المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الأدب والفن > سقيفة عذب القوافي
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


من باع في سوق البساره ما بايجيب إلا الخساره ...!!!

سقيفة عذب القوافي


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 10-28-2010, 02:03 AM   #1
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي من باع في سوق البساره ما بايجيب إلا الخساره ...!!!



الذهب والماس ..............ماسألوا على سعره غير تجاره .......... وجوا على سبته وعلى جراه
حد وصل بالراس......... شل قسمه وحد غاب وانقطعت أخباره .........ولا صلحه نفع ولا براه
من باع في سوق البساره .............. مابا يجيب إلا الخساره
أنا يومنا عاشق محب ماعولت بالمخسور
حالي معه مازال مستور .. الناس في طاري ونا في طور

الليلة كنت استمع لفنان حضرمي يتغنى بكلمات هذه الاغنية ، فتمايلت طربا وانتشيت لسماع هذه الاغنية التي شدتني كل كلمة فيها ، فقد جاءت من بديع نظم صاغه الشاعر الراحل حسين المحضار ، وبدون مبالغة إن قلت أن كلمات هذه الأغنية ربما تعد من دانات وللآليء الشعر الغنائي الحضرمي ، من حيث عمق المعاني والثراء اللغوي ، والذي يحتاج منا جميعا الغوص في بحر مفردات المحضار لاستكشاف ما تحمله تلك المفردات والعبارات من معاني ودلالات لغوية رائعة تزيد لغتنا الحضرمية ثراء على ثراءها .

( الذهب والماس )


ماهو الذهب ؟ الذهب معدن نفيس ونادر ويعد من أغلى المعادن ، يتم استخراجه بكلفة عالية والذهب الخالص أو ما يسمى السبائك الذهبية، تكون خالية من الشوائب وتكون من العيار24 قيراط ، وتصنع منه الحلي الذهبية ، ومن خصائصه أنه يتخلص من الشوائب بمجرد أن يتم صهره .

وماهو الماس ؟؟ الماس من الأحجار الكريمة النادرة جدا وهو غالي الثمن ،و يتميز بأنه عديم اللون أي لا توجد ألوان للماس فهو شفاف ويعتمد جماله على مدى اجتذاب النظر له وانعكاس الضوء على عينيك.
ذلك العنصرين الغاليين واللذان ذكرهما الشاعر حسين المحضار ، يحيلنا الى دلالات عميقة تشير الى نفائس نادرة يتنافس على إقتناءهما تجار المعادن النفيسة والاحجار الكريمة ويكثرون السؤال على سعرهما .


(( وجوا على سبته وعلى جراه ))
جوا ، بمعنى جاؤا ، وعلى سبته أي على سببه ، وعلى جراه ، بمعنى لأجله ، وهي عربية فصيحة وفي الحديث (( أن امرأة دخلت النار من جرا هرة أي من أجلها )) ،
(( حد وصل بالراس .... شل قسمه وحد غاب وانقطعت أخباره )) هؤلاء التجار الذين يسألون على سعر الذهب والماس قد جاؤا من أجله وجازفوا من أجل الحصول عليه وإقتناءه وهذه المجازفة ربما سلم رأس البعض منهم وتمكن من أخذ نصيبه والآخر منهم فشل من اقتناء نصيبا له فغاب وانقطعت عن الناس أخباره ، (( ولا صلحه نفع ولا براه )),

فماهو الصلح وماهو البرا في فقه اللغة الحضرمية ؟؟


غالبا لا تخلو الوثائق القبلية الحضرمية القديمة من كلمتي (( صلح وبرا )) الصلح لغة يقال : وقع بينهما صلح . (( الصلح بالضم )): تصالح القوم بينهم وهو (( السلم )) والهدنة ربما تكون مؤقتة وربما تكون دائمة ، ومن عادت مكاتبات وعقد الصلح بين القبائل في حضرموت انهم يشيرون الى (( صلح وبرا )) أي أن الصلح هنا يكون هدنة محددة بأيام أو شهور ، مثال ذلك انهم يعقدون صلحا لمدة شهر واحد ، ومن المفترض أن تكون ايامه 30 يوما ، و ربما يأتي أحد الطرفين ويقتل من القبيلة المتصالحة مع قبيلته في اليوم الأخير يوم 30 فهذا اليوم هو يوم شك عند الطرفين فالقاتل يزعم انه أول يوم في الشهر الجديد و يسمى يوم (( برا )) و يتحجج بأن الهلال استهل ليلة 29 وان الشهر انتهى . فهم بريئون من دم المقتول. فلا يصلهم اتهام بالعيب والغدر .

لهذا يختزل لنا الشاعر المحضار صيغة مهمة من وثائق الصلح التي كانت تعقد في حضرموت واستدرك فيها بوضع مصطلح (( البرا )) لمن انقطعت أخباره ولقي حتفه (( فلا صلحه نفع ولابرا )) .
إنها مجازفة نحو صفقة خاسرة كخسارة من يتجرأ ويبيع في (( سوق البساره )).

فماهي البسارة ؟؟

جاء في قواميس اللغة العربية : (( البسارة بالكسر: مطر يدوم على السند والهند في الصيف لا يقلع ساعة )) .
قال الشيخ محمد علي باطحن يصف ظفار (( ومن خصائصها البسارة وهي البشكال أي مطر الخريف ليس في جزيرة العرب بلاد تعتادها البسارة إلا ظفار ))

وقالت الحضارمة في امثالهم (( من باع في سوق البسارة ما بايجيب إلا الخسارة )) أي من ذهب الى سوق ظفار في تجارة وبيع بضاعة له ، في فصل الخريف حيث تشهد ظفار موسم البسارة المطر المستمر والرذاد الدائم فلابد من أن تبلل بضاعته ويصيبها التلف . ومن المؤكد أنها ستفقد قيمتها .

و شاعر جسور كشاعرنا الراحل حسين المحضار لا يقيم حسابا واهتماما للخسارة فعنده أن لحظة عشق وحب مع من يعشقه ويحبه لا يحرص فيها اللهث وراء المكاسب المادية من ذهب أو الماس ، أو المجازفة بعرض بضاعة في سوق البسارة لهذا يقول (( أنا يومنا عاشق محب ماعولت بالمخسور ))
والمعول هنا بمعنى (( الحرص ))...!!!



.
التوقيع :

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 10-28-2010 الساعة 02:15 AM
  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas