قبل أن نسامح الرئيس طلب رئيس الجمهورية من الشعب اليمني مسامحته أن هو قصر في اداء مهام

[حد من الوادي]

قبل أن نسامح الرئيس

13/09/2009
د.علي الحاوري، نيوزيمن:

طلب رئيس الجمهورية من الشعب اليمني مسامحته أن هو قصر في اداء مهامه جاء ذلك في مقابلته مع قناة الجزيرة يوم الحادي عشر من سبتمبر الحالي وأنا كمواطن يشملني هذا الطلب أضع شروطا لتحقيق مطلبه تتمثل في الآتي :
أولا : اثبتت حرب صعدة أنك ماسك بزمام الجيش وأنك تدير تحركاته وتنقلاتة في طول البلاد وعرضها بأمرك وحدك بدون أن تتدخل أطراف في الحكم أو في المعارضة بقرارك وهذه فرصة تاريخية لم تتحقق لرئيس يمني قبلك على الأقل في عصر اليمن الحديث وعليه فالمطلوب منك إستخدام ما أتاك الله من قوة لمحاكمة الذين عاثوا في ارض اليمن الفساد وأستباحوا حرمة المال العام وأكتسبوا اموالهم بدون وجه حق وبعد محاكمتهم المحاكمة العادلة يتم تنفيذ الأحكام فيهم وفي أموالهم . فاموالهم التى أغدقوا ويغدقون وسيغدقون على انفسهم بها كانت ستنقذ الآف اليمنيين قضوا نحبهم بسبب عدم قدرتهم على تطبيب أنفسهم لعجزهم المادي التام ، هذه الأموال كانت كفيلة ببناء مراكز الأبحاث والمصانع الاستراتيجية والآف المساجد والوحدات الصحية ومراكز تعليم القرآن والحدائق وكانت كفيلة بإستغنائنا عن وعود المانحين وإستجدائنا لهم ووقوفنا على أبوابهم .

ثانيا : أن تأمر بوقف حرب صعدة فداخل صعدة خمسين الف او يزيدون من أبناء القوات المسلحة وما عليك إلا توزيعهم أو توزيع جزء منهم فيها وفقا لمنظور إستراتيجي يحقق بسط سيطرة ونفوذ الدولة ويضمن عدم تجدد الحرب في هذا الجزء من اليمن وهؤلاء هم الضمان الاكيد لإحتضان صعدة وأهل صعدة فالحوثيون مهما تمترسوا في الجبال يوما من الأيام سينزلون فصعدة ليس بها نفط ولا ممرات دولية تستحق بقائهم فيها كما انهم قد ضحوا بالآف من مناصريهم وقد فهموا الدرس وعرفوا بمقدار الثمن الذي يدفعونه ويدفعه الوطن كلما ارادوا الدخول في حرب جديدة وفهموا ايضا أن خسارتهم في حربهم مع الدولة كبيرة ، كما عليك أعادة تإهيل الشباب المؤمن وشباب دماج ومن سار على دربهم فكريا على وجه الحق فهذا هو السبيل الإمثل لإقناعهم وثنيهم عن أفكارهم . فالعالم يأن على مائة وعشرين الف من النازحين في صعدة ستحل مشكلتهم بمجرد رجوعهم إلى مناطقهم فكيف سيكون الحال طول العمر بالآف اليتامى المعدمين بلا أباء والآف الامهات الثكالى بلا أبناء والآف الشابات الأرامل بلا أزواج .

ثالثا : الحفاظ على ما أنجزته لجنة تقنيين أحكام الشريعة الاسلامية وإعداد المناهج والتى صاغت مناهج التعليم العام والجامعي في اليمن فنتج عن ذلك توحيد أجيال اليمن فكرا وروحا وثقافة وأبعدتنا عن التطرف المذهبي فمناهج التدريس فاليمن وقوانين اليمن الفقهية هي الوحيدة بين أخواتها في العالم الإسلامي قاطبة التى انفردت بأخذ ما أجمع عليه علماء الآمة الأسلامية على إختلاف مذاهبهم الفقهية . فبفضل أولئك العلماء البررة إختفت إلإختلافات الفكرية الفقهية بين الزيدية والشافعية وأصبحت مناطق الشافعية والزيدية في اليمن توصف كتوزيع جغرافي أما تقسيم مذهبي فقد أنتهت ، وفي هذا الجانب وإنطلاقا من مسؤوليتكم الدينية والدستورية يجب عليكم صون هذا الإنجاز الكبير وإتخاذ اللازم – بالحسنى - تجاه كل من يدعو أويمارس ترويج مذهبي ، ويتم ذلك عن طريق إغلاق كل المدارس والمراكز الدعوية التى تدار علنا أو في الخفاء وتتبنى تعليم أفكارتتعارض مع ما هو متفق عليه من علماء الأمة ويقاس على ذلك رفض إنشاء الجامعات على أساس مذهبي وعليكم تغذية مناهج التعليم العام والجامعي الأهلى والحكومي بمواد دينية اضافية تعزز هذا الإتجاه .

رابعا : إقصاء سلطة المشائخ وتعزيز دور مؤسسات الدولة التى فقدت أجزاء من وظائفها بسبب ممارسة المشائخ لمهام الدولة فهؤلاء ارهقوا ميزانية الدولة ووقفوا حائلا أمام تطور اليمن ونمائه ، فالقبيلة عليها ممارسة دورها الثقافي والإجتماعي فقط وهذا هو الدور المناط بها وهو ايضا وجهها الحضاري أما ممارستها لمهام سياسية فهو وجهها القبيح - على مر التاريخ - الذي لانريد أن نراه في يمننا فالقبيلة عندما تحتضن الدولة تنتج الفوضى والعكس هو الصحيح .

خامسا : تشكيل هيئة عليا تتولى الوقوف ضد القات ومحاربتة والحد من تناوله في الوقت الراهن وصولا إلى اقتلاعه في المستقبل وتسخير كل إمكانيات الدولة في سبيل تحقيق هذا الهدف تدريجيا .

سادسا : تحقيق إستقلال السلطة التشريعية والقضائية بحيث تمارس هذه السلطات مهامها بعيدا عن تدخلات رئيس الدولة واصحاب النفوذ .

[حد من الوادي]

ما لهم الا علي ( بقلم : صادق أمين )

التاريخ: الأحد 13 سبتمبر 2009
الموضوع: كتابات حرة

صنعاء – لندن " عدن برس " خاص : 13 – 9 – 2009

من نفحات شهر القرآن علينا استخلاص العبر والعظات من القصص القرآني المليئة بالعبر والدروس، وفي هذا السياق مرت عليَ في هذا الشهر قصة فرعون الحاكم الطاغية المستبد مع شعبه الغلبان المسكين.
مشكلة فرعون ان نفسه كبرت في عيون نفسه فرأى نفسه ليس فقط الحاكم الضرورة الذي لا يستطيع الشعب العيش بدونه وليس فقط الشخص الوحيد القادر على حكم شعبه ولكنه رأى نفسه الإله الوحيد المستحق للعبادة من الشعب المصري فقال لهم (ما علمت لكم من إله غيري). الى هنا والأمر لا يبدو مستغرباً فهذا هو ديدن كل الطغاة فصدام حسين في العصر الحديث ابتدع لنفسه تسعة وتسعون إسماً والرئيس الفاشل أضحى الرئيس الصالح، كما يخبرنا التاريخ بأن طغاة حكام المسلمين ربطوا حكمهم بالمولى عز وجل فهذا الحاكم بأمر الله وذاك المعتصم بالله الى ما هنالك.


المستغرب من قصة فرعون وغيره من الفراعنة ليس تأليه الذات ففرعون ربما كان أكثرهم جرأة وأعلنها صريحة بأنه رب شعبه الا علي ، المستغرب في قصص الطغاة هذه هو سكوت شعوبهم عليهم بل وتسليمهم أمرهم لهم يفعلون بهم ما يشاؤن وهم مستسلمون راضون طائعون، فالقرآن الكريم يخبرنا عن فرعون بأنه (استخف قومه فأطاعوه) بمعنى انه عامل شعبه بمنتهى الاستخفاف وعدم الاحترام وقلة التقدير فأطاعوه وأعانوه على غيه وإستخفافه بهم. سبحان الله، كأن الله سبحانه وتعالى يخبرنا بأن السكوت على طغاة مثل هؤلاء انما هو طاعة لهم وإعانة لهم على غيهم.


ذكرتني هذه العبارات القرآنية بالحاكم الصالح الذي استخف قومه فأطاعوه، الحاكم الذي أدعى الصلاح وبنى لقومه مسجداً يخلد ذكراه في عاصمة بلاده المتهاوية التي تحتضر، مسجداً لا تنطفئ كهرباؤه أبداً رغم انطفائها بالبيوت المجاورة اثنا عشرة ساعة باليوم، هذا الرئيس الذي شبه شعبه يوماً بالثعابين التي يرقص هو على رؤوسها وقاموا هم أنفسهم بالتصفيق له على هذا التشبيه البليغ فهو الههم الذي لم يعرفوا غيره إله.


تخيلت في هذا السياق أن مصر القديمة لو كانت فيها ديمقراطية شبيهة بديمقراطية الرئيس الصالح ودعى فيها فرعون الى انتخابات فرعونية لانتخاب فرعون جديد، ثم أعلن قبلها في مسرحية سخيفة تنحيته عن انتخابات الفرعنة، لخرجت الجماهير التي جعل فرعون نفسه الهاً عليهم تصرخ بصوت واحد "مالنا الا فرعون"، فهي حقاً وبشهادة القرآن جماهير خفيفة، طبعاً الجماهير الخفيفة ستخرج حرصاً منها على بقاء فرعون على سدة الفرعنة وعلى تواصل مسيرة الدفع بعجلة التنمية الفرعونية الشاملة.


إذن فليهنأ الرئيس الفاشل بجماهيره الخفيفة التي تدعو عليه ليلاً ونهاراً وتسبح بحمده أيضاً ليلاً ونهاراً، فليهنأ بالثعابين وليرقصوا معاً على أشلاء بعضهم البعض. أما نحن ومن معنا من الشرفاء فماضون في طريق الحرية والمساواة، ماضون بإذن الله بعد أن تحررنا من عبودية العباد الى عبودية رب العباد، ماضون بدون فرعون ولا رئيس صالح، ماضون ولن يستخف بنا أحد بإذن الله.


فعلاً الشعوب الخفيفة "مالهم الا علي".


[email protected]