الحبيب على درب الحبيب

[شيخ القبايل.]

الحبيب علي ، صاحب الوجه المنير الطيب . والقلب الطيب الابيض – نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله عز وجل - يشرف علينا في لقاء الجمعة في قناة دريم ، ليغسل درن الفضائيات بنبراس الدعوة النقية السمحة الذي يحمله دوما . ويتحدث بلغة فصيحة خالطتها اللكنة الحضرمية بقـئـقــئاتها المقبولة ، وامالاتها اللطيفة .
صدقوني ايها الكرام انني منذ زمان طويل لم استلطف الاستماع لاي رجل يتحدث عن الدين وقضاياه مللا اصابني وكراهية مستني للاسلوب والمنطق الذي يتحدث به هؤلاء عند طرقهم لقضايا دينية متعددة الا هذا الرجل ، وعندما فتحت القناة كانت غايتي هي استلقاط الاخطاء النحوية والبحث عن جوانب من البلاهة تعودنا على تصيدها حينما يتحدث ويتفيهق علينا بها بعض من يسمونهم ( مشايخ ) لكنني اندهشت من حسن كلامه وصدق مقاله ورسوخ مبادئه .. وحلمه وتريثه .. واسترسال حديثه بلا ملل من السامع وهو يستتبع الافكار الواضحة النقية التي تؤكد – دون ادنى ريبة – الى باعه في الفهم الدعوي . وثبات قدمه في محبة الحق والسير على نهجه .
لم يكن الحبيب علي من اولئك الرجال الذين يخوضون في اوحال الخلافيات الدينية وقد عصبوا رؤوسهم بعصابة القالب الجامد الذي لايعتبر للنقاش الهادئ اي اعتبار . ولم يكن الحبيب علي محسوبا على رجال اغلقت الحياة الانسانية بابها في وجوههم لانهم ينطلقون بافكارهم ومعتقداتهم من اسس هشة من الجهل المركب الكريه . ولم يكن هذا الحبيب (قط) واحدا ممن يملكون (الفتاوى الجاهزة ) المقرطسة يقذفون بها في الوجوه قبل اتمام الانصات واحكام الانصاف .. لكنه يدري الام يسعى . ويعي مايقول ، وقد استضاء بنور الهي لاينطفي وبروح مؤمنة نبوية معصومة !
منذ زمان بعيد ترهلت اهتماماتي الدينية ، ولم يبق لي من الدين الا تلك الكلمة العظيمة الباقية ( لا اله الا الله ) ، وكلما رايت بصيصا بين الناس احسبه سرابا .. لكنني ارتويت حقا من حديث الشيخ الجفري ، زلالا عذبا واستمتعت به ايما استمتاع واشتقت الى رحابة الاسلام وحكاياته وفعالياته ! حتى اذا صمت في نهاية اللقاء احسست بعطش شديد الى المزيد .
وما تمنيت ان اكون تلميذا لشيخ الا اليوم وانا اشاهد هذا الداعية الحنون ، وقد سربله البياض .. والعمامة السنية تلف راسه الملئ بالخير والسلام وقد احسن حبكتها حتى نطقت غرته بالمذهب المؤمن الذي يسجد متعبدا به لله ! وقد شع من عينيه تواضع طهور لله بين عباده .
فلا اعجب اذا علمت ان هذا الداعية قد وفقه الله الهادي لكي يكون سببا من اسباب توبة بعض المشاهير بعدما انغمسوا في ملاهيههم ونسيانهم . ثم جمعتهم الاقدار الرحيمة بالحبيب الداعي فغمرتهم الاضواء الباردة واستفاقوا بعد سبات .
مااجمل هذا الدين العظيم اذا خالط الافئدة الساعية للحقيقة . ولا حسد الا في اثنتين ..