عضو لجنة الوساطة الرئاسية الشيخ دغسان احمد دغسان : الحوثي جر العباد والبلاد الى محرقة

[حد من الوادي]

عضو لجنة الوساطة الرئاسية الشيخ دغسان احمد دغسان : الحوثي جر العباد والبلاد الى محرقة

الأحد 2009/11/01 الساعة 20:45:19

الشيخ دغسان احمد دغسان

التغيير – عبدالناصر المملوح :

وصف الشيخ دغسان احمد دغسان عضو لجنة الوساطة الرئاسية الحوثي بأنه " لا ضمير له " وانه جر العباد والبلاد إلى محرقة , ولا هم له الا ان يحقق أهدافه وأغراضه ..وأوضح في لقاء مع صحيفة الجمهور ان الحوثيون يلتزمون بالوساطة شفهياً ولكن عند الانتقال الى مرحلة التنفيذ تتفاجأ الوساطة بمواقف حوثية مناقضة لبنود ما تم الاتفاق عليه .. وأكد بأن هناك تجار حروب مستفيدون من بقاء الحرب , وأن عدم مصداقية الحوثي هي احدى الاسباب التي تؤدي الى فشل الوساطة .

وكان الحوار كالتالي :

* قبل أن تنفجر الحرب السادسة والتي لا تزال فصولها جارية بين عناصر التمرد الحوثية والقوات الحكومية، كنت ومعك الشيخ فارس مناع والشيخ علي ناصر قرشة وآخرون ضمن ماعرف بـ"لجنة الوساطة الرئاسية".. ما الذي حصل.. ما الذي حال بينكم وبين منع تجدد الحرب؟

- اللجنة مثلها مثل سابقاتها من اللجان وعلى رأسها لجنة الوساطة القطرية، بذلت جهوداً مضنية لكن جميع الوساطات للأسف الشديد كانت تصل إلى طريق مسدود.

* من قبل من؟

- من قبل الحوثيين.. يلتزمون للوساطة شفهياً بما يتم الاتفاق عليه، ولكن عند الانتقال إلى مرحلة التنفيذ تتفاجأ الوساطة بمواقف "حوثية" مناقضة، بل ورافضة رفضاً قاطعاً تنفيذ بنود ما تم الاتفاق عليه، على سبيل المثال تم الاتفاق على إنهاء التمترس والنزول من الجبال وفتح الطرقات كأبسط البنود إلا أن الحوثيين رفضوا التنفيذ.

عدم مصداقية الحوثي

* اسمح لي.. لعل الوساطة القطرية أبرز الوساطات وكادت ان تنهي ملف صعدة، خصوصا وأن الطرفين: المتمردين الحوثيين والسلطة وقعا على ما عرف بـ"اتفاق الدوحة".. برأيك لماذا فشلت سيما وأنك كنت على اطلاع؟

- عدة أسباب أرى -من وجهة نظري - أنها أسهمت في الفشل أولا: هناك تجار حروب سواء كانوا من جانب الحوثيين أو من الوجهاء والشخصيات الاجتماعية في صعدة، أو من آخرين، مستفيدون من بقاء الحرب، وبالتالي سعى هؤلاء إلى وضع العراقيل تلو العراقيل أمام الوساطة القطرية، لأنهم لا يريدون أن يهدأ الوضع في صعدة.

ثانيا: هناك أطراف أخرى تغرر بالحوثي، ثالثا عدم مصداقية الحوثي ولعل هذا أهم الأسباب.

* بالنسبة لتجار الحروب.. من تقصد؟

- تجار حروب من صعدة ومن خارج صعدة.

* مثل من بالضبط؟

- لا داعي لذكر الأسماء..

غرروا على الحوثي

* وماذا عن الذين يغررون على الحوثي؟

- هؤلاء دفعوا الحوثي وأتباعه على مواصلة الحرب.

* كيف؟

- من خلال خداع قيادات الحوثيين بأن الدولة ستغدر بهم إذا ما نزلوا من الجبال التي يسيطرون عليها وإذا ما تخلوا عن أسلحتهم الثقيلة بناء على ما تنص عليه بنود الاتفاقية، لقد ظل هؤلاء يوشوشون في أذن عبدالملك الحوثي ومن معه وحثوهم على أن يكونوا جاهزين وعلى أهبة الاستعداد.

* هل تقصد قيادات معينة في تكتل المشترك المعارض أم قيادات المشترك بشكل عام؟

- قيادات سياسية من المشترك ومن خارج المشترك.

* على سبيل المثال؟

- لا داعي لتحديد الأسماء.. المهم هؤلاء يعملون على بقاء الحرب وبقاء الفتنة.

* لماذا.. ما هي أهدافهم من وراء ذلك؟

- تستطيع تقول أن لديهم هدفاً مزدوجاً، يريدون الضغط على الدولة لتنفيذ رغباتهم وتوسيع مصالحهم، ومن جهة ثانية هي محاولة منهم لإضعاف الدولة، أو بالأصح إشغال السلطة في حروب بدلاً من تفرغها للبناء والتنمية.

أساءوا فهمها

* وبالتالي فشلت الوساطة القطرية وفشلت مختلف الوساطات المحلية؟

- نعم.. وللأمانة الوسيط القطري بذل جهوداً مضنية إلا أن جهود تجار الحروب كانت أكثر تأثيراً في صفوف الحوثيين، الذين أوصدوا الطريق في وجه الوسيط القطري.

* قيادات التمرد الحوثي أساءوا فهم دلالات اتفاقية الدوحة، قرأوا مضامينها وكما لو أنهم قد أصبحوا كطرف ند للدولة؟

- صحيح.. وفهمهم هذا خاطئ مائة في المائة.. وكان يجب على الحوثيين أن يفهموا بأن تنازل الدولة لأن تحضر دولة أخرى كوسيط، هو منها حفاظاً على صعدة وحقناً لدماء أبناء صعدة باعتبارهم أبناء اليمن سواء كانوا متمردين أو صالحين.

* المتمردون الحوثيون رأوا في اتفاق الدوحة بأن السلطة باتت على قناعة بأن الحسم العسكري مستحيل، وأنها عاجزة أمامهم؟

- لم تتنازل القيادة السياسية بالحضور إلى قطر منها كضعف أو أنها غير قادرة على الحسم العسكري كما فهم الحوثيون، أبداً وما تنازلت بالحضور إلى قطر إلا لأنها تشعر بالمسؤولية كدولة راعية لجميع أبناء الوطن بمختلف مشاربهم السياسية والفكرية.

يفتقرون إلى حسن النية

* قلت أن الوسيط القطري بذل جهوداً مضنية، لكن ألا تلاحظون أن الأوضاع انفجرت بعد فترة وجيزة من قمة الدوحة، التي لم يحضرها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح – رئيس الجمهورية وحضرها الرئيس الايراني؟

- أنا لا أستطيع أن أتهم القطريين أو أبرئهم، لأنه ليس لدى المعلومات الموثوقة التي تجعلني اجزم بشيء ما.

* أنا اقصد في إشارتي إلى الحلف الإيراني القطري السوري، أن قرار وقف الحرب ليس بيد عبدالملك الحوثي -القائد الميداني للتمرد - بقدر ما هو بيد من يقف وراءهم؟

- قد يكون للحوثيين حلفاء من خارج الحدود، لكن لا أستطيع أن احدد لك أسماء شخصيات سياسية بعينها أو دولة معينة.

* بنود اتفاقية الدوحة تصب في صالح المتمردين الحوثيين من مختلف الجوانب، وكانت الدولة ستخسر القدر الكبير من هيبتها، ومع ذلك فضل المتمردون البقاء في الجبال وإشعال الحرب على الصلح.. والاستفادة من برامج إعادة إعمار صعدة، وعفا الله عما سلف؟

- والله إن دل هذا على شيء فإنما يدل على أنه لا يوجد لدى الحوثيين حسن نية أو رغبة في أن يحل السلام في صعدة، لأنهم لو كانوا صادقين لنفذوا ما تم الاتفاق عليه سواء في اتفاقية الدوحة أو غيرها.

الحوثيون -وكما قلت لك - يوافقون شفهياً على أي صلح، وما أن يستعيدوا قواهم حتى يعودوا للحرب مجدداً.

* يعني الحوثيون يتعاملون مع الوساطات باعتبارها فرصة لالتقاط الأنفاس؟

- نعم.. يعيدون ترتيب صفوفهم ويعدون عدتهم ويأخذون نفس حرب ثم يعودون الكرة مرة ثانية، وهكذا كان تعاملهم مع مختلف الوساطات والتي كنت أنا مطلع على بعضها ومتابع للبعض الآخر.

حلفاء الحوثي وتجار السلاح

* انت وباعتبارك من أبناء صعدة وممن كان لهم دور في الوساطات، وعلى اطلاع بمجريات الحرب.. كيف تفسر أو ما هي قراءتك للإعلام الإيراني تجاه الحرب في صعدة؟

- نحن كأبناء اليمن وكأبناء صعدة خصوصاً نعتبر أنهم يشنون حرباً إعلامية لصالح الحوثيين، حيث أن تبني الإعلام الإيراني للحوثيين واضح.

* وعلى ماذا يدل ذلك؟

- يدل على تبني إيران للحوثيين

* بالنسبة للسلاح.. من أين للمتمردين الحوثيين كل هذا العتاد؟

- أنت تعلم وكل اليمنيين يعلمون أن اليمن تحوي جميع أنواع الأسلحة.. بلادنا تمثل سوقاً سوداء تباع وتشترى فيها جميع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وبإمكان أي واحد يملك المادة شراء أي سلاح يريد.

* قلت "سوقاً سوداء".. معنى ذلك أن هناك صفقات عقدها المتمردون مع تجار الأسلحة؟

- الأسلحة موجودة في السوق، وبالتالي الحوثي هو في غنى عن أن يعقد صفقات مع أي تاجر كان، ما دام القطع متوفرة في السوق وبإمكانه أن يشتري منها ما يشاء إذا ما توفرت لديه المادة.

* وهل الصواريخ التي يملكها المتمردون موجودة في الأسواق اليمنية؟

- صواريخ سام 2 أو ما شابهها أو الـ "آر.بي.جي" أو الرشاشات هي موجودة.

* لكن صفقة السلاح الصيني والتي تم استيرادها بوثائق مزورة والتي كانت في طريقها للمتمردين.. ألا يعني ذلك ان تجار السلاح لا يعملون حساباً للمصلحة الوطنية؟

- لا اعتقد ذلك.. بصريح العبارة فارس مناع تاجر سلاح إلا أنه حريص على الوطن وعلى محافظة صعدة، أكثر من غيره.

سلاح ايراني

* اسمح لي.. من بين قيادات التمرد الذين سلموا أنفسهم مؤخراً للسلطات قالوا في لقاءات أجرتها معهم "الجمهور" أنه منذ الإعداد والتحضير للحرب الرابعة وصلهم دعم لا محدود من إيران.. دعم مادي، وسلاح ووصلتهم مكائن لتصنيع الألغام والمتفجرات ومكائن لتركيب الصواريخ التي كانت تصلهم كقطع مجزأة، كما وصلهم خبراء ومدربون من إيران وحزب الله اللبناني؟

- المتحدث من قياداتهم ممن عادوا إلى صوابهم، يستطيع أن يوضح لك باعتباره طرفاً انسلخ عنهم وعاد إلى صوابه، على سبيل المثال قائد التمرد الميداني في مديرية سحار عبدالله المحدون، هو كشف عبر "الجمهور" عن معلومات يعرفها لأنه كان معهم قيادياً، ومن كان معهم وقيادياً لا شك أنه سيكون مطلعاً على كل هذه المعلومات وأكثر.

بالنسبة لي شخصيا وبحكم أنني لم أكن ضمن صفوفهم لا أستطيع أن أفيدك بمعلومات أكثر من تلك التي سمعناها من عناصرهم، الذين أكدوا حقيقة وجود سلاح ودعم مالي إيراني.

الاضطهاد الحوثي

* اللافت أن المتمردين ومنذ تحضيرهم للحرب الرابعة التي وصلهم فيها دعم إيراني كبير، وفقا لاعترافات قياداتهم، توحشوا بشكل مخيف على أبناء صعدة، ولم يكونوا كذلك في الحروب الأولى والثانية وحتى الثالثة.. وكأنهم استغنوا عن أي دور يحتمل من أبناء صعدة بعد أن وصلهم الدعم والسلاح الإيراني؟

- حقيقة كانوا كما ذكرت في الحرب الأولى والثانية والثالثة يتجنبون إيذاء أبناء صعدة، بل كانوا يحاولون استقطابهم واستمالتهم إلى جانبهم وكما ذكرت من بعد الحرب الرابعة بدءوا يستفزون الناس، ويعتدون عليهم، ويهتكون أعراضهم وحرماتهم.. قطعوا الطرقات، وقتلوا شخصيات بارزة، واختطفوا وحبسوا العديد.. قاموا بنهب ممتلكات و مصادرة سيارات، وتفجير منازل وأشياء أخرى كثيرة لا تعد.. أساليب بذيئة ومهينة استخدمها الحوثيون ضد أبناء صعدة، وبشكل قد لا يصدقه أبناء المحافظات الأخرى.

* كيف؟

- أساليب قذرة تنم عن حقارة فاعليها وحقارة ما يخططون له.. أساليب وممارسات تستنكرها جميع الديانات السماوية، بل أجزم -ومن خلال ما شاهدناه وما لمسناه من الحوثيين - أن جميع الديانات السماوية تتعارض مع ما يقومون به.

الدين الإسلامي حرم دماء الآخرين وأعراضهم وأملاكهم لكن الحوثيين لا يعرفون هذا الكلام.

* ولا شك أن ما تعرض له أبناء صعدة على يد المتمردين الحوثة أسهم في هذا الالتفاف الشعبي الذي يحظى به الجيش الآن في مواجهة المتمردين؟.

- صحيح.. الأعمال الإجرامية التي مارسها الحوثيون ضد أبناء صعدة لا شك أنها صحتهم من التواطؤ والتقاعس الذي كانوا فيه.. فلو تلاحظ أنه في الحرب الأولى والثانية والثالثة، كان معظم أبناء صعدة متعاطفون مع الحوثيين، لكن ابتداءً من الحرب الرابعة انقلبت الموازين ضد الحوثيين.

التدريب

* هل كل شخص من أبناء محافظة صعدة قادر على التعامل مع الدبابات ومضاد الطائرات والصواريخ وزرع المتفجرات؟

- لا.

* معنى ذلك أن عناصر التمرد الحوثي تلقوا تدريبات عالية؟

- المحدون، وبحكم أنه قيادي سابق مع الحوثيين، أفادكم بمعلومات هامة فيما يتعلق بالتدريبات والأسلحة، وربما يكون على علم بهويات المدربين والخبراء الذي قال انهم إيرانيون ومن حزب الله اللبناني، وقد يكون هو ذاته تلقى تدريبات.

* قدراتهم القتالية الملحوظة بما توحي لك؟

- شوف.. المشكلة أن ما يحدث في صعدة هي حرب بين جيش نظامي وعصابات، وحرب العصابات ترهق الجيش النظامي وليس من السهولة التغلب عليها، ولك أن تنظر إلى ما يحدث في أفغانستان والتي تخوض فيها القوات الدولية وعلى رأسها القوات الأمريكية حرباً منذ سنوات ضد عناصر حركة طالبان دونما فائدة، أو بالأصح لم تحقق هذه القوات النتائج المرجوة بالنسبة لها، ليس لأن هذه القوات ضعيفة، وإنما لأنها تواجه عصابات، وهذا ما هو حاصل في صعدة، مجموعة من الحوثيين ينفذون هجوماً على هذه الكتيبة العسكرية وسرعان ما يفرون.

والأهم من هذا كله، أن الجيش عندما يصفي منطقة ما من عناصر المتمردين، هو مضطر للخروج منها حتى يعود أهلها إليها، ولكن ما أن يخرج منها الجيش ويعود سكانها كل إلى بيته حتى يعود إليها المتمردون من جديد.

المخدرات

* عناصر التمرد يقدمون على محاولة اقتحام مواقع عسكرية لا يجرؤ على فعل ذلك من يملك ذرة عقل مهما كانت شجاعته وبسالته؟

- عناصرهم يا عزيزي مغرر بهم، وكان للجهل دور في تغريرهم وغسل عقولهم حتى أنهم يقاتلون بكل هذه العقيدة، ولا يستبعد استعمالهم للمخدرات.

* عدد ممن ألقي القبض عليهم يحملون في جيوبهم مخدرات، كما أن الجيش عثر أمس الأول على مخدرات في جبل الخيال بمنطقة الملاحيظ بعد فرار عناصر التمرد من هذا الموقع؟

- لا تستبعد على من يقتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق أن يقدم على ارتكاب شتى الموبقات.

العلاقة بالمذهب الزيدي

* دعنا نعود إلى البدايات.. ونسألك: لماذا هذا التمرد؟!.. هل هناك ما يبرر؟!.. هل السلطة فعلا اعتدت على جماعة أرادوا الحفاظ على المذهب الزيدي؟!.

- أبداً، المذهب الزيدي في صعدة - ونحن من أبناء صعدة - قائم على أركانه وليس بخافٍ على أحد أن الحوثي وجماعته اختلفوا مع رؤوس وأركان المذهب الزيدي في صعدة وخارج صعدة.

* اختلفوا مع العلامة مجد الدين المؤيدي "رحمه الله"؟

- مع مجد الدين وغيره.. منذ منتصف التسعينات

* ما نوع الخلافات بينهم؟

- فكرياً.. للحوثيين أفكار خارجة عن المذهب الزيدي، وذلك وفقا لما قاله العلماء الذين حذروا من أفكار الحوثيين التي لا تتوافق مع المذهب الزيدي إطلاقاً.

الشرارة الأولى

* من تحمل مسؤولية شرارة الحرب الأولى من الأساس؟

- في البداية تم استدعاء حسين بدر الدين الحوثي إلى صنعاء وكان ذلك على ما اعتقد في شهر 6/2004م، وكان الحوثي متحصناً في "مران" على خلفية مواجهات وقعت في منطقة "آل الصيفي" بعد أن قال في رسالة خطية اطلعت عليها ونشرت عبر الصحف أنه سيأتي إلى صنعاء بطريقته ولكنه لم يحضر لا بطريقته ولا بطريقة السلطة، بعد ذلك تم تكليف قوة عسكرية بإحضاره ودخلت مع عناصره في حرب محدودة في مديرية حيدان وكانت بصورة أكبر في عزلة "مران" وبعض من مناطق مديرية ساقين المجاورة، وأيضا بعض مناطق مديرية سحار كمنطقة آل الصيفي واستمرت الحرب شهرين وعشرين يوما، لتعلن وزارتا الدفاع والداخلية انتهاء المواجهات بعد مقتل حسين بدر الدين الحوثي في 10 سبتمبر 2004م.

* توقفت الحرب قرابة نصف عام.. وحضر والده إلى صنعاء لكنه عاد إلى صعدة ليدعو إلى الحرب الثانية.. لماذا؟

- الحقيقة أننا سمعنا حينها أن بدر الدين الحوثي وعبدالله عيضه الرزامي وعبدالكريم الحوثي "عم حسين" جاءوا إلى صنعاء بتنسيق من الشيخ شاجع والرئاسة، وجلسوا فترة هنا في صنعاء ومن ثم عادوا إلى صعدة، لكن لا نعلم ما هو سبب الخلاف؟! ولماذا عادوا؟! ولماذا الحرب الثانية؟!.

* الحرب أصلاً لم تأت فجأة، هناك استعدادات وتحضيرات سبقتها، ألم تكونوا أنتم أعيان ومشائخ ووجهاء صعدة تلاحظون ذلك؟

- أكيد.. هذا الأمر كان ملحوظاً.

* معنى ذلك أن لدى المتمردين الحوثيين نية مبيتة للحرب ولمواصلتها؟

- صحيح.. إعدادهم وتجهيزهم للحرب ولمواصلة الحرب كان واضحاً.

* يحيى الحوثي -المسؤول السياسي للتمرد الحوثي - وفي كل مرة يظهر فيها يقول: ابناء صعدة يدافعون عن انفسهم والسلطة تخوض حرباً ضدهم نيابة عن السعودية؟

- كلام غير صحيح.. بل هم الآن – الحوثيون – من يقومون بقتل أبناء صعدة وتدمير منازلهم ومزارعهم، وللعلم قرى صعدة التي ليس فيها حوثيون يقوم هؤلاء الحوثيون بارسال من يطلق النار على الجيش من هذه القرى.. لماذا؟!.. لكي تقوم الدولة بضربها ومن ثم يأتي الحوثيون ليقولوا ان الدولة ضربت وان الدولة دمرت وان الدولة ظالمة وفاسدة ضربت المساكين والاطفال، ومن هذا الكلام.

* وبهذه الطريقة يستميل الحوثيون الناس في صعدة إلى صفوفهم؟

- الحقيقة ان نتائج خططهم هذه تأتي عكسية.. حيث يتفاجأون برد الناس عليهم.. يقولون لهم انتم من هدم منازلنا وشردنا ودمر مزارعنا.. انتم من قتل أبناءنا.. انتم من قتل وشرد النساء والاطفال.. انتم من جئتم بمدافعكم ورشاشاتكم لتضربوا على مواقع الجيش من قرانا ومن أسطح منازلنا ومن بين مزارعنا.. مع علمكم ان رصاصاتكم وقذائفكم لا تكاد تصل إلى مواقع الجيش.. والمشكلة ان الحوثيين ما ان يضربوا على الجيش من هذه القرية حتى يغادروها وبأسرع وقت، ما يعني ان هدف الحوثيون من ذلك هو الانتقام من أهالي هذه القرية أو تلك التي رفض أهاليها الانخراط في صفوفهم، وذلك من خلال اجبار الجيش على ضرب هذه القرى التي تنطلق منها قذائف الحوثيين.

* لكن يفترض على الجيش ان يتحاشى ضرب القرى قدر الامكان؟

- الدولة تحملت وصبرت في الحرب الأولى والثانية والثالثة والرابعة، وكانت دائما تتجنب ضرب القرى والاحياء السكنية حتى وان أتاها استهداف من هذه الأحياء، لكن الآن وفي هذه الحرب الجيش معذور ولا لوم عليه خصوصا وان ابناء صعدة انفسهم باتوا يطالبون اكثر من غيرهم بضرورة الحسم العسكري مهما كلف الثمن.

كان بإمكان الحوثيين الاكتفاء بالشعاب والجبال والكهوف والخنادق يحاربون منها ويسلمون الناس الخراب والدمار، ويعفونهم من التشرد والعيش في العراء أو في مخيمات النازحين.

* على ذكر مخيمات النازحين.. هل فعلا اقتحمها عناصر التمرد الحوثي، وحاولوا ان يجعلوا منها دروعاً بشرية أو ان يجعلوا من محيطها ساحة حرب؟

- هذا الأمر يحصل.

آخر التطورات

* ماذا عن آخر التطورات الميدانية.. الانباء المتواردة تتحدث عن حسم عسكري وشيك.. ما رأيك؟

- أنا لست رجلاً عسكرياً حتى استطيع اجزم بأمرها، لكن من خلال متابعتي العصابات دائما تحتاج إلى جهد ووقت.. ومع ذلك انا على ثقة بأن الجيش سيقضي على هذه العصابة، خصوصا وان الجيش بات يحظى بالتفاف شعبي وتحديداً من ابناء صعدة بعد ان أفرطت عصابة الحوثي في اهانة كرامتهم وبشكل لا يتصور.

هناك الآن صحوة شعبية لدى ابناء المحافظة.. صحوة نابعة عن قناعة.. والتفافهم مع الجيش نابع عن قناعة تامة بأن عصابة الحوثي نبتة خبيثة يجب اجتثاثها.

يوميات صعدي

* باختصار وفي ظل الحرب كيف يقضي ابن صعدة يومه؟

- وضع مأساوي إلى فوق ما تتصور.. مشردون وفي مخيمات النازحين، ومن لا يزال في صعدة هو حبيس داره يبحث عن قوت أولاده بجهد جهيد.. ومن كان يتصور يوماً ما أن ابناء صعدة التي هي سلة الغذاء سوف يمكثون في مخيمات نازحين، ينتظرون ما يجود به الآخرون عليهم.. وللأسف يحيى الحوثي يقول ما يقوله فيما هو يعيش في فنادق ألمانيا.

الحوثي لم ينظر إلى تبعات الحرب وانه سيجر ابناء صعدة إلى الهاوية، الحوثي لم يحكم ضميره أو بالأصح لا ضمير له.. جر العباد والبلاد إلى محرقة ولا هم له الا ان يحقق اهدافه واغراضه.

* لكن مشائخ واعيان ومثقفي صعدة يتحملون شيئاً من الوزر؟

- أنا معك هناك تقصير واضح من قبل السلطة.. تقصير من وزارة التربية والتعليم، وزارة الشباب، وزارة الاعلام، كان يجب على الدولة ان تستغل فترات الهدنة في نشر توعية ثقافية واقامة فعاليات شبابية في كل مديريات المحافظة.. ايضا هناك تقصير كما قلت انت من قبل الشخصيات الاجتماعية من مشائخ ووجهاء.. هناك تقصير غير مبرر.

* مشائخ وأعيان محافظة صعدة لم يكونوا صادقين مع السلطة؟

- للأسف الشديد مقاضاة الاغراض في صعدة بين مشائخها واعيانها لعبت دوراً كبيراً في تعميق المشكلة.. مشائخ وشخصيات اجتماعية من ابناء صعدة تآمروا في البداية على الدولة وضللوا عليها.

* لماذا؟

- من باب التآمر، هذا الشيخ حاول وعمل جاهداً في اقناع القيادة السياسية بان الشيخ الفلاني مع الحوثي، وهكذا متناسين التبعات.. واعتقد انهم الآن قد أحسوا بالخطأ الذي ارتكبوه في حق انفسهم وفي حق اصحابهم وفي حق الدولة.

* باعتبارك عضو في آخر لجنة وساطة.. هل لا يزال بينك وبين قيادات التمرد أي تواصل؟

- أؤكد لك انه منذ شهرين لا يوجد أي تواصل لا مع قيادات كبيرة ولا مع غيرها، وقبل ذلك كنت أنا على اتصال وتواصل مع عبدالكريم الحوثي – عم حسين الحوثي- الذي أفرج عنه رئيس الجمهورية قبل أربعة أشهر.

* ما الدور الذي قام به عبدالكريم الحوثي.. إلى أين وصل مع عبدالملك الحوثي؟

- الحقيقة ان التلفونات انقطعت ولم نكن قد عرفنا إلى أين وصل عبدالكريم الحوثي.. هل وصل إلى طريق مسدود ام ان هناك بشائر خير.

* ولماذا أفرج عنه؟

- حسن نية من قبل الرئيس، والحقيقة التي لا ينكرها إلا جاحد أن فخامة رئيس الجمهورية عمل جاهداً لاحلال السلام وطي ملف صعدة إلى الأبد.

* وماذا عن صالح هبرة.. هل تواصلتم معه؟

- لم نتعامل معه على الاطلاق.

* هو كان ممثل الحوثيين؟

- كان هذا خلال الوساطة القطرية.. لكن في الوساطة الأخيرة لم نتعامل معه على الاطلاق.

* لماذا؟

- التعامل معه صعب ومعقد للغاية.

* لماذا؟

- لأنه عنصر فاعل مع الحوثيين.

* كلمة أخيرة؟

- أنصح الحوثي ان يتخلى عن القتل وسفك الدماء وتدمير منازل المواطنين، وان يعود إلى رشده مواطن مثله مثل غيره له حقوق وعليه واجبات، واذا أراد السلطة فعليه ان يشكل حزباً سياسياً وان يسلك طريق الانتخابات، لم يعد بامكان أي كان الوصول إلى السلطة إلا عبر صناديق الاقتراع.. كما انصح أجهزة الأمن العليا بسرعة الافراج عن من لم يثبت تورطه في جرائم أو مخالفات دستورية أو قانونية، فهناك من تم اعتقاله كمقاضاة أغراض لرغبات آخرين.

المصدر : صحيفة الجمهور