05-07-2011, 11:12 PM | #1 | |||||
شخصيات هامه
|
اليمن واليمنيون : وحدة دم أم وحدة بالدم !!
قال الله تعالى:
واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص. هو الذي خلقكم من نفس واحدة. وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة. يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا. إن هذه أمتكم أمّة واحدة. صدق الله العظيم وقال عليه الصلاة والسلام: المؤمن للمؤمن كالجسد الواحد اذا شكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. المسلمون تتكافأ دماؤهم ، يسعى بذمتهم أدناهم ، وهم يد على من سواهم . صدق الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم. وقال الشاعر: تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسرا واذا افترقن تكسرت احادا. وبعد: فالله تعالى في كتابه أمرنا بالوحدة ورسول الله صلّ الله عليه وآله وصحبه وسلّم في سنته يحثّنا على الوحدة والفقهاء والعلماء والحكماء ينطقون ويوصون بالوحدة والقبائل والشعوب جميعا يدركون ما معنى الوحدة والأعداء لا يخشون من شيء كخشيتهم من وحدة الأمة. ففي الصلاة وفي الجهاد تتراص الصفوص موحدة بلا خلل. والنفس واحدة سواء مؤمنة أو كافرة فما بال وهذا ابن عم وذاك ابن خال. وحدتنا وحدة دم لا وحدة بالدم !! دائما ما يردد الأخ الرئيس في خطبه: إن الوحدة قد تعمدت أو تدعمت بالدم... فإلى أي حدّ هذا القول صحيح ..؟ بادئ ذي بدء، يكذب كلّ من يزعم بأن الوحدة منتج الرئيس أو من إخراج الرئيس .. فالوحدة سابقة قبل ظهور الرئيس وستظلّ بإذن الله تعالى باقية بعد ذهاب الرئيس. من عشرة إلى اثنتي عشر ألف سنة هي حضارة اليمن في التأريخ كما يذكر روّاد وأساتذة التأريخ، حضارة شعوب جنوب الجزيرة العربية، حضارة معين وسبأ وحمير وكندة وحضرموت... وهي حضارات من أقدم حضارات الأرض إن لم تكُ أقدمها على الإطلاق.. فصول من تلك الألوف المؤلفة من السنين شهدت وحدة على الأرض كما فصول أخرى غيرها شهدت بعض التجزءات على الأرض.. وفي الأولى والتالية بقيت وحدة النفوس والقلوب والدماء في ضمير الشعب الواحد وعلى جسد الشعب الواحد.. لسان هذا الشعب واحد وإن تلكك كما مصير حاله واحد وإن تفكّك. وحدة اليمن خاصة والأمة العربية والإسلامية عامة لم تكن محصورة على أبناء اليمن وحدهم .. فالشيخ الثعالبي من تونس قد افتتح القرن العشرين بتعبيد طريق الوحدة وإرساء دعائمها وكانت مراسلاته واتصالاته مع جميع أمراء وسلاطين قبائل اليمن جنوبا وشمالا شاهدة على ذلك العصر.. وقد اتفقت جميع سلاطين الجنوب على وحدة البلاد ولم يمانعوا بأن يبقى الإمام حاكما مع وضع لبنات الديمقراطية والتعليم والتحرير والتطوير للوطن والمواطن والكفاح والنضال ضد الباغي الأجنبي لاستقلال البلاد وتحرير العباد.. لـكن الإمام رفض للأسف ذلك المشروع متوجسا خيفة ما لم يبوح بها.. والأمير العربي شكيب أرسلان من لبنان له دور بارز في السعي نحو إعادة وحدة التراب على أرض اليمن ولحمة رجاله. والشيخ محمد عبده من مصر قد أدلى بدلوه أيضا في هذه الوحدة المباركة.. والمفكر أمين الريحاني قد سجلت له صولات وجولات في هذه الطريق .. طريق الوحدة. والإخوان المسلمون من مصر قد سبقوا جمال عبد الناصر والقوميين العرب في اليمن بنيّف وثلاثة عقود كاملة. جميع رؤوساء اليمن كافة لا يستثنى منهم أحدا قد سعوا وعملوا وجاهدوا لأجل الوحدة في الجنوب كما في الشمال بلا كلل ولا ملل.. بل أنهم حاربوا بعضهم وتحاربوا فيما بينهم لأجل الوحدة وتحقيقها.. وبعد إخماد كلّ معركة من تلك الحروب كانت اتفاقات الوحدة ولا شيء غير الوحدة هي الوحيدة التي تجمعهم وتوحدهم وتخمد نيران المعارك وتطفئ غضب النفوس.. واسألوا عن اتفاقات القاهرة وطرابلس والكويت تنبئكم عن أرض الجنتين وما جرى بين اليمنيين. عبد الله السلاّل، قحطان الشعبي، حسين العمري، عبد الفتاح إسماعيل، عبد الرحمـن الإرياني، إبراهيم الحمدي، سالم ربيع علي، علي عبد الله صالح، علي ناصر محمد، علي سالم البيض.. جميع هؤلاء الرؤساء ناضلوا وضحوا لأجل اليمن الواحد الموحد.. وكما نقرأ فقد كان الرئيس علي عبد الله صالح فرد واحد من تلك الكوكبة من الأسماء لم يتفرّد عليهم بشيء فإذا ما تحققت الوحدة في عهده فإنما بفضل الله تعالى أولا وأخيرا ثم بمجهودات جميع أولـئك الزعماء وكلّ فرد من الشعب من يمنيين وغيرهم من الذين ساروا على هذه الطريق واتخذوا شعار تلك الطريقة ، طريق الوحدة وطريقتها. النظرة إلى الوحدة بالدم نظرة فيها نظر... أما النظرة كوحدة دم فتلك دروس التأريخ والعبر. إذا ما نظر الرئيس علي عبد الله صالح إلى الوحدة بالدم فإننا نذكره بما نشهده ويشهده معنا عن عدد الإنفصالات والتمزيقات والتجزءات التي تحققت أيضا بالدم.. يوغوسلافيا العظمى تفرقت وتشتت بالدم.. أليس كذلك؟ ونجحت وها هي أمام ناظرينا ستة دويلات بدل دولة واحدة قوية. لا يستطيع أحدا منا أن ينكر اليوم بأن العراق ثلاثة وليس واحد كما يظهر للعلن وما خفي كان أعظم.. وما نجح هذا التقسيم إلا بالدم.. أليس كذلك. هذا السودان وإلى عهد قريب كان دولة واحدة كبرى وانشطر إلى اثنين بين جنوب وشمال وربما، لا سمح الله، تكتمل رباعية التشطير فيصبح أربعة إذا ما التحق الشرق والغرب.. وهذه ليبيا.. بنغازي في ناحية وطرابلس في الضفة الأخرى فلا يلتقيا.. أيضا بالدم.. وشبه القارة الهندية العظمى تقسمت إلى أربعة... بالدم .. وما تزال الدماء جارية في كشمير وغيرها من النواحي.. من بعض هذه الأمثلة التي أوردناها على سبيلها لا الحصر، نؤكد بأنه وإن تحققت وحدة بالدم فنجحت فقد تتحقق عشرات الإنفصالات والتشطيرات كذلك بالدم وقد نجحت أيضا. لا شيء يدعو إلى المفاخرة والتباهي والزهو بالدم والحرب والقتل والإقتتال.. وعلينا تذكير الرئيس وتنبهه إلى أنه لم يكن في ميدان تثبيت الوحدة في حرب صيف 94 لوحده ومعه جنده.. بل أن الشعب اليمني من أقصاه إلى أدناه كان يدا واحدة على دعاة الإنفصال والتشطير وعودة التشرذم والتفرقة.. هل نسي الرئيس بأن جيش الشمال والجنوب معا لم يتقدم خطوة واحدة في الحرب لأكثر من شهر من المعارك الحامية على قادة الإنفصال حتى كشف زعيمهم عن مضمون ومكنون صدره بما أخفاه طيلة أيام الحرب فإذا بالناس جميعا تتفرّق من حوله وتتعاضد ضده وضد مراسيمه.. فهرب ومن معه شريدا ذليلا.. وتساقطت مواقعهم كسقوط أوراق الخريف في يومين لا أكثر بعد استبسال في قتال دام أكثر من ثلاثين يوما.. ربما كان فيها قاب قوسين أو أدنى من تحقيق نصر في ظلّ وحدة تتطاول إليها أعناق الشعب وتتطلع إليها أفئدتهم وتحدق بها أعينهم.. وهل ينسى الرئيس بأن جميع الدول العظمى بلا استثناء قد وقفوا إلى جانب أنصار الوحدة.. فأميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ومعظم دول الشرق والغرب إنما كانت مصالحهم تواقة إلى وحدة هذه البلاد.. وان البارجة الحربية الفرنسية كليمنسو في البحر الأحمر كانت تعمل بلا توقف لصالح الوحدويين أو الإتحاديين.. وكانت الأقمار الصناعية التجسسية الأميركية تزود الوحدويين بكلّ ما يحقق لهم الانتصار الأخير على الإنفصاليين. ووقف وزير خارجية بريطانيا في ذلك العهد يدعي بأن الجنوب ليس له مقومات الدولة.. وقد كانت بلاده في يوم ما تحتل عدن ويعرف أكثر من غيره بأنه عند خروجها قامت دولة تمّ الإعتراف بها.. لـكن مصالح اليوم غير مصالح الأمس وربما تغيرت مصالح الغد عن مصالح اليوم.. على الرئيس إذن أن يعي ذلك. الحوثيون وكلّ طوائف اليمن من زيود وشوافع ومن مختلف طرق الصوفية كانوا صفا واحدا مع الوحدة ضد الإنفصال.. جميع قبائل اليمن من حاشد وبكيل وحمير وهمدان وكنده وحضرموت ويافع والضالع وأبين والعوالق وغيرهم معهم كانوا رجلا واحدا مع الوحدة ضد الإنفصال. حتى أن زعيم القاعدة فيما بعد الشيخ أسامة بن لادن رحمه الله تعالى وعفا عنه وغفر له قد اشترى من حرّ ماله أربعة زوارق بحرية حربية للنظام من سويسرا.. كما كان الشيخ طارق الفضلي أحد المحسوبين على القاعدة فيما بعد قد كان هو الآخر وأنصاره وأعوانه في صفّ الوحدويين وحاربوا معهم. كذلك الجيش الجنوبي من أنصار الرئيس علي ناصر محمد وتعداده يزيد عن عشرين ألف كانوا يحاربون مع الوحدة ضد عودة التشطير تحت قيادة زعيمهم عبد ربه منصور حتى تمكن من قاعدة العند ذلك الحصن العسكري القوي الشديد. جيّش الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رحمه الله تعالى وغفر له وعفا عنه من حاشد أكثر من مائة ألف مقاتل من الإسلاميين لنصرة جمهور الوحدة. كانت أريتريا على الطرف الآخر من شطّ البحر الأحمر ملجأ للطيران الحربي الوحدوي وقد ذكرت أنباء بأن من الطيارين جنسيات أثيوبية وأريترية. وعندما ساهمت وأسهمت بعض دول الخليج بتأييد الإنفصاليين إنما كان لها بالمرصاد النمر الأميركي والأسد البريطاني والدب الروسي والفارس الفرنسي والمحارب الألماني ودول عظمى كان لكلمتها القول الفصل.. لا يغيب عن ذاكرة الرئيس صفحات تلك الأيام.. وكيف أن كريستوفر وزير خارجية أميركا في ذلك العهد يلّح بالطلب على الوحدويين حسم المعركة سريعا إذ أن تطويل المدة يسبب حرجا لأميركا مع أصدقاءها.. ولما عجز الوحدويون عن حسم الأمر سريعا لجأ كريستوفر إلى مباشرة عمله المنوط به من دولته العظمى وإذا به يرفع السماعة على الرئيس علي سالم البيض فيحادثه مبطنا له التهديد والوعيد بما يفيد أنه قد تقرّر عليه الخروج ومن معه من القادة وأن أميركا تضمن لهم سلامة أرواحهم وعدم مساءلتهم .. وبالفعل غادر البيض برّا بكلّ ما يملك ولا يملك وغادر غيره كما غادر هيثم قاسم وآخرون بحرا إلى جيبوتي ثم إلى السعودية أمام أنظار جنود الوحدة دون أن تطلق عليهم رصاصة واحدة حيث قد تأمنت لهم الطرق فأمنوا على أرواحهم وممتلكاتهم وأتباعهم. كلّ تلك الأسباب، من بعد عون الله تعالى، قد ساعدت في الإبقاء على الوحدة وإرساء دعائمها لولا رياح تعجّ بغبار فساد هبّت عليها من هنا وهناك بعد ذلك. ماذا بقي للرئيس حاليا وماذا تبقى له من كلّ تلك الأسباب.. فالحوثيون قد انشقوا عنه بعد أن ذاقوا وأذاقوا خصمهم حروبا وويلات لم يتعافى الشعب من هولها وما خلفته من أحمال ثقيلة بعد. وبعض الجنوبيون قد انقسموا بين حراك وتحريك للقضية الجنوبية كما يزعمون أو يزعم ناطقهم. والجيش اليمني الموحد قد انشطر إلى نصفين جزء منه في ميدان التغيير والجزء الآخر رابض في ميدان التحرير. وليس للحرس الجمهوري والأمن المركزي إلا حماية النظام أو ربما رئيس النظام. والشعب اليوم يريد العيش بحرية وكرامة سواء في الشمال أو الجنوب أو المشرق أو المغرب. وأسامة مات والفضلي فات ولا تنادي على جيش عدن وأبين فهيهات. وابن الأحمر قد أفضى إلى ربه وأما ورثته الشرعيون فهم حقا يجيشون ويحندون لـكن هذه المرّة مع الجهة المقابلة. وألوية الرئيس علي ناصر محمد لا يعرف مصيرها ومواقفها مجهولة، وأميركا والإتحاد الأوروبي مع الشعوب ولو على مضض. دول الخليج مجتمعة اليوم مع مصالح الشعب وهي ترى اليوم بغير منظار الأمس وأن وحدة اليمن خير لجزيرة العرب وخليج العرب. تبدت وتبددت حروب سبعة أو ثمانية مع الحوثيين باءت بالفشل فما من نصر لاح بالأفق واضح وصريح ومريح. وحرس جمهوري ينسحب من مواقعه موقع من بعد موقع وفرق عسكرية تتقهقر تترى فرقة من وراء فرقة. ومدن تنسلخ من حكم سيادة النظام والقانون مدينة بعد مدينة. وينحصر حكم الرئيس على بضعة كيلومترات حول القصر الرئاسي الجمهوري. ورجال قد تفرقوا من حول القائد والبقية تنتظر. ما تزال الجزيرة تبث مباشرة من تعز بالرغم من الحظر المضروب عليها من طرف السلطة على جزء من صنعاء.. وكأن مشهد بنغازي في الشرق وطرابلس في الغرب يتكرر صورة طبق الأصل مع اختلاف الاتجاهات من صنعاء شمالا إلى تعز جنوبا. فماذا تبقى إذن؟ بقيت الأمة اليمانية أمّة واحدة في تأريخها الطويل سواء تحت مظلّة واحدة أو حتى تحت ظلال دولتين أو عدة دول.. وقد أثبت هذا الشعب بأنّه شعب واحد مهما تعددت دوله وحكامه. علينا أن نتذكر عهود الإسلام الأولى وكيف أنه من سبعة عشر إلى ثلاثة وعشرون وفدا قد قدم من مختلف أقطار البلاد إلى مدينة الحبيب المصطفى صلّ الله عليه وسلّم للمبايعة والدخول أفواجا في دين الإسلام الحنيف.. وكيف خرج رجال العشائر والقبائل فرادا وجماعة للجهاد في سبيل الله تعالى والدعودة إلى رسالة محمد بن عبد الله بسيوفهم وقلوبهم وحناجرهم.. كلّهم قد أصابوا من دعوة الرسول صلّ الله عليه وسلّم لهم وكلّهم قد افتخروا بمدحه عليه الصلاة والسلام لهم ولمواطنهم.. كلّ تلك الوفود من أشاعرة وهمدان وكندة وحضرموت وحمير والحارث ونجران والأزد وكهلان قد أخذوا ببشارة النبي صلوات ربي عليه وعلى آله وصحبه لهم، لأهل اليمن، لأرض اليمن.. وقد حدّد النبي الأعظم صلّ الله عليه وسلّم من هم أهل اليمن عندما أشار إلى الصحابي الجليل موسى الأشعري رضوان الله تعالى عليه وقومه.. وما قوم موسى الأشعري إلاّ كلّ تلك القبائل اليمانية مجتمعة لا فرق بينهم.. ومن يخرج علينا اليوم بسالفة حضرمي أو جنوبي عربي فما عليه أولا سوى الكفر بأقوال النبي وردّ دعاءه ومدحه لليمن واليمنيين وهذا ما لا يستطيعونه ولن تقوى ألسنتهم وأفئدتهم على مثله وإن جمعوا إرادتهم فالله تعالى وحده فعّال لما يريد.. وقد سبق ذلك في علم الكتاب والسنّة.. هذه وفود قد تجمعت من شتّى قبائل اليمن من حضرموت إلى صنعاء وتعز إلى زبيد وعدن إلى دوس ونجران.. ساروا فرادا وجماعات تحت زعامات متجمعة أو متفرقة.. كلّهم يمانيون من أين أتوا ولى أين ساروا. قد تعد عدة مناطق يمانية لـكن لن تعتد سوى بشعب واحد بضمير واحد على قلب رجل واحد ينبثق من نفس واحدة. هذه الأرض بزيديتها وشافعيتها من متصوفة وغيرها تعود وترجع لليمنيين كلّ اليمنيون.. بل قد سجل القرن المنصرم عند قيام كلّ من دولتين منفصلتين على شطري البلاد لشعب واحد أنه ليس في الأمر شرّ مطلق.. بل إذا ما طغى حاكم أو استبد فريق على جمهور من شعبه وجد ذلك الجمهور رحمة ورأفة من الطرف الأخر فيأوى إلى ركنه مؤتمنا على نفسه وأهله وماله.. تماما كما حصل بعد حرب الرفاق في شتاء 86 عندما نجا من تلك المجازر جماعات وفرق قدّر عددها بعشرين إلى ثلاثين ألف. كذلك حصل مع أعضاء الجبهة الوطنية بعد حرب الرئيس ضدهم وضد الناصريين وما تكبدته شرعب وقرى من الحجرية من تلك الحرب حيث لجأ أفراد الجبهة إلى الطرف الجنوبي لتتحقق نجاة أفراد وجاعات جمّة. الزيدية: عندما قامت دولة الإمامة الزيدية لم تحارب الناس على اعتناق مذهبها بل وسعت في معتقدهم لأن الزيدية تنظر إلى الشافعية كمذهب واحد لا فرق بين أبناء الإسلام عليه.. وكم من فتاوى قد اجتهد فيها الإمام يحي رحمه الله تعالى إنما خرجت متأصلة من مذاهب أهل السنّة الأربعة دون خلاف أو اختلاف.. حتى ذكر أمين الريحاني في مجلده ملوك العرب بأنه قد ساوره الشكّ بأن يكون الإمام يحي شافعيا وإنما يتظاهر بالزيدية واسألوا الشيخ الجليل والعالم الفضيل أطال الله تعالى بعمره محمد بن إسماعيل العمراني عن تلك العهود وما لقيه من وشايات عند الإمام من خصومه وموقف الإمام بينه وبينهم.. يعدّ المذهب الزيدي من المذاهب السنية وقد أدرك الأزهر ذلك مبكرا حتى أعدّ المذهب كمذهب سنّي خامس ، أما فقهاء وعلماء الزيدية فإنهم يعدون مذهبهم بالمذهب السني الأول حتى على لسان الحوثيين قد ورد ذكر ذلك وحجتهم على هذا القول هو أن الإمام مالك وأبو حنيفة والشافعي وابن حنبل إنما شربوا علومهم من الإمامين زيد و جعفر رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.. ولا ننكر عليهم حقّ القول من بعد أن أقررنا بأن كلّ هؤلاء الأئمة العظام هم أئمتنا وقدوتنا.. وأئمة الزيدية ورجالاتها كانوا من أشدّ المحاربين والمجاهدين الذين حملوا بشدة وقسوة على كافة فرق الرافضة من قرامطة وإسماعيلية وإمامية وغيرها من الفرق الباطنة المارقة ، والتأريخ قد شهد على ذلك. وعندما تحوّل أهل حضرموت من المذهب الأباضي إلى المذهب الشافعي قاموا بإرسال وفد إلى الإمام القاسم لكي يبعث لهم معلما ومدرسا لهم بعد تركهم للإباضية فما كان من هذا الإمام الزيدي إلاّ أن أوفد لهم بشيخ من علماء الشافعية وقد كان متمكنا من نشر مذهبه إذا ما أوفد قاضيا زيديا.. لـكن الإمام القاسم أبعد نظرا من رؤية ضيقة عند بعض الناس في زماننا.. فقد كان الإمام ينظر إلى الزيدية والشافعية بعين واحدة وأنهما قد انبثقا من مشكاة واحدة.. ونظرتنا إلى الزيدية اليوم وقلّة عددها وتعدادها تظهر لنا جليّا مدى التعامل الحسن من أولـئك الأئمة على شعوبهم في تلك العهود.. إذ لو أرادوا نشر مذهبهم لما منعوا والقوة بأيديهم والحكم في البلاد تحت إشارتهم لأكثر من عشرة قرون.. لـكنهم لم يفعلوا وظلّت المساجد لله تعالى وحده يدخلها الشافعي والزيدي ويؤم هذا ذاك وذاك هذا.. وجميع الحروب التي دارت رحاها بين الزيدية والشافعية إنما كانت حروب سياسية زعاماتية لا أكثر ولا أقلّ.. حضرموت: كما سلف لنا الذكر عن حضرموت ووفد من أهلها إلى الإمام كذلك تحتفظ مدينة حضرموت بتأريخها الوحدوي على مدى أجيال وقرون طويلة.. هناك وثائق ومخطوطات تشير إلى المراسلات التي جرت بين أهالي حضرموت وأئمة اليمن وكيف توافقوا على انضواء حضرموت تحت حكم الأئمة في صعدة أو صنعاء أو تعز دون أن يغيّر ذلك شيئا أو يمسّ من كرامة وعزّة الحضرمي بنفسه وأرضه ومعتقده.. وإذا أخبرنا التأريخ ورواده بأن اليمن أو جنوب الجزيرة العربية أو الأرض السعيدة أو مملكة سبأ وحمير تمتد إلى مائة أو مائة وعشرون قرنا من الزمن أو ما يعادل عشرة آلاف من السنين فإننا نجد مدينة حضرموت لم تستقل بالحكم سوى خمسمائة وخمسون سنة في العهود الغابرة وأربعمائة سنة في عهود ما بعد الإسلام.. بما يعني العشر فقط وتسعة أعشار تلك العصور والعهود حتى حاضرنا بقيت حضرموت في بوصلة واحدة على السفينة اليمنية تتجه أينما دار السهم وشاءت الرياح.. وإلى كلّ من طالع كتب التأريخ سوى يحفط أسماء ملوك الحضارمة في العهد السبئي وملوك كندة في العهد الحميري.. ممالك متجاورة أو موحدة وملوكهم شركاء في الحكم.. أصدقاء تارة وخصوم تارة أخرى.. حتى جاءت رياح القومية العربية تحمل راية وحدة العرب من المحيط إلى الخليج كانت حضرموت أوّل من لبّى وساهم بالمال والنفس ليس تحت وحدة يمانية ليس إلاّ بل تحت وحدة عربية كبرى ووحدة أممية إسلامية شاملة.. لا تحتكم حضرموت إلى قلم من مجهول على شبكة عنكبوتية قدم من هنا أو هناك يرعد ويزبد فلا ينقص ولا يزيد بل تقاضى حضرموت بجمهور علماءها ومثقفيها ومفكريها ومؤرخيها الأفذاذ فإن شذّ عن القاعدة واحد أو اثنان أو بضع نفر فإن لكلّ قاعدة شواذ.. وإنّي أحيل أهلي في اليمن من حضرموت إلى صنعاء ومن زبيد إلى عدن إلى آخر كتاب قام على تأليفه الأستاذ الأديب الطبيب المؤرخ الشيخ السيد محمد على البار مذ بضعة سنوات فقط حمل عنوان: (إضاءات قرآنية ونبوية في تأريخ اليمن).. كتا قيّم ومفيد لقارءه وهو من أواخر إنتاج الفكر الحضرمي اليماني وخواطر الروح الحضرمية اليمانية ولن يكون بأخيرها ولا آخرها.. وكما نقرأ من عنوان الكتاب "اليمن" فحضرموت إنما كانت حاضرة ضمن ثناياه كما تضمن باقي الحضر والهجر والممالك والأنساب على أرض اليمن.. حكاية أخرى عن كتاب يحمل عنوان ( نثر الدرّ المكنون من فضائل اليمن الميمون ) لمؤلفه حضرة الأستاذ البحاثة السيد محمد بن علي الأهدلي الحسيني اليمني الأزهري وقد كان رجلا غنيا بالعلم فقيرا للمال لم يملك ثمن طباعة الكتاب ونشره فإذا بيماني حضرمي أبي من بني جلدته ينبري لحلّ هذه المعضلة وقد عرف أن حضرميته جزء لا يتجزأ عن هذا اليمن الميمون وأن فضائل اليمن تعود إليه والعكس بالعكس.. فيقوم جناب الأخ الصالح الشيخ محمد بن أحمد باسندوه بطبع الكتاب ونشره على نفقته الخاصة.. لقد كان الشيخ السيد الأهدل من زبيد في أقصى مغارب اليمن وكان الشيخ باسندوة من حضرموت في أقصى مشارق اليمن وقد اجتمعا في الميمونة المحروسة مصر من أرض الكنانة وكان تجمعهما على خير اليمن الميمون رحمهما الله تعالى وغفر لهما وأثابهما وأسكنهما فسيح جناته.. رحم الله ذلك السلف فقد كان خير سلف ونرجو من الله تعالى أن يتقبلنا معهم ويجعلنا خير خلف لخير سلف. تعز: وعندما طلب الملك الإدريسي حاكم عسير في أبها من أهل تعز وهم أهل علم وثقافة وزراعة وتجارة أن ينضموا إلى شوافع الجنوب تحت قيادة يافع لمحاربة الإمام .. رفض التعزيون ذلك المطلب وقدموا مصلحة الأمة اليمنية على مصالحهم الخاصة برغم قسوة الحكم الإمامي عليهم في بعض الأحيان.. وجغرافية بلاد تعز للذين لا يحسنون فقط قراءة السياسة بل أثبتوا جهلهم بالتأريخ والجغرافيا أيضا.. لأنهم لو علموا أو تعلموا لعرفوا بأن تعز مع عدن من المرتفعات الجنوبية في البلاد ولما فصلوا هذا العضو عن ذاك.. لـكنه الجهل الذي يغشي البصر ويعمي البصيرة.. لطالما تشنفت مسامعنا من بعض رواد مقاهي النت وكيل التهم لأهل تعز بأنهم جواسيس للزيود ضد أبناء الجنوب فينسون ويتناسون بأن هذه المدينة الجميلة الثائرة الحالمة من أقدم حواضر اليمن .. وما تعز غير حاضنة حمير المعافر وحمير الأصابح .. وما تعز غير حاضرة الجند في عهد الإسلام الزاهر المبارك .. وشكلت تعز قلعة حصينة للثوار .. وقاد أبناءها الثورة بعد الثورة .. حتى أن في أمنها وأمانها يضرب بها المثل ويسكن إليها ويأتمن على نفسه فيها أئمة الزيدية هروبا من صعدة وصنعاء.. وقد خرج من رحم تعز قادة عظماء ليس أقلّهم الثائر الشهيد علي عبد المغني وفيلسوف ومهندس الثورة السبتمبرية والأكتوبرية المرحوم أحمد محمد نعمان مع رفيق دربة الشاعر المناضل محمد الزبيري وقد جاء من بعده نجله محمد أحمد نعمان أحد مهندسي ثورة التصحيح الحزيرانية مع الزعيم إبراهيم الحمدي وهناك القائد الشهيد عبد الرقيب عبد الوهاب نعمان أحد أبطال حصار السبعين وقائد شباب الكشافة وزعيم الحركة الصمودية الشعبية في وجه الحصار وهناك أستاذ الثقافة لكلّ العصور الأب الروحي المعلّم المناضل الشهير الشهيد جار الله عمر وهناك منظر الفكر الإشتراكي والشيوعي وواحد من زعماء القوميين العرب عبد الفتاح إسماعيل سواء اتفقنا معه أو لم نتفق بالبت لا يلغي ذلك أدب وفكر الرجل وعلى الله حسابه إن شاء غفر له برحمته وإن شاء عذبه بما قدمت يداه وأيضا عمر الجاوي ذاك المناضل الصوفي الوحدوي. ان الله تعالى رؤوف رحيم بعباده حيث جعل تعز وسطا بين جنوب وشمال .. وجعل منها حبلا موصولا لا ينقطع في توحيد أمّة اليمن. ومدينة تعز وتوابعها تشكّل ربع سكّان اليمن قاطبة. وكما انطلقت ثورة الشباب من سيدي بو زيد في تونس ومن السويس في مصر ومن بنغازي في ليبيا ومن درعا في سوريا كذلك جاءت انطلاقة ثورة الشباب من ميدان الحريّة في تعز.. ولا يخفت بريق تعز ولا تكلّ سواعد شبابها عن الدفع بالثورات ثورة وراء ثورة وإلى وحدة تجرّ وحدة. صنعاء: أعظم حواضر الإسلام .. المدينة الزاهية على مرّ العصور .. عاصمة ملوك حمير الغزاة الذوات الصناديد أولو البأس الشديد .. لا تهدّ حصونها ولا تقلع قلاعها حتى تنهض وتعمّر من جديد .. قديمها كحديثها وجديدها كقديمها .. شكلّت مع حاضرة المدائن في فارس وأنطاكية في الروم ثالث ثلاثة على لسان من لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى ، علمه شديد القوى .. في حديثه عن ضربه للصخرة بمعوله.. قد أطلق عليها في الغابرين اسم مدينة سام ثم مدينة آزال ثم صنعاء وقد قيل بأنها نسبت إلى هذا الاسم لغزارة صناعاتها في الزمان الأوّل وذكر البعض بأن الأحباش من أطلقوا عليها ذلك الإسم ويعني بلغتهم المدينة الحصينة.. كم تحملت تلك المدينة على عاتقها من أهوال الثورات المستمرة وغزوات القبائل عليها وحصار القبائل المحيطة بها ما تنوء عن تحمله بلدان كثيرة .. وتبقى صنعاء واقفة صامدة أمام كلّ الغزوات .. مدينة الشعر والقلم والفن والرسم والطرب .. مدينة السلم والحرب .. وكفى التأريخ شاهد عليها: "لا بدّ من صنعاء وإن طال السفر" الضالع وردفان: شعلة ثورة جنوب اليمن انطلقت من جبال ردفان ولا يسقط التأريخ النضالي التحرري في اليمن من صفحاته اسم أشهر المناضلين وأوّل الثائرين القائد الفذ راجح بن غالب لبوزة أبرز مشايخ قبائل ردفان أوّل القادمين إلى تعز وصنعاء بعد نجاح ثورة سبتمبر مباشرة وقد كان من الذين زحف بجنده بأسلحتهم القديمة صوب الشمال ودافعوا عن الثورة السبتمبرية في مواجهة الحشود القبلية الملكية ومن معهم من المرتزقة في البيضاء ورداع وحجة والمحابشة وشاركوا بالروح والدم والمال في ملحمة حصار السبعين في صنعاء حتى تحقّق لهم النصر مع إخوتهم في الشمال تحت قيادة حسين العمري وزير الدفاع وعبد الرقيب نعمان قائد الصاعقة والمظلات.. ثم العودة إلى ردفان في الجنوب لتفجير ثورة الشعب هناك واللحاق بإخوانهم الشماليين في توحيد الثورتين ودمج الوطنين في وطن واحد.. وعلى أرض ردفان أبناء قبيلة البكري الذين تناسوا الثار ووضعوا أثاره لأجل مقاتلة المحتلّ وتهديده بإهلاك قواته على أرض ردفان. وضربت قوات قبيلة البكري بعد إنذارها للمحتل مباشرة في مركز (نقيل رأس الربوة) حتى تمّ لهم الجلاء. وقدمت الضالع وردفان من الشخصيات الثائرات البارزات المناضلة (نور ناصر) التي أردت سبعة من الجنود البريطانيين قتلى انتقاما وثأرا لزوجها الشهيد فتقاد بعد تلك الحادثة البطولية إلى أحد سجون الإحتلال حيث لقيت ربها شهيدة بعد أصناف وألوان من العذاب والهوان تجرعته في سجنها ليس أقلّ من ذلك بتر ساقها بعد إصابة وقعت عليها. شخصية فتية مناضلة أخرى هي (دعرة سعيد) التي لم يحول سنّها الطفولي البكوري من الالتحاق بالثورة والإنضمام إلى صفوف الثوار والقتال جنبا إلى جنب مع إخوانها الرجال من المناضلين والثوّار وظلت متوشحة بسلاحها حتى زال الاحتلال وانقضى وتم جلاء المحتل ولم تكتفي حتى سارت إلى صنعاء لتشارك في قتال المرتزقة من أعوان الملكية الإمامية في الشمال أبان حصار السبعين. وقد كوفئت تلك الفتاة على حسن بلاءها في الحروب من الزعيم جمال عبد الناصر رحمه الله تعالى بمنحها رتبة الملازم أول ثم تحصل على رتبة عقيد في الجيش اليمني بعد الوحدة.. تلك الضالع وهذه ردفان برجالها ونساءها أبطال صمود ورجال حرب على كافة الميادين من شمال إلى جنوب ومن جنوب إلى شمال. يافع: أشتهرت بشدّة مراس رجالها في الحروب .. كيف لا وهم يعترفون بأنهم ورثة حمير العتيقة الغازية الباسلة .. دامت الحروب بينهم وبين جند أئمة الزيدية القادمون من الشمال طويلا وكانت لهم صفحات مشرقة في صدّ الغزوات واستمرت الحروب فيما بين الطرفين سجالا مريرا لا تنام معركة حتى تقوم أختها.. جميع تلك الحروب إنما وصفت بالحروب السياسية العسكراتية الزعاماتية.. حروب مظاهرة طرف على طرف والتنافس على الشجاعة والغلبة.. وشكلّت يافع للجنوب ذات الموقع التي أحتلته الزيدية في الشمال.. وهذا ما جعل السلطنات من البطون اليافعية تكثر وتنتشر وتشتهر على الأراضي الجنوبية كسلطنة العبادل في لحج وسلطنة الفضلي في أبين وسلطنة القعيطي في المكلا... الخ، وكم تزيد الحسرة في نفسي عندما أستمع إلى بعض الصادحين بالطلب إلى يافع الإنكفاء على ذاتهم والغريب في الأمر أن تخرج تلك الأقوال النشاز من بعض أبناء جلدتهم.. أصداء لا تليق بأبناء يافع وتأريخهم.. وينبرئ الجاهلون إلى حدّ سلخ يافع عن يمانيتهم.. وإبدالهم بثوب لم يفصله الأولون ولا المتأخرون من أبناء يافع.. فهذا المؤرخ العظيم والأديب الأريب والشاعر الفنان الأمير أحمد فضل العبدلي يدوّن في كتابه المشهور عن تأريخ لحج وعدن وعلى صفحته الأولى وبالسطر الأول أن لحج مخلاف من مخاليف اليمن.. وذاك قبله الشاعر الغنائي المشهور يحي عمر ينسب نفسه إلى يافع اليمانية اليمنية على مدار الأزمنة والأمكنة المختلفة. عدن: ثغر اليمن الباسم وجبين اليمن اللامع . درّة المدن . تأريخ من البطولات لا ينضب معينه .. فإن وصفت الهند في زمن مضى بلؤلؤة على جبين التاج الملكي البريطاني فإن عدن جوهرة مكنونة على جبين الأسد البريطاني والفيل الهندي معا .. وكلّ يمني حرّ يرفع جبينه بذكر عدن.. وكلّ عربي غيور يضم بين حناياه معشوقة تعرف بإسم واحد (عدن ـ عدن ـ عدن). عروس البحر والخليج في الماضي والحاضر والمستقبل بإذن الله تعالى. هناك كثير من كلّ بريق قد استبرق على ذرات الرمال وصخور الجبال ولألئ البحار بذكر المهرة ومأرب والجوف وشبوة ورداع وذمار والبيضاء وإب والمخا والحديدة وزبيد وسائر التهائم ولولا الخشية من ملل قد يصيب القارئ في مقام يطول عليه المقال لاسترسلت بالقول حتى التمام والكمال.. وما الكمال إلا لله العظيم المتعال. كنت أود أن أطرح على القارئ بعض من سير الشخصيات السياسية اليمنية المعاصرة عن الرؤساء علي عبد الله صالح وعلي سالم البيض وعلي ناصر محمد وحيدر أبو بكر العطاس إلا أني قد أرتأيت تأجيل ذلك إلى مقال قادم على صفحات أخرى إن يشاء الله تعالى. وأختم قولي، بعد الحمد لله ربّ العالمين، مثلما صدرت أولا: وحدتنا وحدة دم لا وحدة بالدم !! |
|||||
05-08-2011, 03:01 AM | #2 | |||||
حال جديد
|
السلام عليكم
|
|||||
05-08-2011, 10:34 AM | #3 | |||||
شخصيات هامه
|
تحية واحتراما،
بعد إعادة قراءتي للموضوع ظهرت لي بعض الأخطاء الإملائية وشيء من عدم تقعيد اللغة وغفلة عن ذكر بعض المصادر المهمة، عليه فقد قمت بالتصحيح اللازم وإعادة صياغة الموضوع بتقعيد اللغة وتعديل الأخطاء الإملائية ونشر ذكر المصادر.. وإني أطلب من إخواني المشرفين مسرور أو أبو حضرموت أو الخليفي الهلالي، تفضلا لا تأمرا، باستبدال موضوعي الأول بالموضوع التالي بأدناه ولجميع الإخوان المذكورين أو من يقوم مقامهم جزيل الشكر وعميق التقدير : - ******** قال الله تعالى: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا. ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص. هو الذي خلقكم من نفس واحدة. وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة. يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا. إن هذه أمتكم أمّة واحدة. صدق الله العظيم وقال عليه الصلاة والسلام: المؤمن للمؤمن كالجسد الواحد اذا شكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. المسلمون تتكافأ دماؤهم ، يسعى بذمتهم أدناهم ، وهم يد على من سواهم . صدق الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم. وقال الشاعر: تأبى الرماح اذا اجتمعن تكسرا واذا افترقن تكسرت احادا. وبعد: فالله تعالى في كتابه أمرنا بالوحدة ورسول الله صلّ الله عليه وآله وصحبه وسلّم في سنته يحثّنا على الوحدة والفقهاء والعلماء والحكماء ينطقون ويوصون بالوحدة والقبائل والشعوب جميعا يدركون ما معنى الوحدة والأعداء لا يخشون من شيء كخشيتهم من وحدة الأمة. ففي الصلاة وفي الجهاد تتراص الصفوص موحدة بلا خلل. والنفس واحدة سواء مؤمنة أو كافرة فما بال وهذا ابن عم وذاك ابن خال. وحدتنا وحدة دم لا وحدة بالدم !! دائما ما يردد الأخ الرئيس في خطبه: إن الوحدة قد تعمدت أو تدعمت بالدم... فإلى أي حدّ هذا القول صحيح ..؟ بادئ ذي بدء، يكذب كلّ من يزعم بأن الوحدة منتج الرئيس أو من إخراج الرئيس .. فالوحدة سابقة قبل ظهور الرئيس وستظلّ بإذن الله تعالى باقية بعد ذهاب الرئيس. من عشرة إلى اثنتي عشر ألف سنة هي حضارة اليمن في التأريخ كما يذكر روّاد وأساتذة التأريخ، حضارة شعوب جنوب الجزيرة العربية، حضارة معين وسبأ وحمير وكندة وحضرموت... وهي حضارات من أقدم حضارات الأرض إن لم تكُ أقدمها على الإطلاق.. فصول من تلك الألوف المؤلفة من السنين شهدت وحدة على الأرض كما فصول أخرى غيرها شهدت بعض التجزءات على الأرض.. وفي الأولى والتالية بقيت وحدة النفوس والقلوب والدماء في ضمير الشعب الواحد وعلى جسد الشعب الواحد.. لسان هذا الشعب واحد وإن تلكك كما مصير حاله واحد وإن تفكّك. وحدة اليمن خاصة والأمة العربية والإسلامية عامة لم تكن محصورة على أبناء اليمن وحدهم .. فالشيخ الثعالبي من تونس قد افتتح القرن العشرين بتعبيد طريق الوحدة وإرساء دعائمها وكانت مراسلاته واتصالاته مع جميع أمراء وسلاطين قبائل اليمن جنوبا وشمالا شاهدة على ذلك العصر.. وقد اتفقت جميع سلاطين الجنوب على وحدة البلاد ولم يمانعوا بأن يبقى الإمام حاكما مع وضع لبنات الديمقراطية والتعليم والتحرير والتطوير للوطن والمواطن والكفاح والنضال ضد الباغي الأجنبي لاستقلال البلاد وتحرير العباد.. لـكن الإمام رفض للأسف ذلك المشروع متوجسا خيفة ما لم يبوح بها.. والأمير العربي شكيب أرسلان من لبنان له دور بارز في السعي نحو إعادة وحدة التراب على أرض اليمن ولحمة رجاله. والشيخ محمد عبده من مصر قد أدلى بدلوه أيضا في هذه الوحدة المباركة.. والمفكر أمين الريحاني قد سجلت له صولات وجولات في هذه الطريق .. طريق الوحدة. والإخوان المسلمون من مصر قد سبقوا جمال عبد الناصر والقوميين العرب في اليمن بنيّف وثلاثة عقود كاملة. جميع رؤوساء اليمن كافة لا يستثنى منهم أحدا قد سعوا وعملوا وجاهدوا لأجل الوحدة في الجنوب كما في الشمال بلا كلل ولا ملل.. بل أنهم حاربوا بعضهم وتحاربوا فيما بينهم لأجل الوحدة وتحقيقها.. وبعد إخماد كلّ معركة من تلك الحروب كانت اتفاقات الوحدة ولا شيء غير الوحدة هي الوحيدة التي تجمعهم وتوحدهم وتخمد نيران المعارك وتطفئ غضب النفوس.. واسألوا عن اتفاقات القاهرة وطرابلس والكويت تنبئكم عن أرض الجنتين وما جرى بين اليمنيين. عبد الله السلاّل، قحطان الشعبي، حسين العمري، عبد الفتاح إسماعيل، عبد الرحمـن الإرياني، إبراهيم الحمدي، سالم ربيع علي، علي عبد الله صالح، علي ناصر محمد، علي سالم البيض.. جميع هؤلاء الرؤساء ناضلوا وضحوا لأجل اليمن الواحد الموحد.. وكما نقرأ فقد كان الرئيس علي عبد الله صالح فرد واحد من تلك الكوكبة من الأسماء لم يتفرّد عليهم بشيء فإذا ما تحققت الوحدة في عهده فإنما بفضل الله تعالى أولا وأخيرا ثم بمجهودات جميع أولـئك الزعماء وكلّ فرد من الشعب من يمنيين وغيرهم من الذين ساروا على هذه الطريق واتخذوا شعار تلك الطريقة ، طريق الوحدة وطريقتها. النظرة إلى الوحدة بالدم نظرة فيها نظر... أما النظرة كوحدة دم فتلك دروس من التأريخ وعبر. إذا ما نظر الرئيس علي عبد الله صالح إلى الوحدة بالدم فإننا نذكره بما نشهده ويشهده معنا في عدد الإنفصالات والتمزيقات والتجزءات التي تحققت أيضا بالدم.. يوغوسلافيا العظمى تفرقت وتشتت بالدم.. أليس كذلك؟ ونجحت وها هي أمام ناظرينا ستة دويلات بدل دولة واحدة قوية. لا يستطيع أحدا منا أن ينكر اليوم بأن العراق ثلاثة وليس واحد كما يظهر للعلن وما خفي كان أعظم.. وما نجح هذا التقسيم إلا بالدم.. أليس كذلك. هذا السودان وإلى عهد قريب كان دولة واحدة كبرى وانشطر إلى اثنين بين جنوب وشمال وربما، لا سمح الله، تكتمل رباعية التشطير فيصبح أربعة إذا ما التحق الشرق والغرب.. وهذه ليبيا.. بنغازي في ناحية وطرابلس في الضفة الأخرى فلا يلتقيا.. أيضا بالدم.. وشبه القارة الهندية العظمى تقسمت إلى أربعة... بالدم .. وما تزال الدماء جارية في كشمير وغيرها من النواحي.. من بعض هذه الأمثلة التي أوردناها على سبيلها لا الحصر، نؤكد بأنه وإن تحققت وحدة بالدم فنجحت فقد تحققت عشرات الإنفصالات والتشطيرات كذلك بالدم ونجحت أيضا. لا شيء يدعو إلى المفاخرة والتباهي والزهو بالدم والحرب والقتل والإقتتال.. وعلينا تذكير الرئيس وتنبهه إلى أنه لم يكن في ميدان تثبيت الوحدة في حرب صيف 94 لوحده ومعه جنده.. بل أن الشعب اليمني من أقصاه إلى أدناه كان يدا واحدة على دعاة الإنفصال والتشطير وعودة التشرذم والتفرقة.. هل نسي الرئيس بأن جيش الشمال والجنوب معا لم يتقدم خطوة واحدة في الحرب لأكثر من شهر من المعارك الحامية على قادة الإنفصال حتى كشف زعيمهم عن مضمون ومكنون صدره بما أخفاه طيلة أيام الحرب فإذا بالناس جميعا تتفرّق من حوله وتتعاضد ضده وضد مراسيمه.. فهرب ومن معه شريدا ذليلا.. وتساقطت مواقعهم كسقوط أوراق الخريف في يومين لا أكثر بعد استبسال في قتال دام أكثر من ثلاثين يوما.. ربما كان فيها قاب قوسين أو أدنى من تحقيق نصر في ظلّ وحدة تتطاول إليها أعناق الشعب وتتطلع إليها أفئدتهم وتحدق بها أعينهم.. وهل ينسى الرئيس بأن جميع الدول العظمى بلا استثناء قد وقفوا إلى جانب أنصار الوحدة.. فأميركا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ومعظم دول الشرق والغرب إنما كانت مصالحهم تواقة إلى وحدة هذه البلاد.. وان البارجة الحربية الفرنسية كليمنسو في البحر الأحمر كانت تعمل بلا توقف لصالح الوحدويين أو الإتحاديين.. وكانت الأقمار الصناعية التجسسية الأميركية تزود الوحدويين بكلّ ما يحقق لهم الانتصار الأخير على الإنفصاليين. ووقف وزير خارجية بريطانيا في ذلك العهد يدعي بأن الجنوب ليس له مقومات الدولة.. بينما كانت بلاده في يوم ما تحتل عدن ويعرف أكثر من غيره بأنه عند جلاء قوات بلاده قامت دولة تمّ الإعتراف بها.. لـكن مصالح اليوم غير مصالح الأمس وربما تغيرت مصالح الغد عن مصالح اليوم.. على الرئيس إذن أن يعي ذلك. الحوثيون وكلّ طوائف اليمن من زيود وشوافع ومن مختلف طرق الصوفية كانوا صفا واحدا مع الوحدة ضد الإنفصال.. جميع قبائل اليمن من حاشد وبكيل وحمير وهمدان وكنده وحضرموت ويافع والضالع وأبين والعوالق وغيرهم معهم كانوا رجلا واحدا مع الوحدة ضد الإنفصال. حتى أن زعيم القاعدة فيما بعد الشيخ أسامة بن لادن رحمه الله تعالى وعفا عنه وغفر له قد اشترى من حرّ ماله أربعة زوارق بحرية حربية للنظام من سويسرا.. كما كان الشيخ طارق الفضلي أحد المحسوبين على القاعدة فيما بعد قد كان هو الآخر وأنصاره وأعوانه في صفّ الوحدويين وحاربوا معهم. كذلك الجيش الجنوبي من أنصار الرئيس علي ناصر محمد وتعداده يزيد عن عشرين ألف كانوا يحاربون مع الوحدة ضد عودة التشطير تحت قيادة زعيمهم عبد ربه منصور حتى تمكن من قاعدة العند ذلك الحصن العسكري القوي الشديد المنيع. جيّش الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رحمه الله تعالى وغفر له وعفا عنه من حاشد أكثر من مائة ألف مقاتل من الإسلاميين لنصرة جمهور الوحدة. كانت أريتريا على الطرف الآخر من شطّ البحر الأحمر ملجأ للطيران الحربي الوحدوي وقد ذكرت أنباء بأن من الطيارين جنسيات أثيوبية وأريترية. وعندما ساهمت وأسهمت بعض دول الخليج بتأييد الإنفصاليين إنما كان لها بالمرصاد النمر الأميركي والأسد البريطاني والدب الروسي والفارس الفرنسي والمحارب الألماني ودول عظمى كان لكلمتها القول الفصل.. لا يغيب عن ذاكرة الرئيس صفحات تلك الأيام.. وكيف أن كريستوفر وزير خارجية أميركا في ذلك العهد كان يلحّ بالطلب على الوحدويين لحسم المعركة سريعا إذ أن تطويل المدة يسبب حرجا لأميركا مع أصدقاءها.. ولما عجز الوحدويون عن حسم الأمر سريعا لجأ كريستوفر إلى مباشرة عمله المنوط به من دولته العظمى وإذا به يرفع السماعة على الرئيس علي سالم البيض فيحادثه مبطنا له التهديد والوعيد بما يفيد أنه قد تقرّر عليه الخروج ومن معه من القادة وأن أميركا تضمن لهم سلامة أرواحهم وعدم مساءلتهم .. وبالفعل غادر البيض برّا بكلّ ما يملك ولا يملك وغادر غيره كما غادر هيثم قاسم وآخرون بحرا إلى جيبوتي ثم إلى السعودية أمام أنظار جنود الوحدة دون أن تطلق عليهم رصاصة واحدة حيث قد تأمنت لهم الطرق فأمنوا على أرواحهم وممتلكاتهم وأتباعهم. كلّ تلك الأسباب، من بعد عون الله تعالى، قد ساعدت في الإبقاء على الوحدة وإرساء دعائمها لولا رياح تعجّ بغبار فساد هبّت عليها من هنا وهناك بعد ذلك. لـكن بحمد لله تعالى وفضله ومنّه على عباده صمدت الوحدة وتكسرت على أسوارها كلّ أمواج الإنفصال. ماذا بقي للرئيس حاليا وماذا تبقى له من كلّ تلك الأسباب والعوامل المساعدة.. فالحوثيون قد انشقوا عنه بعد أن ذاقوا وأذاقوا خصمهم حروبا وويلات لم يتعافى الشعب من هولها وما خلفته من أحمال ثقيلة بعد. وبعض الجنوبيون قد انقسموا بين حراك وتحريك للقضية الجنوبية كما يزعمون أو يزعم ناطقهم. والجيش اليمني الموحد قد انشطر إلى نصفين جزء منه في ميدان التغيير والجزء الآخر رابض في ميدان التحرير. وليس للحرس الجمهوري والأمن المركزي إلا حماية النظام أو ربما رئيس النظام. والشعب اليوم يريد العيش بحرية وكرامة سواء في الشمال أو الجنوب أو المشرق أو المغرب. وأسامة مات والفضلي فات ولا تنادي على جيش عدن وأبين فهيهات. وابن الأحمر قد أفضى إلى ربه وأما ورثته الشرعيون فهم حقا يجيشون ويجندون لـكن هذه المرّة مع الجهة المقابلة. وألوية الرئيس علي ناصر محمد لا يعرف مصيرها ومواقفها مجهولة، وأميركا والإتحاد الأوروبي مع الشعوب ولو على مضض. دول الخليج مجتمعة اليوم مع مصالح الشعب وهي ترى اليوم بغير منظار الأمس وأن وحدة اليمن خير لجزيرة العرب وخليج العرب. تبدت وتبددت حروب سبعة أو ثمانية مع الحوثيين باءت بالفشل فما من نصر لاح بالأفق واضح وصريح ومريح. وحرس جمهوري ينسحب من مواقعه موقع من بعد موقع وفرق عسكرية تتقهقر تترى فرقة من وراء فرقة. ومدن تنسلخ من حكم سيادة النظام والقانون مدينة تتلوها مدينة. وينحصر حكم الرئيس على بضعة كيلومترات حول القصر الرئاسي الجمهوري في داخل صنعاء. ورجال قد تفرقوا من حول القائد والبقية تنتظر. ما تزال الجزيرة تبث مباشرة من تعز بالرغم من الحظر المضروب عليها من طرف السلطة على جزء من صنعاء.. وكأن مشهد بنغازي في الشرق وطرابلس في الغرب يتكرر صورة طبق الأصل مع اختلاف الاتجاهات من صنعاء شمالا إلى تعز جنوبا. فماذا تبقى إذن؟ بقيت الأمة اليمانية أمّة واحدة في تأريخها الطويل سواء تحت مظلّة واحدة أو حتى تحت ظلال دولتين أو عدة دول.. وقد أثبت هذا الشعب بأنّه شعب واحد مهما تعددت دوله وكثر حكامه. علينا أن نتذكر عهود الإسلام الأولى وكيف أنه من سبعة عشر إلى ثلاثة وعشرين وفدا قد قدموا من مختلف أقطار البلاد إلى مدينة الحبيب المصطفى صلّ الله عليه وسلّم للمبايعة والدخول أفواجا في دين الإسلام الحنيف.. وكيف خرج رجال العشائر والقبائل فرادا وجماعات للجهاد في سبيل الله تعالى والدعودة إلى رسالة محمد بن عبد الله بسيوفهم وقلوبهم وحناجرهم.. كلّهم قد أصابوا من دعوة الرسول صلّ الله عليه وسلّم لهم وكلّهم قد افتخروا بمدحه عليه الصلاة والسلام لهم ولمواطنهم.. كلّ تلك الوفود من أشاعرة وهمدان وكندة وحضرموت وحمير والحارث ونجران والأزد وكهلان قد أخذوا ببشارة النبي صلوات ربي عليه وعلى آله وصحبه لهم، لأهل اليمن، لأرض اليمن.. وقد حدّد النبي الأعظم صلّ الله عليه وسلّم من هم أهل اليمن عندما أشار إلى الصحابي الجليل موسى الأشعري رضوان الله تعالى عليه وقومه.. وما قوم موسى الأشعري إلاّ كلّ تلك القبائل اليمانية مجتمعة لا فرق بينهم.. ومن يخرج علينا اليوم بسالفة حضرمي أو جنوبي عربي فما عليه أولا سوى الكفر بأقوال النبي وردّ دعاءه ومدحه لليمن واليمنيين وهذا ما لا يستطيعونه ولن تقوى ألسنتهم وأفئدتهم على مثله وإن جمعوا إرادتهم فالله تعالى وحده فعّال لما يريد.. وقد سبق ذلك في علم الكتاب والسنّة.. هذه وفود قد تجمعت من شتّى قبائل اليمن من حضرموت إلى صنعاء وتعز إلى زبيد وعدن إلى دوس ونجران.. ساروا فرادا وجماعات تحت زعامات متجمعة أو متفرقة.. كلّهم يمانيون من أين أتوا وإلى أين ساروا. قد تعد عدة مناطق يمانية لـكن لن تعتد سوى بشعب واحد بضمير واحد على قلب رجل واحد ينبثق من نفس واحدة. هذه الأرض بزيديتها وشافعيتها من متصوفة وغيرها تعود وترجع لليمنيين كلّ اليمنيون.. بل قد سجل القرن المنصرم عند قيام كلّ من دولتين منفصلتين على شطري البلاد لشعب واحد أنه ليس في الأمر شرّ مطلق.. بل إذا ما طغى حاكم أو استبد فريق على جمهور من شعبه وجد ذلك الجمهور رحمة ورأفة عند الطرف الأخر فكان له ملاذا آمنا من غدر الإخوان والأصحاب يأوى إلى ركنه مؤتمنا على نفسه وأهله وماله.. تماما كما حصل بعد حرب الرفاق في شتاء 86 عندما نجا من تلك المجازر جماعات وفرق قدّر عددها بعشرين إلى ثلاثين ألف. كذلك حصل مع أعضاء الجبهة الوطنية بعد حرب الرئيس ضدهم وضد الناصريين وما تكبدته شرعب وقرى من الحجرية من تلك الحرب حيث لجأ أفراد من الجبهة إلى الطرف الجنوبي لتكتب النجاة لأنفس أفراد وجماعات جمّة. الزيدية: عندما قامت دولة الإمامة الزيدية لم تحارب الناس على اعتناق مذهبها بل وسعت في معتقدهم لأن الزيدية تنظر إلى الشافعية كمذهب واحد لا فرق ولا تفريق بين أبناء الإسلام عليه.. وكم من فتاوى قد اجتهد فيها الإمام يحي رحمه الله تعالى إنما خرجت متأصلة من مذاهب أهل السنّة الأربعة دون خلاف أو اختلاف.. حتى ذكر أمين الريحاني في مجلده ملوك العرب بأنه قد ساوره الشكّ بأن يكون الإمام يحي شافعيا وإنما يتظاهر بالزيدية واسألوا الشيخ الجليل والعالم الفضيل أطال الله تعالى بعمره محمد بن إسماعيل العمراني عن تلك العهود وما لقيه من وشايات عند الإمام من خصومه وموقف الإمام بينه وبينهم.. يعدّ المذهب الزيدي من المذاهب السنية وقد أدرك الأزهر ذلك مبكرا حتى أعدّ المذهب كمذهب سنّي خامس ، أما فقهاء وعلماء الزيدية فإنهم يعدون مذهبهم بالمذهب السني الأول حتى على لسان الحوثيين قد ورد ذكر ذلك وحجتهم على هذا القول هو أن الأئمة مالك وأبو حنيفة والشافعي وابن حنبل إنما شربوا علومهم من الإمامين زيد و جعفر رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.. ولا ننكر عليهم حقّ القول من بعد أن أقررنا بأن كلّ هؤلاء الأئمة العظام هم أئمتنا وقدوتنا.. وأئمة الزيدية ورجالاتها كانوا من أشدّ المحاربين والمجاهدين الذين حملوا بشدة وقسوة على كافة فرق الرافضة من قرامطة وإسماعيلية وإمامية وغيرها من الفرق الباطنة المارقة ، والتأريخ قد شهد على ذلك. وعندما تحوّل أهل حضرموت من المذهب الأباضي إلى المذهب الشافعي قاموا بإرسال وفد إلى الإمام القاسم لكي يبعث لهم معلما ومدرسا لهم بعد تركهم مذهب الإباضية فما كان من هذا الإمام الزيدي إلاّ أن أوفد لهم بشيخ من علماء الشافعية بينما كان متمكنا من نشر مذهبه إذا ما أوفد قاضيا زيديا.. لـكن الإمام القاسم أبعد نظرا من رؤية ضيقة عند بعض الناس في زماننا.. فقد كان الإمام ينظر إلى الزيدية والشافعية بعين واحدة وأنهما قد انبثقا من مشكاة واحدة.. ونظرتنا إلى الزيدية اليوم وقلّة عددها وتعدادها تظهر لنا جليّا مدى التعامل الحسن من أولـئك الأئمة على شعوبهم في تلك العهود.. إذ لو أرادوا نشر مذهبهم لما منعوا والقوة بأيديهم والحكم في البلاد تحت إشارتهم لأكثر من عشرة قرون.. لـكنهم لم يفعلوا وظلّت المساجد لله تعالى وحده يدخلها الشافعي والزيدي ويؤم هذا ذاك وذاك هذا.. وجميع الحروب التي دارت رحاها بين الزيدية والشافعية إنما كانت حروب سياسية زعاماتية لا أكثر ولا أقلّ.. حضرموت: كما سلف لنا الذكر عن حضرموت ووفد من أهلها إلى الإمام كذلك تحتفظ مدينة حضرموت بتأريخها الوحدوي على مدى أجيال وقرون طويلة.. هناك وثائق ومخطوطات تشير إلى المراسلات التي جرت بين أهالي حضرموت وأئمة اليمن وكيف اتفقوا وتوافقوا على انضواء حضرموت تحت حكم الأئمة في صعدة أو صنعاء أو تعز دون أن يغيّر ذلك شيئا أو يمسّ من كرامة وعزّة الحضرمي بنفسه وأرضه ومعتقده.. وإذا أخبرنا التأريخ ورواده بأن اليمن أو جنوب الجزيرة العربية أو الأرض السعيدة أو مملكة سبأ وحمير تمتد إلى مائة أو مائة وعشرون قرنا من الزمن أو ما يعادل عشرة آلاف من السنين أو أكثر فإننا نجد مدينة حضرموت لم تستقل بالحكم سوى خمسمائة وخمسون سنة في العهود الغابرة وأربعمائة سنة في عهود ما بعد الإسلام.. بما يعني العشر فقط وتسعة أعشار تلك العصور والعهود حتى حاضرنا بقيت حضرموت في بوصلة واحدة على السفينة اليمنية تتجه أينما دار السهم وشاءت الرياح.. وإلى كلّ من طالع كتب التأريخ سوف يحفط أسماء ملوك الحضارمة في العهد السبئي وملوك كندة في العهد الحميري.. ممالك متجاورة أو موحدة وملوكهم شركاء في الحكم.. أصدقاء تارة وخصوم تارة أخرى.. حتى جاءت رياح القومية العربية تحمل راية وحدة العرب من المحيط إلى الخليج كانت حضرموت أوّل من لبّى وساهم بالمال والنفس ليس تحت وحدة يمانية ليس إلاّ بل تحت وحدة عربية كبرى ووحدة أممية إسلامية شاملة.. لا تحتكم حضرموت إلى قلم من مجهول على شبكة عنكبوتية قدم من هنا أو هناك يرعد ويزبد فلا ينقص ولا يزيد بدعواه لنا أن نمحي تسعة أعشار تأريخ حضرموت باستيكة لمرض في عقله وقلبه.. بل تقاضى حضرموت بجمهور علماءها ومثقفيها ومفكريها ومؤرخيها الأفذاذ فإن شذّ عن القاعدة واحد أو اثنان أو بضع نفر فإن لكلّ قاعدة شواذ.. وإنّي أحيل أهلي في اليمن من حضرموت إلى صنعاء ومن زبيد إلى عدن إلى آخر كتاب قام على تأليفه الأستاذ الأديب الطبيب المؤرخ الشيخ السيد محمد على البار مذ بضعة سنوات فقط حمل عنوان: (إضاءات قرآنية ونبوية في تأريخ اليمن) - الطبعة الأولى 2007م.. كتاب قيّم ومرجع مفيد لكلّ قارئ وباحث وهو من أواخر إنتاج الفكر الحضرمي اليماني وخواطر الروح الحضرمية اليمانية ولن يكون بأخيرها ولا آخرها.. وكما نقرأ من عنوان الكتاب "اليمن" فحضرموت إنما كانت حاضرة ضمن ثناياه كما تضمن باقي الحضر والهجر والممالك والأنساب على أرض اليمن.. حكاية أخرى عن كتاب يحمل عنوان ( نثر الدرّ المكنون من فضائل اليمن الميمون ) لمؤلفه حضرة الأستاذ البحاثة السيد محمد بن علي الأهدلي الحسيني اليمني الأزهري وقد كان رجلا غنيا بالعلم فقيرا للمال لم يملك ثمن طباعة الكتاب ونشره فإذا بيماني حضرمي أبي من بني جلدته يبرز بنفسه ويجود بماله لحلّ هذه المعضلة حيث تبيّن له وأن حضرميته جزء لا تتجزأ عن هذا اليمن الميمون وأن فضائل اليمن تعود إليه والعكس بالعكس.. فيقوم جناب الأخ الصالح الشيخ محمد بن أحمد باسندوه بطبع الكتاب ونشره على نفقته الخاصة.. لقد كان الشيخ السيد الأهدل من زبيد في أقصى مغارب اليمن وكان الشيخ باسندوة من حضرموت في أقصى مشارق اليمن وقد اجتمعا في الميمونة المحروسة مصر من أرض الكنانة وكان تجمعهما على خير اليمن الميمون رحمهما الله تعالى وغفر لهما وأثابهما وأسكنهما فسيح جناته.. رحم الله ذلك السلف فقد كان خير سلف ونرجو من الله تعالى أن يتقبلنا معهم ويجعلنا خير خلف لخير سلف. تعز: وعندما طلب الملك الإدريسي حاكم عسير في أبها من أهل تعز وهم أهل علم وثقافة وزراعة وتجارة أن ينضموا إلى شوافع الجنوب تحت قيادة يافع لمحاربة الإمام .. رفض التعزيون ذلك المطلب وقدموا مصلحة الأمة اليمنية على مصالحهم الخاصة برغم قسوة الحكم الإمامي عليهم في بعض الأحيان.. وجغرافية بلاد تعز للذين لا يحسنون فقط قراءة السياسة بل أثبتوا جهلهم بالتأريخ والجغرافيا أيضا.. لأنهم لو علموا أو تعلموا لعرفوا بأن تعز مع عدن من المرتفعات الجنوبية في البلاد ولما فصلوا هذا العضو عن ذاك.. لـكنه الجهل الذي يغشى الأبصار ويعمي البصائر.. لطالما تشنفت مسامعنا من بعض رواد مقاهي النت بكيل التهم لأهل تعز ووصمهم بجواسيس للزيود ضد أبناء الجنوب وينسون ويتناسون بأن هذه المدينة الجميلة الثائرة الحالمة من أقدم حواضر اليمن .. وما تعز غير حاضنة حمير المعافر وحمير الأصابح .. وما تعز غير حاضرة الجند في عهد الإسلام الزاهر المبارك .. وشكلت تعز قلعة حصينة للثوار .. وقاد أبناءها الثورة تلو الثورة .. حتى أنه في أمنها وأمانها يضرب بها المثل ويسكن إليها ويأتمن على نفسه فيها أئمة الزيدية هروبا من صعدة وصنعاء.. وقد خرج من رحم تعز قادة عظماء ليس أقلّهم الثائر الشهيد علي عبد المغني وفيلسوف ومهندس الثورة السبتمبرية والأكتوبرية المرحوم أحمد محمد نعمان مع رفيق دربة الشاعر المناضل أبي الأحرار محمد الزبيري وقد جاء من بعده نجله محمد أحمد نعمان أحد مهندسي ثورة التصحيح الحزيرانية مع الزعيم الشهيد إبراهيم الحمدي وهناك القائد الشهيد عبد الرقيب عبد الوهاب نعمان أحد أبطال حصار السبعين وقائد شباب الكشافة وزعيم الحركة الصمودية الشعبية في وجه الحصار وهناك أستاذ الثقافة لكلّ العصور الأب الروحي المعلّم المناضل الشهير الشهيد جار الله عمر وهناك منظر الفكر الإشتراكي والشيوعي وواحد من زعماء القوميين العرب عبد الفتاح إسماعيل سواء اتفقنا معه أو لم نتفق بالبت لا يلغي ذلك أدب وفكر الرجل وعلى الله حسابه إن شاء غفر له برحمته وإن شاء عذبه بما قدمت يداه وأيضا عمر الجاوي ذاك المناضل الصوفي الوحدوي. ان الله تعالى رؤوف رحيم بعباده حيث جعل تعز وسطا بين جنوب وشمال .. وجعل منها حبلا موصولا لا ينقطع في توحيد أمّة اليمن. ومدينة تعز وتوابعها تشكّل ربع سكّان اليمن قاطبة. وكما انطلقت ثورة الشباب من سيدي بو زيد في تونس ومن السويس في مصر ومن بنغازي في ليبيا ومن درعا في سوريا كذلك جاءت انطلاقة ثورة الشباب من ميدان الحريّة في تعز.. ولا يخفت بريق تعز ولا تكلّ سواعد شبابها عن الدفع بالثورات ثورة وراء ثورة وإلى وحدة تجرّ وحدة. صنعاء: أعظم حواضر الإسلام .. المدينة الزاهية على مرّ العصور .. عاصمة ملوك حمير الغزاة الذوات الصناديد أولو البأس الشديد .. لا تهدّ حصونها ولا تقلع قلاعها حتى تنهض وتعمّر من جديد .. قديمها كحديثها وجديدها كعتيقها .. شكلّت مع حاضرة المدائن في فارس وأنطاكية في الروم ثالث ثلاثة على لسان من لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى ، علمه شديد القوى .. في حديثه الشريف عند ضربه للصخرة بمعوله.. قد أطلق عليها في الغابرين اسم مدينة سام ثم مدينة آزال ثم صنعاء وقد قيل بأنها نسبت إلى هذا الاسم لغزارة صناعاتها في الزمان الأوّل وذكر البعض بأن الأحباش من أطلقوا عليها ذلك الإسم ويعني بلغتهم المدينة الحصينة.. كم تحملت تلك المدينة على عاتقها من أهوال الثورات المستمرة وغزوات القبائل عليها وحصار القبائل المحيطة بها ما تنوء عن تحمله بلدان كثيرة .. وتبقى صنعاء واقفة صامدة أمام كلّ الغزوات .. مدينة الشعر والقلم والفن والرسم والطرب .. مدينة السلم والحرب .. وكفى التأريخ شاهد عليها: "لا بدّ من صنعاء وإن طال السفر" الضالع وردفان: شعلة ثورة جنوب اليمن انطلقت من جبال ردفان ولا يسقط التأريخ النضالي التحرري في اليمن من صفحاته اسم أشهر المناضلين وأوّل الثائرين القائد الفذ راجح بن غالب لبوزة أبرز مشايخ قبائل ردفان أوّل القادمين إلى تعز وصنعاء بعد نجاح ثورة سبتمبر مباشرة وقد كان من الذين زحف بجنده بأسلحتهم القديمة صوب الشمال ودافعوا عن الثورة السبتمبرية في مواجهة الحشود القبلية الملكية ومن معهم من المرتزقة في البيضاء ورداع وحجة والمحابشة وشاركوا بالروح والدم والمال في ملحمة حصار السبعين في صنعاء حتى تحقّق لهم النصر مع إخوتهم في الشمال تحت قيادة حسين العمري وزير الدفاع وعبد الرقيب نعمان قائد الصاعقة والمظلات.. ثم العودة إلى ردفان في الجنوب لتفجير ثورة الشعب هناك واللحاق بإخوانهم الشماليين في توحيد الثورتين ودمج الوطنين في وطن واحد.. وعلى أرض ردفان أبناء قبيلة البكري الذين تناسوا الثار ووضعوا أثاره لأجل مقاتلة المحتلّ وتهديده بإهلاك قواته على أرض ردفان. وضربت قوات قبيلة البكري بعد إنذارها للمحتل مباشرة في مركز (نقيل رأس الربوة) حتى تمّ لهم الجلاء. وقدمت الضالع وردفان من الشخصيات الثائرات البارزات المناضلات، مما حفظته ذاكرة الأستاذ الصحفي الحصيف وحرره قلمه في كتابه التأريخي (اليمن وأهل اليمن أربعون زيارة وألف حكاية) من أمثال المناضلة الثائرة (نور ناصر) التي أردت سبعة من الجنود البريطانيين قتلى انتقاما وثأرا لزوجها الشهيد فتقاد بعد تلك الحادثة البطولية إلى أحد سجون الإحتلال حيث لقيت ربها شهيدة بعد أصناف وألوان من العذاب والهوان تجرعته في سجنها ليس أقلّ من ذلك بتر ساقها بعد إصابة وقعت عليها. شخصية فتية مناضلة أخرى هي (دعرة سعيد) التي لم يحول سنّها الطفولي البكوري من الالتحاق بالثورة والإنضمام إلى صفوف الثوار والقتال جنبا إلى جنب مع إخوانها الرجال من المناضلين والثوّار وظلت متوشحة بسلاحها حتى زال الاحتلال وانقضى وتم جلاء المحتل ولم تكتفي حتى سارت إلى صنعاء لتشارك في قتال المرتزقة من أعوان الملكية الإمامية في الشمال أبان حصار السبعين. وقد كوفئت تلك الفتاة على حسن بلاءها في الحروب من الزعيم جمال عبد الناصر رحمه الله تعالى بمنحها رتبة الملازم أول ثم تحصل على رتبة عقيد في الجيش اليمني بعد الوحدة.. تلك الضالع وهذه ردفان برجالها ونساءها أبطال صمود ورجال حرب على كافة الميادين من شمال إلى جنوب ومن جنوب إلى شمال. يافع: أشتهرت بشدّة مراس رجالها في الحروب .. كيف لا وهم يعترفون بأنهم ورثة حمير العتيقة الغازية الباسلة .. دامت الحروب بينهم وبين جند أئمة الزيدية القادمون من الشمال طويلا وكانت لهم صفحات مشرقة في صدّ الغزوات واستمرت الحروب فيما بين الطرفين سجالا مريرا لا تنام معركة حتى تقوم أختها.. جميع تلك الحروب إنما وصفت بالحروب السياسية العسكراتية الزعاماتية.. حروب مظاهرة طرف على طرف والتنافس على الشجاعة والغلبة.. وشكلّت يافع للجنوب ذات الموقع التي أحتلته الزيدية في الشمال.. وهذا ما جعل السلطنات من البطون اليافعية تنمو وتتكاثر وتنتشر وتشتهر على الأراضي الجنوبية كسلطنة العبادل في لحج وسلطنة الفضلي في أبين وسلطنة القعيطي في المكلا... الخ، مزيد من تفاصيل تلك الحروب والمصالحات بالرحم والمصاهرة والتناسب ورد ذكرها مفصلة في الكتاب التأريخي النادر (بلوغ المرام في شرح مسك الختام في من تولى حكم اليمن من ملك وإمام - للمؤلف الشيخ حسين بن احمد العرشي-انستاس ماري الكرملي ) وكم تزيد الحسرة في نفسي عندما أستمع إلى بعض الصادحين بالطلب إلى يافع الإنكفاء على ذاتهم والغريب في الأمر أن تخرج تلك الأقوال النشاز من بعض أبناء جلدتهم.. أصداء لا تليق بأبناء يافع وتأريخهم.. وينبرئ الجاهلون إلى حدّ سلخ يافع عن يمانيتهم.. وإبدالهم بثوب لم يفصله الأولون ولا المتأخرون من أبناء يافع.. فهذا المؤرخ العظيم والأديب الأريب والشاعر الفنان الأمير أحمد فضل العبدلي يدوّن في كتابه المشهور عن تأريخ لحج وعدن وعلى صفحته الأولى وبالسطر الأول أن لحج مخلاف من مخاليف اليمن.. وذاك قبله الشاعر الغنائي المشهور يحي عمر ينسب نفسه إلى يافع اليمانية اليمنية على مدار الأزمنة والأمكنة المختلفة. عدن: ثغر اليمن الباسم وجبين اليمن اللامع . درّة المدن . تأريخ من البطولات لا ينضب معينه .. فإن وصفت الهند في زمن مضى بلؤلؤة على جبين التاج الملكي البريطاني فإن عدن جوهرة مكنونة على جبين الأسد البريطاني والفيل الهندي معا .. وكلّ يمني حرّ يرفع جبينه بذكر عدن.. وكلّ عربي غيور يضم بين حناياه معشوقة تعرف بإسم واحد (عدن ـ عدن ـ عدن). عروس البحر والخليج في الماضي والحاضر والمستقبل بإذن الله تعالى. هناك كثير من كلّ بريق قد استبرق على ذرات الرمال وصخور الجبال ولألئ البحار بذكر المهرة ومأرب والجوف وشبوة وصعدة وحجة ورداع وذمار والبيضاء وإب والمخا والحديدة وزبيد وسائر التهائم لولا الخشية من ملل قد يصيب القارئ في مقام يطول عليه المقال لاسترسلت بالقول حتى التمام والكمال.. وما الكمال إلا لله العظيم المتعال. كنت أود أن أطرح على القارئ بعض من سير الشخصيات السياسية اليمنية المعاصرة عن الرؤساء علي عبد الله صالح وعلي سالم البيض وعلي ناصر محمد وحيدر أبو بكر العطاس إلا أني قد أرتأيت تأجيل ذلك إلى مقال قادم على صفحات أخرى إن يشاء الله تعالى. وأختم قولي، بعد الحمد لله ربّ العالمين، مثلما صدّرت أولا: وحدتنا وحدة دم لا وحدة بالدم !! |
|||||
05-08-2011, 11:00 PM | #4 | ||||||
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
|
من عشرة إلى اثنتي عشر ألف سنة هي حضارة اليمن في التأريخ كما يذكر روّاد وأساتذة التأريخ، حضارة شعوب جنوب الجزيرة العربية، حضارة معين وسبأ وحمير وكندة وحضرموت... وهي حضارات من أقدم حضارات الأرض إن لم تكُ أقدمها على الإطلاق.. فصول من تلك الألوف المؤلفة من السنين شهدت وحدة على الأرض كما فصول أخرى غيرها شهدت بعض التجزءات على الأرض.. وفي الأولى والتالية بقيت وحدة النفوس والقلوب والدماء في ضمير الشعب الواحد وعلى جسد الشعب الواحد.. لسان هذا الشعب واحد وإن تلكك كما مصير حاله واحد وإن تفكّك.
-------------------------------------------------------------------------------------------------- في التأريخ كما يذكر روّاد وأساتذة التأريخ، حضارة شعوب جنوب الجزيرة العربية، حضارة معين وسبأ وحمير وكندة وحضرموت... -------------------------------------------------------------------------------------------------- اتعبت نفسك ولن تستطع ان تثبت ما تزعمة كلمة اليمن كلمة ( جهه ) وليست هوية والحمد لله انك في ثنايا مازعمت اعترفت بشعوب جنوب الجزيرة العربية ؟ لقد ذهبت بعيدا ولفيت عبرطريق جبل طارق لكي تزورهويت حضرموت وعدن ولحج واخواتها ؟ الكل يعلم ان الكيان المزعوم المملكة المتوكلية الهاشمية ؟ اعلنها الأمام يحيى بعد سقوط الدولة العثمانية ولم يعترض عليها احد ولم يسبقة احد ؟ وعزم على التوسع والطمع في جيرانة من شعوب جنوب الجزيرة وغيراسم مملكتة الى ؟ المملكة المتوكلية اليمنية؟ ولم يببلغ عمريمننتة 80سنة؟ دول حضرموت ولحج قبل الأسلام وانت تعرف ان كلمة يمن هي نكرة وجهه وليست هوية ( ولكن الأمام يحيى رحمة الله سجلها في الأمم المتحدة والجامعة العربية) وهي محدودة ومعروفة من ثلاثة مخاليف ؟ مخلاف صنعاء؟ مخلاف تهامة؟ مخلاف الجند؟ ولكي نكون صادقين اما م الله وخلقة انهم ثلاثة مخاليف لايطيق بعظهم بعظا ولهجتهم تختلف واشكالهم تختلف وعاداتهم تختلف وملابسهم تختلف انهم كشكول متنافرمحكوم بقوة الحديد؟ ------------------- واليكم حضرموت العربية على الروابط التالية؟ صلة الحضارمة بالملاحة البحرية جنوب بلاد العرب وفي الخليج العربي إلى ظهور الإسلام - سقيفة الشبامي حضرموت وخيارات شعب حضرموت - سقيفة الشبامي |
||||||
التعديل الأخير تم بواسطة حد من الوادي ; 05-08-2011 الساعة 11:04 PM |
|||||||
05-08-2011, 11:45 PM | #5 | ||||||
شخصيات هامه
|
سوف أترك طلبك للاستاذ/مسرور وأن لم ياتي قريباً لأنه مشغول اليوميين هذه فأنني اطلب من الأخ المشرف العام أن يلبي طلبك فأنا ليس إلا تلميذ لكم ولن أتجاوز حدودي بالخصوص مع الكبار لأنني أجلهم وأحترمهم.
يثبت |
||||||
05-11-2011, 08:38 PM | #6 | |||||
حال جديد
|
وحده بالقوه ومصيرها الزوال
|
|||||
05-11-2011, 08:56 PM | #7 | ||||||||
حال نشيط
|
اخي نجد الحسيني وش جاب ودخّل حضرموت في اليمن ......؟ عجيب امركم... حبّني بالغصب ...!!! قلنا لكم بالمستند بالبرهان بالدليل بالشهود ..حضرموت مش يمنية..فأبيتوا..! هل انتم اغبياء او لصوص دول...؟ بدأ شباب الثورة بالزحف على رئاسة الوزراء والاذاعة لقلقع الشجرة الخبيثة الذي يتظللوا تحت ظلالها المنافقون ولاحسي اقدام الانظمة الفاسقة والمطبلون لهم وعداً سيتم الزحف على دار الرئاسة رئاسة ابو السرق والمطبلين والمرتزقة والبلاطجة والكتاب الدجالين والاعلاميين المخذولين السفهاء والمؤرخين الكاذبين المزيفين للتاريخ فليخسأ الخايئون اذا قالوا : ان حضرموت يمنية اما بشأن موضوعك انت على نياااااتك والواقع اليمني شي اخر فلا هناك اهل اليمن الذي تتمجد فيهم ولايحزنون بل تنفخ في قربة مشعوقة عبد الله السلاّل، قحطان الشعبي، حسين العمري، عبد الفتاح إسماعيل، عبد الرحمـن الإرياني، إبراهيم الحمدي، سالم ربيع علي، علي عبد الله صالح، علي ناصر محمد، علي سالم البيض ذي اسماء مشبوهة وكل واحد تحته اطنان من جرائم لاتغتفر... والسلام عليكم تحياتي لك والى موسم عام جديد ومفاهيم ثورية وطنية طاهرة مطهرة غير مدنسة ... |
||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة رشدان ; 05-11-2011 الساعة 09:02 PM |
|||||||||
05-12-2011, 10:03 AM | #8 | |||||
حال نشيط
|
يا نجد لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي بعض اخواننا الاعزاء شفاهم الله لقد طمس الحقد على نفوسهم فاعمى بصائرهم فلم تعد لديهم القدره على التمييز بين الحقيقه والخيال . قلنا في اكثر من مناسبة ان من حق كل واحد منا ان ينادي بما يراه صوابا كأن يطالبوا بفك الارتباط او ماشابه ذلك ولكن من غير المقبول ان يتنكروا لتاريخهم وانسابهم بطريقه هي اقرب للجهل بالتاريخ والتراث والدين ويمكن لمن يريد الفهم ان يقراء احاديث رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم وغيره من المورخين في معرفة ماهي اليمن وما مخاليفها هذا ان ارادو المعرفه بدلا من استقاء معلوماتهم من موقع الضالع بوابة الجنوب مع احترامنا للقائمين عليه فهم اشباه اميين وهم اقرب في فهمهم الى الرئيس على عبد الله صالح.ولا يستطيعون التفريق بين لم ولن .
|
|||||
05-14-2011, 03:25 AM | #9 | ||||||||
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه
|
اخي البيضاني السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة اخي انتة من سلطنة البيضاء الجنوبية اللتي احتلها الأمام يحيئ والشاهد يوم ام برك؟ وحضرموت ركن اساسي واقليم عربي اصيل وثابت وليست مخلاف؟ واليمن جهه وليست هوية والهوية لهم مخلاف صنعاء ومخلاف الجند ومخلاف تهامة؟ لانستطيع نغالط التاريخ اونزورة بالباطل ؟ كثرة تنطعكم بحديث الرسول الكل شريك فية من ركن الكعبة الى بحرالعرب انهم عرب جنوب الجزيرة العربية وشعوبها وقبائلها؟ ------------------------------- الأمام يحيئ رحة الله علية بعد سقوط الدولة العثمانية اعلن لأول مرة ( قيام المملكة المتوكلية الهاشمية من صعدة) ورغب ان يتوسع بالمخاليف المجاورة لة واعلن اسم ( المملكة المتوكلية اليمنية ) وهذة اول مرة في تاريخ الجزيرة العربية تقوم دولة بهذة التسمية؟ ويجب ان نكون صادقين وجيران واخوة في العروبة قبل الاسلام واخوة بالأسلام ولايبغي بعضنا على بعض؟ ان الله حرم الظلم على نفسة وقال ياعبادي لاتظالمو اي لايطمع بعظكم في ارض بعض او لايطغئ بعظكم على بعض وسنبقى تحت راية الاسلام اخوة؟ وكلامنا يختارهويتة وانتم عودو الى مخاليفكم وسلطنتكم انتم تتغيرهويتكم ؟ ولكن حضرموت هوية ثابتة وراسخة رسوخ جبالها ولم تتغيراكثرمن 3000 الف سنة؟ ملاحضة اخينا الحسيني ذكرمدينة حضرموت كمدينة ( وليست قطرعربي اكبرمن المملكة المتوكلية اوالجمهورية العربية اليمنية) هل يجهل حضرموت ام اراد ان يدس سم المغالطة لجيل الحاضروالأهم جيل المستقبل؟ ارجو ان يكون جاهل اوساهي ولا مغالط تحياتي؟ لاتوجد مدينة حضرموت حسب زعمة من اين اتت هذة المدينة وكيف اختلقت من العدم ؟؟ من حق الجميع ان يتحدو بخيرة لابقوة وغزو واحتلال وتزويرالهوية والتاريخ ؟ او يكونو مستقلين في اوطانهم ؟ اجتهدو البعض في قيام وحدة وفشلو ورب ضارة نافعة؟ لاتحزنو ربنا عز وجل قال وعسى ان تحبوشيئا وهوشرا لكم وعسى ان تكرهو شيئا وهوخيرالكم؟ اتركو المغالطة اعترفو بالحق رب يأتي يوم ونتحد اوحتى تستعيد البيضاء استقلالها وتعود سلطنتها وسلطانها؟ |
||||||||
التعديل الأخير تم بواسطة حد من الوادي ; 05-14-2011 الساعة 03:30 AM |
|||||||||
05-14-2011, 10:24 AM | #10 | |||||
حال نشيط
|
اخي الحبيب حد من الوادي سلام من الله عليك نعم اخي الكريم البيضاء كانت سلطنه وهي جزء اصيل من الجنوب وقد احتلها الامام في عام 1937 ولو انك تاملت الخارطه لوجدتها في خاصرة الجنوب كل هذا صحيح والاصح ان الجنوب ظلمت كثيرا بسبب دخولها في وحده مع نظام فاسد يقف على راسه من لا يحترم المواثيق والعهود وكما قلت فان من حق كل الناس ان يتحرروا من الهيمنه ولو ادى ذلك الى فك الارتباط فانت يمكن ان تنفصل عن اخوك اذا ما شعرت انه يمارس عليك نوع من الظلم والتمييز لكن هل يمكن ان تغير اسم اباك الجواب بكل تاكيد لا . كل هذه مسلمات لا خلاف عليها .
انا فقط اريد ان اقول ان هذه الخلافات لا يجب ان تدفع بنا جميعا الى ان نتنكر لتاريخنا وهويتنا فهنا تكمن المشكله انت حضرمي وللعلم ان كثير من اهل حضرموت هم من قبائل مذحج كبني ارض والعوبثاني وال با بقي وال با جناده وال باسودان وغيرهم وانا بيضاني او مذحجي وهناك اللحجي والعدني والصنعاني والتعزي واليافعي والى غير ذلك من التسميات صحيح ان لكل فئه منا خصوصياتها لسبب او لاخر وولكنا في النهايه يمنيين وفقط اذكرك ببعض احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام وانا على يقين انك لا يمكن ان تقول عنه مالا يليق عن الأشعث بن قيس رضي الله عنه أن رجلا من كندة واخر من حضرموت اختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في ارض من اليمن فقال الحضرمي يا رسول الله إن ارضي اغتصبنيها أبو هذا وهي في يده قال هل لك بينة قال لا ولكن أحلفه والله ما يعلم إنها ارضي اغتصبنيها أبوه فتهيأ الكندي لليمين فقال رسول الله صلى الله وعليه وسلم لا يقتطع عبدا أو رجل بيمينه مالا إلا لقي الله يوم يلقاه وهو اجذم فقال الكندي هي أرضه وارض والده. خير الرجال رجال أهل اليمن: عن عمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض يوماً خيلاً، وعنده عيينة بن حصن بن بدر الفزاري، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا أفرس بالخيل منك. فقال عيينة: وأنا أفرس بالرجال منك، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: وكيف ذاك؟ قال: خير الرجال رجال يحملون سيوفهم على عواتقهم، جاعلين رماحهم على مناسج خيولهم، لا بسو البرود من أهل نجد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذبت، بل خير الرجال رجال أهل اليمن، والإيمان يمان إلى لخم وجذام وعاملة، ومأكلول حمير خير من آكلها، وحضرموت خير من بني الحارث، وقبيلة خير من قبيلة، وقبيلة شر من قبيلة، والله ما أبالي أن يهلك الحارثان كلاهما، لعن الله الملوك الأربعة حمداً، ومجوساً، ومشرحاً، وأبضعة، وأختهم العمردة.ثم قال: أمرني ربي عز وجل أن ألعن قريشاً مرتين، فلعنتهم، وأمرني أن أصلي عليهم مرتين، ثم قال: عصية عصت الله ورسوله غير قيس وجعدة وعصية، ثم قال: لأسلم وغفار ومزينة وأخلاطهم من جهينة خير من بني أسد وتميم وغطفان وهوازن عند الله عز وجل يوم القيامة، ثم قال: شر قبيلتين في العرب نجران وبنو تغلب، وأكثر القبائل في الجنة مذحج ومأكول من هو سبأ؟ حكاه ابن ديحة في كتاب التنوير في مولد البشير النذير وقال الإمام احمد حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا ابن الهيعة عن عبد الله بن دعلة سمعت عبد الله بن العباس يقول أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن سبأ ما هو أرجل أم امرأة أم ارض قال بل هو رجل ولد عشرة فسكن اليمن منهم ستة وبالشام منهم أربعة فأما اليمانيون فمذ حج وكندة والازد والاشعريون وأنمار وحمير وأما الشامية فلخم وجذام وعاملة وغسان وقد ذكرنا في التفسير إن فروة بن مسيك الغطيفي هو السائل عن ذلك كما استقصينا طرق هذا الحديث وألفاظه كندة هيا حضرموت ومن الأشعار :جاء في "الكامل في التاريخ": ألا لا تلوماني، كفى اللوم ما بيا ... فما لكما في اللوم نفعٌ ولا ليا ألم تعلما أنّ الملامة نفعها ... قليلٌ وما لومي أخاً من شماليا وتضحك مني شيخة عبشمية **كأنها لم ترى قلبي اسيرا يمانيا وفي بيت اخر: أبا كرب والأيهمين كليهمــا**وقيساً بأعلـى حضرمـوت اليمانيا وبيت اخر : تطاول الليل علينا دمون *** دمون إنا معشر يمانون فيا راكباً إمّا عرضت فبلّغن ... نداماي من نجران ألاّ تلاقيا أبا كرب والأيهمين كليهما ... وقيساً بأعلى حضرموت اليمانيا اخي الكريم افخر كحضرمي كما تشاء واهل حضرموت يستحقون ذلك وطالب بانشاء كيانك المستقل ان اردت ولكن لا تنسى تاريخك ولا تتنكر لنسبك فهنا يمكن الاختلاف معك . ولك مني كل الاحترام والتقدير |
|||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|