السـحـاب والمطر في الشعـر الشـعبي ( 3 ) ..!!!

[أبوعوض الشبامي]

.
أرتبط الشعر الشعبي في حضرموت بالحروب القبلية الداخلية والصراع على الحكم بين السلطنات المتناحرة في القرون الماضية وظل الربط بين الحرب والسحاب والبرق والرعد متلازمًـا في الشعر الشعبي الحضرمي بعكس ما نقرأه في الشعر العربي الفصيح والذي تلازم فيه ذكر السحاب والمطر والغيث بالجود والكرم كما قال الشاعر القديم:

وقول آخر:

نديٌ بنان الكف في كل شتوةٍ= يجف بها ضرع الغيوم الدوافق
فحين تشيم المجدبون بوراقًا= تمنوا نداه غيث تلك البوارق

وقول المتنبي في ممدوحه:

نتواصل مع موضوع السحاب والمطر والرعد والبرق وما يحمله من معاني واشارات في صور شتى من الشعر الشعبي .

فإذا كانت الحرب هي نتائج تفكير غريزي وحشي لجأ إليه الإنسان في فرض قوته وهيمنته على أخوه الإنسان فإن هذه النتائج اصبحت لها أدوات واساليب واختراعات كانت بدءًا من صنع السهام والحراب الحجرية مرورا باكتشاف الحديد وصنع عدة الحرب من معدن الحديد حتى ظهر اختراع الباروت والمواد الشديدة الانفجار من الديناميت وغيرها من اسلحة الدمار الشامل الحديثة.
وقد صاحبت هذه الوسائل والاساليب والاختراعات حروب تشن بعدة طرق قد تؤدي الى تحقيق اهدافها دون إراقة قطرة دم كالحروب النفسية والتي تستخدم فيها الدعاية ضد الخصم حتى ينهار من الداخل وفي العصر الحديث استخدمت الإذاعات والقنوات الفضائية والصحافة وبث الإشاعات والمنشورات كاساليب دعائية ضد الخصم أما في القديم فقد لجأت وسائل الدعاية الى الشعراء لبث روح المقاومة وغرس شعور التفوق والشجاعة في صفوف القبيلة بالمدح والمبالغة في وصف القوة للرجال والجيوش وبالمقابل هناك اللجؤ الى تحطيم معنويات الخصم بقدر الإمكان ومحاولة وصفه بالجبن او العجزوالقصور او عدم التكافؤ وهذا ما لجأ إليه الشعراء الشعبيون في حضرموت عبر تاريخ نظم القصائد الشعبية وكان في استعارة الظواهر الكونية من سحاب ورعد وبرق وصواعق وسيول واعاصير ملتجأ لجميع الشعراء في الإستعارات وتلازم هذه الظواهر مع وصف الحرب ونتائج الظلم ورياح الانتصارات. وهناك النماذج الكثيرة منها قصيدة الشاعر اليافعي عبدالله بن صالح النقيب التي بعثها الى الشاعر سعيد بن عبدالحق ويبدو بوضوح ما ذهبنا اليه من اللجؤ الى استعارات السحب والبرق والرعد ليكون متلازما مع وصف الحرب والانتصار المزعوم كما يقول فيها:

قله يقول السعيدي غيثنا طرّح= فوق المدينه تهنا نخلها وذبور
ماهو كما غيثكم كل لغب يلفح = يرعد ويبرق وتاليه ارتكزن عكور

فرد عليه الشاعر سعيد بن عبدالحق بقوله:

لا حت بروق الجو في الليل لي جوّح= وحن رعد الجميله فوق راس القور
رغاي من فوق بحجم والمزن تطرح= فتكت سيوله وروى ذبره المعمور
وانته الحذر في شبام العاليه تمرح= إلا الذي في الضنك قد ظهر وامظهور
هذا جوابك وتذكر غيثكم يطرح = وغيثنا بعد رعده ارتكزن اعكور
كله من الريح ذي منه المزن تلقح= يوم اشتعف صار غيث القبوله منحور

أما الشاعر ربيّع بن سليم باذليخ فقد هاجر من بلدته تريم الى جاوا فرارًا من الظلم الاجتماعي والفوضى والاضطراب الذي ساد مدينته تريم أبان حكم عائلة بن غرامه اليافعية والتي اشتهر حكمها بالقسوة والبطش بالرعية حتى بلغ هذا الظلم مبلغًا جعل الناس يستـنجدون بآل عبدالله من آل كثير لرفع الظلم وتحرير مدينة تريم من هذه العائلة اليافعية الظالمة وساعد قدوم القائد عبود بن سالم الكثيري بجيشه وحصاره لقوات عبدالقوي بن غرامه في تريم على نشوب معركة حاسمة كان النصر فيها لآل كثير وبلغت اخبار انتصارات آل كثير إلى جاوه فنظم الشاعر الشعبي ربيع بن سليم قصيدته العصماء والتي تعد من عيون الشعر الشعبي الحضرمي وقد أمتازت بقوة ربط الشاعر بين الظواهر الكونية من سحب وبروق وصواعق وسيول كنتائج رجاء للخير من الخيرين وبشيرًا للظفر والنصر إلاّ إنها هي علامات العذاب وبشائر لإندحار رموز الظلم والطغيان الحاكمة يقول ربيع بن سليم:

بروق الظفر والنصر في الأفق لملمت = وثجت على الغنــّـا خواصب مزونها
ورعد الهنا قاصف يزوع الشوامخ= وزلزل ديار الظلم واهدم حصونها
وسالت سيولاً هائله تملي الفضا= محت أثرت الظلمه وخابت ظنونها

ولكن كيف يكون مصير ديار الظلم امام هذا الغضب الرباني والذي سلط هذه الظواهر الكونية كعلامات انذار لهؤلاء الظلمة العتاه والذين ظنوا انفسهم بمنجيين من العذاب يقول الشاعر ربيع بن سليم

وصارت ديار الظلم عبرة لمن يرى = كأن لم يكن فيها عرب يسكنونها
خلت خاويه تبكي على من سكن بها= ويستوحش الفض الغضب من سكونها
وظلاّ غراب البين ينعى على اهلها= وباتت طيور البوم تندب فنونها

وينتهي الشاعربحقيقة تؤكد أن هذه هي نتائج الظلم والجور وعواقبه الوخيمه التي تحيق بأهله وتهدم اساسات وديانه و بنيانه وتردي بأهله إلى مهاوي سحيقه يقول الشاعر ربيع بن سليم:

فمالي أرى الموزع خرب اصل ساسه= واجتث الشجرة ويبست غصونها
ولكنهم بالظلم والجور والهوى = رموا في مهاويها ولم يحذرونها

أن طول الغيم والإنتظار دون نزول الأمطار هو بمثابة النذير السيء لعله عقبى لأيام حبلى بالأسى والمأسي وهذه ما عبر عنه الشاعر الغنائي حسين ابوبكر المحضار حين استعار من السحب نذير لهبوب العواصف المقبلة وقدوم للمجهول فيقول

وحتى لا تغيم الإطالة في الموضوع على القراء القليلين الصبر نتوقف على أمل اللقاء معكم في تواصل دائم.



.

[man]

كريم ياكريم
صراحه قراءة رائعة للتراث الحضرمي
الله يعطيك العافيه اخوي ابوعوض
ومزيد من هذه المواضيع الشيقه وامفيده
وكريك يارب ياكريم

[جمال العطاس]

وبما ان للمحضار حضور في هذا الموضوع فقد قال رحمه الله :

سعد كما هو معروف هو ذلك النجم الذي ترتقب الناس هطول المطر فيه .فالموضوع يابوعوض يلامس الكثير من حياتنا وأمور مجتمعنا . ولكن وقفاتك قصيرة
عند بعض الفواصل . ونحن نريد إطالة الوقوف في شرح الكثير من الألفاظ وإيرادها
بغرض التعريف لهذه الإصطلاحات . للسقي والري وذكر حالات نشوء السحاب .
وكذلك التعرض للأمثال الشعبية التي ذكر فيها السحاب والمطر .
هناك من المفردات العامية التي تكاد تنقرض ولا يعرفها جيل اليوم وهي كانت على
ألسن الأجداد والتي تعنى بهذا الموضوع . بالإنتظار يابوعوض ولاتبخل !!

[أبوعوض الشبامي]

.

علمت ان سعدًا الذي عناه المحضار في كلمات أغنيته هو اسم لرجل مجذوب ( مجنون ) من سكان الشحر وهو مبعث للطرافه والتنذر على تصرفاته و المحضار اتخذ من شخصه وتصرفاته رمزًا يهدف منه تناول شخصية معمر القدافي ( الليبي المعتوه ) ..!!

أما ( كل خمس بدو عمدوا عاحصاه ) فهو وصف لحالات القيادات العربية في تجمعاتها في تلك الفترة حين ضمت مجموعة دول عرفت بمجلس الصمود والتصدي ( خمس دول ) المعارضه لإتفاقيات كامب ديفد وهناك ايضا مجلس التعاون الخليجي ( ست دول ) و دول الاتحاد المغاربي العربية..!!

أما ان الموضوع مجرد وقفات قصيره فذاك يعود على ان القراء كما وصفهم باشراحيل هم من القليلين الصبر وبعبارة أخرى القراء حضارم وبصريح العبارة تصبح القراء عند الحضارم بفلوس حيث تستغرق وقتا محسوبا على القارئ والحضارم أبعد الناس عن صرف الفلوس من اجل القراءة والثقافة وهم أعداء للصرف على الكتب وشرائها واقتنائها وقد يصرفون على عدة الشاي ونحوها ولكن يستكثر احدهم ان يدفع ثلاثين ريالاً قيمة كتاب مرجعي مفيد..!!

أما عن شرح المفردات فأعتقد أن اعضاء السقيفة كلهم من ابناء حضرموت ولا أظن بينهم هنديًا أو سيرلانكيًا والمفردات التي تأتي ضمن القصائد لعلها تحثهم على التمسك بلهجتهم العامية وفي حالة من اعياه الفهم فعليه يسأل وكما قال الشاعر المتنبي :

.

[جمال العطاس]

يابو عوض بالأمس كنت تعيب على الأخ رياض باشراحيل نقله عن ( الكاسيت ) وأفواه المطربين . وها أنت اليوم تعود إلى مرجعية ( علمت ) بأن سعد ( مجنون ) في الشحر كان يقصده المحضار !! وكأني بك مثل ( سعد ) تريد ان تُتْرَك لفعل وقول ماتشاء !!
ان من يعرف النجوم ( الأنواء ) في حضرموت يعلم بأن سعد ( نو ) ويقال له في العامية الحضرمية (نجم) وهو كسائر النجوم سعد وباعريق - سهيل - القلب - الدلو-الشول - النثرة - الهنعة - الهقعة – البركان – الزبرة – الطرف – الغفر – وما إلى ذلك من المسميات . والشاعر المحضار ربط ربطاً قطعياً فقال في مطلع قصيدته :

وأردف قائلاً :

فالربط بين ( نو ) سعد والرعد والبرق أمراً مقبولاً ويعلم ذلك كل من له دراية بالأنواء والحرث والسقي . فأي ربط بين واضح بين مجنون الشحر والبرق والرعد ؟؟
ثم ان المحضار نفسه عاد في البيت الثاني ليؤكد بأن المقصود نجم ( سعد ) فقال :

فالكلام يابو عوض عن نجوم وليس عم ( مجانين ) هذه القراءة الظاهرة والأصوب
وأما ماكان يضمره الشاعر فلا تعلمه انت ولا أنا ولاغيرنا !!!
ولو فرضنا بأن المحضار قصد ( مجنون الشحر) سعد كما زعمت . فإن ذلك( تأويل باطن )لايمكن الأخذ به وتقول العامة : المعنى في بطن الشاعر .!!!!
نحن نناقش أمر ظاهر مدعوم بقول الشاعر . وبما تداوله الناس في المجتمع . وهذا هو الأقرب للصواب وليس ( علمت ) !!!
وإذا لم يكن هناك بد من الإطالة شريطة ان يكون بها فائدة مرجوّة . فلابأس في ذلك فالإطالة
في قراءة ذات نفع وفائدة أفضل من الكسب المادي الفاني بلاجدال .
ولكن الإطالة المملة هي التي لاتخرج منها بمحصلة تذكر هذا مانتحاشاه !!! فإذا أردت
أن تسهب في قولك فليكن ولا تنظر إلى من تضيق صدورهم . فالكاتب يهمه من يقرأ له
ويحرص على التواصل معه . ولايلتفت لمن تضيق صدورهم بالقراءة !!!!
ولكن تبقى أفضل أساليب الكتابة وبلا منازع هو الخلوص إلى ( محصلة أكبر عن طريقٍ أقصر) وهذا هو ( إجاعة اللفظ وإشباع
المعنى ) !!!!
نحن نعلم بأن اغلب من هنا ليس( سيلانكيون) كما زعمت ولكن منهم الكثير لايعرف أسماء
( الأنواء ) وكم عدد أيام النو؟؟ وكم نو في السنة؟؟ وماهي الأنواء التي ينتظرون أهالي حضرموت الخير والمطر فيها؟؟ وماهي الأنواء التي لايتمنون المطر فيها لضررها ؟؟ وما تواريخ دخولها وخروجها موافقةً بالشهور الميلادية ؟؟ كل هذه المعلومات إنتظرناها منك كونها مرتبطة بموضوعك السحاب والمطر ولكنك تعاميت عن ذلك لماذا ؟؟ لانعلم !!
هذه المعلومات لو سألت كثير من الحلان لايعرف عنها شيئاً ويمكنك أن تسأل عن ذلك !!
هذه المعلومات في نظري ستثري الموضوع أكثر !!
عموماً هذا ليس عذرا لك بأن الجميع حضارم ويعرفون فإني أقول لك الكثير لايعرف ولابد
من ننتظر ذلك منك وإلاّ سنضعها بتفاصيلها لمزيد من المعرفة . ولكن أنت أولى بذلك كون
الموضوع موضوعك وانما نحن متداخلون فقط فلا عذر لك !!
للجميع التحية !!

[باشراحيل]

	لاحد يكلّم ( سعد ) خلوه يعمل على مااشتهاه ** يابو عوض.. وكأني بك مثل ( سعد( تريد ان تُتْرَك لفعل وقول ماتشاء !! ** فالكلام يابو عوض عن نجوم وليس عن ) مجانين ( هذه القراءة الظاهرة والأصوب وأما ماكان يضمره الشاعر فلا تعلمه انت ولا أنا ولاغيرنا !!! ** ولكن تبقى أفضل أساليب الكتابة وبلا منازع هو الخلوص إلى ( محصلة أكبر عن طريقٍ أقصر) وهذا هو ( إجاعة اللفظ وإشباع المعنى!!!! ( ** عموماً هذا ليس عذرا لك بأن الجميع حضارم ويعرفون.. فإني أقول لك الكثير لايعرف ولابد من ننتظر ذلك منك وإلاّ سنضعها بتفاصيلها لمزيد من المعرفة .

-------------------------

شكرا اخي جمال العطاس على تعقيبك المثري لموضوع شيخنا (ابوعوض الشبامي) الذي نكن له كل الحب والتقدير لأتعابه التي يبذلهالأجلنا في كتابة مواضيع كبيرة المساحة صغيرة المضمون وقليلة الجدوى .. وكان جميل حوارك الموضوعي لمقاله ولاضير من الحوار البناء المثري , وعلى (ابوعوض الشبامي) ان يحاور لا ان يصمت كالصنم ان كان هدفه إفادة الناس ؟! وان أخطأ فمن الخير وقوة النفس لا من ضعفها ان يعترف بالخطأ بكل صدق وموضوعية وحيادية تعميما للفائدة .
وانا اقترح ان تضع مالديك اخ جمال حول الأنواء والنجوم لأن (ابوعوض) كما عهدناه في اغلب الأحيان يكتب خارج موضوعه اكثر مما يكتب في صميم الموضوع , فهو ينتف ريش الأدب والنقد الأدبي ويضرب عرض الحائط بالثوابت العلمية المعروفة لشداة الأدب مثل دلالات العناوين واهمية ربطها بمضمون الكتابة , والضن بتعابير الجزم في الرأي خير من الكرم فيها , وتقييد الكلام والأسلوب لا الاطلاق والتعميم للتعابير والمعاني وغيرها كثير ..ونحن حين نبدي اراؤنا في كتابات ( ابوعوض الشبامي ) لايعني ذلك اننا نريد الأنتقاص من قدره العالي في نفوسنا ولا من شخصه الكريم ولكن الهدف من المناقشة هو لفت الأنتباه للكتابات المترهلة التي هي اشبه بالسوبرماركت الكبيرولكنه قليل البضاعة , والخلط في الكتابة بين الأدبي والشارعي (من الشارع) الذي يؤلم الرأس لعدم جدواه وكم نود ان يتخلى عنه كاتبنا , وايضا بهدف الأفادة والأستفادة لنا وللجميع فأن اخطأنا فأننا اول من يقر بالخطأ ويعلنه ويعود الى الصواب وان اصبنا فهذا هو الهدف .. فالي الأخ جمال وبقية القرأ هذه الملاحظات :
اولا :
يقول (ابوعوض الشبامي) في بداية هذه الحلقة :

	أرتبط الشعر الشعبي في حضرموت بالحروب القبلية الداخلية والصراع على الحكم بين السلطنات المتناحرة في القرون الماضية وظل الربط بين الحرب والسحاب والبرق والرعد متلازمًـا في الشعر الشعبي الحضرمي بعكس ما نقرأه في الشعر العربي الفصيح والذي تلازم فيه ذكر السحاب والمطر والغيث بالجود والكرم

.

وهنا يجزم (ابوعوض الشبامي) بان الربط بين الحرب والسحاب والبرق والرعد لايوجد في الشعر الفصيح ولكن يوجد فقط في الشعر الشعبي الحضرمي .. وهذا الجزم يؤكد ان الكاتب قد درس الشعر الفصيح كله دراسة عميقة واعيه استخلص منها الدرس الذي رفدنا به , وللأسف فإن هذا الطرح غير صحيح فالربط بين الحرب والسحاب والبرق والرعد يوجد في الشعر الفصيح كما يوجد في الشعر الشعبي الحضرمي .. وهذه هي الأدلة من الشعر الفصيح مع ملاحظة ان الدليل الأول يربط فيه الشاعر بين السحاب والنّـو والجيش وهذا يؤكد ماقاله الأخ جمال حول ( سعد ) , والجيش عدة الحرب :
يقول كشاجم في السحاب :

غيث اتانا مؤذن بخفض = متصل النـوّ حثيث الركض
كالجيش يتلو بعضه بالبعض = يضحك عن برق خفي الومض

وفي ربط بين البرق والشجاعة والأخيرة من متطلبات الحرب وهي تسبق السلاح قال ابن المعتز:

اذا تعرّى البرق فيها خلته = بطن شجاع في كثيب مضطرب

والأدلة كثيرة وتطول ولكننا نكتفي بالقليل ليغني عن الكثيرخشية سأم الأطالة .
ثانيا :
يقول ( ابوعوض الشبامي ) :
وقول المتنبي في ممدوحه:

ماهذا البيت ؟ ومن اين اتى به شيخنا الشبامي ؟؟
فإذا افترضنا اخ جمال ان لفظة (العارض = العطاس) و (الهطل = جمال) فأقرأ البيت :

العطاس جمال ابن العطاس جمال ......... ابن العطاس جمال ابن العطاس جمال

فهل لهذا الكلام مضمون !!وهل لهذا التكرار او الثرثرة معنى.. فكيف بالمغزى ؟؟
لقد بحثت عن هذا البيت في ديوان المتنبي المطبوع فلم اجده ؟؟ فظننت انه سقط من الديوان الذي بحوزتي !!.. ففتحت النت وبحثت عن (العارض الهطل) في ديوانه بموقع عجيب الخاص بالمتنبي (مقدماته واشعاره ومقالات ودراسات في ابداعه) فلم اعثر للبيت على اثر ؟؟ والذي عثرت عليه هو البيت الذي وجدته في ديوانه ايضا من قصيدة يمدح بها سيف الدولة بقوله :

وماثناك كلام الناس عن كرم = ومن يسد طريق العارض الهطل

ولا ازيد .. فهل يدلنا ( ابوعوض الشبامي ) ان كان البيت ليس له ولا للمتنبي..على مصدر هذا البيت ؟؟
ومارأي الأخوة القرأ ومن يحتفظ بديوان المتنبي في مكتبته ؟؟

ثالثا :
توجد ابيات من الشعر الشعبي مكسورة الوزن .. فكان من ابسط واجبات الكاتب البصيران كان لديه حس شعري ان يتنبه لذلك ولو اضطره الى تغيير الشاهد الشعري ان كان الخطأ كتابة في المخطوطة مثلا ؟؟..ولكن المشكلة في الكاتب الذي لايدرك البيت الصحيح من البيت الذي يشوبه الخلل الوزني !! .. والخلل العروضي موجود في صدر البيت الثاني للشاعر عبدالله النقيب .. وكذلك في صدر البيت الثاني للشاعر سعيد عبدالحق ..كما وجد الأعطاب الوزنية في الشواهد الشعرية للحلقتين الأولى والثانية من هذا الموضوع , وعلى شعراء السقيفة التدخل في هذا الأمر وبيان صواب او خطأ مانطرحه .

اكتفي بهذه الملاحظات واطوي البقية واقول لأبي عوض الشبامي ماقاله الأخ جمال العطاس حول الأحتكام الى المصادر ونحن نعذر(ابوعوض الشبامي) لأنه ربما لايرى اخطاؤه والمثل يقول :

ولأن مكابرة المرء احيانا وهو عالي المقام بين اخوانه في هذه السقيفة ربما تجعل الآخرين ان يقولوا ماقاله ( ابوهاني ) بلسان المحضار :

[أبوعوض الشبامي]

.

لعل الذاكرة خانتني في البيت الذي نسبته للمتنبي وقد يكون لغيره ولكن الذي اجزم انه للمتنبي هو هذا القول والذي أرى انه أنسب تعقيب على الموضوع وبه كفى :

أفي كل يومٍ تحت ضبني شويعر = ضعيف يقاويني قصير يطاولُ
لساني بنطقي صامتٌ عنه عادلٌ= وقلبي بصمتي ضاحكٌ منه هازِلُ
وأتعب من ناداك من لا تجيبه= واغيـظُ من عاداك من لا تشاكلُ
وما التِّـيه طبِّي فيهم غير أنني= بغيضٌ إلى الجاهِلُ المتعاقِلُ

.

[جمال العطاس]

لايزال شعار أبو عوض !!
من يخالفني هو ( جاهل ) !! ليس بالضرورة ان ما نأتي به قد حل في برج الكمال !!
قد لانقتنع بما يقوله الآخر . لكن لايمكن لنا أن نزعم بأن ماقلنا هو الصحيح
وما قاله الآخر هو الخطأ !!
إستشهادك بهذه الأبيات تؤكد إتهامك لغيرك بالجهل . وتنسب لذاتك ماليس
بالضرورة أن يكون لك !! وتضعك في أعين الغير في منزلة التعصّب !!
ماأكثر الأبيات كتلك إذا ما أردنا الإستشهاد بها .
ولكن ماأبعدنا عن الإعتراف بالقصور والنقص . وقد قال الشاعر :

يهوى الثّناءَ مُبَرَّزٌ ومُقَصٍّرُ = حُبُّ الثّناءِ طبيعَةُ الإنسانِ

قمة كمال المرء هي إعترافه بأن يعتريه القصور ولكن الطبع غلاّب !!

فلا تُلزِمنَّ الناسَ غيرَ طباعِهِم = فتتعبَ من طول العتابِ ويتعبوا

[باشراحيل]

أفي كل يومٍ تحت ضبني شويعر
ضعيف يقاويني قصير يطـاولُ
لساني بنطقي صامتٌ عنه عادلٌ
وقلبي بصمتي ضاحكٌ منه هازِلُ
وأتعب من ناداك من لا تجيبـه
واغيظُ من عاداك من لا تشاكلُ
وما التِّيه طبِّي فيهم غير أننـي
بغيضٌ إلى الجاهِـلُ المتعاقِـلُ

يا اباعوض نصيحة اخوية صادقة اقولها لك عن محبة واخلاص .. أرفع يدك عن المتنبي وامثاله من العظماء .. ارفع يدك عن ابداعاتهم العظيمة .. فأبداعاتهم ليست للعوام ولكنها لها اهلها ممن يكتبون بمعرفة وعلم ..
لقد استهلكت هذه الأبيات وغيرها من كثرة مالكتها بلسانك في غير موضعها .. فأنطفأ بريقها , وخبا وهجها , وغاب اشعاعها على يدك .. واضحت لاتحرك ساكنا في النفس .
ان البالونات التي تطلقها في الهواء لاتخيف أحد.. حتى الأطفال , ولايمكن لها ان تخفي الحقائق الساطعة في هروبك من ميدان الحوار الموضوعي المفيد.
لقد نقدت موضوعك في حلقاته المختلفه وفي كل مرة تهرب من الحوار اما بالسكوت والصمت التام كصمت القبور او الأصنام , او بالمراوغة والخروج عن موضوع النقاش .
* ماذا تقول عن قولك ان الشعر الفصيح لايوجد به رابط بين الحرب والمطر والسحاب .. هل لازلت تتوهم ذلك ؟؟.
* بماذا ترد على الأبيات المكسورة من الشعر الشعبي التي تكتبها لنا دائما مخلولة !! لماذا لا ترد؟؟
* لماذا تأتي بأبيات من شعاب رأسك وتنسبها لغيرك وبالذات للعظماء كالمتنبي ؟؟ وهل تظن ان مبرر خيانة الذاكرة سوف ينطلي على العباد ؟؟
ان كانت الذاكرة قد خانتك فالفرصة امامك لتتذكر ؟؟ او تعود لمراجعك لتقول لنا انها للشاعر فلان ؟؟ حتى لانقول انك تؤلف وتنتحل اسماء الغير ؟؟
انها فضيحة .. وعليها شهود ..
ستقرأ ثمارها في موضوعات مستقلة فأنتظر ؟؟
غدا يظهر كل شي وإن غدا لناظره قريب ..
خالص تحياتي وتقديري للشيخ المبدع ( ابوعوض الشبامي ).

[شيخ القبايل.]

يبدو اننا بصدد العودة الى همهمة الرعد .. فهل من مطر