غثيــــان

[سالم علي الجرو]

يعيش في مدائنه عيشة الفقير الارستقراطي , في غرفة صغيرة يسمع صوت أطفال يلعبون منهم الباكي ومنبهات من شارع مزدحم بالسيارات لا يعرف الهدوء والصمت إلا في الثلث الأخير من الليل الكئيب في مدينة المال والأعمال .
يتنقل من مدينة خاشعة في المحراب إلى مدينة تردد صوت الدان إلى ثالثة غارقة في الماضي تتذكر عرقها الذهب , إلى المدينة الرابعة العائشة في بحبوحة من الأوهام وطفرة من ضجيج في الهواء الطلق...
تربط المدائن الأربعة خطوط الإسفلت والإسفلت باللهجة الدارجة: [ زِفت ] , وزفت كلمة مش حلوة , والله مش حلوة .
عيشة تعودها سعدون متباهيا بمدائنه وعزة نفسه ومع كل وجبة يتذكر فنادق في مدن الحركة والصناعة وتلك الوجبات الصحية النظيفة والسيد: بيتر .
بين ممارسة وتذكر وصمت وضجيج وتخيل شبح ثقيل وكوميدي يبكي وثكلى وراقصة وأطفال يموتون جوعا وحاويات صفراء ممتلئة بفضلات طعام تأكل منها قطط حتى يتم نقلها وإفراغها في ساحة بعيدة عن المدينة يتكاثر حولها الذباب والكلاب و يا عيني على مول ... وموال " ياليل ... يا عين .. عجبي على عبد با يمشي في أول الليل مع سيده يقضي سعدون ساعات اليقظة , وفي النوم أحلام الكوابيس .