الشاعر الزاهد (باذيب)

[مردوف2]

بسم الله الرحمن الرحيم

استطرادا لموضوع إنها حرب جائرة نواصل معكم:

محمد عمر باذيب , ابن مدينة شبام العريقة , ينحدر من عائلة تعلقت بالعلوم وبالآداب منذ القدم , ولعل زهده جاء امتدادا لزهد أجداده المعلومين المطمورين , فعندما تتناول تاريخ الأسر العريقة بمدينة شبام تتصدرها عائلة آل باذيب,فمنهم العلماء في الشريعة والفقه ومنهم الأدباء والشعراء , لكنهم كتبوا لأنفسهم استفاد معاصروهم من علومهم وآدابهم , ولو لم يكن الزهد والعزوف عن الظهور والبروز لكنا من المستفيدين من مصنفاتهم التي اندثرت ولم يبق منهم إلا ذكر لمخطوطة بعنوان : [ التبريز ....... ], يقال إنها طبعت واختفت بفعل الإنجليز .
شاعرنا الزاهد يبدو للناظر رجل لا يهتم إلا بعمله ولا يقحم نفسه في نقاش لا يمت بصلة لعمله في المضمار التجاري , فتصنفه من المجتهدين المخلصين الأمناء, غير أنك لما تكتشف أن الرجل شاعر, فطن , لبيب , عاشق السمراء وهي بندقيته التي يعتبرها سياجاً للذود عن حياض الأمة والشرف الرفيع , يشدك نحوه فضول في معرفة هذا الرجل ابن السلالة , ورغبة في قراءته وقراءة ما يكتب من قصائد سلسلة , معبرة عن آلام أمة ومأساة حضارة .