انتصار مشرف للفلوجة..عبد الباري عطوان

[باشراحيل]

انتصار مشرف للفلوجة .. عبد الباري عطوان

القدس العربي /
ان يعلن بول بريمر الحاكم المدني الامريكي في العراق ان السلطات الامريكية هي التي طلبت من المقاتلين في الفلوجة الموافقة علي الهدنة والتوقف عن اطلاق النار علي مشاة البحرية، فهذا انتصار للفلوجة ولمقاتليها، وأول هزيمة للقوات الامريكية وحلفائها منذ سقوط بغداد قبل عام.
فالطلب الامريكي بوقف اطلاق النار جاء استجداء، ودون أي شروط، مثل تسليم المتورطين بسحل المقاولين الامريكيين بعد احراقهم داخل سياراتهم، وهذا يعني ان الغارات الامريكية التي استهدفت أحياء المدينة الصامدة بالقصف بشتي انواع القنابل والصواريخ فشلت في تركيع رجال المقاومة، وكسر ارادتهم، رغم سقوط اكثر من خمسمئة شهيد وستة آلاف جريح.
ستة ايام من الصمود الاسطوري، اجبرت الجنرالات الامريكيين علي التنازل من عليائهم، والتخلي عن غرورهم، والسعي من اجل التوصل الي حل سياسي مع المقاومين في الفلوجة عاصمة الكرامة العراقية، في محاولة لانقاذ ماء وجوههم، وعلي أمل تطويق الحريق قبل امتداده الي باقي المدن الاخري، ولكن هذه المحاولة محكوم عليها بالفشل. والهدنة مرشحة للانهيار، مجرد ان يدفن المجاهدون شهداءهم ويعالجوا جرحاهم. فالمقاومة لا تعرف الهدنة، ولا تؤمن بها، طالما ان هناك احتلالاً وقوات اجنبية علي ارض بلادها. القوات الامريكية ارتكبت خطأ كبيراً عندما دخلت العراق أولاً، وعندما تبنت الاسلوب الاسرائيلي في التصدي للمقاومة، مثل قصف الاحياء المدنية بالطائرات، وتنفيذ سياسة العقوبات الجماعية علي السكان. فمثل هذه السياسات الارهابية لم تنجح في فلسطين، ولم توقف المقاومة وعملياتها الاستشهادية، بل زادتها اشتعالاً، والحال نفسه سيكون في العراق قطعاً، فالعراقيون فلسطينيون، والفلسطينيون عراقيون، والاحتلال واحد، والقوي المعتدية واحدة.
اننا لا نستغرب ان يكون الاسرائيليون هم الذين يقودون الطائرات، او يضعون الخطط في غرف العمليات، لقصف مدينة الفلوجة، ويرتكبون المجازر في الكاظمية والاعظمية ومدينة الصدر، او الذين يعطون الاوامر باقتحام المساجد، واطلاق النار علي المدنيين.
فالتصريحات التي أدلي بها الجنرال موشيه يعلون، رئيس هيئة اركان الجيش الاسرائيلي يوم امس، وقال فيها ان انتصار الولايات المتحدة في العراق هو من مصلحة اسرائيل لأنه يعزز العناصر المعتدلة ويهدد العناصر المتطرفة التي تسعي الي احباط مهمة الامريكيين تؤكد ان غزو العراق جاء اساساً من اجل خدمة المصالح الاسرائيلية بالدرجة الاولي، مثلما تؤكد ايضاً ان الجنرالات الاسرائيليين ليسوا بعيدين عن العمليات العسكرية الامريكية، بل ربما يكونون هم مهندسوها، والمشاركون في تنفيذها.
فلم يكن من قبيل الصدفة ان ينتقد جنرالات بريطانيون التعامل الامريكي الدموي مع اهالي الفلوجة وانصار الإمام مقتدي الصدر في بغداد، ويطرحون علامات استفهام حول الحكمة من وراء مثل هذا الاسلوب الدموي في وقت تسعي فيه امريكا جاهدة الي كسب قلوب العراقيين وعقولهم.
الامريكيون يتعاملون مع العراقيين كما لو انهم مجموعات من الهنود الحمر، وكأننا نعيش في القرن السادس عشر وليس في القرن الواحد والعشرين، وينسي هؤلاء ان العراقيين يملكون تراثاً حضارياً يمتد لأكثر من ثمانية آلاف عام، وكانوا اول من وضع قانوناً مكتوباً.
مثلما ينسي الامريكيون انه في زمن الامبراطورية العباسية، وعندما كانت امريكا في رحم المجهول، وتعيش خلف بحر الظلمات ، كان عدد سكان بغداد مليون نسمة وتعج بالعلماء من مختلف التخصصات، بينما لم يزد عدد سكان لندن عن عشرة آلاف، وباريس اقل من هذا الرقم.
الامريكيون لا يواجهون فيتنام عراقية حالياً، وانما ما هو اكبر واخطر، فالفيتناميون لا يؤمنون بالعمليات الاستشهادية، ولا يتمتعون بالعمق الاسلامي والعربي الذي يتمتع به العراق، ويتوحد علي ارضية الكره للولايات المتحدة وسياساتها الظالمة التي تهدف الي اذلال مليار ونصف المليار مسلم في العالم.
العراقيون تحدوا مؤامرات التقسيم الامريكية، وتوحدوا علي ارضية المقاومة، والاستقبال الشعبي الحافل الذي حظي به اهالي الفلوجة النازحون من قبل اخوانهم الشيعة في بغداد هو القول الفصل، ورفض ستمئة من العرب الشيعة الجنود في جيش بريمر العراقي الجديد القتال ضد اخوانهم في الفلوجة لمصلحة الامريكيين هو دليل اضافي.
ليل الامريكيين طويل ودموي في العراق، ولا حل امامهم غير الخروج، معترفين بالهزيمة، فالوحدة الوطنية العراقية التي تجلت في اليومين الماضيين هي حجر الاساس الحقيقي لبناء العراق العربي ـ الاسلامي الجديد، وليس عراق امريكا، ومن قدموا علي ظهور دباباتها

[الشبامي]

ليل الامريكيين طويل ودموي في العراق، ولا حل امامهم غير الخروج، معترفين بالهزيمة، فالوحدة الوطنية العراقية التي تجلت في اليومين الماضيين هي حجر الاساس الحقيقي لبناء العراق العربي ـ الاسلامي الجديد، وليس عراق امريكا، ومن قدموا علي ظهور دباباتها

نعم اخي باشراحيل ليلهم طويل وطويل جدا وسيخرجون بأذن الله مهزومين من ارض الرافدين ارض البطولات والحضارات والخلافه المجيده
نعم سيخرج هؤلاء الأوغاد واللصوص من تلك الأرض الطاهره مدحورين يجرون اذيال الهزيمه والذل بأذن الله!!

[باشراحيل]

شكرا اخي المشرف العام الشبامي
مرورك بالموضوع .. وسنرى ان شاء
الله عاجلا وليس آجلا فرار المحتلين وهم
يجرون اذيال الهزيمة النكراء من بلاد الرافدين
لك تحياتي .