تفصيل تاريخ بلادي وتفاصيل الوهم

[سالم علي الجرو]

تفصيل تاريخ بلادي وتفاصيل الوهم
التراث غير التاريخ
• تاريخ بلادي يخضع للتفصيل بعيدا عن الأضواء تحت عنوان التراث بدليل المرور العابر و السياحي على " الجوف اليمنية التاريخية " - " مأرب " - " حضرموت " دونما تعمق بمسئولية ومهنية مؤرخ حيادي , فالجوف لا تذكر تاريخيا إلا بالنذر اليسير جدا وكأنها صحراء , أرض خالية من بشر لهم في التاريخ باع طويل , ومأرب ليس لها إلا ذكر السد , ونقف عند تاريخ حضرموت الذي اقتصر على " الدان " وما دوّنه أوروبيون منهم من لعب دورا سياسا وهم الانجليز لا يتعدى ذكر معالم دون اعلام فاعلة في شكل تقارير تصويرية تصور كوفية الحضرمي المتسخة وعمامته ونشر أسرار بيته في سرد روائي .
لحضرموت التاريخ تاريخ حقيقي واقعي ليس الذي نقرأه بالضبط , ما نقرأه تاريخ افتراضي , وهمي دونه مؤرخون عبر مراحل بعيدة , مصادرهم مختلفة .
مستندات التاريخ الواقعي شحيحة تكون معلوماته غالبا من جانب واحد والتاريخ الافتراضي تفرضه السياسية , وإن من يتتبع مصنفات المؤرخين أمثال:
الهمداني صاحب المصنفين: [ الإكليل في 10 أجزاء وصفة جزيرة العرب ] وكذا المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي , المشهود له بالدقة والحيادية سيقرأ عن المجهر الذي يلاحق نصوص التاريخ فيلغي ويفبرك تمشيا مع سياسات , فلقد " طبعت الموسوعة التاريخية " للجبرتي " , مبتورة ناقصة لظروف غامضة " واختفت أجزاء من كتاب " الإكليل " للهمداني , وتعرض كتاب: " صفة جزيرة العرب " للطعن والتجريح . ولعل من التبيان الإشارة إلى أن جزء كبير من التاريخ الحضرمي سماعي تتناقله الروايات مما اعطى مدخلا للمفصلين والمفبركين لمحو بعض صفحاته , إلا أن ما دوّن في مخطوطات لم تر النور وأخرى طبعت بكميات قليلة ولم تنتشر ذاك الانتشار الذي يؤمن لها البقاء في الذاكرة والخلود , ومع شح الامكانيات المادية وسطوة التاريخ الافتراضي الجدلي بعد سقوط الدولة العثمانية وإحجام نشطاء مدوني التاريخ كالعلويين إبان فترة سياسة الثورة الأممية وفلسفة التاريخ الأممي الجديد وفق منهج ماركس أتاح الفرصة لمن تخصص في بتر التاريخ الحضرمي وتغييب أحداث مئات السنين وتحديدا منذ القرن الثالث الهجري حيث بدأ تدوين تاريخ حضرموت ما قبل الاسلام وبعده إلى حال التاريخ .
هنات تؤخذ على المؤرخين العلويين
• في الجانب السياسي وإن كان لهم موقف معارض من سياسة ما في مرحلة ما إلا أنهم اكتفوا بالتدوين السلبي حفاظا على المكانة الروحية التي لا يتقدمها أي استحقاق آخر .
• حجب بعض مخطوطات كمخطوطة: " الفرج بعد الشدة في تاريخ كندة " لعوض بن عمر الجرو عام 840 هجرية . هذا الذي تم اكتشافه بشهادة " التاريخ الشامل لحضرموت " .
• في الجانب الاجتماعي لم ينصفوا من وقف ضد الصوفية أو منافس للزعامة الروحية ممن عرفوا بـ: " المشائخ " في القسم البدوي من حضرموت.
........................

× بحث خاص