شاهدوا الصورة الرهيبة

[علي أحمد بارجاء]

شاهدوا الصورة ... و قصتها كما سمعناها .

ذهب بها السائق إلى الغسيل , ثم عاد ليأخذها , صعد إليها , تظاهر بالبحث عن شئ فيها , خرج غاضبا مدعيا أن مبلغا من المال ( اختلف الناس في قيمته , من يقول أنه عشرة ألف ريال يمني , و من يقول أنه ثلاثون ألفاً ) قد سرق من السيارة , اتهم السائق العامل و هو شاب في مقتبل العمر , أنكر , حلف , أقسم , أنه برئ مما اتهم به , رفع السائق صوته , ( خذوهم بالصوت ) , ( ادع بالباطل يأتيك الحق ... أقصد يأتيك الباطل ) , غضب صاحب العمل ( المغسلة ) , عاتب الشاب , هدده , طرده من عمله , دفع صاحب المغسلة المبلغ للسائق , تنفس السائق الصعداء , ضحك , قهقه في داخله , تناول المبلغ , فر مسرعا مع صاحبه , في المطعم ملأ بطنه , تجشأ , لست أدري إن كان قد حمد الله أم .... , عرَّج على بائع القات , اشترى منه ما يملأ به فمه و فم صاحبه , اشترى ما ينبغي من لوازم ( التخزينة ) , ركب سيارته ( الدِّينَّا الزرقاء ) , أدار محركها , انطلق بحثا عن مكان يقيل فيه , لم يجد سوى جبل , أوقف السيارة تحت صخرة كبيرة , و صعد إلى ظل في ناحية شرقية , جلس و صديقه يخزنان , ( قرح القات ) سريعا , و ( قرحت الصخرة ) لتقع على السيارة و هما يريان كل ما حدث .
أين المبلغ الذي أخذه السائق من صاحب المغسلة , هل تركه في السيارة ؟ لا , بل أخذه معه , ما إن رأى ما رأى , في ذهول لا يوصف , هب مهرولا إلى صاحب المغسلة , قطع مسافة تقترب من الكيلومتر , أقبل عليه يلهث , رمى إليه ما بقي من المبلغ ( المبلغ الكلي – 2000 قيمة غداء و قات و سجارة و ماء صحة و ببسي كولا ) , و ينك يا الشعف , شف ذيلا يحبون الببسي , طلب العفو و المسامحة و الغفران , لا بد أنه بكى , و أحسب أنه بكى , إن لم يكن ظاهرا فباطنا .
هذه هي القصة , الصخرة كانت قد ثقِّبت لتفجَّر في يوم ما , و آثار الثقوب يراها من يقترب منها , لقد التقطت الصورة بنفسي , و في الصورة يبدو أحد الأصدقاء و ابني , لن تصدقوا , إذا قلت أن ذلك المكان أصبح مزارا يؤمه الناس , فهل ثمة عِبرة ؟؟؟؟؟