المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > تاريخ وتراث > تاريخ وتراث
تاريخ وتراث جميع مايتعلق بتاريخنا وموروثنا وتراثنا الأصيل !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


* بلقــيس* ملكــة ســبأ

تاريخ وتراث


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-17-2008, 12:29 PM   #1
إحساس حضرمية
حال قيادي
 
الصورة الرمزية إحساس حضرمية

Wink * بلقــيس* ملكــة ســبأ

::
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
بلقيس اسم اشتهرت به ملكة سبئية كانت معاصرةً للنبي سليمان عليه السلام الذي يرجح أنه عاش في القرن العاشر قبل الميلاد( 935-970م ق.م(. غير أن المصادر العربية لا تورد اشتقاقاً مقنعاً لهذا الاسم، ويدخله بعضهم مثل ابن دريد ضمن الأسماء الحميرية التي لا نقف لها على اشتقاق؛ لأن لغتها قد بعدت وقدم العهد بمن كان يعرفها. ويتفرد في ذلك نشوان بن سعيد الحميري الذي حاول أن يقدم اشتقاقاً للاسم فقال في معجمه(شمس العلوم) : "وبلقيس اسمان جعلا اسماً واحداً مثل حضرموت وبعلبك؛ وذلك أن بلقيس لَمَّا ملكت الملك بعد أبيها الهدهاد قال بعض حمير لبعض: ما سيرة هذه الملكة من سيرة أبيها ؟ فقالوا : بلقيس. أي بالقياس فسميت بلقيس ".

ورغم بعض المحاولات، فإن المصادر الأجنبية لم تفلح أيضاً في تقديم تفسير مفيد للاسم، ولعل أشهر تلك المحاولات ما جاء به (روش ROESCH ) في مقالٍ نشره عام( 1880م/ 1297هـ) وهو أن بلقيس كلمةٌ يونانية تعني جارية (PALLAKIS )، ربما كان لها علاقة بالكلمة العربية (PILAEGES ( وبالمعنى نفسه. على أن مثل هذا التفسير يُوحي بأن صاحبة الاسم كانت امرأةً ضعيفةً وتابعة، وهو أمرٌ لا يتفق مع أوصاف تلك الملكة عند الإخباريين؛ فقد ذكر ابن هشام في روايته لكتاب( التيجان) لوهب بن منبه أنه لَمَّا حضرت أباها الوفاة جمع وجوه مملكته وأهل المشورة، وكان من جملة ما قاله له لِيُسَوِّغ استخلاف بلقيس عليهم: " إني رأيتُ الرجالَ، وعَجَمْتُ أهلَ الفضل وسبرتهم، وشهدتُ من أدركتُ من ملوكها فلا والذي أحلفُ به ما رأيت مثلَ بلقيسَ رأياً وعلماً وحلماً ". أو ما ذكره على لسان (هدهد مارب)، وهو يصف الملكة لهدهد سليمان بقوله: " ملكتنا امرأةٌ لم يرَ الناسُ مثلها في حسنها وفضلها وحسن تدبيرها وكثرة جنودها والخير الذي أعطيته في بلدها ".

ومِمَّا يمكن اجتهاده في هذا الشأن أن تكون التسميةُ كنيةً في الأصل منحوتةً من كلمتين إحداهما الاسم(قيس). ويذكر ابن الكلبي في ( جمهرته ) قيساً ضمن شجرة نسبها؛ فهي (بنت القيس)كقولهم (ابن القيس) أو( أبو القيس)، فتصبح الكلمتان بعد النحت ودَرْج الكلام بلقيس، ثم جرى كسر القاف بعد ذلك قياساً على ما هو مشهور في مثل هذه الكُنى كما تنتهي كلمتا (أبو الفقيه) أو (ابن الفقيه) إلى بلفقيه و(أبو القاسم) إلى بلقاسم .

غير أن التواتر المشهور عند نشوان أن أباها هو الهدهاد بن شرحبيل، وينتمي إلى ذِي سحر من المثامنة وهي الأبيات الثمانية من حمير، أو هو الهدهاد بن شرح بن شرحبيل بن الحارث الرائش كما يذكر الهمداني.

والقرآن والتوراة- وهما المصدران الأساسيان لقصة ملكة سبأ -لم يوردا لها اسماً؛ فالتوراة تنعتها بـ(ملكة سبأ) أو (ملكة تيمنا) أي (ملكة الجنوب)، وتذكر أنها زارت النبي سليمان، وقدمت له هدايا ثمينة، والقرآن الكريم لا يذكر اسماً لها. قال الله تعالى: " وجئتك من سبأٍ بنبأٍ يقين إني وجدت امرأةً تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرشٌ عظيم " (النمل:22-23).

أما المصادر العربية الأساسية في قصة هذه الملكة فتذكرها بالاسم بلقيس خاصة كتاب( التيجان) لابن هشام وكتاب( الإكليل) للهمداني و(القصيدة الحميرية) لنشوان الحميري يقول نشوان:

أم أينَ بلقيسُ المعظَّمُ عرشُهُا أوصرحُهُا العالي على الأضراحِ

زارتْ سليمانَ النبيَّ بتدمرٍ مِنْ ماربٍ ديناً بلا استنكـاحِ

وقصة الملكة بلقيس ذائعة منذ القدم، وقد تجاوزت شهرتها مسرح أحداثها، وتناقلتها شعوبٌ أخرى بصيغ مختلفة وروايات متعددة، وتناولتها شروحات التوراة وكتب تفسير القرآن، ودخلت في قصص الأنبياء ونصوص القديسين المسيحيين، وعُنِيَتْ بتفاصيلها كتبُ الأخبار والتاريخ خاصةً اليمنية منها، واستلهمتها روائع الفنانين الأوروبيين في عصر النهضة مثل رافائيل ورويموندي وجبرتي. واتُخِذَ موضوع القصة أساساً لكتاب الحبشة المعروف( كُبْر أنجست) أي كتاب (مجد الملوك) .

وقد كان لانتشار القصبة أثر في تنازع الناس حول الملكة، واختلافهم في اسمها وأصلها وموطنها؛ مِمَّا أضفى عليها أخباراً مصطنعةً وألواناً متعددةً كادت تَغلِب نواة القصة التاريخية، وتحولها إلى حكاية شعبية تُروى في أزمنة متفاوتة ومواطن متباعدة.

على أنَّ أشهر حادثة في حياة تلك الملكة هي زيارتها للنبي سليمان عليه السلام والقرآن الكريم قد نص على هذه الحادثة، وما كان من كلام الهدهد وكلام بلقيس وكلام سليمان وإسلامها مع سليمان لله رب العالمين .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وفي مصادر القصة الأخرى تفاصيل كثيرة تختلف وتتفق على غرار ما يعتري مثل تلك الحكايات من زيادة ونقصان بحكم تقادم الزمن وولع الرواة بالتلوين والمبالغة بقصد الإمتاع. ومن أخبار الزيارة أنَّ بلقيس عندما اتخذت قرار الزيارة كتبت إلى النبي سليمان:" إني قادمة إليك بملوك قومي؛ حتى أنظر ما أمْرُكَ وما تدعوني إليه من دينك، ولتسأله مسائل عدة تمتحن نبوته وحكمته، ثم حملت معها هدايا كثيرة ودخلت بيت المقدس (أورشليم) بجمال تحملُ اللبان والطيوب والذهب والأحجار الكريمة، فاستقبلها سليمان بالترحاب، وأحسن وفادتها، وبهرتها حكمتُهُ وقوتُهُ وعجائبُ ما تصنع الجن له وهم في خدمته. ثم قال لها: ادخلي الصرح، وكان قد عُمِل من زجاج أبيض كأنه الماء في صفاءِ لونهِ، وأرسل الماء من تحته، ووضع له سريراً فيه فجلس عليه، فلَمَّا رأته حسبته لجةً، وكشفت عن ساقيها ظناً منها أنه ماء لتخوض فيه، ثم استدركت وقالت: إنه صرحٌ ممردٌ من قواريرَ، وليست لجةً، وأُسْقِطَ في يدها حين رأت عجيب ما صنع سليمان؛ فأقرت بحكمته ونبوته، وأسلمت وحسُنَ إسلامُها. وقيل إنه تزوجها وولدت له ولداً اسمه (رحبعم)، وقيل إنه زَوَّجَها( ذو بَتَع) من همدان، وردهما إلى اليمن وأمر الجن فبنوا لها قصر سَلْحين في مارب .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ويرى بعضهم أن قصة ملكة سبأ من القصص الجميل الذي يطغى نَفَسُه على الأصل، ولم يُعثر على اسم الملكة في الكتابات القديمة، ولم تدل عليها اللُّقَى الأثرية المكتشفة، بل يذهب بعضهم إلى أن سبأ لم تكن في اليمن، وإنما في مكان ما إلى الجنوب من فلسطين أو في منطقة شمال غرب جزيرة العرب. والموروث الحبشي يرى أن بلقيس ملكة حبشية زارت سليمان من أرض الحبشة وتزوجت به وأنجبت له ولداً .

على أنه ليس لدى علماء الآثار والتاريخ أي دلائل قاطعة على نسبة هذه القصة في أصلها إلى الحبشة أو إلى شمال غرب جزيرة العرب. ويرى جمهور العلماء أن الآثار الكشفية في اليمن تثبت أرض سبأ وحضارة سبأ في مشرق اليمن، وأن منطقة مارب شهدت حضارة سبئية راقية في القرن العاشر قبل الميلاد، وهو القرن الذي عاش فيه النبي سليمان عليه السلام، بل إن أحدث الدلائل الأثرية تشير إلى حياة مدنية تقوم على نظام الري منذ الألف الثالث قبل الميلاد، وحينما يولي المرء وجهه في منطقة مارب اليوم يجد أثراً ما لسبأ أو نقشاً يذكر اسم سبأ أو قبيلة سبأ أو ملك سبأ. بينما لم يُعْثر- فيما نعلم- على أي أثر في شمال غرب الجزيرة من مطلع الألف الأول قبل بالميلاد يمكن أن يُومِئ إلى حضارة راقية أو إلى مملكة سبئية أخرى. وإن كان قد عثر على آثار معينية ولحيانية وغيرها في تلك المناطق خاصةً في العلا (ددان القديمة)كما أن الجهود الأثرية في الحبشة لم تسفر عن اكتشاف حضارة راقية هناك يعود تاريخها إلى القرن العاشر قبل الميلاد. وتفيد المعلومات الأثرية أن أقدم النقوش التي عثر عليها في الحبشة هي سبئية ومكتوبة بخط المسند؛ مما يرجح القول إن أصحابها كانوا يقتفون آثار حاضرة سبأ في اليمن، وأنَّ منشأ حضارة أكسوم الحبشة هو وجود سبئي هناك بسبب الغزو أو التجارة أو الهجرة أو بسببها مجتمعة. وقد نقل السبئيون معهم الكثير من عناصر حضارتهم كاللغة والخط والدين والفن وغيرها. كما نقلوا أيضاً ملاحمهم وأخبارهم وقصصهم في الوطن الأم، ومن ذلك قصة المرأة السبئية التي كانت تملك سبأ وطريق اللبان التجاري الذي يمتد من ميناء قنا على البحر العربي غبر العاصمة مارب إلى غزة ميناء فلسطين على البحر المتوسط. ونقلوا كذلك قصة زيارتها للنبي سليمان في بيت المقدس وإسلامها على يده. وأصبحت هذه القصة تراثا مشتركاً بين الناس في جزيرة العرب وخارجها، ولكنها بقيت حية في موروث أهل اليمن أكثر من غيرهم ورمزاً تاريخياً لحضارتهم القديمة. كما ينسبون إلى تلك الملكة واسمها بلقيس عدداً من آثار مارب الرائعة فيقولون (عرش بلقيس) و(محرم بلقيس) وهكذا، ويتخذون من اسمها اسماً لبناتهم ومنشآتهم، بل ويزينون به إبداعاتهم الفنية والأدبية .

المصدر : (الموسوعة اليمنية، مؤسسة العفيف الثقافية) (1 / 542).

>>يتبع
::
التوقيع :

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
لا اله الا الله نـور (ن) عـلا فـوق السحـاب
لا الــه الا الله حــق و عقـيـده جابـهـا
لا الـه الا الله نفتـح بهـا ملـيـون بــاب
للمعالـي لـو نـوّحـد نرتـقـي بأطنابـهـا
لا الـه الا الله نجـم (ن) تـلألأ مـن شهـاب
فـوق الثريـا لـو تمّـره تكتسـح اسبابـهـا
لا الـه الا الله يــارب يــارب الاربــاب
امحي الزلات يارب من ذنـوب (ن) صابهـاا...

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
شاعرة الجنوب
  رد مع اقتباس
قديم 08-17-2008, 12:40 PM   #2
إحساس حضرمية
حال قيادي
 
الصورة الرمزية إحساس حضرمية

افتراضي

::

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وتستمد قصة الملكة بلقيس أهميتها من ذكر قصتها في الكتاب الحكيم مع النبي سليمان – عليه السلام - في سورة النمل، مما أكسبها شهرة لم تكن للكثير من الملوك من قبلها أو من بعدها، وضمنت بأن يبقى ذكرها خالداً عبر العصور، وعلى مر الدهور؛ وذلك لأن القرآن باقٍ وخالدٌ إلى آخر الزمان كما قال الحق – جل وعلا -: " إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون".

وقد قُسّم هذا البحث إلى أقسام ثلاثة
:

الأول- نسب بلقيس و حكمها: ويتناول هذا القسم نبذة عن حياة الملكة بلقيس وعن حكمها لمملكة سبأ. والمعلومات في هذا الجزء من البحث وردت في المصادر ملخصة ومتشابهة إلى حدٍ ما.

والثاني- قصة بلقيس في القرآن: ويتناول هذا القسم قصة الملكة بلقيس مع النبي سليمان – عليه السلام - في سورة النمل.

والثالث- قراءةٌ في شخصية الملكة بلقيس: وهذا القسم ينظر عن كثب في شخصية الملكة بلقيس بعيداً عن التلفيق و التنميق، أو الافتراء والتزويق.

وفي النهاية فإن هذا البحث لا يعد سوى قطرةٍ في بحرٍ غير مسبور الأغوار، ورحلة ا لمسافر متعب من كثرة الأسفار، وزهرة في بستان مليء بالأزهار .هذا والله أعلم بالسرائر.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نسبهــــا:

تنسب الملكة بلقيس إلى الهدهاد بن شرحبيل من بني يعفر [1]، و هناك اختلاف كبير بين المراجع التاريخية في تحديد اسم ونسب هذه الملكة الحِمْيَرية اليمانية، كما أنه لا يوجد تأريخ لسنة ولادتها ووفاتها.



حُكمهــــــــــا:

كانت بلقيس سليلة حسبٍ و نسب، فأبوها كان ملكاً، و قد ورثت الملك بولاية منه؛ لأنه على ما يبدو لم يرزق بأبناء بنين. لكن أشراف وعلية قومها استنكروا توليها العرش وقابلوا هذا الأمر بالازدراء و الاستياء، فكيف تتولى زمام الأمور في مملكة مترامية الأطراف مثل مملكتهم امرأة[2]، أليس منهم رجلٌ رشيد؟ و كان لهذا التشتت بين قوم بلقيس أصداء خارج حدود مملكتها، فقد أثار الطمع في قلوب الطامحين الاستيلاء على مملكة سبأ، ومنهم الملك "عمرو بن أبرهة" الملقب بذي الأذعار. فحشر ذو الأذعار جنده و توجه ناحية مملكة سبأ للاستيلاء عليها و على ملكتها بلقيس، إلا أن بلقيس علمت بما في نفس ذي الأذعار فخشيت على نفسها، واستخفت في ثياب أعرابي ولاذت بالفرار. و عادت بلقيس بعد أن عم الفساد أرجاء مملكتها فقررت التخلص من ذي الأذعار، فدخلت عليه ذات يوم في قصره و ظلت تسقيه الخمر وهو ظانٌ أنها تسامره وعندما بلغ الخمر منه مبلغه، استلت سكيناً و ذبحته بها[3]. إلا أن رواياتٍ أخرى تشير إلى أن بلقيس أرسلت إلى ذي الأذعار وطلبت منه أن يتزوجها بغية الانتقام منه، وعندما دخلت عليه فعلت فعلتها التي في الرواية الأولى[4]. وهذه الحادثة هي دليلٌ جليّ وواضح على رباطة جأشها وقوة نفسها، وفطنة عقلها وحسن تدبيرها للأمور، وخلصت بذلك أهل سبأ من شر ذي الأذعار وفساده.

وازدهر زمن حكم بلقيس مملكة سبأ أيمّا ازدهار، واستقرت البلاد أيمّا استقرار، وتمتع أهل اليمن بالرخاء و الحضارة والعمران والمدنية. كما حاربت بلقيس الأعداء ووطدت أركان ملكها بالعدل وساست قومها بالحكمة. ومما أذاع صيتها و حببها إلى الناس قيامها بترميم سد مأرب الذي كان قد نال منه الزمن وأهرم بنيانه وأضعف أوصاله[5]. وبلقيس هي أول ملكة اتخذت من سبأ مقراً لحكمها.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قصة بلقيس في القرآن

ورد ذكر الملكة بلقيس في القرآن الكريم، فهي صاحبة الصرح المُمَرد من قوارير وذات القصة المشهورة مع النبي سليمان بن داود - عليه السلام - في سورة النمل.

وقد كان قوم بلقيس يعبدون الأجرام السماوية والشمس على وجه الخصوص، و كانوا يتقربون إليها بالقرابين، و يسجدون لها من دون الله، و هذا ما لفت انتباه الهدهد الذي كان قد بعثه سليمان - عليه السلام- ليبحث عن موردٍ للماء. و بعد الوعيد الذي كان قد توعده سليمان إياه لتأخره عليه بأن يعذبه إن لم يأت بعذرٍ مقبول عاد الهدهد و عذره معه “أحطت بما لم تحط به و جئتك من سبأ بنبأ يقين”[6]، فقد وجد الهدهد أن أهل سبأ على الرغم مما آتاهم الله من النعم إلا أنهم” يسجدون للشمس من دون الله “[7].

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فما كان من سليمان –عليه السلام- المعروف بكمال عقله وسعة حكمته إلا أن يتحرّى صدق كلام الهدهد، فقال: " سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين"[8]، وأرسل إلى بلقيس ملكة سبأ بكتابٍ يتضمن دعوته لهم إلى طاعة الله ورسوله والإنابة والإذعان، وأن يأتوه مسلمين خاضعين لحكمه وسلطانه، ونصه"إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم* ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين" [9].

كانت بلقيس حينها جالسة على سرير مملكتها المزخرف بأنواع من الجواهر واللآلئ والذهب مما يسلب الألباب ويذهب بالمنطق والأسباب[10]. ولما عُرف عن بلقيس من رجاحة وركازة العقل فإنها جمعت وزراءها وعلية قومها، و شاورتهم في أمر هذا الكتاب. في ذلك الوقت كانت مملكة سبأ تشهد من القوة ما يجعل الممالك الأخرى تخشاها، و تحسب لها ألف حساب. فكان رأي وزرائها “ نحن أولوا قوةٍ و أولوا بأس شديدٍ “[11] في إشارةٍ منهم إلى اللجوء للحرب والقوة. إلا أن بلقيس صاحبة العلم والحكمة والبصيرة النافذة ارتأت رأياً مخالفاً لرأيهم، فهي تعلم بخبرتها وتجاربها في الحياة أن “ الملوك إذا دخلوا قريةً أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون”[12]. وبصرت بما لم يبصروا ورأت أن ترسل إلى سليمان بهديةٍ مع علية قومها وقلائهم، عله يلين أو يغير رأيه، منتظرةٌ بما يرجع المرسلون. ولكن سليمان –عليه السلام- رد عليهم برد قوي منكر صنيعهم ومتوعد إياهم بالوعيد الشديد قائلاً: “أتمدونن بمال فما آتاني الله خير مما آتكم، بل أنتم بهديتكم تفرحون”[13].

عندها أيقنت بلقيس بقوة سليمان وعظمة سلطانه، وأنه لا ريب نبي من عند الله –عز وجل-، فجمعت حرسها وجنودها واتجهت إلى الشام حيث سليمان –عليه السلام-.

وكان عرش بلقيس وهي في طريقها إلى سليمان –عليه السلام- مستقراً عنده، فقد أمر جنوده بأن يجلبوا له عرشها، فأتاه به رجلٌ عنده علم الكتاب قبل أن يرتد إليه طرفه. ومن ثم غّير لها معالم عرشها، ليعلم أهي بالذكاء و الفطنة بما يليق بمقامها و ملكها[14].

ومشت بلقيس على الصرح الممرد من قوارير والذي كان ممتداً على عرشها، إلا أنها حسبته لجةً فكشفت عن ساقيها وكانت مخطئة بذلك عندها عرفت أنها وقومها كانوا ظالمين لأنفسهم بعبادتهم لغير الله –تعالى- وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين.

وتقول المراجع التاريخية أن سليمان –عليه السلام- تزوج من بلقيس، وأنه كان يزورها في سبأ بين الحين والآخر. وأقامت معه سبع سنين وأشهراً، و توفيت فدفنها في تدمر[15].وتعلل المراجع سبب وفاة بلقيس أنها بسبب وفاة ابنها رَحْـبَم بن سليمان[16].

وقد ظهر تابوت بلقيس في عصر الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك و عليه كتابات تشير إلى أنها ماتت لإحدى وعشرين سنة خلت من حكم سليمان. وفتح التابوت فإذا هي غضّة لم يتغير جسمها، فرفع الأمر إلى الخليفة فأمر بترك التابوت مكانه وبنى عليه الصخر[17].
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


قراءةٌ في شخصية الملكة بلقيس


· ذكر بلقيس في القرآن الكريم

إن بلقيس لم تكن امرأة عادية، أو ملكة حكمت في زمن من الأزمان و مر ذكرها مرور الكرام شأن كثير من الملوك و الأمراء. و دليل ذلك ورود ذكرها في القرآن. فقد خلد القرآن الكريم بلقيس، و تعرض لها دون أن يمسّها بسوء ، و يكفيها شرفاً أن ورد ذكرها في كتابٍ منزلٍ من لدن حكيم عليم، وهو كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه، ولم و لن يعتريه أي تحريف أو تبديل على مر الزمان، لأن رب العزة –جل و علا- تكفل بحفظه وصونه “إنا نحن نزلنا الذكر وإنّا له لحافظون"[18]. فذِكر بلقيس في آخر الكتب السماوية و أعظمها و أخلدها هو تقدير للمرأة في كل زمان و مكان، هذه المرأة التي استضعفتها الشعوب والأجناس البشرية وحرمتها من حقوقها، وأنصفها الإسلام و كرمها أعظم تكريم. و هذا في مجمله وتفصيله يصب في منبع واحد، ألا وهو أن الملكة بلقيس كان لها شأنٌ عظيم جعل قصتها مع النبي سليمان –عليه السلام- تذكر في القرآن الكريم .



· رجاحة عقل بلقيس، و بليغ حكمتها، و حسن مشاورتها


إن الملكة بلقيس ما كان لها هذا الشأن العظيم لولا اتصافها برجاحة العقل و سعة الحكمة و غزارة الفهم. فحسن التفكير و حزم التدبير أسعفاها في كثيرٍ من المواقف الصعيبة والمحن الشديدة التي تعرضت لها هي ومملكتها؛ و منها قصتها مع الملك ذي الأذعار الذي كان يضمر الشر لها و لمملكتها، ولكن دهاءها وحنكتها خلصاها من براثن ذي الأذعار و خلص قومها من فساده و طغيانه و جبروته.

كما أنها عرفت بحسن المشاورة إلى جانب البراعة في المناورة، فهي لم تكن كبقية الملوك متسلطة في أحكامها، متزمتة لآرائها، لا تقبل النقاش أو المجادلة، بل كانت كما أجرى الله على لسانها “ قالت أيها الملأ أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون}[19]، و ذلك على الرغم من أنه كان بمقدورها أن تكتفي برأيها و هي الملكة العظيمة صاحبة الملك المهيب . فهي ببصيرتها النيّرة كانت ترى أبعد من مصلحة الفرد، فهّمها كان فيما يحقق مصلحة الجماعة.



· ذكاء بلقيس وفطنتها

كانت بلقيس فطينة رزينة، و كانت فطنتها نابعة من أساس كونها امرأة، فالمرأة خلقها الله –عز وجل- وجعلها تتمتع بحاسة تمكنها من التبصر في نتائج الأمور وعواقبها. والشاهد على ذلك أنه كان لبلقيس –كعادة الملوك- عدد كبير من الجواري اللاتي يقمن على خدمتها، فإذا بلغن استدعتهن فرادى، فتحدث كل واحدة عن الرجال فإن رأت أن لونها قد تغير فطنت إلى أن جاريتها راغبة في الزواج، فتُزوجها بلقيس رجلاً من أشراف قومها وتكرم مثواها. أما إذا لم تضطرب جاريتها ولم تتغير تعابير وجهها، فطنت بلقيس إلى أنها عازفة عن الرجال، وراغبة في البقاء عندها ولم تكن بلقيس لتقصر معها. ومن أمارات فطنتها أيضا أنه لما ألقي عليها كتاب سليمان علمت من ألفاظه أنه ليس ملكاً كسائر الملوك، وأنه لا بد وأن يكون رسول كريم وله شأنٌ عظيم؛ لذلك خالفت وزراءها الرأي عندما أشاروا عليها باللجوء إلى القوة، وارتأت بأن ترسل إلى سليمان بهدية، و كان المراد من وراء هذه الهدية ليس فقط لتغري وتلهي سليمان – عليه السلام - بها، وإنما لتعرف أتغير الهدية رأيه و تخدعه؟ و لتتفقد أحواله و تعرف عن سلطانه و ملكه و جنوده. ومن علامة ذكائها أيضا أن سليمان – عليه السلام - عندما قال لها متسائلاً “ أهكذا عرشك؟ قالت: كأنه هو"[20]، ولم تؤكد أنه هو لعلمها أنها خلفت عرشها وراءها في سبأ ولم تعلم أن لأحد هذه القدرة العجيبة على جلبه من مملكتها إلى الشام. كما أنها لم تنفِ أن يكون هو؛ لأنه يشبه عرشها لولا التغيير والتنكير الذي كان فيه[21].



إسلام الملكة بلقيس مع سليمان

كثيرةٌ هي القصص المذكورة في القرآن عن أقوامٍ لم يؤمنوا برسل الله و ظلوا على كفرهم على الرغم مما جاءهم من العلم . إلا أن بلقيس وقومها آمنوا برسول الله سليمان –عليه السلام- ولم يتمادوا في الكفر بعدما علموا أن رسالته هي الحق وأن ما كانوا يعبدون من دون الله كان باطلاً. واعترفت بلقيس بأنها كانت ظالمة لنفسها بعبادتها لغير الله “ قالت ربي إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين
“[22]
المصدر:
إشراف الأستاذ : خالد فــــراج
إعداد الطالبــة: مريــــــم الملا.

::
  رد مع اقتباس
قديم 08-17-2008, 12:52 PM   #3
سالم محمد باعباد
غير مسجل


افتراضي

دعيني اضع بصمتي الاولى ولاتخذليني ايتها الانامل
فهنا بلقيس انها سبأ التاريخ - الحضاره
هنا بدا التاريخ يسطر الوقائع العظام
هنا النبي سليمان
هنا الهدهد
هنا الجنتان عن اليمين وعن الشمال
السلام عاى النبي سليمان
السلام عليك بلقيس
شكرا لك احساس حضرميه
اتحفتينا واثريتي السقيفه بكل جميل
بكل مفيد0

التعديل الأخير تم بواسطة سالم محمد باعباد ; 08-17-2008 الساعة 12:58 PM
  رد مع اقتباس
قديم 08-17-2008, 12:55 PM   #4
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

.

شكرا على الموضوع والذي لايخرج عن دائرات روايات اصحاب الاساطير العربية والمستمدة بعضها من الرواة الذين بالغوا في التعصب للقحطانية كأمثال نشوان الحميري
والذي يجهل أن لغة جنوب الجزيرة العربية كانت تختلف تماما عن لغة قريش ... ولهذا جاء تعليله ضعيفا حين علل اسم بلقيس حسب النطق في لغة قريش ...

وننظر كيف استنسخوا اسم (( الهدهد )) وجعلوه هدهاد كانت النسبة لابيها للهدهاد ... ومن عجائب وغرائب ما قرأت أن بلقيس كانت تملك مائة ألف فيل ؟؟؟؟؟

ومصادر كتابات تاريخ اليمن القديم لم تشر إلى أي نقش بالمسند ظهر حتى الآن و ذكر اسم ملكة يمنية حكمت اليمن .اسمها بلقيس أو غير ذلك
من الاسماء المؤنثة ..... وما ينسب الى عرش بلقيس او محرم بلقيس في مأرب حتى الآن لا يستند على اكتشافات اثرية مكتوب فيها أن هذا هو معبد أو موقع عرش بلقيس،
وما يردد حول هذا العرش يأتي استقطابا سياحيا أكثر منه واقعا علميا دامغا يؤكد حقيقة الملكة بلقيس .....

ولكن البعثة الأثرية الالمانية أكدت قبل اشهر انها أجرت بحوثا وتنقيبات تؤكد أن بلقيس ملكة حبشية ... !!
والقرآن ذكر أن هناك قوم تحكمهم امرأة وهذه المرأة آمنت بالنبي سليمان وتزوجته ، ولم يشر القرآن الى اسم الملكة ، ولم يشر إلى أي بلد تنتمي ؟؟؟ وما جاء به المفسرون
استنادا على ما رواه الاخباريون ، وغالبا هؤلاء الأخباريين يستندون على التوراتيات في تفسيرهم للأمور القديمة ...!!


..
التوقيع :

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 08-18-2008 الساعة 12:16 PM
  رد مع اقتباس
قديم 08-18-2008, 12:18 PM   #5
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

.

الاخت احساس حضرمية
بخصوص استفسارك حول جدوى بقاء الموضوع ، رأي يبقي لأنه من قصص واساطير التراث ليس إلاّ.....!!!



.

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 08-18-2008 الساعة 12:23 PM
  رد مع اقتباس
قديم 08-18-2008, 12:40 PM   #6
إحساس حضرمية
حال قيادي
 
الصورة الرمزية إحساس حضرمية

افتراضي

أهلاً وسهلاًومرحبا
أخي الكريم
* سالم محمد باعباد*
أسعدني مرورك العطر
وردك الجميل
ألف شكر لك ولك كل تقديري واحترامي وشكري"
  رد مع اقتباس
قديم 08-18-2008, 12:52 PM   #7
إحساس حضرمية
حال قيادي
 
الصورة الرمزية إحساس حضرمية

افتراضي

أهلاً وسهلاً ومرحبا
أستاذي ومشرفنا الكريم
* أبو عوض الشبامي*
أسعدني مرورك العطر
وألف شكراً على ردك وأضافتك القيمة ..

بنسبة لأستفساري فهو كان بخصوص المعلومات المنقولة
وكنت أقول :لو رأيتم أنها غير صحيحة كنت أتمنى
منكم تعديل الخطأ أو حذف الموضوع , لأني لاأحب نقل
معلومات مغلوطة وأكون السبب في أنتشارها ؛
وجاء ردكم ونحن نثق به دائماً .
ألف شكر لك ولك كل تقديري واحترامي وشكري"
  رد مع اقتباس
قديم 01-05-2009, 03:04 AM   #8
روحي بلادي
حال جديد
 
الصورة الرمزية روحي بلادي

افتراضي ملكة سبأ كيف وردت فيي الروايه اليهوديه والاسلاميه

الجدير بالذكر في هذه المناسبة ان قصة ملكة سبأ وردت في الروايات اليهودية والاسلامية، ويعتقد انها كانت تحكم مملكة كبيرة في جنوب غربي الجزيرة العربية، في الفترة ذاتها التي عاش فيها الملك سليمان بن داود منذ حوالي الفين و950 سنة. وبينما تطلق المصادر الاسلامية على هذه الملكة اسم بلقيس، فهي تعرف في المصادر الحبشية باسم مكيدا. وبحسب الرواية التوراتية سافرت ملكة سبأ من بلادها في قافلة كبيرة من الجمال، ومعها هدايا غالية من الذهب والمجوهرات والتوابل. وجاءت الى قصر الملك سليمان، لتختبر حكمته عن طريق توجيه بعض الاسئلة اليه تتضمن الالغاز والاحاجي. وورد في سفر الملوك الاول التوراتي ان الملكة جاءت في قافلة للقاء سليمان في قصره، واحضرت معها الكنوز من ذهب واحجار كريمة: «وسمعت ملكة سبأ بخبر سليمان لمجد الرب فأتت لتمتحنه بمسائل. فأتت الى اورشليم بموكب عظيم جدا بجمال حاملة اطيابا وذهبا كثيرا جدا وحجارة كريمة وأتت الى سليمان وكلمته بكل ما كان في قلبها. فأخبرها سليمان بكل كلامها. لم يكن امرا مخفيا عن الملك لم يخبرها به. فلما رأت ملكة سبأ كل حكمة سليمان والبيت الذي بناه وطعام مائدته ومجلس عبيده وموقف خدامه وملابسهم وسقاته ومحرقاته التي كان يصعدها في بيت الرب لم يبق فيها روح بعد. فقالت للملك صحيحا كان الخبر الذي سمعته في اراضي عن امورك وعن حكمتك. ولم اصدق الاخبار حتى جئت وابصرت عيناي فهو ذا النصف لم اخبر به. زدت حكمة وصلاحا على الخبر الذي سمعته. طوبى لرجالك وطوبى لعبيدك هؤلاء الواقفين امامك دائما السامعين حكمتك.. واعطت الملك مائة وعشرين وزنة ذهب واطيابا كثيرة جدا وحجارة كريمة. لم يأت بعد مثل الطيب في الكثرة الذي اعطته ملكة سبأ للملك سليمان. وكذا سفن حيرام (الفينيقي) التي حملت ذهبا من اوفير أتت من اوفير بخشب الصندل كثيرا جدا وبحجارة كريمة.. واعطى الملك سليمان لملكة سبأ كل مشتهاها الذي طلبت عدا ما اعطاها اياه حسب كرم الملك سليمان. فانصرفت وذهبت الى ارضها هي وعبيدها». (الاصحاح العاشر: 1 ـ 13) ورغم ان القرآن الكريم لا يذكر بلقيس بالاسم، فإن اسم سبأ ورد في عدة مواقع بالقرآن الكريم حيث يبين مدى ثراء هذه البلاد: «لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور» (سورة سبأ:15).

وتحكي القصة القرآنية كيف ان طائر الهدهد جاء الى سليمان (عليه السلام) بخبر ملكة سبأ، التي تعبد وقومها الشمس من دون الله. وعندما ارسل اليها سليمان طالبا منها عبادة الله وحده، ردت عليه بهدية مما اغضب الملك الذي هدد بمعاقبتها: «وتفقد الطير فقال مالي لا ارى الهدهد ام كان من الغائبين. لأعذبنه عذابا شديدا او لأذبحنه او ليأتيني بسلطان مبين. فمكث غير بعيد فقال احطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين. اني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم. وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان اعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون..» «قال سننظر اصدقت ام كنت من الكاذبين. اذهب بكتابي هذا فألقه اليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون. قالت يا أيها الملأ اني القي الي كتاب كريم. انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم الا تعلوا علي وأتوني مسلمين. قالت يا أيها الملأ افتوني في امري ما كنت قاطعة امرا حتى تشهدون. قالوا نحن أولوا قوة وأولوا بأس شديد والامر اليك فانظري ماذا تأمرين» (النمل: 20 ـ 33) فجاءت بلقيس لزيارة سليمان في قصره ـ وبحسب بعض الروايات الاسلامية ـ خشي مساعدو سليمان ان يقع الملك في غرامها ويتزوجها، فأخبروه ان رجليها مليئة بالشعر. واراد سليمان التأكد من صحة هذا الكلام فبنى قاعة لعرشه جعل ارضها من الزجاج، فرفعت بلقيس ذيل ردائها عند دخولها اعتقادا منها انها تسير فوق الماء، فشاهد سليمان ساقيها وتأكد من وجود الشعر. وهناك قصة مختلفة في التراث الايراني عن ملكة سبأ، تجعلها ابنة ملك الصين ولم تأت من بلاد اليمن. وتظهر اهمية ملكة سبأ في العقائد الدينية والقومية لبلاد الحبشة، حيث ساد الاعتقاد بأنها هي التي ادخلت المسيحية الى هذه البلاد، كما اسس ابنها منليك من الملك سليمان سلالة الملوك الاحباش (النجاشيون) التي انتهت في القرن الماضي بموت هيلاسيلاسي.
* بقايا مأرب
* وما زالت نواح عديدة من حضارات اليمن مجهولة الى حد كبير، رغم عمليات البحث الاثري التي انجزتها البعثات العالمية خلال القرن العشرين. وهناك عدد من الروايات ذات طبيعة اسطورية، عن الثروات الهائلة التي وجدت في اليمن وعن ملكتها الشهيرة «ملكة سبأ»، التي اثارت قصتها خيال الملايين من الناس عبر العصور. وحاول المؤرخون ورجال الآثار خلال القرن الماضي التحقق من تاريخ هذه الملكة الشهيرة، وهل هو مجرد اسطورة خيالية ام يمثل حقائق من احداث الماضي. بينت عمليات الكشف الاثري في بداية القرن الماضي، ان مدينة مأرب اصبحت عاصمة لمملكة السبئيين في القرن الثامن قبل الميلاد، وكانت عندئذ بمثابة العاصمة التجارية والثقافية لجنوب الجزيرة العربية، وهي الآن واحدة من ثلاث محافظات شمالية شرقية في جمهورية اليمن. وبدأت مرحلة جديدة من اعمال الكشف الاثرى في سبعينات القرن الماضي، عندما تكونت الجمهورية اليمنية العربية في الشمال وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في الجنوب. وامكن الكشف عن العديد من المواقع الاثرية كما جرى استخدام اجهزة الجس الرادارية للتعرف على مواقع الآثار المدفونة. وعثر الاثريون على بقايا مأرب القديمة ووجدوا فيها معبدين وتحيط بهما الاسوار، كما كشفوا عن بقايا سد مأرب الشهير. وعملت البعثة الاميركية في المعبد المعروف الآن باسم محرم بلقيس حيث يعتقد انه معبد ملكة سبأ، الذي يقع في واحة على بعد ثلاثة كيلومترات ونصف الكيلومتر جنوب المدينة القديمة. وقد شيد هذا المعبد لمعبودة السبئيين في العصور القديمة «عملقة»، وعثر فيه على المئات من الكتابات والتماثيل. وفي عام 1999 استخدم الاميركيون بالتعاون مع جامعة كلغاري الكندية اجهزة الجس الارضية، للتعرف على ابعاد معبد بلقيس فاكتشف عدد من المباني المحيطة بالمعبد، كما تبين وجود طريق ممهد يمتد بين المعبد ومدينة مأرب في الشمال. وفي نفس الوقت نقبت بعثة المانية جنوب معبد بلقيس، فكشفت عن جبانة للسبئيين وبها مقابر مبنية من الطوب، تتكون من عدة طوابق، وعند فحص جدار مدينة مأرب للتعرف على تاريخ بنائها، تبين ان البناء الاول لمأرب يرجع الى حوالي اربعة آلاف سنة كما وجدت بقايا لنظام الري في واحة مأرب تسبق ذلك بألف سنة.
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة[/URL]

:: العـرســـــــــمه ::
احدى قرى وادي ليسر" مديرية دوعن " وتقع على ملتقى وادي ليمن وليسر "وهي قريه شبه جبيليه" وتشرب ارضيها الزراعيه من سيول وديان ليسر" وليمن "ذلــــوت"وحيح "وتعقوب"عدد سكانها تقريبا 1500 نسمه0

اعشقك ياأغلى تراب
  رد مع اقتباس
قديم 01-05-2009, 02:50 PM   #9
الفارس الهاشمي
حال قيادي
 
الصورة الرمزية الفارس الهاشمي

افتراضي

شكـــــــــــرا
كل الأديـــــان تشهـــد بعظمــــة هذه البـــــــــلاد وأهلهــــــــــا , وكل أصقــــــاع الدنيــــــا تعـــرف ماذا تعنــــــــي هذه الأرض الطيّبــــــــــــة ..
موضوعـــك جميل جـــــــــدا اخي (روحي بلادي) ويعطيكـ ألف عافيهـ وإلـى الأمـــــــــام
التوقيع :

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
الفارس الهاشمي الزائر رقــم:-
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
لمواضيع الفـارس الهاشمي وردوده
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 01-07-2009, 04:06 AM   #10
روحي بلادي
حال جديد
 
الصورة الرمزية روحي بلادي

افتراضي

شكرا اخي ابوعوض حلوه فكرة الدمج تعطي الموضوع فائده اكبر ولي الشرف ان يدمج موضوعي مع موضوع اختي احساس حضرميه
واشكر احساس حضرميه لهذا الابداع عن تاريخ ملكة سبا
والذي تم بطريقة يجلب القاري للابحار بشوق الي اعماق
هذه الاسطوره التاريخية والتي لها من الحكمة والروية
قل مانجدها في كثير من الرجال
بارك الله في الجميع
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas