مرض الايدز

[الدكتور أحمد باذيب]

أحيا الملايين اليوم العالمي للإيدز بينما يعيش الملايين بالمرض
استمرت الخلافات الدولية حول كيفية مكافحة وباء الإيدز وعدوى الفيروس المسبب له في العالم خلال يوم الإيدز العالمي.

فقد أوقفت سوازيلاند، البلد الأفريقي الذي يعاني من أعلى معدات للإصابة بفيروس إتش آي في المسبب للإيدز، فعاليات يوم الإيدز العالمي فيها، فيما رفض وزير الصحة في جنوب أفريقيا علنا دعم الأدوية التي تبطئ ظهور أعراض الفيروس.

وتعهد الرئيس الأمريكي جورج دبليو. بوش بالمزيد من المال ودعا لاتخاذ عمل حاسم، فيما شدد الاتحاد الأوروبي على الحاجة لإجراءات فاعلة لمنع انتشار المرض.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 40 مليون شخص مصابون بالفيروس.

وقال بيتر بايوت، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز "إن الدروس المستخلصة من 25 عاما منذ ظهور وباء الإيدز واضحة، وهي أن الاستثمارات المقدمة في مجالات الوقاية تؤدي إلى كسر دائرة العدوى".

وتابع قائلا "بتوفير تلك الاستثمارات يتسنى لكافة الدول وقع انتشار الإيدز".

وفي تطورات أخرى تزامنا مع اليوم العالمي للإيدز:

قال الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون لبرنامج توكينج بوينت بي بي سي إن "علاج أكبر عدد من الأشخاص بما أمكننا من المال يعد ضرورة أخلاقية".
أضافت منظمة الصحة العالمية عقارين جديدين من عقاقير إبطاء الفيروس إلى قائمة الأدوية التي أقرتها لعلاج المرض.
دعا رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج إلى التحلي بالصراحة والبدء في التوعية الجنسية سعيا لزيادة الوعي بالمرض.

أعلنت إستونيا، البلد الذي يعاني من أكبر عدد من الإصابات في الاتحاد الأوروبي، خطة من عشر سنوات لخفض العدوى.
بدأت ليسوتو، بالجنوب الأفريقي، أول خدمة في العالم لتوفير الفحص للكشف عن المرض بالمرور على بيوت المواطنين.
الامتناع أم العازل؟
وقال بوش إن اعتمادات إضافية لمكافحة الإصابة بالإيدز وعلاج المرض سيتم تحويلها إلى المنظمات الدينية.
امتدح خلال حديثه في واشنطن جهود عمال الصحة في أنحاء العالم، مشيرا بالأخص إلى منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، حيث توجد أعلى معدلات الإصابة.
خطر الإتش آي في والإيدز يزداد مع اللامبالاة والتهاون، وهو خطر يتم التغلب عليه بالرأفة والأمانة والعمل الحاسم
وتلتزم الولايات المتحدة بسياسة ثلاثية لمكافحة الإيدز تقوم على ثلاثة محاور: تشجيع الامتناع عن الجنس قبل الزواج، والوفاء تجاه شريك الحياة، واستخدام العازل إذا لزم الأمر - وهي السياسة التي تقول واشنطن إنها تعكس رغبات البلدان الأفريقية.

أما الاتحاد الأوروبي، الأقل تحمسا لتشجيع الامتناع عن الجنس، فقد قال إنه يشعر بـ"القلق العميق" تجاه ما وصفته بأنه عودة ظهور رسالة منقوصة وغير فعالة حول الوقاية من الإيدز.

وقد تعهدت بريطانيا بتقديم 27.5 مليون جنيه استرليني لبرامج الوقاية من المرض.

وقال الوزير البريطاني للتنمية الدولية إنه يجب عدم الاكتفاء برسالة الامتناع بل العمل أيضا على تسهيل الوصول لمعلومات عن الصحة الجنسية والتناسلية.

مهرجان للركض
ويقول المراسلون إن وزيرة الصحة الجنوب أفريقية ماتو تشابالالا-مسيمانج رفضت دعم استخدام الأدوية التي تعمل على إبطاء الفيروس.

فقد قالت الوزيرة، غير المتحمسة لتلك الأدوية منذ فترة طويلة، في مقابلة أجرتها إن تلك الأدوية لا تشفي المرض وإنها قد تلجأ إلى مواد التغذية الطبيعية والطب التقليدي إذا أصيبت.


تشجع الكثير من البلدن الأفريقية الامتناع عن الجنس للحيلولة دون العدوى
وفي سوازيلاند تم إلغاء خطاب كان من المقرر أن يلقيه رئيس الوزراء حول الإيدز، بمرسوم ملكي، وقيل إن السبب في ذلك أن احتفال البلاد بمهرجان تقليدي.

يذكر أن 38% من البالغين في سوازيلاند مصابون بالفيروس، وترتفع النسبة إلى 56% بين النساء في أواخر العشرينات.

وفي نيجيريا، انضم الرئيس أولوسيجون أوباسانجو لماراثون في الصباح الباكر لتشجيع التوعية بالإيدز.

غير أن مهرجان الركض الرسمي لم يجتذب الجميع في البلد الأكبر سكانا في أفريقيا، فقد اكتفى موفو أديباجو أحد الحرفيين بلاجوس بالنظر من على قارعة الطريق قرب محله..

ونقلت عنه وكالة أسوشييتدبرس قوله "حيث أنني أعتقد أني غير مصاب بالإيدز، فلا أرى من داع للركض".
"إذا انضممت إلى الركض فربما يظن الناس أني مصاب بالمرض".