المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الدين والحياه > السقيفه الرمضانيه
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


هل نصوم لننام ام ننام لنصوم؟؟؟؟

السقيفه الرمضانيه


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-13-2007, 12:48 AM   #1
كامل الفهيدي
موقوف

افتراضي هل نصوم لننام ام ننام لنصوم؟؟؟؟

إذا دخل المريض المشفى عولج بالمغذيات ومنع من الطعام وفرض عليه الصيام فيشفى. ومارس غاندي اللاعنف في وجه الطغيان السياسي فكان الصيام أهم أسلحته، واعتبر ابن خلدون أن الغذاء يلعب دورا في تشكيل الأخلاق. وفي الحديث أن السكينة والوقار في أهل الغنم، والخيلاء والفخر في أهل الإبل ربما لنوعية البروتينات التي

يتناولها الإنسان. وربما كان هذا السبب في تحريم لحم الخنزير لعلاقة البروتينات بالأخلاق.
وعندنا نصوم لننام فإذا أكلنا أكلنا نهما، والصيام لم يشرع لذلك. ونحن لم نسمع عن عشب صام أو قط انتحر، والإنسان يفعل الاثنين فيعمل ضد غريزته بوعي وحرية وإرادة.
وعمليا تحولت العبادات عندنا إلى ضرب من الطقوس، فلا نصلي خشوعا ولا نصوم وعيا، ونحج طوافا وقد ندعس بالأقدام من حولنا فلا نعلم أنه اليوم الأعظم للناس للتفاهم وشحن الروح الاسلامية للعالم على نحو دوري.

وفي السياسة إذا بطشنا بطشنا جبارين. فإما انتحرنا او نحرنا، فلم نعد نرى الله ذلك الذي وسعت رحمته كل شيء، وأن شمسه تشرق على الأشرار والأبرار.
ويصعب علينا في العادة أن نتصور ضغط الثقافة. ولو سألت أي إنسان هل وصلت إلى ما تعتقد بتمحيص ونقد شديدين أم أنك تفعل ما تفعل بسبب التقليد لأكد بما لا يدع مجالاً للريب أنه وصل إلى العقيدة الصحيحة بتمحيص وعقل واقتناع، ولو ولد في بافاريا في ألمانيا لكان ربما قسا كاثوليكيا، ولو ولد بين قبائل الزولو لربما عبد شجر الغابة، والانتباه لهذا التفريق أصعب من قطع الأنف بالمنشار بدون تخدير كما يقول الجاحظ، عن فهم المسائل العويصة القريبة.
وأبغض الأشياء على النفس الانتقاد ولا تسكر النفس بخمر كالثناء، وهناك نوع من التساؤلات تمثل الأرض الحرام فلا يلج معاقلها أحد، فإن فعل رجم. يجب أن نعترف أننا ولدنا في بيئة إسلامية، رأينا آباءنا يصومون فنحن مثلهم نصلي ونصوم، ولكن السؤال ماذا لو ولد أحدنا في التيبت أو المانيا أو اليابان؟ يسهل أن نتصور أن أحدنا لو ولد في إيران سيكون شيعياً، ولو ولد في تركيا سيكون سنياً على المذهب الحنفي، ولكن هل يمكن أن نتصور أن أحدنا لو كان من السيخ فما استغنى عن عمامته وما قص شعره إلى يوم الدين. فهناك أقدار كما نرى تتحكم فينا وتدفعنا أن نفكر بعمق أمام هذا السؤال المزلزل فنكون أكثر تسامحاً مع الآخرين.
والصيام لا يخص المسلمين فقد كتب على الذين من قبلنا، ولم يكن للمسيح عليه السلام أن يدخل التجربة قبل صيام أربعين يوماً.
والصيام ثانياً في أصله اللغوي هو الصيام عن الكلام عندما نذرت مريم أن تصوم للرحمن فلم تكلم أنسيا، وهو أصعب بما لا يقارن من الصوم عن الطعام.
والصيام ثالثاً ليس تعذيباً للنفس بل إعلاناً لولادة (الإرادة) ضد الغريزة، فلم نر قطاً حرم نفسه من الأكل من مطلع الشمس حتى غروبها، والفئران تسرح أمام عينيه مثل قصة توم وجيري.
والإنسان يعمل بإرادته ضد غريزته بكامل وعيه فيتفرد بين كل الكائنات التي أسرت في قفص الضرورات.
والإنسان قد ينتحر فيعلن استقالته من الحياة، أو يصوم فيجوع مختاراً متضأمناً مع الجياع في وضع مناقض جدا لمواضعات الغريزة.
يا اخوتي الكرام فأر الحقل يسعى لطعامه لا يعرف إلا نهم الطعام فلم يدل بتصريح أنه مكتئب أو متشائم، ويتفرد الإنسان بإعلان الإمساك بمكبح الغرائز فلا يستجيب لندائها. والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام. ويضحك الإنسان والحيوانات لا تعرف ذلك ويكتئب ويبكي على فقد عزيز، والحيوانات لا تشعر بمن يغادرها، والعجول تمضي للذبح فترى الموت وهي تخور.
الحرية ليست الإباحية بالاستسلام المطلق أمام اجتياح فرق الغريزة، والحرية الفعلية هي الصبر أمام أسار الضرورات، والهبوط لا يحتاج لطاقة ولكن الصعود يحتاج إليها. والطائرة عندما تنزل تستهلك أقل قدر من الوقود، وهي عند صعودها تستهلك أكبر قدر منه، والحضارة تقلع على أجنحة الروح، وتنكب على وجهها مع انطلاق فرامل الغرائز؛ لذا كانت الحضارات دوماً ذات بعد أخلاقي، ومن يملك نفسه يملك العالم، والغنى ليس ما نمتلك بل بما نستغني عنه، وكان سقراط يمر في السوق فيرى الناس يتهافتون على الاستهلاك فيصيح متعجباً: يا إلهي ما أكثر الأشياء التي لست في حاجة إليها؟!.
الصيام إذاً شريعة الأنبياء. وهو أسلوب غاندي في الجهاد المدني اللاعنف، وهو إعلان ولادة الإرادة وضبط الغرائز تربية للنفس. وهو فوق كل هذا مطهر بيولوجي للجسم؛ فلا يمارس أحد الصوم إلا وشعر بالراحة والخفة. ومع كل نقص في الوزن يصبح الإنسان أكثر جمالا ووجهه أكثر شبابا. بل ثبت علميا أن قلة السعرات الحرارية تطيل العمر بصحة.
وهكذا ففي نقطة الصوم تلتحم الفلسفة مع الدين والسياسة مع البيولوجيا. وعلة الصوم هي التقوى، والتقوى تحريض آليات الضبط الذاتي. وهذا يقترب من المستحيل لولا التدريب المستمر.
وفي الصيام تتدفق الحكمة من القلب على اللسان. ولم يتنزل القرآن إلا في رمضان.
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas