مقارنة بين بحر العرب وصادق المحبة

[حسن البار]

(( مقارنة بين صادق المحبة وبحر العرب )) كتبها : ضيف متأمل ... ولم تمكث في المحضرة سوى وقت قصير ثم حذفها المشرف ...

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان الا على الظالمين وأشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان سيدنا محمد عبده ورسوله وبعد :

الى الاخ الكاتب صادق المحبة :
لقد تتبعت مناقشتك مع بحر العرب ، - ولي وقفة عند هذه التسمية سأوضحها فيما بعد - وكانت والله مناقشاتك مثالا للنقاش الموضوعي الذي يستهدف الحق - والمؤدب الذي لا يجرح شعور الآخرين . والمتلطف الذي يتمنى الهداية للضالين مطبقا قوله تعالى ( ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) وقوله ( وجادلهم بالتي هي احسن ) ولا أخفيك ايه الاخ أنني كنت اميل وتستهويني الافكار التي كان يطرحها بحر العرب وكنت ارى الحق فيها وبعد سردك للمواضيع والادلة تراجعت بعض الشئ وترقبت رد بحر العرب عليك وعله يرد ما ذكرت من سرد للادلة او نقاش للمواضيع المطروحة من قبلك بموضوعية ويبين بيانا شافيا ولكنه رد ردا ليس فيه مثال الشخصية المؤمنة المتسامحة المتلطفة حتى تذكرت حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام _عندما قال بان ( اهل النار كل عتل جواظ مستكبر ) او كما قال عليه الصلاة والسلام .

وقد استأت جدا من تسمية رده اولا ، وفهمت ان من تحاوره لم يتخرج من مدرسة او مجتمع يعرف معنى الادب والسلوك السوي . بل هو مقارع ومحاور يرمي بالبهتان بذي اللسان وقح الالفاظ ليس للادب عنده مجال وما أظن الرسول عليه الصلاة والسلام الا حذر أمته من مثل الوقوع في ذلك بقوله صلوات الله وسلامه عليه ( اربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خلة منهن كانت فيه خلة من نفاق حتى يدعها إذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا وعد اخلف وإذا خاصم فجر ) وهل هناك فجور أكثر مما ذكره من السباب والشتم .

ولله أبوك يا صادق المحبة عندما رددت على رسالته التي وجهها وعنوانها (( الرد القاصم على الكذاب الآثم )) ولي تعليق هنا - يقولون المركب يظهر من عنوانه - .
ثم رددت عليه ياصادق المحبة بكل هدوء وايمان واخلاق وبينت له كيف يكون المؤمن في مناقشته ومناظرته مع الآخرين وعبت على بحر العرب تلك الكلمات القذرة التي تفوه بها . ولكن للاسف الشديد لم يرعوي بحر العرب ولم يخجل على نفسه لاني أظنه مجبول على ذلك او ان تربيته تربية شوارع لم يعرف للادب طريقا وأظن أنه إستقى ذلك من الذين يقتدي بهم .

لقد اقتديت يا صادق المحبة بالحبيب الأعظم في لين كلامه وتلطفه حتى مع اعدائه الكفار فكيف بالمؤمنين .
ولقد اقتدى بحر العرب بغير القدوة العظمى عليه الصلاة والسلام وسلف الامة الذين لم يؤثر عن احد منهم انه تفوه بكلمة اساءة في اثناء الحوار العلمي مع مخالفيه من الكفار فضلا عن اخوانه المؤمنين وهذه كتب العلم طافحة بالخلاف ولكن يزينها الادب واحترام الآخرين وعدم ايذاء شعورهم او التكلم عليهم بالكلام الجارح البذئ ولكن هذه اخلاق سلف الامة ولكن بحر العرب المأفون بعيد عنهم جدا وليس له سلف الا من قتل المسلمين في سابق العصر ولاحقهم بمجرد مخالفتهم له في الرأي وصدق الحبيب حيث يقول ( يقتلون اهل الاسلام ويدعون أهل الاوثان )) ، واقترح على هذا البحر المأفون ان يقرأ ( ادب الخلاف ) للدكتور صالح بن حميد .

ولكن لك ياصادق المحبة في رسول الله اسوة حسنة حيث قال له ربه ( نون والقلم وما يسطرون ما انت بنعمة رب بمجنون وان لك لاجرا غير ممنون وانك لعلى خلق عظيم - الى ان قال له - ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد اثيم ) وهذا ما وقعت فيه ياصادق المحبة من الاعتداء بفاحش القول من بحر العرب وقد كان الاولى له ان يسمي نفسه بغير هذا الاسم لان البحر فيه خيرات كثيرة وهو مجرد عن واحدة منها فهو سيئ للغاية فلو كان سمى نفسه هذا المأفون ببحر العفونات لكان اولى لان كل ما صدر منه من كلمات نابئة عفونات طافحة .

ياصادق المحبة رسالتك الموجهه لذلك المأفون الوقح بحر العرب المسماة ( ارشاد الغشيم الى الطريق المستقيم ) كانت اسما على مسمى وبيني وبينك الغشيم لا يستطيع احد ان يرشده لانه يتبع هوى نفسه ( أفرءايت من اتخد ءلهه هواه واضله الله على علم وختم على سمعه وجعل على بصره غشاوة ) وكما يقول العوام فلان ديك لاينساق ولا ينقاد وهو كذلك اذا قلت له شع قال مع .

ياصادق المحبة اعلمته ان الحوار بالتي هي احسن لكنه بدل ان يرعوي رد بنفس الاسلوب وجعل لنفسه مبررا وصدق فيه قول الله تعالى ( وإذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم .... ) لم يحسن ان يرد على ردك الا في امور فهمها بفهمه القاصر وعبر عنها باسلوبه الوقح وظن انها مواقع اصابة وهي ليست كذلك منها :

اولا : قوله ايها الطاعن في معاوية ....
ولقد تصفحت ما قلته ياصادق المحبة في معاويه ولكنك لم تطعن في معاوية وان كان هو اراد استعداء الآخرين عليك بانك طعنت في هذا الصحابي ولكنك لم تطعن فقد ذكرت ان أباك افضل من معاوية وقد فهمنا كما فهم كل من تصفح ردك انك تعني به الامام علي رضي الله عنه لا كما يزعم وان كان وضح زعمه وحيث انك ذكرت له انك من أهل البيت الذي يدعي محبتهم على حد زعمه وما اظنه الا ناصبي بغيض لايحبهم ولايدانيهم وان قال ذلك بلسانه لان ماحررته يده مع معرفته بانك من اهل البيت وتطاوله عليك بعبائره الوقحة التي لا تصدر الا عن مأفون وقح سيء الاخلاق وقد جمع مع ذلك سوء نيته في المسلمين وخاصة أهل العلم والفضل منهم والصلاح ولا أكثر من تكفيرهم والتهكم بهم عند ذكرهم ولاحظ ايها البحر المأفون انني لا ادافع هنا عن الشيعة وان كنت لا احب ان أكون مصدر شقاق بين المسلمين ودعني انقل لك كلام فضيلة احد علماء الازهر الامام السيد / محمد زكي ابراهيم رائد العشيرية المحمدية في كتابة ( اهل القبلة ) حيث يقول اهل القبلة جميعا اخواننا ( وان هذه امتكم امة واحدة ) . فلا خصومة ابدا بيننا وبين أي طائفة من طوائف أهل لااله الا الله سوى كانو حنفية او مالكية او شافعيين او حنابلة او زيدين او امامية او ظاهرية او اباظيين او غيرهم فإن الاختلاف في الفروع ضرورة طبيعية ويستحيل استحالة مادية جمع الناس على مذهب واحد او رأي واحد في مسائل ظنية هي موضع نظر واجتهاد الى يوم القيامة (( ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ))
ومادام مرجع الجميع كتاب الله وسنة رسوله والخلاف على الفرعيات انما هو في الفهم والتوجيه والترجيح وطلب الحق فلاخصومة وانما هو التناصح على بساط الحب في الله والاقتراب مما هو اهدى واجدى ايمانا واحتسابا .
وقد اختلفت الصحابة والنبي صلى الله عليه وسلم معهم والوحي ينزل في صلاة العصر في بني قريضة ومصير اسرى بدر واختلفوا من بعده في مثل مسائل ( العول والكلالة وعدة الحمل المتوفى عنها زوجها ، وموضع القبض والسدل في الصلاة ) وزواج المتعة وطلاق الثلاث بلفظ واحد وبعض مسائل المواريث وقرأة المؤتم ورفع اليد قبل وبعد الركوع والجهر بالبسملة بل اختلفوا في صورة حركة الاصبع في التشهد .... الخ
وكلها فرعيات خلافية لا تمس اصول الدين ولهذا احترم كبار ائمة المذاهب اراء بعضهم بل قلد بعضهم بعضا احياء وموتى فصلى الامام الشافعي عند قبر ابي حنيفة بمذهب ابي حنيفة ادبا مع روحه الشريفة وقلد ابو يوسف الامام مالك وقرظ الشافعي الليث بن سعد وقرظ ابو حنيفة سفيان الثوري والاوزاعي ونظم الشافعي شعرا في تقريظ الامام احمد بل صلى الامام احمد بن حنبل خلف بعض ائمة القدرية المغاليين وامثالهم وهكذا لا يعرف عن كبار الائمة من طعن اخاه او انتقصه اذ ليس في الدنيا مذهب كله خطاء او كله صواب .
وكان ابوحنيفة يقول ارى انني على صواب يحتمل الخطاء وغيري على خطاء يحتمل الصواب .
وهذا امامنا الشافعي وقد وضع مذهبه القديم في العراق في ظروف واحوال خاصة فلما جاء الى مصر وواجه ظروفا واحولا اخرى وضع مذهبه الجديد كلاهما من الكتاب والسنه وكلاهما صواب في موضعه ( وماجعل عليكم في الدين من حرج ) وهذا هو الامام مالك لم يقبل من المنصور الخليفة العباسي ان يحمل الناس على كتاب الموطأ وبين له ان بعض الصحابة سمع مالم يسمعه الآخر او علم ما لم يعلم غيره فنشر ما علم وكل منهم على حق ومن ثم اختلفت الوجوه في المسألة الواحدة وكلها على الاغلب صحيح ونحن مع امامنا جعفر الصاق في قاعدته العملية ( حسبنا من المسلم ما يكون به مسلما ) وسيبقى الخلاف مادام هناك اختلاف في العقول والتحصيل والفهم والبيان والبينات والوراثات وغيرها ، ( ولايزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم ) والانسان مكلف شرعا للعمل بما وصل اليه اجتهاده واستقر عنده نظره ان كان من اهل ذلك وحسبه الدليل الظني عند أهل العلم ويكون هذا هو حكم الله في حقه حتى يبين له خطاء ما ذهب اليه بيقين على مثل ضوء الشمس .
وعلى هذا الاساس ننظر الى مذهب المسلمين فنقرب ما بينهما ونربطها جميعا برباط لا فتنة فيه ولا تفرقة ولا ضلال ان شاء الله وندعو المتعنتين والمغرضين والمنتفعين والمبتلين بضحالة العلم وضيق الافق والغرور وندعو لهم ولنا بالهداية الى الصواب فحال المسلمين لم يعد يحتمل النزاع .

ثانيا : اوضحت له انك نقلت عن اهل العلم ولم تنسب لنفسك شيئا لانك لم تذكر اسمك اواستعملت ذلك على سبيل المجاز وأصر عل ما يقوله ولقد اشرت في أثناء كلامك أنك لم تصرح بالنقل (( ارجو ان يفرق بحر العرب بن الاشارة والتصريح )) لانك تخشى من هذا المأفون الوقح أن يطلق لسانه في أهل العلم بالسب والشتم لان هذا هو ديدنه كما هو واضح .

ثالثا : ذكرت له انك لم تطلع على رسالة العراقي ولكنه اصر على ذلك والمؤمن اذا حدث صدق واذا قيل له صدق ولكن هو بخلاف اخلاق المؤمنين .

رابعا : يا بحر العرب المأفون لقد فهم كل القراء سخريتك التي سخرت بها فيما نقله صادق المحبة وذكرت انه سود الصفحات بكلام لافائدة منه . والكلام الذي ذكره إما أية أو حديث عن سيد الخلق عليه الصلاة والسلام او كلام لأهل العلم وقد كان لازما عليك أن تقر وتعترف بسخريتك هذه التي تقودك الى منحنى خطير وتستغفر الله منها ولكنك كابرت وجادلت والظلم بطر الحق وغمط الناس ، ويكفي ان المتدارك لم يكن اعتراضا ولعلك بل واجزم انك دخلت على أقل احتمال في قوله عليه الصلاة والسلام ( رب كلمة لا يلقي لها الرجل بالا يهوي بها في نار جهنم سبعين خريفا ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام .

خامسا : فرارك يا بحر العرب المأفون من انك لم تكفر المسلمين لا ينفعك بل تكفرهم بامور خلافية بين أهل العلم وهذا هو ديدنك وديدن من يعتقد مذهبك الذي كدت أن أقع فيه فسلمني الله ولله الحمد والمنة وكم قد فرقتم بين المسلمين هنا وهناك واقمتم الويلات على المسلمين بالتفريق بسبب فهم قاصر أو تعصب مزري او اساءة ظن مع تطاول كبير كما هو مشاهد في هذا النقاش الدائر .

سادسا : ياصادق المحبة قد احسنت الظن كثيرا عندما أردت أن يكون هذا المأفون بحر العرب يتعامل مع مخالفيه بادب الخلاف وما رميت اليه كان مفهوما حيث اردت ان لا تفرق بين المسلمين وتجمع شمل الامة وهي في حاجة لذلك وان تدع الاختلاف ان كان هناك خلاف سوى أكان بين الشيعة و السنة او السنة فيما بينهم ويعذر بعضنا بعضا فاخذها هذا المأفون سقطة وجعلها حفرة وهكذا هو وأمثاله لا يريدون الا الحفر للمؤمنين المخالفين لهم في أي رأي كما رأيت من خلال هذا الحوار وأظن ان القراء كلهم فهموا قصدك يا صادق المحبة الا هذا المأفون ومن هو على شاكلته الذين يحبون الاختلاف والفرقة بين المسلمين .

سابعا : لقد فهم المافون بحر العرب فهما سقيما وبنى عليه أمره وردّ وصال وجال ثم أستدرك على فهمه واعترف ان فهمه سقيم واوضح ذلك على خلاف عادته لا لشئ وانما لان الامر ظاهر للعجائز او ربما ان احد نبهه الى وضوح ذلك الامر ومن هنا فهمت ان الرجل اعني به هذا المأفون انه يناطح ويجادل لا لإظهار الحق واحقاقه وانما لاظهار الباطل فان من يجادل لكي تظهر له الحقيقة فيعيشها لا يكون حاله كحال هذا وإنما يفرح بظهور الحقيقة ولا يسارع في ردها اذا ظهرت على يد خصمه ولكن من ملئ قلبه حقدا على المسلمين المؤمنيين الموحدين هذا حاله ثم اخيرا لقد كتبت هذه التعليقات والمرئيات وانا ليس من اهل العلم ولا من طلابه ولكن شد انتباهي هذا الموضوع المثار والاسلوب العلمي والمؤدب لصادق المحبة والذي يحب للناس الخير وفي المقابل الاسلوب العنجهي لبحر العرب المأفون الذي لايعرف الا السب والشتم والانتقاص من الآخرين وعلى كل فكل إناء بما فيه ينضح .. ورحم الله الامام الشافعي حيث يقول :
اعرض عن الجاهل السفيه فكل ما قال فهو فيه
ماضر بحر الفرات يوما ان خاض بعض الكلاب فيه
وهذا نداء مني لصادق المحبة اقول لا تضيع وقتك مع من حواره عقيم فانت مهذب ومستقيم ومن بيت لا يسمح لك بالسباب والشتم والدخول في هذه المداخل ولك اقول جزاك الله خيرا فقد اوضحت الحق حينما كدت ان أسقط في غيره مع أمثال هذا المأفون والله ان عباراتي له هذه خرجت عفوا مني لكثرة ما رأيته من بذاءة في اسلوبه ووقاحة في لفظه والله الهادي ولعلي اسديث لهذا المأفون نصحا ولا أظنه سينتصح ...