المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الحوار السياسي
سقيفة الحوار السياسي جميع الآراء والأفكار المطروحه هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


كيف تكونت الرابطة ؟؟

سقيفة الحوار السياسي


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 06-09-2010, 02:40 PM   #1
سلامي لحضرموت
حال جديد

افتراضي كيف تكونت الرابطة ؟؟

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

بر صيد مشرف من الحضور السياسي والفكري .. حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) يحتفي بالذكرى الـ59 للإشهار الرسمي

احتفى حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) بالذكرى التاسعة والخمسين لإشهاره رسمياً في عدن النور، حيث مثل هذا الميلاد الانطلاقة الأم للمدرسة الأهم للحركة الوطنية اليمنية المنظمة، التي تنامى رصيدها في الحضور السياسي والفكري، والعطاء الوطني الجاد في مسارات وضع أقدام الوطن في مسارات النهوض الحضاري عبر متواليات من الرؤى والمشاريع والطروحات التي أثبتت حركية الأيام مصداقيتها وبأنها كفيلة بأخراج الوطن من قمقم أزماته إلى فضاءات القيام بدور محوري على المستوى الإقليمي والدولي


الذكرى:
في 29أبريل 1951م أشهر رسمياً حزب الرابطة بعد سنوات من العمل السياسي غير المرخص له باعتبار أن سلطات الاحتلال البريطاني كانت تحظر إنشاء التكوينات الحزبية، حيث اجتمع كوكبة من رموز النضال الوطني، في نادي الأدب العربي بمدينة عدن وأعلنوا ميلاد الحركة الوطنية المنظمة الأولى في تاريخ الشطر الجنوبي سابقا تحت اسم {رابطة أبناء الجنوب} وانتخبوا هيئتها القيادية.

الحزب:
حزب رابطة أبناء اليمن (رأي)، أعرق الأحزاب على الساحة اليمنية، وصاحب الرصيد الأكبر من الرؤى والطروحات والبدائل التي تثبت حركية الأيام دوماً صحتها، والمواقف التي شهد لها الجميع أصدقاء وأعداء بالموضوعية والعقلانية والاعتدال، غير المرتهنة لضغوط الحسابات ضيقة الأفق، والمجافية على الدوام للمناكفات الحزبية، والانفعالات العاطفية.. ومقره الرئيسي العاصمة صنعاء، وله فروع في مختلف محافظات الجمهورية اليمنية، علاوة على تنظيم يضم أعضاء الحزب في المهجر.
وأسفرت انتخابات مؤتمره العام التاسع الذي انعقد في مدينة عدن يناير2009 عن انتخاب هيئة مركزية للحزب مكونة من 95 عضواً أكثر من 60% منهم من الدماء الشابة، وتزيد نسبة الكوادر النسائية في التشكيلة عن 20% وفقاً لما ألزم الحزب نفسه به في نظامه الداخلي، والذي ينص على أن تحتل المرأة نسبة لاتقل عن 20% من كل تكوينات الحزب وأطره.


الرؤى والتوجهات:
منذ ميلاده الأول أقر مؤسسو الحزب انتهاج التعددية، والوسطية.. ونهلوا سماحة الشريعة الإسلامية وتعايشها مع الآخر من مدرسة تريم، وارتادوا آفاق الدولة الحديثة المرتكزة على الفصل بين السلطات والتي أرسوا مداميكها في تجربة سلطنة لحج.. والنضال السلمي الحضاري الذي اختطوا مساراته في دهاليز الأمم المتحدة، ومنظماتها، وحركة عدم الانحياز وغيرها من الأطر والمنظمات الإقليمية.. والطريق الثالث في الاقتصاد الذي كانت ملامحه جلية في فكر رواد الحزب منذ وقت مبكر.
وعلى مدى 6عقود من الزمن أثرى حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) الساحة السياسية والفكرية اليمنية بالكثير من الرؤى والطروحات المنطلقة من رؤية ثاقبة تستشرف آفاق المستقبل وفق قراءات علمية غير مشدودة للوراء، ولا مكبلة بقيود حسابات مصالح الراهن، ولا دافنة لرؤوس الحقائق في رمال ترحيل الأزمات، أو جمر حرق المراحل.
واكتملت هذه الرؤى بالتجسيد الجاد والمطلق لمفهوم المعارضة الإيجابية التي تنتقد السياسات دون شخصنة وتقدم البدائل العلمية للسياسات التي تنتقدها وترسم الآليات المناسبة لتنفيذ تلك البدائل، وتساند الرأي والفعل الإيجابي بغض النظر عن مصدره، وتنتقد السلبي أياً كان صاحبه.. ومن هذه الرؤى على سبيل الاستشهاد لا الحصر:

مفهوم المواطنة السوية:
يؤمن حزب (رأي) بأن نظام الدولة المدنية الحديثة يقوم في الأساس على محاور ثلاثة هي العدالة في توزيع الثروة والسلطة، والديموقراطية المحققة للتوازن والشراكة الحقيقية في المصالح السياسية والاقتصادية والاجتماعية بين فئات ومناطق الوطن، والتنمية الشاملة المستدامة. حيث تشكل هذه المحاور الثلاثة مرتكزات للمواطنة السوية التي نعتقد أن تحقيقها بمرتكزاتها الثلاثة المخرج السليم والأقل كلفة على الوطن والمواطن، وهو السياج الأمثل وصمام الأمان لدرء الصراعات والفتن والتمزق.



الفيدرالية والحكم المحلي كامل الصلاحيات:
أدرك حزب (رأي) منذ وقت مبكر أن الوحدة اليمنية قد كبلت بأثقال نظام دولة بسيطة مفرط المركزية حال دون ترسيخ عوامل ديمومتها، حيث الوحدة بنظام الدولة البسيطة، وسيادة قانون القوة، ومحاولة الانفصال كلاهما شقي رحى ستطحن الوطن والمواطن. فحمل الحزب لواء الدعوة إلى الأخذ بنظام الدولة المركبة/ الفيدرالية باعتبار أنه ما تحتاجه بلادنا للخلاص من رحى الأزمات المركبة المتناسلة، وكونه النظام الذي أثبتت التجارب التاريخية والمعاصرة أنه النظام الأمثل لتحقيق العدالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وإزالة أسباب الغبن، ولوأد النزعات الانقسامية والانفصالية والتصادمية، وترسيخ وحدة الوطن أرضاً ومؤسسات، ووحدة البشر وتوادهم إنسانياً، وتقليص الفساد، ومنع الترهل والبيروقراطية، وتسريع حركة بناء وتنمية المجتمع، وتجذير الشعور المجتمعي بالمواطنة.. كما أنها كفيلة بتحقيق الأمن والاستقرار، ورفع وتيرة العوامل المحفزة للتنمية، وتنمية ورعاية المصالح المشتركة مع الغير.
وكي يكون نظام الدولة المركبة الفيدرالية أكثر قبولاً وترسيخاً وديمومة وسهولة في التنفيذ والأقل كلفة إن تم على الأساس التالي، يرى حزب (رأي) أن تكون الدولة الفيدرالية من إقليمين أو ولايتين –شمال وجنوب، على أن يتم في إطار كل منهما تطبيق نظام حكم محلي كامل الصلاحيات للوحدات في إطار كل من إقليمي أو ولايتي الدولة.

التطرف والإرهاب غريبان:
يعتبر الحزب إن التطرف باسم الدين وافد على اليمن وليست له أي جذور عميقة في تاريخنا.. بل إن الاعتدال في المفاهيم والسماحة والمودة والقدرة على التعامل والتعايش مع الغير هي السمات الأبرز التي تحلى بها علماؤنا عبر التاريخ وهي السمات لطبيعة شعبنا..
ويؤكد إن التطرف، من أي منهج وفي أي اتجاه وفي أي قضية ومن أي جهة، أمر خطير ومدمر ويتصادم مع الفطرة الإنسانية السليمة ومع الإنسان السوي ومكوناته، الجسدية والنفسية والعقلية والروحية، وأن أي محاولة لخلق أو تنمية التعصب المذهبي ،من أي طرف، هي محاولة مذمومة وتقود إلى التطرف ويدفع ثمنها الجميع، وأي استخدام للتطرف باسم الدين أو للتعصب المذهبي في الخلافات والصراعات السياسية أمر غاية في الخطورة على الوطن عامة وعلى من يمارس هذا الاستخدام خاصة.. والتاريخ البعيد والقريب والمعاصر مليء بما يؤكد ذلك.
كما ترى المفاهيم الرابطية أن أي تطرف، لا بد أن ينشأ عنه، كرد فعل، تطرف مضاد قد يكون أكثر حدة.. ويستوي في ذلك التطرف باسم الدين، باتجاهاته المختلفة، أو ضد الدين.. أو في القضايا السياسية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية.. تلك سنة كونية نشاهدها ونلمسها في كل مكونات الحياة وحركتها.


كيف تكونت الرابطة؟
1- منذ ماقبل الحرب العالمية الثانية وشباب اليمن الذين كانوا يتلقون علومهم في البلاد العربية وبالذات في مصر والسودان والعراق يستشعرون المأساة التي تعيشها بلادهم والتي توصلوا إلى أن أسبابها تكمن في مايلي:
أ- استعمار.. يتخذ من عدن مستعمرة وقاعدة له ويبسط حماية شكلية على باقي مناطق جنوب الوطن.
ب- تمزق جنوب الوطن الى حوالي 23 سلطنة وإمارة ومشيخة، مع محاولة الاستعمار البريطاني أن يفصل عدن عن الجنوب ويربطها بالكومنولث البريطاني.
ج- حياة بدائية.. وتخلف رهيب في معظم المناطق.
د- جهل كامل إلا من بعض المدارس المحدودة في عدن وحضرموت ولحج والفضلي، وكتاتيب متفرقة لقراءة القرآن الكريم وتعليم القراءة والكتابة.
هـ- بعد الشعب عن أي مشاركة حقيقية في كيفية حكمه.. وتصريف شؤون حياته.
و- حكم إمامي في شمال الوطن منع كل أسباب التقدم والنماء وجعل الشعب يعيش خارج الزمن.
2- بعد إدراك تلك الحقائق واستيعابها أخذ الشباب من أبناء الجنوب العربي الكبير (اليمن الطبيعية) يلتقون في ساحات العلم في القاهرة وغيرها.. ويتدارسون قضاياهم ويبحثون عن حلول لها .. وأقاموا إطاراً لذلك الغرض أسموه (الكتيبة اليمنية الأولى)، وكان على رأس مؤسسيها رواد الحركة الوطنية اليمنية الاستاذ محمد علي الجفري والشهيد محمد محمود الزبيري والأستاذ أحمد محمد نعمان والأستاذ أحمد عبدالرحمن الجفري، والأستاذ سالم الصافي وغيرهم رحمهم الله، والأستاذين أحمد عبده حمزة، ورشيد علي الحريري أطال الله في عمرهما، وكتب مسودة نظامها الأساسي المغفور له السيد محمد علي الجفري .. ولازالت - بخط يده- محفوظة.
3- عند تخرجهم عادوا الى بلادهم وبدأوا يفكرون مع باقي المثقفين الذين عادوا من بلدان أخرى كالعراق والسودان واندونيسيا وباكستان وغيرهم من المثقفين في طريق عملي للخلاص.
وكان الإخوة من أبناء شمال الوطن من رواد الحركة الوطنية قد قرروا الاستقلال بحركتهم منذ الأربعينيات وأسس الشهيد الزبيري "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". ثم شارك آخرون من الرواد أمثال الأستاذ النعمان والأستاذ الحكيمي والموشكي وغيرهم في إنشاء منظمات مثل الدعوة إلى الإصلاح ثم الجمعية اليمنية الكبرى ثم الاتحاد اليمني ثم (حركة أحرار اليمن).
4- تدارس أبناء الشطر الجنوبي سابقا – وكان ضابط الإيقاع لكل تلك المداولات السيد محمد علي الجفري – لإيجاد منظمة تكون بمثابة إطار يكتل طاقتهم وينظم حركتهم، فكان إعلان ولادة الحركة الوطنية المنظمة الأولى في تاريخ الشطر الجنوبي سابقا تحت اسم {رابطة أبناء الجنوب} التي أُشهرت رسميا في 29 أبريل 1951م حيث اجتمع المؤسسون في نادي الأدب العربي وأعلنوا تأسيس الرابطة وانتخبوا أول هيئة قيادية من التالية أسماءهم من :
· فضيلة محمد علي بن محمد الجفري .......................... رئيساً
· سالم عمر الصافي ..............................................نائب اً للرئيس
· رشيد علي الحريري........................................... . الأمين العام
· أحمد عبده حمزة.............................................. ... أمين عام مساعد
· علي محمد مقطري ............................................ أمين صندوق
· حسين عبد الله الحبشي ....................................... مساعد أمين صندوق
· طه محمد خليل ................................................. مدير النشاط
· فيصل علي محمد.............................................. .. مساعدمدير النشاط
· محمد علي باشراحيل ........................................... عضو إداري
· مصطفي عبد الكريم بازرعة................................... " "
· حسين محمد الصافي............................................ " "
وفي مساء الأحد 27 مايو تمت مناقشة وإقرار النظام الأساسي كما تم اتخاذ قرار بتوسعة القيادة ليصبح قوامها 14 عنصراً وتم انتخاب الأعضاء الثلاثة الآخرين وهم:
· عبدالرحمن جرجرة..................................... عضواً
· علي غانم كليب...........................................عضو اً
· صالح إبراهيم حريري................................. عضوا
ومن بين أولى القضايا التي أقرها المؤسسون اعتماد النظام الجمهوري، نظاماً للدولة بعد نيل استقلالها، واعتماد التعددية السياسية والحزبية أساساً للعمل السياسي في ظلها.
. وقد قدم مؤسس الرابطة وزعيمها الحركة الجديدة في جنوب جزيرة العرب بقوله، في مقدمة دستورها:
«هذه رابطتكم يا أبناء الجنوب، وهي اليوم صغيرة في مبناها كبيرة في معناها، وهي غداً كبيرة في مبناها كبيرة في معناها، وإن لها لشأن وأي شأن. يا أبناء الجنوب: لقد دقت ساعة العمل لخدمة بلادكم ودينكم فهيا الى العمل هيا الى العمل، ولينصرن الله من ينصره، (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض) و(ولا تهنوا ولاتحزنوا وأنتم الأعلون)».
أهداف الرابطة عند التأسيس:
5- وضعت الرابطة اصبعها منذ البداية على جوهر المشاكل التي يقاسي منها الشطر الجنوبي في ذلك الوقت. لهذا حددت الرابطة أهدافها الرئيسية كمايلي:
أ- تحرير الجنوب من الاستعمار والفقر والعوز.
ب- تحقيق وحدة الجنوب أولاً وذلك من خلال إقامة حكومة مركزية واحدة بدلاً من الـ 23سلطنة ومشيخة وإمارة ومستعمرة عدن.
ج- انتقال السيادة وسلطات الحكم للشعب عبر انتخابات حرة.
6- كانت بريطانيا في ذلك الوقت لازالت مزهوة بانتصاراتها مع الحلفاء في الحرب العالمية الثانية. ولذلك فإن بروز حركة وطنية تطالب بتحرير الجنوب ووحدته وإخراج بريطانيا منه كانت تواجه بالاندهاش من جانب والرثاء للقائمين عليها من جانب آخر، لذلك. فإن دور الرابطة منذ اللحظة الأولى لتأسيسها كان شاقاً وصعباً، فقد كان عليها نشر الوعي بين صفوف الشعب لإقناعه بإمكانية إخراج بريطانيا العظمى من الجنوب وفي نفس الوقت تحييد وطمأنة حكام السلطنات والإمارات والمشيخات بأن الحركة لن تكون ضدهم إن هم تعاونوا مع الحركة الوطنية.
7- والجدير بالإشارة، أن الشعب في الشطر الجنوبي لم يتوقف عن مقاومة الاستعمار منذ بدء الاحتلال عام 1839م ، فقد اندلعت الانتفاضات المسلحة المتفرقة في كثير من مناطق الجنوب. ولكن بروز الرابطة كان جديداً ومختلفاً، فهي الهيئة الوطنية الأولى التي ينتمي إليها أعضاء من مختلف مناطق الشطر الجنوبي. بل وكان فيها مؤسسون من أبناء الشطر الشمالي. وهي الهيئة الوطنية الأولى التي تعمل في ومن أجل (كل الجنوب) لا من أجل منطقة من المناطق، وهي الهيئة الوطنية الأولى منذ بدأ الاحتلال البريطاني التي جاهرت بالدعوة بجلاء الاستعمار ووحدة الجنوب وانتقال السيادة إلى شعبه، لذلك. كان التركيز والحصار على الرابطة شديداً من أجهزة وسلطات المستعمر.
لماذا اسم الجنوب العربي؟
8- كانت المنطقة تسمى رسمياً عدن ومحمياتها الشرقية والغربية، وهو المتداول في كل الاوساط العربية والاجنبية، ولاشك أن هذه التسمية كانت تجسد الهيمنة الاستعمارية. كما تجسد الفرقة والتجزئة التي كانت سائدة. لذلك فقد كان اختيار الرابطة لاسم (الجنوب العربي) اختياراً موفقاً حيث انه يؤكد على عروبة ووحدة الجنوب ككل. (في مواجهة مخطط ضم عدن للكومنولث البريطاني) وقد كانت هذه هي المرة الأولى التي يطلق فيها اسم واحد على كل مناطق الجنوب، والمرة الأولى التي تقوم فيها دعوة تخاطب أهل تلك المناطق كشعب واحد يعاني نفس المعاناة وتطالبهم بالتوجه لأهداف واحدة وغايات واحدة.
واختارت الرابطة اسم الجنوب العربي الكبير (اليمن الطبيعية) ليشمل الجنوب والشمال وكانت أول هيئة تطلق على المنطقة اسم (اليمن الطبيعية).
9- صعدت الرابطة من حملات التوعية، فأصدر المستعمر قانوناً يمنع تسمية المنطقة بغير اسمها الرسمي «عدن والمحميات الشرقية والغربية» .. وفي عام 1954م عمل الاستعمار البريطاني على إجهاض دعوة الرابطة لوحدة الجنوب ككل وذلك بأن قدم لحكام المناطق الغربية (مستبعداً عدن والمناطق الشرقية) مشروعاً للاتحاد أفشلته الرابطة بالتعاون مع بعض الحكام كما قادت الرابطة المظاهرة في عدن(عند زيارة وزير المستعمرات) وقُدِّم رئيسها وعدد من قيادتها وأعضائها إلى المحاكمة، وقد هب الشعب مؤيداً لقيادته الوطنية.. وتجمع الآلاف حول المحكمة مما اضطر السلطات البريطانية إلى الإفراج عن قادة الرابطة وما إن جاء عام 1956م إلا وكانت دعوة الرابطة قد انتشرت في معظم أنحاء الجنوب وفي ذلك الحين أصدرت الرابطة بيانها السياسي التاريخي الأول الذي حددت فيه مشروعاً لوحدة الجنوب ككل، بدلاً من المشروع البريطاني (الذي يقتصر على المناطق الغربية فقط) وقد حددت الرابطة النقاط الرئيسية التالية في بيانها التاريخي:
(أ) انتخاب مجلس نيابي تنبثق عنه حكومة مركزية وطنية تدير شؤون الجنوب ككل.
(ب)إنشاء مجلس (ذي شخصية معنوية) من حكام المناطق يرأسه أحدهم بالتناوب.
(ج) الشعب هو صاحب السيادة، وهو مصدر السلطات.
وكان للرابطة من خلال قياداتها دور مشهود في الريادة الحضارية لسلطنة لحج خاصة في عهد سلطانها علي عبدالكريم العبدلي في تثبيت دستور للسلطنة هو الأول من نوعه في الجزيرة العربية حقق مبدأ الفصل الحقيقي بين السلطات وأقام مجلساً تشريعياً، وقضاءً مستقلاً استقلالاً كاملاً، وفي نهضة تنموية شملت كافة المجالات في مقدمتها التعليم والزراعة.

نفي قادة الرابطة:
10- أمام هذا المد الرابطي أصدرت بريطانيا في عام 1956م قرارا منعت بموجبه عودة زعيم و أمين عام الرابطة - إلى عدن- في ذلك الحين السيد شيخان الحبشي، الذي كان في القاهرة ثم عند سفر زعيم الرابطة ورئيسها السيد محمد علي الجفري الى القاهرة في نفس العام منعت بريطانيا عودته أيضاً واحتجت الجماهير في عدن وبقية مناطق الجنوب. وأرسلت برقيات الاحتجاج من الجمعيات والنوادي تدين وتستنكر هذا التعسف البريطاني.
11- عاد رئيس الرابطة الى لحج في عام 1957م، واستقبل استقبالاً شعبياً لم يشهد الجنوب له مثيلاً من قبل. وكان سلطان لحج الوطني علي عبدالكريم العبدلي يتعاون مع الحركة الوطنية ويدعمها بل كان من أبرز أنصارها وقياداتها. وتمركز السيد محمد علي الجفري في مدينة (دار سعد) التي تقع على بعد أقل من كيلو متر من (حدود) المستعمرة عدن، وتحولت تلك المدينة الصغيرة إلى شعلة من النشاط السياسي والأدبي والفني وقامت الرابطة في تلك الفترة بحملة تبرعات لثورة الجزائر التي أظهر لها شعبنا كل التأييد والمساندة وجمعت الرابطة مبلغاً من المال وسلمته لسكرتارية المؤتمر الإسلامي في القاهرة (وهي الجهة التي كانت مسؤولة عن جمع التبرعات للثورة الجزائرية).
12- اتسع واشتد الحماس الوطني بقيادة الرابطة فما أن حل شهر إبريل 1958م إلا وبلغ الضيق البريطاني مداه من نشاط الرابطة وتحركاتها. وعلى ضوء ذلك تم تجهيز الحملة العسكرية الشهيرة على لحج في 18/5/1958م (ليلة عيد الفطر المبارك) بهدف القبض على السيد محمد علي الجفري وأخويه عبدالله وعلوي -رحمهم الله- ولكن عيون الرابطة والضباط الوطنيين داخل الجيش والأمن أبلغوا الرابطة بخطة الهجوم مسبقاً فانسحب السيد محمد علي الجفري من لحج قبيل الهجوم بساعات الى تعز. أما علوي فقد تمكن من الإفلات وتسلل الى جبال العوالق، وقبض على عبدالله علي (الذي كان يشغل منصب عضو مجلس المديرين بسلطنة لحج ومدير المعارف والصحة). وأخذ على ظهر بارجة حربية الى جزيرة سقطرى وبقي معتقلاً في تلك الجزيرة لمدة ستة أشهر، ثم أبعد الى تعز حسب اختياره.
13- اشتدت المقاومة المسلحة ضد المستعمر البريطاني في كثير من مناطق الجنوب، وفي الخارج اتسعت دائرة نشاط الرابطة لإخراج قضية شعب الجنوب وشرحها وطرحها على المحافل والمؤتمرات العربية والإسلامية والدولية، وفتحت الرابطة مكتباً سياسياً لها في القاهرة، وركناً لقضية الجنوب من إذاعة (صوت العرب) كما أصدرت جريدة «النضال» بعد أن لجأ الى القاهرة السادة احمد عمر بافقيه وقحطان الشعبي وشاعر الجنوب والحركة الوطنية عبدالله هادي سبيت؛ رحمهم الله، وفي نفس الوقت أقفلت السلطات البريطانية صحيفة (الجنوب العربي) في عدن وتعرض الرابطيون لمختلف أساليب الاضطهاد والتنكيل.

الرابطة والكفاح المسلح:
14- الرابطة وأنصارها وأعضاؤها كانوا في طليعة النضال المسلح منذ بداية الخمسينات والشاهد ماثل، حتى الآن في البيوت المدمرة وآثار غارات الطيران على مواقع النضال. ودعمت الرابطة كثيرا من حركات الكفاح المسلح وكانت على اتفاق وتنسيق مع معظم قيادات تلك الحركات النضالية . ولكن بعد أن تحدد موعد الاستقلال رأى حزب الرابطة أن تتم وحدة وطنية بين كافة القوى استعداداً للاستقلال ولكن الظرف الإقليمي والدولي لم يكن مواتياً.
15 - في شهر إبريل 1959م هاجمت دبابات الإنجليز وقوات المشاة رجال الرابطة وأنصارها في مشيخة العوالق، وحاصرت تلك القوات منازل آل ابوبكر بن فريد، ثم أخذت تقصفها بالمدافع وهي مليئة بالرجال والنساء والأطفال، وكان الهدف من الهجوم هو القبض على أبرز الوجوه الرابطية في المنطقة وأخذهم (كرهائن) إلى عدن. وبعد أن تمكنت الرؤوس المطلوبة من الإفلات من الحصار، سلم محسن أبوبكر بن فريد نفسه وأخذ سجيناً إلى عتق ثم إلى أبين ثم إلى الضالع، حيث تمكن هناك من الهروب إلى تعز بترتيب من حارسه الوطني الشهيد عبدالصفي الرجاعي، وقد دمرت على إثر ذلك معظم بيوت الرابطيين في مشيخة العوالق (منازل آل الجفري، واحمد بن سعداء، وآل عجرومه، وأحمد نمير البعم) ولاتزال حتى اليوم أكواماً شاهداً على تلك المرحلة من نضال الرابطة.
16- تمركز الثوار في الجبال على إثر ذلك الهجوم البريطاني واستمروا في قتالهم مع المستعمر وكان يقاتل الاستعمار أيضاً قبائل ربيز وآل خليفة كما قامت حركات كفاح مسلح في يافع بقيادة السلطان محمد عيدروس العفيفي ومحمد المصلي وفضل هرهرة ومحمد عبدالقوي مفلحي وصالح عبداللاه. وفي دثينة بقيادة المجعلي والجعري والصالحي، والعواذل بقيادة الدماني وردفان بقيادة ثابت قاسم وسيف حسن علي وفي الضالع بقيادة محمد صالح الأزرقي وأحمد الشاعري والسيد عبدالدائم ومنطقة الصبيحة بقيادة عثمان المصفري وقايد الرزيحي وعلي بن علي شكري وفي بيحان بقيادة العريفي والمصعبي والحارثي و في منطقة الواحدي الحميري.. وفي العوالق السفلى الشمعي وباعزب، والمرقشي في منطقة الفضلي. ونذكر بالثناء والتقدير ماقام به أمير اللواء المرحوم الشيخ صالح بن ناجي الرويشان حينما كان في البيضاء من رعاية ومساعدة لرجال الكفاح المسلح من مختلف القبائل والفصائل في الجنوب وقد استخدم الانجليز قواته في المنطقة لإجهاض وإخماد هذه الحركات الكفاحية المسلحة طوال أعوام 59، 60، 1961م. وقد بلغت شدة القمع البريطاني إلى درجة إحضار تعزيزات من الأسطول البريطاني، فرست حاملة الطائرات على شواطئ البحر العربي أمام (عرقة) لتغير منها الطائرات وتصب حممها على كور العوالق ليلاً ونهاراً. ولازالت آثار القصف الوحشي شاهداً حياً حتى اليوم. ووثق ذلك كندي ترافسكس حاكم عدن آنذاك في كتابه "رماد الإمبراطورية".
17- وفي تلك الفترة قبض على كثير من أعضاء وقيادات الرابطة في عدن ولحج. كالسادة: عبداللطيف كتبي عمر ومحمد سالم باوزير وعبدالرزاق محمد سعد وعثمان المصفري وقائد علي الرزيحي وعلي بن علي شكري وكثيرين غيرهم.
قضية الجنوب في المحافل العربية والدولية:
18- في عام 1960م افتتح الشهيد علوي علي الجفري مكتب الرابطة في جدة ثم مكتبها في الرياض والدمام. ولاشك أن ذلك قد مثل تطوراً إيجابياً لصالح الحركة الوطنية في الجنوب لما للمملكة من مكانة وموقع ولتواجد أعداد كبيرة من أبناء الجنوب.
19- بذلت الرابطة جهوداً كبيرة لنقل قضية الشعب في الجنوب الى المحافل العربية والإسلامية والدولية وبفضل تلك الجهود أصبحت قضية الجنوب بنداً رئيسياً على جدول معظم المؤتمرات الآسيوية والأفريقية دع جانباً العربية والإسلامية بل إن قيادات الرابطة قد اشتركوا كأعضاء مؤسسين في مؤتمرات المحامين العرب والكتاب العرب، والرابطة كعضو مؤسس في منظمة تضامن شعوب آسيا وأفريقيا ومؤتمرات شباب آسيا وأفريقيا.
20- أسهمت الرابطة في هذه المؤتمرات، وفي السنوات العديدة التي تلتها أسهمت في مجال حيوي وهام في حياة الشعب ألا وهو مجال الحصول على مئات المنح الدراسية لشباب الجنوب والشمال إلى مختلف البلدان العربية والإسلامية (وبشكل خاص إلى مصر والمملكة العربية السعودية والكويت والعراق وليبيا) وأهلت بذلك جيلاً ويمكن القول إن عدد خريجي الجامعات الذين بعثتهم الرابطة يفوق كثيراً عدد الخريجين ممن بعثتهم بريطانيا للدراسة الجامعية خلال 129عاماً من احتلالها للجنوب، ومما يجب ذكره وتسجيله هنا هو أن الرابطة لم تقصر المنح الدراسية على أعضائها وأنصارها، بل كانت تقدم منحاً دراسية ومساعدات مالية دراسية لكثير من الطلبة الذين كانوا يعارضونها من الناحية السياسية،
21- حملت الرابطة قضية الجنوب إلى المنبر العالمي (الأمم المتحدة) وتمكنت من وضعها على جدول أعمال هذا المنبر العالمي كقضية تحرر ووحدة وسيادة للشعب في عام 1959م وظلت تتابع هذا الأمر في أروقة الأمم المتحدة حتى تم تشكيل (لجنة تصفية الاستعمار) واللجان التابعة لها وتمكنت من استخلاص قرارات واضحة وصريحة تدعو إلى جلاء الاستعمار عن الجنوب ووحدة أراضيه المبعثرة إلى 23 سلطنة وإمارة ومشيخة وانتقال السيادة الى شعبه وذلك في عام 1963م. ووافقت بريطانيا على تلك القرارات الدولية ثم أعلنت في شهر يوليو 1964م التزاماً دولياً صريحاً باعتزامها الانسحاب من كل الجنوب في 9يناير عام 1968م وأصدرت بذلك "الكتاب الأبيض". واستمعت لجنة تصفية الاستعمار ولجنة تقصي الحقائق المنبثقة عنها إلى عدد من الهيئات والشخصيات ومنها عدد كبير من قيادات الرابطة وعلى رأسهم رئيسها السيد محمد علي الجفري وأمينها العام الأستاذ شيخان عبدالله الحبشي والسلطان المناضل علي عبدالكريم العبدلي وشيخ المناضلين الشيخ محمد أبوبكر بن فريد كذلك استمعت في تعز إلى كثير من المناضلين أمثال المناضل السلطان محمد عيدروس العفيفي والشيخ مقبل باعزب والشيخ عبدالله محمد الشمعي والشيخ عبدالله الحميري وغيرهم وكذلك استمعت إلى لشيخ محمدفريد العولقي وزير خارجية الاتحاد وغيره من وزراء الاتحاد آنذاك والأستاذ محمد سالم باسندوه والأستاذ الأصنج عن حزب الشعب الاشتراكي والأستاذ لقمان كما استمعت إلى الأستاذ بيومي عن الحزب الوطني الاتحادي وفي مرحلة لاحقة الأستاذ قحطان الشعبي عن الجبهة القومية والأستاذ عبدالقوي مكاوي عن جبهة التحرير والسلطان أحمد بن عبدالله الفضلي والأمير جعبل بن حسين العوذلي أيضا عن جبهة التحرير وعدد كبير من الشخصيات في عدن والمهجر كما استمعت لجنة تقصي الحقائق لكثيرين بغرض بحث السبل لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.

الرابطة والوحدة الوطنية:
22- حذرت الرابطة من مغبة ادعاء الأوحدية ورفض الآخر ،وكان هذا موقف الرابطة الرسمي في تحركها ونشاطها منذ الخمسينيات عندما دعت لأول مؤتمر وطني تم عقده في عدن .وفي فترة الستينيات دعا حزب الرابطة في كل المناسبات إلى الوحدة الوطنية وعند عرض قضية الجنوب على الأمم المتحدة وعلى لجنة تصفية الاستعمار، وفي 15 سبتمبر1967 استخلصت الرابطة توصية من الجامعة العربية تقضي بضرورة أن يحكم الجنوب بحكومة ائتلافية من الهيئات الوطنية الثلاث في ذلك الحين (الرابطة، الجبهة القومية، جبهة التحرير) وبضرورة أن تتفاهم وتتعاون هذه الهيئات الوطنية من أجل استلام الاستقلال، وأوصت بعدم الاعتراف بأي حكومة لاتنشأ من الهيئات الثلاث.
23- دعا حزب الرابطة قيادة الجبهتين لتحقيق وحدة وطنية وللتعاون والتنسيق من دون صراع أو تناحر ولكن الأحداث دفعت بالأمور في اتجاه مغاير.
24- قاد حزب الرابطة مع غيره من القوى حركة الوحدة الوطنية في صيف 1968م، وطالب مع غيره من الوطنيين الإخوة في السلطة آنذاك بضرورة تحقيق الوحدة الوطنية. قابلتها الحكومة بالقوة والعنف وعلى إثر ذلك اعتصم دعاة الوحدة الوطنية وعلى رأسهم قيادة وأنصار الرابطة بالجبال لمدة سنة كاملة مدافعين عن أنفسهم.
25- في الفترة مابين 70-1972م اشتركت الرابطة مع جبهة التحرير والمنشقين عن الجبهة القومية في تأسيس حركة الوحدة الوطنية التي انطلقت من صنعاء ولكن عوامل كثيرة أفشلت هذه الحركة أيضاً، وقررت الرابطة عدم المشاركة مستقبلياً في أي حركة مسلحة ضد نظام الحكم في الجنوب.
26- استمرت الرابطة في نشاطها السياسي المحدود في المنفى وفي عام 1980م اشتركت الرابطة ومعها الجبهة الوطنية المتحدة بقيادة المرحوم عبدالقوي مكاوي وشخصيات ممن انشقوا من نظام الحكم في عدن وأبرزهم المرحوم محمد علي هيثم وشخصيات مستقلة، في تأسيس «التجمع القومي للقوى الوطنية في الجنوب اليمني» الذي تكون في بغداد بجهود من العراق الشقيق. وفي عام 1982م دخلت الرابطة في حوار سري مع حكام الجنوب في ذلك الحين في نيودلهي بالهند تم فيه التوقيع على اتفاقية أولية تقضي بضرورة العودة الى العقيدة الإسلامية والانتماء العربي والتشاور في الشؤون الداخلية والخارجية للجنوب.. والعمل على توفير حرية القول والعمل لكل أبناء الجنوب في داخل بلادهم. كما تم الاتفاق على لقاء آخر خلال ثلاثة أشهر يتم فيه الاتفاق النهائي ولكن خلافاً داخلياً قد نشب حول هذا الموضوع.
27- كانت الرابطة تتابع عن كثب مايجري في الداخل من صراعات بين الأجنحة وبعد أن اشتدت الخلافات في عام 1984م وصعدت حتى كادت تنفجر في عام 1985م وفي 20/5/1985م. أرسلت الرابطة رسالتها التاريخية إلى طرفي الصراع علي ناصر محمد من جانب وعلي عنتر وصالح مصلح وعلي شايع من جانب آخر تناشدهم فيها بضبط النفس وعدم جر الجنوب الى قتال قبلي مناطقي لايعلم إلا الله نتائجه وعواقبه. كما ناشدت الطرفين بضرورة الدعوة الى وحدة وطنية لجميع القوى الوطنية. ولكن كانت الظروف أقوى واندلع صراع 13 يناير. والحمد لله أن تم التصالح والتسامح بهدف إزالة آثار الصراع من النفوس.
28- إن أحداث 13 يناير 1986م، من وجهة نظر الرابطة تعتبر تاريخاً فاصلاً بين مرحلة ومرحلة، مرحلة (الغيبوبة) ومرحلة (الصحوة) لدى كثير من القيادات من الطرفين ولدى الشعب في الجنوب. وكان زلزالاً فكرياً، وقد حددت الرابطة في بيان لها موقفها من تلك الأحداث المأساوية وطالبت بالوحدة الوطنية الشاملة كمخرج من المأساة في تلك الفترة.
التغيرات الرابطية وانتخاب قيادة جديدة:
29- كان من المحتم على الرابطة (كحركة وطنية أصيلة ورائدة).. تتفاعل مع الأحداث الجسام التي تمر بها بلادنا وكان من المحتم أن تواكب الأحداث إن لم تسبقها وتطور نفسها حركة وتنظيماً وفكراً وعملاً، وتجهز الطاقات الرابطية لمرحلة لابد قادمة وأن تعي المرحلة الجديدة بكل متغيراتها المحلية والإقليمية والعربية والدولية وأن تتعامل بأساليب جديدة مع المرحلة الجديدة والأجيال الجديدة في بلادنا.
وعليه اجتمع نخبة من الرابطيين وتدارسوا أمورهم عبر تنظيمهم وتقدموا بمذكرة للقيادة في تاريخ 5/9/1986م. يطلبون فيها، ضمن أشياء أخرى، عقد مؤتمر رابطي يدرس قضايا الرابطة ويقيم التطورات الأخيرة والخطيرة التي تمر بها بلادنا في ذلك الحين. ويضع الخطوط العريضة لسياسة رابطية نشطة ومؤثرة للمراحل القادمة.
30- عقد المؤتمر في الفترة من 12 - 14نوفمبر 1986م، وتم انتخاب السيد/ عبدالرحمن علي الجفري - رئيساً جديداً للرابطة - ومحسن محمد أبو بكر بن فريد - أميناً عاماً و30 عضواً كهيئة مركزية جديدة، كما أقر المؤتمر التعديلات في النظام الداخلي وبعض مواد الدستور. وفي نفس الوقت أقر تصورات مستقبلية لتحرك الرابطة ونشاطها في كل المجالات. وبقيت مكانة وتقدير روادنا من الرعيل الأول في النفوس والقلوب ومنهم الأستاذ سالم عمر الصافي والأستاذ شيخان الحبشي والأستاذ أحمد عمر بافقيه والأستاذ زين صادق الأهدل رحمهم الله والسلطان علي عبدالكريم والأخ محمد عجرومه أطال الله في عمرهما.
لمحات من نشاط الرابطة بعد المؤتمر:
31- اجتمع سراً، وبمبادرة ذاتية من الرابطة ،في شهر إبريل 1987م، وفد من قيادة الرابطة بوفد من حكومة عدن في بومبي بالهند، طرحت الرابطة آراءها ووجهة نظرها وتقييمها الموضوعي وقدمت الحلول والمخارج والبدائل. وأوضحنا بجلاء أن ما نطالب به من حقوق شرعية «ومصالحة وطنية» يجب أن يشمل كل أبناء الشطر الجنوبي. وقد كانت بداية مشجعة ومجدية لإسماع صوتنا وآرائنا لهم في كل القضايا.
32- في شهر اكتوبر 1988م، أرسلت الرابطة رسالة للمجموعة الحاكمة في عدن آنذاك تطالبها فيها بضرورة وحتمية (الوحدة الوطنية) لكل أبناء الجنوب. وتحذر من الصراع الداخلي ونتائجه الوخيمة.
33- ركزت الرابطة في تحركها ونشاطها بعد المؤتمر الرابطي على العمل السياسي والفكري والإعلامي إيماناً منها بأن المرحلة هي مرحلة صراع فكري أكثر منه صراع مدافع ودبابات وطائرات، فالعالم كله متجه نحو الإنفتاح وإعادة البناء والمصارحة والديمقراطية وحرية الرأي ولا كان ينبغي لبلادنا أن تتخلف عن الركب. ولذلك أصدرت بياناً مؤيداً ومشجعاً للتوجه الجديد الذي حمله البلاغ الصحفي عن الدورة السابعة عشرة الاستثنائية للجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني في عدن في 23 نوفمبر 1989م.


الرابطة والوحدة:
- نصت الفقرة الثامنة من بيان الرابطة الصادر في 22مارس1956 على أن: "شعب إمارات الجنوب جزء من شعب الجنوب العربي الكبير وله وحده حق تقرير مصيره بالنسبة للوضع العربي العام وعلى أهداف الأمة العربية وأمانيها". كما أعلن أمينه العام من إذاعة صوت العرب "أن الرابطة تؤكد تمسكها بوحدة الشعب اليمني بكافة بقاعه وأجزائه وما دعوة الرابطة إلى (اتحاد إمارات الجنوب) واستقلالها إلا خطوة أولى لابد منها وضرورية لتحقيق الوحدة المنشودة" .. وفي (اتفاقية الصليف) في أكتوبر بين الحكومة اليمنية آنذاك وحزب الرابطة جاء: "إن أهداف الحركة سواء من جهة الحكومة (اليمن) أو من الرابطة هي تحرير الجنوب والعمل على تحقيق الوحدة الكاملة للجنوب العربي الذي هو (اليمن الطبيعي)". المرجع: مجلة اليمن.. مجلة محكمة، مركز البحوث والدراسات اليمنية، جامعة عدن العدد(25) مايو2007م.
وفي أواخر الخمسينيات عقد في القاهرة اجتماع بين رواد الحركة الوطنية في الشطرين حضره عن حزب الرابطة السيد محمد علي الجفري رئيس الحزب، والأمين العام الأستاذ شيخان والسلطان علي عبدالكريم العبدلي عضو القيادة، وعن الشطر الشمالي الشهيد محمد محمود الزبيري، والأستاذ أحمد محمد نعمان والأستاذ محسن العيني واتفق الطرفان على أن تكون مهمة كل طرف في الشطر الذي ينتمي إليه، ومن ينجح يقدم الدعم والإسناد للآخر، وفي نهاية الطريق يلتقي الطرفان.
34 - تسارعت الأحداث في اتجاه التحقيق الفعلي لذلك الهدف الاستراتيجي اليمني الكبير ألا وهو هدف الوحدة اليمنية وكان الانفراج الكبير في لقاء عدن التاريخي مساء 30/11/1989م، والذي أقر مشروع دستور دولة اليمن المعاصر.
وفي صبيحة اليوم التالي 1/12/1989م أصدر حزب الرابطة بياناً أيد فيه هذه الخطوة الوحدوية، وطالب بأن تتم عملية مواءمة للوضع السياسي في جنوب الوطن مع مستقبل العمل السياسي وذلك بإتاحة المجال لكل الأحزاب والقوى الوطنية للنشاط في عدن، وقيام مصالحة وطنية شاملة، وتكوين تحالف في عدن شبيه بالمؤتمر الشعبي العام في صنعاء لتشارك القوى الوطنية على امتداد الساحة اليمنية في بناء أسس الوحدة لتقوم الوحدة على أسس وطنية صحيحة، عوضاً عن تحزيبها باقتسامها بين حزبي السلطة في صنعاء وعدن.
وأيدت قيادة الرابطة لقاء صنعاء التاريخي في 26/12/1989م، وأبرقت على إثره ببرقية إلى الأخوين الرئيس علي عبدالله صالح وأمين عام الاشتراكي علي سالم البيض قالت فيها: «والرابطة وهي الهيئة الوطنية التي تأسست منذ مطلع الخمسينات في عدن وتصدت للاستعمار والتجزئة في الجنوب بكل الوسائل إذ تؤيد وتبارك خطواتكم التاريخية المباركة فإنه يشرفها أن تعلن عن نفسها مجدداً كهيئة سياسية وطنية مناضلة في داخل الوطن على الساحة كلها، وفي سبيل المشاركة في تنفيذ تلك الخطوات التاريخية وتعلن عن استعدادها واستعداد كل كوادرها السياسية والعلمية والفنية للمشاركة في كل الخطوات المباركة القادمة...».
لم تكتف قيادة الرابطة بمتابعة وتأييد التطورات الوحدوية المتسارعة التي كانت تجري على أرض بلادنا وهي على البعد في المنفى بل انتقلت معظم قياداتها في المنفى الى صنعاء عاصمة الوحدة. وكان على رأس العائدين رئيس الرابطة وأمينها العام.
تعديل الاسم إلى: حزب رابطة أبناء اليمن «رأي» :
35- على ضوء التطورات الوحدوية اليمنية المتسارعة.. وبتواجد قيادة الرابطة الفعلي في العاصمة صنعاء.. أصدرت الرابطة بياناً سياسياً هاماً متعلقاً بتعديل اسمها جاء فيه:
«انطلاقاً من مسؤولية الرابطة وبحكم صدارتها في تاريخ الحركة الوطنية اليمنية.. وانطلاقاً من استيعاب الرابطة لمرحلة المتغيرات العظيمة التي تشهدها الساحة الدولية من جانب والعربية والإقليمية من جانب آخر وانطلاقاً من مفهوم ومنهج الرابطة الوحدوي العملي .. وعلى ضوء وثائقها وأدبياتها قديماً وحديثاً واستيعابها لتجربة الماضي بكل آلامه.. وتوسيعاً لدائرة الحركة والنشاط والممارسة لتشمل الساحة اليمنية ككل .. ومن أجل المشاركة العملية والفعالة في مسيرة الوحدة اليمنية المباركة ومن أجل دعم وإثراء وترسيخ مسيرة الديمقراطية والإصلاح الشامل على الساحة اليمنية .. على ضوء ذلك كله .. فإننا نعلن، بعد الرجوع لدستور الرابطة ونظامها الداخلي، وبعد التشاور المكثف مع قيادات وأعضاء الرابطة في الشطر الجنوبي وفي الشطر الشمالي وفي المنفى والمهجر، نعلن تعديل اسم (رابطة الجنوب العربي) ليصبح (حزب رابطة أبناء اليمن «رأي»). وأرفقت الرابطة هذا البيان ببيان سياسي مفصل حول التسمية الجديدة للرابطة وحول الخطوات الوحدوية المباركة بين صنعاء وعدن.. ويحتوي بعض المقترحات الايجابية لتأكيد وتدعيم وصيانة مسيرة الوحدة اليمنية (انظر كتاب رسائل رابطية).
وفي 13 مارس 1990 توجه إلى عدن 28 قيادي وكادر رابطي وفي مقدمتهم رئيس وأمين عام الرابطة دون أي ترتيبات مسبقة بعد 23سنة ونص من الغربة وكانوا يتطلعون للقاء الإخوة في منظومة الحكم بهدف تحقيق وحدة وطنية على مستوى الجنوب آنذاك تتوافق مع ماتم في صنعاء ..وتم التواصل مع الإخوة في قمة الدولة والحزب الاشتراكي ولم يتم أي لقاء رسمي مع أي منهم ..فقام القادمون بجولة في عدد من المحافظات وعادوا إلى صنعاء بعد حوالي شهر.
36- في يوم22مايو1990م، شهدت اليمن الحدث البارز في تاريخها المعاصر ألا وهو إعلان الدولة اليمنية الموحدة، الجمهورية اليمنية. وبالمشاركة الفعلية والوجدانية في هذا الحدث التاريخي العظيم في عاصمة اليمن الموحد «صنعاء» أصدرت الرابطة بياناً سياسياً قالت فيه:
« ... إن هذا الحدث التاريخي العظيم يستدعي من كل وطني مخلص صادق في إخلاصه أن يذيب ذاته الحزبية أو الشخصية في الذات اليمنية الكبرى وأن يكون عامل إسناد ودعم لهذه الجمهورية الوليدة. فلقد انتهت مرحلة الجهاد الأصغر لتبدأ مرحلة الجهاد الأكبر ألا وهو جهاد النفس». وأضاف البيان : «إن المسؤولية ضخمة.. والمهمة عظيمة.. ولكن شعبنا بمختلف قياداته وقواه الوطنية المخلصة لاشك قادر بإذن الله على حماية هذا الإنجاز التاريخي وبناء دولة نموذجية تزرع الأمن والأمان والرخاء والنماء والقوة والمنعة والعدل والاستقرار والحرية والديمقراطية». وتمنى البيان أن لو تمت وحدة وطنية كأحد أسس الوحدة.
37-- تميز حزب الرابطة (رأي) بخطاب سياسي وطني واضح وقوي ورؤية واقعية عقلانية ووطنية لهموم اليمن ومشاكله والمخارج المناسبة؛ وقد شهدت مقرات الرابطة بشكل عام وفي صنعاء وعدن بشكل خاص الكثير من الندوات والمحاضرات والمناظرات والمجادلات حول حاضر اليمن ومستقبله وحول مشاكله والحلول المقترحة لها اشترك فيها نخبة من علماء وسياسيي ومثقفي اليمن ومن السفراء ورجال الإعلام وللحزب صحيفة ناطقة باسمه هي صحيفة «رأي».
38 - في الفترة من 11 إلى 14 فبراير 1992م، عقد «مندوبو» المؤتمر القادمون من كل أنحاء اليمن ومن الاغتراب المؤتمر العام الثامن للرابطة وكان «المؤتمر» هو الحدث السياسي البارز في صنعاء في تلك الأيام، فهو أول مؤتمر عام يُعقد في صنعاء لأي حزب منذ قيام الوحدة، كما أنه أول مؤتمر لأي حزب سياسي يتولى بطلب منه قضاةً من المحكمة العليا إدارة انتخاباته.
39- تصدر حزبنا مع زعامات أحزاب أخرى وشخصيات مستقلة التحضير لمؤتمر وطني كان حدثاً بارزاً وصدرت عنه قرارات وتوصيات.. ونتج تقارب وبناء للثقة بين أحزاب المعارضة آنذاك وتصدوا لمهمة بلورة معارضة يمنية قوية وتمخض هذا الجهد عن تشكيل «التكتل الوطني للمعارضة» ضم إضافة إلى حزب الرابطة (رأي) كل من حزب التجمع الوحدوي اليمني، والتنظيم الوحدوي الناصري وحزب الحق واتحاد القوى الشعبية، وكان للتكتل الوطني للمعارضة الدور البارز والأساسي في الوصول الى الحوار الوطني.
40- وتمخضت تلك الحوارات والجهود المضنية عن وثيقة هي «وثيقة العهد والاتفاق لأسس بناء الدولة اليمنية الحديثة» وكانت المسودة التي قدمها التكتل الوطني للمعارضة هي المادة الرئيسية التي جرى حولها النقاش والحوار ومن ثم تم التوصل الى «وثيقة العهد والاتفاق» في 18/1/1994م في اجتماعها في عدن. وذهب الجميع الى الأردن للتوقيع عليها. وتجدر الإشارة إلى أن خلافاً قد حدث بين التكتل الوطني للمعارضة وممثلي أحزاب السلطة في لجنة الحوار حول "آلية تنفيذ الوثيقة" كنا نرى أن الآلية الصالحة للتنفيذ هي "حكومة وحدة وطنية" تشكلها لجنة الحوار ولكن أصرت أحزاب السلطة على أن الحكومة القائمة آنذاك هي آلية التنفيذ. وتأكد لنا أن الوثيقة لن تنفذ وأعلنا ذلك في حينه في عدن ثم عند التوقيع النهائي في عمان، وتتالت الأحداث وانفجرت فتنة صيف 94.
41- وفي سبتمبر 2006 م بمبادرة من فخامة الرئيس علي عبدالله صالح كانت عودة القيادات الرئيسية لحزب رابطة أبناء اليمن " رأي " للحوار من أجل تحقيق الإصلاح الوطني الشامل على أساس برنامج فخامته الانتخابي وبرنامج المؤتمر الشعبي العام ومشروع حزبنا للإصلاح "المشروع الوطني للإصلاح الشامل في اليمن" الذي أعلنه الحزب في نوفمبر 2005 م.
  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas