المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الحوار السياسي
سقيفة الحوار السياسي جميع الآراء والأفكار المطروحه هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


تحليل : محاولة الاجابة على تساؤلاتاللحظةالراهنة في الجنوب العربي

سقيفة الحوار السياسي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-31-2015, 10:27 PM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

تحليل : محاولة الاجابة على تساؤلاتاللحظةالراهنة في الجنوب العربي


تحليل : محاولة الاجابة على تساؤلاتاللحظةالراهنة في الجنوب



معسكر اللواء 15 بزنجبار قبل اسبوعين -عدن الغد
الاثنين 31 أغسطس 2015 08:36 مساءً
م/ جمال مطلق
مقدمة

من أجل الوصول الى المعرفة الكافية والإلمام قدر الإمكان بجوانب الحقيقة فأنه ينبغي ادراك الواقع بكل تجلياته المتعددة او ابرزها على الاقل وذلك يستوجب معرفه معطيات وظروف ذلك الواقع كما هي وليس كما نريدها أو نتمنى أن تكون ومن اجل بلوغ ذلك فأنه في واقعنا السياسي الجنوبي ينبغي الإجابة على بعض الأسئلة لعلها تساعد في معرفة وادراك الواقع الراهن وبالتالي القدرة على معرفة الحقيقة التي ينبني عليها إعداد تصور واضح بشأن المستقبل ومن جملة تلك الاسئلة المراد الاجابة عليها بوضوح ما يمكن ايجازه على النحو التالي :


من هي اطراف الصراع المسلح الذي استهدف حاضرة الجنوب (عدن) ؟
كيف ولماذا تم نقل الصراع الى الجنوب وعدن بالذات في حين ان عاصمة ما يسمى الجمهورية اليمنية هي صنعاء ؟
ما هو موقف مكونات الحراك الجنوبي السلمي التحرري من الاحداث ؟
ما هو موقف الشعب الجنوبي من العدوان ؟
هل كانت المقاومة مرحلة تجاوزت الحراك السلمي أم انها فقط احدى افرازاته وتجلياته المتعددة ؟
من انتصر على من في الجنوب وما هو مشروعه السياسي ؟
الى أي مدى يجد التوصيف السياسي للجنوب بأنه ( دولة تحت الاحتلال) قبولاً لدى الجماهير بعد التطورات الراهنة وماهو الوضع السياسي الراهن ؟
اذا كان الحراك الجنوبي السلمي التحرري لم يستطع انتاج قيادة محددة ومشروع واضح يحظى بإجماع فهل تستطيع المقاومة الجنوبية ذلك ؟
هل بالإمكان تصور مستقبل سياسي للجنوب دون ان تكون عناصر السلطة من ابناء الجنوب مشاركة بل صانعة له ؟ وهل يتحقق ذلك دون ان تتشكل ملامح دولة مستقرة في صنعاء ؟
عند نشوء أي حدث اجتماعي كبير هل يسبق ذلك انتاج إدارة ذلك الحدث للسيطرة على اتجاهاته العامة واطرافه الفاعلة أم أنها تنتج عنه بعد حدوثه ؟
وفيما يلي سوف يتم تناول محاولة الاجابة على الاسئلة اعلاه وغيرها في السياق العام للقراءة التالية التي لن تكتمل سوى بمساهمات المهتمين الايجابية التي تصوب وتصحح وتضيف فتكون النتيجة امكانية وضع تصورات موضوعية للمستقبل على ضوء ذلك :

1.المقاومة والحراك


في مستهل محاولة الإجابة على بعض جوانب تساؤلات اللحظة الراهنة يمكن الاجابة على سؤال تغلب على من يجيب عليه عادة انفعالات اللحظة ويغلب الانفعال والصوت المرتفع على كل محاور يحاول ان يفكر بنوع من المنطق فعندما يتم التساؤل حول علاقة المقاومة بالحراك سنجد انه سرعان ما ينبري احدهم قائلا : (خلاص انتهى الحراك والان السلاح هو الذي يتكلم ), ويجد هذا الرأي قبولا لدى قطاع واسع من الناس ولكن اذا تناولنا الموضوع بهدوء سنلاحظ ما يلي :

المشاهدات :-


1- ان الحراك الجنوبي السلمي التحرري قد خلق بنجاح منقطع النظير الأسس والقناعات الوطنية الجنوبية في كل أرجاء الجنوب .

2- ان الحراك قد اصبح يمثل التعبير الحي عن الارادة الجمعية لشعب الجنوب العربي .

3- ان الحراك مسيرة نضالية مستمرة ولها أساليبها وطرقها في النضال الامر الذي حافظ على بقائه واستمراره وديمومته وظهور تجليات وإفرازات متعددة له بين الحين والآخر مثل المكونات والائتلافات والإعتصامات والمسيرات والتظاهرات والهبة الشعبية .

4- تعثرت الكثير من المكونات التي حاولت ان تكون هي الحراك وتوارت بعض التجليات وفقا للظروف الامنية ومرت الهبة الشعبية واستمر الحراك بشكل متصاعد .

الإستنتاجات:-


1. الحراك الجنوبي السلمي التحرري أصبح ضميراً جمعياً للشعب الجنوبي وبالتالي فهو ملك لهذا الشعب العظيم ومعبرا عنه من خلال هدفه الواضح والمعلن ووفاء لكل التضحيات التي قدمها شعبنا الجنوبي العظيم خلال السنوات الماضية .
2. الحراك هو الذي خلق وكرس المعاني الوطنية لدى جيل واسع من الفتيان والشباب ,حيث لفت نظرهم الى ان الجنوب العربي وطن مستقل بذاته وله شخصيته الدولية بين دول العالم ويتبنى العمل على إعادة الاعتبار لهذه الشخصية الدولية المستقلة .
3. الحراك هو الذي هيأ المناخ الملائم لبروز المقاومة الجنوبية التي تعتبر حالة دفاع مشروع لصد عدوان مباشر, ولهذا فأنه لا يتعارض بأي حال من الاحوال مع النهج السلمي للحراك.
التوقعات :-

سيتم احتواء المقاومة بأشكال مختلفة وبذرائع متنوعة ,وسيبقى وسيستمر الحراك الجنوبي السلمي التحرري بمرونة عالية حتى تنضج الظروف المناسبة وتتوفر الشروط اللازمة ليحقق هدفه العظيم ذات يوم . أما التوقعات الاخرى في حال عدم تحقق ما تم ذكره فانها كارثية مالم تتدخل السلطات ومراكز النفوذ الدولي لحسم الامور لصالح الارادة الحرة للشعب الجنوبي ولو على مراحل محددة وبضمانات دولية واعتراف صريح وواضح.

مسألة نقل الصراع وأطرافه والموقف من ذلك

الجدير ذكره في هذا السياق أنني كنت قد تناولت سؤال محوري في بداية العدوان يقول ( من يحارب من في الجنوب ولماذا ؟) وبعد جملة من النقاشات والمداخلات القيمة خلصنا إلى نتيجة مفادها أننا كتعبير جمعي للإرادة الحرة للشعب الجنوبي وجدنا أنفسنا نواجه العدوان بدافع الغيرة الوطنية برغم أن الجنوب لا يزال تحت الاحتلال ,إلا ان دخول قوات جديدة تكرس استمراريته كان مستفزا للإرادة الجنوبية الحرة التي وجدت من يساندها من عناصر النظام نفسه في هذه المرة فكان ان نشأ تحالف الضرورة بين أبطال المقاومة والقوى التي اتخذت من (الشرعية ) غطاء لها وضمانا لوجودها وكل ذلك أضاف اليه التحالف العربي قوة سياسية وعسكرية حاسمة ,إلآ أننا في الحقيقة بقدر الفاعلية التي لا ينكرها أحد في مقدار المقاومة الصلبة والشجاعة التي كنا مشاركين فيها و وقودا لها ولكننا لم نكن طرفا في الحرب أي اننا بدون رأس سياسي محدد ولم نشترك في أية مفاوضات حتى هذه اللحظة . وعلى ذلك فان اطراف الحرب ربما تكون خارج الحدود بل انها كذلك وقد يبدو انها في الاقليم ولكن في الحقيقة انها ابعد من ذلك بكثير ضمن حلقات السيطرة الصهيونية المتعددة الوجوه على الشركات العابرة للقارات التي تدير وتعيد رسم الخارطة السياسية و تقسيم مناطق النفوذ في المنطقة .

إن المتابع للأحداث المتسارعة خلال السنة الماضية على سبيل المثال سيجد ارتباطاً مثيرا بين حدوث الأحداث وإرتباطها بتواريخ معينة مما يوحي إلى ان ثمة سيناريو محدد يتم تنفيذه على الأرض بإصرار عجيب ومن تلك الأحداث مسرحية هروب الرئيس عبدربه منصور من صنعاء في يوم انتخابه وقد توالت المسرحية بهروب وزير الدفاع وغيره وبناء على ذلك فأن هذه المسرحية كانت واضحة لكل ذي عقل سليم والمراد منها خلق التوتر في عدن وإعادة غربلة الإستقطاب السياسي فيها لتفكيك مفاصل الحراك الجنوبي التحرري - الذي صار شكل اعتصامه السلمي المستمر يقلق السلطات ويحرجها أمام العالم - وبالتالي التمهيد لنقل الصراع وفرض خيارات وأجندات أخرى تتلائم مع السيناريو الدولي في المنطقة .

وقد تم اتخاذ قرار الحرب ودخول قوات ما يسمى (انصار الله ) بذريعة ملاحقة الرئيس الفار والدواعش التكفيريين بحسب زعمهم وعندما تم البدء بالتنفيذ كان ذلك الرئيس قد انجز دوره في المسرحية وخرج هارباً الى السعودية ولكن العدوان استمر بشكل متصاعد , وهذا يؤكد النوايا المبيتة لجر المجتمع الجنوبي الى حالة المواجهة التي لا مفر منها لأنها اصبحت واجب ديني واخلاقي باعتبارها حالة دفاع مشروع عن النفس , واستغلت القوى التي تتقن الدور تماماً ذلك الحماس وضخت شعاراتها واناشيدها ذات البعد المذهبي لتوفر التأصيل الديني لقتال قوى العدوان من الروافض والمجوس على حد تعبيرها وهذا الأمر يتخطى الدوافع الوطنية الجنوبية لجماهير الحراك الجنوبي وقد كان مقصوداً ومدروساً بعناية حتى يتم اعادة خلط المفاهيم واستقطاب الشباب لغايات اخرى تربك المسار العام للحراك الذي يهدف الى تحرير الجنوب باعتباره وطن مستقل بذاته واقع تحت الاحتلال العسكري المباشر منذ 1994م ,فيما أثيرت الكثير من علامات التعجب حول سلوك تلك الجهات التي انشغلت بجمع السلاح وتخزينه ولم تشترك بشكل فاعل في المقاومة بقدر ما كانت السبب في بعض المواجهات في تقدم القوى المعتدية وللإنصاف فان الكثير من العناصر الملتزمة دينياً من خارج الاطارات المشبوهة كانت تقاتل بعقيدة راسخة ونوايا مخلصة .

مما تقدم فأننا نستخلص أن مسألة نقل الصراع الى عدن كانت ضمن سيناريو دولي كبير يستهدف اعادة رسم الخارطة السياسية في المنطقة ويؤسس لخلق التداعيات المناسبة التي تجعل دول المنطقة إجمالاً مشتركة في هذا الصراع مما يوحي بأن ذلك المخطط يستهدفها جميعاً على مراحل محددة وبذرائع واساليب متنوعة .

أما اطراف الصراع فإنها متعددة ويمكن الاشارة اليها على النحو التالي :

الأطرافالخفية :


وهي تلك الاطراف التي تدير الصراع في العالم لإحداث الفوضى الخلاقة لهم والمدمرة للشعوب ضمن مشروع الفوضى الخلاقة الذي تم التصريح به في 2005م وقد سبقته تقارير صريحة أشارت إلى إعادة تقسيم منطقة الشرق الأوسط إلى دول أو دويلات قد تصل إلى 58 دويلة ضمن مشروع إنتاج الشرق الأوسط الكبير المتعدد الأعراق والديانات واللغات , والمراد أن تكون سيدته دون منازع ما يسمى (دولة إسرائيل) .

وقد مارست هذه الأطراف إيعازات وأعطت إشارات محددة أو ربما ضغوطات بشكل أو بآخر على دول بعينها في المنطقة لتمارس دوراً معيناً قد يبدو في ظاهر الأمر أنه مجرد رد فعل طبيعي جداً بعد أن يتم خلق مبررات كافية لكل حدث بعناية فائقة , وبالتالي فإن دول المنطقة تلك إنما تمارس دورها بعلم أو بدون علم في تحقيق وتنفيذ ذلك المشروع التدميري بحيث لا تستطيع ان تمانع بل إنها تجد نفسها منغمسة في أداء دورها بكل واقعية وهي في كل الأحوال لا تستطيع الخروج من دائرة الإستقطاب الدولي للشركات العابرة للقارات بوجوهها المتعددة .

الأطرافالظاهرة :


وهي تلك الأطراف التي وجدت نفسها في صدارة المشهد في حالة مواجهة إعلامية وسياسية وعسكرية غير مباشرة تمارس نفس الدور الذي يمارس عليها ولكن على قوى أخرى في حلبة الصراع المباشر, وبرزت في هذا السياق المملكة العربية السعودية كقائد للتحالف العربي في مواجهة إيران ومن ورائها .

الأطراف المباشرة :


وهي الأطراف التي كانت واضحة في الخطاب السياسي الرسمي والتي تتصارع بشكل مباشر فقد كانت تلك القوى الانقلابية المسماة (أنصار الله ) بالتحالف مع قوات النظام التي تتبع الرئيس المخلوع وجميع تلك القوى هي نسيج اجتماعي واحد ينتمي الى الشمال وبرغم الاختلافات التي بينها إلآ إنها تلتقي جميعاً في ضرورة بسط السيطرة على الجنوب وابقاءه مصدراً للثراء , والتمدد في مساحاته بكل صلف ووقاحة وتحت شعارات الوحدة المزيفة التي لم تعد تقوى على الوقوف على قدميها . وبالجانب الآخر المواجه توجد قوى شعبية جنوبية الإنتماء جمعها هدف واحد فقط وهو صد ذلك العدوان بدوافع وأهداف مختلفة وفي التعبير السياسي فإن الأطراف كانت عبارة عن فريقين هما فريق الإنقلابيين وفريق الدفاع عن شرعية الرئيس هادي .

الأطراف غيرالمباشرة :


اما الأطراف غير المباشرة فقد كان عليها أن تقدم التضحيات رغماً عنها حيث وجدت نفسها تشترك في المعارك وهي ليست اطرافاً سياسية في الحرب , فعلى سبيل المثال فإن قوى وطنية وشخصيات في الشمال وجدت نفسها تؤيد وتدخل المعركة بدافع الغيرة الوطنية , لاسيما بعد اعلان التحالف العربي تبنيه لإعادة الشرعية والبدء بضرب الإنقلابيين وكل المنشئات العسكرية التي تتبعهم .

وهذا الامر جعل قطاعاً واسعاً من البسطاء وبعض الشخصيات تقف الى جانب الانقلابيين, لأنه عز عليهم ان تتدخل قوى خارجية وتفرض حصاراً جوياً كاملاً وتقصف المواقع في عموم ما يسمى الجمهورية اليمنية بل ان هذا الامر قد جعل بعض الشخصيات والوجاهات الجنوبية ايضاً في موقف المتفرج ان لم تكن داعمة بشكل او باخر لقوى العدوان على الجنوب .

ومن ناحية أخرى نجد أن السواد الأعظم من المقاومة الجنوبية لا تدين بالولاء ولا تقر أصلاً بشرعية الرئيس هادي. ولكنها دخلت المعركة بدافع الغيرة الوطنية , ووجدت الفرصة سانحة لتطهير الجنوب من التواجد العسكري الشمالي وفرض تواجدها واستفادتها من الدعم العسكري لخلق قوة جنوبية تستطيع تأمين وحماية اراضي الجنوب سيراً نحو بلوغ الغاية المرجوة في استعادة وبناء الدولة الجنوبية المنشودة .

وهذه المقاومة برغم دورها الحاسم إلآ أنها ضمن الأطراف غير المباشرة في التعبير السياسي لأنها مع القوى الأخرى في المقاومة إنما تقاتل بذريعة تكريس شرعية هادي وان كانت الحقيقة غير ذلك .كما إن القوى الأخرى عموماً من مليشيات حزب الإصلاح والسلفيين وبعض عناصر القاعدة المصطنعة كانت جميعها أطرافاً غير مباشرة لأنه لا توجد لدى الرئيس هادي ولو مجرد كتيبة نظامية واحدة من الجيش النظامي لتدافع عن شرعيته المعلنة وهذا يعتبر دليل قاطع على عدم وجود جيش وطني بل ان مفهوم الوطنية ينكشف زيفه بوضوح لمن يحاولون عبثا ان يقولوا ان الجمهورية اليمنية وطن واحد , حيث ان جميع الوحدات العسكرية تدين بالولاء للانتماء القبلي والمناطقي الشمالي الذي يستهدف الجنوب أرضاً وانساناً .

أما الموقف من نقل الصراع الى عدن والجنوب بشكل عام فقد كان مربكاً للجميع حيث يمكن تناول ذلك على النحو التالي :

موقف ما يسمى ( حركةأنصارالله ) :


كان الموقف العام لحركة ما يسمى (انصار الله) هو تجنب الدخول الى الجنوب وقد كانوا طوال الفترة السابقة اكثر القوى تعاطفاً مع الحراك الجنوبي , ولكن ذلك كان الى قبل حوالي عشرة ايام فقط من إعلان الحرب على الجنوب حين وصلت تعليمات قاطعة بالهجوم الامر الذي جعل الكثير من قيادات هذه الحركة في حالة احراج مع عدد من نشطاء الحراك الجنوبي الذي لم يكن من المقبول لديهم تبرير ذلك العدوان , بل ان الكثير منهم سارعوا إلى ادانة ذلك العدوان و وقفوا الى جانب المقاومة المشروعة وعلى ذلك فان موقف ما يسمى (حركة انصار الله ) كان يشبه الى حد كبير موقف تلك الجماعة التي تلقي بنفسها الى التهلكة دون أن يعلموا لماذا , وكأنما تم تنويمهم مغناطيسيا لاستخدامهم للقيام بعمليات لا يعرفون ابعادها فكانوا اشبه بقطيع من الماجورين المبرمجين سلفا لتنفيذ ما يملى عليهم من مراكز القرار خارج الحدود متخذين من شعار محاربة الدواعش التكفيرين حسب زعمهم الاساس الذي اجتاحوا وفقاً له نصف مديريات العاصمة عدن , وحينما تركها جميع السكان خاوية على عروشها فافقد هذا الامر قوى العدوان المبررات الأخلاقية والسياسية على السواء , لاسيما بعد أن عجزوا على أن يقدموا مبررات مقبولة لهذا العدوان , وكانوا ينتظرون التوجيهات او لربما الوعود التي قيلت لقياداتهم والتي لم تلق طريقها إلى التحقق بفعل المتغيرات الإقليمية والدولية , فأصبحوا تائهين مكشوفي الأقنعة وليس لديهم ما يقولونه سوى المكابرة والتضليل والشكوى من التدخل الاجنبي الذي اعتدى عليهم حسب تصريحاتهم وخلاصة القول فان موقفهم كان واضحا ومحددا ضمن السيناريو المرسوم بدقة وهو الالتزام المطلق للقيام بهذا الدور الامر الذي جعلهم يخسرون الكثير من القيم الاخلاقية والوطنية في خطابهم السياسي , لاسيما بسبب تحالفهم مع الرئيس المخلوع الذي يدعون معاداته وينشدون محاكمته على خوض ستة حروب ضدهم في الماضي القريب .

موقف المؤتمرالشعبي ا لعام :


حزب المؤتمر الشعبي العام شهد إنقساما كبيرا وتشظيا واسعا وامتحانا خطيرا لولاء منتسبيه , ففي حين أعلنت قيادات وقواعد المؤتمر في الجنوب إنشقاقها وإنتمائها للجنوب وإلى جانب شرعية هادي ظلت قيادات وقواعد المؤتمر في الشمال منقسمة أو مزدوجة الولاء بين فصيل هادي وفصيل الرئيس المخلوع , وقد كان فصيل الرئيس المخلوع على موعد مع فرصة ذهبية ليعيد سيطرته على الجنوب بالتنسيق مع مايسمى حركة(انصار الله ) بذريعة الحفاظ على الوحدة ورفضا للتدخل الاجنبي , والهدف اعادة تكريس تواجد عناصر المؤتمر من القياديين الفاسدين وزعيمهم الاكبر في السلطة وإعادة إنتاج أنفسهم ليحكموا ويمارسوا سلطاتهم من جديد .

في الوقت الذي أبدى منتسبوا المؤتمر في الجنوب موقفا مساندا للمقاومة الجنوبية بل إنهم أعلنوا وقوفهم مع تحرير واستقلال الجنوب بشكل صريح .

موقف حزب الإصلاح :-


هذا الحزب الذي يتخذ من الشعارات الدينية ستاراً لأجندته السياسية في الاستئثار بالحكم , شهد أيضا هزه عنيفة في مفاهيمه وانتمائه حتى إن بيانا صدر عنه في صنعاء لم يمانع من سيطرة (الانقلابين) على عدن والجنوب بل إنه رأى ذلك أفضل من أن يسيطر عليها الحراك الجنوبي أو المقاومة الجنوبية التحررية , وفي الوقت الذي تعرضت بعض قياداته للملاحقة والاعتقال في الشمال إلا أن ثمة تحالف خفي كان يفعل فعله حين يتعلق الأمر بالموقف من الجنوب , وأما عناصر الحزب من الجنوبيين فقد وجدوها فرصة سانحة للاقتراب من جماهير الحراك الجنوبي وسارعوا بالاندماج في المقاومة الشعبية التلقائية وضخوا شعاراتهم وأناشيدهم ولكن لوحظ أنهم حافظو على التكتل بشكل مستقل ومارسوا بعض السلوكيات التي أثير حولها الكثير من اللغط .

موقف الأحزاب عموما :-


واجهت الأحزاب اختباراً صعباً وقاسياً في مفهوم منتسبيها بشأن الانتماء الحزبي وقد تصدعت قيادات بعض الأحزاب واختلفت مواقفها أقصى اليمين وأقصى اليسار وهي جميعا تعاني وسوف تعاني كثيرا في قدرتها على الاستمرار بعد أن تهاوت أسس ومفاهيم وجودها والانتماء لها على صخره الواقع الذي يزداد تعقيداً وتركيباً مع مرور الزمن وتوالي الأحداث المتسارعة .

3 . من انتصرعلى من في الجنوب وماهومشروعه ا لسياسي


هذا السؤال كان أيضا ضمن الأسئلة التي تم تناولها في عدد من المنتديات والملتقيات ومواقع التواصل , وكنت أهدف من خلاله إلى لفت نظر قوى ونشطاء الحراك الجنوبي والمقاومة الجنوبية التحررية إلى حقيقة الوضع السياسي المعقد حيث يعتقد كل طرف من أطراف المقاومة الجنوبية أنه هو الذي انتصر أوبعبارة أخرى يقال بأن الجنوب انتصر فهل انتصر الجنوب أو ما هو الجنوب الذي انتصر؟ وهل يكفي إستخدام هذا التعبير للدلالة على الانتصار؟

وفي ضوء ما تقدم من عرض لأطراف الصراع فان معرفة الإجابة على هذا السؤال تصبح صعبه للغاية , ويبقى ظاهر الأمر على الأقل هو انتصار فريق الشرعية على فريق الانقلابين, وهذا الطرح لا يروق للكثيرين ولكن هذا هو التعبير السياسي المباشر الذي يتم تناوله وتداوله في أروقة السياسة الإقليمية والدولية .

أما مشروعه السياسي فانه تنفيذ مخرجات الحوار حسب رؤية الرئيس هادي الواقع تحت تأثير التحالف العربي ومن وراءه من القوى الدولية لتنفيذ مشروعها في المنطقة وفق سيناريو ذو إبعاد مرحلية وإستراتيجية يتم تنفيذه بكل دقه .







4.الحراك والمقاومة وأزمة القيادة


من الواضح جداً لكل المهتمين بالشأن الجنوبي أن أبرز المعوقات التي تقف حائلا دون خطو الخطوة الأولى في المسار السياسي الذي يعكس الإرادة الحرة للجماهير قد كانت ولازالت تتمثل في عدم وجود الرأس القيادي المحدد او المرجعية السياسية التي تترجم وتتبني التعبير السياسي عن تلك الإرادة الحرة , وهذا الأمر في الحقيقة لا يزال الحديث الذي يتكرر في جميع اللقاءات لنشطاء الحراك الجنوبي السلمي التحرري, بل إن بعض الدوائر الخارجية اتخذتها ذريعة لعدم إعلان موقف ايجابي من قضية الشعب الجنوبي , وكانت لا تزال كفيله بإسكات كل من يطالب بموقف ما ، ولكن يغيب عن بال الكثير من الناس انه لا يمكن بأي حال من الأحوال إنتاج قيادة واحدة لمجتمع حر متعدد القناعات والاتجاهات الفكرية والسياسية , حيث لا يمكن تجاهل حقيقة استحالة القدرة على جمع الجماهير حينما تخرج إلى الشارع بشكل عفوي غير منظم للتعبير عن أهدافها المشتركة في إطار سياسي محدد ينبثق تلقائيا من بين صفوف الجماهير ما لم تتدخل عوامل أخرى مساعده لتمكين تنظيم معين و العمل على دعمه وإبرازه بالشكل الكافي لتلتف الجماهير حوله عندما تجده معبراً عنها .

وبناء على ذلك فان الحراك الجماهيري العام ليس له إن يكون في الحقيقة الأمر سوى أحد عوامل الضغط على مراكز النفود والقرار للمطالبة بتحقيق هدف او أهداف محدده ولا يستطيع الحراك تحقيقها بذاته لأنه لا يمتلك كينونة سياسيه محدده إذا استمر بالتعبير الجماهيري العام دون تنظيم .

وبالمقابل فان المقاومة التي نشأت بفعل تأثير الحراك الجنوبي السلمي التحرري باعتبارها هي أيضا رد فعل جماهيري تلقائي عام غير منظم فإنها هي الأخرى لا يمكن إن تنتج لها قيادة واحدة محددة بشكل ديمقراطي أو توافقي ما لم تتدخل عوامل أخرى تتعلق بمراكز النفوذ والسلطة .

وبالنتيجة فان السلطات أو المجموعات المنظمة مسبقاً تصبح هي الأقدر على حصد النتائج لصالحها دائما وتستطيع احتواء أو السيطرة على المسار العام لأي فعل أو نشاط جماهيري عام غير منتظم .

4. خاتمة-


لاشك أن الجميع يدرك حجم التعقيدات الماثلة أمام المحاولات المستمرة لحلحلة المأزق السياسي الخطير في جغرافيا اليمن عموما ولعل احد ابرز تعقيداته تكمن في تراكم العجز عن معالجة آثار إتفاقية الوحدة بين دولتي اليمن والتي تجاوزت الواقع السياسي والاجتماعي لحقيقة وجود شعبين و دولتين واعتبرتهما شعبا واحدا ودولة واحدة الامر الذي انتج كما هائلا من التجاوزات على حق الشعب الجنوبي في تقرير مصيره وفق الاسس الدولية المتعارف عليها وتفاقمت الاوضاع وازدادت سوءا وساهمت الصراعات الماضوية الجنوبية في حسم الاختلافات السياسية لصالح الهيمنة الشمالية في حرب صيف 94 م, فأصبح الجنوب تحت وطأة الهيمنة العسكرية المباشرة لجيش و أمن الشمال لاسيما بعد تسريح واغتيال عدد كبير جدا من الكوادر العسكرية والمدنية الجنوبية ,

وانطلاقا من ذلك كان الجنوب قد عانى طوال الفترة اللاحقة للحرب من سياسة احتلال واستيطان ممنهج رفضها الشعب الجنوبي بأشكال مختلفة وتجلت مظاهر الرفض في عدد من التشكيلات السياسية و بالحراك السلمي الجنوبي الذي انطلق في 7-7-2007م , ولا يزال مستمرا حتى تحقيق هدفه المنشود باستعادة وبناء دولة الجنوب المستقلة على كامل التراب الجنوبي , وطالما ان الهدف لم يتحقق بعد فان الوضع السياسي للجنوب لا يزال كما هو وطن تحت الاحتلال حتى وان تبدلت الوجوه و الانتماءات , لأنه لا يزال خاضعا لسلطات الحكم في صنعاء ويتم التعامل مع الجنوب كجزء مما يسمى الجمهورية اليمنية التي لم تعد تستطيع ان تبرهن على شرعية وجودها في الواقع السياسي والعملي .

ولهذا وضمانا للاستقرار في المنطقة والعالم فانه ينبغي الاقرار بفشل بل وعدم شرعية اتفاقية الوحدة ابتداءا ثم الاقرار بان الوضع السياسي في الجنوب منذ1994 مهو احتلال عسكري استيطاني والعمل بعد ذلك على تفكيك ما يسمى بالجمهورية اليمنية الى مكوناتها الاولى واستعادة الشخصيتين الدوليتين لدولتي اليمن وبعد ذلك اتخاذ الاجراءات و المعالجات الكفيلة بحل اشكاليات كل دولة في محيطها الوطني وخلق علاقات تعاون مشترك يضمن مصالح الشعبين ويرمم العلاقة بينهما.

ومن اجل بلوغ ذلك قان الامر يتطلب ارادة دولية حقيقية داعمة لهذا المشروع ويتم تبنيه من رئيس الدولة وتنفيذه على مراحل بحيث تتشكل سلطة في صنعاء واخرى في عدن وبشكل متلازم لأنه لا يمكن باي حال من الاحوال خلق الاستقرار جنوبا دون وجوده في الشمال والعكس بالعكس .

ومن المفيد الاشارة هنا الى انه من الصعوبة بمكان تجاهل الفرق بين نشوء الحدث وانشاء ادارته حيث يصعب الى درجة الاستحالة ان تنشأ إدارة لحدث ما انتجته العفوية مالم تكن ثمة سلطة تدعمها وتتبنى سيادتها على الطابع العفوي لذلك الحدث .

خلاصة الخلاصة :-


ان شكل التعبير الجماهيري العفوي الحر الذي ساد ويسود عدد من الدول العربية فيما يسمى بالربيع العربي قد فرض عدد من التحديات التي تتعلق بطبيعة ذلك التعبير الذي يعتبر حراك جماهيري سلمي تجمع الجماهير فيه وحدة المعاناة المشتركة وطبيعة الطموحات او الاهداف المنشودة لغالبية الجماهير التي توافدت او ايدت الاتجاه العام لذلك الحراك في اكثر من بلد عربي وقد كان للحراك السلمي الجنوبي قصب السبق في هذا الشكل من اشكال التعبير الجماهيري الذي بدأه في 2007م وبرغم اختلاف الهدف بين الحراك العربي العام او ما سمي بثورات الربيع العربي والحراك السلمي الجنوبي او ما يسمى بالثورة الجنوبية السلمية التحررية الا ان جميع هذه الاشكال من اشكال التعبير الجماهيري السلمي العفوي الحر تجتمع في كونها جماهيرية عفوية حرة ولا تمتلك المرجعية الجامعة التي توجه وتصوغ المعايير وتحدد المفاهيم وتفسر الدلالات السياسية لكل فعاليات ذلك الحراك السلمي واهدافه المشروعة .

ولهذا فأن الحراك الجماهيري ليس له ان يكون في حقيقة الامر سوى عامل من عوامل الضغط على مراكز النفوذ والقرار ولا يستطيع بأي حال من الاحوال ان يحقق الاهداف بالقدر الذي يستطيع فقط التعبير عن المعاناة الجمعية وتوضيح ملامح الارادة الحرة للجماهير واهدافها المطلوبة .ولعله من المفيد هنا أن نذكر ان ذلك الحراك الذي نشأ في اطار الدولة الوطنية الواحدة في عدد من الدول العربية لم يستطع ان يحقق التغيير المطلوب في تلك الدول فهل من باب أولى يستطيع الحراك في الجنوب الذي يخضع لظروف اكثر تركيباً وتعقيداً ان يحقق الاستقلال ؟؟؟

وانطلاقاً من ذلك فأن ارادة التغيير الجذري الذي تحدثه الثورات لازالت في طور النضوج والنمو والاستكمال ولم تتحقق بعد وعليه فأننا نستنتج اننا في اطار الحراك الجنوبي نحاول فقط خلق وعي ثوري لإحداث الثورة المطلوبة لتحقيق استعادة السيادة كاملة غير منقوصة ولا مشروطة على كامل التراب الجنوبي .

ومن أجل أن يتحقق ذلك التحول الثوري فأن المطلوب المنطقي هو إيجاد الحلقة المفقودة في الحراك وهي حلقة المرجعية الجامعة او المرجعية الكافية لقيادة النضال التحرري , فماهي العلاقة بين تلك المرجعية والجماهير ؟؟

ان العلاقة بين المرجعية والجماهير يمكن تلخيصها وفق المنهج التالي :

(لا مرجعية بدون تنظيم ولا تنظيم بدون سلطة ولا سلطة دون نفوذ ولا نفوذ دون تأييد الجماهير )


وبالنظر الى هذه المنهجية فأن مسألة وجود السلطة هي حجر الزاوية في الأمر وهذه السلطة لا يمكن ان تتحقق دون وجود التنظيم ولا يمكن وجود التنظيم القادر على النهوض بمهام الثورة دون وجود دعم وتأييد اقليمي ودولي يقدم الدعم ويوفر الغطاء السياسي والإعلامي ليوميات الثورة وهذا يعني ضرورة التوصل الى تقاطعات مصالح بين الحراك وقوى النفوذ الدولي بحيث تلتقي مطالب الجماهير مع ما تتوصل له قوى النفوذ الدولي من تفاهمات لإعطاء احدها الضوء الاخضر ليمارس نفوذه ويحقق مصالحه في هذا الموقع الاستراتيجي الخطير الذي يربط قارات العالم .

وبالتالي فأن ذلك لا يعني ان نكف عن السير في ركب النضال السلمي الرافض لكل اشكال الاحتلال ولكن من الجدير بالإشارة الى ضرورة مواصلة هذا الحراك الجماهيري بشكل اكثر فعالية وقوة واستمرارية .



ملاحظة :


إقرأ للكاتب في موقع عدن الغد :

من يحارب من في الجنوب ولماذا .
الأبعاد الإستراتيجية للسيناريو الدولي وطريقة تنفيذه في المنطقة (سيناريو خروج هادي نموذجاً ).
· أثار خروج هادي وإنعكاساته على الحراك الجنوبي السلمي التحرري .
قراءة أولية في التوافقات الجنوبية وكيفية إنجازها.
قراءة عاجلة عن وحدة القيادة الجنوبية .
الثورة الجنوبية التحررية السلمية (الصعوبات والتحديات والمخاطر ).
قراءة أولية في حيثيات المؤتمر الجنوبي الجامع .
استخلاص ونتائج من وحي الفعاليات المليونية .


اقرأ المزيد من عدن الغد
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas