المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > شؤون عامه > الســقيفه العـامه


حضرموت * اذاعة سيئون .. سر حبي ..!

الســقيفه العـامه


إضافة رد
قديم 10-06-2016, 01:58 PM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

حضرموت * اذاعة سيئون .. سر حبي ..!



* اذاعة سيئون .. سر حبي ..!



الخميس 06 أكتوبر 2016 07:04 صباحاً
محمد العولقي




* رغم أن بثها الاثيري لا يتعدى حدود محافظتي (حضرموت) و (شبوة) ، الا أنها تبقى وحيا ابداعيا منزلا علينا في صورة (الهام) يحفظ للعمل الاعلامي المسموع بعضا من كرامة تباع هذه الأيام على الرصيف ..!
* وشهادتي في اذاعة (سيئون) ليست مجروحة لحقيقتين :


الأولى : أن الاذاعة التي يتحرك طاقمها في علبة كبريت ، كخلية نحل تقدم لنا يوميا وجبات طازجة مليئة ببهارات التجديد ، وتوابل البرامج التي ترتبط بمعاناة الناس في الوادي ..!
* والثانية التي عادها لما تكون على حد تعبير (الهاشمي) الذي قال : عندك خطأ ما قرأت البسملة ، فتكمن في استهزاء أسرة الاذاعة بالظروف المحبطة التي تحيط بمواردها الشحيحة احاطة (سلتا فيغو) بفريق (برشلونة)..!

* ورغم أن اذاعة (سيئون) بعمرها المديد الذي يوازي عمري بالطول والعرض والارتفاع ، تنحت في جبال الوادي في صمت بعيدا عن الشكوى لغير الله ، الا أن فرسانها يتربعون على قلوبنا ، وأصواتهم المغردة تستوطن أذن كل مستمع مغرم صبابة بما يقدمونه من برامج هادفة تحترم ذوق الأذن التي تعشق قبل العين أحيانا ..!

* يحترق طاقم الاذاعة بصمت ، في سبيل تكريس مفاهيم احترام الوعي الحضرمي ، والتقيد بمبادئ العمل كخدمة للناس ، وهي خدمة فوق كل الاعتبارات ، وليست سلعة تطارد اعلانات البورصة ..!
* كل مطبخ حضرمي يضبط التوقيت المحلي على مؤشر اذاعة (سيئون) ، فتخرج الوجبات من (الفرن) المهاري مشبعة بتوابل التشويق وبهارات الذوق الرفيع ..!
* كل ربة بيت في (حضرموت) الوادي لا يعتدل مزاجها ، ولا تنفتح نفسها لواجبات المطبخ الا بصوت اذاعة ( سيئون) ، وفي اليوم الذي تكون فيه وجبة الغداء (بايتة) بلا رائحة ولا نكهة ، يكون هذا دليل دامغ على خلل فني طارئ أصاب اذاعة (سيئون)..!

* وقبل أن يتبرم رب الدار على طريقة (أحمد شوقي) الذي تبرم من ( بيرم التونسي) خوفا على العربية ، وقبل حتى أن يقطب (الزوج) حاجبيه كاشارة عدم رضا من الوجبة ، تسارع ربة الأسرة الى التبرير الجهيني الذي يقطع قول كل خطيب : ماذا أعمل ؟! اذاعة (سيئون) لا تعمل هذا النهار ..!
وفي هذا أكبر شهادة نجاح للاذاعة الصامدة العريقة التي تدخل مرحلة خريف العمر دون أن تفقد جمالها ورونقها ، وقدرتها الفائقة والساحرة على جذب الكثير من العشاق ..!
* وبعيدا عن المجاملات يستطيع الكادر المتواضع رقما في اذاعة ( سيئون) أن يرفع رأسه وهو يمشي الهوينا على طريقة الملك الواثق الخطوة ، فشعبية مذيع في اذاعة سيئون تفوق كما وكيفا شعبية وزير اعلام صالح للطرق والسحب على حسب مقتضيات موضة السياسة ..!

ويستطيع الكادر (السيئوني) أن يفخر بما أنجزه من ثقافة أخلاقية تنعكس في الشارع ، في المدرسة ، في البيوت ، في المقاهي والأسواق ، وفي الملاعب الرياضية الأهلية والشعبية ، هذا لأن اذاعة (سيئون) تخاطب العقول اولا ، بلغة سهلة سلسة ، وببرامج متنوعة يكون المستمع فيها هو القاسم المشترك الأكبر ، كما أن شفافية طرح قضايا مجتمع مدني محافظ كالمجتمع الحضرمي ، تتطلب رزانة ووقار ا يصبان في بحر ادوات معالجة القضايا دون تزييف للحقائق ، وهذه المصداقية في الطرح لا تتوقف عند حد جرأة معد أو مقدم خرج عن النص ، لكن منسوبها يصل الى ضفة نهر التعاطي مع القضايا بروح المواطن وعقل المستمع ..!

* مرة زرت اذاعة سيئون بدعوة كريمة من الزملاء والأصدقاء في الوادي ، يومها انطلقت مني جملة تعجب على طريقة عميد المسرح العربي (يوسف وهبي) يا للهووول..!
كان اندهاشي الصاعق قد تحول على لساني الى سؤال وجهته للأخ العزيز المبدع نطقا وكتابة :
معقول يا (سليمان مطران) كل هذه الروائع والوجبات الطازجة الشهية تخرج من غرفة بحجم علبة الكبريت ..؟!
* لم يعلق (سليمان) ولا حتى مدير الاذاعة عملا بمبدأ لا يمشي على قدمين الا في جنوبنا الحبيب : المعاناة تولد الابداع ..!
و يا له من ابداع حضرمي يتجاوز الظواهر المدهشة بمراحل ، حسنا خذوا هذه البديهيات والمعطيات القاصمة للظهر والجيب معا :

متعاقدون بلا مرتبات من زمن لا يتذكره اسبقهم للعمل الاذاعي ..!
متطوعون يدفعون من جيوبهم كي تبقى اذاعة (سيئون) صوت لا يعلو عليه صوت آخر ..!
مهندس صوت تفرغ كليا لحل العقد و المشاكل الهندسية ، يقوم مع صياح ديك شهريار ، ويعود بأنامل تبحث عن ضمادات ..!
بدائية المعدات وتهالك آلات وأدوات العمل ، فهي تنتمي الى ماركة السبعينيات وقد أكل عليها الدهر وشرب ومات من ( الخضة)..!
اسعافات (صنعاء) زمان كانت مجرد (منشطات) و (حقن) مهدئة لم تنطل على فرسان اذاعة (سيئون) وهم يرمونها في قمامة السخرية ، حفاظا على سلامة أذن المستمع ، وعين من يشاهد الابداع يطير ويحلق فوق القمة العالية حيث وكر النسر ..!
محدودية البث وحرص حكومة (الوحدة) الظالمة على منع وصول الصوت الحضرمي الى المحافظات المجاورة ، حتى لا تتفشى ثقافة الاخلاق الحضرمية وتنتقل عدواها الى فاسدين يأكلون مال النبي دون أن يخفض لهم طرف ..!

أليست هذه مثبطات تهد الجبال ؟!
* اذاعة (سيئون) شكلت وعيا بدون مقومات حقيقية ، تصر على التحدي في زمن مؤامرات تستهدف طمسها ، أو على الأقل تهميشها واضعاف صوت الحق الذي ينطلق عبر الاثير مناديا أبناء الوادي (حي على الفلاح .. حي على الفلاح ..) ، ورغم مساحتها المحدودة تأبى اذاعة (سيئون) الا أن تتجاوز خرم الابرة وعلبة الكبريت نحو آفاق من صنع فرسان يدخلون مسامات الجسد عبر الأذن ، هي دائما في صف المواطن تفتش عن همومه وتطرح الحلول ولا تجعله معلقا كحال (مسعد ومسعدة) ، وهي في صف المثقف تفتح أبوابا وصوالين أدبية بحس من يتعاطى مفردة الأدب على أنها همس قوافي تتشكل في صورة ابداع ليس له نهاية ، وهي في صف الشباب والرياضيين تجدها داخل الأندية تذكي نار التنافس الشريف ، وتجدها حاضرة لنقل المباريات من سمائها لمائها وبمعلقين يحترمون اللغة بعيدا عن تقليد ما هو مقلد ، هي في حضرة قضايا المرأة الحضرمية واعظة ، وناصحة ، دون الخروج عن المألوف وحوائج الملفوف ..!

* هذه اذاعة (سيئون) التي احتفلت بعيد ميلادها الثالث والاربعين بعيدا عن الضجيج والمزايدات السياسية ، اللافت للنظر والجاعث للأنف أن وزير الاعلام في حكومة (بن دغر) لم يكلف نفسه عناء ارسال برقية تهنئة ، وهذا دليل آخر يؤكد أن أدوات (الوحدة) قديمها وحديثها تلعب بنفس الطريقة ، طريقة خنق صوت الابداع المحلق فوق الوادي ..!
* يا فرسان اذاعة (سيئون) متعاقدين ومتطوعين دعوكم من الواشي الكذاب ، ومن تداعيات ( المهراجا) الوزير ، أنتم تعانون لأجلنا ، تقتاتون من المرارة لأجلنا ، تبيعون لنا سهركم وتعبكم بالتقسيط المريح كي تبقون في وعينا وميض مطر لبرق حن رعده من قمم الجبال ، تنتجون لنا قمحا مختلف ألوانه ، تشبعون جوعنا بمائدة (سيئونية) منزلة من السماء كحال المن والسلوى ، تشكلون محيطا مدنيا حضاريا خاليا من ضغينة خرقاء ، و غيرة عمياء ، تزرعون في قلوبنا القاحلة ورودا وزهورا وجنة ابداع من رطب نخيل يجذب السنونو كي يعود بكل الربيع ..!

* أظن بعد ما تقدم وما تأخر ، أنكم كشفتم السر الذي لم يعد غامضا أبدا ، سر حبي لاذاعة (سيئون) كاملة الاوصاف ، تلك الفاتنة السمراء كحبة تفاح تتلألأ على ضفاف ليالي الوادي ، فلكم مني تريليون قبلة وأنتم تطفئون شمعة ما بعد العقد الرابع ، وكل عام وأنتم كل الحب يا فرسان وقت المحن ..!



جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas