المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > شؤون عامه > الســقيفه العـامه
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


ياغير مسجل أنـّـةٌ من القلب الدامي ،، لمؤلفه/ الاستاذ سالم بن علي الجرو

الســقيفه العـامه


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-10-2007, 03:59 PM   #51
فاجوان عباس
حال متالّق
 
الصورة الرمزية فاجوان عباس


الدولة :  الاردن
هواياتي :  الموسيقى والشعر والقصص القصيرة والسياسة
فاجوان عباس has a reputation beyond reputeفاجوان عباس has a reputation beyond reputeفاجوان عباس has a reputation beyond reputeفاجوان عباس has a reputation beyond reputeفاجوان عباس has a reputation beyond reputeفاجوان عباس has a reputation beyond reputeفاجوان عباس has a reputation beyond reputeفاجوان عباس has a reputation beyond reputeفاجوان عباس has a reputation beyond reputeفاجوان عباس has a reputation beyond reputeفاجوان عباس has a reputation beyond repute
فاجوان عباس غير متواجد حالياً
افتراضي

مش داخله عشان اقول لك شكرا
لا عنجد شكرا كتيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييير
حاسه انك بتبزل مجهود كبير في الطباعة عشان خاطر عيونا
بس انت كريم واحنا بنستاهل :love:
عنجد سالم بلفقيه شكرا كتير كتير كتير كتير كتير كتير كتير
لساتني بقراء مشان هيك مافي تعليق على كلام استاذ سالم الجرو
بس بعد ما اخلص من التامل هارجع واعلق على الكتاب نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
بس عنجد شكرا كتير سالم بلفقيه وسالم الجرو نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
لكم مني كل الحب والتقدير
التوقيع :
الصدّيق يهدي صاحبه.اما طريق الاشرار فتضلهم.

يوجد من يتغانى ولا شيء عنده ومن يتفاقر وعنده غنى جزيل.
  رد مع اقتباس
قديم 07-11-2007, 09:31 AM   #52
سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي))
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي))


الدولة :  Saudi Arabia
هواياتي :  القراءة والسباحة وتصفح الانترنت
سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي)) is on a distinguished road
سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي)) غير متواجد حالياً
افتراضي

الله يسعدك اختي فاجوان مثل ماتسعدينا بمرورك العطر ........

الشكر لله ثم للاستاذ الاديب سالم بن علي الجرو ,, أما أنا فأعرف نفسي وجهدي !!!!

بانتظار تعليقك وهذا يشرفنا ,,

شكرا فاجوان عباس ....
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

شكرا لمن اهداني البطاقة الجميلة .
  رد مع اقتباس
قديم 07-11-2007, 09:31 AM   #53
سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي))
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي))


الدولة :  Saudi Arabia
هواياتي :  القراءة والسباحة وتصفح الانترنت
سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي)) is on a distinguished road
سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي)) غير متواجد حالياً
افتراضي

إستحقاقات


ثلاثة يكن لهم من الحب والتقدير ما يستحقونه وشخصية واحدة يكن لها من الكراهية والعداء ما تستحقه أيضا ، الأول ممن أحب ويفاخر به: أستاذه الجليل ، الحبيب محمد أحمد الشاطري ، رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته ، مؤلف كتاب [ أدوار التاريخ الحضرمي ] . أعتبره أب ومرشد ، وقدوة ، ولتوجيهاته وإرشاداته ونصائحه أثر كبير في حياته. شيخ فاضل وعالم جليل لو أنه في ديار أخرى لوضعوه في منزلة المفكرين والعباقرة لكنه أحسن حالا من ذاك الذي ضاقت به السبل في بغداد في العصر العباسي فوصف الحال الذي عليه: [ كمصحف في بيت زنديق ] ، فقد كان كان شيخنا وبيبنا وعلمنا ، محل تقدير واحترام وإجلال لدى من عرفه. كان يطلعه على بعض الأراجيز التي يظن أنه شعرا فكان يرحمه الله يقرأها مشجعا ، يقربه منه ويرسم له معالم طريق النجاح .
الشخصية الثانية: مدرس من أرض الكنانة ، ساعده في الخروج من دائرة الشك والحيرة بعد أن توغل في قراءة الكتب الماركسية وغيرها ذات الأبعاد الفلسفية ، وبخاصة كتاب: [ أصول الفلسفة الماركسية ] . كان لجهوده معه وللكتب التي أحضرها من مصر ككتاب [ الله يتجلى في عصر العلم ] الأثر البالغ في ترسيخ القناعة والإيمان بأن الله موجود وليس كمثله شيء في الأرض ولا في السماء .
الثالث: زميل وصديقه وحبيبه جعفر ، صديق صدوق ، اختطفه أعداؤه السياسيون واختفى عن الأنظار ولحق به أخوه فيما بعد .
أما الرابع الذي يكرهه إلى اليوم ، فهو زهدي أستاذ التاريخ الذي أقنعهم في حصص التاريخ بأن الإنسان انحدر من الغوريللا أو الشمبانزي....كلام قبيح ، وأنه أي الإنسان وليد التربية والتعود ولا تأثير لقوة خفية عليه.
كثيرة هي المنزلقات عندما لا يكون هناك وازعا دينيا ، فحينما قال ماوتسي تونغ: [ إن الدين أفيون الشعوب ]، صدقه كثيرون ، وراحوا يتشربون الجديد في هذا التوجه الجديد بمساعدة منظرين ومحاضرين ومراجع إلحادية ، إلا أنه ظل على تواصل حميمي مع أستاذه الجليل ، الشيخ العلامة ، المؤرخ ، الجهبذ الحبيب: محمد أحمد الشاطري الذي رأى فيه الوقار ومسحة الصوفي الذي يتقرب إلى الله بالنوافل ، وكم تمنى أن يرد هذا الحبيب على المنظرين الجدد وعلى ما تحتويه الكتب البغيضة التي في حوزة أكثر الطلبة ولكنه يعلم معنى الآية الكريمة: [ ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ] . لم ينحرف به المسار بالكامل غير أنه غرق وإلى حد ما في الشك ، فتداركته رحمة العلي القدير ، فاستعان بمراجع إسلامية وأخرى علمية وجميعها تشهد بوحدانية الله ، وأنه الحي القيوم رب السموات والأرض وما فيهن لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ، وهو اللطيف الخبير. أنس بعد ذلك الشك إلى مصنفات السيد قطب ، منها [ معالم في الطريق ] ، وإلى مصنفات محمد قطب ، منها: [ جاهلية القرن العشرين ] ، وإلى كتابين لخالد محمد خالد: [ الطوفان ] و [ أزمة الحرية في عالمنا ] ، وجدهما لدى سيد يدعى: عمر خمور كان مسئولا عن الخدمات الصحية في المكلا في العهد السلاطيني.
إنها ثورة ثقافية جاءت على غرار الثورة الصينية ولكن بعباءة محلية ، فقد وزعت الكتب الماركسية بين صفوف الطلبة ، إضافة إلى المحاضرات والندوات وكان أكثر الكتب انتشارا كتيب: ماوتسي تونغ ، تجده في جيب كل طالب . كان من أوائل المستلمين لهذا الكتيب فعرف عن تشيانغ كاي شيك ، صن ياصن ، البلاشفة ، المناشفة وغيرهم أكثر مما عرف عن أي شخصية عربية معاصرة ـ عدا جمال ـ أو منظمة أخرى ، وبخصوص المنظرين والفلاسفة: كارل ماركس ، إنجلز ، لينين، داروين ، نيتشه وفلاسفة آخرون كهيجل وغيره فقد صحب المعرفة بهم إعجاب بشخصياتهم الفذّة على أن فلاديمير إليتش لينين كان أكثرهم وقعا في النفوس وأقربهم إلى الإعجاب إن لم يكن الحب ، قدره البعض فوضعه في منزلة الأب الروحي ، ونسى بعضهم تاريخ النضال العربي فنسي أو تناسى الأمير عبد القادر الجزائري وعمر المختار والإمام محمد عبده وعبد الله النديم ومحمود الزبيري والزعيم جمال عبد الناصر واعتبره البعض ممن كانوا يحبونه بأنه رجل طوباوي . وحتى في الأدب اتجه الكثيرون إلى قراءة كتب مكسيم جوركي وتولستوي وغيرهم من كتاب الدموع والأنات وآهات الفقراء في المعمورة ، ولم يعد لكتابات إحسان عبد القدوس وعبد الله فكرى وطه حسين وعباس محمود العقاد والطهطاوي وحتى روايات آجاتا كريستي ذات الصلة بالسود المضطهدين في الولايات المتحدة أهملت . نعم لم يعد ذلك الإقبال الذي كان من قبل ، لكن مصنفات الإخوان المسلمين كانت تعار سرا بين الطلبة . كذلك كانوا لا يتابعون القضايا العربية كما تعودوا في السابق بل انشغلوا بالمسائل الأممية ومتابعة قضايا شعوب أمريكا اللاتينية وأخبار المناضل هوتشي منه وآرنستو تشي جيفارا وبوليفيا وكوبا ـ فيدل كاسترو ، ولم يعد لفلسطين حضور كذاك الذي شغل الآباء في حضرموت وفي المهجر ، وربما رأى بعضهم أن الطبقة العمالية الإسرائيلية هم بالضرورة من الحلفاء في المسيرة النضالية المعادية للإمبريالية الأمريكية والرأسمالية العالمية!!! . فترة سوداء حالكة السواد حقا غيرت في المفاهيم والقيم والتصور وفي العلاقات والروابط ، فلقد جاءت مبادئ وفلسفات صادفت مراهقين وفراغا في النفوس وشبه خواء روحي فعششت وتمكنت .
كان مع الكثيرين من الشباب يدعون إلى تحرير المرأة من قسوة الرجل البدائي في جميع الأحوال ما لم يثقف نفسه بالثقافة الماركسية التي لا تقر بأن النساء خلقن من ضلع أعوج . وكغيره من المراهقين فقد كانت الرغبة جامحة في إشباع الغرائز ورؤية الجمال المكمم . البعض منهم سكر حتى الثمالة دونما اكتراث أو مبالاة تطبيقا للحرية ، والذين أسرفوا في القبح والوقاحة هم أولئك الذين تمردوا على تراكمات آلاف السنين من الأعراف والتقاليد الحسنة وتمثل ذلك في العصيان ليس على العشيرة ونظامها فحسب بل على آبائهم وكل شيخ عاقل رصين باعتبارهم رموز التخلف والظلامية ، فكنت تسمع بالعهد البائد والعهد الثوري ، ولا يقولون من القرآن إلا: [ تلك أساطير الأولين ] عندما يسمعون قولا مأثورا من التاريخ الإسلامي. قبيح جدا ا، لا بل عصيان وعقوق الاستخفاف بمنزلة الآباء والانتقاص من حقوقهم لكنها الثورة الثقافية التي ألغت مفاهيم وثبتت أخرى وشر البلية وأعظم النكبات إلغاء الآخر . ويدّعي البعض بأنها شطحات من نفر ليس إلا جاءت من خلال السلوك الأرعن لجاهل وفي التطبيق الأعمى لمقلد ، ففي الماركسية آداب وفضائل أيضا تقوم على الاحترام والود والاستقامة بالمفهوم المتحرر وبالمقاييس الثورية التي لا تعترف بكثير من القيمة الأخلاقية التي تعود عليها مجتمع مسلم محافظ ، آمن بالرسالة ويتصل في حدوده الشمالية بمهبط الوحي . إنها آداب وفضائل واحترام وود واستقامة ماركسية لكنها تتعلق فقط بالإنتاج ووسائله ومدى التزام الفرد باللوائح الداخلية لنظام الإنتاج والسياسة المستوحاة من الفكر الماركسي ، إنها تندرج فيما يسمى بالضبط والالتزام بنكران الذات والعمل من أجل الصالح العام ، وهذه قد تتفق معها طبائع البشر إلا أن نكران الغرائز الآدمية وتحويل الآدمي إلى آلة خرساء يتنافى مع الطبيعة البشرية ، زد عليه إن الحزبيين ومن لهم نفوذ ، مرفّهين إلى الآخر . لم يكن خصم الثورة الثقافية والمفاهيم الجديدة إلا من أوتي علما يناقض ما يدعون إليه ممن لهم انتماء روحيا لا يفارق القرآن ، يقف سدّا منيعا ضد الثقافة الباطلة ، فكلمة الله هي العليا ، وهم وحماقة لدى من يدعي بأن لا صوت يعلو فوق صوت الحزب وسلطة البلوريتاريا . بالرغم من كثافة حملة التوعية والتعبئة في المسار الثوري الجديد ، فإن الصمت ومظاهر الخوف من الأغلبية لم تكن استسلاما للنهج الجديد بل كانت ردا رافضا لحياة العبث الطائشة. كان التأثير الأكثر سلبا وسوءا هو ما حدث في بعض الوديان.


الكهنوت


جاء التنميط الطبقي على النحو التالي:

بروليتاريا: ( طبقة: العمال والفلاحين ) ، أصحاب المصلحة الحقيقة في الثورة.
الإقطـاع: ( طبقة الملاّك ) ، ملاك الأراضي.
•البرجوزية: ( الكبيرة: الأغنياء والتجار . الصغيرة: الموظفين والحرفيين ).
•الكومبرادور: ( وكلاء الشركات والمصانع الخارجية ، أي: مورّدون بالوكالة ).
الكهنوت: ( رجال الدين ).

***


إن عظمة القدوس المهيمن تتجلى في الانسجام والتناغم والتكامل في الأشياء جميعا: في دوران الأرض والنجوم ، في نبضات قلب الإنسان ، في إيقاع عملية الإنجاب ، في النار والماء ، في هزيم الرعود ، وهبوب الرياح ، في طيران الطيور وتغريدها ، أو أصغر الحشرات ، في الشهيق والزفير ، في كل نواميس الكون ، أي حركة الحياة ذاتها.
إن جميع الدروب تنتهي إلى الله ، وعلى الإنسان أن يسلك أفضل الدروب،بالتقرب إليه ، عظم شأنه وجلت قدرته ، من خلال ذكره وتسبيحه وتحميده آناء الليل وأطراف النهار ، وبصلاة النافلة في الثلث الأخير من كل ليلة ، وباستحضار الخالق واستشعار عظمته في كل لحظة . أي محبة الله والتعلق به دونما سواه. فالحديث القدسي يقول:[ لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإن أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ورجله التي يمشي بها ويده التي يبطش بها ].
إن غاية التصوف كله هو إدراك حقائق من خلال التأمل والانتشاء ، لا يمكن أن يتوصل إليها المنطق والعقل البارد. والغاية القصوى للصوفي هي الإتحاد بالله .

***


الصوفية في حضرموت


لمن يروم الحقيقة والإنصاف في كتابة التاريخ الحضرمي أن لا يتجاهل مقدم: احمد بن عيسى المهاجر جد العلويين المتصوفة. هذا الرجل لم يكن راغبا في العزلة والانزواء ولا لاجئا ولا هاربا من العراق إبان الخلافة العباسية عندما قدم إلى حضرموت ، ولكنه اختار ( الأرض القاحلة البعيدة عن العالم..) ، لغايات كان ينشدها ،منها: أن يعيش ويعشون أحفاده حياة هادئة شريفة مطمئنة ، وأن يقوم بواجبه الديني والدنيوي . فهو الرجل الذي قاوم الأباظية وانتصر عليهم ، وهم الذين واصلوا من بعده في إرساء دعائم حياة جديدة من سماتها العلو في الأخلاق والفضائل ، وفي العلوم والآداب.
للعلويين طريقة في التصوف ، فهم زهاد إلا أنهم يقبلون على كسب الأموال بالطرق المشروعة. وهم صوفية شافعية ، لكنهم لم يقلدوا الشافعي في كل شيء ، وهم أشعرية في عقائدهم ، ولكنهم خالفوا الأشعري في كثير من المسائل .
لديهم الميل نحو العزوف عن الدنيا ومغرياتها ، ولكنه ليس الخلوة والعزلة والدروشة وتعذيب النفس . إن تصوفهم لا يمنعهم من تولي عظمائهم وعلمائهم مناصب القضاء والفتوى والتدريس ، ومن مزاولة كافة الأعمال من تجارة وزراعة وصناعة .
إن من يسأل عن مردود أعمالهم التجارية ، أين ينفق؟ ، سيجد الجواب مدون في صفحات التاريخ . لقد أنفقوا بسخاء في بناء المساجد ، وأوقفوا عليها من أموالهم مصادر تمويل ورعاية ، وفي كثير من المنشآت والمؤسسات الاجتماعية والإنسانية في الداخل الحضرمي وفي الخارج.
منهم من يملك من النخل والعقار والمزارع التي لا يدانيها فيها إلا الملوك والأمراء ، ومع ذلك فهم وبكل سخاء ينفقونها في: ( سبيل الإصلاح ومكارم الأخلاق ). وليس ذلك فحسب بل دافعوا عن سواحل حضرموت ، عندما هاجمها البرتغاليون عام: 929هـ ، واستشهد منهم شهداء.
يتميز التصوف العلوي بالنزاهة والاعتدال ، برغم ما يشاع عنه من انحراف، فالذين كتبوا عن التصوف العلوي بكثير من الانتقاد السلبي إنما كتبوا باستعجال أو بدوافع يصعب تحديدها. فماذا يمنع من سماع الغناء مع بعض الآلات التي لم يحرمها الشرع؟.
هناك نقاط إيجابية كثيرة تحسب لصالح هؤلاء لأنها تدل على سلوك متدين يخاف الله ، ويرحم من في الأرض لأنه يطمع في رحمة من في السماء ، منها: فضلات طعام البيت والولائم ، إذ لم نسمع قط أن رميت في عهدهم ـ وهم في سنغافورة وجاوة ـ فضلات طعام مثلما ترمى اليوم في بعض ديار المسلمين ، بالرغم من الثراء الذي بلغ إليه الكثير منهم.
برغم ثراء الكثير منهم واتخاذ الخدم والطهاة ومن يرعى بساتينهم ويحرسها ، إلا أنهم كانوا بسطاء لا يفصلهم عن الآخرين أي حاجز، فهم يصلّون مع الفقراء ولا يلعبون بالمال في اللعب الحرام ، وهم كذلك يجالسون خدمهم ويتحدثون إليهم ويأكلون معم في طبق واحد.
*****

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سالم علي عبد الله الجرو
ـــــــــــــــــــــ

التعديل الأخير تم بواسطة سالم علي الجرو ; 07-14-2007 الساعة 07:57 AM
  رد مع اقتباس
قديم 07-11-2007, 05:21 PM   #54
سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي))
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي))


الدولة :  Saudi Arabia
هواياتي :  القراءة والسباحة وتصفح الانترنت
سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي)) is on a distinguished road
سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي)) غير متواجد حالياً
افتراضي

حضــور

ما من سرد تاريخي: ديني ، ثقافي إلا وتجد سيد علوي في طريق البحث والتدوين لأنهم سبقوا في العلم ، أيّ حدث يتعلق بالتوثيق والقضاء وبالأحكام والسياسة تجد للعلويين فيه مشاركة أساسية فإن لم تكن فرأي مسموع . شريحة واعية ، مهذبة ، تجيد بناء العلاقات ، تدعو إلى الله ولا يمكن أن تقبل هكذا طرح خطير ، وإن سموهم: [ كهنة ، ميتافيزيقيين ] ، شريحة سبقت إلى العلوم واحتلت الصدارة ، وكانت محل مشورة لا بدّ وأن تكون مؤثرة في القرار ذي الصلة بحضرموت الغامضة ، الواضحة ، فأينما تذهب خارج الديار الحضرمية تجد الحضور في التعاون والبر وأعمال الصلاح ، غير أن الغموض يلف الحياة في الداخل، وفي الموقعين تجد العلويين في الصدارة.
في سيئون عادوا السادة العلويين ، لا لأن ماركس أو ماوتسي تونغ أو غيرهما من المنظرين الإشتراكيين والشيوعيين قالوا عنهم شيئا ، بل لأن البعض لا يطيق رؤية هؤلاء المعممين بالعمائم البيضاء ، الوعاظ المؤثرين في الناس ، في لباس مميز نظيف . نعتوهم بالكهنة وصوروهم كشريحة معادية عقائديا للتوجه الجديد يجب اجتثاثها. تمثل عداؤهم في تصغير شخصية العلوي إلى درجة الإحتقار ، وأوصوا بعدم مصافحة السادة بالطريقة المعتادة والتي تعطي انطباعا خاصا لا يخرج عن نطاق الأدب والاحترام لهم النابع من حب آل البيت ، مع الاعتراف بشطحات بعضهم فلكل قاعدة شواذ .
لم يدم العداء طويلا بينه وبين من يبشّ بمقدمهم أبوه فينحر لهم من التيوس أسمنها . تغيرت الطبيعة العدوانية لدى البعض منهم عندما أدركوا بأن هؤلاء السّادة جاء بهم التأريخ الإسلامي وليسوا وليد اللحظة ، فهم من آل بيت النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم. على أن شطحات بعض العلويين في تصوير وشرح الكرامات أو الإدعاء بالَّضّر والنفع ، لم تكن في موضع القبول لدى المؤمنين بالله وحده ، لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك ، وإذا ما عرف المرء بأن صفوة العلويين لا يؤمنون بالكثير من الهرطقات والهلوسة والهوس ، أمثال: السيد العلاّمة/ عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف وكثيرون ، وفي جميع الأحول يظل السادة العلويون الوجه المدني ، الحضاري الأكثر إشراقا في حضرموت.
وإذا ما أخذنا بالشواهد التاريخية فإن للسادة العلويين حضور ، ففضلا عن أنهم رجال فضل وإصلاح ودعاة إلى الإسلام ، فقد دأبوا على مناصرة الحق بدءا بحق الفرد المستضعف وانتهاء بحق الأمة ، فمن إندونيسيا سافروا في وفود إلى هولندا يطالبون الحكومة الهولندية بالجلاء عن جاوة وتركها لأهلها ، وليس ذاك فحسب بل قاتلوا وكانوا على رأس المقاومة المسلحة كالقائد السيد/ عبد الرحمن الزاهر . وفي سيئون وقف ابن عبيد الله السقاف في وجه السلطان مطالبا بحق أرملة ضعيفة في إرث من الأرملة الأخرى القوية ، الزوجة الثانية للثري المغترب المتوفى في إندونيسيا [ بالفاس ] . وقف ابن عبيد الله السقاف العلوي ليناصر الحق وقال كلمته عند سلطان جائر وتحمل المصاعب والعقبات الكأداء في سبيل نصرة المظلومة وتحقق له ذلك . فأيّ خلق يسمح بمعاداة من يدعو إلى الصلاح وتقوى الإله ، ويناصر المظلوم والمستضعف في الأرض؟.
لم يكن يعرف عن التاريخ الحضرمي إلا ما يحكى في المجالس ، أي التاريخ المسموع ، أما المقروء فقد تناوله من أيد شحيحة ، فكان أن اطلع على نشاط العلويين في إندونيسيا ، وكان هذا من ضمن الأسباب التي انتزعت الكره على هذه الشريحة المجاهدة المسالمة من نفوس كانت موبوءة ليحل محلها الحب وخالص الود ما بقيت كلمة السواء والعدل والدعوة إلى الإخاء . أقاموا ممالك وسلطنات في جزر الملايو وخلّدوا معان سامية تعبر عن أخلاق وثقافة الإسلام.


سلطنة فونتيانق


تقع مدينة فونتيانق في الجزء الغربي من جزيرة كاليمانتن [ جزيرة بورنيو سابقا ] . يقسمها خط الاستواء إلى قسمين ، كثيرة الأمطار والأدغال .
مؤسس سلطنة فونتيانق هو السيد/ عبد الرحمن بن الحسين بن أحمد القادري عام: 1185هـ/1771م . [ ت: 1231هـ ].
جاء في كتاب: ( الشجرة الزكية ) ، نقلا عن كتاب أصدرته الحكومة المحلية في [ فونيانق ] بمناسبة مرور مائتي سنة على تأسيس السلطنة ، ما يلي:
( إن السيد حسين القدري كان أحد الشباب الذين رحلوا من تريم ووصلوا إلى ترنقانو ، ثم تفرقوا ، فسافر حسين[عام 1172هـ ] إلى [ ممقاوا ] وعمره 16 سنة ،وتزوج الأميرة أوتين جندار ميدي بنت سلطانها حينما بلغ الثامنة عشر ، ورزق منها: قاسم وعبدالرحمن في سنة 1178هـ.ثم سافر إلى فاليمباغ ثم [ بنجر ماسين ] وتزوج الأميرة: باتون ابنة سلطانها ، وعاد بعد عامين إلى ممقاوا وأخذ يتردد على بنجر ماسين. رزق بولدين هما: علوي وسلمى، ثم توفاه الله.
عام 1185هـ ، توجه الشريف عبدالرحمن مغربا في 14 سفينة إلى شاطئ فونتيانق ، وتوغل في اليوم التالي في النواحي الداخلية ، وتقدم وأتباعه إلى البر فقطعوا الأشجار الضخمة في الغابات الكثيفة وبنوا المنازل والمسجد ، ثم عاد إلى ممقاوا مصطحبا سفينة كبيرة شحنها بما يحتاج إليه في مدينته الجديدة . قام بتشييد المباني وشق الطرقات ، فاتسعت المدينة وزهت.
عام 1191هـ توجه إلى سانكو Sangau أهلها وثنيون ، سافر في 40 سفينة صغيرة ، إلا أن أميرها منعه من الدخول ، فصمم السيد عبدالرحمن على الدخول والتحم القتال، ثم تراجع وعاد إلى فونتيانق ، وأخذ في صناعة السفن ، وبعد ثمانية أشهر شحن السفن بالعتاد الحربي وتوجه نحو عدوه في الثاني من شهر محرم: 1192هـ ، في أسطول مؤلف من سفينتين ضخمتين وسفينة خاصة وثمان وعشرون سفينة صغيرة. وصل إلى سانكو فلاقى عدوه واحتدم القتال في [ تابن ] ، فتقهقر الخصم وتقدم المسلمون ، وحسمت المعركة في [ كايوتونو ] يوم 26 محرم حيث انهزم العدو وانسحب نحو الجبال.
عاد عبد الرحمن إلى فونتيانق ، فاجتمع الناس وبايعوه كأول سلطان على فونتيانق.
بعد أن توفى عبد الرحمن عام 1231هـ تولى أحد أبناؤه عام 1808م ، ثم عثمان 1819 ، فحامد: 1855 ثم يوسف: 1872 ثم محمد: 1895 ، وهو الذي أعدمه اليابانيون عندما احتلوا إندونيسيا في الحرب العالمية الثانية ، وأعدموا أسرته ودفنوا جميعا في مقبرة جماعية.له ابن نشأ في هولندا ، اسمه: عبدالحميد الذي جاء إلى إندونيسيا مع الجيش الهولندي بعد انكسار اليابان. ولما اتحدت ولايات إندونيسيا عين وزيرا في الحكومة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سالم علي عبد الله الجرو ــــــــــــــــــــــــــــــ

التعديل الأخير تم بواسطة سالم علي الجرو ; 07-14-2007 الساعة 07:59 AM
  رد مع اقتباس
قديم 07-12-2007, 10:04 AM   #55
سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي))
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي))


الدولة :  Saudi Arabia
هواياتي :  القراءة والسباحة وتصفح الانترنت
سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي)) is on a distinguished road
سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي)) غير متواجد حالياً
افتراضي

فـي بــلاد المهــرة

ستغيب عن الباحث عن تاريخ حضرموت عناوين وحقائق مهمّة إذا لم يلم بحياة البدو ، فبجرّد الإختلاط بهم يدرك المرء التاريخ البعيد لهذه البلاد الشقية.
*****
عند الاختبارات النهائية تسودّ وجوه وتبيضّ وجوه ، ولكنه لا يلتفت إلى هذه الصورة ، لأنه لا يخرج عن العشرة الأوائل ، فلا يدّعي الذّكاء فكم من مرّة سمع عتاب وتوبيخ مقرون باتهامه بالغباء ، ولكنه بسبب المتابعة المركزة أثناء شرح الدرس ، ومن يسرّح بعيدا أو يشغل نفسه يمداعبة زميله أثناء شرح الدرس ينطبق عليه المثل: ( ما ينفع الطّعم من تحت عقبة ) . قلقه وحزنه يبدأ عندما يفرح زملاؤه ، يبدأ قلقله مع بداية كل إجازة صيفية ، فالويل له إن نام صباحا والويل له إن استيقظ ، ففي الحال الأول يلقى التوبيخ اللاذع والتهديد بالطرد من المنزل وفي الحال الثاني يتعرض لحرارة الشمس في مزرعة تبيّن الكسول الخامل من النشيط ، وهو لا يرضى بأن يكون كسولا خاملا ، لذلك يتحمل ما لا يطيق ، وذات مرّة هرب نحو جبل وتسلّقه هاربا من جحيم وعاد صاغرا ذليل قبيل المغرب ، فالجبل موحش ، ثم أن الهدف غير معلوم من هكذا مغامرة.
جاءت مكرمة الصديق وإحسانه فهو الذي يعلم عن أسرار صديقه . اختاره جعفر أحد الطلبة الذين سيرسلون إلى محافظة المهرة وعددهم خمسة للقيام بمهمة ثورية ، تعليمية. لا دخل له في الشأن الثوري والسياسي ، فهذا حقل له رجاله ، ولكنه أحد رجال التعليم . سيتوجه إلى محافظة تخيم الأمية على بعض مسئوليها الثوريين الكبار والبقية تلحق.
إذن مهمة الوفد الطلابي التثقيف السياسي ومحو الأمية ، وأهم من ذلك طرح أفكار ومبادئ النخبة الجديدة في الحكم التي جاءت بالحركة التصحيحية كما يسمونها والتي أطاحت بالرئيس قحطان محمد الشعبي وزمرته في الثاني والعشرين من شهر يونيو 1968 .
أداة طيعة هم الطلبة ، يقدمون خدمات جليلة بأقل التكاليف. من المهام التي يقدمونها بإخلاص وتفاني وحماس ترويج وتسويق ما يدعو إليه الحزب الوحيد الحاكم من مبادئ ونظريات ، كما كانوا شموعا في مرحلة الكفاح المسلح فالشهيد خالد بن هامل وآخرون قتلوا وجرحوا في المسيرات إيّاها عندما كان ملهمهم الرئيس جمال عبد الناصر ، ومنهم من يتسلق ويلمع ، ومنهم من لا يجيد أكل لحمة الكتف ، ومنهم من لا يعرف التسلق . هم اليوم في مهمة جديدة أخرى دخل فيها داروين وهيجل وكارل ماركس وأنجلز ولينين . إذن فالمهمة الطلابية في بلاد المهرة على قدر من الأهمية ، جمعت بين تثقيف سياسي ومحو الأمية وسيكون أحد خمسة مهمته تدريس محو الأمية.

في الغيظة

لأول مرة يركب الطائرة [ داش ] برفقة زملائه المرحين: من غيل باوزير ثلاثة ومن سيئون [ سرور ] وهو خامسهم . في الجو تفحص الرفاق فلم يجد ما يثيره أو يحرك فضوله عدا رئيس البعثة الذي كان هادئا ، قليل الكلام ، أنيقا فتذكر العم حسن الذي يحافظ على أناقته دائما ويغير ملابسه عدا المعطف الأبيض النظيف الذي لا يفارقه ليل نهار ، على مدار العام . تخيله وهو يضع يديه في جيبي معطفه أو يشبكهما خلف ظهره ويسير سير السلحفاة ، ووجهه منكبّ على الأرض . إنه في هذه اللحظة وبهذه الهيئة يسترق السمع: عن ماذا يتحدث الطلبة؟ وفي كثير من الأحيان يكشف أن الحديث يدور حوله بسوء ، وليس هناك من بادرة سوء بدرت من هذا الرجل المهذب ولكنها تعليقات وسخرية من لدن مراهقين ، فغالبا ما يتضايق المراهقون من الذين يريدون لهم خيرا. إنهم متضايقين منه بسبب تشديد الرقابة عليهم لعلمه بأن المراهق إذا ما أفلت فلا تربية ولا تعليم ، فهو إذن من أنبل الرجال ، تبدو على محياه ابتسامه كلما همّ بالكلام.لا يقول شيئا يغيض ولا يحمل الضغينة ، مهتم بعمله ، وإذا تكلم بالكاد يسمع وأكثر ما يحرص عليه سجل الحضور والغياب ، كما يحرص على تقديم المخالفين للعدالة . عندما يجتمع طلبة الداخلية على المائدة يرسل نظراته الفاحصة ليحدد الغائب من بين الآكلين بنهم ، ثم يسأل عنهم ويصنفهم في دفتر كبير بين غائب بعذر وخارج عن القانون . يحرص على نظافة المطبخ والغرف ولكن أقل من حرصه على ملاحقة الخارجين على القانون ، فهو يراقب عن كثب الساحات المحيطة بالمدرسة لعل بصره يقع على صيد يقدمه إلى إدارة المدرسة للقصاص . له خبرة في استراق السمع ، واختلاس النظر ، أمّ في الليل فيداهمك قدرك محتوما..
الزملاء ـ الثوار ـ كانوا يضحكون كثيرا ، فأحدهم كوميدي بارع في التمثيل ، يقلد أحد الطلبة القياديين الألثغ وآخر يقلد آخر وكان ذاك أعرج ، فالأعرج يتحدث إلى الألثغ وهما يسيران بتؤدة ، ويناقش القيادي الألثغ الآخر فيكرر حرف الراء في عبارات اختارها ، فلا تتمالك نفسك من الضحك.غير جادّين ، مدمنين جمل ومصطلحات: إمبريالية ـ ميتافيزيقي ـ ثيوقراطي ـ بروليتاريا ... الخ. تمنى أن يكون كأحدهما في خفة الظّل وفي اللعب بالكلام والمصطلحات إياها للاستعراض والاستهلاك فقط ، فهو يخاف الموت على غير ملّة.
كان في استقبالهم ظهرا مدنيان مسلحان وعسكري بدون سلاح ، المدنيان أحدهما مأمور المديرية والآخر عضو لجنة محلية . أنزلوهم في مدرسة الغيظة الابتدائية وتحدث رئيس البعثة عن المهام التي قدموا من أجلها ، فارضا شخصيته التي بدت ثقيلة ، في حركة استعراضية من خلال عبارات ثورية منتقاة . غادر الرفاق وفي المساء حضر جمع يتقدمهم المحافظ بصحبة قائد الشرطة الشعبية . تغلب على الجميع الطبيعة البدوية مع مسحة من المظاهر المدنية الغير منسقة . جميعهم كانوا مغتربين في الكويت فاختاروا أن يضعوا حدا للاغتراب وحدا آخر للتخلف الذي يعاني منه شطر اليمن الجنوبي وبخاصة محافظة المهر فقرروا العودة من أجل بناء الوطن.
تنحنح المحافظ وبدأ كلمته باسم الثورة فحيا المناضلين والشهداء ثم تكلم عن الثالوث البغيض [ الفقر ـ الجهل ـ المرض ] ، الذي تعاني منه المحافظة وتمنى أن يكون العهد الاشتراكي القادم عهد انتشال الشعب من المنازل الدنيا إلى المراتب العلا بالرغم من الصعوبات التي ستواجه مرحلة تطبيق الاشتراكية العلمية ، فالبندقية بيد والبناء باليد الأخرى ، ثم تحدث عن المشاكل الآنية الملحة ، منها: مشكلة الأمية وآثار الاستعمار البغيض . رد رئيس البعثة بكلمة مماثلة انتهت بالتصفيق. ثم تناول الجمع الحركة التصحيحية واتفق الجميع على أنها نصر على اليمين الانتهازي. كان في الحوارات الثنائية بينه وبين من يستلطفه يقحم الزعيم في النقاش كرجل العصر فوجدهم قوميين من الدرجة الأولى ففرح وهو لا يدري بأن من أهداف حركة 22 يونيو التصحيحية الارتقاء بالنضال من القومية الضيقة إلى الأممية الشاملة وما يلحق ذلك من تغيير في المبادئ والأفكار والزعامات.
ناموا في ساعة متأخرة من الليل ، وفي الصباح تسلم كل منهم من يد رئيس البعثة برنامج عمله . تحددت مهمته في الآتي:
ـ التدريس في قيادة الشرطة عصرا .
ـ ===== في مركز هولم صباحا
ـ ===== في مقر نقابة العمال مساء .
في مركز هولم الذي يبعد نحو عن المدينة خمسة كيلومترات جنود خمسة ، شباب يسألونه عن مدينة المكلا وعن سوق:[ صلوا على النبي ] ويحدثونه وعن البدويات الجميلات في المهرة وكيف الوصول إلى قلوبهن ، وعندما أجبرهم على الإنصات لغرض التعلم يصمتون قليلا ، ثم يتكلم أحدهم باللغة المهرية فيضحك الباقون وهو بينهم كالأطرش فينتقل الموقف إلى الهزل واللامبالاة . هنا الذباب منتشر بكثافة ولأول مرة وآخر مرة في حياته شاهد فيها ذبابا أليفا . لم يستمر هؤلاء الجنود فقد استبدلوا بغيرهم ضمن برنامج عسكري إلا الذباب الثقيل ظل يسبب له المضايقة . الجنود الجدد من نفس العجينة ، خاملين وكأنما هم مجبرين على الجلوس في خيمة محاطة بالرمال ، يرقبون السيارات القادمة والخارجة من الغيظة وعندما تشتد الرياح يغلقون الخيمة وبين ممدد يغني أو قاعد يحك رأسه وإبطيه.
في مقر الشرطة عصرا استقبله القائد وسر لهذا التواضع الجم وعزا ذلك إلى الأخلاق البدوية ، غير أنه فوجئ عندما علم بأن القائد المهاب هو الطالب الوحيد الذي سيتولى تدريسه ، وكم تمنى أن يرتدي القائد الزي المدني ، ويخفض من صوته وهو يعطي التعليمات للجند ، ليجد الحرية الكافية في التخاطب معه كأمّي ، قائد للشرطة ، ولكن الحواجز سرعان ما ذابت ، فالرجل بسيط جدا لا يزال يذكر الأيام الخوالي في الكويت عندما كان مغتربا هناك ولكن بانتقاد حاد ، يذهب بعيدا فيحشر الإمبريالية ، وتوغلها وامتداداتها ، ورغم تلك النصوص السياسية فإن حظه من الفطنة نسبة لا تذكر ، وإن كان ملما بالشئون العسكرية إلا أن نصيبه من التحجر والتصلب أكثر إذ لم يفهم شيئا ، وكان يريد أن يكتب اسمه ، ثم كلمة اسم الجمهورية: [ جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ] ، ثلاثة حروف بالإضافة إلى إثني عشر حرفا هي كل ما استوعبه القائد .
لاحظ أن كل من هؤلاء المسئولين الأميين حريص على تعلم بادئ ذي بدء كتابة اسم الجمهورية ، فسكرتير نقابة العمال طلب منه في البداية تدريسه هذا الإسم الواعد . غادر ولم يعرف السبب لم هم مصرين على كتابة الاسم الساحر أولا. مع سكرتير نقابة العمال بالذات واجه بعض الصعوبات منها مسكة قلم الرصاص الذي يضيع بين أصابع جزلة . سكرتير النقابة هذا أضحى فيما بعد سكرتير الحزب وعضو المكتب السياسي المرشح وعضو اللجنة المركزية ، وكثيرون من مثل هذا السكرتير أضحوا من جلادي هذا العصر البغيضون بعض أهله.
الملفت للنظر أنهم يدركون طبيعة الصراع العربي القومي مع الأعداء وكأنهم قدموا من مصر أو دمشق أو بغداد ، ولكنهم كانوا في الكويت ، وفي الكويت الصحافة حرة إلى حد ما في ذلك العهد ومجالس الديوانيات تناقش هكذا نضال عربي دون تشويش أو تضييق، فأعجب بل استفاد من أحدهم وهو يشخص حال القومين العرب والصعوبات التي يواجهونها ، منها: العداء المستحكم بينهم وبين الإخوان المسلمين في الوقت الذي تتقاطع مصالح الجميع حول نقاط عدة أهمها: مقاومة الإستعمار ، فكانت فرصة لأن يقول شيئا مهما بدافع الإستعراض في هذا الظرف بالذات ، فقال للمتحدث المشخص للحالة:
- طبعا الإستعمار [ بكافة أشكاله وألوانه ]
في الساعة الثامنة مساء يتواجدون في المدرسة وتبدأ الدراسة الأخرى . إنها القراءة من كتاب [ أصول الفلسفة الماركسية ] . تتوسع الحلقة كلما جاءهم مسئول أو ثوري ناشئ ، وبعد كل فقرة يقرأها عمر يقوم رئيس البعثة بالشرح ، والغريب أنهم يركزون على الجانب الفلسفي الذي يتعلق بالغيبيات وهم في حاجة إلى تعلم الشق الاقتصادي من البحث . لديه المناعة الكافية ، والحمد لله ، بفضل عون من رب كريم ثم بفضل الكتب المضادة لطرح ماركس في مسألة الغيبيات ويعود الفضل بعد الله إلى أستاذه الكريم الذي أمده بكتب تدحض هكذا فلسفات تنكر وجود الله .
في الساعات الحرة كان لا يكل ولا يمل من الحديث عن أهداف الزعيم ، ولكنه لا يتعدى النفرين كي لا يتهم بالتكتل والشللية . بدأ يحس بأن جمال عبد الناصر من الآن وصاعدا سيكون زعيما ثانويا إذا لم يكن زعيم منتهي الصلاحية . أكثر من تحدث إليهم وجدهم يحبون الزعيم مثله ومنهم من فاقه في حب الزعيم وفي المعلومة ، وأجمعوا على أن الفرقة قادمة بين العرب لا محالة لأنهم يخلقون عداء فيما بينهم وعدوهم المتربص بهم جميع واحد ، فبأي منطق يعادون زعيم القومية العربية وهم سيكونون لقمة سهلة للعدو إن تراخى النضال القومي. مضت أيام فإذا بالنفر يتحدثون عن زعامات جديدة ، أكثرهم شهرة: لينين ، ماوتسي تونغ ، فيدل كاسترو ، ويتحدثون عن البلاشفة والمناشفة وصن ياصن وتشيانغ كاي شيك ، ولم يجد من يتحدث إليه عن الزعيم ، وإن وجد فخرس من طرف واحد . علم أن مرحلة الغسيل قد بدأت وأن عليه أن يقي نفسه شر ويلات قادمة إن هو تمادى في ترويج أفكار الزعيم الخالد.
كان محظوظا عندما فارق المظاهر العسكرية ومظاهر الفتوة وكلام وارد من بعيد بعد أن انتقل إلى [ العبري ] ، قرية صغيرة على أرض منبسطة بخلاف الغيظة التي كانت على ربوتين ، تسمى: [ الجحي العلوي ] و [ الجحي السفلي ].في العبري درس النساء اللاتي كن على درجة من النباهة والصفاء الذهني وبنات خجولات كبار ، راغبات في الدراسة ، أبدين مقدرة عالية في الاستيعاب فزاد سروره وحماسه إلا أنه شعر بالندم عندما استغل بساطتهن وثقتهن فيه ذلك أنه وعدهن في حصص التثقيف بمستقبل مشرق زاهر سيكون لهن فيه نصيب.
وحتى بعض الأهالي هنا في العبري يفتخرون بثورة 23 يوليو ويحبون الزعيم فكانت فرصة للتسامر والحديث حول الأمة ومستقبلها ، ولكنهم لا يدرون أنهم ذاهبون إلى موسكو والصين الحمراء وإلى كوبا وبوليفيا حيث آرنستو تشي جيفارا صاحب القول:
[ يا جماهير الجياع..
إن عجزنا عن لقاكم
وغرقنا في الضياع..
فاحذروا طابور أمريكا المسافر… ]
وهذه المعلومات عن جمال عبد الناصر ومستقبل الأمة العربية تلقفوها من المذياع وأتتهم من الصحافة الكويتية ومن النقاشات في الدوانيات عن العرب ونضالهم القومي.
كانت ليلة شؤم تلك التي طلبوا منه بعد منتصف الليل التأهب لقتال الأعداء على الحدود الشرقية ، جاءوا ضاحكين وكأنهم سيذهبون في رحلة صيد ليلية فناولوه رشاشا ومخازن رصاص ، وأبدى حماس ظاهريا ولكنه من الداخل شتم الذي تسبب في توريطه أيّا كان وهو يعرف أن المقصود صديقه جعفر . تذكّر الأهل والصّحب وفكّر في نصر وهزيمة وموت ، وأين سيدفنونه فيما لو قتل ، ثمّ أنه يرغب في الرحيل فورا إلى المكلا ، ولكن هيهات........
فرج بعد الشّدّة
قال له أحدهم: نحن الذين سنذهب لمنازلتهم ، أمّا أنتما فلا ، أنتما أستاذان كريمان ضيفان علينا. طبعا قالها بلهجته المهريّة الغير واضحة إلا لمن يعرف المهرة وسرعتهم في الكلام . همّ بتقبيله فرحا لكنه أدرك أن ذلك ليس من أخلاق الأبطال .
علم بعودة الرفاق مصطحبين أحدهم جريحا سلم روحه إلى بارئها في الجو بينما كان في طريقه إلى العاصمة عدن للعلاج . هذه الحادثة تسببت في اضطراب حالة نفسية سرور الذي عاد وهو يرتعش يقول كلاما غير متناسق .
جنود مركز العبري يبدون الاستعداد للدراسة وهم في الحقيقة يودّون لو يكون الكلام في العشق والقصيد الشعبي. الرائع في هؤلاء البدو براءتهم فهم يصدقون ما تقوله في الشأن العام باعتبارك خبير تفهم أكثر منهم ، غير أن صفحة الجمال هذه سرعان ما تتحول إلى خبث عندما يتعاونون على الإثم فبمجرد الحديث عن أسباب التخلف يعتقدون أنهم المستهدفين ، لكنهم في المجمل براءة ونقاء.
ذات الهيئة وذات الصورة وذات البروتوكول السائدة في القضاء والحكم من قبل شيخ العشيرة في الرمال والشعاب هي مع المحافظ ، فلا كلفة ولا رسميات ، كل أحد يدخل يسلم بأعلى صوته فيبادر المحافظ برد التحية ثم يسأل القادم عن الأخبار كما اعتاد البدو ، ولا يجد أحد الحاضرين حرجا في أن يسأل المحافظ عن مشواره ليلة البارحة عندما مر بسيارته على بدو في البر ، فيرد المحافظ والكل ينصت ، وهكذا يتبادلون الحديث حتى يحين موعد القصاص أو الفصل في القضية فيسود الصمت إلا عند السؤال. تواضع وبساطة ومشاكل صغيرة ومنها الكبيرة في بيئة نقية وفي حال من التواضع المعيشي ، وكل هذا لا يستدعي أن يرضخ كل هؤلاء تحت نظام حكم ماركسي يعتمد على أساس زراعي وصناعي وما يتضمنه من حقوق فلاحين وعمال فنيين ، فلا تزال الهوة بينهم وبين عالم الإشتراكية كبيرة جدا ، فلا وسائل إنتاج ولا زراعة أو صناعة ، وكل همّهم الحصول على ماء للشرب.
بين سلوك وسلوك الفرق بون ، فأغلب الأهالي الذين لم يهاجروا إلى بعيد ومنهم من لا يتعدى ثلاثين كيلومتر في دائرة قطرية لا يزالون يحملون بصمات الماضي ويتراءى للناظر نفر منهم وكأنهم رسوم حميرية بثت فيها الحياة فجأة من على حائط صخري. لا يفهمون إلا ما يمر عبر لغتهم المهرية ، ولا يعرفون المسكر ولا المخدر ، والويل لك إن اقتربت من نسائهم فإن أحببتها عذبتك وإن أحبتك عذبتها ، ورجالهم صادقين مخلصين إلا من كان متهما بالخروج عن القاعدة ، والعلامة الفارقة في أولئك الذين هاجروا ، والعلامة الفارقة أكثر والمميزة أكثر في بعض أولئك المسئولين الذي ابتدءوا في نسف بعض الأعراف الجميلة ، والبدوي صفحة بيضاء مسئول عن تلوينها كل من نقش عليها. تركهم وريشة الرسامين الجدد بدأت ترسم ملامح صور جديدة ستفني وإلى الأبد نقوشا جميلة أبدع في رسمها الأوائل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سالم علي عبد الله الجرو ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعديل الأخير تم بواسطة سالم علي الجرو ; 07-14-2007 الساعة 08:01 AM
  رد مع اقتباس
قديم 07-14-2007, 11:14 AM   #56
سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي))
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي))


الدولة :  Saudi Arabia
هواياتي :  القراءة والسباحة وتصفح الانترنت
سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي)) is on a distinguished road
سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي)) غير متواجد حالياً
افتراضي

الــــعـــــودة الى المكـــــلاّ


ودعه البعض بالهدايا التي رفضها وبالعناق الحار ، وبعضهن عانقنه عناقا وديا أخويا ولكن من بعيد ، ومن قال أن العيون لا تودع ولا تتكلم؟ . لا يستحق منهن ذلك الشعور بعد أن كذب عليهن ووعدهن بمستقبل زاهر في ظل ثورة الكادحين . زملاء الغيل أكثرهم فرحا بالعودة لأنهم عائدين إلى مدينة ألفوا ثقافتها ، أما هو فتمنى البقاء في بلاد الصفاء لأنه يحب البدو منذ أن عرف أبناءهم في المتوسطة والثانوية . جاء تعلقه بالبدو منذ أن سأله مدرسه في الإبتدائية:
- لماذا أرسل أبو طالب سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى البادية وهو صغير؟
عرف عن ذمة ووفاء وعهد المصلين المستغفرين في المدن والقرى فلام البدو لعدم الصلاة والتقرب إلى الله ولام المصلين في المدينة الذين لم يتخلقوا بأخلاق البدو في العهد والوفاء والذمة . ولعلمه بأن لا حياة لمن تنادي صمت وظل يحب البدو ، وعندما تلامس المدنية القادمة البلاد البكر والأرض العذراء وتسحق عجلات السيارات كل نبتة خضراء تزين الأرض ، عندها سيتساوى الجميع.
استقبلوهم في المكلا استقبال المناضلين الشرفاء في مقر الإتحاد الوطني لطلبة اليمن وكان الأشقياء يسترشدون بأدبيات النضال وينفذّونها بإيمان وبعزيمة ، فينادي أحدهم الآخر [ يا رفيق ] ، وبالجملة: [ أيها الرفاق ] وكان يحسب نفسه مناضلا فقلدهم بالرغم من عدم وجود مسدس يتزين به كبقية الزملاء فهو غير ملتزم رسميا للتنظيم السياسي ، ولكنهم يعدونه صديقا ، وهو كذلك من أجل صديقه جعفر ليس إلا . كانوا يطلبون منه المغادرة أثناء الاجتماع الحزبي ، ولا يعرف شيئا عن الأسرار عدا ما كان يسمعه من البعض وهم يجردون أحد المناضلين من وطنيته ويتهمونه بالعمالة ، ومثل هذا التقليد يسميه البعض: سقوط الورقة الصفراء. يقولون بأن أوراق الشجرة تتساقط كل يوم ، وهذا يعني أن الذي لا يواكب المسيرة يسقط تلقائيا ، إما حيّا أو ميّتا.
ذهب كل إلى أهله فرحا مسرورا إلا هو ، فقريته منه بعيد ولو قربت لاختار البعد ، ولم يبق من مدة الإجازة غير شهر قضى منه خمسة عشر يوما في قصر 14 أكتوبر [ ذات القصر الذي حسد السلطان عليه ، فسأل: ماذا يعمل السلطان بهذا القصر؟ ] ، نزل ضيفا معززا في غرفة تطل على البحر تذكره في لياليها الموحشة غالبا بخاله الغريق ، وهذه المرة أقام معه زميله سرور لفترة قصيرة ثم غادر إلى أهله في حال أفضل ، فلم يعد يكثر التحليل العلمي لكل مادة . كان المسكين يشغل نفسه بمعرفة سر الكون ، وهل الدجاجة من البيضة أم البيضة من الدجاجة؟ . من الأسئلة التي تشغل بال سرور: إذا كنا نحن البشر في الأصل منحدرين من القرود، فيا ترى ماذا سنكون عليه بعد مليون سنة؟ . أجابه: سنظل بشر ، هذا إذا قدر الله للدنيا أن تبقى . غضب منه واتهمه بالتحجر قائلا له: أنت ميتافيزيقي وأحيانا يتهمه بالديماغوجية .
جميع المناضلين الشرفاء الذين يقصدون القصر شباب لم ير فيهم واحد قط يقرأ في كتاب أو استمع إلى حديث جاد يتعلّق بهموم الآدمي المسئولين عنه ، فجلّ ما يتحدّثون عنه: ( الإمبريالية ـ القوى الرّجعية ـ الإتحاد الوطني لنساء اليمن ـ ..... عضو اللجنة المركزية .... عضو المكتب السياسي ..... ) ، كلام يتكرر. لكنهم كانوا لا ينهبون المال العام ، فالحسابات التي تجري والمستندات التي مرّت أمام عينيه تدلّ على أن الرّقابة على المال العام صارمة .
كانوا يطعمونه في القصر مع مجموعة من ثوار عمان ، غير أنهم لما رأوه حرف علّة كواو زيدت في عمرو ، أوقفوا تلك الوجبات الشهية وطلبوا منه بلباقة مغادرة القصر إلى مكان آخر ، بناية صغيرة تتكون من دورين ، خالية من الأثاث ، جعلوه مقر ضيافة للبدو القادمين من بعيد وللذين لم يجدوا حرجا في ضيافتهم في بيت مهجور قديم . في المقر الجديد قضى أياما في غرفة مظلمة في الدور الأرضي يقلب الصفحات في صمت وسكون وأحيانا يغني . كان يتفحص مئات الصور بين شاب وشيبة ، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وأغلبهم من وادي دوعن ووادي عمد وعدد قليل من بطن الوادي ومن سيئون . هؤلاء الذين نشروا الاسم والرسم والصفة الحضرمية. غرفة مليئة بجوازات السلطنة القعيطية الحمراء اللون ذات الشعار الإنجليزي: [ أسدين متقابلين ] التي استبدلت بجوازات جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية سوداء اللون ذات الشعار العربي [ النسر ] ، مكث فيها يستعرض النازحين من بلاد البخور.
لا أحد يسألك في هذه المدينة البائسة الضاحكة: من أين قدمت وإلى أين أنت سائر ولماذا أنت في المكلا؟ ولو قابله ابن قريته وسأله فسيكون الجواب: قدمت من غرفة ظلماء في دار الضيافة وذاهب إلى مطعم متواضع لتناول وجبة على الحساب إلى ميسرة . أنا في المكلا إلى جوار صديقي جعفر ، وسيسأل: من هو جعفر؟ . إنها عادة تبدو للغريب ثقيلة تدخل في الخصوصيات ولكنها في البادية والقرى والريف الحضرمي عادة غير منفرة. معروف عن الإنجليزي أنه لا يجاوب إلا في نطاق السؤال ، ولكن مواطن في البلاد العزيزة كحنفية ماء لا تتوقّف.
كانت فرصة عندما اصطحب طالبا ملتزما كفاحيا إلى ذات القصر الذي طرد منه بلباقة ، وكانت المناسبة زيارة الأمين العام للتنظيم السياسي: عبد الفتاح إسماعيل لمدينة المكلا . علم في المحاضرة أن وجبة عشاء الضيف كانت فولا ، وقال المحافظ بصريح العبارة:
( أردناها فولا لنطلع الرفاق في القاعدة على مشاركة القيادة لمعيشة الجماهير ، فأغلب وجبة العشاء لسكان المكلا فول ) . محافظ ، محافظ على صحته وصحة جيبه فلا يدخن سجائر ، لكن الرفيق وإلى جانبه آخر يتناولان بين الحين والآخر بكت [ الروثمان ] الإنجليزي فيشفطان بكيف ، وبدون تلكؤ أو تعتعة كان الرفيق العام يتكلم بسلاسة عن اعتماد البؤساء في اليمن على السماء: [ يرفعون أياديهم طالبين نزول المطر ، لذلك هم فقراء وسيظلون كذلك ما لم يرتقون بأنفسهم من هذا الجهل المطبق ] . تكلم عن الدور القادم للتنظيم السياسي الجبهة القومية بعد أن يتحول إلى حزب من طراز جديد وأنه سيكون الوعاء السياسي لكل اليمن ، والذين يقرءون ما بين السطور ومنهم الطالب الملتزم استنتجوا أن الحزب سيكون الوعاء للجزيرة العربية ، وبالتحالف مع الأحزاب التقدمية في الوطن العربي ستتوسع المساحة في طريق التوسع نحو التحام نضالي أممي سيسقط الإمبريالية في نهاية المطاف فتسقط الدول وتعم الشيوعية فتسود العدالة ويعيش سكان الأرض في رغد من العيش الآمن . قارن ما سمعه من الرفيق الأمين العام مع ما سمعه من رئيس البعثة في محافظة المهرة فوجد الكثير من التطابق مع فارق البعد الإقليمي والدولي الذي تحدث عنه الأمين العام الأنيق. شيء من عدالة في بعض ما قاله هذا الحجري غير أن الضرر الذي سينشأ مما قاله أكثر من النفع الذي يعد به وشره أكثر من خيره.
في هذه الفترة لم يشاهد جديد في الشارع الرئيس للمكلا الحية غير استحداث مناسبات فيها رقصات واجتماعات تتخللها هتافات تعقبها رقصات ، والشيء المثير للدهشة والتعجب هو خروج بعض النسوة في زرافات ، متزينات معطرات ، لا يجدن غضاضة في الضحك والتثني وظهور ما يهيج الرجل .لا زال صدى أغنية الحصاد ترنّ في أذنه وقد كانت تشهر بامرأة أطعمها رجل حلوى مقابل متعة..........
أينما تذهب في الديار العربية ستجد المرأة في أوليات الشعر ، وإن كنت تجالس رواة القصص فلن تسمع غير قصص الحب والغرام وحتى الأراجيز وغناء الجمالة والحصاد تدخل فيها المرأة بجمالها وجسدها . علماء العرب سبقوا إلى الابتكار وكانوا من أوائل المخترعين والمكتشفين في علوم الطب والرياضيات والكيمياء غير أن بحوثهم اختفت في ديارنا وظهرت في الأمصار البعيدة . وما تبقى في ديارنا: [ رجوع الشيخ إلى صباه ] [ اللذة ] [ ما فوق اللذة ] [ الروض العاطر ] ....... الخ. وفي العصر الحديث جدا الفيديو كليب وهات يا طبل ومتعينا يا هند....
ذهب ذات يوم إلى منزل صديق فوجده محاطا بنفر ينددون بما يجري داخل الشقة ، والذي جرى دخول ثلاث فتيات متزينات ، معطرات يلبسن الكعب العالي عند عزاب ثلاثة أحدهم صديقه . علم ذلك من الحشد الصغير الذي كان ينظر من شارع الديس العام إلى العمارة الواقعة في زقاق . ظن الغيورون أن ما يجري في داخل العمارة هو ضم ولحس وعناق وشيء آخر ، وهذا يدخل في باب المنكرات وسمع أحدهم يردد: إنا لله وإنا إليه راجعون ، وآخر يردد: هذا باطل ومنكر. استمع إلى ما يقولون فوجده كلاما يمس الشرف بنقية فخطرت له على البال فكرة نفذها في الحال ، وباندفاع الغيور على المحارم تقدم غير مبال وكأنه من فرق التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل وقرع الباب بقوة واندفع نحو الداخل وأخرج الفتيات بالرغم من اعتراض صديقه فأركبهن في سيارة أجرة وذهبن ضاحكات غير مباليات على مرأى من المتفرجين الذين رأوا في شخصه شجاعة لا تدل إلا على شيء واحد ، وهو أنه من رجال الحل والربط في التنظيم السياسي . لم يعلموا بأن الفتى الذي بدا لهم شجاعا كان مرغما لا بطل ، وأنه قدم لآكل كسرة خبز مع قطعة سمك إن وجدت عند صديق مفلس ، أرهقته السلف والديون.
من الإنصاف ذكر المحاسن لهؤلاء الثوار ، وإن عدّت قليلة إلا أنها تعد من محاسن التاريخ، فأولها: التساوي والأمن الذي نعم به الجميع ولكن بدون رخاء معيشي طبعا . وثانيها: الاهتمام بالإنسان باعتباره ثروة بشرية فانتشرت المدارس وتعددت التخصصات وإن كان التخرج يتم في جامعات لا أحد يحبذها لأنها في أقطار بعيدة ، مطعمة بالفكر الشيوعي . ثالثها: الانحياز نحو العاملين لا الخاملين . رابعا: الاهتمام بالزراعة غير أن النظام الاشتراكي جعل من العمال الزراعيين موظفين ، وفرق بين موظف وفلاح ، فالفلاح في السابق نذر نفسه للأرض بينما في العهد الاشتراكي سخر الأرض والحرث لنفسه . خامسا: إنشاء مراكز تأهيل مهنية للشباب الذين لم يسعفهم الحظ في مواصلة الدراسة العليا . أما المساوئ فكثيرة جدا نالت من كل شيء بداية بحرمان الإنسان من تنوع الغذاء وبروحانياته وبتفجير الصراع الطبقي ونشر العداء ، وبالأسرة والمعيشة وحتى الأخلاق والفضائل المتوارثة في ديارنا الجميلة . وعلى المستوى الخارجي لم يحسنوا الصنع مع الجيران والمحيط العربي . والمثير للحزن أن تجد كادر في الدولة من الذين أوتوا النصيب القليل جدا من العلم والمعرفة وجزء كبير منه لا يعرف ما ذا تعني المدرسة لأنه لم يدخلها .
كان لا يغيب عمن يقرأ مأساته وهو صديقه جعفر ، فإن ركب سيارة وتجول في المدينة فبفضل الله ثم بفضله ، وإن حضر وليمة أو احتسى شربة على ناصية الشارع أو شرب كوب من الشاي فبفضل الله ثم بفضل جعفر ، ثم أنه يلتقط مصطلحات ثورية وسياسية يستخدمها عند اللزوم.
كانت فرصة هيأها له صديقه جعفر فاقتنصها: وإذا درّت نياقك فاحتلبها . دعاه ذات يوم إلى مقر الاتحاد الوطني وسلمه مكبر صوت ، والوظيفة أن يزعق في سيارة مكشوفة بأعلى صوت:
[ يا جماهير النضال والمسيرة ، أنتم على موعد مع فيلم: الإمام أحمد ، تمثيل صلاح عبد الصبور . سيعرض في قصر 14 اكتوبر مساء يوم ..... ] كان عليه تغطية المكلا والغيل ، والأجر عمل وطني ولقيمات دون أن يدفع شيئا ، مع نزهة وهذا مكسب كبير لعاطل في المدينة ، وإن بحّ صوته ، فلكل عمل وطني تضحيات.
لا يستحق الإمام أحمد ذلك التجريح ولا التشهير بأن يمثل به تمثيلا لا أخلاقيا ، والميت أمانة الحي ذلك أنه لا يستطيع الرد على ما يقال فيه من قبح الوصف والكلام ، فهم متهمون بتخلف اليمن ، ومناحي التخلف قابلة لأن تمثل في أكثر من فيلم فلا ضير في ذلك ، أما أن تؤخذ الجوانب الشخصية بكثير من الافتراء والمبالغة ، فذاك ما لا يقبله الآدمي أيا كان دينه ومعتقده. كل إمام في اليمن نحسبه ظالم في العرف السياسي بصرف النظر عن التوافق من عدمه حول هذا الاتهام ، غير أن تاريخهم الشخصي يجب أن يظل كما هو دون تزييف ، فكل إمام كان نموذجا محافظا لهوية غنية نافذة مشاعة ملزم بحفظ القرآن ودراسة العلوم الدينية النقلية والعقلية ، وتشمل أصول الدين وأصول الفقه واللغة والنحو والتفسير.
علم أصول الدين وفروعه:
أولا: ( العدل والتوحيد والوعد والوعيد والمنزلة بين المنزلتين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ثانيا: أصول الفقه والمقصود العلم بالأحكام الشرعية العملية الفرعية عن أدلتها التفصيلية ، وتعتمد على إتقان دراسة وفهم الأدلة الشرعية بترتيبها من الكتاب والسنة والإجماع والقياس ، إضافة النحو واللغة واللطائف الأدبية ).
فأين من تحدث أو كتب قصة أو رواية عن هذا الالتزام الأخلاقي الرفيع . إنه حق لقادة نعدهم من السلف ، شئنا أم أبينا ، وإذا ما علمنا بأن أئمة اليمن هم من حيث المدة التي حكموا خلالها اليمن يقاربون مدة الإمبراطورية اليابانية ، فإنه من البديهي أن يتساءل المرء: أين هي الآثار ، وأين هو الأثر؟ . فالمدة الطويلة جدا لا بد وأن تترك أثرا للملوك ، ومعلوم أن الناس على دين ملوكها ، فأي تأثير أخلاقي تركه الأئمة على اليمن بعد مئات السنين ، خاصة المحافظات الشمالية بالرغم من أثر القات المزمن؟ . كل يمني في الأمصار البعيدة أعطى صورة جميلة ورائعة في النبل وفي الفضائل والأخلاق . وبدون خجل فهذه كتب التاريخ بين طيّاتها مجالس اللهو والمجون في عهود خلت في الأمصار العربية . من سجل أو حفظ سطرا واحدا عن لهو ومجون في تاريخ الأئمة الذي هو تاريخ اليمن بالضرورة؟ . وحتى المستشرقين الذين زاروا اليمن أو الأوروبيين الآخرين منهم الطبيب كالدكتورة هوك ومنهم الرحالة لم يكتبوا إلا ما عاينوه أو قرؤوا عنه ، ومما كتبته هوك: أن نساء الإمام في القصر يخطن ثياب الجند. لا بأس من وجود معاصي في أرض الله ، هذه ظاهرة صحية غير أن التحامل الغير مبرر والتلفيق والافتراء وتزوير التاريخ وتشويه الحقائق أمور ينبغي فيها الإنصاف ، وإذا لم ننصف الآخر بعد رحيله ، فهل نضمن من ينصفنا بعد الرحيل؟.
كان الإمام المنصور بالله يقاتل ضد الأتراك وفي استراحة المحارب يفقه رجاله في الدين عبر المحاضرات ، وفي الخلوة يصلي ولا ينام إلا قيلا. سيحاكم البعض منا الإمام المنصور بالله محمد بن يحيى حميد الدين [ 1250/1322هـ - 1836/1908م ] بتهمة جر البلاد إلى التخلف ، لكن من سينصفه في استعراض السيرة الذاتية؟ .
في وقت متأخر عرف نفر من رجال آل حميد الدين فاحترمهم رغم أنفه ، لا لأنهم بشوا به وابتسموا له ، بل لأنهم مدرسة مميزة في حب الوطن والولاء له وفي الأدب والرفعة وسمو المعاني وفي الأهداف السامية التي يتمنوها لأمة تتهاوى . قرأهم وفي الذاكرة صور الاقتتال بين سكان الوطن الواحد ، وقرأ القيادات المعاصرة وهي تحدث اليمن وتدخله العصر الذي يعيشه وفي الذاكرة ظواهر الفساد المالي والإداري، ولكل رسم وبصمة ولكل جواد كبوة والتاريخ أمانة كما هي الأمانة الحفاظ على العهد والاتفاق عرفيا أو دستوريا.


أنت شخص غير مرغوب فيه


هكذا كان يشعر من خلال النظرات الغير عادية نحوه ،والحذر والتحفّظ عندما يتكلّمون ، فبعد حركة 22 يوينو التصحيحة 1968 بدت معالم جديدة تظهر على الإنسان التنظيمي أو الحزبي أو من له بهم صلة على أن الطّلبة أكثر شريحة حاملة للجرثوم ، فيهابونهم ، وعندما يخاف الأب من ابنه والأخ من أخيه فلا فرح ولا مرح ولا حتى مزاح صادق . اختفت البسمة ليحل الشّك والترقّب. ليس هو بمفرده بل كلّ طالب متّهم بالمراهقة وحداثة السّن وعدم الرّزانة.
( عندما لا تكون معي فأنت ضدّي )
( كثيرون مدانون حتّى تثبت براءتهم )
كنت تسمع عن الثورة وعدو أو أعداء الثورة . من يحدد العدو؟ ، هنا مصدر الحيرة والخوف . التنظيميون ، ثلاثة:
_ من يفقه العمل التنظيمي أو الحزبي ويعلم عن التدرج في البحث والتحرّي والبناء والتّقييم وهؤلاء قلّة.
- من يرغب في التّسلق ولو على حساب شقيقه أو صديقه.
- من يخاف فيدافع عن نفسه بأيّ ضحية يختارها.
عندما يشاهدون من ينظر إليهم شزرا أو يقرؤون عدم رضاه عنهم يدرجونه في قائمة الأعداء لاسيّما أولئك الذي لهم تأثير على العشيرة أو الحي أو حتّى العائلات الصّغيرة .
المغتربون من غير أبناء العمال والفلاحين هم تحت المجهر .
ذوو الانتماءات الحزبية: ( حزب الرابطة ـ البعث العربي الإشتراكي بشقيه ـ الناصريون ) تحت الرّقابة.
كان يعلم أن التنظيم السياسي ـ الجبهة القومية ، لا يحتمل قبول من لهم ولاءات حزبية وليس في هذا ما يخيف ، لكن أن يظل غير التنظيمي تحت رقابة خريج ابتدائي فالأمر خطير على من وقع عليه اختيار أن يكون عدوّا ، تماما مثل ما نسمع حاليا عن العدو المحتمل أو العدو المفترض ن وما يقابلها من ضربات استباقية ، لكن ذلك في دهاليز وأروقة وإعلام مراكز السياسة الدولية المعقدة ، أمّا في أرياف حضرموت فمن الصّعب تحمّل تقييم أو تنميط كهذا ، ذلك أن الجميع تجمعهم الحاجة إلى الاستقرار وتحسين المعيشة.
فكنت تسمع عن اعتقالات . هنا لا يناقش صديقه جعفر حفاظا على الود ولو سجن من في الأرض جميعا ، غير أنّ جعفر يخبره بأن بعض الاعتقالات وقائية . نصحه ذات مرّة بأن يبتعد عن فلان وفلان وفلان ، ولما استفسر ، أجابه:
ـ هؤلاء أوراق صفراء ، مكانهم مزبلة التاريخ.

لكنهم عمّروا واشتهروا وعمّروا لهم بيوتا واختفي صديقه جعفر وإلى الأبد.

التعديل الأخير تم بواسطة سالم علي الجرو ; 07-14-2007 الساعة 01:28 PM
  رد مع اقتباس
قديم 07-14-2007, 01:20 PM   #57
نور الاسلام
حال جديد
 
الصورة الرمزية نور الاسلام

افتراضي

اللة يعطيك العافية والقوة وتظل تعطينا من بحرك الواسع

لك كل التقدير والاحترام
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

مشكورة هتونة الغالية

التعديل الأخير تم بواسطة نور الاسلام ; 07-14-2007 الساعة 01:23 PM
  رد مع اقتباس
قديم 07-14-2007, 05:29 PM   #58
سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي))
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي))


الدولة :  Saudi Arabia
هواياتي :  القراءة والسباحة وتصفح الانترنت
سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي)) is on a distinguished road
سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي)) غير متواجد حالياً
افتراضي

كلك ذوووق اختي نور الاسلام , أضاءت الصفحة بنور تواجدك , ربنا يحفظ جميع ادباء ومفكري ومثقفي
الوطن العربي الكبير ونخصّ منهم اصحاب المباديء حاملي هموم الامّة !!!!

فلسطين واليمن تأريخياّ بلد واحد وشعب واحد في النسب والانتماء , ويكفينا احاديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه واله وسلم .......

مرحبا مليوووون ....
  رد مع اقتباس
قديم 07-15-2007, 05:23 AM   #59
عبدالقادر صالح فدعق
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية عبدالقادر صالح فدعق

افتراضي

على العهد باقين ... سنتابع ونستمتع .................
يجب أن يطبع هذا الكتاب على أوراق الحرير وغلاف من مخمل ذهبي حتي يكون تحفه نزين به صدورنا وعقولنا
لك كل الود موصول . والشرقاوي كفايته فاجوان ........... كل يوم 3 سلامات .في جديد أو مافي ....
الله يعينها بايطلع لها الضغط الشرقاوي على بال ماينهي الكتاب .........:love
:
  رد مع اقتباس
قديم 07-15-2007, 09:26 AM   #60
سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي))
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي))


الدولة :  Saudi Arabia
هواياتي :  القراءة والسباحة وتصفح الانترنت
سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي)) is on a distinguished road
سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي)) غير متواجد حالياً
افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالقادر صالح فدعق
على العهد باقين ... سنتابع ونستمتع .................
يجب أن يطبع هذا الكتاب على أوراق الحرير وغلاف من مخمل ذهبي حتي يكون تحفه نزين به صدورنا وعقولنا
لك كل الود موصول . والشرقاوي كفايته فاجوان ........... كل يوم 3 سلامات .في جديد أو مافي ....
الله يعينها بايطلع لها الضغط الشرقاوي على بال ماينهي الكتاب .........:love
:

الكتاب لن تكون له قيمة الا بالقرّاء أمثالك أخي عبدالقادر , لقد أكسيت الكتاب عزّ وقيمة بشهادتك , الاستاذ سالم
دائما يقول ان الاوسمة والنياشين بالنسبة له يحصل عليها حينما يدرك بأن أحد قرأ له موضوع ,,, مابالنا اليوم
نقرأ شهادتك الغالية التي لاتقدّر بثمن مادّي استاذنا وشاعرنا القدير عبدالقادر فدعق.....

والود الذي بيننا عروة , والسلامات من فاجوان أو من غيرها تفرحني , ولكنك حسدتني لي يومين ماعاد شي
لاحس ولاخبر ...... ;gra

اشكرك من قلبي ولك أرقّ ارقّ تحيّه اخويّة صادقة .....

التعديل الأخير تم بواسطة سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي)) ; 07-15-2007 الساعة 10:20 AM
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اسر ضحايا 13 يناير تقدم اسماء ضحاياها لمجلس الامن والمحكمة الدولية؛؛؛؛؛ الخليفي الهلالي سقيفة الحوار السياسي 11 06-02-2011 02:35 PM
سالم الجرو والتحرش بكتابة التراث الشعبي والتاريخ الحضرمي الدموني تاريخ وتراث 10 04-19-2011 10:18 PM
هل نحتاج لانقلاب ليُصلح الحال سالم محمد باعباد الســقيفه العـامه 49 03-01-2011 07:39 PM
الحضارم السلفيون ابوسعدالنشوندلي سقيفة إسلاميات 0 12-12-2010 02:24 PM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas