المهندس حيدر العطاس يحدد موقفا جديدا من قضية الجنوب ويعلن في برقية له لمهرجان زنجبار

[حد من الوادي]

المهندس حيدر العطاس يحدد موقفا جديدا من قضية الجنوب ويعلن في برقية له لمهرجان زنجبار أنه يصطف مع أبناء الجنوب في مطالبهم المشروعة المتمثلة في تحقيق الاستقلال التام والناجز .. والفضلي مخاطبا عشرات الالاف : نقف اليوم صفا واحدا لطرد الاحتلال


زنجبار - المكلا برس - خاص التاريخ: 27/4/2009

شهدت مدينة زنجبار عصر اليوم بجانب قصر الشيخ طارق الفضلي مهرجانا جماهيريا شارك فيه عشرات الآلاف من أبناء محافظات الجنوب وعدد كبير من قيادات الحراك الجنوبي وشخصيات اجتماعية وقيادات نسائية فاعلة في ظل غياب أمني ملحوظ .

رفعت المشاركون في المهرجان عشرات اللافتات المعبرة عن رفض أبناء الجنوب لنظام الاحتلال الذي كرس اصناف الظلم والاستبداد والقهر الذي يمارسها على ابناء الجنوب منذ صيف حرب 94م.



وبدئ بآي من الذكر الحكيم ثم ألقى الشيخ طارق الفضلي شيخ مشايخ آل فضل كلمة فيما يلي نصها :




«الحمد لله والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم الأنبياء محمد ابن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين.

يا أبناء الجنوب الأحرار :

بداية أرحب بكل أبناء الجنوب الذين وصلوا إلى عاصمة أبين من كل محافظات الجنوب من المهرة إلى باب المندب.

كم هي هذه اللحظات مهيبة ، وكم هي غالية علينا ، وكم هي عزيزة على التاريخ الجنوبي ونحن نقف اليوم صفاً واحداً في مسيرة النضال الجنوبي لطرد الاحتلال ومن أجل إعادة اللحمة الجنوبية من المهره إلى باب المندب، التي تشرذمت وضعفت لأسباب خارجة عن إرادتنا جميعاً .. وليس للإنسان الجنوبي أن يكون حراً إن لم يكن مع نسيجه الاجتماعي المترع بإحساس الواقع وعبق التاريخ..ونحن سنظل أصفاراً إن لم تكن لنا في الأرض جـــذور متصلة بحياة الناس والوطن الجنوبي .. نعم سنظل أصفاراً إن لم ندافع عن وطننا الجنوبي الجريح، المفعم بتاريخ المناضلين الأبطال الذين تتقد بهم ذاكرة الوطن والشعب الحر الأبي .

يا أبناء الجنوب الأحرار :

كم هي هذه اللحظات مهيبة ، وكم هي غالية علينا ، وكم هي عزيزة على التاريخ الجنوبي ونحن نقف اليوم صفاً واحداً في مسيرة النضال الجنوبي لطرد غزاة الأرض والثروة ، ومن أجل إعادة أللحمه الجنوبية من المهرة إلى باب المندب التي تشرذمت وضعفت لأسباب خارجه عن إرادتنا جميعاً ، وليس للإنسان الجنوبي ان يكون حراً أن لم يكن مع نسيجه الاجتماعي المترع بإحساس الواقع وعبق التاريخ ، ونحن سنظل أصفارا إن لم تكن لنا في الأرض جـــذور متصلة بحياة الناس والوطن الجنوبي ، نعم سنظل أصفارا أن لم ندافع عن وطننا الجنوبي الجريح. المفعم برائحة التراب والأرض الجنوبية وتاريخ المناضلين الأبطال المنغرسين في تاريخ الوطن والشعب الجنوبي الحر الأبي .

يا أبناء الجنوب الابطال :

انه وبعد التصالح والتسامح هذا المبدأ العظيم والسقف الأعلى والواحد لكل الشعب الجنوبي بكل طيفه الاجتماعي والسياسي والقبلي والثقافي هذا المبدأ الذي يرفضه نظام الاحتلال رفضا قاطعا. لان نظام الاحتلال لا يريد لنا ان نتصالح ونتسامح لا يريد لنا ان نوحد صفنا لانه يرى نجاحه ودوام احتلاله لشعبنا الجنوبي يكمن في تشرذمنا وتناحرنا.ونحن نقول لهذا الاحتلال الهمجي المتخلف انه لم تعد اليوم أي حدود تفصل بين أبناء الجنوب فقد تصالحنا وتسامحنا الى الابد ، فجميع ابناء الجنوب في السلطة وخارجها وفي الشتات يجمعنا بهم جرح واحد وقضية واحدة ومصير واحد ،

وأعاهدكم الله بأنني سأحمل معكم هذه القضية الجنوبية حتى نسترد وطننا العزيز ونحرره ونستعيد سيادته وكرامته – بكل اخلاص ووفاء . وأريد ان أقول شيئاً : أن الظلم والاضطهاد اللذان يتعرضا لهما شعبنا الجنوبي جعلاني أتصور مصيرنا جميعاً بوضوح كامل ، فما هي الفائدة أن أعيش وابن وطني مقتول وما هي الفائدة أن آكل وابن وطني جائع ، وما هي الفائدة أن اشغل منصب حكوميا او حزبيا والآخريـــن من أبناء جلدتي بـــدون خـــبز ولا دواء ، والاحتلال كل يوم يصعد عدوانه الإجرامي على شعبنا الجنوبي يبطش ويقتل ويسجن بدون أي رادع أو وازع من ضمير .

على نظام الاحتلال أن يدرك إننا نحن أبناء الجنوب الذين حققنا له النصر عام 1994م لأسباب نسأل الله تعالى ألا يعيدها ، ولكن اليوم غير الأمس ، وغداً بإذن الله تعالى سيكون أفضل من اليوم ، فكل وقتنا اليوم هو للنضال جنبا إلى جنب حتى يرحل الاحتلال من أرضنا الجنوبية وينفض الجنوب غبار الاحتلال الهمجي المتخلف ويطرد لصوص الأرض والثروة الدخلاء وكل جهودنا اليوم يجب أن تكرس لمعركة الصمود السلمية التي نخوضها في مواجهة الليل المطبق على ارض الجنوب إذا فلا وقت إلا للتألف والتسامح ووحدة الصف الجنوبي لان الأوطان لا تخضع لحسابات الربح والخسارة ، فالجنوب كياننا الروحي والمادي الذي بدونه نموت .

يا أبناء الجنوب الأحرار

لماذا تتحركون باحتجاجاتكم في كل ربوع الجنوب ، ومن محافظة إلى أخرى ومن مكان إلى آخر وتقدمون الشهداء والجرحى ، هذا الأمر بسيط وواضح ولا يحتاج إلى تفسير يعني أنكم جسد واحد وصوت واحد وأصحاب مصير واحد . ونحن حينما نرفض الاستعمار المتخلف وبالطرق السلمية أنما نرفض ذلك لنمنع تدميرنا وإبادتنا ونهب وطننا بالكامل ؟ وحتما ستمتد متاريس النضال السلمي على امتداد الجنوب كله .

يا أبناء الجنوب الأحرار :

إننا نسير معاً ، وعلينا أن نسير معاً ، وأن نتوحد في كيان جنوبي واحد ، لأن الزمن الذي نعيشه قاس جدا ، ولا يقبل تعدد الكيانات ، بل أن الأصل في نضالنا وتضحياتنا هو الهدف الواحد وهو تحرير الجنوب من اسواء احتلال همجي ولأجل ذلك يجب ان نتحد لكي نكون قادرين على تقرير مصيرنا ، ولنأخذ من توحيد مكونات يافع الخطوة الأولى نحو توحيد الحراك الجنوبي السلمي من المهرة إلى باب المندب ، وعلينا ان نخلق ثقافة التنوع في أطار النضال الواحد ، فنحن الآن سائرون معاً في الاتجاه الصحيح وللمرة الأولى يتوارى الطغاة ونتقدم نحن نحو دائرة الضوء ،

وها قد استطعنا ان نضع العالم والمجتمع الدولي والجامعة العربية وبجلاء أمام ما يحدث في الجنوب ، ولم تعد الوحدة الكاذبة تنطلي على احد ، ومهما بلغت وقاحة نظام الاحتلال من الاستهزاء حينما يقول اشربوا من ماء البحر او ان شعب الجنوب مجرد فقاقيع ، فأن حقنا في الدفاع عن أرضنا وكرامتنا وعن أنفسنا هو الحق الأقوى وهو السلاح الذي نواجه به الكلمات البذيئة والألفاظ الغير الأخلاقية ، لأننا ندرك أن المحتل يقع اليوم في مأزق سياسي وميداني رغم ما يستعرضه من قوة في الجنوب وهي قوة لاتدين له بالولاء فالجندي العادي يدرك أنها دولة ظلم واحتلال ، ورغم هذا ولكي يستمر محتلا فان ليس من المستبعد عليه أن يقدم على أي من المغامرات ، خصوصاً ذات الطابع الإجرامي ، بما فيها إطلاق الرصاص الحي على المواطنين العزل كما حصل لإخواننا أحفاد الذئاب الحمر في ردفان وما حدث أيضا في الضالع وحضرموت وكل مدن الجنوب.

حيث ارتكبت قوات الاحتلال مجازر لا تسقط بالتقادم ، أما بالنسبة لشعب الجنوب الذين يراد لهم ان يشربون من ماء البحر ، فأننا لا نملك سوى أن نقول لكل من يقول هذا البحر هو بحرنا ونحن اعلم بمياهه من الدخلاء عليه ولن نترك بحرنا العربي أسير لمن ينهبون خيراته والتاريخ يشهد كيف حميناه بأرواحنا ، ولابد اليوم ان يعيد التاريخ الجنوبي نفسه و لمن حولوا وطننا الى وطن محتل ، نقول لهم حاصروا الجنوب كما تريدون ولكنه سيظل وطننا أقوى من كل حصار وابعثوا بمزيد من الدبابات وتفننوا في صنوف القتل والتدمير لشعبنا الجنوبي ، فلن يزيد كل هذا التنكيل شعبنا إلا إصرار على نيل حريته فلدى هذا الشعب ألقدره على مقارعة الغزاة ما جعله يضرب المثل في الصبر وفي التشبت بالأرض وبالوطن وبالكرامة الوطنية الجنوبية افعلوا ما شئتم فالحقيقة هي أن الوطن سيعود إلى أصحابه الأصليين مهما تكن أسلحتكم ومهما تكن الوسائل المتاحة لكم ،

ومهما تحولت ثرواتنا النفطيه الغازيه والسمكيه وغيرها إلى وقود تغذي جيشكم وأمنكم لكي يقوم بقتلنا فالحق لابد أن يعود إلى أهله ، أن ما يصدر عن قيادات الاحتلال أنما يدل دلالات صارخة على أن المطلوب ليس (رأس) الحراك الجنوبي وحدة وإنما أيضا ( رأس) كل جنوبي ، أن الاحتلال قضى على ثقافة بما يسمى بالوحدة تلك الوحدة التي أشادوا بها من فوق منابرهم ودفنوها بممارساتهم فثقافة الاحتلال لا تعرف مسمى الوحدة ، والوحدة بالنسبة لهم تعني الموت لنا والاستقرار في ثقافتهم لا يعني إلا الخضوع والخنوع لمخطط احتلال الجنوب ودفن تاريخه وزرع الفتن بين أبنائه وتصدير الثأر إليه 0 ونقول نعم أن الجنوبي يبحث عن الأمن والاستقرار ، وهو لذلك يناضل ضد الاحتلال ، وبالتالي لن تخدع الجنوبي أوهام ووعود وكلمات هي السم المغلف بالعسل 0 فالجنوب هو القضية وسيبقى لأهله ،

يا أبناء الجنوب الأحرار :

إننا نشكر كل من ساندنا ووقف معنا عندما أعلنا انضمامنا للحراك الجنوبي السلمي ، سواءً من قبل مكونات الحراك الجنوبي أو المشايخ او الأحزاب الجنوبية أو المواطنين من كل ربوع الجنوب او إخواننا المنفيين في الخارج ، ونحن بدرونا نعاهدهم على السير معاً ونقول للجميع أن التصالح والتسامح والحراك الجنوبي جب ما قبله على الرغم من معرفتنا أن أخطاء الماضي هي أخطاء إنسانية يمكن أن تقع في أي زمان ، وحتماً أن كل جيل يجب ان يكون أعلى وعياً من الجيل الذي سبقه ، بل إننا نتعلم من أخطاءنا ، واليوم نحن ارتفعنا وبلغنا مكاناً إنسانيا أكثر فهماً ووعياً لقضيتنا شعبنا الجنوبي ولبعضنا البعض .

كما نناشد البلدان العربية والجامعة العربية والمجتمع الدولي أن يقف أمام ما يتعرض له وطننا الجنوبي من أساليب قمعيه وانتقاميه وأباده مباشره وغير مباشره ، خاصة وان المجتمع الدولي لم يعترف بنتائج حرب 94م التي أدت إلى احتلال دولة أخرى بعد الدخول معها بشراكه ومعاهدات قانونية ، ونطالب بفتح ملف قضية الجنوب على ضوء قراري الأمم المتحدة رقم 924 ، 931 لسنة 1994م ، وكذلك على ضوء الجرائم والمجازر البشعة التي ارتكبها الاحتلال ضد الجنوبيين ، فقتل أبناء الجنوب بلغ درجة لم يبلغها أي عدوان او احتلال إلا في فلسطين المحتلة ، ونطالب محكمة العدل الدولية ومنظمة حقوق الإنسان الأوربية التحقيق في المجازر التي يرتكبها قيادات سلطة الاحتلال وإعادة فتح ملف الحرب على الجنوب التي صارت الآن أكثر وحشية .

وتحدث في المهرجان الناشطان السياسيان أحمد القمع وانتصار خميس كما ألقيت قصائد شعرية ألقاها الشاعر بن شجاع والشاعر البجيري الهبتا حماس الجماهير .

عقب ذلك تلا العميد علي محمد السعدي الناشط السياسي المعروف البيان الختامي للمهرجان الذي جاء فيه:
«قال تعالى (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفـا حفرة من النار فــأنقذكم منها كذلك يـبـين الله لكم آياته لعلكم تهتدون) صدق الله العظيم

يا جماهير شعبنا العظيم :
يا أبناء الجنوب الأحرار :

لم يعد من المستحب ولا من المجدي اليوم ونحن نرتقي سلم المجد بثورتنا الشعبية السلمية المباركة أن نعيد على مسامعكم ما أقدمت عليه سلطات الاحتلال التي أكلت الأخضر واليابس كي لا نكرس من الآن وصاعداً الثقافة الانهزامية ثقافة الشكوى والاستجداء فالأحرار دوماً ما يتولاهم الأحرار وأنتم ولا أحد غيركم تعرفون حقيقة ما جرى ويجري على أرض الجنوب والمعنيون في الوقت نفسه بتقرير مصيركم بأنفسكم بعد (إفشال مشروع الوحدة) بشن الحرب العدوانية المسنودة بفتوى دينية صكت من دير المطامع السياسية لقوى الحرب والفيد القبلية والعصبوية التي أباحت الأرض والعرض والدم وجرى تقاسم أراضي الجنوب العامة والخاصة كإقطاعيات بين أمراء الحرب ونافذي الاحتلال بملايين الأمتار وتم محاصصة نفط الجنوب حتى أن البحر لم يسلم من عملية المحاصصة.

يا أبناء الجنوب الأحرار :

لقد بلغ السيل الزبى وصار السكوت عما يتوجب أن يقال في وجه قوى الاحتلال جريمة وهاهي زنجبار تحتضنكم اليوم في مهرجان التحدي والوفاء لتعبروا في مهرجانكم هذا عن رفضكم المطلق لهذه الذكرى المشئومة احتلال الجنوب باسم الدفاع عن الوحدة رافضاً كل القرارات والمناشدات الدولية لوقف الحرب وفي مقدمتها قرارا مجلس الأمـــن (924) و(931) وكــــذا دعوة مجلس التعاون الخليجي حيث أصبحتم ضحية لحلمكم الوحدوي بمشروعكم ومحاولتكم تجسيد الحلم العربي والإسلامي في إنجاز وحدة عربية تخرج أمتنا من حالة التمزق والضعف والانحطاط الحضاري إلى فضاء تاريخي جديد يبني مداميك القوة لاستعادة العزة والكرامة المهدورتين ولم يكن في حسبانكم كشعب عربي مسلم أن يتحول حلمكم من صاحب فضل إلى ضحية لحلمه القومي العربي حيث تعرضتم لعدوان عسكري غادر بشع واحتلال وكشفت الممارسات الحقيرة منذ 1994/7/7م وطريقة (...) العشائرية المستخدمة يومها طابعها السبئي القائم على الحرب من أجل الغنائم والنزوع إلى العنف وتدمير الأرض.

يا أبناء الجنوب الأحرار :

أنكم اليوم بفضل نضالكم السلمي تجسدون أكثر من أي وقت مضى روح التلاحم والتصالح والتسامح وتقفون صفاً واحداً لرسم أفقكم المشرق بصبر وبثبات وصولاً إلى هدفكم المنشود المتمثل في استعادة الدولة مؤكدين أن الجنوب عصي على الاختزال والتشرذم يحمله أبناؤه في مآقي عيونهم نضالاً وصموداً واستبسالاً كفرض عين على جميع أبناء شعبنا الجنوبي.

لقد فقد أبناء الجنوب حريتهم وكرامتهم وإنسانيتهم، فشعبنا الجنوبي تعود على الحياة المدنية وله تاريخ لايقبل الذل والاستخفاف به ولكن مانراه اليوم هو أن نظام الاحتلال يسعى بكل جهود إلى تدمير قوام هذه الحياة المدنية ويكرس بدلا عنها ثقافة الجهل والتخلف وعدم احترام القانون ونهب حقوق أبناء الجنوب.

يا أبناء شعبنا العظيم :

يا أبناء الجنوب الأحرار : رغم صدمة الحرب والاحتلال التي أصابت جماهير شعبنا في الجنوب إلا أن هذه الجماهير وبمجرد أن أفاقت من صدمتها إذا بها كما عهدناها جماهير مكافحة ومناضلة ومقاومة ومدافعة عن كرامتها وسيادتها واستقلالها.. ومن هذا المنطلق نؤكد على ما يلي :
أولاً : التمسك بالنضال السلمي التحرري كخيار أمثل وليس خيارا وحيدا حتى نيل الاستقلال .

ثانياً: نحمل المحتل مسؤولية إفشال مشروع الوحدة وكل الجرائم والأضرار التي حدثت في الجنوب بسبب الحرب أو كنتيجة لها وإعادة كل ما نهب أو دمر والتعويض عن كل ما تسبب فيه من أضرار مادية ومعنوية لسكان الجنوب سواء في الحرب أو خلال سنوات الاحتلال .

ثالثاً : على نظام الاحتلال تقديم الجناة الذين سفكوا دماء أبناء الجنوب للقصاص لأن هذه القضايا لا تسقط بالتقادم كما نعلن تضامننا المطلق مع جميع شهداء الجنوب وجرحى النضال السلمي مؤكدين أننا سائرون على نفس الطريق الذي اختطوه مهما قدمنا من تضحيات في سبيل أن ينال شعبنا في الجنوب استقلاله والتي تتسع لكل أبناء الجنوب بكافة أطيافهم ومشاربهم وشرائحهم الاجتماعية

رابعـاً : تحميل نظام الاحتلال مسؤولية حياة كل فرد من أبناء الجنوب الذين أقدم على اختطافهم وأسرهم بطريقة وحشية خارجة عن كل النظم والدساتير والأعراف وعلى رأسهم المناضلين أحمد بامعلم وقاسم عسكر وفادي باعوم والإعلاميين الحريري والربيعي والصلاحي وكافة المعتقلين من أبناء الجنوب في زنازين الاحتلال .

خامساً : نوجه دعوتنا الصادقة إلى أخواننا وأبنائنا الذين يتم استخدامهم كوقود حرب في محافظة صعدة بالعودة إلى وطنهم الجنوبي كون مشاركتهم في هذه الحرب لاتعني الجنوب لا من قريب ولا من بعيد فالجنوب هو الوطن الأولى بهذه التضحيات التي يقدمونها كما نوجه النداء إلى إخواننا الجنوبيين في السلطة ونقدم لهم نداء الوطن والواجب فعليهم اليوم إعلاء الوطن الجنوبي ومصلحته فوق كل شيء فالجنوب سيبقى وكراسي الاحتلال زائلة.

سادسـاً : نؤكد رفضنا المطلق لأي مشاريع لا ترتقي إلى مستوى ما قررته الجماهير وقدمت في سبيله العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى.
سابعـاً : ندين ونستنكر كل الأعمال الإرهابية وماتقوم به سلطات الاحتلال في عموم مدن الجنوب مؤكدين بأن كل ما اعتمل ويعتمل على أرض الجنوب هو إرهاب دولة وإرهاب منظم من قبل الاحتلال .

ثامنـاً : نعلن تضامننا المطلق والمبدئي مع جميع أبناء الجنوب الذين يتعرضون للتهجير من منازلهم وعلى رأسهم إخواننا في كود قرو ومناطق ردفان وكل شبر في أرض الجنوب تم نهبه دون وجه حق.

تاسعـاً : نطالب المجتمع الدولي بتقديم الحماية لشعبنا ولأحرار الجنوب وقادة النضال السلمي والتدخل العاجل للضغط على نظام الاحتلال.
عاشــراً : نجدد تضامننا مع صحيفة «الأيام» وناشريها هشام وتمام باشراحيـل ومطالبتنا بإطلاق سراح السجين ظلماً أحمد عمر العبادي المرقشي .
المجد والخلود لشهداء الجنوب. عاش شعب الجنوب حراً ومستقراً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته».

هذا وتلقى المهرجان برقية من 14 قياديا جنوبيا في الخاراج في مقدمتهم لمهندس حيدر العطاس .
وفيما يلي نص البرقية :

برقية الى مهرجان زنجبار في ذكرى الحرب على الجنوب
(( قل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا – صدق الله العظيم ))

يا أبناء شعبنا في الجنوب

إنكم اليوم بمهرجانكم هذا الذي تقيمونه في مدينه زنجبار الابيه مدينة العزة والشموخ وكذا بقية المهرجانات التى تشهدها العديد من مدن الجنوب ، والتى تقام أحياءا لذكرى أليمه ، فى تاريخ شعبنا ،

ذكرى إعلان الحرب على الجنوب أرضا وإنسانا في 27-4-1994م من صنعاء ومن ميدان السبعين تحديدا إنما تعلنون للعالم اجمع إن هذا التاريخ كان له أن يكون تاريخا للوحدة وللديمقراطية فصار عنوانا لنقيضها عنوانا لاتخطيه البصيرة للحرب على الجنوب وإحتلاله : وأنكم بمهرجانكم هذا والمهرجانات الأخرى تأكدوا للعالم ان شعب الجنوب الذى رفض الحرب يرفض وبشدة نتائجها المتمثلة فى الاحتلال الغادر.

ففي ظل هذه الأجواء الوطنية المفعمة بالحماس والتضحية والفداء , التي يسطر فصولها بشجاعة أبناء الجنوب الأحرار في الداخل من خلال مسيرة النضال السلمي المباركة , والتي اكد فيها ابن الجنوب رفضه القاطع والحاسم لجميع أشكال الممارسات التعسفية الاحتلالية التي مورست ضده وفي حقه على مدى السنوات الطويلة الماضية التي اعقبت حرب 1994م .. وفي ظل هذا الرفض الشعبي الجنوبي الصريح لوحدة الزيف والخداع ، وانطلاقا من المسؤلية التاريخية والواجب الوطني تجاه هذا الوطن المغدور به , وتجاه جميع ابناء الجنوب الأحرار , فاننا نعلن اليوم لجماهير شعبنا العظيم في الداخل والخارج وقوفنا الى جانب شعبنا في جميع مطالبه المشروعة المتمثلة في تحقيق الاستقلال التام والناجز ، لاستعادة الدولة الجنوبية السابقة , متحملين بكل شرف ما هو واجب وماهو مطلوب منا تجاه هذا الهدف والحق المشروع , مؤكدين ان خيار ابناء الجنوب هو خيارنا .

اننا وبهذه المناسبة ندعو المجتمع الدولى للوقوف مع قضية شعبنا العادلة بممارسة الضغط على صنعاء للامتثال لخيار ابناء الجنوب الشرعي في تحقيق استقلاله واستعادة دولته السابقة .

كما اننا ندعو في هذه المناسبة ايضا كل قوى الحراك السلمى الجنوبى فى هذه اللحظة التاريخية للتوحدة فى كيان موحد يكون اداة لاحتضان كل فعاليات ابناء الجنوب السياسية والاجتماعية والثقافية ومن علماء ومشايخ وسلاطين ووجاهات اجتماعية وكل مكونات شعب الجنوب من اجل دحر الاحتلال وتحقيق النصر باستعادة دولة الجنوب ، دولة النظام والقانون ، دولة العدل والمساواة والرفاه لكل ابناء الشعب . ولاننسى فى هذه المناسبة اخواننا التى شأت الاقدارالا ان تضعهم في سلك السلطة الاحتلال فهم جزء اصيل من شعب الجنوب وشركاء فى صناعة مستقبل الاجيال القادمة التى لن تغفر لهذا الجيل اى تقاعس عن تامين مستقبلهم ليعيشوا احرارا على تراب ارض الآباء والاجداد .

تحية لكل ابناء الجنوب الاوفياء ، والنصر معقود باذن الله لطالبيه
وكما قال الشاعر المناضل ابو القاسم الشابى ، رحمه الله :
ذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر
ولابد لليل ان ينجلى ولابد للقيد ان ينكسر
" وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله " صدق الله العظيم
والسلام عليكم
الموقعون على هذه البرقية
1 ) المهندس / حيدر ابوبكر العطاس
2 ) عبدالله عبدالمجيد الاصنج
3 ) محمد علي احمد
4 ) هيثم قاسم طاهر
5) محمد ابوبكر عجرومة
6) صالح عبيد احمد
7) احمد عمر بن فريد
8) سليمان ناصر مسعود
9) شعفل عمر علي
10) لطفي شطارة
11) صالح شائف محمد
12) محمد علي القيرحي
13) المهندس/ عبدالله علي عبدالله
14) مطهر مسعد

[حد من الوادي]

اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية





المكلا اليوم / كتب: محمد بالفخر
2009/4/29

في الأسبوع الماضي تحدثت عن المقابلة التي اجرتها قناة الجزيرة مع السيد حيدر أبوبكر العطاس . وتعرضت لنقطتين مهمتين وردتا على لسان السيد حيدر وهما : الاشتراكية التي فرضت قسرا على الجنوب والاختراق لمركز قيادته (المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب ) والتي بسببهما تعرض الجنوبيون لمآس عديدة يطول شرحها ويتأخر علاجها

وفي الوقت الذي كان للمقال المذكور صدى وتأييد من قبل كثير من الأحبة الكرام تعرض أيضا لعتاب من أحبة كرام ممن ينتمون للحزب الاشتراكي اليمني وآخرين ممن ينتمون للتجمع اليمني للإصلاح

فالاشتراكيون اعتبروا الكلام أنه امتداد لمن يحاول شق الصف الاشتراكي وأنه نبش لماضي قد دفن بالتصالح والتسامح التي يفترض أنها ثقافة جنوبية قد غطت على كل المساوئ والأزمات التي مر بها الجنوب أبان فترة حكم الحزب إلى عام1990م

وأما عتاب الأخوة الإصلاحيين فيكمن أساسا من تخوف البعض من نجاح التيار الجنوبي في الحزب الاشتراكي أنه ستتبعه خطوات مماثلة للإصلاحيين الجنوبيين وهذا ما يثير الريبة لدى الكثير ممن لازال يؤمن بالتبعية المطلقة تحت مسمى الطاعة العمياء التي تساهم بدورها في قتل الطموح وتقليص الإبداع والتميز وعدم بروز المواهب القيادية الجنوبية التي تأخذ مكانها باقتدار ومن هنا تكرس لاشعوريا نظرية الأصل والفرع ويبقى الفرع دائما هو الأضعف في كل الأحوال

ويرى بعض الأخوة المستقلون بأنني برأت العناصر الجنوبية في الحزب الاشتراكي "اليمني " من مآسي عريضة تعرض لها أبناء الجنوب ولم يكن هناك اعتذار يذكر عن تلك السنوات العجاف على الرغم من الدور الفاعل لهم في كثير من مجريات الأحداث

وتلك الفترة بمساؤيها وأضرارها المتعددة إلا أن هناك الكثير من الإيجابيات التي صاحبتها وقد أشرت إليها وأشدت بها في مقالات سابقة ومنها على سبيل المثال بسط النظام والقانون والمواطنة المتساوية والخدمات التعليمية والصحية المكفولة لكل المواطنين دون استثناء لأحد والتخفيف من حدة التمايز الطبقي المنبعثة من الثقافة الجاهلية

وفي كل الأحوال كل ما قلناه هو رأي واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية طالما وأن النوايا سليمة والأهداف واضحة والوسائل مشروعة ورأينا أيضا كان مبنيا على شواهد تاريخية واضحة وأهمها شهادة شاهد من أهلها رجل بحجم المهندس القدير حيدر ابوبكر العطاس الذي عرف في تاريخه أنه لم يكن في يوم من الأيام صانع للأزمات التي مرّت على الجنوب أو مساهما في صناعتها بل كان رجل توازن في كل المراحل وكان رجل دولة بحق كغيره من أبناء حضرموت الذين تولّوا مناصب وزارية في الجنوب تعاملوا معها بمهنية إدارية وباقتدار رائعين و نأو بأنفسهم عن الصراعات الكثيرة التي مرّت على البلاد

ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الدكتور فرج بن غانم رحمة الله عليه والمهندس فيصل بن شملان نسأل الله أن يمنّ عليه بالشفاء العاجل
وما يهمنا جميعا هو إقفال ملف الماضي بكل مآسيه لأن الماضي لايمكن أن يعود وأن نأخذ العبرة من قصصه تجنبا للسيئات والاستفادة من الايجابيات ونعود للتذكير أن الاشتراكية هي فكرة بشرية لها بعض الإيجابيات في جوانب محددة كما أن لها سلبيات كبيرة في جوانب أخرى وأنها قد ماتت في مكان ولادتها وانبعاثها ودفنت في نفس المكان الذي انطلقت منه وعلى كل حال هي ليست موضوعنا . وموضوعنا الأهم هو النظر إلى المستقبل والسير إليه من خلال طريق واضح المسارات خال من الحفر والمطبّات

وعلى كل أبناء الجنوب المنتمين لكافة الأحزاب أن يعيدوا النظر في مواقفهم وانتمآءتهم الحزبية وان يكرّسوا كل عملهم لمصلحة أهلهم وبلادهم وأن يوحّدوا كلمتهم ومواقفهم بغض النظر عن توجهاتهم الفكرية

خاتمة شعرية : للشاعر علي حسين البجيري

صفحة جديدة يا بواسل شعبنا وما مضى مدفون لا يذكر دوام
مرّت مراحل كلها كانت خطأ وأهل الدسائس وصّلونا للحطام
كانت مصيبتنا من العرق (...) ذي حل فينا قبل نبلغ للفطام
فرّق أخوتنا ودمّر صفنا وإحنا الذي لقيناه في المسجد إمام
يمسي مع هذا ويصبح عند ذا حتى شرخ فينا المفاصل والعظام
واليوم ربي قد جمعنا يا خوتي والشور واحد في المواقف والكلام
ربي خلقنا أحرار يأهل (......) وتأكدوا لن نكون إلا كرام
انتم تريــدونا خــدم تبّــا لكــم والله ما نرضى ولا نلتو المرام

التعليقات على الخبر

1 - عابر سبيل
كلام من ذهب وعلى كل أبناء الجنوب المنتمين لكافة الأحزاب أن يعيدوا النظر في مواقفهم وانتمآءتهم الحزبية وان يكرّسوا كل عملهم لمصلحة أهلهم وبلادهم وأن يوحّدوا كلمتهم ومواقفهم بغض النظر عن توجهاتهم الفكرية

2 - الأخ محمد بلفخر
شكرا على المقال وأملنا أن يفيق كل الأخوان من سباتهم ويعودون إلى جادة الطريق تاركين اليمننة بكل ألوان طيفها ولنمض جميعا لفك قيد الوطن الأسير ..... مع تحياتي حسن العمودي