المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الدين والحياه > سقيفة الحوار الإسلامي
سقيفة الحوار الإسلامي حيث الحوار الهادئ والهادف ، لا للخلاف نعم للإختلاف في وجهات النظر المثري للحوار !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


نزعة التشيع عند الشيخ أبي بكر المشهور ...!!!

سقيفة الحوار الإسلامي


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-19-2010, 03:01 AM   #1
اولئك ابائي
حال نشيط
 
الصورة الرمزية اولئك ابائي

نزعة التشيع عند الشيخ أبي بكر المشهور ...!!!


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نزعة التشيع عند الشيخ أبي بكر المشهور

( نقد تحليلي لكتب الشيخ أبي بكر المشهور العدني )
كتبه / وهيب بن عبد الجليل بن إسماعيل
أبو جهاد
عدن / يمن الحكمة


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
وبعـد :
لا يخفى على أحد أن الشيخ أبا بكر المشهور ـ هداه الله ـ من رؤوس الدعاة إلى ( منهج التصوف وآل البيت ) في بلاد اليمن ( حفظها الله من كل سؤ ) على منهج منحرف عن الصواب ، ويسعى بخيله ورجله لنشر هذا الفكر والتنظير له بجملة من المؤلفات والأشرطة ، لا لأن ذلك المنهج دعوة للزهد والأخلاق كما يزعم ، وإنما لأمر آخر ! . إنه الزعامة و الحكم واستعادة الخلافة المسلوبة .

الحكم والخلافة لا تصح إلا في ( أهل البيت ) :
إن التصوف في اليمن ترعرع وانتشر بجهود السادة العلويين الحضارم ، أحفاد الإمام أحمد بن عيسى ( المهاجر ) ، وهو من أشراف البصرة في العراق ، وتعود نسبته إلى الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - . وهو شيعي المذهب ، قدم اليمن مع أهله وأولاده وجلب معه الأموال والخدم ليؤسس دعوة شيعية في أرض حضرموت ويجمع حوله الأتباع والأنصار ، حتى إذا واتته الظروف أعلنها خلافة مستقلة عن الخلافة العباسية ، إذ يرى أن العباسيين غلبوهم على الخلافة ، ومن قبلهم الأمويين ، وضحى الحسين بن علي بنفسه لاستعادة الخلافة المغصوبة ، وهكذا يجب أن يسير الأحفاد لتكون الخلافة في ( أهل البيت ) خاصة .
هذا هو حلم الشيعة الذي يراودهم جميعا . والصوفية في اليمن وبالذات في حضرموت أصولهم شيعة كما بيناه في الجزء الأول من سلسلة الردود هذه ، وأشبعت أفكارهم بالفكر الشيعي ، لذا يظل أمر الحكم والخلافة يؤرقهم أن يكون بيد غيرهم ، لذا انتدب الشيخ ( المشهور ) نفسه للدعوة إلى هذا الأمر ، وبدأ ينشر سمومه بين الناس ، في كتبه وأشرطته ومحاضراته ، بينما يتستر بالظاهر عند ولاة الأمر بأنه يدعو إلى منهج الوسطية والاعتدال ، لذا كان لزاما أن نبين حقيقة الشيخ من خلال ما كتبته يداه ليعرف الناس دعوته .

وأحب قبل الخوض في الردود أن أذكر بعض الخصائص والمناقب التي يؤمن بها أهل السنة ويثبتونها لآل البيت من غير إفراط ولا تفريط والتنبيه على معتقد أهل الضلال فيهم :

أولاً : الخصائص والمناقب العامة :
1- قال تعالى :]إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً [.
2- الصلاة والسلام عليهم ، وهذا يكون تبعاً للصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم ، وقد سئل صلى الله عليه وسلم كيف يصلى عليه فقال : { قولوا اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد ... } .
3- محبتهم ومودتهم : قال تعالى : ] قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى [.
4- فضل النسب وطهارة الحسب : قال صلى الله عليه وسلم : { إن الله اصطفى كنانة من بني إسماعيل ، واصطفى من بني كنانة قريشا ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم } .
5- تحريم أكل الصدقة عليهم : قال r : { إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس ، وإنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد } .
6- إعطاؤهم خُمُس خمس الغنيمة ، وخمس الفيء ، فإذا حرموا نصيبهم هذا أعطوا من الصدقة .
7- وصية الرسول r بهم كما في قوله : { إني تارك فيكم ثقلين ، أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، ثم قال : وأهل بيتي ؛ أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي – ثلاثاً- } .

ثانياً : المناقب والفضائل الخاصة :
قد ثبت لكثير من أفراد آل البيت مناقب كثيرة ، حفظتها السنة ، ففضائل علي أشهر من أن تذكر ، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وخديجة خير النساء ، وفضل عائشة على سائر النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ، وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة ، وحمزة سيد الشهداء يوم القيامة ... وهذا غض من فيض .

معتقد أهل البدع والضلال في أهل البيت :
افترق الناس في آل البيت ، فهلكوا ، ونجا أهل السنة ، وهذا بحكم علي t حيث قال : ( يهلك في رجلان عدو مبغض ومحب مفرط )([1]) .
وجاء في مسند ( أبي يعلى : 1 / 406 ) عن علي t قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :{ فيك مثل من عيسى بن مريم أبغضته يهود حتى بهتوا أمه وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليس به } . قال : ثم قال علي : ( يهلك في رجلان : محب مطر يفرط لي بما ليس في ومبغض مفتر يحمله شنآني على أن يبهتني ) .
وقد غلا الرافضة في محبتهم كما غلت النصارى في المسيح ، وقالوا : لا ولاء إلا ببراء ، أي : لا يتولى أهل البيت حتى يتبرأ من أبي بكر وعمر ( رضي الله عنهما ) ، وأطلقوا (النّصْب) على من تولى الشيخين أبي بكر وعمر . بناءً على أن : ( من أحبهما فقد أبغض عليًّا ) ، و ( من أبغضه فهو ناصبي ) ، وهاتان مقدمتان ، أولاهما باطلة .
وقد تبرأ خيرة آل البيت من تلك المحبة ودعوا إلى الاعتدال فيها ، قال علي بن الحسين - رحمه الله تعالى - : ( يا أيها الناس أحبونا حب الإسلام ، فما برح بنا حبكم حتى صار علينا عاراً ) .
وعن الحسن بن الحسن أنه قال لرجل يغلو فيهم : (ويحك ! أحبونا لله ، فإن أطعنا الله فأحبونا ، وإن عصينا الله فأبغضونا ، ولو كان الله نافعاً أحداً بقرابة من رسول الله بغير طاعة ، لنفع بذلك أباه وأمه ، قولوا فينا الحق فإنه أبلغ فيما تريدون ، ونحن نرضى منكم ) .
فأهل السنة في آل البيت وسط بين طرفين ، بخلاف أهـل الزيغ والضلال ، فإنهم إما مفرط في الحب وهم الروافض والصوفية ، وإما مفرط في البغض والعداء وهم النواصب([2]) .

وقبل أن نناقش الشيخ ( المشهور ) في أقواله التي يعبر فيها عن أطماعه ( السلطوية ) ولهفته لاستعادة ( آل البيت ) للحكم والقرار ، أذكّر القراء بإشارة خاطفة فقط بطائفة أخرى تنطلق بنفس الفكر ( السلطوي ) الذي عند الشيخ ( المشهور ) داخل هذه البلاد الطيبة ، إنها طائفة ( البهرة الإسماعيلية ) ، الذين لا يعترفون بشرعية أي حكومة قائمة ولا أي حاكم عليها ، وبدلا من ذكر ( الجمهورية اليمنية ) يتحدثون عن شئ اسمه ( الجزيرة اليمنية ) !! .

لقد أشار زعيم الطائفة البهرية الحالي ( محمد برهان الدين ) في الدستور البهري ( صفحة : 5 ) إلى قرب انتهاء ما أسماه بسلطان الباطل في اليمن ، وأن مؤشرات الانفراج قد لاحت ، وأن الإمام المستتر قد أوعز إلى أبيه بذلك ، حيث قال :
( قد ادخر الله للداعي الأجل سيدنا طاهر سيف الدين – رضوان الله عليه – في جزيرة اليمن من شاناته أعظم شأن ، فرأى بما أمده ولي الله – سلام الله عليه – الإمام المستتر ، من تأييد الإشراق اليمن بنظر اللطف والأشواق ، حين علم أن الوقت لإنعاش المؤمنين قد آن أوانه ، وأن الباطل سوف يزول عن قريب سلطانه ، فأمر منصوصه الداعي الثاني والخمسين محمد برهان الدين بالسفر إلى اليمن ، فبشر أهلها بوجود منصوصه فيهم بما سيريهم من سعادات )([3]). اهـ .
ثم ماذا حدث ولا يزال يحدث نتيجة هذه التعبئة المستمرة بهذه الأفكار ؟ .. صدام ومواجهات مسلحة وتلويح للأعداء للتدخل في شؤون البلاد .

وحتى ننتبه لخطر الدعوات الطائفية والسلالية في اليمن سواء ( البهرة الإسماعيلية ) أو ( الصوفية العلوية الحضرمية ) ذي الجذور الشيعية ، فإليك – عزيزي القارئ – هذه النصوص من أقوال الشيخ ( أبي بكر المشهور ) التي تكشف الوجه الآخر له وهو يدعو لنصرة آل البيت ومنهج آل البيت ، وتكشف الفكر الشيعي الذي ينطلق منه حينما يدعو للعنصرية والغلو والفكر الخارجي الذي يدعو لاستيلاء آل البيت لمقاليد الحكم والعلم والسياسة ... إلخ .

(1) أمر المسلمين يجب أن يتولاه ( آل البيت ) فقط :
يقول الشيخ ( المشهور ) في كتابه ( التنصيص المثبوت : 23 ) :
( .. وقد يسأل السائل : إذا كانت أزمّة الكفر بيد اليهود ، فمن يجب أن تكون أزمة المسلمين بيديه ؟ .
ولو طرحنا هذا السؤال بديهة على الساحة الإسلامية لرأيت وسمعت عجبا ! فأما الإسلام فيقول : يجب أن تكون أزمة المسلمين جميعا بيد آل البيت النبوي ومدرستهم العالمية ، فلا عالمية في الإسلام إلا بهم ... ) .

أقـول :
أن تكون ملل الكفر قد وضعت أزمتها بأيدي اليهود ، فهذا واقع وملموس . أما أن يجعل المسلمون أمرهم ومصيرهم بيد ( آل البيت ) فمن يقول هذا ؟؟ .
لقد كذبت أيها الشيخ على الإسلام حين قلت : ( .. فأما الإسلام فيقول : يجب أن تكون أزمّة المسلمين ( جميعا ) بيد آل البيت ) ! .
فقل لي أيها الشيخ في أي آية من كتاب ربنا أو أي حديث من سنة نبينا r يأمر بذلك ؟ .
وقل لي أيها الشيخ – أصلحك الله - : إذا كان الإسلام أمر بذلك كما تزعم ، فلماذا لم يُعط القرار والحكم لعلي بن أبي طالب بعد وفاة النبي r ؟. ولماذا لم تسلم له أزمة المسلمين ( جميعا ) ؟ ! .
الجواب :
لن يسعفك أي جواب على هذه الفرية التي ألصقتها بالإسلام أيها الشيخ إلا أن تكون تنطلق من مقالتك هـذه من منطلق شيعي إمامي ، فإن ( الشيعة ) تقول نفس مقالتك وهو ما جعلهم يفتحون الباب بهذه المقالة للطعن في الصحابة وتكفيرهم ! .
ثم ألا تعلم أيها الشيخ أن لازم كلامك هذا فيه نسبة الظلم والجهل إلى صحابة النبي r واتهام لهم بالتآمر على ( علي بن أبي طالب ) t إذ سلموا الخلافة وأمر المسلمين لأبي بكر ثم عمر ثم عثمان y دون علي t ؟
وأقل الأحوال إن التمسنا للشيخ المشهور العذر بعدم إرادته أنهم تآمروا على ( عليّ ) t فأنهم على لازم قوله أنهم كانوا – رضي الله عنهم - جهلة بأمر الإسلام الذي يقول : ( يجب أن تكون أزمّة المسلمين ( جميعا ) بيد آل البيت ) كما زعمه سابقا !! . ولا شك أن كلا الأمرين زيغ وضلال لم يقله به أحد من أهل السنة .
إن معتقد أهل السنة والجماعة هو التسليم لإجماع الصحابة y في اختيارهم لخليفتهم بعد وفاة نبيهم r ، وأنهم y اختاروا من يرونه أفضلهم فكان اختيار أبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي y جميعا ، والطرق التي انعقدت بها الخلافة لهم تعتبر شرعية للأدلة التالية :
1) ما ورد في حديث العرباض بن سارية الطويل مرفوعا : [ .. فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ... إلخ } .
2) قوله r : { اقتدوا بالذين من بعدي ، أبي بكر وعمر } وفي لفظ : { إني لا أدري ما بقائي فيكم فاقتدوا بالذين من بعدي ، وأشار إلى أبي بكر وعمر }([4]).
3) الإجماع على ذلك ، والإجماع حجة شرعية ، فما بالك حين يكون من الصحابة والرعيل الأول .
ولست هنا بصدد التفصيل للأدلة في هذا الباب ، ولكنها إشارة عابرة ، والذي أنبّه عليه هو أنه لم يرد في الروايات أية رواية عن أحد من الصحابة تطعن في الطريقة التي تم بها تعيين أحد من الخلفاء ، وما كان هناك من خلاف – وهو قليل جدا – فقد انتهى باجتماع السقيفة ، لا كما تصوره أقلام الشيعة الحاقدين .

وإليك أيها الشيخ كلام ( الشيعة ) في هذا الأمر حتى تعرف أن فكرك فكرهم وكلامك كلامهم :

ذكر الكليني في كتابه ( الكافي : 1 / 217 ) عن عليّ بن أبي طالب t أنه قال في الصحابة y :
( ما بال أقوام غيروا سنة رسول الله r وعدلوا عن وصيِِّه ؟ ألا يتخوفون أن ينزل بهم العذاب ؟ ثم تلا هذه الآية : ]أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَار [ ؟ . ثم قال : نحن النعمة التي أنعم الله بها على عباده ، وبنا يفوز من فاز يوم القيامة ) . اهـ .

وقال أيضا ( الكافي : 8 / 283 ) :
( عن سليم بن قيس الهلالي قال : سمعت سلمان الفارسيt يقول : لما قبض رسول الله r وصنع الناس ما صنعوا ، وخاصم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح الأنصار فخاصموهم بحجة علي u قالوا : يا معشر الأنصار ، قريش أحق بالأمر منكم لأن رسول الله r من قريش ، والمهاجرون منهم . إن الله تعالى بدأ بهم في كتابه وفضلهم ، وقد قال رسول الله r : [ الأئمة من قريش } . قال سلمان : فأتيت عليا u وهو يغسل رسول الله r فأخبرته بما صنع الناس ، وقلت : إن أبا بكر الساعة على منبر رسول الله r ، والله ما يرضى أن يبايعوه بيد واحدة ، إنهم ليبايعونه بيديه جميعا بيمينه وشماله ، فقال لي : أتدري يا سلمان من أول من بايعه على منبر رسول الله r ؟ قلت : لا أدري ، إلا أني رأيت في ظلة بني ساعدة حين خصمت الأنصار وكان أول من بايعه بشير بن سعد وأبو عبيدة بن الجراح ثم عمر ثم سالم . قال : لست أسألك عن هذا ، ولكن هل تدري أول من بايعه حين صعد على منبر رسول الله r ؟ قلت : لا ، ولكني رأيت شيخا كبيرا متوكئا على عصاه ، بين عينيه سجادة ، شديد التشمير ، صعد إليه أول من صعد وهو يبكي ويقول : الحمد لله الذي لم يمتني من الدنيا حتى رأيتك في هذا المكان ، ابسط يدك ، فبسط يده فبايعه ثم نزل فخرج من المسجد . فقال علي u : هل تدري من هو ؟ قلت : لا، ولقد ساءتني مقالته وكأنه شامت بموت النبي r ! ، فقال : ذاك إبليس - لعنه الله - ، أخبرني رسول الله r أن إبليس ورؤساء أصحابه شهدوا نصب رسول الله إياي بغدير خم بأمر الله - U - فأخبرهم أني أولى بهم من أنفسهم ، وأمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب ، فأقـبل إلى إبليس أبالسته ومردة أصحابه فقالوا : إن هذه أمة مرحومة ومعصومة ، وما لك ولا لنا عليهم سبيل ، قد أعلموا إمامهم ومفزعهم بعد نبيهم ، فانطلق إبليس – لعنه الله – كئيبا حزينا ، وأخبرني رسول الله r أنه لو قبض ؛ أن الناس يبايعون أبا بكر في ظلة بني ساعدة بعد ما يختصمون ، ثم يأتون المسجد فيكون أول من يبايعه على منبري إبليس – لعنه الله – في صورة شيخ مشمر ، يقول كذا وكذا ثم يخرج فيجمع شياطينه وأبالسته فينخر ويكسع ويقول : كلا ، زعمتم أن ليس لي عليهم سبيل ، فكيف رأيتم ما صنعت بهم حتى تركوا أمر الله - U - وطاعته وما أمرهم به رسول الله r )([5]). اهـ .
فهل رأيت أيها الشيخ ثمرة هذه المقالة التي تدندن بها في كتبك ؟ .

(2) دولة لا يحكمها آل البيت لا تعتبر صحيحة بل مشبوهة :
يقول الشيخ المشهور في كتابه ( التنصيص المثبوت : 65 ) :
( .. لأن الحكم والعلم إذا كان في دولة الإسلام قائما على الضوابط الصحيحة فلا شك أن ( آل البيت ) هم في مقدمة رجاله المخلصين ، يخدمون دولة الإسلام ويرفعون رايتها العالمية . أما إذا كان الحكم والعلم على غير ما ذكر ، فأهل البيت لا يرفعون الرايات المشبوهة ولا ينتصرون لها .. ) .
قـلت :
قولك : ( الحكم والعلم إذا كان في دولة الإسلام قائما على الضوابط الصحيحة .. ) أيُ ضوابط تقصدها – هداك الله - ؟ ضوابط أهل السنة والجماعة المتفق عليها ، أم ضوابط الشيعة التي ترى أحقية آل البيت لاستعادة حقوقهم المسلوبة في الحكم والعلم والقيادة ؟! .
إنك أيها الشيخ للأسف تنساق وراء العاطفة بنفس ما عند الشيعة من طموحات لتقرير أحقية آل البيت للحكم والعلم ، غير مبال بما يلزمه قولك من عقائد باطلة ، نسأل الله لنا ولك السداد .
فتأمل ما كتبته قبل هذا بقليل ( صفحة : 64 ) حنقا وغيظا مما كتبه البعض ممن يرى خلاف ما تذهب إليه ، حيث قلت :
( ولم تزل الأمة الإسلامية برغم ما تنتجه المطابع من تصورات المفكرين والكتاب الإسلاميين ، تعيش حيرة واضحة ، وتحوم من بعيد حول الكيفية المناسبة لاستعادة ضوابط الدين والدولة ، ولم يتجرأ أحد على كسر حاجز العقدة المتأزمة في الصدور ، حول مسألة آل البيت النبوي وموقعهم من هذه الاستعادة ، بل إن العديد من المفكرين الإسلاميين اعتبر هذه القضية والاهتمام بها في مسألة الإعادة والاستعادة عصبية عائلية ، وإقحاما نرجسيا ، وأنانية مقيتة ، تضر الإسلام أكثر مما تفيده أو تخدم قضاياه ) .

فواضح من كلامك أنك ترى ضرورة ( كسر حاجز العقدة ) وذلك بتسليم آل البيت مقاليد الحكم والعلم ، وهو ما تعبر عنه هنا بمسألة ( الإعادة والاستعادة ) .
و( الإعادة ) : أي إعادة الحق المسلوب من الحكم والعلم لآل البيت طوعا من الأمة وإقرارا منهم بمزيتهم وخصوص فضلهم كما تزعمون . أما ( الاستعادة ) : فلا أدري أيها الشيخ أتريدها ( سلما ) أم ( حربا ) ؟ .
فاستعادة الشئ ليس كإعادته ، إنما يقتضي زيادة مباشرة ، فاللهم سلَّم سلّم !!.

والآن :
أصبح واضحا أنك لا ترى شرعية أي دولة وحكومة لا يحكمها أحد من آل البيت ، وما ترك الخروج منكم على الحكام علانية إلا لعدم توفر القدرة عندكم ، لكن لم يمنعك ذلك أيها الشيخ ( المشهور ) ـ هداك الله ـ أن تواصل المسيرة بطريق الدعوة عبر كتبك ومؤلفاتك للخروج عليهم والتهييج والتعبئة ضدهم ، فإن لم يكن بالسنان فعلى الأقل بالقلم واللسان ! .
قل لفهد وللقصور العوانس .. إننا سادة أباة أشـاوس
سنعيد الحكم للإمامة إما تحت .. ثوب النبي أو بأثواب ماركس

(3) متى كان آل البيت في الحكم فليس لليهود مكان والعكس :
يقول الشيخ المشهور في كتابه ( المناصرة والمؤازرة : 29 ، 30 ) :
( وأعظم المعنيين بالأمر في معسكر الإيمان هم أهل البيت ، وأما في معسكر الكفـر فالمعنيون بالأمـر هـم
اليهود ، ولهذا تصبح مسألة سيادة آل البيت من جهة الإسلام وسيادة اليهود من جانب الكفر هي محور الصراع على العالمية ... فحيثما كان الإسلام المشطور موجودا وليس فيه موقع لآل البيت النبوي ، فاليهود هناك يعملون ، وحيثما كان أهل البيت مجودين بثقلهم العلمي والعملي – لا الفكر السياسي المفروض – فاليهود هناك ضعفاء مستذلون يتآمرون ويخططون .. ) . اهـ .
أقـول :
لا ننكر أن اليهود هم وراء الكثير من الأزمات في عالمنا الإسلامي ، لكن لا يدعونا هذا إلى النظرة السوداوية للواقع والقفز على أنغام الحماسات الفارغة والتعبئة الخاطئة التي تعزف على أوتارها أيها الشيخ ! .
لماذا هذا الترويج للعصبية السلالية لآل البيت ؟ .
ولماذا دغدغة العواطف بتكبير حجم ومكانة آل البيت على أنهم وحدهم القادرون على خلاص الأمة من شرور اليهود ؟
هل تريد أيها الشيخ استغلال عواطف الأمة كي تنساق وراء هذه الدعوة الخارجية لآل البيت لإشعال الثورات باسم نصرة الإسلام ( الصحيح ) و القضاء على اليهود والموت ( للشيطان الأكبر ) ؟ ! .
وهل هذه الطريقة هي الصواب في معالجة الأخطاء الموجودة في الحكم والسياسة ؟ ، أن تبالغ وتجازف في وصف الإسلام بدون قيادة من آل البيت بأنه ( إسلام مشطور)؟ ، والمجتمع بدونهم مجتمع يسيره اليهود ؟ !.

(4) الحرب القائمة على آل البيت إنما هي الخشية من عودة الإسلام الصحيح :
يقول الشيخ المشهور في كتابه ( المناصرة والمؤازرة : 15 ) :
( وكما توجه القوى الفاعلة أدقّ أجهزتها إلى مواقع الأسلحة والكيماويات لتلاحق نشاطها وتحاصر رموزها خشية امتلاك قرارات الحرب ؛ فهي أيضا توجه عيونها وأصابعها نحو ( رموز وسلالات أهل البيت الطاهر ) خشية امتلاك قرار الإسلام . فالإسلام قوة الحق التي لا تغلب متى كان بيد أهله ، والإسلام أيضا ورقة العبث المرعب متى كان بيد غير أهله . والإسلام بيد غير أهله عبء ثقيل على المسلمين والعالم ، وقد صار اليوم كذلك ، ولم يبق له غير الحفظ الأزلي الذي ضمنه الله للدين . فمتى يكون الإسلام بيد أهله ليخرج العالم من كابوس الدجل والدجاجلة ) . اهـ .

قـلت :
نعم ، هذا هو الحلم والطموح الذي يؤرقكم ! : ( متى يكون الإسلام بيد أهله ) - أي من آل البيت - ؟ . ولذلك نجد هذا الهوس للتطلع نحو الحكم والقيادة يجعلك أيها الشيخ ( المشهور ) تهوّل من الأمر جدا حتى تجعل قضية ( أهل البيت ورموزها ) وكأنهم يعانون القهر والتعذيب والملاحقة والتشريد أشبه بالحرب على منتجي ( أسلحة الدمار الشامل ) !! .
فهل أنت أيها الشيخ وغيرك من آل البيت هنا في بلد ( الإيمان والحكمة ) تشردون وتلاحقون ؟ أم أنتم معززون ومكرمون ؟ ، ومع هذا فأنت لا ترضى إلا بحصول آل البيت على ( الحكم ) ، وإذ لم يسلم لكم ( الحكم ) فلا شرعية لغير حكمكم .

(5) مركز القرار – اليوم- لا يمتلكه حاكم مسلم :
يقول الشيخ المشهور في كتابه ( التنصيص المثبوت : 34 ) :
( ولأن مركز القرار في الإسلام لا يمتلكه سلطان مسلم ، فالعالم الإسلامي من طرفه إلى طرفه اليوم ، في حربه وسلمه وعلمه وترتيبه وسياسته واقتصاده مرهون بقرار العالمية الغثائية المعبر عنها في نص الحديث النبوي ( بأكلة القصعة ) ، ومرهون أيضا بمستوى الغثاء الكائن في شعوب الإسلام ... والمخرج السليم من هذه الفتنة وحرجها ، هو موقف آل البيت النبوي إذا عرفوا موقعهم الطبيعي من الدعوة الإسلامية ) . اهـ .

أقـول :
معلوم أنك تقصد أيها الشيخ بـ ( مركز القرار ) بأنه ( الحاكم ) . فهل أنت لا ترى في العالم الإسلامي حاكما مسلما واحدا من طرفه إلى طرفه ؟ . وهل نعتبر هذا منك دعوة لفكر ( التكفير ) ؟ .
اعلم أيها الشيخ إننا وإن التمسنا لك العذر أنك لا تقصد القول بـ ( التكفير ) فإن منهجك هذا وطريقتك هذه التي تسير عليها مقتفيا خطا التشيع ستكون ثمرته القول بتكفير الحاكم والمجتمع ، كما تحكم الشيعة على أهل السنة جميعا بالكفر وتعين عليهم أعداء هم .
ثم ماذا تقصد بقولك : ( والمخرج السليم من هذه الفتنة وحرجها ، هو موقف آل البيت النبوي إذا عرفوا موقعهم الطبيعي من الدعوة الإسلامية ) ؟؟ .
الجواب : معلوم من خلال كلامك المفرق في مؤلفاتك والذي نقلنا بعضا منه أنك تقصد بـ ( الموقع الطبيعي ) لآل البيت هو القفز إلى سدة الحكم و( استعادة ) القرار فعندها يكون الحكم شرعيا ، وما لم فلا !! ، وهذا المسلك هو دعوة للخروج على الحاكم وتأليب للناس عليه ، والنتيجة مزيد من دماء الأبرياء بسبب هذه الدعوة المشئومة التي يدعو إليها دعاة آل البيت ورموزهم بين حين وآخر !! .
قد تتنكر أيها الشيخ لهذا الاتهام ، لكن هذه أقوالك من كتبك ، منها الصريح ومنها التلويح ، ولا بأس أن أزيدك من أقوالك ما يؤكد دعوتك لـ ( الخروج على الحكام ) من خلال تمجيدك لحوادث التاريخ التي سلك فيها دعاة آل البيت مسلك الخوارج بتفجير الثورات والخروج على الحكام :

(6) الحسين وزيد درس في سبيل إعادة الحق المغتصب :
يقول الشيخ المشهور في كتابه ( التنصيص المثبوت : 27 ) :
( ... كما كان لهم – أي آل البيت – من تضحية أسلافهم في سبيل استعادة الحق المغتصب درس عالمي آخر ، أبرز بيقين موقف الشعوب واستتباع الأمم لدولة الحكم في الغالب ، كموقف الإمام الحسين والإمام زيد وغيرهما ... ) . اهـ .

قـلت :
إن الحسين بن عليt كان مجتهدا على كل حال ومأجورا ، لكن فعله ذلك لا يعني أنه مصيب ولا أن نجعل من موقفه ذلك حجة للخروج على الحكام لإعادة الحكم والقرار لآل البيت ، كما يراه الشيخ . والحسين نفسه t كما ذكر أهل السير ، ندم وطلب أن يعطى إحدى ثلاث لكف الدماء ولكن مضى القدر كما قدر الله ليكون الحسينt شهيدا .
قال ابن كثير في ( البداية والنهاية : 8 / 183 ) :
( وبعث عبيد الله بن زياد عمر بن سعد لقتالهم ، فقال له الحسين : يا عمر اختر لي إحدى ثلاث خصال : إما أن تتركني أرجع كما جئت ، فإن أبيت هذه فسيرني إلى يزيد فأضع يدي في يده فيحكم فيّ ما رأى ، فإن أبيت هذه فسيرني إلى الترك فأقاتلهم حتى أموت ) . ومثل هذا ذكره أيضا ابن جرير الطبري في ( تاريخه ) .
أما ( زيد بن علي بن زين العابدين ) فقد خرج في خلافة هشام بن عبد الملك ، وقد نهاه بعض العقلاء عن الخروج فلم يقبل – رحمه الله - ، فخرج بمن معه في صفر من سنة 122هـ ، وقد تهيأ له يوسف بن عمر نائب العراق ، والحكم بن الصلت نائبه على الكوفة ، فحجبا الناس عنه ، فما اجتمع معه إلا عدد قليل ، وقتل – رحمه الله – وتفرق أتباعه من بعده . ثم ظهر أمر ابنه ( يحي ) في خراسان ، حيث لاحقته سيوف الأمويين فقتل هناك سنة 125هـ .
وفوّض الأمر بعد يحي إلى ( محمد وإبراهيم ) ، فخرج محمد بالمدينة فقتله عاملها عيسى بن ماهان ، وخرج إبراهيم بالبصرة فكان مقتله فيها بأمر من المنصور .

والآن :
ماذا تستفيد الأمة من هذه ( الثورات العلوية ) ؟ . وهل تفنى الأمة مقابل أن يصل آل البيت إلى الحكم واستعادة الحق المغتصب ؟ ! .
ثم من هؤلاء ( وغيرهما ) الذين تقصدهم بقولك : ( .. كموقف الإمام الحسين والإمام زيد وغيرهما ... ) ؟ .

(7) الثورات العلوية لضبط العالم :
يقول الشيخ المشهور في كتابه ( المناصرة والمؤازرة : 15 ) :
( لقد بذل العديد من ( آل البيت النبوي ) جهودهم عبر مسيرة التاريخ لضبط مسيرة العالم تحت الراية الواحدة ، ولكن الأقدار الأزلية رسمت غير ذلك ، فكان الأمر كما كان ، و] ِلَّلهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ [.. ) . اهـ .

أقـول :
هل فعلا كانت الثورات العلوية لضبط مسيرة العالم تحت الراية الواحدة ؟ ! .
لا ننكر أن هناك من أئمة آل البيت من كان يرى في خروجه على دولة الحكم أنه يرجو أن يقيم الأمر ، لكن ليس سياسة الأمة وضبطها يتم بالنيات الحسنة فقط ، فإدخال الأمة في صراعات داخلية يضعف قوتها ويرغب عدوها فيها .
ثم لماذا هذا الظلم والهضم لمحاسن ولاة المسلمين السابقين من غير آل البيت ؟ ! ، أليسوا قد نشروا الدين ، وفتحوا البلدان ، ودانت لهم الأمم ، وظهر الإسلام حينها على غيره من الملل ؟ .
أليسوا هم حقا الذين ضبطوا العالم تحت الراية الواحدة ، وما انتقضت عليهم إلا بوجود هذه الأفكار العلوية الشيعية الخارجية والشعارات الكاذبة لإعادة الحق لآل البيت ، حتى تستر وراء هذه الدعوات والشعارات كل عدو للمسلمين من الزنادقة والملحدين من إسماعيلية باطنية وقرامطة وعبيديين وبويهيين وإماميين اثنا عشريين وغيرهم ؟ !! .
فليست الأمور كما تراها أيها الشيخ – أصلحك الله - ! ، ولا هي الهمة العلية التي يبذل العمر لها .

(8) الذين يحاربون آل البيت يشاركون في بناء دولة الدجال :
يقول الشيخ المشهور في كتابه ( المناصرة والمؤازرة : 28 ) :
( .. فالعالمية الماسونية هي العدو الأصلي للنماذج الثلاثة ، وكل من حارب هذه النماذج ( أهل البيت ، المذهبية ، التصوف ) فهو يشارك بوعي أو بغير وعي ببناء دولة الدجال العالمية حيث لا عالمية إلا بصورتين :
(1) عالمية الإسلام ممثلا في صورته الأصلية المنعدمة على الواقع .
(2) عالمية الماسونية ممثلة في التهيئة السياسية والدينية والاقتصادية القائمة اليوم بكل أشكالها المتنوعة ، تمهيدا لعالمية الدجال ) . اهـ .

أقـول :
( أولا ) : قولك : (.. فالعالمية الماسونية هي العدو الأصلي للنماذج الثلاثة ... ( أهل البيت ، المذهبية ، التصوف ) ، هذا من مبالغاتك وتهاويلك المضحكة حقا !! .
لقد جعلك أيها الشيخ قهر الحرمان من حصول آل البيت على ( سلطة الحكم ) الشعور بمرض الاضطهاد ، وأمثال هؤلاء إن قالوا نسمع عجبا من اصطناعهم قصصا ومؤامرات ضدهم ، لكنها غير موجودة إلا في شعورهم فقط ! .
فهل الماسونية اليهودية عدوها الأساس هم آل البيت والصوفية ؟ .
انظر حولك جيدا أيها الشيخ ( المشهور ) ، واقرأ كيف تجري الأحداث وعلى من ؟ لعلك تهتدي للصواب ! .
ولا بأس أن أنقل أمثلة من خيالات الاضطهاد عندك لتعرف حجم تهاويلك الفضفاضة :

أ ) قولك : ( إن أخطر ما تخطط له اليهودية العالمية أن تطوي صفحات آل البيت النبوي ، وتضيق دائرة تأثيرهم في الواقع والحياة ، وتعمل بواسطة جنودها ومؤسساتها على استمرار تجهيلهم بالحياة وعزلهم عن مواقع التأثير فيها .. )([6]) ! . اهـ .

ب) قولك : ( وكما توجه القوى الفاعلة أدقّ أجهزتها إلى مواقع الأسلحة والكيماويات لتلاحق نشاطها وتحاصر رموزها خشية امتلاك قرارات الحرب ؛ فهي أيضا توجه عيونها وأصابعها نحو ( رموز وسلالات أهل البيت الطاهر ) خشية امتلاك قرار الإسلام )([7]) ! . اهـ .

ج) قولك : ( وليس سرا أن يعلم الجميع أن مراكز الدراسات الاستشراقية قد اعتنت بصفة خاصة بـ ( مشجرات انتساب آل البيت ) ومشجرات مواليهم وأتباعهم ، لعلم أولئك أن هناك من يظهر من آل البيت النبوي يملؤها عدلا كما ملئت جورا . فلا بد من ملاحقة هذا الحدث والتعمية الثقافية وجس أنفاس الموالين والمحبين لهذا المستقبل القادم )([8]) ! . اهـ .

ثانيا : أما قولك : ( .. حيث لا عالمية إلا بصورتين :
(1) عالمية الإسلام ممثلا في صورته الأصلية المنعدمة على الواقع .
(2) عالمية الماسونية ممثلة في التهيئة السياسية والدينية والاقتصادية القائمة اليوم بكل أشكالها المتنوعة ، تمهيدا لعالمية الدجال ) .

فهذا الكلام أيها الشيخ تفوح منه رائحة التكفير والغلو !! .
فهل ترى أيها الشيخ – هداك الله - أن الإسلام الأصلي ( منعدم على الواقع ) ، بينما الكفر بكل أشكاله هو القائم ؟ ، ألا يوجد إسلام صحيح ولو ( 50 % ) أو ( 20 % ) أو ( 5 % ) ؟ ! .
فأين إذن حديث النبي r : { لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ...الحديث }؟ ! .
وعين الرضا عن كل عيب كليلة .. كما أن عين السخط تبدي المساويا
والآن :
أيها الشيخ وبعد كل هذه النصوص من كلامك ، أليست كافية للتأكيد بأنك تنطلق من أفكار شيعية بحتة ؟ .
إنني أرى أنها كفاية بل وفوق الكفاية ، ولكن لا بأس أن أنقل هذه النصوص من كتبك ومؤلفاتك ، ثم لننظر هل يقول بكلامك أهل السنة أم أنك موافق فيه لأسلافك من الشيعة ؟ .

(9) علي بن أبي طالب حجة على غيره :
يقول الشيخ المشهور في كتابه ( التليد والطارف : 34 ) :
( .. يشير الناظم إلى سكون الإمام علي مع أصحاب الشأن ، ولم يجيش أحدا ضد قرار الحكم على عهد أبي بكر ولا من بعده ، ولو فعل ذلك لكان موقفا يحتذى .. فهو حجة في سكوته ، وحجة في انطوائه مع الخلفاء الراشدين ، ويتوقف الاحتجاج بالنصوص بتوقفه عن العمل بها ، فموقفه حجة وكفى ) ! . اهـ .

أقـول :
من يتمعّن كلام الشيخ المشهور جيدا يتضح له الآتي :
أولا : أن خلافة أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - ومن بعده ، ليس لأنهم أحق بها ، وإنما لأن عليا - رضي الله عنه - سكت ولم يجيش أحدا ضدهم ، فلذا القرار يعود إلى علي وحده دون سواه .

ثانيا : أن عليا - رضي الله عنه – لو قُدّر أنه نازع أبا بكر أو غيره أمر الخلافة ، فعلى الناس أن يحتذوا بفعله ، ويقفوا إلى جانبه .. لماذا ؟ .. لأنه ( حجة ) !! .
ثالثا : أن النصوص الشرعية التي وردت في من هو أولى بالخلافة ، إنما مردها إلى الإمام علي بن أبي طالب ، ولا يصح من أحد أن يحتج بشئ من النصوص إلا ببيان من الإمام علي أو تقرير منه ، ولأنه توقف عن المطالبة بالخلافة بعد وفاة النبي r فينبغي السكوت عن خلافة أبي بكر ومن بعده اتباعا لفعل علي . فعلي ثم علي هو المقرر للمواقف أولا وأخرا ، لأنه ( حجة الله على خلقه ) !! . وإذا سألنا : لماذا علي بن أبي طالب حجة دون غيره ؟ ، يأتينا الجواب من المشهور : ( فموقفه حجة وكفى ) ، فلا داعي للاسترسال حتى لا ينكشف الغطاء وتظهر حقيقة النزعة الشيعية لديه ، فالأحوط الاختصار بمثل هذا الجواب .

مفهوم ( الحجـة ) :
إن الشيخ المشهور – هداه الله - يصف الإمام عليا بأنه ( حجة ) . وهذا الوصف هو عين ما تقوله الشيعة في علي وبقية الأئمة من بعده . وقد عقد الكليني في كتابه ( الكافي )([9]) بابا سماه : كتاب الحجة ، ننقل منه ما يلي :
قال الكليني : عن أمير المؤمنين علي – عليه السلام – قال : ( إن الله تبارك وتعالى طهرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه وحجة في أرضه )([10]).

فما هو مفهوم الحجة ؟ .
الجواب : أن يُجعل الأئمة في مرتبة لا يبلغها نبي مرسل ولا ملك مقرب ، وعبرهم يتوصل إلى الله ، وبهم يحفظ الله السماوات والأرض بمن فيهما ، و... إلخ !! .

يقول الكليني : عن أبي عبد الله – عليه السلام – قال : ( إن الله خلقنا فأحسن خلقنا ، وصورنا فأحسن صورنا ، وجعلنا خزّانه في سمائه وأرضه ، ولنا نطقت الشجرة ، وبعبادتنا عبد الله - عز وجل- ، ولولانا ما عبد الله - عز وجل - )([11]) .
وقال أيضا : عن أبي جعفر - عليه السلام - قال : ( لو أن الإمام رفع من الأرض ساعة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهله )([12]) .

ويذكر ابن بابويه القمي ، وهو واحد من أصحاب الصحاح الأربعة عند الشيعة ، عن جعفر بن محمد الباقر عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين أنه قال :
( نحن أئمة المسلمين وحجج الله على العالمين ، وسادة المؤمنين ، وقادة الغر المحجلين ، وموالي المؤمنين ، ونحن أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء ، ونحن الذين بنا يمسك الله السماء أن تقع على الأرض ، ولولا ما في الأرض منا لساخت بأهلها )([13]) .
وذكر الخميني - الهالك - في كتابه ( الحكومة الإسلامية ) أن الأئمة لهم مقام لا يبلغه نبي مرسل ولا ملك مقرب ، وتخضع لولايتهم كل ذرة في ذرات الكون !! .
فهذا إذن مفهوم ( الحجة ) ، فهل يعي الشيخ المشهور ما يقوله حين يجازف في الأوصاف والألقاب ؟ ! .

(10) النبي يخص عليا بالعلوم اللدنية :
قال الشيخ المشهور في كتابه ( التليد والطارف : 51 ) في قصة أمره r لأصحابه بقتل رجل وهو يصلي ، فذهب أبوبكر لقتله فوجده يصلي فرجع ، وكذلك عمر ، فلما ذهب علي لم يجده فرجع ، فقال له النبي r : { أنت صاحبه إن أدركته } ..
قال الشيخ : ( .. وكأنها إشارة منه r للعلاقة الشرعية في مدلول العلم اللدني منه لعلي بن أبي طالب ، وأفضليته في شأن تأهله لاجتثاث الفتن ومعالجتها .. ) . اهـ .

أقـول :
أي علاقة شرعية يستنبطها الشيخ ( المشهور ) من هذه الرواية لينسب لعلي tالعلوم اللدنية ؟! . فالنبي أخبر أن عليا كفيلا بالرجل إن أدركه . فما دخل العلوم اللدنية هنا ؟
وهل تعلم أيها الشيخ ( المشهور ) أنك تقول نفس كلام الشيعة ؟ ! . إنهم يقولون بأن عليا قد خصه النبي r بعلوم وأسرار دون بقية الصحابة ، وأن هذه العلوم يتوارثها الأئمة واحدا بعد الآخر ! .

يقول الكليني في كتابه ( الكافي : 1 / 263 ) :
عن أبي عبد الله – عليه السلام – قال : ( إن جبريل – عليه السلام – أتى رسول الله r برمانتين فأكل رسول الله r إحداهما وكسر الأخرى نصفين ، فأكل نصفا وأطعم عليا نصفا ، ثم قال رسول الله r : { يا أخي ، هل تدري ما هاتان الرمانتان ؟ . قال : لا ، قال : أما الأولى فالنبوة ، ليس لك فيها نصيب ، وأما الأخرى فالعلم ، أنت شريكي فيه } . قال : لم يعلم الله محمدا r إلا وأمره أن يعلمه عليا عليه السلام ) .
فهل تقريرك أيها الشيخ باختصاص علي بن أبي طالب – رضي الله عنه - بالعلوم اللدنية عقيدة ، أم زلة قلم ؟ ! .

(11) كتاب ( الجفر ) حقيقة :
ما كنت أظن أن الشيخ المشهور ـ هداه الله ـ يؤمن بخرافة ( الجفر ) الذي تزعمه الشيعة ؛ حتى رأيته ينقل عن المدعو محمد عيسى داود في كتابه ( التليد والطارف ) أشياء ناسبا لها أنها من علوم الجفر ، واصفا لها بأنها تحليلات مفيدة ، حيث قال : ’’ وقد وقف مؤلف كتاب ( المفاجأة ) الدكتور / محمد عيسى داود مع معطيات هذا الحديث وقفة تحليلية مفيدة ، مفادها : ... ’’ .
وقال في آخر الفقرة : ’’ وهذا يوافق ما ورد في ( الجفر ) عن الإمام علي كرم الله وجهه ورضي الله عنه بأنها ... ’’ اهـ .

وقد ذكرت في كتابي ( عجائب وغرائب أبي بكر المشهور ) كلاما وافيا في هذا الموضوع ، فليُرجع إليه .

(12) علي وزير للنبي كما كان ( هارون ) وزيرا لموسى :
يقول الشيخ المشهور في كتابه ( تقليب الأرض الخاشعة : 3- 5 ) :
( وفيما أنا قلق حائر .. ، ظهرت لي إشارة لطيفة .. وإذ بي وأنا أشرع في وردي بعد صلاة المغرب من كتاب الله تعالى تبادرني الآية الكريمة من أول حزبي ] إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ . ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [أحسست حينها بانشراح عظيم يداخل روعي ويشاغلني عن صلاتي ، فتجوزت فيها ثم حملت القلم لأنتصر لأهلي راغبا وراهبا .
... فماذا يمنعني أن انتصر لتركة أهلي وسلفي ، الذين على هدي النبوة عاكفون آناء الليل وأطراف النهار .. وإذا أنا بالمناجاة الموسوية ترد على الخاطر حاملة صورة البشرى من وجه آخر : ] رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي . وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي . وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي . يَفْقَهُوا قَوْلِي . وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي [ . .. وطاف بخلدي قول الرسول r لعلي بن أبي طالب : [ أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ] ؟ . فاطمأن قلبي إلى هذا الارتباط الشاهد باتصالنا حسا ومعنى .. فهارون كان لموسى وزيرا وأخا وعضدا ، وعليا – رضي الله عنه- قال له الرسول r : [ أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ] .
وكفى بهذا الفخر العرقي القائم على الجهاد في سبيل الله من دليل على عظم السلالة وأصلها ، وإباحة مطلقة في الانتصار للأب والأهل ) . اهـ .

أقـول :
هل تعلم أيها الشيخ – هداك الله - بأن كلامك هذا حين نربطه مع ما سبق من أقوالك الموافقة لأقوال الشيعة فإنه يدل على فكر شيعي منحرف ؟ . ومن باب الإنصاف فإنني لا أظنك ممن يعتقد بكل ما في الفكر الشيعي من غلو وانحراف ، لكنك لم تسلم من أفكارهم ، واستدلالاتك نجدها هي نفس استدلالاتهم ، وهذا يفتح للمغترين بك الباب لأن يتقبلوا الأفكار الشيعية التي تسربت إليك حين تمليها عليهم ، ولا نستبعد بعد ذلك أن يتخرج جيل على يديك أسرع ما يكونون قبولا للدين الشيعي الذي صار له مبشرون مأجورون ، يدعمهم شيعة إيران باسم ( تصدير الثورة الإسلامية ) !! .

ولي مع كلامك هذا وقفات :
أولا : تسمي الشيعة هذا الحديث بـ ( حديث المنزلة ) ، ويقولون : إن النبي r في هذا الحديث أثبت لعلي ابن أبي طالب - t - كل المنازل التي كانت لهارون - u - من موسى - u- . وهارون كان وزيرا لموسى وشريكا له في أمره ، وخليفة له في غيبته ، ويزيدون في هذا الحديث أن النبي r قال في آخره : { .. إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي } . وهي زيادة مكذوبة لا تثبت ، وقد صح الحديث عند البخاري ومسلم بدونها .

ثانـيا : هذا الحديث إنما جاء لسبب معين ، وهو تطييب قلب علي وخاطره - t - ، لكونه r تركه مع النساء والصبيان . فقد خرج النبي r للجهاد في ( غزوة تبوك ) ولم يأذن لأحد بالتخلف إلا أهل الأعذار والنساء والصبيان . واستخلف النبي r على أهل بيته علي بن أبي طالب t . فتحدث المنافقون وقالوا : إن النبي r إنما تركه في المدينة لأمر في نفسه – يعني بغضا لعلي - ، فبلغ عليا كلامُهم ، فتبع النبيَ r يبكي ويقول : يا رسول الله ، أتخلفني في النساء والصبية ؟ ! . فطيب النبي r خاطره وقال : { ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة ... } الحديث .
فأنت ترى أن النبي r إنما تكلم بهذا حينما اشتكى علي t ، وإلا قد خرج النبي r ولم يقل له شيئا . فدل هذا على أن المراد ما ذكرناه ، لا أن يكون علي t خليفة للناس من بعده([14]) .

ثالــثا : ذكر ابن جرير وابن كثير أن الوالي على المدينة في غزوة تبوك كان ( محمد بن مسلمة ) t ، أما علي بن أبي طالب فكان على أهل بيت النبي r خاصة . وهذا يدل على عدم إرادة النبي r للخلافة .
رابعــا : هارون لم يخلف موسى ، لأنه مات قبل موسى ، والذي خلفه هو ( يوشع ) u .
خامسا : إن النبي r استخلف غير علي في ( حجة الوداع ) وهي بعد تبوك .
سادسا : تشبيه النبي r لعلي t بهارون u لا يعني أنه أفضل الصحابة أو أنه أولى بالأمر من بعده . فإن النبي rشبه ( أبا بكر ) و( عمر ) بمن هم أفضل من هارون u .
ففي ( غزوة بدر ) ، رأى عمر في قضية الأسرى أن يقتلوا ، ورأى أبوبكر أن يعفى عنهم ، فقال النبي r لأبي بكر : { إن مثلك كمثل إبراهيم يوم قال : ] َمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [ . ومثلك كمثل عيسى إذ قال : ] إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [ . وقال لعمر : ومثلك كمثل نوح لما قال : ] رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً [ . ومثلك كمثل موسى لما قال : ] رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ [ } .
سابعا : إن النبي r مات ولم يصبح علي خليفة للمسلمين ، فدل على بطلان زعمهم ، والله لا يخلف الميعاد .
والآن : قل لي أيها الشيخ : ماذا تريد أن تستدل عليه من هذا الحديث ؟ .

(13) الحسن ملزم بالقتال لأجل الحكم ( مهما كلف الثمن ) :
يقول الشيخ المشهور في كتابه ( التليد والطارف : 34 ) ناظما وشارحا :
ومثله صلح الإمام الحسن .. مع البـغاة مدرءاً للفتن
قال :
( أي : ويستشهد على مفهوم سنة المواقف ما فعله الإمام الحسن مع محاربيه من أجل الحكم ، فالنصوص الشرعية تلزمه بمحاربة البغاة وعدم التخلي عن موقع القرار مهما كلف الثمن .. ) . اهـ .

قـلت :
أي نصوص شرعية هذه التي تلزمه بمحاربة ( البغاة ) في سبيل الحكم ، بل ومهما كلف الثمن ؟! .
أليس النبي r قد بشر الحسن - t - بمنقبة عظيمة بقوله : { إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين } . فهذا هو النص الشرعي الذي اتخذه الحسن بن علي - t - ،لا ما يتعطش له الشيخ ( أبوبكر المشهور ) – هداه الله - من الحكم والبقاء في الخلافة ، ( ومهما كلف الثمن ) !! .

(14) ( الحسين ) ضحى بنفسه لاستعادة الحق المسلوب :
يقول الشيخ المشهور في كتابه ( التليد والطارف : 35 ) نظما وشرحا :
وما جرى مـن فـتنة التآمـر .. عـلى الحسين في الصراع الدائر
ضحى لأجل الحق واعتداله فـصـار درســا مــقــنعــا لآلــــه
قال : ( يشير الناظم ، إلى موقف آخر من مواقف السنة المشار إليها بسنة المواقف ، وهي ما جرى للإمام الحسين الذي دفع به الدافعون من المحبين والمتعلقين ، ليتخذ موقفا في سبيل إعادة الحق إلى نصابه .. ) . اهـ .

أقـول :
هل كان الحسين t مصيبا في خروجه للقتال ؟ . لقد حاول بعض الصحابة أن يمنعوه كعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن جعفر ، ولقيه الفرزدق الشاعر ونصحه أن لا يفعل ، لكنه t لم يصغ لمشورتهم وخرج للقاء حتفه .
إن الحسين بن علي t كان مجتهدا على كل حال ومأجورا ، لكن فعله ذلك لا يعني أنه مصيب ولا أن نجعل من موقفه ذلك حجة للخروج على الحكام لإعادة الحكم والقرار لآل البيت ، كما يراه الشيخ ( المشهور ) – هداه الله - بأنه الدرس المستفاد من خروج الحسين بقوله : ( ليتخذ موقفا في سبيل إعادة الحق إلى نصابه ) ! .
إن الله تعالى بعث نبيه محمدا r عبدا رسولا ، ولم يبعثه ملكا رسولا . فالمُلك لم يكن للنبي r فلا يكون مطلبا لأهل بيته !! . فكم سفكت من دماء ، وقتل أبرياء ، بسبب هذه الفكرة المشئومة التي سلكها الخوارج من أهل البيت ومعهم شيعتهم في سبيل الوصول إلى الحكم والخلافة ، على مدى التاريخ ، و مع هذا ينادي الشيخ ( المشهور ) – هداه الله - بهذه الأفكار لأنها عنده من حقوق آل البيت ! .

وإليك – عزيزي القارئ – بيان الجذور الحقيقية لفكرة ( الولاء لآل البيت ) – الولاء المنحرف - ، وماذا يراد من ورائها :

1 ) في عام ( 35 هـ ) وقع الخلاف المشهور بين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - ، فكان هذا الخلاف فرصة العمر التي لا تعوض عند المجوس ، فأعلنوا أنهم شيعة علي . والوقوف مع علي t حق ، لكن المجوس أرادوا من وراء هذا الموقف تفريق كلمة المسلمين ، وإضعاف شوكتهم . والدعوة لآل البيت ورقة رابحة تجد رواجا لدى جميع الناس ، وخاصة عند العامة ، ومن ذا لا يحب آل بيت رسول الله r ؟ ! .
ووقف عبد الله بن سبأ اليهودي وأنصاره في الصف الذي يقول بأحقية علي في الخلافة ، ومنذ ذلك الحين ، التحمت المؤامرات اليهودية مع كيد المجوسية ضد الإسلام والمسلمين ، لأن الإسلام أخرج اليهود من الجزيرة ، وسلب المجوس الفرس ملكهم ، فلا غرابة أن دبروا مقتل الخليفة عمر بن الخطاب t ، وأن يستمروا في مسلسل مؤامراتهم ضد الإسلام .

2 ) عندما افتتح المسلمون بلاد فارس ، تزوج الحسين بن علي t ( شهر بانو ) ابنة يزدجرد ملك الفرس ، بعد ما جاءت مع الأسرى ، وكان هذا الزواج ، من الأسباب التي دفعت المجوس للوقوف مع الحسين بالذات ، لأنهم يرون أن الدم الذي يجري في عروق علي بن الحسين ، وأولاده من بعده ، هو دم فارسي ، من قبل أمه ( شهر بانو ) ابنة يزدجرد من سلالة الساسانيين المقدسة عندهم .

3 ) بعد الحدث الأليم الذي أودى بحياة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب t ، راح اليهود والمجوس يدفعون أنصار علي لقتال بني أمية ، لتجد الدعوات الباطنية فراغا تنشط فيه ، حتى إذا كان عهد يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ، نهض الحسين بن علي بن أبي طالب t وأعلن ثورته ضد بني أمية ، فكانت معركة ( كربلاء ) بين الفريقين ، وقتل فيها الحسين t وكوكبة من كبار العلويين ، فاتخذت الأيدي الخفية أسلوب العمل السري ، والحركة الباطنية ، ورفعوا شعار ( البيعة للرضا من آل محمد ) .

4 ) وفي عام 132هـ بويع أبو العباس ( السفاح ) بالخلافة ، كأول خليفة عباسي بتمهيد من القائد أبي مسلم الخراساني – المجوسي الأصل - ، ومنذ هذا التاريخ بدأ حكم الفرس فعلا ، وأشفى معظم الفرس غليلهم من العرب ، فأشبعوهم قتلا وتنكيلا وبطشا منذ قيام الدولة العباسية وحتى عام 137 هـ ، وعندما هم المنصور أن يكون خليفة فعلا ، سخر منه أبو مسلم ، وشق عصا الطاعة ، وحاول أن يستقل بخراسان ، لولا أن المنصور استدرجه بحنكته ودهائه ، وفرق عنه معظم أتباعه وأنصاره ، ثم قتله عام 137 هـ ، متهما إياه بالعمل سرا لإعلان دولة علوية .

5 ) ظل العباسيون على مستوى عال من اليقظة والحذر من خطر الثورات العلوية . فعندما أحس هارون الرشيد بخطر البرامكة على دولته تولى نكبتهم الشهيرة سنة 186 هـ ، متهما إياهم بالعمل السري لدعوة ( يحي بن عبد الله بن الحسن العلوي ) .
وفي أثناء اشتداد الأزمة بين الأمين والمأمون ولدي هارون الرشيد ، تمكن الفضل بن سهل السر خسي وزير المأمون من إقناعه بالتنازل عن الخلافة للإمام علي الرضا بن موسى الكاظم . فأحس العلويون بالانتعاش ، ونهضت الثورات العلوية ضد العباسيين في البصرة والكوفة وغيرها ، ومن بين قادة هذه الثورات أخوا الإمام علي الرضا ، وهما زيد بن موسى ، وإبراهيم بن موسى . ومن هول وشراسة هذه الثورات العلوية لمجرد شعورهم أنهم اقتربوا من الحكم ، أن لقب زيد بن موسى بـ ( زيد النار ) لكثرة من أحرق من المسلمين بالنار . ولقب إبراهيم بن موسى بـ ( إبراهيم الجزار ) لكثرة من ذبح من المسلمين . وجاء رد القيادة العباسية حاسما وقاسيا أمام هذه الانتفاضات الدموية التي كادت أن تنجح لصالح العلويين ، فقام المأمون بالقضاء على وزيره الفضل بن سهل ، ومات الإمام علي الرضا على إثره بمدة فجأة([15]) .

6 ) مضى المجوس يحيكون المؤامرات على الإسلام والمسلمين ، والعمل على هدم الخلافة الإسلامية ، وإثارة النعرات العرقية .
وفي مطلع القرن الثالث من الهجرة أنهكوا الخلافة الإسلامية ، واستغل المجوس ضعف الخلافة ، فشجعوا طاهر بن الحسين على الاستقلال بخراسان ، ووقفوا إلى جانبه ، وأقاموا دولتهم في مرو ونيسابور ، واستمرت حتى عام 259 هـ . وهذا أول انقسام عرفته الخلافة الإسلامية ، وكان بداية لمزيد من الدويلات والانقسامات . فقامت دولة للقرامطة في الإحساء والبحرين واليمن وعمان وفي بلاد الشام حينا من الزمن . وقامت دولة البويهيين في العراق وفارس وسائر المشرق . وقامت دولة العبيديين في مصر والشام . وقامت الدولة الزيدية في بلاد الديلم و( صعدة ) في اليمن .
علوية حضرموت والحنين لإقامة دولة علوية
كان اليمن ولا يزال محط أنظار العلويين كموقع ملائم لنشاطهم الدعوي والحركي ، لما يتمتع به أهله من حب آل البيت ، ولبعده عن مركز الخلافة حينها ، ولوعورة مسالكها الجبلية . فقامت في ( صعدة ) دولة زيدية علوية على يد يحي بن الحسين الرسي ( الهادي إلى الحق ) ! سنة 284 هـ .
وفي عام 317 هـ ، تحرك ركب علوي آخر من البصرة في أرض العراق بقيادة أحمد بن عيسى المهاجر ليستقر في وادي حضرموت ، حاملا في ضلوعه وجنباته إقامة إمامة علوية من منطلق نظرتهم في حقهم الشرعي في إمامة المسلمين ، لكن هذا الهدف فشل أمام تمسك الحضارم بالحكم .
وبعد وفاة المهاجر ظل العلويون يحلمون بهذا الهاجس ، وعبر عن هذا الطموح العلوي صاحب كتاب ( العقود العسجدية : 1 ،2 ) عبد القادر بن عبد الرحمن بن عمر الجنيد بقوله : ( .. وعاد الحنين والرغبة المكبوتة لدى العلويين لاعتلاء السلطة ، وإقامة الدولة العلوية ) .

وقد ذكر المؤرخ / كرامة مبارك سليمان با مؤمن في كتابه الفذ ( الفكر والمجتمع في حضرموت ) محاولات العلويين الحضارم لإقامة الدولة العلوية ، منها :

(1) محاولة محمد بن عقيل بن يحي العلوي ، وذلك في عام 1217 هـ ، ولكن المنية وافته قبل أن يراها .
(2) محاولة طاهر بن حسين بن طاهر العلوي ، وذلك في عام 1220 هـ ، وأمده أثرياء العلويين بالأموال الطائلة ، فدعا إلى التسلح والزحف ، لكنه فشل في تحقيق حلمه .
(3) محاولة أحمد بن علي الجنيد ، حيث اقترح السيد حسن بن صالح البحر أن ينهض بالإمارة العلوية السيد الثري أحمد بن علي الجنيد ، وذلك في رسالة وجهها إلى السيد عمر بن زين الحبشي عام 1253 هـ . ومما جاء في الرسالة :
( .. وقد وددنا من أهل البيت خصوصا ، وسائر المؤمنين عموما ، أن يشنوا الغارة على أعداء دين الله ، ولنصرة شريعة رسول الله r ، وإقامة ما وضع من ود الله . والحبايب آل الجنيد قد أدخلهم الله في هذا الأمر ، وفيهم أهلية من وجهة الدين ومعرفة الشريعة المحمدية ... ، فيحق للجميع من أهل البيت وغيرهم أن يعقدوا البيعة للأخ / أحمد بن علي الجنيد .. ومن أراد أن يكون من حزب الله ساعده على ذلك ) .
والجدير بالذكر أن هذه المحاولة فشلت ، وظلت حبرا على ورق .
(4) محاولة إسحاق بن عقيل بن يحي العلوي ، وذلك في عام 1265 هـ ، ودارت معركة بين الشحر وقرية دفيقة ، انتهت بهزيمة العلويين .

الانصراف من الإمارة إلى الوزارة :
من خلال تلك المحاولات العلوية غير الموفقة لإقامة دولة علوية في حضرموت ، استوعب العلويون هذا الدرس فانصرفوا عن الإمارة إلى الوزارة ، ريثما تأتيهم فرصة ناجحة ، ونجحوا في هذا الشأن لما لهم من وجاهات اجتماعية تميزوا بها من خلال دورهم الصوفي . وقد تولى السيد / حسين بن حامد المحضار وزارة السلطنة القعيطية ، ومحمد بن هاشم العلوي منصب سكرتير الدولة في الدولة الكثيرية([16]).

وهكذا : أصبح شعار ( حقوق آل البيت ) و( الدعوة لمنهج أهل البيت ) شعارا يرفعه المغرضون ومن يريدون الوصول للحكم ، لا لخدمة الإسلام ، وإنما لنشر أفكار دخيلة على الإسلام ، فالقرامطة والعبيديون والبويهيون والصفويون والنصيرية والدروز و... إلخ ، كانوا يرفعون شعار ( حقوق آل البيت ) ، فلما تم لهم الأمر ، أذاقوا المسلمين قتلا وتعذيبا !! .

هل هذا من المصادفات :
هل من المصادفات أن يرجع البويهيون والقرامطة والعبيديون إلى أصول فارسية ؟! .
وهل من المصادفات أن تتشابه عقائدهم ، وأن تكون هي نفسها عقائد مزدك وماني وزرادشت ؟! .
وهل من المصادفات أن يظهروا في أزمنة متقاربة : العبيديون في 296 هـ ، والبويهيون في 334 هـ ، والقرامطة في 278 هـ ؟! .
وهل من المصادفة أن يتقاسموا العالم الإسلامي : البويهيون في العراق ، والقرامطة في شبه الجزيرة ، والعبيديون في مصر والشام ؟! .
وهل من المصادفات أن يلج هؤلاء جميعا من باب التشيع والدعوة لآل البيت ؟! .
وهل من المصادفات أن يكون المسلمون السنة هم العدو اللدود لهم ، وأن يتعاونوا مع كل أحد ضدهم ؟!([17]).
والآن ... :
هل سيكف الشيخ ( المشهور ) عن الفكر والمنهج الذي يسلكه ؟ . وهل سيتعلم من ذاكرة التاريخ أن شعار الدعوة لمنهج ( آل البيت ) و ( حقوق آل البيت ) هي دعوة مشبوهة قد سلكها قبله كثير وافتضح أمرهم ، وظهرت حقيقتهم ، وأنه بهذا الفكر يخدم الغلو ويفتح الباب للتشيع شاء أم أبى ؟ ! . ثم إن أهل السنة وبحمد الله يعرفون الحقوق الشرعية لآل البيت ، ويتعبدون الله بحبهم ، لكن ليس على مراد الشيخ المشهور – وفقه الله للصواب - .

وأنا أزيدك – عزيزي القارئ – إلى ما ذكرته لك من نزعة التشيع عند الشيخ أبي بكر المشهور نصوصا أخرى من أقواله التي تصب في تكريس منهج الغلو والتشيع ، فاسمع :

(15) معاوية يعلن العصيان :
قال الشيخ المشهور في كتابه ( التليد والطارف : 122 ) :
( وكان من قدر الله في تحولات هذه المرحلة أن شق بعض بني أمية العصا وهربوا من المدينة إلى الشام ومكة فرارا من بيعة الإمام ، والذين ذهبوا إلى الشام حملوا معهم قميص عثمان – رضي الله عنه – مضرجا بالدماء وأنامل زوجته نائلة بنت الفرافصة التي بترها القتلة وهي تدافع عن زوجها .
وعلق معاوية القميص على منبر جامع دمشق وأعلن العصيان على الإمام مطالبا بثأر عثمان وأن لن يبايع حتى يسلم إليه القتلة ) .

قـلت :
ما الذي يمنعك أيها الشيخ من الترضي على معاوية – رضي الله عنه - حين تذكره ؟ . وهل من الأدب ومنهج السلف أن يذكر هذا الصحابي الجليل بمثل هذا التعبير : ( وأعلن معاوية العصيان ) ؟.
إن صنيعك هذا مع هذا الصحابي هو نفس صنيع الشيعة ، وليس نسيانا منك ، أو خطأ في التعبير ، حتى نلتمس لك العذر ، لأنها قناعة عندك بنفس العواطف والشعور الذي ينتاب الشيعة عند ذكر هذا الصحابي ، لتكرارك مثل هذا اللمز فيه إنشاءً ونقلا !! .

ولماذا لا تلتمس العذر لهذا الصحابي ومن معه من الصحابة في تركهم لمبايعة علي كما التمسه له السلف ، وتقول كما قالوا بأنه اجتهد في الأمر ، ورأى أن التعجيل بالقصاص من قتلة عثمان أمر لا يقبل التأجيل ؛ لأنه سيطفئ نار الفتنة ، وبالتالي تجتمع القلوب ، خاصة وأن معاوية t كان ولي دم عثمان ، والله يقول ] وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً [ .
والذي نؤمن به أن الإمام عليا – رضي الله عنه – لم يحقق مطالب أهل الشام ، لأن الأحداث لم تسمح له بذلك ، خاصة وأن قتلة عثمان كانوا منتشرين مع الثوار في المدينة ، ولهم منعة وقوة ، فأراد أن يستتب الأمر أولا ثم يكون القصاص . وعلي ومعاوية – رضي الله عنهما – في هذا الأمر مجتهدان لصالح الأمة ، فكلاهما مأجور .

خلفت جيلا من الأصحاب سيرتهم .. تضوع بين الورى مسكا وريحانا
كانت فـوحهـم برا ومرحمة كانت .. سـياستهـم عـدلا وإحـسـانا
لم يعرفوا الدين أورادا ومسبحة بل .. أشبعـوا الـدين محرابا وميدانا

قال ابن كثير في ( البداية والنهاية : 8 / 23 ) :
( ولما ولّي علي بن أبي طالب الخلافة أشار عليه كثير من أمرائه ممن باشر قتل عثمان أن يعزل معاوية عن الشام ويولي عليها سهل بن حنيف فعزله فلم ينتظم عزله والتف عليه جماعة من أهل الشام ومانع علياً عنها وقد قال : لا أبايعه حتى يسلمني قتلة عثمان فإنه قتل مظلوماً، وقد قال الله تعالى: ] وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً .. [ .

وروى الطبراني عن ابن عباس t أنه قال : ما زلت موقناً أن معاوية يلي الملك من هذه الآية . وقد أوردنا سنده ومتنه عند تفسير هذه الآية . فلما امتنع معاوية من البيعة لعلي حتى يسلمه القتلة ، كان من صفين ما قدمنا ذكره ، ثم آل الأمر إلى التحكيم ، فكان من أمر عمرو بن العاص وأبي موسى ما أسلفناه من قوة جانب أهل الشام في الصعدة الظاهرة ، واستفحل أمر معاوية ، ولم يزل أمر علي في اختلاف مع أصحابه حتى قتله ابن ملجم ) .
وقال أيضا : ( وقد ورد من غير وجه أن أبا مسلم الخولاني وجماعة معه دخلوا على معاوية فقالوا له :
أنت تنازع علياً أم أنت مثله ؟ فقال : والله إني لأعلم أنه خير مني وأفضل ، وأحق بالأمر مني ، ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوما ً، وأنا ابن عمه ، وأنا أطلب بدمه وأمره إليَّ ؟ . فقولوا له فليسلم إليَّ قتله عثمان وأنا أسلم له أمره . فأتوا عليّاً فكلموه في ذلك فلم يدفع إليهم أحدا ً، فعند ذلك صمم أهل الشام على القتال مع معاوية )([18]) .

(16) كبار الصحابة ممن وقف مع معاوية مندفعون :
قال الشيخ المشهور في كتابه ( التليد والطارف : 108 ، في الحاشية ) :
( وبُعد نظر الإمام _ أي ( عليّ ) _ في شأن قتلة عثمان وأخذهم بعد جمع خيوط المؤامرة ، لم يقبله معاوية ، بل وقف ومعه عدد من كبار الصحابة بنفس الاندفاع الذي أدى في عهد عثمان إلى قتله ، وهذا ما يعبر عنه بالفتنة ... ) . اهـ .

أقـول :
هل هذا من الأدب أن يوصف أصحاب النبي r بأنهم مندفعون ؟ . أليس السلامة في السكوت عما شجر بينهم ، والإمساك عما جرى بينهم ، وأن نكل أمرهم إلى الله ] تلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ [ .

(17) معاوية أول ناكث للعهد :
قال الشيخ المشهور في كتابه ( التليد والطارف : 146 ) :
( ... وأول من نكث العهد معاوية وابنه يزيد مع الإمام الحسن في شأن تولية العهد ، ثم تتابع الأمر مع الإمام الحسين - رضي الله عنه - حيث أخذ معاوية البيعة لابنه يزيد من أهل الشام بُعيد علمه بموت الحسن ونكث العهد بعده ) . اهـ .

أقـول :
لماذا لا يستحيي الشيخ ( المشهور ) من وصف هذا الصحابي الجليل بأنه ( أول من نكث العهد ) ؟ . وأي عهد نكثه معاوية t ، وقد سلم الحسن بن علي t له الخلافة بنفسه ، وتنازل عنها ؟ .

قال ابن كثير في ( البداية والنهاية: 8 / 285 ) :
( ولم يزل أمر علي في اختلاف مع أصحابه حتى قتله ابن ملجم كما تقدم ، فعند ذلك بايع أهل العراق الحسن بن علي ، وبايع أهل الشام لمعاوية بن أبي سفيان . ثم ركب الحسن في جنود العراق عن غير إرادة منه ، وركب معاوية في أهل الشام . فلما تواجه الجيشان وتقابل الفريقان سعى الناس ينهما في الصلح فانتهى الحال إلى أن خلع الحسن نفسه من الخلافة وسلم الملك إلى معاوية بن أبي سفيان وكان ذلك في ربيع الأول من هذه السنة - أعني سنة إحدى وأربعين - ودخل معاوية إلى الكوفة فخطب الناس بها خطبة بليغة بعدما بايعه الناس واستوثقت له الممالك شرقاً وغرباً ، وبعداً وقرباً ، وسمّى هذا العام عام الجماعة لاجتماع الكلمة فيه على أمير واحد بعد الفُرقة ) .
وأي عهد نكثه معاوية مع الحسين t ؟ . أهو توليته لولده يزيد من بعده وأخذه البيعة له ؟ .
والجواب :
إن هذا كان اجتهادا منه t ، فقد رأى لابنه يزيد من القوة العسكرية والألمعية ما يؤهله لتولي الخلافة ، فتكون قوته قوة للمسلمين ، كما أنه رأى أن للأمويين شوكة ومنعة تكفي لاجتماع الكلمة عليهم ، فخشي t أن تقع الأمة في صراع جديد من بعده فتضعف قوة المسلمين ، فأحسن ما يفعل هو أن يختار ولي عهده قبل أن يموت ، لأن ذلك يبعد الاختلاف الذي هو شر على الأمة ، فجعل العهد لابنه ، وذلك لمصلحة الإسلام والمسلمين في تلك الظروف . ثم إن معاوية استخلف وهو في هذا مقتدٍ بالشيخين أبي بكر وعمر – رضي الله عنهما - . حيث استخلف الصديق عمر قبل وفاته ، واستخلف عمرُ ستة من بعده يجعلونها في واحد بينهم . لكن الذي أخذ على معاوية t من قبل المخالفين له حينها هو استخلافه لولده ، فالصديق لم يستخلف ابنه ولا ابن عمه طلحة بن عبيد الله - رضي الله عنهما – مع أهليتهما . والفاروق لم يستخلف ابنه أو ابن عمه سعيد بن زيد – رضي الله عنهما – مع أهليتهما .

أقـول :
هو كذلك ، ولكن من المعلوم قطعا عند كل عاقل أن الأمة في عصر الشيخين - رضي الله عنهما - ليست مثل الأمة التي كانت في عصر معاوية t . فما كان للصديق أو الفاروق أن يستخلفا المفضول من أهلهم مع وجود الفاضل من غير أهلهم لخير أمة حينها . وأما في عصر معاوية t ، وقد فتحت أبواب الفتن بمقتل عثمان t ثم علي t ، فقد عصفت الفتن بالقلوب ، وتوسعت الأقطار ، فرأى معاوية t مجتهدا ما ذكرناه ، خاصة وأنه t لم يستبد بالأمر دون الأمة ، فطلب وفود الأمصار فحضروا عنده وأجابوه إلى طلبته من بيعة يزيد ، وكان هذا خير ما يلم شعث المسلمين .

قال ابن خلدون :
( والذي دعا معاوية t لإيثار ابنه يزيد بالعهد دون سواه ، إنما هو مراعاة المصلحة في اجتماع واتفاق أهوائهم باتفاق أهل الحل والعقد عليه حينئذ من بني أمية ، إذ بنو أمية يومئذ لا يرضون سواهم ، وهم عصابة قريش وأهل الملة أجمع وأهل الغلب منهم ، فآثره بذلك دون غيره ممن يظن أنه أولى بها ، وعدل عن الفاضل إلى المفضول حرصا على الاتفاق واجتماع الأهواء الذي شأنه أهم عند الشارع ، وإن كان لا يظن بمعاوية غير هذا لعدالته ، وصحبته مانعة من سوى ذلك ، وحضور أكابر الصحابة لذلك وسكوتهم عنه دليل انتفاء الريب فيه ، فليسوا ممن يأخذهم في الحق هوادة ، وليس معاوية ممن تأخذه العزة في قبول الحق ، فإنهم كلهم أجل من ذلك ، وعدالتهم مانعة منه )([19]).
فهل يليق بعد هذا أن يقول الشيخ المشهور ما قاله في هذا الصحابي إلا أن يكون ينزعه عرق التشيع ؟! . فما رأينا أحدا يبغضه ويلمزه إلا شيعي أو خارجي.

(18) معاوية من البغاة :
قال الشيخ المشهور في كتابه ( التليد والطارف : 34 ) ناظما وشارحا :
ومثله صلح الإمام الحسن .. مع البـغاة مدرءاً للفتن
قال :
( أي : ويستشهد على مفهوم سنة المواقف ما فعله الإمام الحسن مع محاربيه من أجل الحكم ) .

قـلت :
مع من كان صلح الحسن بن علي t ؟ . أليس كان مع معاوية t ؟ .
فهل يليق أن يوصف هذا الصحابي بذلك ؟ ! .
فأين يقع منك أيها الشيخ حديث النبي r : { إذا ذكر أصحابي فأمسكوا } ؟ .

ما ضر البحر أمسى زاخرا .. أن رمى فيه غلام بحجر

(19) معاوية مهندس للفتن :
قال الشيخ المشهور في كتابه ( التليد والطارف : 129 ) ناظما وشارحا لنظمه :
ومثله ما قيل في عمار .. يقـتله الباغون بالتار
علامـة حددها نبـينا .. فـحرف البغاة معنىً بيِِـنـا
وأعـلنوا أن الذي قد قتله .. ذاك الذي للحرب طوعا حمله
قال :
( كان مقتل عمار – رضي الله عنه - تحولا خطيرا في المواقف ، وكاد جيش معاوية أن ينهزم ، وخاصة أن كثيرا من المقاتلة امتنع عن القتال لما عرف بالعلامة أن البغاة هم قتلة عمار . فما كان من مهندسي الفتن إلا أن بينوا الأمر على غير وجهه ، وقالوا : إن الذي جاء بعمار إلى الحرب هو علي وفئته ، فهي التي قتلته وهي الفئة الباغية وليس جماعة معاوية ، واستمر القتال ) . اهـ .

أقـول :
قد ثبت في الصحيح أن النبي قال : { ويح عمار ، تقتله الفئة الباغية } . وذكر أهلالسير بأن معاوية هو الذي أشار إلى ذلك المعنى ، وهو معنى بعيد عن الصواب ، لكن لا يعني هذا أن يجعل الشيخ المشهور عِرْضَ هذا الصحابي مرتعا يلغ فيه ، ويوسع السب والشتم تصريحا وتلويحا كما تفعله الشيعة ، مما يكشف لنا داخلة سؤ من الشيخ أبي بكر المشهور ) تجاه معاوية صاحب النبي وصهره t ! .

قال ابن كثير في ( البداية والنهاية ) :
( وقال الإمام أحمد : حدثنا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش عن عبد الرحمن بن أبي زياد قال : إني لأسير مع معاوية منصرفه من صفين بينه وبين عمرو بن العاص فقال عبد الله بن عمرو : يا أبه أما سمعت رسول الله r يقول لعمار : [ وَيْحَكَ يا ابْنَ سُمَيَّةَ تَقْتُلُكَ الفِئَةُ البَاغِيَةُ ] . قال : فقال عمرو لمعاوية : ألا تسمع ما يقول عبد الله هذا ؟ فقال معاوية : لا يزال يأتينا بهنة بعد هنة ، أنحن قتلناه ؟ إنما قتله الذين جاؤوا به ) . اهـ .

جاء في ( السيرة الحلبية : 2 / 153 ) :
( .. وفيه أن تلك الفئة التي كان فيها قاتله كان فيها جمع من الصحابة وهم معذورون بالتأويل الذي ظهر لهم ،... وإطلاق البغي عليهم حينئذٍ باعتبار ذلك ، قال بعضهم : وفئة معاوية وإن كانت باغية لكنه بغي لا فسق فيه ، لأنه إنما صدر عن تأويل يعذر به أصحابه ) .

(20) معاوية من ( المضلين عضدا ) :
قال الشيخ المشهور في كتابه ( التليد والطارف : 124 ) عن الإمام علي بن أبي طالب t :
( .. ونصحه المغيرة بن شعبة أن يثبت معاوية على الشام في الإمارة حتى يلتزم الطاعة فأبى ، وقال : إن أقررت معاوية على ما في يده كنت متخذا المضلين عضدا ، ولا يراني الله كذلك أبدا ) !! . اهـ .

قـلت :
ألا تتقي الله في نفسك أيها الشيخ وتكون أمينا في نقلك ! . إن هذا الذي ذكرته قد ذكره ابن كثير في( البداية والنهاية ) لكن ليس بهذا اللفظ وإنما قال :

( وقال معاوية لجرير: إن ولاَّني عليّ الشام ومصر بايعته على أن لا يكون لأحد بعده عليَّ بيعةٍ ، فقال : ابن شعبة أن أولّي معاوية الشام وأنا بالمدينة فأبيت ذلك ] وَمَا كُنْتَ مُتَّخِذَ المُضِلِّينَ عَضُداً [ . )([20]).
فأنت ترى أن عليا t إنما تلا الآية استئناسا لا استدلالا شرعيا يقصد به معنى الآية ، وهذا مثل قول النبي r لعائشة – رضي الله عنها – { إنكن لصواحب يوسف } . وكذا قوله r لعلي بن أبي طالب لما وجده وفاطمة قد ناما عن صلاة الليل : { ألا تصليان } . فقال علي: يا رسول اللّه إنما أنفسنا بيد اللّه ، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا ، فانصرف حين قلت ذلك ، ولم يرجع إلي شيئاً ثم سمعته وهو مولٍّ يضرب فخذه و يقول : ] وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلا ً[([21]) .
فهذه الآية إنما هي في النضر بن الحارث أو أبي بن خلف ، وليس عليا t ، وكذلك ذكر علي للآية ] وَمَا كُنْتَ مُتَّخِذَ المُضِلِّينَ عَضُداً [ يُحمل على ما ذكرنا .

فانظر أيها الشيخ كم من الفرق بين ما ذكرته وبين ما ذكره الحافظ ابن كثير - عليه رحمة الله - ، لتعرف حجم الجناية التي ترتكبها في عرض هذا الصحابي الجليل !! .

فإن كان لا يدري فتلك مصيبة .. وإن كان يدري فالمصيبة أعظم

وإليك أيها الشيخ معتقد أهل السنة والجماعة في هذا الصحابي الجليل t وما ورد في حقه من الآثار الشريفة ، لعلها تحدث في نفسك ذكرا :

قال ابن كثير في كتابه ( البداية والنهاية ) عن سيرة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه :
(1) ( ثم كان ما كان بينه وبين علي بعد قتل عثمان ، على سبيل الاجتهاد والرأي، فجرى بينهما قتال عظيم كما قدمنا ، وكان الحق والصواب مع علي ، ومعاوية معذور عند جمهور العلماء سلفاً وخلفا ً، وقد شهدت الأحاديث الصحيحة بالإسلام للفريقين - أهل العراق وأهل الشام - كما ثبت في الحديث الصحيح : [ تَمْرُقُ مَارِقَةٌ عَلَى خَيْرِ فِرْقَةٍ مِنَ المُسْلِمِينَ ، فَيَقْتُلُهَا أَدْنَى الطَائِفَتَين إِلَى الحَقِّ ] . فكانت المارقة الخوارج ، وقتلهم علي وأصحابه ، ثم قتل علي فاستقل معاوية بالأمر سنة إحدى وأربعين ، وكان يغزو الروم في كل سنة مرتين ، مرة في الصيف ومرة في الشتاء ، ويأمر رجلاً من قومه فيحج بالناس ، وحج هو سنة خمسين ، وحج ابنه يزيد سنة إحدى وخمسين . وفيها أو في التي بعدها أغزاه بلاد الروم وقد تقدم ذلك كله فسار معه خلق كثير من كبراء الصحابة حتى حاصر القسطنطينية ، وقد ثبت في الصحيح : [ أَوَّلُ جَيْشٍ يَغْزُو القُسْطَنْطِينِيَّة مَغْفُورٌ لَهُمْ ] )([22]) .

(2) وقال : ( قد تقدم في الحديث أن الخلافة بعده عليه السلام ثلاثون سنة ، ثم تكون ملكا ً، وقد انقضت
الثلاثون بخلافة الحسن بن علي . فأيام معاوية أول الملك ، فهو أول ملوك الإسلام وخيارهم .. وكان حليماً وقوراً رئيساً سيداً في الناس، كريماً عادلاً شهما )([23]).

(3) وقال : ( ولم يزل مستقلاً بالأمر في هذه المدة إلى هذه السنة التي كانت فيها وفاته ، والجهاد في بلاد العدو قائم ، وكلمة الله عالية . والغنائم ترد إليه من أطراف الأرض ، والمسلمون معه في راحة وعدل ، وصفح وعفو)([24]) .

(4) وروى أبو داود من حديث الثوري عن ثور بن يزيد عن راشد بن سعد المقري الحمصي عن معاوية قال : قال رسول الله r : [ إنَّكَ إنْ تَتَبَّعْتَ عَوْرَاتِ النَّاسِ أَفْسَدْتَهُمْ أَوْ كِدْتَ أَنْ تُفْسِدَهُمْ ] . قال : كلمة سمعها معاوية نفعه الله بها .
قال ابن كثير : ( تفرد به أحمد - يعني أنه كان جيد السيرة ، حسن التجاوز ، جميل العفو ، كثير الستر - رحمه الله تعالى )([25]).

(5) وقال الترمذي : حدثنا محمد بن يحيى حدثنا عبد الله بن محمد النفيلي حدثنا عمرو بن واقد عن يونس بن حلبس عن أبي إدريس الخولاني قال : ( لما عزل عمر بن الخطاب عمير بن سعد عن الشام وولَّى معاوية قال الناس : عزل عمر عميراً وولَّى معاوية ، فقال عمر : لا تذكروا معاوية إلا بخير ، فإني سمعت رسول الله r يقول : [ اللَّهُمَّ اهْدِ بِهِ ] .
قال ابن كثير : ( تفرد به الترمذي ، وعندي أنه ينبغي أن يكون من رواية عمر بن الخطاب ، ويكون الصواب : ( فقال عمر : لا تذكروا معاوية إلا بخير ) ، ليكون عذراً له في توليته له . ومما يقوي هذا أن هشام بن عمار قال : حدثنا ابن أبي السائب وهو عبد العزيز بن الوليد بن سليمان قال : وسمعت أبي يذكر أن عمر بن الخطاب ولَّى معاوية بن أبي سفيان فقالوا : ولَّى حدث السن ، فقال : ( تلومونني في ولايته ، وأنا سمعت رسول الله r يقول : [ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ هَادِياً مَهْدِيّاً وَاهْدِ بِهِ ] . وهذا منقطع يقويه ما قبله )([26]).

(6) قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية ـ يعني ابن صالح ـ عن يونس بن سيف عن الحارث بن زياد عن أبي رهم عن العرباض بن سارية السلمي قال : [ سمعت رسول الله r يدعونا إلى السحور في شهر رمضان : هَلُمَّ إلى الغَدَاءِ المُبَارَكِ . ثم سمعته يقولُ : اللَّهُمَّ عَلِّمْ مُعَاوِيَةَ الكِتَابَ وَالحِسَابَ وَقِهِ العَذَابَ ] .
قال ابن كثير : ( تفرد به أحمد . ورواه ابن جرير من حديث ابن مهدي ، وكذلك رواه أسد بن موسى ، وبشر بن السريّ وعبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح بإسناده مثله. وفي رواية بشر بن السري [ وَأَدْخِلْهُ الجَنَّةَ ] .
ورواه ابن عدي وغيره من حديث عثمان بن عبد الرحمن الجمحي عن عطاء عن ابن عباس قال : قال رسول الله r : [ اللَّهُمَّ عَلِّمْ مُعَاوِيَةَ الكِتَابَ وَالحِسَابَ وَقِهِ لعَذَابَ ] )([27]).
(7) وروى ابن عساكر عن أبي زرعة الرازي أنه قال له رجل : إني أبغض معاوية ، فقال له : ولم ؟ قال : لأنه قاتل علياً ، فقال له أبو زرعة : ويحك إن رب معاوية رحيم ، وخصم معاوية خصم كريم ، فأيش دخولك أنت بينهما ؟ - رضي الله عنهما – ([28]) .

(8) وسئل الإمام أحمد عما جرى بين علي ومعاوية فقرأ : ( تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلاَ تَسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْملونَ ) . وكذا قال غير واحد من السلف .
(9) وقال جرير بن عبد الحميد عن مغيرة قال : لما جاء خبر قتل علي إلى معاوية جعل يبكي ، فقالت له امرأته : أتبكيه وقد قاتلته ؟ . فقال : ويحك إنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم([29]) .

(10) وقال ابن وهب عن مالك عن الزهري قال : سألت سعيد بن المسيب عن أصحاب رسول الله r فقال لي : اسمع يا زهري : من مات محباً لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، وشهد للعشرة بالجنة ، وترحم على معاوية ، كان حقّاً على الله أن لا يناقشه الحساب([30]) .
(11) وقال سعيد بن يعقوب الطالقاني : سمعت عبد الله بن المبارك يقول : تراب في أنف معاوية أفضل من عمر بن عبد العزيز .

(12) وقال محمد بن يحيى بن سعيد : سئل ابن المبارك عن معاوية فقال : ما أقول في رجل قال رسول r : سمع الله لمن حمده ، فقال خلفه : ربنا ولك الحمد . فقيل له : أيهما أفضل ؟ هو أو عمر بن عبد العزيز؟ فقال : لتراب في منخري معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خير وأفضل من عمر بن عبد العزيز([31]) .

(13) وقال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي وغيره : سئل المعافى بن عمران أيهما أفضل : معاوية أو عمر بن عبد العزيز ؟ فغضب وقال للسائل : أتجعل رجلاً من الصحابة مثل رجل من التابعين ؟ . معاوية صاحبه وصهره وكاتبه وأمينه على وحي الله([32]) .

(14) وقال الميموني : قال لي أحمد بن حنبل : يا أبا الحسن إذا رأيت رجلاً يذكر أحداً من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام([33]) .

(15) وقال الفضل بن زياد : سمعت أبا عبد الله يسأل عن رجل تنقص معاوية وعمرو بن العاص أيقال له رافضي ؟ . فقال : إنه لم يجترىء عليهما إلا وله خبيئة سوء ، ما انتقص أحد أحداً من الصحابة إلا وله داخلة سوء([34]) .
وإليك – عزيزي القارئ – إضافات أخرى من أقوال الشيخ ( المشهور ) ـ هداه الله ـ تكشف نزعة التشيع لديه :

(21) غيبة المهدي :
كتب الشيخ المشهور في كتابه ( التليد والطارف : 273 ) فصلا بعنوان : ( ظهور المهدي وغيبته ) ، ثم نقل عن البرزنجي في كتابه ( الإشاعة في أشراط الساعة ) قوله : ( .. ويؤيد هذا ما أورده أبو جعفر محمد بن علي الباقر : يكون لصاحب هذا الأمر غيبة في بعض الشعاب ، وأومأ بيده إلى ناحية ذي طوى ) .

قـلت :
خروج ( المهدي ) آخر الزمان هو من علامات الساعة التي تواترت الأحاديث بشأنه ، وهو حق نؤمن به ، أما أن تكون له ( غيبة ) كما عنون له المشهور ، فهذا من أباطيل الشيعة وأساطيرهم . فالشيعة الإمامية يؤمنون بأن الإمام الثاني عشر الذي هو ( المهدي ) عندهم ، ويعبرون عنه بالحجة ، وأحيانا بصاحب الأمر ، وأحيانا بقائم آل محمد ، قد اختفى ، وجعل له أربعة سفراء بينه وبين الناس ، تجري عبرهم الردود والمراسلات ، وتسمى تلك الفترة بـ ( الغيبة الصغرى ) . فلما مـات آخر السفراء وهـو علي بن محمد السميري ، أعلن أن زمان الغيبة الصغرى قد انتهت ، وأن زمان ( الغيبة الكبرى ) قد بدأت . وهكذا لم تعد هناك أي إمكانية للاتصال به حتى ظهوره ، ولذلك إذا ذكروه قالوا : ( عجل الله فرجه ) ! .

وأنا أسألك أيها الشيخ ، وأرجو أن تكون شجاعا في الجواب :
هل تؤمن ( بغيبة المهدي ) كما تزعمه الشيعة ؟ . إن قلت : لا ، فلماذا تنقل كلامهم مقررا له ؟! . ألا تعي معاني ما تكتب ؟ .

ألا تعلم أيها الشيخ أن معنى ( الغيبة ) عند القوم ، يعني أنه موجود فعلا ، ولكنه غائب مختف في السرداب . بينما عقيدة أهل السنة في ( المهدي ) أنه لم يولد أصلا ، وبالتالي ليس له غيبة على نحو ما تدعيه الشيعة ، ولكنه سيظهر في آخر الزمان ، ومتى أراد الله شيئا هيأ له الأسباب .

ولا بأس أن أذكر لك خرافة الشيعة الإمامية وأسطورتهم عن ولادة ( المهدي ) ، وهو يمثل الإمام الثاني عشر والأخير عندهم ، وكيفية اختفائه ، علما بان الثابت تاريخيا أن الإمام الحادي عشر ( الحسن بن علي العسكري ) لم يكن له أولاد أبدا . ولذلك لما مات ، أعلن أخوه ( جعفر بن علي ) ، ومعه أهل بيته أن الحسن العسكري توفي ولم يخلف ولدا .. وعلى هذا تحولت تركته وميراثه إلى أخيه جعفر بن علي ، وهذا يعني انقطاع الإمامة ، وهي أساس العقيدة الإمامية ، لذلك وقعوا في ورطة شديدة ، إذ لابد أن يكون الإمام التالي من نسل الإمام السابق ، وهم قد أسسوا مذهبهم على اثني عشر إماما . فماذا صنعوا ليستروا كذبهم ؟ . اسمع أيها الشيخ إلى هذه الخرافة :
يقول الدكتور / علاء بكر في كتابه ( عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت ) : ( ادعى الشيعة أنه قبل وفاة الحسن العسكري بأربع أو خمس سنوات .. ولد للإمام الحسن العسكري ولد من أحد جواريه وكان مختفيا . ولهم في ذلك قصة ظريفة جديرة بالذكر :
ذكر العلامة المجلسي في ( جلاء العيون ) ، وفي ( حق اليقين ) رواية تفصيلية من روايات ابن بابويه والشيخ الطوسي _ وهما من أساطين الشيعة _ نقلاها عن بشر بن سليمان بالأسانيد المعتبرة ، خلاصتها :
أن بشرا ( هذا ) كان من خواص الإمام الحسن العسكري ، اشترى له جارية ، أرسله خصيصا لشرائها الإمام العسكري من بغداد ، من سفينة على ساحل النهر ، فيها جواري للبيع . وذكر له من صفاتها أنها داخل حجابها لا تريد أن يشاهدها أحد ، وترفض الذهاب مع أي أحد بأي حال من الأحوال ، فإذا سلمها خطابا _ بعث به معه _ سترضى بالذهاب معه بعد شرائها . ففعل بشر كما أمره ، وجاء بها من بغداد إليه ، فإذا هي حفيدة ملك الروم ، واسمها ( مليكة ) . وكانت قد رأت في منامها المسيح u وجماعة من الحواريين والنبي r ووصيه ( علي ) والأئمة ، فخطب النبي r مليكة من المسيح للإمام الحسن العسكري ، فوافق المسيح بسعادة ، وعقد الزواج .. ثم وقع لها منام آخر أشد غرابة ، إذ جاءتها ( مريم ) _ عليها السلام _ ومعها فاطمة الزهراء وآلاف من الحور العين ، حيث عرفتها مريم بالسيدة فاطمة أم زوجها الحسن العسكري ، فلما طلبت رؤيته قالت لها : كيف يمكن هذا ؟ ، أنت مسيحية مشركة .. فلما سمعت ذلك نطقت بالشهادتين ودخلت في الإسلام .. واستيقظت من منامها على ذلك .. فلما اشتد بها الشوق لزوجها الإمام الحسن العسكري ، صحبت جنودا قادمين من بلادها لقتال المسلمين ، فوقعت في الأسر ، حتى جاءها بشر بن سليمان رسول الإمام الحسن العسكري بخطابه إليها ، واشتراها له ، فكانت جارية من جواريه .. وولدت له الإمام الثاني عشر .. وظلت ولادته مخفية غير ظاهرة .. وظل المولود مختفيا عن الأنظار .
فلما مات والده الحسن العسكري اختفى الطفل الصغير وغاب ، وعمره أربع أو خمس سنوات . وبطريقة إعجازية أخذ معه كل المتاع الخاص بأئمة الشيعة الذين سبقوه ، والذي ظل ينتقل من علي بن أبي طالب إلى كل إمام من الأئمة على التوالي ، حتى وصل في نهاية الأمر إلى الحسن العسكري . ويتضمن المتاع : القرءان الكامل الذي جمعه وكتبه علي بن أبي طالب ، وصحف الأنبياء السابقين في شكلها الأصلي ، ومنها التوراة والإنجيل والزبور ، ومصحف فاطمة ، والجفر ، والجامعة ، ومعجزات الأنبياء السابقين ، ومنها قميص آدم ، وعصا موسى ، وخاتم سليمان ، وغير ذلك )([35]).

أقـول :
كيف حمل طفل صغير كل ذلك المتاع واختفى به في السرداب ؟ . وكيف ظل هذا الإمام حيا مختفيا منذ ولد إلى آخر الزمان ؟!.
إنني أنصح ( المشهور ) أن يحسن قراءة التاريخ حتى لا تزري به كتبه عند طلبة العلم !! .

(22) لا خلاف بين عقائد أهل السنة وعقائد الشيعة :
قال الشيخ المشهور في كتابه ( الأبنية الفكرية : 38 ) :
( .. ويرى السيد الشاطري في ( الأدوار ) أن مذهب أهل السنة لا يختلف عن عقائد أئمة آل البيت النبوي ، وهذا يؤيد القول لآنف أن أئمة آل البيت حيثما كانوا وعلى أي مذهب من مذاهب الإسلام المجمع عليها ، يمثلون الإمامة كمرتبة ومقام اجتهادي ، وإلى هذا يعني قول السيد الشاطري . إذ لا تنافي بين عقيدة أئمة آل البيت القدماء وبين عقيدة أهل السنة ، كما تصرح بذلك الكتب المختصة ، اللهم إلا إن كان في مسائل معروفة .. ) . اهـ .

أقـول :
( أولا ) : هذا الموضوع ليس لأحد أن يختزله بهذه الطريقة المصغرة التي ذكرتها أيها الشيخ ! . إن غالبية الأمة في هذا الزمان من العوام وغيرهم ، يرون أن أئمة آل البيت ( القدماء ) في عقائدهم ، بأنهم على نفس ما هو عليه الفكر الشيعي الإمامي اليوم ، من غلو وباطنية وشرك . بينما يرى الباحثون والمحققون أن ما ينسب إليهم هو مكذوب عليهم ، وضعته الزنادقة والملاحدة ، وقد تبرأ الأئمة -y - منها ، إلا أن الفرق الضالة تمسكت بعقائدها ، ونسبت لأئمة البيت مقالات كلها زور وبهتان ، ليثبتوا عقائدهم الضالة في الأمة ، ويحرفوا ما ورد عن الأئمة من التبرؤ منها ، بأنها خرجت منهم من باب التقية .
وقد ارتبطت حياة كل إمام منهم بظهور فرق عاصرته وانتسبت إليه وغالت فيه . ومن أمثلة ذلك :
1) غلو السبئية في علي بن أبي طالب .
2) انتساب الكيسانية والمختارية إلى محمد بن الحنفية .
3) انتساب الهاشمية إلى أبي هشام عبد الله بن محمد بن الحنفية .
4) معاصرة الخطابية والنعمانية لحياة الإمام الصادق .
5) معاصرة المنصورية والمغيرية لحياة الإمام الباقر .
6) انتساب الإسماعيلية الباطنية إلى الإمام إسماعيل بن جعفر الصادق .
7) ظهور الإسحاقية والنصيرية في حياة الإمام أبي الحسن العسكري .

وبناء على ما سبق ، فأي عقيدة لأهل البيت تقصده أيها الشيخ ( المشهور ) بأنه لا خلاف بينه وبين عقيدة أهل السنة ؟ . أهي العقائد الباطلة المنسوبة لهم ، والتي يدين بها الرافضة الإمامية والإسماعيلية الباطنية وغيرهم من الشيعة اليوم ؟ ، أم العقيدة النقية الصافية التي كانوا عليها على ما هو مذهب السلف وأهل الحديث في عقيدتهم بالله والرسل والملائكة والكتب واليوم الآخر والقدر ؟ .
إن كنت تقصد الثاني – أي أن عقيدة الأئمة هي عقيدة السلف - ، فلماذا هذا الضجيج المفتعل منك لإبراز منهج أهل البيت بأنه متميز عن غيره ؟! . بينما النقطة المهمة التي يجب توضيحها هي هل أتباع منهـج ( أهل البيت ) اليوم هم على منهج الأئمة y ، أم سقطوا في العقائد الضالة التي نسبت للأئمة زورا وبهتانا ؟؟ .
أنت أيها الشيخ – هداك الله – تدعو بنفسك إلى منهج منحرف عن منهج السلف ، وتنادي بالعودة لمنهج أهل البيت ، لكن للمنهج المنحرف الذي لم يقل به الأئمة من أهل البيت ، وقد ناقشت كثيرا من تلك الانحرافات في كتابي ( التوضيحات الجلية في بيان فساد منهج المدرسة الصوفية الحضرمية ) بما يغني عن إعادته فراجعه .
ثم سل نفسك أيها الشيخ ، هل أحد من الأئمة كان يقول بمفهوم ( القطبية ) ، و ( التصرف في الكون ) ، و( العلوم اللدنية ) ، و ( الظاهر والباطن ) ، أو الدعوة إلى ( تقديس القبور ) ، وغيرها كثير من الأفكار الضالة الغريبة على الإسلام ، مما سطرته في كتبك ومؤلفاتك ، وسبق مناقشتها ؟!.

إذن :
إن كنت تريد أيها الشيخ أن تدعو لعقيدة أئمة آل البيت ( القدماء ) فعليك بالعقيدة السلفية ، عقيدة أهل الحديث ، لأنها هي عقيدة الأئمة ، ودع عنك الشعارات الوهمية للدعوة إلى منهج أهل البيت .

خـذ ما تـراه ودع شيئا سمعت به .. في طالع الشمس ما يغنيك عن زحل

واعلم أيها الشيخ أن أي دعوة لمنهج ( أهل البيت ) إنما هي دعوة للتشيع . وقد تستر كثيرون من دعاة التشيع خلف هذه الشعارات ، وإني لأرجو أن لا تكون مستدرجا من حيث لا تعلم للتبشير بهذا الفكر ! .
ثم إن قولك السابق : ( إذ لا تنافي بين عقيدة أئمة آل البيت القدماء وبين عقيدة أهل السنة ، كما تصرح بذلك الكتب المختصة ، اللهم إلا إن كان في مسائل معروفة .. ) ، هو نفس كلام ( دعاة التقريب ) بين السنة والشيعة !! ، وهي دعوة مشبوهة ، الهدف من ترويجها هو التبشير بالفكر الشيعي بين أوساط أهل السنة .

( ثانيا ) : قولك أيها الشيخ : ( أن أئمة آل البيت حيثما كانوا وعلى أي مذهب من مذاهب الإسلام المجمع عليها ، يمثلون الإمامة كمرتبة ومقام اجتهادي ) ، هو جناية عظيمة على كتاب الله وسنة نبيه r ومنهج السلف الصالح . أتدري لماذا ؟ .
لأن جميع كتب الشيعة باستثناء ( الزيدية ) يرون مرتبة ( الإمامة ) هي مرتبة ( العصمة ) . فكيف يجتهد من هو معصوم ، بل ينزل عليه الوحي ؟! . فاسمع ماذا يقولون :

(1) الأئمة عندهم علم الغيب :
قال الكليني في ( الكافي : 1 / 260 ) :
( وعن أبي عبد الله - - u قال : ورب الكعبة ، ورب البنية – ثلاث مرات - ، لو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أني أعلم منهما ، ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما ، لأن موسى والخضر – عليهما السلام - أعطيا علم ما كان ، ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة ، وقد ورثناه من رسول الله r وراثة )([36]) .

(2) الأئمة تنزل عليهم الملائكة والوحي :
وعنون محمد بن الحسن الصفار – وهو من أقدم علماء الشيعة – بابا بعنوان : ( الباب الخامس عشر : في الأئمة – عليهم السلام – أن روح القدس يتلقاهم إذا احتاجوا إليه )([37]) .

(3) الأئمة عندهم علم الأنبياء :
قال الكليني في كتابه ( الكافي : 1 / 244 ) :
( عن أبي عبد الله قال : إن داود ورث الأنبياء ، وإن سليمان ورث داود ، وإن محمدا r ورث ،وإنا ورثنا محمدا r ، وإن عندنا صحف إبراهيم وألواح موسى )([38]).

(4) عصمة الأئمة وإحاطتهم بالعلوم :
قال الكليني في ( الكافي ) :
( وعن أمير المؤمنين u أنه قال : إن الله – تبارك وتعالى – طهرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه وحجة في أرضه )([39]).
ويقول ( الخميني ) – الهالك – في كتابه ( الحكومة الإسلامية ) :
( .. الأئمة لا نتصور فيهم السهو أو الغفلة ، ونعتقد فيهم الإحاطة بكل ما فيه مصلحة المسلمين ) .

إذن :
ليس مفهوم ( الإمامة ) هو بمعنى ( الاجتهاد ) كما تحاول أن تقرره ، وإليك هذه الشهادة الهامة من الملحق الخاص لـ( فرع الدراسات وخدمة التراث لرباط التربية الإسلامية بعدن ) ذي المنهج الصوفي ، والذي ترعاه بنفسك ، في ملحقه على كتابك ( الأبنية الفكرية : 81 - 83 ) ، حيث جاء فيه :
( .. وأول من كتب في هذا المضمار من المتأخرين الإمام المؤرخ العلامة السيد / عبد الرحمن بن عبيد الله في الموضوع ، في رسالة سماها ( نسيم حاجر في مذهب الإمام المهاجر ) ذهب فيها إلى أن الإمام المهاجر إمامي بمعنى الإمامة الباطنة ، التي هي بمقام القطبانية ، الذي توارثه آل البيت عن سيدنا علي - t - ، ... ثم أردف الإمام ابن عبيد الله رسالته ( نسيم حاجر ) برسالته الثانية ( سموم ناجر في الرد على إثمد البصائر ) .. ومفادها التأكيد على ما عناه في رسالته الأولى ، وأنه في ( نسيم حاجر ) إنما عنى الإمامة المتوارثة في آل البيت كمقام روحي ( القطبانية ) .
ومما قاله في آخر ( سموم ناجر ) – مخطوط - : وقد راجعت في ذلك – أي الإمامة بمعنى القطبانية – أخانا الذي انتهت إليه رئاسة الإرشاد في تريم ، السيد علوي بن شهاب الدين ، فقال : إن ذلك مما أصفقوا عليه – أي أجمعوا – ولا حاجة للتأليف في ذلك ) . اهـ .

أقـول :
إذا كنتم تؤكدون على أن مرتبة ( الإمامة ) هي بمرتبة ( القطبانية ) هربا من أن ترموا بالتشيع ، فإن حالكم أشبه بحال المستجير من الرمضاء بالنار !! .

هل تعرف أيها الشيخ ( المشهور ) والإخوة في فرع الدراسات وخدمة التراث ما معنى ( القطبية ) ؟ . ليس هناك من فرق بين مفهوم ( القطب ) عند الصوفية ، ومفهوم ( الإمام ) عند الشيعة الإمامية . فالشيعة يجعلون من ( الإمام ) إلها من دون الله يعبد ، وما ذلك إلا لما وصفوه من صفات الكمال التي لا ينبغي أن يوصف بها أحد إلا لله ، وأنتم معشر ( الصوفية ) أوصلتم القطب إلى مرتبة الربوبية والألوهية لما أطلقتم عليه من الصفات .

يقول العلامة ابن خلدون في ( مقدمته ) : ( .. وظهر في كلام المتصوفة القول بالقطب ، ومعناه رأس العارفين ، يزعمون أنه لا يمكن أن يساويه أحد في مقامه حتى يقبضه الله ، ثم يورث مقامه لآخر من أهل العرفان .. وهو بعينه ما تقوله الرافضة في توارث الأئمة عندهم ، فأنظر كيف سرقت طباع هؤلاء القوم هذا الرأي من الرافضة ودانوا به ، ثم قالوا بترتيب وجود الأبدال بعد هذا القطب ، كما قال الشيعة في النقباء ) .
وأنت بنفسك أيها الشيخ ( المشهور ) قد قدمت بالثناء العاطر والمديح الفاخر لرسالة أحد تلاميذكم المتصوفة ، وهو الأخ / أحمد بن عبد اله بن شهاب ، والتي هي بعنوان ( التعرف على التصوف ) ، جاء فيها – وأرجو أن تتأمل هذا جيدا – قوله عن ( القطب ) :

( القطب : هو أكمل إنسان ممكن في مقام الفردية أو الواحد الذي هو موضع نظر الله في كل زمان ، تدور عليه أحوال الخلق ، وهو يسري في الكون وأعيانه الباطنة والظاهرة سريان الروح في الجسد ، ويفيض روح الحياة على الكون الأعلى والأسفل ) .
فأي فرق بين هذه الأوصاف ( للقطب ) ، وبين أوصاف ( الإمام ) عند الشيعة ؟

والعجب كل العجب من تزكيتك أيها الشيخ لهذا الكتاب ، وفيه ما فيه من الطوام ، ومباركتك له قائلا :
( فقد اطلعت على ما رقمته أنامل السيد الفاضل / أحمد بن شهاب وقد أجاد وأفاد ، وجمع من الفوائد العلمية والنقولات ا لتاريخية ما يضعنا أمام لبنة هامة من لبنات العمل الجاد لتوثيق تراثنا المبارك ... ولهذا نرى أن تحفظ من هذه الأعمال صورة في ملفات قسم الدراسات والبحوث بتريم .. وخاصة أن لدى المذكور أعمال أدبية وعلمية وثقافية ، وأخرى تحتاج إلى الإبراز والإظهار ليتمكن الذهن من زيادة الإثراء ، وهذا ما نأمله في كل باحث ومفكر ) .

والآن :
لماذا هذا التحريف والتلبيس للمفاهيم والمصطلحات ، أيها الشيخ ( المشهور ) ؟!. ولماذا هذه الجعجعة والضجيج لنشر مفاهيم خاطئة لفرق ضالة ؟ ! . أليس فينا كتاب ربنا وسنة نبينا ؟ ، فماذا نخسر لو تمسكنا بهما ، وماذا نستفيد لو تركناهما ؟ .

قـال المنجم والطبيب كلاهما .. لا تحشر الأموات قلت إليكمـا
إن صح قولكما فلست بخاسر.. أو صح قولي فالخسار عليكما

(23) الاحتفال بيوم ( غدير خم ) وغيره لا بأس به :
قال الشيخ ( المشهور ) في كتابه ( الأبنية الفكرية : 50 – 52 ) :
( ليس لسلفنا أي شعار من فرح أو حزن في الأيام التالية : 18 ذي الحجة ( يوم غدير خم ) ، يوم عاشوراء ، يوم كربلاء ، وغيرها من الأيام ذات المناسبات المتعلقة بأحداث آل البيت النبوي ) .

قـلت :
وهذا كلام حق ، إذ لا نعرف عنهم ذلك . لكن الذي ننبه عليه هو قولك أيها الشيخ عن الأيام التي ذكرتها بأنها ( ذات مناسبات متعلقة بأحداث آل البيت النبوي ) . فإن كان يوم ( كربلاء ) فهو يوم حقيقي سطره التاريخ . أما يوم ( غدير خم ) فهو يوم مكذوب من أكاذيب الشيعة ، ليس له حقيقة . فكيف تنسبه بأنه من الأحداث المتعلقة بآل البيت النبوي ؟ .
فهل تراه كذلك ، وإن كنت لا تحتفل به ؟ .

الجواب : ذكرت في كتابك السابق ( في الحاشية ) قولك :
( سلفنا الصالح يرون أن أحقية الاقتداء إنما تكون لما ثبت عن الرسول r ، ولا أثر عندهم لما يقع من الحوادث التاريخية في مسألة الفعل والترك ، فإذا كان قوم لا يحتفلون بعيد الفطر لأن فيه مناسبة مقتل فلان ، ولا يحتفلون بعيد الأضحى لأن احتفالهم بيوم غدير خم ، فسلفنا لا يقولون بهذا ، إذ أن النص مقدم على الاختيار . ولا بأس بمن أراد أن يبرز مقام الإمام أو أحدا من ذريته ، دون تعطيل سنة نبوية أو معارضته مشروعيتها ، فالمسألة اختيار لا وجوب شرعي ) .

أقـول :
أسلوبك هذا ركيك في تقرير ما تريد ، وخبرتي مع كتبك وأسلوبك ، يوحي بأنك حذر جدا أن تكشف صراحة عما تريد . والذي أنبّه عليه هو قولك : ( ولا بأس بمن أراد أن يبرز مقام الإمام أو أحدا من ذريته ، دون تعطيل سنة نبوية أو معارضته مشروعيتها ، فالمسألة اختيار لا وجوب شرعي ) .
فقولك ( ولا بأس ) أليس هو فتح للباب لمن أراد أن يحتفل ( بيوم الغدير ) أو غيره من المناسبات ؟. وترك أسلافك للاحتفال به لا يعني عندك أنه ممنوع ، لأنك ترى أن مسألة الفعل والترك لا يتعلق به منع ولا وجوب إلا ما ثبت به نص عن الرسول r و لا يوجد هنا ، وهذا يفسر لنا قولك : ( سلفنا الصالح يرون أن أحقية الاقتداء إنما تكون لما ثبت عن الرسول r ، ولا أثر عندهم لما يقع من الحوادث التاريخية في مسألة الفعل والترك ) .

إذن : لا بأس بجميع الاحتفالات المبتدعة عندكم وعند غيركم إذ لا نص فيها صراحة عن النبي r عندكم ، وهنا يصير الأمر واضحا أنه لا مانع من احتفالات الشيعة ( بيوم الغدير ) وغيره من المناسبات عندهم إن أرادوا أن يبرزوا من احتفالهم ذلك مكانة الإمام علي أو غيره من الأئمة ، وكذلك ما تفعلونه أنتم من المناسبات الحولية للأولياء كما تزعمون . فالمسألة عندكم اختيارية ، لا حظر ولا إيجاب ، ولذلك قلت في خاتمة كلامك : ( فالمسألة اختيار لا وجوب شرعي ) .
أما ما تخلل في ثنايا كلامك من قولك : ( دون تعطيل سنة نبوية أو معارضته مشروعيتها ) فهذا تلبيس منك لذر الرماد في عين المعارض لكم ، فالسنة تستدلون بلفظها وتحرفون جوهرها !! .

ولا بأس أن أذكر للقارئ العزيز ما هو ( يوم الغدير ) الذي يدعو الشيخ ( المشهور ) إباحة الاحتفال به ، لنعرف النزعة الشيعية لديه ، سواء كان يدري أو لا يدري .

فإن كان لا يدري فتلك مصيبة .. وإن كان يدري فالمصيبة أعظم

( يوم الغـدير ) :
يذكر الشيعة في أدلتهم التي يزعمون أنها تنص على إمامة علي بالتعيين حديث ( غدير خم ) ، ويقولون فيه :
( لما رجع النبي r من حجة الوداع ، نزلت عليه في الثامن عشر من ذي الحجة آية ] يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ [ فنزل ( غدير خم ) من الجحفة ، ووقف هناك حتى لحقه من بعده ، ورد من كان تقدم ، ونادى بالصلاة جامعة ، فصلى الظهر ، ثم قام خطيبا ، فكان من خطبته : { أيها الناس ، الله مولاي ،وأنا مولاكم ، فمن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه . اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأحب من أحبه ، وأبغض من أبغضه ، ثم قال : اللهم فاشهد . ثم لم يفترقا رسول الله r وعليّ حتى نزلت هذه الآية ] الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ [ . فقال رسول الله r : الله أكبر على إكمال الدين ، وإتمام النعمة ، ورضا الرب بالرسالة لي ، والولاية لعليٍٍٍٍّ } !! .

أقـول :
هذا الكلام لي معه وقفات إذ ليس هذه الرواية حديثا واحدا ، بل هي روايات مختلفة لفقوا بينها للتدليس ، حتى يظن السامع والقارئ أنها نسيج واحد ، بينما الحق أن لكل واحدة منها سبب ، وإليك بيان ذلك :
( أولا ) : الوارد في سبب نزول الآية : ] يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ... [ الآية ، أن الرسول r كان إذا خرج في غزوة انتدب بعض أصحابه لحراسته ، حتى كان ذات ليلة ، فأنزل الله تعالى : ] يا أيها الرسول بلغ .. [ فأخرج رأسه من قبة خيمته ، وقال : { يأيها الناس انصرفوا ، فقد عصمني الله } . فلم يتخذ بعد ذلك حارسا ، حتى إنه سل أحد المشركين سيف النبي r وهو نائم وأراد قتله ، فعصمه الله .

( ثانيا ) : الشيعة يزعمون أن النبي r أوقف الناس في ( الجحفة ) لأنه مفترق طريق الحجيج ، ليبين لهم التنصيص على خلافة ( علي ) بعده . وهذا باطل !! . فإن ( الجحفة ) تبعد عن مكة ( 250 كم ) تقريبا ، فكيف مع هذا البعد تكون مفترقا للحجيج ؟ ! .
بل الصحيح أنه r إنما رجع في أهل المدينة خاصة دون بقية الناس ، وكان من عادته r الاستراحة في السفر ، ليلحق به من تخلف . فحط رحله في ( غدير خم ) . وليس توقفه هناك لأجل بيان خلافة ( عليّ ) !! .

( ثالثا ) : كان النبي r قبل توجهه إلى حجة الوداع أرسل ( عليا ) t إلى اليمن لجمع الصدقات ، فوافاه علي بعد جمعها في مكة ليحج معه r ، وقد وجد الناس الذين ساروا مع عليّ t شدة في منعهم من استعمال شئ من الصدقات ، فشكوه إلى النبي r في جلسة راحته في ( غدير خم ) فقام النبي r ووعظهم ( ليبين صواب فعل عليّ في حفظ الصدقات ) ، وكان مما قال : { من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه } . لأن علبا t كان عامله على الصدقة ، فالأمر يخص أهل المدينة ، حتى لا يوقر شئ في قلوبهم من عليّ t .

( رابعا ) : قولهم في روايتهم : { .. وانصر من نصره ، واخذل من ... } إلخ ، هي زيادة مكذوبة([40]) .
( خامسا ) الجزء الأخير من روايتهم ملفق مكذوب أيضا !! – أي ( أنهما لم يفترقا رسول الله r وعليّ حتى نزلت الآية ] اليوم أكملت لكم دينكم .. [ .
وهذه الآية إنما نزلت في ( عرفة ) قبل يوم الغدير بأيام ، وهذا لا مجال للتشكيك فيه ، وهو في الصحيحين([41]).

( سادسا ) : معنى { مولاه } في الحديث من ( الموالاة ) وهي المحبة والمؤازرة والنصرة ، لا كما تزعم الشيعة أنه بمعنى ( واليه ) من الوالي . فإنه خلاف اللغة ، قال تعالى ] فإن الله هو مولاه وجبريل .. [ .

هذا هو ( يوم الغدير ) الذي تعظمه الشيعة في كل مكان ، لما يزعمون أنه يوم أخذ فيه النبي r البيعة بالخلافة لعلي t من جميع الصحابة ، وقد كشفنا لك زيفهم .
فهل يليق بعد هذا أن يفتح الشيخ ( المشهور ) – هداه الله - الباب للاحتفال به وبغيره من المناسبات الباطلة ؟ ! .

وختاماً :
أرجو أن أكون قد وفقت في النصح والبيان للشيخ ( أبي بكر المشهور ) أولا ، ثم للمحبين له ثانيا ، كما أرجو من الشيخ أن يفسح صدره لهذه المؤاخذات ، التي مقصدنا فيها بيان الحق ، وليعذرنا الشيخ إن كان في ما أوردناه قسوة ، فإن نصيحتي له هي استجابة لدعوة الشيخ نفسه بأن يُسدى له النصح حين قال في كتابه ( تقليب الأرض الخاشعة : 6 ) :

( .. ولعلي أحوج الناس إلى النصيحة والاستفادة ، وشاني كذلك .. وإني أستمد التوجيه من كل مؤمن موجود ضمن دائرة الوجود حسا كان أو معنى ، قاصٍ كان أو أدنى ) . اهـ .
وقال في كتابه ( شروط الاتصاف : 15 ) :
( ونحن في هذا البحث نقف إن شاء الله على حد الاعتدال في كافة المسائل المتناولة ، كما هو شأن أهل السنة والجماعة الذين يتخذون من الدليل حجة لهم وعليهم ، ويسعون إلى إعذار الأمة لا إلى إحراجها ، كما لا نألو جهدا في دمغ الأوجه السلبية والشذوذ أيا كان منبته ومرتعه ، ولن نغمط حقا لعبد من عباد الله .. ) . اهـ .

وأطلب من الشيخ أن يقرّ عيناً بأننا نعرف لأهل البيت حقهم وقدرهم ونتقرب إلى الله بحبهم لكن لـمن عمل منهم بسنة جده ( المصطفى ) r وجانب البدعة والهوى ، فالنسب بحد ذاته لا يمكن أن يكون كافياً لتحصيل تلك المزية والمنقبة وذلك الفضل ، إذ لو كان كافياً لنفع أبا لهب وأبا طالب ، فلا بد أن يضاف إليه الإيمان والعمل الصالح ، فالقرب من النبي كما أنه تشريف ، فهو تكليف أيضاً ، لكن الواقع المشاهد لبعض المنتسبين لآل البيت ، من الذين بدلوا وغيروا وحرفوا ، وصاروا دعاة للضلالة ، ناصرين للبدعة ؛ فهؤلاء لا حب لهم ولا كرامة ، بل حقهم الكراهية والبغض والبراءة والعداوة ، كما هو مقرر في باب الولاء والبراء ، فتسري عليهم أحكام الشريعة ، كما تسري على غيرهم ، في حين أن الأمر في حقهم أشد وأقبح !! .
وأسال الله تعالى أن يوفقنا جميعا لما فيه تحصيل العلم النافع والعمل به والدعوة إليه على بصيرة ، وأن يجمعنا على الحق والهدى ، إنه القادر على ذلك وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .


الهوامش :
==============
1) السنة للخلال : 3 / 500 .
2) النواصب : هم الذين عادوا أهل البيت وناصبوهم العداء ؛ فوقع منهم السب والشتم والإيذاء ، وأشقاهم ابن ملجم قاتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
[3] ) الشيعة الإسماعيلية رؤية من الداخل : 44 ، لعلوي طه الجبل .
[4]) رواه الإمام أحمد في المسند ( 5/ 382 ) ، وصححه الشيخ الألباني في ( صحيح الجامع ) .
[5]) عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت : 2 / 13 ، 14 ) .
[6] ) المناصرة والمؤازرة : 30 ، 31 ، لأبي بكر المشهور .
[7] ) المناصرة والمؤازرة : 15 ، لأبي بكر المشهور .
[8]) المناصرة والمؤازرة : 31 ، لأبي بكر المشهور .
[9] ) يعتبر كتاب ( الكافي من أوثق كتب الشيعة مطلقا ، ويزعمون أن الإمام الغائب قال فيه : ( الكافي كاف لشيعتنا ) .
[10] ) أصول الكافي : 1 / 113 . للكليني .
[11] ) أصول الكافي : 1 / 193 .
[12] ) أصول الكافي : 1 / 195 .
[13] ) كمال الدين وتمام النعمة ، ( باب العلة التي من أجلها يحتاج إلى الأمام ، 1 / 207 ) لابن بابويه القمي .
[14]) انظر ( البداية والنهاية : 5 / ) لابن كثير .
[15]) الفكر والمجتمع في حضرموت : 177 ، 178 ) .
[16] ) الفكر والمجتمع في حضرموت : 200 – 204 ) .
[17]) ( وجاء دور المجوس : 77 ) للدكتور / عبدا لله محمد الغريب .
[18]) البداية والنهاية :
[19] ) عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت : ( 1 / 101 ) للدكتور علاء بكر .
[20] ) البداية والنهاية :
[21] ) أخرجه البخاري ومسلم والإمام أحمد .
[22] ) البداية والنهاية :
[23] ) البداية والنهاية :
[24] ) البداية والنهاية :
[25] ) البداية والنهاية :
[26]) البداية والنهاية :
[27]) البداية والنهاية :
[28] ) البداية والنهاية :
[29] ) البداية والنهاية :
[30] ) البداية والنهاية :
[31] ) البداية والنهاية :
[32] ) البداية والنهاية :
[33] ) البداية والنهاية
[34] ) البداية والنهاية :
[35] ) عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت : ( 288 ، 289 ) .
[36] ) عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت : 1 / 318 ، 319 ) .
[37] ) بصائر الدرجات الكبرى ، للصفار . انظر ( عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت : 1 / 321 ) .
[38] ) عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة وأهل البيت : 1 / 323 ) .
[39] ) (2) المصدر السابق : 1 / 331 ) .
[40] ) انظر ( السلسلة الصحيحة ، رقم ـ 1750 ـ ) للشيخ الألباني .
[41]) انظر : ( بخ : 4606 ، م : 3017 ) .


لا تنسونا من صالح دعائكم ....

منقول للفائدة ....
التوقيع :



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



 
قديم 03-19-2010, 08:45 AM   #2
محمد التميمي
حال متالّق

افتراضي

احذف قبل الفتنه
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 03-19-2010, 08:56 AM   #3
محب الشبامي
حال جديد

افتراضي

الموضوع لازم يقفل وبعدين يحذف
وينكم يامشرفون
وشكراااااااااااااااااااااااااا
 
قديم 03-19-2010, 03:15 PM   #4
ابو محمد التريمي
حال جديد

افتراضي

هداك الله اخي
 
قديم 03-19-2010, 05:07 PM   #5
عاشق الجوهره
حال قيادي
 
الصورة الرمزية عاشق الجوهره

افتراضي

هولا ادوات فتنه انذروهم واذا تمادوا اوقفوهم عن المشاركه
التوقيع :


تطاول الليل علينا دمون
دمون إنا معشر يمانيون وإنا
لأهلنا محبون


[email protected]
 
قديم 03-19-2010, 05:29 PM   #6
الصاعقه!!
حال نشيط

افتراضي

تفاهات وهرطقات وتدليس يدسون بين كلام الشيخ ابوبكر المشهور كلام الشيعة الاثني عشريه ليوهموا الناس انه من كلامه وانه من مؤيديهم!خسئتم فلن تتعدوا قدركم!الناس اذكى من ان تستخفوا بعقولهم.عودوا الى الحق وانصروا الاقصى
بدلا من اشغالنا بكلامكم الفارغ الذي ليس منه اية فائده. واعلموا ان تحرير الاقصى لن يتم بتكفيرنا لبعضنا بل بتوحدنا معا ضد عدو واحد هذا اذا اعتبرتم ان لكم اصلا عدو!ولكني لااراكم سوى حربا على المؤمنين والمسلمين وسلما على اليهود!.ولتعلموا ايضا بان صلاح الدين الايوبي وقطز رحمهما الله تعالى واسكنهما فسيح جنانه لم يحررا فلسطين بالهذر الفارغ بل بالسيف والاستعداد للعدو.فأين انتم من نصرة الاقصى؟ وماذا فعلتم لتحافظوا عليه من الانهيار غير الثرثره السخيفه؟
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas