(( علي بن حسن ومدينة ريبون العاديه ))

[جمال العطاس]

مدينة ريبون العاديه (نسبه الي قوم عاد ) هي من اعظم المدن التي سكنها قوم عاد . وتقع هذه المدينه غربي (المشهد ) على يمين الداخل الي وادي دوعن. وهي مدينه عظيمه دفن معظمها تحت اكوام التراب. وقد سبق ان ازيل عنها جزء كبير من التراب في العام 1980ميلادي تقريبا باشراف ادارة الاثار بمحافظة حضرموت .

سبق لي ان زرتها في العام 1982وشاهدت فيها من الاثار ومن عظمة بناء هذه المدينه مايدهش الزائر حقا.ففيها جدرا مبنيه بالحجر الصم يبلغ طول بعض احجارها الي170سم وارتفاع100سم وعرض 70سم (قياسات تقريبيه). ويوجد بها مجاري للمياه مبنيه بالحجر بأحجام مذهلة.
والاغرب من ذلك كله انه يوجد بها درجاً واظنه في احد طرقاتها يبلغ ارتفاع الدرجه الواحده اكثر 70سم.
وجميع الاحجار المستخدمه في البناء مقطوعه قطعا محكما باستواء وكأنه كان لديهم من الآت القطع المتطوره . فالناظر إلى اطلالها وطرقاتها يتبادر الي ذهنه عظمة هؤلاء البشر وقدرتهم وبأسهم الشديد ولك ان تتخيل هيئاتهم وعِظم خلقتهم .

قبل زيارتي لها كنت قد قراءت قصيده للامام/علي بن حسن العطاس رحمه الله في ديوانه الحميني المسمى (قلائد الحسان وفرائد اللسان) الجزء الاول . هذه القصيده جعلتني متلهفا لزيارة هذه المدينه
وقد رسم الامام علي بن حسن العطاس لمن لم يزر هذه المدينة لوحة شعريه معبرة بأسلوبه الرائع.فأترككم لوصف هذا الامام الجليل لهذه المدينه الجباره . وحتما سيكون وصفه رحمه الله شعرا ابلغ . من نثر اي ناثر تعالوا نقراء ماقاله الامام :

ياناس من سار في ريبون شاف العجب"="فيها مباني قويه من نظرها اشتغب
واكثر اليها النظر ثلّث وربّع وغب"="والحاصل انه يحيرك امرهم في عجب
على الحجر يقطعونه مثل قطع الكرب"="حكّمه بانيهم الصانع وفيه الشلب
اما نقش فيه والا قط والا كتب"="حقيق ذولاك مايقتلهم الا غضب
كم سرت في الارض ماشي مثلها في الترب"="وظني انها مدينة الارض في ذا الجنب
شبام شارع ودونه سوقها والخبب"="وبيرها عشره أذرع لي حفر ماتعب
وحصنها حيد شامخ في وسطها انتصب"="قلبي وحل كيف مبناه القوي اخترب
سبحان رب البرايا خير مالك ورب"="سبحانه المبدي المعدم ومحيي الترب
قد صب مخلوق من بزقه بقدرته صب"="والآن انا مفتكر عندي بوادي شغب
قلبي يخاطب لسان الحال حلو الخطب"="وينشد انشاد ينشد منها من نجب
ويعتني في عناها من تقرب وحب"=" ياحصن ريبون خبّرنا بعلم العرب
وهات لي من عجايب وقتهم ذي غرب"="ذي خيموا فيك يوم الديوله والطنب
وكيف حاذقهم الشيبه ومن كان شب"="وراعي السَرج والشاوي ومولى القتب
واهل القناصات ذي هم يتبعون الخيب"="واهل الحراثات بالثيران صفر العصب
كم راس فيهم بعيد النّو ماهو ذنب"="يسخى بماله ويرقى عاليات الرتب
والبيض ذي كنهن بين المباني قلب"="ملاح الاوصاف مايوجد كماهن ولب
غوالي الوصل كم عاشق تلف وانقطب"="كيف الخبر في هليكتهم وكيف السبب
قال انهم عمروا الدنيا بطول الرغب"="وفاش فيها خصيب الخصب والخير صب
وجاهم الناصح الداعي من الله ولب"="عصوه واقصوه والقوا فيه فعل العطب
عاقبهم الله بصرصر قطّعتهم جُبب"="كم حصن عالي تداعى فوقهم وانكثب
صم البناء كامل القوه وفيه الورب"="كم كابدوا من حِكَم بنيانها من نصب
صارت خرابه كما ربك عليهم كتب"=" من شافها في ظلام الليل منها هرب

رحمك الله يا امام وصفت بأسهم وقدرتهم على البناء واحتمال المشقه وديولتهم وقناصاتهم وحراثاتهم وجميلاتهم وشرحت لنا اسباب هليكتهم وكيفية عقابهم.
قصيده للامام الشاعر رحمه الله فيها هذا الوصف وفيها التحذير لكل من عمر الدنيا ونسي آخرته وطغى وتكبر. رحمة الله عليك ولنا موضوع آخر وقصيده..
ولكم تحياتي !!!!
جمال العطاس

[أبوعوض الشبامي]

[QUOTE]الرسالة الأصلية كتبت بواسطة جمال العطاس
[B]مدينة ريبون العاديه (نسبه الي قوم عاد ) هي من اعظم المدن التي
سكنها قوم عاد .وتقع هذه المدينه غربي (المشهد ) على يمين الداخل الي وادي دوعن. وهي مدينه عظيمه دفن معظمها تحت اكوام
التراب.وقد سبق ان ازيل عنها جزء كبير من التراب في العام 1980ميلادي تقريبا باشراف ادارة الاثار بمحافظة حضرموت .

(( اختلف معك فيما زعمت بأن قوم عاد سكنوا ريبون لأن هذا القول لايستند على معطيات و بحوث علمية تقوم على الحفريات في الموقع ولكن يقول تقرير البعثه الروسية اليمنية للآثار التي تولت الاشراف على التنقيبات في موقع ريبون بأنها مدينة حضرمية شهدت ازدهارا كبيرا امتد من القرن الثامن قبل الميلاد حتى القرن الرابع قبل الميلاد ثم شهدت غزو سبأي دمر واحرق المدينة )) ايضا هناك تصحيح للقصيدة والتي جاءت في ديوان قلايد الحسان وفرائد اللسان للسيد علي بن حسن العطاس


واكثر اليها النظر ( واربع وثلث ) وغب
............ والحاصل انه يحيرك امرهم في ( طرب )

شبام شارع ودونه سوقها (والحنب)
.........( ان ) بيرها عشره أذرع لي حفر ما ( نقب )
وحصنها ( جيد ) شامخ في وسطها انتصب
................قلبي وحل كيف مبناه القوي اخترب


واهل القناصات ذي هم يتبعون ( الخنب )
..............واهل الحراثات بالثيران صفر العصب


عاقبهم الله بصرصر قطّعتهم ( خبب )
.........كم حصن عالي ( تداما ) فوقهم وانكثب
صم البناء كامل القوه وفيه الورب
.........كم كابدوا ( فيه ) حِكَم بنيانها من نصب
(( كم ذا عبارات في الدنيا وكم ذا عجب ))



.

[جمال العطاس]

حيا الله ابو عوض الشبامي
سأبداء معك من التالي:
التاريخ هو (نقل ) انت تقول على ان البعثه الروسيه للاثار تقول
ان المدينه كانت ازدهرت فيها الحياة حتى القرن الرابع قبل الميلاد
ثم دمرها غزو سبأي.نحن لم نقف على تقرير البعثه الروسيه اولا
ثم انه اذا كان اصلا هناك تقرير هل هذا التقرير متخصص في علم الحفريات ام انه مجرد تقريرا استكشافيا.اما انها مدينه عاديه فقد
اثبته علي بن حسن في نفس القصيده عندما ذكر كيفية هلاكهم
بريح صرصر ومنهم الذين عذبوا (بريح صرصر ) اليس قوم عاد!!
هذا من ناحيه اما من الناحية الاخرى لم نقراء ان احدا خالف قول
علي بن حسن او اعترض عليه في حينه عنما اثبت انها مدينه (عاديّه)
برغم انهم يعيشون في المناطق المجاوره الكثير من العلماء كالمشايخ
الباوزير في السفيل.
وال عفيف في الهجرين وهم يعرفون اخبار من سبقوهم في العيش
في المنطقه (نقلا وعلما ).
ثم انك انت لوذهبت لهذه المدينه سترى ماقلت انا هذا اذا كان كما
عهدته. وستتاكد انهم قوم جبارين واولو بأس. ولم يعش احدا من الجبارين في المنطقه (سوى عاد )..
هذا من حيث المدينه اما من حيث تصحيحك للقصيده ساناقشك فيه بالتالي :
اولا ديوان قلائد الحسان وفرائد اللسان (ديوان مخطوط ) وكتب عدة
مرات وكتبه اشخاص عده وليس واحد.
انا شخصيا املك نسختين مختلفتين لكاتبين.
ولكن انت تعلم ان علي بن حسن شاعر متمكن ولااحد يجسر على انكار ذلك. المفروض اننا نحاول ان نختار الاقرب للصح طالما اتفقنا على اهلية الشاعر شعرا وعلما.
(ثلّث وربّع وغب) والغب هو المقصود به تثنية النظر( يعني مرتين وثلاث واربع )
وتقول انت في تصحيحك(والحاصل انه يحيرك امرهم في طرب )
وانا اقول تصحيحك هو الخطأ والصحيح (والحاصل انه يحيرك امرهم في عجب ) لان الحيرة تأتي من العجب وليس من الطرب.
بالنسبه لحنب او نقب لاخلاف سواء وردت هذه او تلك اللي اريد مناقشته معك هو التناقض كعجب وطرب.
التناقض الثاني:
تصحيحك هنا ايضا هو الخطأ في التالي.
تقول انت وحصنها (جيد ) والصح (حيد ) وتعرف الحيد الشامخ
اللي منتصب. وليس (جيد ) وهل الجيد شامخ وينتصب.
والخنب تصحيحك ممتاز لان (الخنب ) انثى الوعل ولكنها تحتمل
(الخيب) جمع خيبه خصوصا ان علي بن حسن ذكر القناصات
واهلها انهم في خيبه في قصيدة مطوله,
تقول انت قطعتهم (خبب ) ايه معناها والاقرب للصح (جبب)
جمع (جبّه) والجبه تكون مفريه هذا فهمي وخبب ربما تكون
ابلغ لاادري.
بالنسبه لتصحيحك (تداما ) واقول ايضا تصحيحك هو الخطأ
(كم حصن عالي تداعى ) وليس (تداما ) بمعن سقط فوقهم
( فيه ) هذه ركيكه ولاتحمل معنى هم كابدوا النصب (اي التعب )
من شدة حكمة بناه
البيت الاخير اعرفه ولكن لم اضعه لانه ليس له قبيل معه في نسق
القصيده وهو منفرد
عموما ابو عوض الشبامي النقاش يثري
والاحتكاك مع اهل المعرفه مفيد ولاتحرمنا. والاختلاف دائما وارد
المشكله هو التعصب للرأي ..
لك تحياتي والمعذره للاطاله.

[أبوعوض الشبامي]

.
دراسة التاريخ والحضارات القديمة اصبح علما يعتمد على معطيات من واقع الأبحاث والتنقيبات الأثرية وقراءة النقوش واستعمال التقنيات الحديثة في تحديد الحقب السابقة وعمر الملتقطات الأثرية بواسطة ( الاشعاع الكربوني ) وله علماء متخصصون في هذا العلم..!! ولا يعتمد كثيرا على مصادر الاخباريات المنقولة من التوراة
و الابحاث التي تمت في ريبون صدرت في كتب وتقارير موجودة واطلعت على بعض منها اما عائلة آل باوزير التي ذكرت انها تسكن بالقرب من ريبون ليسوا من علماء الآثار او مؤرخون يعتمد عليهم بل ان التاريخ يقول انهم قدموا الى المنطقة بعد القرن السابع الهجري وهم يجيدون ( الغناء والشرح ) واما السيد علي بن حسن العطاس فقد اختط المشهد ليكون حوطة آمنة للمسافرين في القرن الثاني عشر الهجري والمشهد بالقرب من اطلال ريبون التي كثيرا ماوقف على اطلالها السيد علي بن حسن وسجل ملاحظاتها الدقيقه وتصوره الشخصي بريشة الشاعر الفنان وعين العالم الفقيه كما جاء في هذه القصيدة وقد صححت لك الكلمات من صورة لنسخة من مخطوط الديوان قلائد الحسان موجود عندي... ثم ان شعر علي بن حسن ليس قرآنا محفوظا عن الزلل اوالتحريف بل هو من وضع شاعر قابل كلامه للتحريف والنقص والحذف والتعديل ..!!
والشاعر علي بن حسن عالم وفقيه وشاعر ملم بمفردات اللغة واللهجة ولهذا استبعد ان يلجأ الى تكرار كلمة ( العجب ) في صدر البيت الأول ثم يعود ويستعملها ثانية في عجز البيت الثاني كما نقلتها لنا
والبيت هو ( والحاصل انه يحيرك امرهم في طرب )
تتفق المعاجم على كلمة ( طرب ) بانها تعني الخفة والسرور وقد تعني الحزن و يمكن القول انها الخفة وهزة تثير النفس لفرح أو حزن او ارتياح . والشاعر يتساءل في حيرة عن ما آل بهم الأمر سوى طربا فرحا لمصيرهم اذا كانوا جبابرة طغاة وكفرة مفسدين أو ( طربا ) حزنا إذا ما آل بهم المصير المدمر بفعل غاز معتد او كارثة حاقت بهم ..!!
ايضا ( حصن جيد ) هي الأسلم في المعنى
ايضا اصحح لك أن ( الخنب ) هو قطيع الوعول والأنثى يطلق عليها وعله ولغة أروى وتجمع أراوي وفي لهجتنا يطلق على الأنثى ( الغصيني )
ايضا البيت الذي يقول ( عاقبهم الله بصرصر قطعتهم خبب )
والذي تحول في نظرك الى الصورة التي علقت بذاكرتك منذ الصغر في حريضة ( صورة جبب الحبائب ) ولكن أعلم ان السيد علي بن حسن عالم وفقيه ولهذا ورد ذكر ( خبب ) والخبب هو ضربا من العدو والخبه الجري وايضا ال خبب الفساد وقد جاء في الحديث الشريف (( ليس منا من خبب _ أفسد _ امرأة على زوجها )) وجاء ايضا ( لعن الله من خبب زوجا على زوجته أي لعن الله من افسد زوجا على زوجته أو زوجة على زوجها )) وقطعتهم ( خبب ) أي قطعتهم بسرعة أو يكون قطعتهم بفعل فسادهم ..
وبالنسبة للبيت التالي ( كم حصن عالي تداما ....الخ ) والذي استعجلت في حكمك (عن غير دراية واطلاع ) بانها ركيكة واحيلك الى القرآن الكريم لسورة الشمس الآية رقم 14 ( فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ) قال ابن عباس دمدم عليهم ( قوم ثمود ) قال دمر عليهم ربهم بذنبهم أي بجرمهم وقال الفراء دمدم أي أرجف وحقيقة الدمدمة تضعيف العذاب وارجاف الارض وتسوية الأرض وترديده ويقال دممت على الشيء الزقه بالأرض والدمه الغضب واصلها من الدم وهو اللطخ من كل جانب ... ويقال في لهجتنا ( يدوم البر ) أي يدرس ويغربل ويسحق بالقوة على الارض حتى تفصل الحبوب من سنابلها وموقع دراس البر يقال لها ( مدومه ) ويقال فلان يدوم الحب وفلان ادام بره ..
وشرح البيت ان الحصن العالي تداما أي حصلت عليه الدمدمه وتدمر وتسوى بالأرض وهو نتيجة العذاب كعذاب الدمدمة التي سلطها الله على ثمود ...!!
هذا والله اعلم



.

[جمال العطاس]

حياك الله ابوعوض الشبامي
واشكر لك طرحك !! ولكن اقول الاختلاف لايفسد للود قضيه
ولنبقى بعيدا عن التشنج الواضح.
فافضل المخاطبه هي التي تبداء بالتحيه بين الاحباب
وابداء معك من هنا:
1) انا لم اقل ولن اقول ان كلام علي بن حسن وكلامي وكلامك قرآنا.
وانت اوردت هذه الجمله مع انها ليست لها داعي وارى انه اتفه واحد لو سأل (هل كلام البشر قرانا ) ستكون الاجابه معروفه.اذا لاارى لزوما
لاقحامها هنا .
2) اما مفردة (طرب) بالمعنى الذي اوردته فهي تخالف توظيفها في البيت للشاعر فأنت تتكلم ربما عن المعنى الواسع للمفرده ولكن توظيفها
من خلال البيت تتنافر مع مفردة (يحيرك ) يعني الحيره والدهشه. والمعنى الذي تتبناه يناسبه ماقاله بامخرمه في البيت التالي:
(فهِم طرباً كما هامت والا فأنك في طريق الحب كاذب ) فهنا معناها الفرح بمحبة المحبوب اما ان تأتي مفردة طرب مع ( الحيره ) فهذا معنى
غريب . والافضل (عجب ) اي تحيرك هذه العجيبه. وليس تطربك هذه العجيبه.
3) اما بالنيبه لمفردة (جيد ) فلا يمكن ان احدا يوصف الجيد بالشموخ والاصح ان يوصف (الحيد ) اي الجبل بالشموخ . انت تطرق معاني وتريد
اقناعنا بها مكرهين.
)اما مفردة ( جبب ) فربما ان تكون (خبب) وقد اوضحت لك سلفا.
اما بخصوص التصاق ذاكرتي ببيئتي فلاعيب في ذلك على الاقل اعرف
ان لي ذاكره موجوده ولست بدون ذاكره.
5) اما مفردة (تداما ) ارجع واقول الاصح (تداعى ) عليهم الحصن اي تصدعت جدرانه وسقط. واستشهادك بالآيه الكريمه(فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسواها ) قد يحتمل البيت هذا المعنى. ولكن كان بأمكان الشاعر ان يقول (تدمدم ) طالما ان شعر كتب قصيدته (بالحميني ) واعلم انك ستقول ان (تداما ) ابلغ.
اما تعقيب (البلايا الصموت ) فتعف لساني عن الرد والمسامح كريم
عموماً عزيزي ابوعوض الشبامي ارجع واقول :
الاختلاف لايفسد للود قضيه ) وليس هناك منا من يدعي مطلق المعرفه.
تحياتي لك واشكرك
جمال العطاس

[شيخ القبايل.]

نشكر اخوينا على هذا الموضوع بتعقيباته .. ونخص بالشكر اخونا الشاعر العطاس لمبادرته بكتابة الموضوع .. وليس لي تعليق الا تاييد الاخ ابو عوض بخصوص اعتبار علم المستحاثات والاثار في اعادة كتابة التواريخ على اصل علمي وشواهد مادية .. وعندئذ لايكون للاساطير اعتبار نهائي مهما كانت مصادرها ، وقد علمنا ان اثار المدن المطمورة كثيرا ماتنسج حولها الحكايات او يشار اليها انها ديار قوم كذا .. لكن الكلمة النهائية للعلم بالتاكيد .
ومثل هذا الموضوع كان مثار نقاش حتى في اعتبار مايورده القران من قصص هل يعتبر مصدرا تاريخيا اكيدا .. وكثير من اهل العلم يؤكد ان الكتاب الكريم لايؤرخ للامم بقدر ما يورد تلك الاحداث للاعتبار فقط .. دون ان يحجر الدين على العلماء والباحثين من طرق ابواب العلوم والسعي في الارض والنظر في احوالها (( قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ)) (الأنعام:11) ، فاذا ما ترقي الاكتشاف العلمي الى درجة الحقيقة المطلقة كان لا بد من تأويل النص القراني بما يوافق تلك الحقيقة العلمية .. فما بالك لو كانت تلك الحكايات مجرد روايات او اساطير وردت في كتب محرفة او صدح بها شاعر ذكي ..

اما اختلاف الاخوين حول الفاظ وردت في القصيدة فانني اعتقد انه من ضياع الوقت التوسع في الموضوع او الاصرار على الراي .. فان نقل أي نص مرتبط بمصادره المنقوله عنه بما قد يعتريه من تصحيف او سوء حفظ ، و يكفي الاشارة الى ان القصيدة نقلت بنصها من كتاب كذا او من مخطوط كذا .. وحتى لو وجدت سواقط لفظية في النص فان على الناقل ان يشير اليها ، ثم اذا اراد ان يبدي رايه ففي الحواشي مساحة كافية دون ( مناقرات ) ..
و لكم المحبة ...

[جمال العطاس]

حياكم الله اخواني الاعزاء ابوعوض الشبامي والعزيز محمد باذيب
اعزائي:لااختلف معكم بأن العلم وحده هو الذي يحدد الزمن والفتره التي عاشتها امه من الامم في الاحقاب السابقه .ولكن علم الحفريات لاينقل لنا من تاريخهم وعاداتهم وتقاليدهم شيئا. وان من اغفل جانب العلم في
مثل هذا الموطن .فهو داعيه للخرافه وفشو الاساطير.
اما الاختلاف مع العزيز ابوعوض الشبامي بخصوص المفردات فانا اكتفي بما قاله العزيز محمد باذيب. ولايترسب لدي اي شي بتأثير الاختلاف في
النقاش. فالقصد هو الفائده وليس المناكفه.
واذا تيقنت ان الامر سيؤل للمناكفه(ولااعتقد ذلك لانني اعتقد انني والعزيز ابوعوض الشبامي اكبر من ذلك)..
عموماً تحياتي لكم جميعا والمعذره!!!
جمال العطاس

[أبوعوض الشبامي]

.
(1) بالنسبة للبيت الذي زعمت انه للفقيه عمر بامخرمه لا اعتقد انه له ولم اقف عليه في ديوانه وممكن تعطينا مقدمة القصيدة التي جاء فيها البيت المذكور ؟؟
ثم ان مفهوم طرب الفقيه بامخرمه هو الطرب الصوفي بذكر الله وحب الله او كما يعرف بالعشق الألهي وفي طرب الصوفي شعورا عميقا بحلاوة التوحيد والذي يجعله يهيم فرحا ثم إن فرح يهيم في الفناء الصوفي ويصاحبه حالة من الخوف والرجاء ومن الحزن والبكاء خشية من الله فالطرب الصوفي يجمع الحيره والخوف والفرح والسرور والنشوة في ذكر الله ولا تنسى ان السيد علي بن حسن يعتنق المذهب الصوفي ...!!!

(2 ) بخصوص الشعار المذيل تحت تعقيبي ( ريت البلايا صموت ) فهو شعار قديم فضلت ان اضعه في وجه كل بلية يقحم نفسه بالمجادله وهو لا يفقه شيء ولا اظنك واحد منهم ...!!! وإن اثار حفيظتك وعفت لسانك انت منه لكن لم تعف لسان العلامه الكبير السيد علي بن حسن العطاس ولهذا احب ان انبهك إنك لم تحسن القراءة بتمعن وتركيز في ديوان السيد علي بن حسن العطاس (قلايد الحسان ) لأنك لو قرأت القصيدة التي مطلعها :

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="burlywood" bkimage="" border="none,2,green" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
ياالله بي ابلغ مرادي يارضي قبل موت
با رِد وباجيب بارد من منبع القلوت
ياقوة العشقه ان اليوم يوم البخوت

[/poet]



فإنك حينها ستقف على حقيقة قولي عن فئة تلك البلايا الذين وصفهم السيد العلامه والداعيه والمصلح الاجتماعي علي بن حسن العطاس وقال فيهم :


[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="burlywood" bkimage="" border="none,2,green" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
ملاَّ بلينا بوقت العق خس الوقوت
خلِّك الى غاب من عندك يعدك تموت
وغالب الناس من لنيات خليا شتوت
وبعضم يظهر الزينه وباطنه حـوت
وبعضهم غِرْ مايقدر على الجبر لوت
اعرج قوِرْ في كلامه رمي بالمنطبوت
ياما احسن الصمت ياليت البلايا صموت

.
[/poet]


ولا اظن اخينا جمال العطاس ( اعرج قور في كلامه ..!! )
ولا أظنه من البلايا التي يجب عليها ان تصمت ...!!
واظنك بعد هذا اكتشفت ان الحكمة ضالة المؤمن والحكيم من عمل بها وقديما قالوا : ( إن الحكمة شبامية )




.

[جمال العطاس]

حيا الله ابوعوض الشبامي

1) بالنسبه للبيت (فهم طربا كما هامت والا فأنك في طريق الحب كاذب) فقد اوردته سهوا للعلامه الفقيه (عمر بن عبد الله بامخرمه )
وهو في الاصل للعلامه عبد الرحمن بن علي الزبيدي (الديبعي )..
وجزاك الله خيرا ان نبهتني لذلك.
اما بخصوص الابيات التي اوردتها للسيد علي بن حسن العطاس
فقد وقفت عليها سابقا ووقفت عليها الان واعلم انها لعلي بن حسن
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="" bkimage="http://www.alshibami.net/saqifa//backgrounds/17.gif" border="double,2,gray" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
ياماحسن الصمت ياليت البلايا صموت
ان كان ماقامت الفتنه وحان الثبوت
يالله بنفحه من المولى وفتحة ثبوت
وفضل واحسان من غير العمل والبخوت
نظفر بصيد الرضى من غير دحق السيوت*
رب اهدنا واعطنا مافي ضمير القنوت
وآمن واحسن وصنّا من خبيث السحوت
وصل يالله على من عام في الملكوت

* سيوت: جمع سي (بالدارجه )
على غرار :جبرلوت/ ملكوت

[/poet]
ابوعوض كما سبق ان قلت ان هناك ممن كتبوا ديوان علي بن حسن
وهم في الاصل من مواليد ( اندونيسيا) ولازالت اللكنه في السنهم
وكتبوا بعض الذي اشكل عليهم وفق فهمهم . ولذلك قبل 3 سنوات
من الان تم الاتفاق مع مجموعه من المحسوبين على علي بن حسن
لمقابلة جميع النسخ وتصحيحها بالاستعانه باهل الخبره من المنطقه
واثبات بعض القصائد التي لم تثبت وصدر هذا المخطوط والنيه متوفره لهم
لطبعه متى امكن ذلك . علما ان لدي نسخ مخطوطه وهي كراريس
وليست مجلده من النسخه المصححه واذا اردت تزويدك بها( حاضرين )

هذا ولك التحيه والله الموفق

[أبوعوض الشبامي]

.
مشكور على عرضك بتزويدي نسخة من ديوان علي بن حسن العطاس وفي الحقيقة احتفظ في مكتبتي بصور من أغلب المخطوطات التي ألفها العلامة علي بن حسن منها على سبيل المثال ( الديوان ) و ( سفينة البضائع و المقصد وغيرها ..) ونصيحة لك ولغيرك يجب ان نعي بأن التراث الحضرمي هو ملك الجميع ليس حكرا على طبقة دون طبقة وهو عرضة للدراسة والبحث والتحليل والنقد والغوص فيه للفائدة منه ..

وتاكد لي من البيت الذي نسبته الى عبدالرحمن بن علي الديبعي الشيباني اليمني مؤلف المولد النبوي الشريف

ونصيحة لك بعدم التسرع في الحكم وخاصة انك رجعت الى الديوان وقرأت البيت الشعري المذكور ( بعد ان عفت لسانك ) عن الرد عليه وادعيت ان المسامح كريم ..!! والبيت اساسا جاء من المثل الشعبي
( يامحسن الصمت ياريت البلايا صموت ) وحتى تتيقن ان لأبي عوض الشبامي ذاكرة لا تنسى ما قرأته ذات يوم ....!!!




.