منقول من دفتر أبو 16 ورقة

[سالم علي الجرو]

عزف العيون

على شاطىء البحر عزفت عيون عاشق السمك النافق سيمفونيّة الدّعابة الرشيقة ، وعلى تطاول الصّنارة هتفت أحلام الطيور في قاع المحيط ، فارتدّ الصوت تلته مناوشات جميلة بين البحر وأمواجه فكونت غشاوة من ذهب وسط مناغشة في دعابة جميلة في انسياب وتمهل أنيق ورشاقة أحلك من ليلة ظلماء يفتقد فيها البدر.
ومع رذاذ النسيم وهبوب المطر تصعد الأحلام نحو القمر ، فتشعر بانقشاع الهم وأوجاع المفاصل والصّداع والشّمس تضرب دون رحمة وجه الصّياد ، القابض بصنّارته يسحب سمكة نافقة وتسحبه والعرق يتصبب من جبينه ومن تحت الأهداب وكأنما أدمعه: " مستهلاّت وأدمعه ".

[الخليفي الهلالي]

قد هويت الى القاع (القعر)ولن تطفؤا مجددأ إلا جثه..أغرقت نفسك بنفسك كأني بك نورس جميل ،رغب في الأنتحار !!!!

[سالم علي الجرو]

اعتقد عاشق السمك النافق أن الصنّارة أصابت كبد الحوت فراح يبتسم والشّمس في كبد السماء . إنّها ابتسامة المعزول في الصحراء في يوم قيظ ،
وهو يسمع هدير الأمواج ورذاذ النسيم.
إستقرت السمكة في قعر المحيط والعاشق يسحب صخرة كانت في طريقها إلى السطح لتطفو في موعد مع الوعل البحري . رآها وليته لم يرها ، ما أن رآها حتى ولجت ساعة الصفر في زوايا الزّمن فضاع وافتضح أمر الصنارة ولم يقف إلا في صحراء الرمال الملحية والكثبان السكرية فغرق هناك ومات.

[سالم علي الجرو]

خبراء الآثار عثروا على جثّته ، وأعلنوا في سبق إخباري أنهم عثروا على جثّة عاش نصفها قبل مليون عام ، ونصفها الآخر عاش في
بداية القرن الواحد والعشرين .وبعد دراسة مخبرية اكتشفوا أن عاشق الأسماك النافقة انقسمت جثته بين بقعتين: الرمال الملحية
حيث احتفظ بكامل رشاقته الجسمانية وبين الكثبان السكرية حيث تحلل الجسم وتلوّنت عظام الساقين باللون الأسود واللون البنّي.

[سالم علي الجرو]

في الورقة الثانية من دفتر أبو 16 ورقة شخبطة غير واضحة . بعد جهد جهيد قرأت كلمة واحدة

دون معرفة معناها ، لكن أحدهم شرحها:

الكلمة: ( التّقعدد: أمنيتي أن أتقعدد ) . قال لي: إن كاتب هذه الخاطرة يتمنّى أن يحضر شهر ( ذو القعدة ) . سألته:

ـ هل لما أتمنّى بقولي: عسى أن أترمضن تفهم منها أنّي أتمنّى أن أدرك شهر رمضان؟ . أجاب:

ـ نعم . وكذلك لما تقول أتشوّل وليس: ( أتسوّل ) تعني شهر شوّال . فقلت له: وماذا عن شهر صفر؟

لم يجبني.

رميت بالدّفتر وهذا آخر مقال.