قبل نحو 20 سنة ماضية قائلاً: يا مَن تستطيع أن تمسك الريح، خذ لك منها قبضة بيدك، ثم اربط على يدك القابضة على هذه الريح برباط اللاشيء، بخيوط المستحيل والمحال...وبعد أن تنتهي من ربط يدك على الريح أتركني أرى ما بيدك، فأنا شغوف ومتطلع لكيفية نقض و فك رباط يدك المعصوبة باللاشيء على اللا شيء !! – روعة تصويرية من الشاعر ما بعدها روعة...ومضمون له دلالة واضحة! لكن ماذا يريد الشاعر، ما التضمين المبطـَّن الذي على السامع أن يفهمه ويعيه؟ فهم المعنى من بطن الشاعر... بالنظر إلى السياق الزمني الذي نظم فيه الشاعر تنبيهاته، أي مباشرة بعد ما اصطلح عليه بـ "ورقة إعلان الوحدة" يمكن القول أن السامع والقارئ الكريم يقف هنا أمام مزْج بين قدرة الشاعر على الكشف المقروء من الواقع وسخرية التصوير الإيحائي (بإسقاط مفاجئ على العقل لتشغيل خلاياه للتفكير). مزج مختصر جامح (مستهجن ومحذِر) ينظر إلى بعيد ليتعدى قوة كشف أي إنسان مثقف (فما بالكم بالرجل السياسي الذي لا يفكر إلا في التقاط اللحظة كيفما اتفق، ولا يهتم برؤية ما هو أبعد من أرنبة أنفه) شاعرنا بإحساسه المستقبلي النابع عنده من تراكم خبراته في الحياة ومن التاريخ البعيد والقريب- نظر في قادم "الريح/ الوحدة بعد أشهر من إعلانها وما ستؤول إليه... فشم فيها ريحاً لا تسوق أمامها سحبا ولا مطراً على الجنوب، فقال ساخراً (خذ لك من امريح قبضة)...ويريد بذالك تلميحاً إن الريح وإن كنتَ أيها الإنسان تحس بها وهي تلفحك بحرارتها أو تدغدغك بنسماتها الباردة– لكنها ظاهرة مناخية فقط لا حجم لها، فلا هي كتلة وليس لها "أبعاد ثلاثة" (= طول وعرض وعمق) بمعنى أوضح الريح لا تـُرى مشخصة بالعين كما ترى جسم الإنسان مثلاً الذي له طول وعرض وعمق. ولأن الريح بلا أبعاد لا يمكن التعامل معها كما الكائن الحي، الوحدة / ريح....(وأمسك ريح...حسب المقولة الشعبية)!!. ورغم ذلك طلب الشاعر من السامع تشخيص غير المشخَّص فقال له: إذا كان ولا بد يا مَن تصرَّ على أن الريحَ شيء مُجسَّد ومُجسَّم يمكن مسكه فلا بأس.../ خذ بيدك قبضة واحدة منها ...! ولكي يزيد الشاعر من تحديه والإمعان في سخريته ممن يتصورون أن يكون هناك وجوداً حجمي أو شكلي ملموس للريح/ للوحدة، قال: أربط على الريح واعصب عليها بحبل أو برباط لا وجود له / بلا شي (واربط عليها بماشي!).....وإذا قدرت يا قابض ريح من إنجاز وفعل كل ما سبق، ليكن لك ذلك أقبض ريح، لكن أرني (روني) كيف تقدر على نقض وفك الرباط لأرى ما في قبضتك من الريح ما دمت تصر على أنها محسوسة (وروني كيف نقضه!؟) حتى اقتنع بأن الريح/الوحدة حقيقة مجسدة كائنة؟! طبعاً الشاعر هنا يدرك مسبقاً أن السامع أعجز من أن يكون قادراً على فعل ما طلب منه...لكن شاعرنا - وهذا هدفه ومقصده - أراد أمس ويريد اليوم أن يقول: لا فائدة من شيء لا وجود حقيقي له من وحدة ليس لها جسد ولا أبعاد! فيا أبناء الجنوب تماسكوا حتى لا تذهب بكم الريح كل مذهب – هذه رسالة الشاعر قبل عقدين من الزمن!! ... رسالة رفع الشاعر فيها بروعة وإبداع ومجاز وبلاغة معبرة عن مقتضى الحال/ تنبيها وإنذارا مبكرا ما بعده إنذار...لأن التكثيف في بيتي الشعر وتحميلهما المستحيل في بعض كلمات محدوده واضحة، أراد به الشاعر إحداث صدمة في عقل السامع الجنوبي ليصحا بواسطة مفردات لهجة الشاعر المحلية المعبرة** تنبيهات للجنوبيين من الدخول في المجهول! وقد تأكد صدق نبوءته على أرض الجنوب أكثر فأكثر بعد سنة عام 1994 ولا زال: وهو أن ريح الوحدة ستتحول إلى إعصار تسونامي مدمر وبالاً ونكالاً على الجنوب و أهله..... طبعاً لم يسمع أحدُ إيحاءات وتنبيهات الشاعر حينها...والسؤال المرير اليوم هل من سامع للشعب وشعراءه المعبرين عن نبض الشارع الجنوبي في ميادين الصراع السلمي!؟ أم أن البعض من الجنوبيين في الداخل والخارج سيبقون قابضين وماسكين ريح رغم الإنذار المبكر...في انتظار أعاصير أشد وأكثر قلعاً لشعب وهوية الجنوب المستهدف إلغائه كما قلع الهنود الحمر ...! نعتقد أن تكرار الإنذار هذه الأيام قد يصحي الأفكار عند الصغار والكبار. ** الشاعر قاسم محمد من مكيراس بالمنطقة الوسطى وتضم الكور والظاهر بمحافظة أبين. |
||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|