الجنوب العربي" أين القضية الجنوبية في العقل الجنوبي ؟

[حد من الوادي]

أين القضية الجنوبية في العقل الجنوبي ؟

2011/07/03 الساعة 12:54:39
الدكتور عبدالله الشعيبي
كثرت الأفكار والرؤى والمشاريع والحوارات والمؤتمرات واللقاءات عن الطريدة القضية الجنوبية وكأنها طريدة منهكة وتعاني الأمراض المزمنة وهذا غير صحيح فالقيادات هي التي أنهكت وطاردت نفسها بنفسها .

والمشكلة أن ذلك بسبب تعدد وتنوع وتكاثر الزعامات والقيادات والكيانات الوطنية المناضلة التي تختزل القضية وتسقط كل شئ يتعلق في القضية أو الطريدة فيها وما غيرها يعتبر خائن وقاصر وغير وطني وياسبحان الله عندم تسمع كلامهم وكيف يصنعون من مواقفهم وشخصياتهم مقامات غير قابلة للمس وكإن الزمن قد أختزل القضية عندهم فقط !!! دعوة للتأمل مترافقة مع الضحك .

لقد تم دنصرة بعض الأفراد وتحويلهم الى مشاريع ناسفة للقضية الطريدة حتى تحولت القضية الجنوبية الى طريدة وجب مطاردتها وصيدها ومن ثم طهيها على طريقتهم الخاصة .

وتم دنصرة بعض الأفراد على طريق دنصرة المجتمع والقضية الجنوبية وبحيث لايمكن لأحد الأقتراب من القضية غيرهم وبمعنى أخر تمليك القضية لهولاء الأفراد دون غيرهم .

كما تم أيضاً دنصرة المؤتمرات واللقاءات والكيانات لصالح بعض الأفراد كما تم تضخيم تلك الفعاليات وجعلها نهاية وبداية العالم للقضية الجنوبية وتلك أس المشكلة والأزمات للقضية التي عانت منهم الكثير منذُ الستينات من القرن الفائت .

وهناك للأسف بعض من الناس لايجيدون حتى قراءة تاريخهم فكيف بقراءة تاريخ وطن وشعب مما يدفعهم الى تشوية تاريخ الأخرين؟ ... وهناك أيضاً ناس تعودوا وتربوا على ثقافة تقزيم الأوطان لصالح الأفراد ... وهناك من تربى على جعل القضية مرتبطة بشخص وهذا يعني أن نهاية القضية مرتبطة بهذا الشخص أو ذاك أذا اصيب بالجنون أصيبت القضية بالجنون والتيه وأذا هرم الشخص هرمت القضية ومثل هذه النوعيات من الناس هي من تصنع الكوارث وتتلذذ في صناعة الفتن والأزمات والتربح من وراء أستمرار معاناة الشعب والوطن .

وسنذكر لمن يريد أن لا يتذكر أو لا يفهم أن هناك من يحاول رسم شعارات لاتنم الإ عن وعي ناقص وقلب حاقد ومن هذه الشعارات التي أيضاً برع بها جلاوزة النظام اليمني مثل : من قبلك عدم ومن بعدك ندم * يقصدون به علي عبدالله صالح * ( بينما هذا هو مقطع محور من أغنية للعندليب العربي الأسمر عبدالحليم حافظ ويقول فيه : من بعدك عدم ومن قبلك ندم ) أي أن هناك من يحاول جعل القضية الجنوبية مرتبطة ومرهونة بخيارات شخص أو كيان أو مجموعة من الأفراد وتلك كارثة بحق العقل الجنوبي والأنساني أن أردنا أن نفهم أن الأوطان هي الباقية بينما الأفراد زائلون أو راحلون أو مجرد ضيوف ربما ثقيلي الظل كما هم ساسة الجنوب أو خفيف الظل كما هو شعب الجنوب طيب ومنحوس على مر التاريخ ... ومما يؤسف له أن بعض الناس يعارضون الديكتاتورية بينما نجدهم يكرسوها في مواقع أخرى وهولاء يحاولوا سنحنة الجنوب على طريقتهم الخاصة فيحللون لهم مايشاءون ويحرمون على غيرهم كل شئ بما فيه الهواء أن جاز لنا التعبير مع الأعتذار لمن لايريد أن يفهم .

القضية الجنوبية ياناس تتعرض للتحايل والقنص المتعمد من غالبية ساسة الجنوبب وبمن يسمون أنفسهم الورثة للجنوب ( تذكرت رواية أستاذي الدكتور المرحوم خليل حسن خليل في روايته الشهيرة – الوارثون – الوسية – وكيف وصف حال الفلاح المصري مع الأقطاعي المصري ، دعوة للبحث عن الرواية وقراءتها وبالذات للذين لايرون الإ أنفسهم في كل زمان ومكان ويحاولون أختزال التاريخ فيهم وفي أشخاص الشعب هو من جعلهم زعماء وسمح لهم بالفرعنة والدنصرة ) .

القضية الجنوبية لو كانت تعز على من تسمي نفسها بالقيادات التاريخية وبالذات في الخارج أن تلتقي وتبحث وتقرر التالي :

( الإعتذار لشعب الجنوب وأعلان أعتزال العمل السياسي وترك الشعب في الجنوب يقرر مصيرة بنفسه من دون تدخلهم ) وغير ذلك نقول لهم شكرم الله سعيكم وتذكروا ماحصل لعلي عبدالله صالح رغم بشاعة المنظر والعملية واتعظوا ولاتكابروا وتعاندوا والضحية دوماً هو شعب الجنوب .وصدقونا أنكم لم تعودوا تشكلوا أي رقم في أي معادلة سياسية أو في عملية رقمية ولذا وجب التنبيه لإنه كما يبدو أنكم لاتريدوا أن تفهموا أو تستوعبوا متغيرات العصر وضروراته .

القضية الجنوبية اليوم وغداً لم تعد خالصة مخلصة لشخص ما أو حزب ما أو كيان سياسي ما بل لكل مواطن جنوبي وكل مواطن هو مناضل والنضال ليس حكراً على أحد أو من حق حزب ما بل إنها متلازمة في كل مواطن من دون استثناء ياأيها الناس الذين لاتفهمون ...وليعلم الجميع بما فيهم الذين يسمون أنفسهم كبار وقيادات تاريخية أن هذا الزمن هو زمن الشباب ... زمن التكنولوجيا المتقدمة وأعتقد أن غالبية الكبار لايجيدون التعامل مع هذه المتغيرات وبالتالي فليس لهم الحق في ركوب القضية الجنوبية تحت مبررات واهية وغير مقبولة وفاتها قطار الزمان بل والمكان .

القضية يجب أن تتضمن كل الأفكار والرؤى موضوعة في خطة عملية ومتكاملة وعلى أساسها تقدم للمؤسسات الأقليمية والدولية وأيضاً الداخلية ، وأما على المستوى الجنوبي فلا يجب أن يكون هناك أختلاف الإ على التفاصيل فيما بينهم وليس على الخطة العامة للقضية .

سنكتفي اليوم بهذة السطور وفي حالة أن وجدنا الذين لايفهمون ومصممون على عنادهم مستمرون في عنادهم فسوف نستمر في الكلام غير المباح مع العلم اننا لم نصل بعد الى مستوى المطالبة بجعل القيادة خاضعة للانتخابات العلنية وفي ظل الاستمرار بهذا الوضع الذي تسببت به هذه القيادات المطالبة اليوم بعقد اجتماع خاص واقرار الأعتذار والتنحي .

*كاتب وباحث

يوليو 2011م