قصة عبيد الأمعة !!

[ابونورا]

	كان عبيد ينوي السفر الي بلاد الهند في رحلة للبحث عن الرزق فجهز دابته ومتاعه وارتدى ملابس السفر واستودع من اهله وانطلق وأثناء طريقه مر علي احد القرى فشاهد مجموعة من الشباب في قافله عازمه علي السفر وجاهزه للانطلاق فجلس يرتاح بينهم وسمعهم يتكلمون عن رغبتهم السفر لبلاد الحبشه ومافيها من خيرات ورزق وفير وهي كمان اقرب لليمن من بلاد الهند فقال لهم : كلكم مسافرون للحبشه قالوا :بلى قال : انا معاكم وقرر السفر للحبشه . في طريق الحبشه سارت القافله ووصلت لشاطئ البحر بأنتظار سفينة تعبر بهم للشط الاخر فأنتظرت القافله وقضت ليلتها هناك وقضى المسافرين من عدة قوافل ليلتهم بأنتظار سفينة الصباح وكان عبيد يتسامر مع القوم فقال بعضهم: سوف ننطلق لبلاد الشام عبر البحر فهي بلاد معتدلة المناخ باردة الماء كثيرة الانهار تكسوها الخضره واهلها عرب مثلنا وهم افضل من الحبوش!! قعد عبيد يفكر وعزم السفر للشام واستودع من اصحابه وانضم لقافلة الشام وركب البحر معهم في اثناء سير السفينه قررت الرسو في احد المؤاني لتجديد النشاط والتزود بمتاع السفر وقد بقي لبلاد الشام مسافة قصيره وقرروا المبيت ببلدة صغيره علي ساحل البحر فذهب عبيد الي خان كان ينام ويرتاح وينضم لرفاقه في الصباح واثناء وجوده بالخان وهو يأكل سمع بعض الاعراب المسافرين يرتاحون ايضا فسألهم عن وجهتهم فقالوا بلاد اليمن !! فأستغرب لم قالوا لقد بدأ فيها الموسم وفيها عمل جم هذه الايام والسلطان يبني سورا عظيما لاحدى المدن وسوف يحتاجون لعشرات الاف العمال لمده اشهر وهو يدفع جيدا فأنقلب كور عبيد صاحبنا ولم ينم تلك الليله فقرر السفر لليمن حتى يعمل هناك بتلك المدينه الجديده ويكسب مالا وافرا ويزور اهله فقد اشتاق لهم في الصباح انطلقت القافله لليمن عبر جبال الحجاز حتي وصلت لوادي في نجران وبينما هم يرتاحون وقد بدأت مشارف بلاد اليمن هجم عليهم قطاع الطرق فنهبوهم وقتلوا منهم الكثيرين ونجا عبيد من المذبحه ولم ينجو من الجوع وبقي في الصحراء حتي ادركه احد الاعراب وساعده واعانه بعد ان قضى شهر ليتعافي من اصابته وجهزه بدابه للحاق باهله باليمن وسار عبيد وحيدا حتي بلغ موضع المدينه ذات السور العظيم فوجدها خرابا وعلم ان اهل اليمن انتفضوا كعادتهم علي الحاكم خلال تلك المدة 6 اشهر قضاها عبيد في رحلته وغير وجهتته عدة مرات لانه لم يكن ذو رأي حازم وكان التردد ديدنه فتراه يصبح برأي ويمسي برأي أخر لقد كان أمعة حقا بين الرجال فلو حزم رأيه ولم يتردد لكان في بلاد الهند مستقرا وفي الهند من الخير الوفير مالايعلمه الا الله ولكنه كان يسري مع الشقراء وين ماراحت يروح عاد عبيد الي قريته الصغيره مساء ودخل علي اهله البيت فوجدهم في حالة يرثى لها فلاهو استبقي ارضه ليتعيش منها ولاهو سافر وعاد محملا بالخير ليسعد نفسه واهله , وعاد افقر مما كان يعمل لدى الناس بعد أن كان يملك ارضا وعملا

	فائده الرجل الحكيم يجب يفكر بأموره بجديه ومنطق واذا عزم أستخار الله وبدأ في التدبير ثم أتكل على الله وانطلق ولا تجعل اذنك محقن فتسمع لهذا وذاك وتضيع بين الرجال وتصبح امعة فتخسر كل شئ مثل صاحبنا عبيد وهذا الكلام للجميع وفي كل الأمور فمن كان أمعة فليدرك نفسه .

دومو بعز وسرور