العالم الذي حمل إلى بغداد فى أربعين رطل حديد ----

[أبو صلاح]

العالم الذي حمل إلى بغداد فى أربعين رطل حديد

هذا نموذج واحد من العلماء الذين ماتوا في سجون السلطان ،واغلال الحديد في رجله ويديه ،سيق من مصر إلى بغداد ليموت في السجن رحمه الله لوشاية من أقرانه يشتغلون بالعلم مثله ،فعند حدوث الفتن هناك من العلماء من يتقرب إلى السلطان حتى ولو بالسعي والتضحية بأصحابه ، ذلك العالم الذي مات مظلوماً هو (يوسف بن يحيى الإمام الجليل أبو يعقوب البويطى المصرى)أحد أبرز علماء مذهب الإمام الشافعي رحمه الله الذي كان يسند له التعليم و الفتيا من بعده وهو من كبار المحدثين .
وبويط من صعيد مصر وهو أكبر أصحاب الشافعى المصريين كان إماما جليلا عابدا زاهدا فقيها عظيما مناظرا جبلا من جبال العلم والدين غالب أوقاته الذكر شاغل بالعلم غالب ليله التهجد والتلاوة سريع الدمعة ,تفقه على الشافعى واختص بصحبته وحدث عنه وعن عبد الله بن وهب وغيرهما.
فسعى به من يحسده أثناء فتنة خلق القرآن ، وكتب فيه إلى ابن أبى دؤاد بالعراق فكتب إلى والى مصر أن يمتحنه فامتحنه فلم يجب وكان الوالى حسن الرأى فيه فقال له قل فيما بينى وبينك قال إنه يقتدى بى مائة ألف ولا يدرون المعنى .
فأمر أن يحمل إلى بغداد فى أربعين رطل حديد قال الربيع كان البويطى أبدا يحرك شفتيه بذكر الله وما أبصرت أحدا أنزع بحجة من كتاب الله من البويطى ولقد رأيته على بغل وفى عنقه غل وفى رجليه قيد وبين الغل والقيد سلسلة حديد وهو يقول إنما خلق الله الخلق بكن فإذا كانت مخلوقة فكأن مخلوقا خلق بمخلوق ولئن أدخلت عليه لأصدقنه يعنى الواثق ولأموتن فى حديدى هذا حتى يأتى قوم يعلمون أنه قد مات فى هذا الشأن قوم فى حديدهم .

[الزين يفرض نفسه]

والآلاف من يوسف بن يحيى يعيشون ويموتون مظلومين

ليس لذنب اقترفوه ، بل ( قرابين ) يتقرب بها المفسدين لساداتهم ..

رواية من سالف الزمان ولكنها تحاكي واقعنا

[بنت شبامية]

قصة رائعة ..
تحمل الكثير من العبرة ..
والثبات على الحق ..
رحم الله الامام البويطي ..
وثبت ائمة المسلمين وعامتهم في كل مكان وزمان .
تحياتي استاذ ابو صلاح .

[أبو صلاح]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الزين يفرض نفسه [ مشاهدة المشاركة ]

والآلاف من يوسف بن يحيى يعيشون ويموتون مظلومين ليس لذنب اقترفوه ، بل ( قرابين ) يتقرب بها المفسدين لساداتهم .. رواية من سالف الزمان ولكنها تحاكي واقعنا

نعم هي فعلاً تحاكي واقعنا اليوم كما أنك ذكرت ذلك ،الأمر الآخر حسد الأقران الذي كان منتشراً بين أهل العلم يفهم من هذا أنه في وقتنا الراهن أولى وأعظم ،والله أعلم ........ وشكراً لمرورك الميمون

[أبو صلاح]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنت شبامية [ مشاهدة المشاركة ]

قصة رائعة .. تحمل الكثير من العبرة .. والثبات على الحق .. رحم الله الامام البويطي .. وثبت ائمة المسلمين وعامتهم في كل مكان وزمان . تحياتي استاذ ابو صلاح .

هي فعلاً رائعة ومؤثرة قرأت أن هذا العالم الرباني كان أحد منافسيه وحساده أبن الإمام الشافعي رحمه الله وشخصين آخرين من مصر
والشاهد التعذيب الذي حصل له وسجن لموقف يتعلق بمسألة "خلق القرآن "التي امتحن بها علماء الأمة في عهد الخليفة العباسي المأمون ،وكان لديه بطانه من العلماء أرادوا أن يجعلوا كل علماء المسلمين على رايهم في هذه المسألة ،فما كان للإمام البويطي إلا أن يصمد في موقفه فمات والحديد في رقبته ويده ورجليه في بغداد بعد أن قدم من مصر بناء على أمر الخليفة رحم الله الجميع وغفر لهم ورفع درجاتهم قال تعالى :
(وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) الحشر(10)
شكراً للبنت الشبامية الرائعة ولتعقيبك المجمل المفيد .