الإعتصامات .... محاولة فاشلة لإختطاف الحزب الإشتراكي !!!!

[مسرور]

زخرت بعض المواقع في شبكة الإنترنت ببيانات استنكار وشجب للإحتجاجات في محافظتي لحج والضالع التي ينفذها شبان غاضبون جراء عدم قبولهم بالجيش ولازالت الإحتجاجات متواصلة حتى اليوم .

موجة الغضب الجماهيري تحركها أيادي خفية وجميع البيانات الصادرة لا تعكس مواقف وآراء قطاعات جماهيرية أو فعاليات سياسية ومنظمات مجتمع مدني ، ويفترض في من يصدرون البيانات التي تحمل نبرة التهديد والتأليب للجماهير التأكيد من باب أولى على الجماهير للتحلي بالمبادىء والقيم التي يفترض أن يتسم بها التعبير والتظاهر السلمي لتفويت الفرصة على السلطة في استخدام ذراعها العسكرية ضد المحتجين .

ما يجب التركيز عليه في هذا الظرف الحسّاس هو ذلك التصريح الذي أدلى به العميد ناصر النوبه رئيس ما يسمى بالهيئة الوطنية العليا للحراك الجنوبي ورئيس مجلس تنسيق جمعيات المتقاعدين العسكريين والامنيين والمدنيين وأتهم فيه السلطة بعقد اتفاق مسبق مع الحزب الإشتراكي اليمني وربط بين حملة الإعتقالات التي طالت حسن أحمد باعوم خلال وجوده في عدن وعدد من نشطاء الحزب الإشتراكي اليمني وممارسات القتل والتدمير التي تقوم بها قوات الأمن والإجتماع الذي يزمع الحزب الإشتراكي عقده ( حسب قوله ) في 6 أبريل وسيقّدم خلاله مشروع الفيدرالية كطوق نجاة للنظام الحاكم ، وأعلن النوبه أنه لا تربطه والجهات التي يمثلها بهذه المشاريع أي صلة لا من قريب ولا من بعيد وهدفهم هو إستقلال الجنوب وإستعادة دولته المستقلة على أرض جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية المحتلة من قبل نظام الجمهورية العربية اليمنية وطلب من جميع الحنوبيين في الداخل والخارج فهم اللعبة التي يقوم بها النظام وأحزاب اللقاءالمشترك بهدف إجهاض الحراك التحرري السلمي الجنوبي ( انتهى )

سلط العميد ناصر النوبه كعضو مستقيل من اللجنة المركزية للحزب الإشتراكي اليمني الضوء على مرامي وأهداف من أنطلقوا منذ البدايات الأولى تحت مسمى جمعيات المتقاعدين العسكريين والأمنيين للمطالبة بإستحقاقات مفقودة وجندوا الشارع في محافظتي الضالع ولحج لتبني أهدافهم ومراميهم بإسم المتقاعدين ومن ثم تطورها إلى حراك شعبي جنوبي يحرك من خلف الستار لتحقيق هدف أكبر لتيار يريد اختطاف الحزب الإشتراكي وتسخيره من أجل أهدافه يتزعمه حسن أحمد باعوم وعموم أبناء يافع ولحج والضالع وردفان من أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب لإيجاد شرعية لأنفسهم تبيح لهم المطالبة بإسم الحزب بإستعادة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والإنفصال عن دولة الوحدة التي دخلها الحزب كطرف رئيسي يمثل جنوب اليمن وموقعا عنه ، ويدرك باعوم والنوبه ومن خلفهم رتل الممتطلعين للسلطة في الدولة الجنوبية المنتظرة بإسم القضية الجنوبية أن لا شرعية لهم وهم يعملون خارج أطر الحزب الإشتراكي أو أي تنظيم سياسي آخر يتمتع بشرعية في الداخل ، وباتت أهدافهم من حملة الإحتجات التخريبية الأخيرة واضحة وهي الضغط على الحزب الإشتراكي للإستجابة لمطالب من يعتبرون أنفسهم صقورا يستطيعون تحت الضغط المباشر فرض توجه جديد عليه ودفعه إضطرارا إلى تبني مفهومهم للدولة الجنوبية ورفض مشروع الفيدرالية كمخرج للأزمة اليمنية ...


تحدث الأخ الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الإشتراكي اليمني في إعتصام نظمته أحزاب اللقاء المشترك بمقر الحزب في العاصمة صنعاء تضامنا مع المعتقلين في المحافظات الجنوبية واتهم السلطة بضرب المشروع السلمي الديمقراطي وأشار إلى أن الهدف من الأعتصام هو التمسك بهذا المشروع وشدد نيابة عن حزبه وأحزاب اللقاء المشترك تمسكهم بالنضال السلمي الديمقراطي ... إن حديث الأمين العام لا يخرج عن إطار لغة السياسيين في التخفيف من حدة الإحتقان ولا يعكس موقفا مناصرا للحراك الجنوبي في هيئته الراهنة وليس سوى محاولة للتخفيف من نقمة الشارع ونقمة من يديرون الحراك الشعبي فيه بإسم القضية الجنوبية وقضايا أخرى ممن يريدون اختطاف الحزب وتسخيره كمطية توجد لهم شرعية في إعلان ما يرونه مناسبا للتصدي للسلطة التي يطلقون عليها مسمى الإحتلال ومنها المقاومة المسلحة وطلب العون من المجتمع الدولي بإسم الحزب الإشتراكي اليمني بإعتباره حزبا موقعا على انفاقية الوحدة وناكصا عنها ...

ستترتب عدة مخاطر على بلادنا إذا استطاع أولئك المخربون بإسم القضية الجنوبية الإنشقاق عن الحزب وخطف اسمه للمراهنة به في الحقل الدولي لكسب التأييد للقضية وسينتج عنه قيام نظام صنعاء بالتصدي للمقاومة المسلحة الواسعة التي سيتبناها قادة ما يسمى بالحراك الجنوبي مما سيفتح الباب على مصراعية لحرب أهلية لا تبقي ولا تذر ... ومن هذا المنبر نشد على أيدي الأخ ياسين سعيد نعمان ونطالبه بالتسريع مع أحزاب اللقاء المشترك للوصول إلى نقطةتفاهم مشتركة مع السلطة حول مسألة الفيدرالية أو الحكم الذاتي للمحافظات ونطالبه بطرح موضوع اعادة رسم الخريطة اليمنية إلى سابق ما كانت عليه قبل استحداث المحافظات الجديدة وإدخال مناطق شمالية ذات كثافة سكانية ضمن محافظات لحج والضالع واعادة ما سلخ من أجزاء من محافظتي شبوه وأبين لصالح محافظة مأرب والبيضا .

إن الإعلان عن صيغة جديدة للحكم في إطار الوحدة الفيدرالية أو الحكم المحلي ستفشل مساعي من يتاجرون بإسم القضية ولا يدركون تبعاتها وسيفتح صفحة جديدة في سجل العمل الوطني والقضاء على ما نتج عن حرب صيف 1994 من أخطاء فادحة ... فهل سيفوّت قادة أحزاب المعارضة والحزب الحاكم على مشعلي الفتن بإسم القضية الفرصة ويعلنوا عن تعديلات في تركيبة نظام الحكم تنهي أسباب وذرائع الإمتعاض الشعبي الجنوبي ؟

ذلك ما نأمله .

تحياتي .