حضرموت" عن هروب القاعدة .. خواطر غير مرتبة

[حد من الوادي]

عن هروب القاعدة .. خواطر غير مرتبة

بقلم : فؤاد راشد
السبت , 25 يونيو 2011 م

في الساعة السابعة والنصف مساء تقريبا بتاريخ 20 يونيو 2009م ،وجدت نفسي في زانزانة حقيرة تحت الأرض بسجن الأمن السياسي بصنعاء لا تتسع إلا لطولي .

الساعة الخامسة عصرا رحلت من سجن الامن السياسي بالمكلا مكبلا بالاغلال بعد نحو شهر ونصف .

ساعات .. وأنتقل جو السجن من دفء ، وونسة الى حد ما بسجن المكلا من خلال الزيارات ، والقرب من الأهل الى وحشة ، ورهبة ، والبعد عن الوطن .. ها أنا في زنزانة تتسع لطولي ، وتحت الارض ، وبيد غرباء أستقبلوني من مطار صنعاء بالسب ، والشتم ، والاهانة ، وكل صنوف الشماتة والعجرفة .

يا الله .. يامولاي لا أسالك الان سوى وجها معروفا لي هنا يبدد وحشتي ..

صليت ركعتين استخارة لله ثم تمددت أحلق في سقف الزنزانة ، وأنتظر المجهول .. بعد نحو ساعتين من ذلك اليوم الذي لا ينسى سمعت صوتا هامسا يناديني من شرفة باب الزنزانة ( فؤاد .. فؤاد .. ) .

العسكري الذي أستلمني في الجناح الشمالي الارضي نبهني بعدم التجاوب مع أي صوت ، واذا احتجت شيئا أنادي ( يا مستلم ) وحينما أسمع صوت العسكري يتساءل من علي أن أقول أسم غرفتي ( رقم 1 ) ، ولا أذكر أسمي ثم قرص أذني وقال أن لم تتبع هذه التعليمات سيكون يومك أسودا .

وهل في أيامنا الان يوما أبيضا !

تعال يافؤاد .. عاد الصوت قويا .. وتقدمت اليه .. وجه ليس غريبا علي .. لحية كثيفة تغطي نصف الوجه .. لما حدقت فيه تماما صرخت .. وليد .. قال نعم .. تعال يافؤاد كيف حالك وكيف أهل حضرموت وأهل المكلا .

ياه .. هذه الدنيا غريبة وعجيبة .. وليد القعيطي وجها لوجه .. وليد واحد من ابناء مدينة المكلا غيبه السجن لأكثر من خمس سنوات لحظة رؤيته .. الان يكون تجاوز الست سنوات .. متهم بالانتماء لتنظيم القاعدة وهو صهر أبو حمزة القعيطي .

لم يحاكم ، ولم يتم ابتعاثه للنيابة .. متهم بالانتماء لتنظيم القاعدة بسبب صلة القرابة بأبي حمزة .. سجن أبو حمزة ، ولم يزل وليد بالسجن .. هرب أبو حمزة من السجن ، ولم يزل وليد بالسجن .. قتل أبو حمزة ، ولم يزل وليد بالسجن .

قال لي ان عددا من ما يعرف بلجان النصح بينهم علماء من حضرموت جلسوا معه كثيرا ، وأوصوا بالافراج عنه الا أن شيئا من ذلك لم يتم .

من أين بعثت لي الان ياوليد ؟

أطلعني على البرستيج العام بالسجن ، ومدني بقطع ملابس ، وطلب مني اخفاءها ، وكان يمدني بالأكل كل يوم طيلة الفترة التي قضيناها بالجناح معا .

في نظام السجن ( سجن القمش ) في مرحلته الاولى تحت الارض لا يعطى للمعتقل سوى قطعة قماش يستر بها جسمه فقط تظل معه أي فترة يقضيها .. ينام فيها ، ويغتسل ، ويخرج بها الزيارات ، والتحقيقات ، ويموت فيها ايضا .

اخبرني وليد بمن يتواجد من أبناء الجنوب في السجن .. ذكر لي صلاح السقلدي ، وأحمد الربيزي ، وفادي باعوم ، وقاسم عسكر ، ونائف الصلاحي ، وعلي شائف الحريري ، والشنفره .

وبعض هؤلاء أشار لي بزنازينهم القريبة مني ، وعلى ممر طريقي الى دورة المياه ، وأختفى عني مستأذنا .

-------------------------

تذكرت وليد ، وتذكرت المتهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة من أبناء حضرموت عقب تواتر الأخبار عن هروبهم من سجن المكلا .. وبحثت عن أسمه من بين الفارين بحسب ما نشر في بعض المواقع الألكترونية ، فلم أجده .

بعد مرور وقت تعرفنا بالسجانين ، وعملا بالمثل الحضرمي الشائع ( أدهن السير يسير ) سمح لنا السجانون وهم من الشمال بالتحدث الى الاخرين ( يحظر على الجنوبيين العسكريين التواجد ، أو الأقتراب من أماكن حبسنا سواء للحراسة ، أو لغيرها ) .

في هذه السانحات كنا نتحدث الى راوي الصيعري ، أو وليد القعيطي ، أو سلطان الصيعري ، أو سعيد بن سنكر ، أو هيثم بن سعد ، أو علي العكبري ، أو حسام العمودي ، وآخرين عن قضية الجنوب وحرب الغدر ، والاحتلال في 94م .

المتحدث اللبق بأسمنا كان أخونا أحمد القنع الذي كثيرا ما ينشد الشعارات الجنوبية بصوت مرتفع .. وفي الفترة التي سجننا فيها كانت محكمة أمن الدولة قد قضت في قضية مايعرف بخلية تريم ، وحكمت لأول مرة على أكثر من ستة أشخاص من أبناء حضرموت بالاعدام ، وسجن آخرين بمدد بين 8 و 12 عاما وهي أحكام قاسية وظالمة لم تصدر من قبل بحق أحد من المتهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة بل صدرت أحكام بتهم مشابهة لمتهمين بالقاعدة من أبناء صنعاء لم تتجاوز الحكم بالسجن 3 سنوات .

سعيد بن سنكر ، وآخرون صرحوا للعربية ، والجزيرة ، وقنوات أخرى بعد النطق بالحكم بأن هذه الأحكام القاسية ، والظالمة صدرت عليهم بكونهم جنوبيين .. نحن تحدثنا إليهم من هذه الزاوية .

وكنا نتحدث بصوت مرفوع يسمعه الاخرون دون مواربة .. قلنا لهم أنتم قلتم أن هذه الأحكام ما كانت تصدر بحق آخرين لو أنهم من صنعاء .. وأنتم مقتنعون بذلك وإلا لما قلتوه علنا .. فكانت اجابتهم تؤكد ذلك ، وكانوا ينشدون معنا الشعارات الجنوبية .

كانوا ايضا - للحقيقة - ملتزمين دينيا ومقتنعين بضرورة اقامة حكم اسلامي صحيح .

بعد صدور حكم محكمة أمن الدولة بدرجتها الأولى طلب منهم الاستئناف فرفضوا .. تحدثت الى سعيد بن سنكر ، وراوي الصيعري ، وسلطان الصيعري ، وعلي العكبري شاب لم يتجاوز عمره 20 عاما بحقهم في تقديم مذكرات استئناف خاصة بعد إبلاغهم من أسرهم بضرورة الاستئناف فرفضوا رفضا قاطعا مفضلين الموت والشهادة حد قولهم .

--------------------

هؤلاء اليوم طليقو السراح ، وقطعا الكثير منهم يكره علي صالح ونظامه وسيقاتلونه.. وينتظرون الموت سواء داخل السجن ، أو خارجه .. تعذبوا كثيرا داخل سجن الأمن السياسي بصنعاء ( بالمناسبة مدير السجن شخص يدعى صالح الجبري لا يقرأ ، ولا يكتب ) ، وربما جرى لهم شي من ذلك داخل المكلا .. كانوا يقضون أيامهم صباحا ومساء بتلاوة القرآن ، وبعضهم قالوا لنا أننا ضيقو الافق بالتحدث عن الجنوب ، وبعضهم قالوا أن أحكام الأعدام التي صدرت بحقهم ما كانت لتصدر لو أنهم من غير أبناء الجنوب ..

هل يتذكرون أناشيد أحمد القنع الجنوبية بداخل سجن الأمن السياسي بصنعاء ..

اذا صحت الأخبار عن مقتل راوي الصيعري ، وسعيد بن سنكر ، وخالد باتيس فهذا يعني أنهم حموا الهاربين ، وغطوا ظهورهم ، وأشتبكوا مع الأمن ذلك أني رأيت فيهم من الشجاعة ما يجعلهم يؤثرون الموت على الحياة .

[حد من الوادي]

بدء التحقيق في فرار 63 سجينا من السجن المركزي بالمكلا وتوقيف مدير السجن ونائبه وعدد من الجنود على ذمة التحقيق
السبت , 25 يونيو 2011 م
دمون نت / كونا :

أعلن مصدر أمني اليوم عن بدء التحقيقات في عملية فرار 63 سجينا ينتمون لتنظيم القاعدة من السجن المركزي بمدينة المكلا في محافظة حضرموت شرقي اليمن يوم الاربعاء الماضي.

وقال المصدر الامني في تصريح نشر على موقع وزارة الدفاع اليمنية ان لجنة أمنية من العاصمة صنعاء توجهت يوم أمس الى مدينة المكلا لبدء عملية التحقيق.

وذكر المصدر انه تم العثور في منطقة (الغليلة) على جثة يعتقد انها لأحد السجناء الفارين ويجري حاليا التحقق من هوية صاحبها مشيرا الى أن القتيل الثالث من بين السجناء الذي كان قد أعلن على أنه خالد باتيس المحكوم عليه بالسجن 12 سنة اتضح في ما بعد انه سلطان علي سليمان الصيعري أحد عناصر خلية تريم الارهابية والمحكوم عليه بالاعدام وهي الخلية المكونة من 16 متهما بينهم أربعة سوريين وسعودي.

وأكد انه تم توقيف مدير السجن ونائبه وعدد من الجنود على ذمة التحقيق في عملية هروب السجناء الذين كشفت التحقيقات الاولية مع العنصرين التابعين لتنظيم القاعدة اللذين تم ضبطهما خلال عملية الفرار الى أنهم قاموا بحفر نفق الهروب من داخل أحد العنابر وبطول 35 مترا الى خارج سور السجن وان عملية الحفر استغرقت حوالي 25 يوما.

يذكر ان 63 سجينا من عناصر تنظيم القاعدة تمكنوا من الفرار من السجن المركزي بمدينة المكلا بعد أن قاموا بحفر نفق تحت الارض واشتبكوا مع رجال الامن ما أدى الى مقتل ثلاثة من عناصر التنظيم وأحد رجال الامن وتوقيف اثنين من السجناء خلال عملية الهروب.

وتعد هذه اكبر عملية هروب لعناصر تنظيم القاعدة في اليمن بعد عملية هروب 23 قياديا في التنظيم خلال شهر فبراير 2006 بينهم زعيم التنظيم الحالي ابو بصير الوحيشي والمسؤول العسكري للتنظيم قاسم الريمي.