طلاب حضارمة لايعرفون أن الشاعر المتنبي من أهل حضرموت

[أبو صلاح]

طلاب حضارمة لايعرفون أن الشاعر المتنبي من أهل حضرموت
في أحد المرات سألني أحد التلاميذ في أحد المدارس الثانوية بحضرموت هل صحيح أن الشاعرالمتنبي أصوله حضرمية؟
قلت له نعم قال: لأول مرة اعرف هذا....صحيح أن كتب المدارس تتناول شعر المتنبي وترجمة حياته في مناهج الدراسة بمدارسنا ولاتذكر ذلك ،ولو أفاد مدرس اللغة العربية تلاميذه لكان أجمل
هذا أبو الطيب المتنبي، أعظم شعراء العرب، وأكثرهم تمكناً باللغة العربية صاحب كبرياء وشجاع طموح حضرمي كندي من أهل حضرموت في العراق،هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الكوفي الكندي ولد في كندة بالكوفة سنة 303 هـ=915 م (وكندة منطقةأو حي كبير مشهور في العراق إلى اليوم،وهذا الشاعر العربي الكبير الذي لاتخطيه عين عرفت شعر العرب في جاهلية كان أو إسلام ،وهو أبن أحد الحضارمة الكنديون الذين هاجر آباءهم أو أجدادهم مع الفتوحات الإسلامية في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى العراق كغيره ممن هاجر لتلبية نداء الخليفة في فتح العراق وبلاد ماوراء النهر شرقاً...
وهو من احفاد من ارتحلوا إلى العراق لنصرة الدين كالأشعث بن قيس الكندي،ووائل بن حجر الحضرمي وغيرهم يقدرون بالآلاف تركوا بلادهم حضرموت واستقروا في الكوفة والبصرة وغيرها من الأمصار ...
شاعر العربية الفارس الهام، المبدع العملاق غزير الإنتاج في الشعر الجزل ، يعد بحق مفخرة للأدب العربي، وهوصاحب الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة التي سارت على كل لسان ..
ذكر المترجمون في سيرته الكثير عنه وقالوا أن والده كناه بأبي الطيب وهو صغير،واشتهر بحدة الذكاء واجتهاده وظهرت موهبته الشعرية باكراً، فقال الشعر صبياً، في العاشرة من عمره،ونازل الشعراء في عصره
وهل نسى من شعره ومن قصائده في مدح سيف الدولة الحمداني في حلب روائع القصائد ومن ذلك البيت المشهور له في مدح سيف الدولة:

على قدر أهل العزم تأتي العزائم ... وتأتي على قدر الكرام المكارم

وتميز شعره بالحكمة كقوله :

بذا قضت الأيام ما بين اهلها ... مصائب قوم عند قوم فوائد
وكقوله:
وقد علمت بما لاقته منا ... قبائل يعرب وبنو نزار
لقيناهم بأرماح طوال ... تبشرهم بأعمار قصار

ومع أن أبا الطيب كوفي المولد إلا أنه نشأ وعاش واشتهر في الشام وارتحل إلى مصر وبلاد كثيرة وقتل قريباً من بغداد ....
وسار ذكره مسير الشمس والقمر وكان اروع وأجمل ما قال المتنبي:

وما الدهر إلا من رواة قصائدي ... إذا قلت شعراً أصبح الدهر منشدا

ويحكى أنه تنبأ في صباه، وفتن بقوة أدبه، وحسن كلامه، وقيل أنه قال: إنما لقبت بالمتنبي لقولي:

أنا ترب الندى ورب القوافي ... وسمام العدا وغيظ الحسود
أنا في أمة تداركها الل ... ه غريب كصالح في ثمود

وكثر حساده والشامتين فيه،ومن شعره هذا البيت الذي سارت به الركبان:

وإذا أتتك مذمتي من ناقص ... فهي الشهادة لي بأني فاضل

وكثر الاستشهاد بشعره حتى قل من يجهله؛كقوله:

كالبحر ممطرالسحاب وماله----------------فضل عليه لأنه من مائه

وأما هذا البيت الذي أشتهر لجماله جمع فيه عزة كندة الملوك.

فالخيل والليل والبيداء تعرفني ... والسيف والرمح والقرطاس والقلم

وليس هذا بغريب فقد انجبت كندة أيضا شاعرها وشاعر العرب أجمعين ومن طبقة الشعراء الأولى في العصر الجاهلي امرؤ القيس بن حجر الكندي الملك و أبن الملوك واسمه حُندج(520 م - 565 م) الشاعروالفارس المشهور في دواوين شعراء العرب الأوائل ،وعاش جزء من حياته في غمر كندة بنجد وجزء في حضرموت في قريته (صيلع ) جنوب غرب مدينة الهجرين وتوفي مسموماً ودفن في القسطنطينية بتركيا عاصمة الدولة الرومانية ومن شعره كما ذكر أبن قتيبية في أخباره وقال ابن قتيبة: هو من أهل كندة من الطبقة الاُولى. كان يعدّ من عشّاق العرب، ومن أشهر من أحب هي فاطمة بنت العبيد التي قال فيها في معلّقته الشهيرة

أفاطم مهلاً بعض هذا التدلل***********وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
وإن تك قد ساءتك مني خليقةٌ**************فسلي ثيابي من ثيابك تنسل
أغرك مني أن حبك قاتلي ******** وأنك مهما تأمري القلب يفعل
وأنك قسمت الفؤاد فنصفه********** قتيلٌ ونصفٌ بالحديد مكبل
وما ذرفت عيناك إلا لتضربي**********بسهميك في أعشار قلب مقتل
وبيضة خدرٍ لا يرام خباؤها**********تمتعت من لهو بها غير معجل
تجاوزت أحراساً إليها ومعشراً********علي حراصاً لو يسرون مقتلي
إذا ما الثريا في السماء تعرضت*******تعرض أثناء الوشاح المفضل
فجئت، وقد نضت لنوم ثيابها**********لدى الستر إلا لبسة المتفضل
فقالت يمين الله، ما لك حيلةٌ*********وما إن أرى عنك الغواية تنجلي
خرجت بها أمشي تجر وراءنا*******على أثرينا ذيل مرطٍ مرحل

#ابوصلاح_باحث_في_تاريخ_حضرموت

[أبو صلاح]

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

[أبو صلاح]

وإذا أتتك مذمتي من ناقص ... فهي الشهادة لي بأني فاضل