في اليمن"ثورة العبيد..! احذرو ياشعب حضرموت والجنوب العربي

[حد من الوادي]

ثورة العبيد..!

طه الإدريسي

وقف الكثير مذهولين.. أين يستعبد الناس؟ من أين تأتي أنات العبيد؟ وتحركت المنظمات الحقوقية وغير الحقوقية، واستفاد الإعلام من حادثة جديدة تستحق النقاش والجدل، إنها ظاهرة العبيد ليس في أفريقيا ولا في روما ولا في أمريكا.. هذه المرة في اليمن!

انظروا كيف هوى الهدف الأول من ثورة سبتمبر المجيدة إلى مكان سحيق..

لم يكن هناك من يتوقع أو يتصور أو يخيل إليه أن هناك ما زال مستعبدين وأين؟ في يمن الحكمة والكرم كما تشتهر به. ربما كان معروفاً أن هناك أناس بمثابة العبيد أو المستعبدين سواء في الجعاشن أو في العدين أو في مناطق كثيرة من اليمن في مأرب أو ذمار أو في صنعاء أو في صعدة أو حجة والحديدة والمحويت وتعز وبما يطلق عليهم كذباً رعيه وهم رعاع حسب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يتصرفون دون وعي وينفذون دون تفكير، كان معروفاً أن هناك أناس لا يجرؤن أن يقولوا لا لمن يخدمون في بيوتهم وفي أرضهم ويذلون في حقوقهم وأعراضهم، كان معروفاً أن هناك أسياد لهم الحقوق والعائدات والوظائف العامة وعضوية مجلس النواب والشورى وعلى غيرهم الواجبات والذود عن حماهم وحمى الدولة التي يحكمونها، ربما كان معروفاً أن هناك من يقاتل في معارك لا يعرف سببها ولا مسبباتها وإنما لأن هذه هي إرادة سيده وقائده وشيخه. كان معروفاً أن هناك من يقطع الطريق ويدمر المصالح العامة ويضحي بنفسه وبأهله وبقريته وبما يملك لإرضاء سيده ومولاه ـ طبعاً ليس الله ـ إنه الشيخ أو المتنفذ.

كل هذا كان معروفاً في يمننا الحبيب، لكن العمقي أزاح الستار عن شيء أكثر جدلاً، وحاول أن يفتح أعيننا إلى موضوع غاية في الأهمية ممكن أن يكون بصيص أمل لكل المستعبدين في اليمن، وممكن أن يكون دافعاً لثورة جديدة للعبيد تشبه ثورة العبيد في روما أوفي أمريكا،كما أنه يمكن أن يكون هذا الملف فاتحة خير للتحرر من جميع المستبدين وبداية العصيان المدني في سبيل مواجهة كل ما هو عصي وغير مرضي وغير مقنع.

من كان يظن أو يعتقد أن هناك رقيق في اليمن، عبيد مملوكون لأفراد مثلهم. يأكلون من بقايا أسيادهم، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.. ذنبهم الكبير بشرتهم السوداء، وجريمتهم النكراء أنهم فقراء، ومصيبتهم الذي ابتلوا بها منذ الصغر أنهم لا يعرفون لهم حقاً ولا نسباً، عبيد بلا حقوق في ظل دولة ديمقراطية تدعي المساواة وتتحدث باستمرار عن الثورة وبنودها الستة التي لم تتحقق منها إلا الكلام في الإعلام وكلام مرصوص في مقدمة الصحف الحكومية، أنا شخصياً لم أفاجأ بمثل هذا الخبر الذي كان بمثابة الصاعقة على الكثيرين. لأن من يعرف عن الجعاشن والعدين وطريقة الإذلال هناك يعرف أن عنصر المفاجأة هنا غير متوفر، ومن يعرف شيئاً عن طبيعة الحديدة وخالط أناس من أهاليهم يدرك أيضاً أنه تكمن أهمية الأمر في خروجه على الرأي العام وصعوده إلى ذروه ممكن أن يتحقق فيها شيء لإخواننا العبيد ليس إلا..

"الأخدام" أيضاً عليهم أن يستفيدوا من هذا الحدث المهم ومن ذلك الصحفي الجريء لينقلوا معاناتهم وآلامهم إلى الناس، وإلى المنظمات الدولية وليكن شعورهم وآلامهم ونهجهم وطريقتهم في إدارة أنفسهم وانزوائهم محط دراسة علمية مستفيضة فهم أيضاً يستحقون الالتفات إليهم ودراسة وضعهم ومنحهم الحق في التعليم والصحة خاصة وأننا في اليمن نمثل طبقات عديدة ظهرت فيها الطبقة الأخيرة على يد الزميل عمر العمقي، وفتح الرجل المجال لاكتشاف أشياء كثيرة ومظالم شتى في يمن الإيمان والحكمة لترتقي الصحافة وعن طريق المصدر إلى موقع متقدم، وكما توقعت من قبل أن المصدر خاضت معارك لتكون لا لتموت.

القضية الأساسية والأم في كل ما سبق هو ما الذي يتوجب على المنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني ومنظمة حقوق الإنسان والهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق الحريات والنقابات وأعضاء الأحزاب ومجلس الشورى والنواب والعلماء والدعاة والمرشدين تجاه هذه الفئة المستعبدة في بلد يتفاخر بالديمقراطية والحرية؟

لن أكتفي هنا بالسؤال فقط ففي ضميري مقترحات ممكن أن تكون بداية للتفكير بهذه الطبقة المغيبة

أولاً: يتوجب على الجميع من الآن تشكيل لجان لتقصي الحقائق تنزل ميدانياً لهذه المديريات والعمل على إبلاغ فروع الأحزاب والمنظمات في كل مديرية ومركز وفي جميع أنحاء الجمهورية للإبلاغ عن أي حالة من هذا النوع والتبليغ عنها وإشهارها وإظهارها للرأي العام الداخلي والخارجي.

ثانياً: العمل الدؤوب والجدي لإخراط هذه الفئة المغيبة في التعليم ومطالبة الدولة بذلك والعمل عبر تلك المنظمات من أجل إشراكهم في التعليم مساواة بأمثالهم وهذا من أبسط حقوق المواطنة.

ثالثاً: المطالبة الجماعية وإشراك المجتمع الدولي في دعم هؤلاء لبناء مساكن خاصة بهم ومطالبة الدولة بمنحهم حق البطاقة الشخصية كمواطنين يمنيين وحقهم في الصحة وعدم اقتصارهم على وظائف معينة دون غيرهم.

رابعاً: يتوجب على منظمة المجتمع المدني والنقابات والإعلام والصحافة أن يسلكوا نهج التثقيف بضرورة المساواة بالحقوق وتربية الأبناء على أساس هذا السلوك وعدم تحقير هؤلاء واعتبارهم طبقة دنيا وإشراكهم ضمن الفعاليات التثقيفية والدينية والحلقات القرآنية والرحلات الصيفية ومنتديات كرة القدم والتبرع بدورات خاصة للقراءة والكتابة والكمبيوتر والعمل على تأهيلهم ليصبحوا موطنين قادرين على المطالبة بحقوقهم بتوعيتهم بالطريقة المثلى للحصول على الحقوق بعد أن يكونوا قد وعوا حقوقهم وواجباتهم وجعلوا من القوانين آلية تحكمهم وليس العنصرية والإحساس بالدونية وتقع هذا المهمة الأكبر على عاتق خطباء المساجد والدعاة والعلماء.

خامساً: محاولة توعيتهم بكل ما سبب بعدهم عن الآخرين وتنبيههم إلى أهمية النظافة وممارسة الزواج الشرعي وخطر الاختلاط والمشي بالشوارع بالسوء وضرورة الدفاع عن العرض حتى لو كلف ذلك الحياة، وتلقينهم باستمرار أنه ليس هناك رب ولا سيد في الأرض إلا الله، وأنه لا خوف إلا من الله، ولا يستطيع أن يعطي الرزق ويحرمه إلا الله، وأن لا يقبلوا العبودية على أنفسهم، وليحاولوا باستمرار أن يعوا أهمية و جودهم وأنهم جزء من الحل كما هم الآن جزء من المشكلة . كما يجب إعطائهم الأمل بأن مطالبهم وحاجاتهم سوف تتحقق على المستوى القريب في حال انخرطوا في المجتمع وحاولوا أن يتربوا على قيمه ويعتادوا عاداته ويسلكوا سلوكه طبعاً الحسنة منها وليس الممقوته.

كل هذا سوف يكون مفهوماً لدى هؤلاء لو حاولنا أن نبذل جهدنا معهم، وحاولنا كحكومة وكمنظمات وكإعلام وصحافة وخطباء ومرشدين ودعاة وجمعيات خيرية أن نلتفت قليلاً لهذه الفئة المغيبة لنساعدها وننتشلها مما هي فيه من السوء والعبودية والإذلال، وأن نفتح المجال واسعاً للدراسات المعمقة عن سبب انحرافها وممارساتها ما لا يقبله المجتمع ولا يرضاه.

إن انخراط هؤلاء في المجتمع وإدخالهم إلى المدارس وحلقات التحفيظ والمنتديات العامة والرياضية هو البداية الأولى لتحقيق ثورة العبيد والأخدام في اليمن ـ حيث ثورتهم لم تتحقق إلى الآن بعد خمسون عاماً على قيام الثورة ـ لأن هذه الفئات من جراء عزلها عن المجتمع وتحقيره لها تمارس عادات غاية في السوء وتحتاج منا إلى جهد طويل وكبير وصبر أكبر حتى نخرج هذه الفئات المهمشة مما هي فيه لنكون قد كسبنا الأجر أولاً وأدينا القليل مما يجب علينا تجاه إخواننا.

أعرف أن الأمر ليس سهلاً على الإطلاق لكنه يتطلب منا استخدام كل المساحيق لإزالة العار الذي طبع على جبيننا، وشحذ كل الهمم والطاقات من أجل أن نرتقي بهذه الطبقة من طبقة العبيد إلى طبقة الفقراء على الأقل.

المصدر أونلاين.

1 - وكتاباتنا ريتوش
درويش
بعد العك واللك هذا طلع معك انه يجب وضع مساحيق لهكذا قضيه , فقط مساحيق , الجمهوريه اليمنيه ممتلئه مساحيق والوحده اليمنيه تعطس وقد تختنق بهذه المساحيق . في المقال لايوجد اي توجيه لمن يتحمل المسؤليه , وطبعا معروف من يجب ان يتحملها . بالله عليكم قولو لي هل هز هذا الموضوع فارس الوحده وباني منجزات اليمن , هل سمعنا منه تصريح في هذا الشأن .

انا سمعت ان الرئيس الفرنسي استدعى منتخب بلاده في المونديال لمعرفه الوضع وتوبيخهم , وزعماء اخرين استنكروا او احتجوا على هزيمه منتخباتهم , ويبحثوا اسباب فشل منتخباتهم , ونحن لدينا قضيه تهز الوجدان من كبرها وبشاعتها ورئيسنا قلبه بارد , فقط تصريات ناريه بقتل وسحق وسحل من يمس كرسيه من ابناء الشعب اليمني , الشعب لايحتاج لكتاب سطحين يكرروا المأساه وخبرها بكلمات عابره بسيطه , الشعب يريد من يهز مشاعره بخبر صحفي او قصيده اومقاله او اي شئ ابداعي من اصحاب الكلمه . لالوم على الكاتب من كثره الحصار والترهيب المفروض ولكن الايمكن التضحيه بقليل من الصراحه