المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الحوار السياسي
سقيفة الحوار السياسي جميع الآراء والأفكار المطروحه هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


ليبيا و القذافي و الثوار و الناتو و ...

سقيفة الحوار السياسي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-25-2011, 12:59 AM   #1
نجد الحسيني
شخصيات هامه

افتراضي ليبيا و القذافي و الثوار و الناتو و ...

بـسم الله والحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده،

ربما اختلف معي كثيرون حول رؤيتي للثورة في ليبيا التي تختلف جملة وتفصيلا وأقوالا وأفعالا عن سائر شقيقاتها من الثورات في وطني العربي الكبير..
فما جرى في تونس وفي مصر واليمن وسوريا كانت وما تزال ثورات شعبية .. انتفض جراءها الشعب العربي بعضه أو جلّه لينفض عن كاهله غبار الظلم والجور من أولئـك الحكام الذين طال مدى جورهم وظلمهم من بعدما جثموا على صدره سنين وعقود بلغت قرنا أو بعض قرن حتى كادت أنفاسه أن تحبس في رئتيه ونبضات قلبه أن تتوقف بين ضلوعه..
بدأت الثورة الليبية ثورة شعبية في البيضاء وبنغازي من خلال تجمعات وتظاهرات المحاميين ومعهم أفراد الشعب أمام مبنى المحكمة في بنغازي يوم 17 فبراير 2011، ولم تستمر لأكثر من يومين أو ثلاثة حتى اختفت معالمها وتحولت إلى تمرّد مسلّح صارخ أفقدها بريق ونجاعة "سلمية .. سلمية..." وهو الشعار الفتّاك الذي تسلّح به التوانسة والمصارية واليمانية واهل الشام في سوريا.
وقد جرت الأمور بسرعة على نحو لا يسرّ حبيب أو صديق.. تدخل الناتو عدو العرب والمسلمين الأول في العراق وفي أفغانستان وسائر بلاد العرب وديار الإسلام.. ففي ليبيا من الثروات والخيرات ما يسيل لها لعاب الأعداء.. وللأسف فقد جاء هذا التدخل المعتدي السافر بتفويض ومشاركة من بعض الدول العربية التي صدقت وصدقنا معها بأن القذافي وجنوده يقصفون الشعب بالطيارات والراجمات والصواريخ وهو ادعاء لا دليل عليه ولم تستطع إثباته أية دولة أو إذاعة أو تلفزيون أو صحافة أو صور بل ما ثبت كان العكس تماما وهو أن القصف قد وقع على مخازن السلاح والذخيرة التي خلفها الجيش الليبي وراءه أثناء الانسحاب خشية أن تقع تلك الأسلحة والذخائر بأيدي الثوار والمتمردين والخارجين على القانون على حدّ سواء.
هذا كلّ ما استطاعوا اثباته بعد أن تثبتوا من حقيقته. لـكن سبق السيف العذل من بعد أن بيّت الأمر بليل.
لست مع القذافي فهو بنظري ظالم كباقي اخوته الذين تسلطوا على بعض الأقطار في هذه البلاد وتحكموا وبنيهم وأقاربهم في أقوات العباد.
وما شجعني على كتابة مقالي هذا في مقامي هذا إلا من بعد ما قرأت للشيخ الدكتور طـه حامد الدليمي آخر مقالاته تحت عنوان: "نعم .. زحفت الملايين ولكن .. في الاتجاه الآخر".. وهو مقال صائب وصادق ومخلص ورائع بكلّ ما تحمله الأوصاف من معاني. لقد سحرتني بلاغة الشيخ الدليمي .. والشيخ الدكتور طـه الدليمي عروبي قح واسلامي سنّي صح.. هو غني عن التعريف وهو شخصية معروفة غير مجهولة عند معظم الناس.. وإلى الذين يشاهدون قنوات صفا والبيان ووصال قد علموا من هو هذا الشيخ العروبي الذي سلّ حسامه على الشعوبيين وعرفوا من هو هذا الشيخ الذي شهر سيفه على الرافضة من الصفويين..
بعض الناس قد رجمت القذافي بالكفر والله أعلم بالكافرين من المؤمنين.
واتهمه بعضهم بأنه شيعي وفاطمي و... و...
ولله درّ الشيخ الدليمي عندما أصاب الرأي بطرح تساءلاته عمّا صبغه القذافي على نفسه أو صبغته الناس عليه بقوله:
"لكن هل كان الرجل يتبنى العنوان بمعناه الديني العقائدي؟ أم بمعناه التاريخي القومي كتراث يعتز به."
وقد قصد الشيخ الدليمي بالمعنى التاريخي القومي .. قلعة المعز ، الأزهر الشريف ، مدينة القاهرة الكبرى (قاهرة المعزّ)... الخ،
هل رأيتم يا سادتي أو سمعتم أن صفويا مجوسيا يسمّي ابناءه سيف العرب (رحمه الله تعالى) و سيف الإسلام و هانيبال أول عربي فينيقي قهر الرومان في الزمان الأول...؟
هل سمعتم يا سادتي أو شهدتم رافضيا صفويا جلدا يسبّ الصحابة الكرام ويشتم أمهات المؤمنين في كلّ مقام ومجلس ومرقد يسمّي ابنه المعتصم العباسي ويسمّي ابنته الوحيدة عائشة.؟
هل سمعتم عن كافر قد سمّى ابنه محمدا.؟
والقذافي هو الحاكم العربي الوحيد الذي يحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب من السبع المثاني في الفاتحة أم الكتاب إلى الناس آخره.
لقد شاهدته على الهواء يؤم المصلين الأفارقة بسورتي البقرة وآل عمران حتى تناقصت صفوف المصلين من وراءه لطول قراءته.
فهل كفر الرجل؟ ومن ذا الذي يحمل على ذمته تكفير مسلم وإن طغى وإن تجبّر؟
ثم الرجل ما يزال حيّا يرزق.. فمن ذا الذي يمنع عن باب الرحمـن توبة عبده؟
ما لكم كيف تحكمون !!
هلا تركنا الحكم على الناس لربّ الناس.. !!
نعم! قد كانت للرجل شطحات واجتهادات خاطئة ربما وصلت إلى حدّ الكبيرة..
لـكنه ليس أول من ظلم ولا آخر الظالمين.
ربما راقتني وحتما تروقني نهاية القذافي وظلمه واستبداده على أرضه وشعبه.. لأن في نهايته فرج لأهل اليمن وأهل الشام بأمر الله تعالى.
فالشعوب تغار من بعضها.. وما زالت ترنّ في أذني كلمة ذلك الشاب المصري الموجهة إلى أفراد الأمن المركزي المصري قبل ثورة 25 يناير وهو يصرخ في وجوههم: (همّ التوانسة أحسن منّنا بإيه) وصدق المصري.. فما حدا أحسن من حدا .. ولحق حسني مبارك بزين العابدين بن علي.
ما رأت تونس زينا من زين العابدين ولا مصر رأت حسنا وبركة من حسني مبارك كما لم ترى ليبيا اعمارا وتعميرا من معمّر ولا بشرى ولا بشارة في سوريا من بشار وما رأينا صلاحا ولا إصلاحا من صالح في اليمن. فالله المستعان!
لا نحبهم ولا نبغضهم ولـكن نكره الناتو أن يكون خليفتهم.
لا نسهن الخير من الناتو .. كيف بالله نتأمل خيرا ممّن ناصبوا ويناصبون العداء للعرب والمسلمين مذ فجر التاريخ حتى يوم القيامة.
وجوه الناتو شقّت من بوم وغراب فنرجو أن لا تضحو أوطاننا بينا ينعق على اطلالها البوم وغراب البين..

كم صدق شاعرنا إذ قال:
إذا نطق الغراب وقال خيرا ، فأين الخير من وجه الغراب
وإذا كان الغراب دليل قوم ، دلهموا على جيف الكلاب...
ها أميركا وفرنسا وباقي الشلّة تعدّ العدّة للاجتماع وتقرير كيف ستحكم ليبيا بعد زوال القذافي وعصبته.. وها إيطاليا تؤكد على منافعها..
وهاكم الثوار يتحاسبون قبل أن يقتسمون ويتسلمون.. ففي الأمس القريب قتلوا رفيق ثورتهم منذ البداية عبد الفتاح يونس ربما جاء ذلك بإيحاء من الناتو خاصة بعد خطابه الناري الذي وجهه اليهم واتهمهم بأنما يسعون إلى تقسيم ليبيا من خلال عدم رغبتهم بانتصار الثوار وهزيمة القذافي نهائيا وابقاء الأمور على حالها بين كرّ وفرّ.
ويوم أمس استمعت إلى أحد المتحاورين في قناة البي بي سي وهو رئيس الحزب الديمقراطي الليبي يتهم الإسلاميين بأنهم وحدهم في الميدان وأن المجلس الانتقالي لا يهش ولا ينش بعد أن آلت الكلمة الأولى والأخيرة لهم بل أنه وصف الإسلاميين بأنهم من القاعدة .. إذن لا فرق بينه وبين القذافي.. بل أنه قد سرح به الخيال لينطق هذرا بأنّ تسليم طرابلس جاء بناء على اتفاق مسبق بينهم وبين القذافي.. فيا سلام سلّم على هكذا رؤى وهكذا تحاليل. ومن قبله أتهم بعضهم الشيخ الأستاذ الدكتور على الصلابي بالتحاور والنقاش مع القذافي وهو ما لم ينفه الشيخ الصلابي عن نفسه.
يا ترى ماذا تحبل به القابلات ؟ هذا ما سوف نرى عندما ينكشف الغطاء ويبان المخبأ.
وتضع الأيام بما حبلت به الليالي ..

ومن طرفة بن العبد بيت طار في الآفاق حكمة ونشيدا:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ، ويأتيك بالأخبار من لم تزود
ويأتيك بالأخبار من لم تبع له ، بتاتاً ولم تضرب له وقت موعد

سائلين المولى تعالى بحقّ شهره الكريم ولياليه المباركة وفيها ليلة القدر خير من ألف ليلة أن ينصر الإسلام وأهله ويجنّب أوطان المسلمين شرّ الفتن والمحن ونسأله سبحانه الصلاح والهداية والرشاد للراعي والرعيّة. آمين.

نجد الحسـيني,,,



و فيما يلي مقالة الشيخ الدكتور طـه حامد الدليمي كما وردت بنصها ونصوصها:



نعم .. زحفت الملايين
ولكن............ في الاتجاه الآخر
الشيخ الدكتور طه حامد الدليمي

دخل الثوار الليبيون أمس العاصمة طرابلس، ووصلوا الساحة الخضراء، وأسموها بـ(ميدان الشهداء).. تلك الساحة التي طالما شهدت صوت الرئيس القذافي وهو يهيب بـ(الملايين) أن تزحف، وتزحف لتقبض على (الجرذان)، وهو الوصف الذي كان يضفيه على معارضيه من بين أوصاف ليس آخرها (المكبسلين والمقملين)!
هل يعني ذلك قرب نهاية حقبة امتدت لأكثر من أربعة عقود؟
وهل هناك احتمال آخر؟
نعم ما زال معقل الرئيس ومقر إقامته في المنطقة المحصنة (باب العزيزية) صامداً وعصياً على الاختراق، وأخبار مؤكدة مصدرها (الثوار) عن قيادة نجله الأصغر (خميس) قوة عسكرية كبيرة تتجه صوب وسط العاصمة لاستعادتها!
ولكن هل يغني ذلك شيئاً عن النهاية التي باتت محتومة؟
الأيام، وربما الساعات القادمة ستتكفل بالجواب؛ فعلام الاختلاف؟

أسئلة وعبر
وبين هذا وذاك تتبادر أسئلة تريد جواباً، وتبرز عبر تبحث لها عن معتبر.
-المجتمع الليبي مجتمع قبائلي، فللقبائل دورها في توجيه الأحداث والتأثير في مسارها. فأين قبيلة القذافي؟ وأين حلفاؤها من القبائل الأخرى؟ هل هي راضية بما يجري، وما يجري تدور رحاه على أحد أبنائها، وليس هو ابناً عادياً، إنه رئيس الدولة؟!
-إصرار محكمة الجنايات الدولية على تسلم القذافي - وكذلك نجله سيف الإسلام - حياً لمحاكمتهما. ولقد تبين اليوم أن رئيسها لويس مورينو أوكامبو التقى قبل ثلاثة أيام في بروكسل عاصمة بلجيكا في زيارة غير معلنة قيادة حلف الأطلسي مشدداً على ذلك. وما إن أعلن الثوار قبضهم على سيف الإسلام حتى بدأ رئيس المحكمة مفاوضات معهم لتسلمه! لماذا هذا لإصرار؟ أليس ما جرى في سوريا بحق المدنيين العزل والمتظاهرين السلميين يفوق ما جرى في ليبيا؟ وأفلام الجرائم الوحشية أمست من العروض المعتادة في شاشات الفضاء! سيما وأن المعارضة الليبية تحولت إلى قوات مقاتلة مسلحة منذ وقت مبكر، فكان طبيعياً أن يستعمل السلاح ضدها من قبل الحكومة، بصرف النظر عمن هو البادئ، فتلك مسألة ثانية. بينما المعارضة السورية ما زالت مدنية سلمية رغم ادعاءات السلطة الحاكمة بعكس ذلك، وهو ما لم تستطع إثباته بغير الدعوى إلى الآن، فلا صورة، ولا فلماً ولا سواه يؤيد ما تدعيه من ذلك. فلماذا محكمة الجنايات مصرة على تجريم القذافي إلى هذه الدرجة، بينما هي متراخية تتثاءب وهي تنظر إلى ما يحصل في سوريا دون كبير اهتمام؟
-ما من شك في أن العالم كله - بمن فيه عامة الليبيين - سيحكم على القذافي بعد سقوطه بأنه ظالم وطاغية جبار، وسيصفه بعضهم بالخيانة. وسيحكم عليه بعقوبات مشددة مرشحة أن تصل إلى الإعدام. ولكن لو افترضنا أن القذافي سينتصر في المعركة فما من شك في أنه - ومعه الكثيرون من الليبيين وغيرهم - سيحكم على معارضيه بالخيانة والإجرام. وسيكون مصيرهم أسود على يديه. فأين الحقيقة؟ هل الحقيقة مع القوة في نهاية المطاف؟ أضحك كلما سمعت من يقول: (التاريخ لا يرحم أحداً)؛ وكأنهم لم يقرأوا التاريخ! وكأن التاريخ نازل من السماء، وليس سطوراً قد تكتبها الأهواء! وكأن التاريخ أنصف جميع الناس، فلم يرفع كثيرين حقهم الوضع، ولم يضع كثيرين حقهم الرفع! وكأن التاريخ له حكم واحد ليس فيه من خلاف! وكأن .. وكأنّ... . إذن لأي شيء جعل الله لخلقه يوم حساب؟ لقد صار التاريخ صنماً يعبد من دون الله جل في علاه، ولقد آن لنا أن نقول: كفى؛ فنحن مسلمون خشيتنا من الله ابتداءً وانتهاءً، فتضخيم التاريخ إلى هذه الدرجة رياء، والرياء نوع من الشرك يحرق الأعمال ويذروها هباءً مع الريح.
-انتصر الثوار بمساعدة حلف الناتو. وهذه حقيقة لا أظنها مجالاً للاختلاف. فهل يجوز الاستعانة بالكفار على مسلمين يرميهم بسلاحه الذي كثيراً ما يخطئ اتجاهه فيرتكب فظائع بحقهم يقصر الكلم عن وصفها بحجة التخلص من حاكم ظالم؟ أفتونا أيها العلماء! الغريب أننا إلى الآن لم نسمع من أي مجمع علمي ديني فتوى تدين ذلك. وإذا كان ثمة من يجيز الاستعانة هذه فهل هي مفتوحة على مصراعيها هكذا؟ أم لها قيود تحددها وشروط تجيزها؟ فهل توفرت تلك الشروط والمحددات في الحالة الليبية؟ إنه سؤال مهم وخطير على علماء المسلمين أن يجيبوا عليه، ويفهموا الجماهير الحكم الشرعي الصحيح، قبل أن تصبح ديار المسلمين مسرحاً لعمليات الصليبيين، دون حرمة لأي دولة من دول الإسلام.
-وجدنا (إسلاميين) كونوا أخيراً علاقات طيبة ونافعة ومشكورة مع النظام رئيساً وأولاداً، صاروا قريبين منه بسببها، ومدحوه لأجلها مدحاً ربما تجاوز الاعتدال، ثم بمجرد ميلان الكفة ضده انقلبوا عليه وشجعوا على استئصاله، غير ناظرين سالف أياديه وسابق أفضاله!
-علماً أنني لا أتكلم عن وصوليين تهرأت مقاعدهم على كراسي السلطة، وتقرحت معدهم على موائدها مثل عبد السلام جلود الذي كان الرجل الثاني في الدولة وظل كذلك إلى ما قبل يوم واحد من وصول الثوار إلى العاصمة، ليهرب إلى إيطاليا ويلقي من هناك خطاباً عنترياً تقووياً في مظالم النظام والتشجيع على إسقاطه والإجهاز عليه! تفٌّ تفّ.
-من مصلحة الغرب تقسيم ليبيا وغيرها من دولنا نحن العرب والمسلمين، ويبدو لي أن الفرصة حانت له في ليبيا لتحقيق هذا الهدف بأن يترك الثوار يسيطروا على جزء، ونظام القذافي يسيطر على الجزء المتبقي؛ فلماذا لم يفعل حلف الناتو ذلك؟ سؤال كبير يبحث عن جواب. أم نحن متطرفون في نظرتنا وتبنينا لـ(نظرية المؤامرة) خصوصاً فيما يتعلق بمسألة التقسيم؟ أما أنا فأرجح ما يلي: التقسيم هدف أكيد من أهداف أعدائنا، ولكنه ليس خارج نطاق حيثياته الميدانية الراهنة التي من دون توفرها لا تتحقق المصلحة المرجوة من ورائه. عندها يقتضي الحال التأجيل.
-لا يمكنني أن أنسى اصطفاف القذافي وزميله الرئيس السوري حافظ الأسد مع إيران في حربها الطويلة (1980-1988) ضد العراق. وكنت أبحث عن سر اجتماع هؤلاء الثلاثة دون سواهم علينا فاهتديت بعد حين إلى احتمال كون القذافي ينحدر من سلالة شيعية فاطمية؛ فقد حكم الفاطميون المغرب العربي قرابة ثلاثة قرون. فجمعت العقيدة الشيعية: القذافي الفاطمي وحافظ النصيري بالخميني الاثني عشري. ثم أفصحت الأيام بعد ذلك عن تبني القذافي لـ(الفاطمية) والدعوة إليها وأنها تمثل المشروع الأمثل لوحدة الأمة وانتصارها. لكن هل كان الرجل يتبنى العنوان بمعناه الديني العقائدي؟ أم بمعناه التاريخي القومي كتراث يعتز به، وقد يؤدي به هذا الاعتزاز والانتماء إلى التلطخ ببعض لوثاته الدينية، ويدفعه إلى ولاءات مع من يشبهونه ولو بنسبة معينة، لم يصل بعد إلى سبر أغوارهم العقائدية وغاياتهم القومية؟ هذا شيء يحتاج إلى تحقيق لا أملكه اللحظة.
-رغم ما صنعه القذافي لإيران، وقد يكون – إضافة إلى السبب الذي ذكرته آنفاً – مخدوعاً بطروحاتها (الثورية) التي تتوافق مع مزاجه وميوله، فقد خانته إيران أحوج ما يكون إليها. وهذه هي إيران!.. (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) (الحشر:16). فهل يعتبر بذلك حلفاؤها وشيعتها؟ لا أراهم يفعلون حتى (يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ) (النحل: 45). وسوريا مرشحة لذلك ولن ينتفع نظامها حين تقع الواقعة من إيران بشيء. وسينقلب عملاؤها بالصفقة الخاسرة والتجارة البائرة بعون الله.
-يعجبني في القذافي: الشجاعة والإصرار وروح التحدي! والبوح بما في داخله من أفكار يعتقدها ومبادئ يؤمن بها والصدع بها مهما كثر في حضرته وقام بوجهه المعارضون والمخذلون، في زمن افتقد العالم فيه هذه السجايا حتى كادت تتلاشى إن لم تكن تلاشت حقيقة. هل رأيتم وقفته في ديسمبر/2009 وخطابه الأول والأخير في الجمعية العمومية للأمم المتحدة؟ كيف أنكر على العالم خنوعه لأمريكا والدول الكبرى؟ واستهزأ بميثاق الأمم المتحدة حتى مزقه ورماه خلفه على وجوه ممثليها الجالسين وراء ظهره على ربوة منه؟ وأنذر رؤساء الدول بمصير مشابه لمصير الرئيس صدام حسين؟ بكل شجاعة وثبات في كلمة استمرت ساعة ونصف الساعة! لولا أن الشجاعة وحدها لا تكفي للرشاد والسداد وبلوغ الأهداف وتحقيق الغايات؛ وإلا لنفعت العراق شجاعة صدام وإصراره وتحديه وثباته وشموخه الذي خضع للاعتراف به الخصوم والأعداء قبل المؤيدين والأصدقاء.
وهكذا ظل القذافي يرعد ويزبد ويرفع يديه متوعداً، يهيب بالجماهير أن تخرج وبـ(الملايين). لكن الملايين تأخرت كثيراً عليه.
ثم خرجت.. نعم خرجت ولكن........ في غير الاتجاه الذي كان يشير!
التوقيع :
ما خاصمني عاقل إلاّ غلبته = ولا خاصمني جاهل إلاّ غلبني

التعديل الأخير تم بواسطة نجد الحسيني ; 08-25-2011 الساعة 01:13 AM
  رد مع اقتباس
قديم 08-25-2011, 01:13 AM   #2
الواقعي
شاعر السقيفه

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجد الحسيني [ مشاهدة المشاركة ]
بـسم الله والحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده،

ربما اختلف معي كثيرون حول رؤيتي للثورة في ليبيا التي تختلف جملة وتفصيلا وأقوالا وأفعالا عن سائر شقيقاتها من الثورات في وطني العربي الكبير..
فما جرى في تونس وفي مصر واليمن وسوريا كانت وما تزال ثورات شعبية .. انتفض جراءها الشعب العربي بعضه أو جلّه لينفض عن كاهله غبار الظلم والجور من أولئـك الحكام الذين طال مدى جورهم وظلمهم من بعدما جثموا على صدره سنين وعقود بلغت قرنا أو بعض قرن حتى كادت أنفاسه أن تحبس في رئتيه ونبضات قلبه أن تتوقف بين ضلوعه..
بدأت الثورة الليبية ثورة شعبية في البيضاء وبنغازي من خلال تجمعات وتظاهرات المحاميين ومعهم أفراد الشعب أمام مبنى المحكمة في بنغازي يوم 17 فبراير 2011، ولم تستمر لأكثر من يومين أو ثلاثة حتى اختفت معالمها وتحولت إلى تمرّد مسلّح صارخ أفقدها بريق ونجاعة "سلمية .. سلمية..." وهو الشعار الفتّاك الذي تسلّح به التوانسة والمصارية واليمانية واهل الشام في سوريا.
وقد جرت الأمور بسرعة على نحو لا يسرّ حبيب أو صديق.. تدخل الناتو عدو العرب والمسلمين الأول في العراق وفي أفغانستان وسائر بلاد العرب وديار الإسلام.. ففي ليبيا من الثروات والخيرات ما يسيل لها لعاب الأعداء.. وللأسف فقد جاء هذا التدخل المعتدي السافر بتفويض ومشاركة من بعض الدول العربية التي صدقت وصدقنا معها بأن القذافي وجنوده يقصفون الشعب بالطيارات والراجمات والصواريخ وهو ادعاء لا دليل عليه ولم تستطع إثباته أية دولة أو إذاعة أو تلفزيون أو صحافة أو صور بل ما ثبت كان العكس تماما وهو أن القصف قد وقع على مخازن السلاح والذخيرة التي خلفها الجيش الليبي وراءه أثناء الانسحاب خشية أن تقع تلك الأسلحة والذخائر بأيدي الثوار والمتمردين والخارجين على القانون على حدّ سواء.
هذا كلّ ما استطاعوا اثباته بعد أن تثبتوا من حقيقته. لـكن سبق السيف العذل من بعد أن بيّت الأمر بليل.
لست مع القذافي فهو بنظري ظالم كباقي اخوته الذين تسلطوا على بعض الأقطار في هذه البلاد وتحكموا وبنيهم وأقاربهم في أقوات العباد.
وما شجعني على كتابة مقالي هذا في مقامي هذا إلا من بعد ما قرأت للشيخ الدكتور طـه حامد الدليمي آخر مقالاته تحت عنوان: "نعم .. زحفت الملايين ولكن .. في الاتجاه الآخر".. وهو مقال صائب وصادق ومخلص ورائع بكلّ ما تحمله الأوصاف من معاني. لقد سحرتني بلاغة الشيخ الدليمي .. والشيخ الدكتور طـه الدليمي عروبي قح واسلامي سنّي صح.. هو غني عن التعريف وهو شخصية معروفة غير مجهولة عند معظم الناس.. وإلى الذين يشاهدون قنوات صفا والبيان ووصال قد علموا من هو هذا الشيخ العروبي الذي سلّ حسامه على الشعوبيين وعرفوا من هو هذا الشيخ الذي شهر سيفه على الرافضة من الصفويين..
بعض الناس قد رجمت القذافي بالكفر والله أعلم بالكافرين من المؤمنين.
واتهمه بعضهم بأنه شيعي وفاطمي و... و...
ولله درّ الشيخ الدليمي عندما أصاب الرأي بطرح تساءلاته عمّا صبغه القذافي على نفسه أو صبغته الناس عليه بقوله:
"لكن هل كان الرجل يتبنى العنوان بمعناه الديني العقائدي؟ أم بمعناه التاريخي القومي كتراث يعتز به."
وقد قصد الشيخ الدليمي بالمعنى التاريخي القومي .. قلعة المعز ، الأزهر الشريف ، مدينة القاهرة الكبرى (قاهرة المعزّ)... الخ،
هل رأيتم يا سادتي أو سمعتم أن صفويا مجوسيا يسمّي ابناءه سيف العرب (رحمه الله تعالى) و سيف الإسلام و هانيبال أول عربي فينيقي قهر الرومان في الزمان الأول...؟
هل سمعتم يا سادتي أو شهدتم رافضيا صفويا جلدا يسبّ الصحابة الكرام ويشتم أمهات المؤمنين في كلّ مقام ومجلس ومرقد يسمّي ابنه المعتصم العباسي ويسمّي ابنته الوحيدة عائشة.؟
هل سمعتم عن كافر قد سمّى ابنه محمدا.؟
والقذافي هو الحاكم العربي الوحيد الذي يحفظ القرآن الكريم عن ظهر قلب من السبع المثاني في الفاتحة أم الكتاب إلى الناس آخره.
لقد شاهدته على الهواء يؤم المصلين الأفارقة بسورتي البقرة وآل عمران حتى تناقصت صفوف المصلين من وراءه لطول قراءته.
فهل كفر الرجل؟ ومن ذا الذي يحمل على ذمته تكفير مسلم وإن طغى وإن تجبّر؟
ثم الرجل ما يزال حيّا يرزق.. فمن ذا الذي يمنع عن باب الرحمـن توبة عبده؟
ما لكم كيف تحكمون !!
هلا تركنا الحكم على الناس لربّ الناس.. !!
نعم! قد كانت للرجل شطحات واجتهادات خاطئة ربما وصلت إلى حدّ الكبيرة..
لـكنه ليس أول من ظلم ولا آخر الظالمين.
ربما راقتني وحتما تروقني نهاية القذافي وظلمه واستبداده على أرضه وشعبه.. لأن في نهايته فرج لأهل اليمن وأهل الشام بأمر الله تعالى.
فالشعوب تغار من بعضها.. وما زالت ترنّ في أذني كلمة ذلك الشاب المصري الموجهة إلى أفراد الأمن المركزي المصري قبل ثورة 25 يناير وهو يصرخ في وجوههم: (همّ التوانسة أحسن منّنا بإيه) وصدق المصري.. فما حدا أحسن من حدا .. ولحق حسني مبارك بزين العابدين بن علي.
ما رأت تونس زينا من زين العابدين ولا مصر رأت حسنا وبركة من حسني مبارك كما لم ترى ليبيا اعمارا وتعميرا من معمّر ولا بشرى ولا بشارة في سوريا من بشار وما رأينا صلاحا ولا إصلاحا من صالح في اليمن. فالله المستعان!
لا نحبهم ولا نبغضهم ولـكن نكره الناتو أن يكون خليفتهم.
لا نسهن الخير من الناتو .. كيف بالله نتأمل خيرا ممّن ناصبوا ويناصبون العداء للعرب والمسلمين مذ فجر التاريخ حتى يوم القيامة.
وجوه الناتو شقّت من بوم وغراب فنرجو أن لا تضحو أوطاننا بينا يرتعي بها البوم والغراب..
كم صدق شاعرنا إذ قال:
إذا نطق الغراب وقال خيرا ، فأين الخير من وجه الغراب
وإذا كان الغراب دليل قوم ، دلهموا على جيف الكلاب...
ها أميركا وفرنسا وباقي الشلّة تعدّ العدّة للاجتماع وتقرير كيف ستحكم ليبيا بعد زوال القذافي وعصبته.. وها إيطاليا تؤكد على منافعها..
وهاكم الثوار يتحاسبون قبل أن يقتسمون ويتسلمون.. ففي الأمس القريب قتلوا رفيق ثورتهم منذ البداية عبد الفتاح يونس ربما جاء ذلك بإيحاء من الناتو خاصة بعد خطابه الناري الذي وجهه اليهم واتهمهم بأنما يسعون إلى تقسيم ليبيا من خلال عدم رغبتهم بانتصار الثوار وهزيمة القذافي نهائيا وابقاء الأمور على حالها بين كرّ وفرّ.
ويوم أمس استمعت إلى أحد المتحاورين في قناة البي بي سي وهو رئيس الحزب الديمقراطي الليبي يتهم الإسلاميين بأنهم وحدهم في الميدان وأن المجلس الانتقالي لا يهش ولا ينش بعد أن آلت الكلمة الأولى والأخيرة لهم بل أنه وصف الإسلاميين بأنهم من القاعدة .. إذن لا فرق بينه وبين القذافي.. بل أنه قد سرح به الخيال لينطق هذرا بأنّ تسليم طرابلس جاء بناء على اتفاق مسبق بينهم وبين القذافي.. فيا سلام سلّم على هكذا رؤى وهكذا تحاليل. ومن قبله أتهم بعضهم الشيخ الأستاذ الدكتور على الصلابي بالتحاور والنقاش مع القذافي وهو ما لم ينفه الشيخ الصلابي عن نفسه.
يا ترى ماذا تحبل به القابلات ؟ هذا ما سوف نرى عندما ينكشف الغطاء ويبان المخبأ.
وتضع الأيام بما حبلت به الليالي ..
ومن طرفة بن العبد بيت طار في الآفاق حكمة ونشيدا:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ، ويأتيك بالأخبار من لم تزود
ويأتيك بالأخبار من لم تبع له ، بتاتاً ولم تضرب له وقت موعد

سائلين المولى تعالى بحقّ شهره الكريم ولياليه المباركة وفيها ليلة القدر خير من ألف ليلة أن ينصر الإسلام وأهله ويجنّب أوطان المسلمين شرّ الفتن والمحن ونسأله سبحانه الصلاح والهداية والرشاد للراعي والرعيّة. آمين.

نجد الحسـيني,,,



و فيما يلي مقالة الشيخ الدكتور طـه حامد الدليمي كما وردت بنصها ونصوصها:



نعم .. زحفت الملايين
ولكن............ في الاتجاه الآخر
الشيخ الدكتور طه حامد الدليمي

دخل الثوار الليبيون أمس العاصمة طرابلس، ووصلوا الساحة الخضراء، وأسموها بـ(ميدان الشهداء).. تلك الساحة التي طالما شهدت صوت الرئيس القذافي وهو يهيب بـ(الملايين) أن تزحف، وتزحف لتقبض على (الجرذان)، وهو الوصف الذي كان يضفيه على معارضيه من بين أوصاف ليس آخرها (المكبسلين والمقملين)!
هل يعني ذلك قرب نهاية حقبة امتدت لأكثر من أربعة عقود؟
وهل هناك احتمال آخر؟
نعم ما زال معقل الرئيس ومقر إقامته في المنطقة المحصنة (باب العزيزية) صامداً وعصياً على الاختراق، وأخبار مؤكدة مصدرها (الثوار) عن قيادة نجله الأصغر (خميس) قوة عسكرية كبيرة تتجه صوب وسط العاصمة لاستعادتها!
ولكن هل يغني ذلك شيئاً عن النهاية التي باتت محتومة؟
الأيام، وربما الساعات القادمة ستتكفل بالجواب؛ فعلام الاختلاف؟

أسئلة وعبر
وبين هذا وذاك تتبادر أسئلة تريد جواباً، وتبرز عبر تبحث لها عن معتبر.
-المجتمع الليبي مجتمع قبائلي، فللقبائل دورها في توجيه الأحداث والتأثير في مسارها. فأين قبيلة القذافي؟ وأين حلفاؤها من القبائل الأخرى؟ هل هي راضية بما يجري، وما يجري تدور رحاه على أحد أبنائها، وليس هو ابناً عادياً، إنه رئيس الدولة؟!
-إصرار محكمة الجنايات الدولية على تسلم القذافي - وكذلك نجله سيف الإسلام - حياً لمحاكمتهما. ولقد تبين اليوم أن رئيسها لويس مورينو أوكامبو التقى قبل ثلاثة أيام في بروكسل عاصمة بلجيكا في زيارة غير معلنة قيادة حلف الأطلسي مشدداً على ذلك. وما إن أعلن الثوار قبضهم على سيف الإسلام حتى بدأ رئيس المحكمة مفاوضات معهم لتسلمه! لماذا هذا لإصرار؟ أليس ما جرى في سوريا بحق المدنيين العزل والمتظاهرين السلميين يفوق ما جرى في ليبيا؟ وأفلام الجرائم الوحشية أمست من العروض المعتادة في شاشات الفضاء! سيما وأن المعارضة الليبية تحولت إلى قوات مقاتلة مسلحة منذ وقت مبكر، فكان طبيعياً أن يستعمل السلاح ضدها من قبل الحكومة، بصرف النظر عمن هو البادئ، فتلك مسألة ثانية. بينما المعارضة السورية ما زالت مدنية سلمية رغم ادعاءات السلطة الحاكمة بعكس ذلك، وهو ما لم تستطع إثباته بغير الدعوى إلى الآن، فلا صورة، ولا فلماً ولا سواه يؤيد ما تدعيه من ذلك. فلماذا محكمة الجنايات مصرة على تجريم القذافي إلى هذه الدرجة، بينما هي متراخية تتثاءب وهي تنظر إلى ما يحصل في سوريا دون كبير اهتمام؟
-ما من شك في أن العالم كله - بمن فيه عامة الليبيين - سيحكم على القذافي بعد سقوطه بأنه ظالم وطاغية جبار، وسيصفه بعضهم بالخيانة. وسيحكم عليه بعقوبات مشددة مرشحة أن تصل إلى الإعدام. ولكن لو افترضنا أن القذافي سينتصر في المعركة فما من شك في أنه - ومعه الكثيرون من الليبيين وغيرهم - سيحكم على معارضيه بالخيانة والإجرام. وسيكون مصيرهم أسود على يديه. فأين الحقيقة؟ هل الحقيقة مع القوة في نهاية المطاف؟ أضحك كلما سمعت من يقول: (التاريخ لا يرحم أحداً)؛ وكأنهم لم يقرأوا التاريخ! وكأن التاريخ نازل من السماء، وليس سطوراً قد تكتبها الأهواء! وكأن التاريخ أنصف جميع الناس، فلم يرفع كثيرين حقهم الوضع، ولم يضع كثيرين حقهم الرفع! وكأن التاريخ له حكم واحد ليس فيه من خلاف! وكأن .. وكأنّ... . إذن لأي شيء جعل الله لخلقه يوم حساب؟ لقد صار التاريخ صنماً يعبد من دون الله جل في علاه، ولقد آن لنا أن نقول: كفى؛ فنحن مسلمون خشيتنا من الله ابتداءً وانتهاءً، فتضخيم التاريخ إلى هذه الدرجة رياء، والرياء نوع من الشرك يحرق الأعمال ويذروها هباءً مع الريح.
-انتصر الثوار بمساعدة حلف الناتو. وهذه حقيقة لا أظنها مجالاً للاختلاف. فهل يجوز الاستعانة بالكفار على مسلمين يرميهم بسلاحه الذي كثيراً ما يخطئ اتجاهه فيرتكب فظائع بحقهم يقصر الكلم عن وصفها بحجة التخلص من حاكم ظالم؟ أفتونا أيها العلماء! الغريب أننا إلى الآن لم نسمع من أي مجمع علمي ديني فتوى تدين ذلك. وإذا كان ثمة من يجيز الاستعانة هذه فهل هي مفتوحة على مصراعيها هكذا؟ أم لها قيود تحددها وشروط تجيزها؟ فهل توفرت تلك الشروط والمحددات في الحالة الليبية؟ إنه سؤال مهم وخطير على علماء المسلمين أن يجيبوا عليه، ويفهموا الجماهير الحكم الشرعي الصحيح، قبل أن تصبح ديار المسلمين مسرحاً لعمليات الصليبيين، دون حرمة لأي دولة من دول الإسلام.
-وجدنا (إسلاميين) كونوا أخيراً علاقات طيبة ونافعة ومشكورة مع النظام رئيساً وأولاداً، صاروا قريبين منه بسببها، ومدحوه لأجلها مدحاً ربما تجاوز الاعتدال، ثم بمجرد ميلان الكفة ضده انقلبوا عليه وشجعوا على استئصاله، غير ناظرين سالف أياديه وسابق أفضاله!
-علماً أنني لا أتكلم عن وصوليين تهرأت مقاعدهم على كراسي السلطة، وتقرحت معدهم على موائدها مثل عبد السلام جلود الذي كان الرجل الثاني في الدولة وظل كذلك إلى ما قبل يوم واحد من وصول الثوار إلى العاصمة، ليهرب إلى إيطاليا ويلقي من هناك خطاباً عنترياً تقووياً في مظالم النظام والتشجيع على إسقاطه والإجهاز عليه! تفٌّ تفّ.
-من مصلحة الغرب تقسيم ليبيا وغيرها من دولنا نحن العرب والمسلمين، ويبدو لي أن الفرصة حانت له في ليبيا لتحقيق هذا الهدف بأن يترك الثوار يسيطروا على جزء، ونظام القذافي يسيطر على الجزء المتبقي؛ فلماذا لم يفعل حلف الناتو ذلك؟ سؤال كبير يبحث عن جواب. أم نحن متطرفون في نظرتنا وتبنينا لـ(نظرية المؤامرة) خصوصاً فيما يتعلق بمسألة التقسيم؟ أما أنا فأرجح ما يلي: التقسيم هدف أكيد من أهداف أعدائنا، ولكنه ليس خارج نطاق حيثياته الميدانية الراهنة التي من دون توفرها لا تتحقق المصلحة المرجوة من ورائه. عندها يقتضي الحال التأجيل.
-لا يمكنني أن أنسى اصطفاف القذافي وزميله الرئيس السوري حافظ الأسد مع إيران في حربها الطويلة (1980-1988) ضد العراق. وكنت أبحث عن سر اجتماع هؤلاء الثلاثة دون سواهم علينا فاهتديت بعد حين إلى احتمال كون القذافي ينحدر من سلالة شيعية فاطمية؛ فقد حكم الفاطميون المغرب العربي قرابة ثلاثة قرون. فجمعت العقيدة الشيعية: القذافي الفاطمي وحافظ النصيري بالخميني الاثني عشري. ثم أفصحت الأيام بعد ذلك عن تبني القذافي لـ(الفاطمية) والدعوة إليها وأنها تمثل المشروع الأمثل لوحدة الأمة وانتصارها. لكن هل كان الرجل يتبنى العنوان بمعناه الديني العقائدي؟ أم بمعناه التاريخي القومي كتراث يعتز به، وقد يؤدي به هذا الاعتزاز والانتماء إلى التلطخ ببعض لوثاته الدينية، ويدفعه إلى ولاءات مع من يشبهونه ولو بنسبة معينة، لم يصل بعد إلى سبر أغوارهم العقائدية وغاياتهم القومية؟ هذا شيء يحتاج إلى تحقيق لا أملكه اللحظة.
-رغم ما صنعه القذافي لإيران، وقد يكون – إضافة إلى السبب الذي ذكرته آنفاً – مخدوعاً بطروحاتها (الثورية) التي تتوافق مع مزاجه وميوله، فقد خانته إيران أحوج ما يكون إليها. وهذه هي إيران!.. (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ) (الحشر:16). فهل يعتبر بذلك حلفاؤها وشيعتها؟ لا أراهم يفعلون حتى (يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ) (النحل: 45). وسوريا مرشحة لذلك ولن ينتفع نظامها حين تقع الواقعة من إيران بشيء. وسينقلب عملاؤها بالصفقة الخاسرة والتجارة البائرة بعون الله.
-يعجبني في القذافي: الشجاعة والإصرار وروح التحدي! والبوح بما في داخله من أفكار يعتقدها ومبادئ يؤمن بها والصدع بها مهما كثر في حضرته وقام بوجهه المعارضون والمخذلون، في زمن افتقد العالم فيه هذه السجايا حتى كادت تتلاشى إن لم تكن تلاشت حقيقة. هل رأيتم وقفته في ديسمبر/2009 وخطابه الأول والأخير في الجمعية العمومية للأمم المتحدة؟ كيف أنكر على العالم خنوعه لأمريكا والدول الكبرى؟ واستهزأ بميثاق الأمم المتحدة حتى مزقه ورماه خلفه على وجوه ممثليها الجالسين وراء ظهره على ربوة منه؟ وأنذر رؤساء الدول بمصير مشابه لمصير الرئيس صدام حسين؟ بكل شجاعة وثبات في كلمة استمرت ساعة ونصف الساعة! لولا أن الشجاعة وحدها لا تكفي للرشاد والسداد وبلوغ الأهداف وتحقيق الغايات؛ وإلا لنفعت العراق شجاعة صدام وإصراره وتحديه وثباته وشموخه الذي خضع للاعتراف به الخصوم والأعداء قبل المؤيدين والأصدقاء.
وهكذا ظل القذافي يرعد ويزبد ويرفع يديه متوعداً، يهيب بالجماهير أن تخرج وبـ(الملايين). لكن الملايين تأخرت كثيراً عليه.
ثم خرجت.. نعم خرجت ولكن........ في غير الاتجاه الذي كان يشير!



يا خساره (يا شخصيتنا الهامه)

لراحة نفسك اقراء ؟


ظ…ظˆظ‚ط¹ ط§ظ„ط£ظ†طµظ€ظ€ط§ط± ط§ظ„ط§ط³ظ„ط§ظ…ظٹ:ط³ظ„ظپظٹ ط¬ط²ط§ط¦ط±ظٹ ظپظٹ ط§ظ„ط³ط¹ظˆط¯ظٹط© ظٹط¯ط§ظپط¹ ط¹ظ† ط§ظ„ط¯ظٹظƒطھط§طھظˆط±ظٹط§طھ ظˆظٹظپطھظٹ ط¨ط/////ط±ظ…ط© ط§ظ„ظ…ط¸ط§ظ‡ط±ط§طھ

مع الملاحضه ان الخلاف السياسي قائم بين سوريا (واحد الدول الداعمه للسلفيه منذ فتره !!!)

التعديل الأخير تم بواسطة الواقعي ; 08-25-2011 الساعة 01:22 AM
  رد مع اقتباس
قديم 08-25-2011, 04:34 AM   #3
قبع سكر
حال قيادي
 
الصورة الرمزية قبع سكر

افتراضي

العقيد القذافي اعلنها صراحة بأنه سيزحف عليهم بيت بيت (( بنغازي وغيرها من المدن "المتمردة)) , معروف ما المقصود بالزحف !!
لم يوقف الزحف الا رحمة الله ثم حلف الناتو والا لشاهدنا مجازر يا استاذي نجد الحسيني
قائد يشبه شعبه بالجرذان ومنهم من اسمه أبوبكر وعمر وعثمان وعلي وهنيبعل وسيف الاسلام وعائشة وأسماء ومحمد !!!!
أهذه اخلاق ملك الملوك ؟
تحياتي .
التوقيع :

التعديل الأخير تم بواسطة قبع سكر ; 08-25-2011 الساعة 04:38 AM
  رد مع اقتباس
قديم 08-27-2011, 01:16 PM   #4
الخليفي الهلالي
شخصيات هامه

افتراضي

نجد الحسيني .........المحترم

قرأت ماكتبت وأعجبت به وللتذكير فقط أقول أن لي عدد من المواضيع المشابهه لموضوعك الرائع هذا من باب الغيره والوطنيه وقد حذرت من المصير الذي ينتظر الوطن العربي والأمه بمجملها ليس لمعادات أحد أو بقصد الهجوم على أي من كان؛وبأمكانك البحث عنها في سقيفة الشبامي أن رغبت.

واما مداخلات الأخوان الذين سبقوني هنا إلا جزء من أسلوب حياة الملايين بل عشرات الملايين من أبناء الأمه الذين أن شرقت فهذا هو النهار لملً البطون بما يستطيعون
وأن غابت الشمس فالنوم واجب للبدن وهدف للحياة نوم لا صحوة منه إلا بنور الشمس في الصباح التالي لتكرار الفعل السابق وهكذا دواليك الأمر سيان بالنسبه لهم..,



أنا لا أتهم شعب عربي محدد ولكن الهبه التي نراها والتي جرفت الكثير من الناس قد وضحت للفهيم وبان الخبر الذي يقول أن في الأمه من ينام ويصحو ثم ينام ويصحو ثم ينام وقد
لايصحوا مجدداً؛وهذا أفضل لهم..,




أن شرقت هلا وأن غابت مرحباً؛؛؛؛؛
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas