المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > شؤون عامه > الســقيفه العـامه
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


ياغير مسجل أنـّـةٌ من القلب الدامي ،، لمؤلفه/ الاستاذ سالم بن علي الجرو

الســقيفه العـامه


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-15-2007, 10:22 AM   #61
سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي))
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي))


الدولة :  Saudi Arabia
هواياتي :  القراءة والسباحة وتصفح الانترنت
سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي)) is on a distinguished road
سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي)) غير متواجد حالياً
افتراضي

هـوامـش

من جيل تعلّق بالوطن العربي وبهمومه وبالمستضعفين في الأرض ، لكنها الأيام وتقلّباتها ، أتت بثقافة جديدة ورجال مساومة. ذلك أن السياسة دارت دورتها فانقلبت المفاهيم وجاءت ثقافة جديدة بإنسان جديد بعد زحف المغول الجدد . والذي يؤمن بالمصالح العامة قبل المصالح الخاصة هو لطيف أكثر من اللازم وعليه أن يتراجع ، كما قال ديوك روبنسون في كتابه: [ لا تكن لطيفا أكثر من اللازم ]: ( إن فكرة الحياة من أجل المصلحة العامة كانت أحد الاهتمامات الأساسية لمؤسسي أمتنا ، ولقد استبدلت الآن في عقول معظم الناس بمبدأ يملي عليك أن تحيى أساسا لمصلحتك الخاصة ) . وكذلك ما كتبته: ميلودي بيتي في كتابها: ( ما بعد التحرر من القلق بهموم الغير ) ، كيف أن الانغماس في شئون الغير يوجد الكثير من المتاعب لصاحبه بحيث يظل أسير قواعد وسلوكيات . لم يقتنع ـ بالطبع ـ بما قرأ لأنه يؤمن بما جاء في الحديث النبوي الشريف:[ المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له باقي الجسد بالسهر والحمّى ].والحديث الآخر: ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه ).
*****
الحديث عن القلاع والحروب والقتل فيه متعة بين الأقوام وهم يصفون معارك دارت رحاها بين عشيرة وأخرى أو بين فرد وآخر في قريتين متجاورتين، بعضها بالسلاح الأبيض ، والعجيب أن البعض يتحدث بهذا في المسجد قيبل الصلاة . تفتخر العشيرة بالقاتل وتصفه بالشجاع ويطول عنق من له صلة قرابة به ، ولا أحد يذكر أرامل أو أيتام ، على أن القوم يتشددون في ضرورة خلع سن الذهب من الميت كي لا يحرق يوم القيامة ، وحتى لو علموا بميت من بعيد سألوا: هل له سن ذهب؟ ، ويحرمون البول على الواقف لأنه يتشبه بالنصارى.
إن من يقرأ عن ضربات جوية نفذها انجرامز[ مندوب سامي بريطاني ] في الثلاثينات من القرن العشرين ضد بعض العشائر يكره هذا الرجل ويكره الإنجليز ، غير أنه بعد قراءة الأحداث من منظور إنساني يجد أن الرجل حقن الدماء ومنع قطاع الطرق من مزاولة مهنة قذرة.
*****

ما علق في الذاكرة رجلين ، معممين كان أخوه على كتف أحدهما وهو على كتف الآخر. كان ذلك عام 1954 ،[ حملانا على كتفيهما ـ بأجرة ـ من مدينة شبام إلى قرية { خشامر } مسقط رأس الأب الذي كان يتاجر في الذهب والبخور بين الهند وشرق أفريقيا وعدن].
*****


فروق كثيرة بين الكتاب والمدرسة النظامية ، ففي عهد المعلم أحمد لم يجرؤ أحدنا على الغناء في حين أن العهد الجديد يجعلنا نتمايل طربا في حصة الأناشيد . وكذلك القصص الممتعة التي تدخل في تهذيب النفس.
الأستاذ الجديد لا يفارق عصاه ، فوضه الآباء ، بقولهم: [ لك اللحم ولنا العظام ] ولا يمكن للصغير إلا أن يذعن لهذا العقد المبرم بين المدرس وولي أمره . أصعب لحظة تمر على الطلاب هي فترة التفتيش في الطابور الصباحي عن النظافة والأظافر التي يقصها معظمهم بالأسنان.
*****

شغوف منذ الصغر بمعرفة ما يدور بين الكبار من كلام ، وأغلبه يدور حول مكائد بريطانيا [ الخبيثة ] دون الوقوف على أيّ خبيثة وإنّما هو كلام ، ويكفي كراهية للإنجليزي من قبل العوام أنه يبول وهو قائم ، والأكثر وعي يقول: أنّهم يشربون الخمر . كان يسمع عن المجلس القروي بالعقاد [ قرية تجاور خشامر ] ، ولا يدري ماذا تعني كلمة القروي لكنه كان إلى الفرح أقرب لاسيما عندما يرى أباه يتهيأ لمقابلة أعضاء المجلس ، يكون بينهم إنجليزي أحيانا. كانوا ينزلون ضيوفا على الوالد الفرح والباش بهم ، وقبل وبعد تناول وجبة الغداء الدسمة كانوا يقولون كلاما يتعلق بالفلاحة والفلاحين . يرى في الإنجليزي علامة يرمز إلى المجهول الذي يحسبه فرجا وصورة قادمة لحياة جديدة سيتكلم فيها اللغة الإنجليزية ، وكان يطمح في ساعة Romer كتلك التي في يد الإنجليزي ، يطالع إليها بين الحين والآخر. عرف فيما بعد أن المجلس القروي كان يروج لمضخات الزراعة إنجليزية الصنع: آرمسترونج ـ بيتر ، كان وكيلها أحد تجار مدينة شبام ، يروجون لقروض من البنك الشرقي المحدود[ البريطاني ].
كل أوروبي يطأ الديار الحضرمية يطلق عليه نصراني ، يعيبونه بالتبول وهو قائم ، غير أن الأمر أدهى وأمر إن هم علموا.
*****
مدينة عدن على كل لسان مغترب ، فهي من الوجهة المدنية ميناء ، بها مطار دولي ومدينة تجارية ، ومن الوجهة السياسية ، عاصمة المحميات إذا ما كان المندوب السامي البريطاني ، المقيم بعدن هو الحاكم الفعلي .
كانت إذاعة عدن تبث كل يوم جمعة صباحا برنامجا يسمّى: ( ركن حضرموت ) ، يتضمن أخبارا طفيفة عن حضرموت ، ثم أغاني محمد جمعة خان وأغنية تتكرر كلّ أسبوع للمطرب: عبد الرّب إدريس . تذاع في هذا البرنامج أسعار الخضروات والفواكه التي بيعت في سوق خور مكسر المركزي للخضروات.
نعم الآباء أولئك الذين يهتمون بالصغار فيرشدونهم ، وبالصغائر فيوبخونهم ولا يحيطون بكبائر الإثم علما لأنهم جبلوا على حبّ الخير والتأفف من الشر ونوازعه.
*****
على أن الطفولة في مناطق الحضر لا تخلوا من مؤثرات قد تلازم الطفل فتسبب له الكثير من المتاعب ، منها: عقدة الخجل . [ إن الخجل هو ما نشعر به عندما نقوم بعمل ما يخيب ظن من نحبهم ]. أغلب الآباء لا يوبخون الصغار بأن عمل ما لا ينبغي فعله بل كانوا يقولون بحدّة: [ أما تستحي على نفسك. أنت سيء ، عديم الرجولة ] وفرق بين أن تقول للصغير: لا ينبغي أن تفعل كذا.. فأنت رجل ويبن قولك: أنت سيء ، عديم الرجولة، فحلت عقدة الخجل ، والذي يخجل يكون عرضة للسيطرة عليه ، ويقول النفساني المعالج: [ سكوت إيجلستون ]: ( إن الخجل يعوق تدفق الطاقة). والإنسان في المحصلة النهائية عبارة عن مجموعة من السلوكيات هي التي تحدد شخصيته ، والذين يعانون من عقدة الخجل ، يشعرون بعقدة الذنب ومشاعر أخرى مرعبة تسير بهم في طريق الشعور الدائم بالخوف والتردد ، وبأنه محطم. أما في البادية ، فإن التربية تختلف ، وتختلف مشاكل الأسر ، فلا سرية ولا غموض ، وللصحراء أعراف وتقاليد ، قال عنها رحالة أمريكي: ( إن جميع قوانين الصحراء العربية غير المكتوبة ، أمر يحتاج إلى مجلدات عديدة لن تكون أقل تقنية من مجلدات محاكمنا ).
إن التربية تسبق التعليم في المراحل الأولى ثم تلازمه في المراحل اللاحقة ، والذين راعوا السياقين معا هم الذين وصلوا بالإنسان إلى مراتب عليا ، فالصحة النفسية تقود إلى تفجير الطاقات والمواهب والقدرات ، ولعل فرص النجاح في تفجير طاقات ومواهب في تربية البادية هي أكثر منها في أي مكان آخر إذا ما توفرت وسائل التعليم .
*****

يتسبب الخوف في:
- موجات من التوتر
- إحساس بالفزع
- إزدياد معدل التنفس
- ضيق التنفس
- إحساس بالإختناق
- زيادة ضربات القلب
العرق وبرودة القدمين
*****


بخلاف البادية في التربية فإن للحضر نهج آخر في تكوين شخصية النشء لها من الإيجابيات الكثير ولها من السلبيات ما يثير المتاعب لاحقا في حياة النشء.البدوي يعامل الطفل كراشد عاقل في حين يظل البالغ في الحضر في نظر أبيه طفل . البدوي يخاطب ابنه بجدية في وسط من الرجال ، لكن الحضري لا يرغب في الحديث الجاد مع ابنه كي لا يبدوا تافها في عيون الآخرين أو أنهم مقتنعين بأن الحياة تنتهي عندهم . الترقب والحذر والخوف من لا شي تكون من سمات الطفل نتيجة لكثرة العتاب والتوبيخ القائم أكثره على الشك وعلى سوء الظن . إنها الثقة الغير مزروعة أو المنزوعة ، لكن الفتى البدوي لا يترقب ولا يحذر ولا يخاف إلا مما يترقب ويحذر ويخاف منه الكبار، فهو مشارك حميم لأفكار وهواجس المحيطين به: [ إنني أستحي وأنا بمفردي عندما أتذكر تصرفات بدرت مني في لحظات ضعف . أحب أن يكون تصرفي بدويا فيما يتعلق بالعهد والوفاء والشيمة والصلابة والدفاع عن جاري وصديقي إذا ما تعرض لأذى].
*****
في المكلا حيث ازدحام الأقدام كل شيء يختلف عن الوادي ، فلا سلام ولا مصافحة في الشوارع ، ولا سؤال: ممن أنت؟. هاله منظر القصر السلطاني: [ سألت نفسي: ماذا يعمل السلطان في هذا القصر الكبير المطل على البحر؟ ].
تمنى العيش في مدينة المكلا وكان له ذلك ، ففي عام 1967 جاء ترتيبه الثامن والثلاثون من مجموع خريجي المرحلة المتوسطة في السلطنة وعددهم: [ 408 ] ، وبات عليه الانتقال إلى المكلا للالتحاق بالثانوية.
[ في هذا العام صرخنا بأعلى صوت:[ برّع يا استعمار برّع == من أرض الأحرار برّع ]، والكثير من الشعارات. برّع باللهجة الحضرمية تعني الطرد المصاحب للغضب ، كأن تقول: [ أخرج من هنا غير مأسوف عليك ] ، فيتراءى للمرء أن صاحب الأمر هو الأقوى وهو كذلك في كل حين إلا أن الواقع أثبت أنه الأضعف ].
ولم نكن لنسأل: من سيحكمنا؟ غير أننا وجدنا أنفسنا ـ كطلاب ـ أصحاب قيمة عالية ولكن عند الطلب ، فكلما دعت الحاجة إلى مسيرات وشيء من الصخب الإعلامي نودينا أن احضروا فأنتم جيل المستقبل ، ثم ضاع الجيل والمستقبل فيما بعد. في الذاكرة رجل لا يزال يذكره ويذكره الكثيرون ممن استفاد من هذا الرجل ، فهو بحق شهم . كان يساعد الطلاب فيمنحهم تراخيص لتحميل سيارات النقل ومرورها في الطرق خاصة إلى حضرموت الداخل ولا يتساوى في الفرح والغبطة كل من حصل على ترخيص إلا الذي خرج من بنك فرحا بما أوتي من مال ناله عبر الحظ . هذا الرجل يدعى: بدر الكسادي . آخر رجل طاعن في السن ، رئيس دائرة الرعاية الاجتماعية . هذا الشيخ الطيب كان يهب للطلبة المستحقين ما يساعدهم على شراء مستلزمات الدراسة ، وتصل هباته إلى من يمرض من الطلاب كي يجد المرطبات في متناول يده نقدا من السوق.
كان الطلبة يهتفون ضد الاستعمار وأعوانه وكنت أحدهم ، وكنا نعتقد أن السلطان من أعوانه ، ولو كنت أعلم أنهم أدرجوا بدر الكسادي في القائمة لما انخرطت في مسيرات الطيش والنفاق تلك . السلطان رحل عن الديار ، أما بدر فقد أتوا به إلى ساحة الإعدام ، ومن حينها انتهت معرفته بالدنيا.

*****
إن ابن الصحراء كان مثار دهشة وإعجاب الرحالة الأوروبيين فهذا ويلفر ، الرحالة الإنجليزي كتب:[ لقد عبثت يد الحضارة المادية وروح الاستعمار الاقتصادي بصفاء الصحراء وطهارتها ، فدنست مقدساتها ].
*****
[ البحر من خلفكم والعدو من أمامكم ] . جملة خلدها في الذاكرة قائد عظيم ، هو طارق بن زياد ، كما خلدت في صفحات التاريخ قرون مجد عربي في ديار الأندلس كانوا رجاله أولوا بأس شديد ، وقبل أن ينحدر بالقوم المسار نحو صخب ورقص بمئات السنين وبّخت والدة ابنها ، آخر الملوك العرب والمسلمين ، حاكم مدينة [ غرناطة ] بالعبارة الشهيرة: [ ابك كالنساء ملكا لم تدافع عنه كالرجال ] .
مجد شهد له التاريخ ببروز علما ومفكرين وفنانين ومبدعين في الأندلس:
• أول فكرة في الطيران أتت من عباس بن فرناس القرطبي ، وهو الذي اخترع الزجاج من الرمل.
• وفي الأندلس عاش أبو إسحاق إبراهيم الزرقاني عالم الفلك الذي اخترع الاسطرلاب فأثار دهشة الأوروبيين ، وفيها أيضا عاش الفيلسوف ابن رشد.
• وللعلماء الأندلسيين السبق في الوصول إلى علوم الفضاء ، فوصلوا إلى صناعة المناظير الفلكية الضخمة ، وهم الذين أول من قاموا برسم الخرائط وأول من قالوا باستدارة الأرض ودورانها حول محورها ودورانها حول الشمس.
وعلوم شتى وصل إليها العرب ، نقلت إلى الديار الغربية هم اليوم في أوج مجدهم بينما يلهث العرب في مسيرات تنديد وتأييد ولا هنالك ما يبشر بالخير..........
*****

يميل إلى الكتمان لا يظهر همومه وإن كانت تهز الرواسي. وان بدت مشكلتك تبدو تافهة فانه يصغي جيدا إلى ما تشكو منه باهتمام, ثم تأتي ردود أفعاله مسلية تارة ومواسية تارة أخرى . كثيرا ما تحسبه يتوجع لمصابك وكأنه الحدث الوحيد الجلل , وعندما تكتشف - وهذا في النادر - أنك أهدرت الوقت وعملت من الحبة قبة , وأن مشكلتك لا تساوى شيئا أمام الذي يعانيه ويكابده , فانك تطلب منه الصفح على استحياء .
منذ صغره يشفق على المرأة . يعيب الصفة التي تحتقرها كقولهم: ( المذلول ) ، ( المكلف ). ( وجدتها إنسانة تتمتع بقدر من الذكاء والفطنة وقدرة فذة على العطاء . ؟ ) .
*****
مكث في بيت الطالب ست سنوات برفقة طلبة من أبناء البادية ، فكان أن تأثر بهم أكثر من تأثيره عليهم . سارت الأمور سيرا حسنا في صالحه ،ذلك أنه لما تخرج من الثانوية عين مدرسا في البادية (... شعرت كما لو أنني خرجت من مدرسة ودخلت في أخرى ، كلها فوائد ..) . ليس كالذي يكون حازما وهو يعلم أنه مخطئ أو الذي لا يخفي عبوس تحت ابتسامة بل كان جسورا ، عنيدا ، ثائرا ، منصفا للآخرين من نفسه في غيابهم ومن الذين يبتسمون للآخرين مخفيا آلامه . مني بانتكاسات في عالم لا يميز بعض أهله بين النبل وما دونه .إنها الحظوظ التي لا تخدم رقيق الشعور في الغالب ، وإنها الحقوق التي تطالب المرء بأن يكون شجاع ، وللتربية هنا دور أساسي . تعلموا بأن لا يساوموا على المبادئ ، فتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ بينما تبع الآخرون القيم المضادة فازدهرت حياتهم وعلا شأنهم . *****

*****



قيل عن المؤامرة البريطانية لتقسيم الوطن العربي

إن الكثيرين من ساسة بريطانيا وموظفيها المعروفين كخبراء في الشئون العربية ، الذين أشرفوا على سياسة بلادهم تجاه المنطقة وعلى تنفيذها لم يتموا كفرهم بالوحدة العربية. منهم من كفر بها لأنها تتعارض مع مصالح بريطانيا ، ومنهم من زعم أن العرب ليسوا أمة واحدة.

*****

ما دامت بريطانيا صاحبة مصلحة ضد الوحدة والوعي القومي ، فإنها تستخدم أية وسيلة ضد فكرة الوحدة الشاملة ، لتفتيت الكيان إلى جزيئات: كشطر وادي النيل شطرين ، وشطر السودان نفسه شطرين، وكشطر البلاد السورية إلى أربعة أشطر، ثم شطر الدولة السورية إلى خمس دويلات، والتفريق بين الكويت والعراق ، وبين عدن وصنعاء.
*****

فهذا هيجارث الذي صرف أكثر من ربع قرن يتجول في بلاد العرب, ويلقي تاريخ العرب على طلابه في إكسفورد، والذي عهد إليه بإدارة المكتب العربي قي القاهرة في الحرب العالمية الأولى، يجزم ب، هناك ليس أمة عربية على الإطلاق، وإن كان هناك حضارة عربية: D.G.Hogarrth, Arabia ( Oxford, 1922 وقد تبنى فكرته ورددها مستعربون كثيرون من بعد، أولهم: فيليب جريفر في كتاب: [ فلسطين بلاد المعتقدات الثلاثة ] ، وجرترود بيل التي عاشت في سوريا والعراق ومصر طويلا ، تقول: [ ليس هناك أمة عربية. إن الفرق بون بين التاجر السوري والبدوي أوسع مما هو بسن التاجر السوري والعثماني.إن البلاد السورية مأهولة بعناصر تتكلم اللغة العربية ولكن كلا منها يتمنى لو يأخذ بخناق الآخر ]. Gertrude Bell, The Desert and the Sown( Lonwon, 1907)
*****

إن القومية العربية: [ دعوة جاهلية ] أهدافها: الاستعاضة عن التفكير بالتمني،ورفض السيادة المسيحية واختباراتها، ورمي الأوروبي واليهودي في البحر، واستعادة إمبراطورية الخلافة ، وصفاتها: [ لا دراية بالحكم ولا الإدارة ولا المال ولا بالنظام الاقتصادي ولا بأساليب العلم التدريبية النظامية التي ينطوي عليها التقدم العلمي ]. إن الإننتداب والتجزئة كانا لخير العرب.
المحاضر:
Philip Ireland, The Near East ( Chicago, 1942 )
*****


([ الهاشميون والثورة العربية الكبرى ) . أنيس صائغ*****
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

شكرا لمن اهداني البطاقة الجميلة .

التعديل الأخير تم بواسطة سالم علي الجرو ; 07-16-2007 الساعة 09:54 AM
  رد مع اقتباس
قديم 07-16-2007, 08:13 PM   #62
سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي))
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي))


الدولة :  Saudi Arabia
هواياتي :  القراءة والسباحة وتصفح الانترنت
سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي)) is on a distinguished road
سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي)) غير متواجد حالياً
افتراضي

صور


صــور لاحقة ستضاف عندما تكتمل

التعديل الأخير تم بواسطة سالم علي الجرو ; 07-16-2007 الساعة 08:40 PM
  رد مع اقتباس
قديم 07-16-2007, 08:17 PM   #63
سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي))
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي))


الدولة :  Saudi Arabia
هواياتي :  القراءة والسباحة وتصفح الانترنت
سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي)) is on a distinguished road
سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي)) غير متواجد حالياً
افتراضي

الفصل الثاني

..............



مدرّس



الفهرس


القرار الصعب ـ في الطريق إلى الصحراء ـ مدرس في ثمود ـ المدير المحظوظ ـ العنف الثوري المنظّم ـ مليشيا لا شرطة ـ جيش البادية ـ المغادرة ـالدورة التأهيلية ـ في الصفراء [ مدينة شبام ] ـ الماركسية اللينينية في الريف ـثورة حمراء ـ من صدقت سريرته ـ عام الابتلاء ـعودة إلى ثمود ـ من خلف القضبان ـ في هينن ـ بين العشيرة ـ قتال في العاصمة ـ
-----------------------------------------------------------

- 18 -
القرار الصعب

يدعوان الوالدان بعد كل صلاة بأن يمد الله في عمرهما ليفرحا بزواج ابنهما ، وما أن يبلغ السادسة عشر من عمره حتى تبدأ التجهيزات:
يتدارس الكبار أمر اختيار العروسة ، الأب مع الأم ينضم إليهما العم والخال ثم يرسلون وسيط إلى ولي أمر العروسة الذي يعدهم بالرّد بعد فترة . إذا تمّت الموافقة يعلم الفارس أنه سيتزوج من ابنة فلان بدون اعتراض ، فالأب والأم اختاراها ببركتهما وعليه أن يطيع ، وهو عمل من أعمال البر بالوالدين.
يرى الحضرمي في الزواج المبكر فوائد ثلاث: 1- أن يحفظ الشاب دينه. 2- أن يفرح به الوالدان . 3- أن ينجب مبكرا لفائدة العشيرة ومعاونة أباه . حسده بعض الطلاب فهو الوحيد المتزوج في المتوسطة وللمراهقة أحوال. أما الفتاة فلها شأن آخر ، فهي قبل ليلتين آخر من يعلم بأنها ستتزوج ، إذ تجري الإعدادات والتجهيزات في سرية تامّة وقبل الزفاف بليلة يحتالون عليها فيدعونها إلى مكان حيث تختبئ امرأة لأداء مهمة ، فما أن تصل ذلك المكان حتى تنقض عليها المرأة من مخدعها فتغطيها بالنقاب معلنة زواجها من فلان..... تنطلق الزغاريد ساعتئذ والوحيد الباكي في هذه المناسبة السعيدة هي العروس التي تظهر في اليوم التالي مغطاة لكنها في أحسن زينة ، فتزف في منتصف الليلة الثانية إلى العريس ، وفي اليوم الثالث تظهر باسمة وأكثر منها زهوا وبشاشة وحركة ، أمّها التي تحكي للنسوة عن مراسم [ القبضة ] وعن بكائها وبكاء ابنتها ومن يحبهما من الأقارب . الويل للزوج إن أحب زوجته ، فالتفسير الوحيد المتفق عليه أنها سحرته بما يسمى الصرف فيبدأ العلاج عند كاهن وتبدأ معه المشاكل وكثير ما تنتهي بالانفصال ، وهو أبغض حلال عند الله ، وإن أحبته فذاك منها خداع ومن أمّها كي تأكل ما بين يديه بضرس حاد قوي.
غير أن أحدا لا يعنيه مستقبله ولا يحك جلدك مثل ظفرك، وكل شاة معلقة من عصبتها . كان يحلم بأن يكون طبيبا ، فلقد شاهد أهالي المرضى وهم يكادون أن يخروا للطبيب سجّدا لاعتقادهم بأنه منقذهم من ألم الكلى والدوسنتاريا والزائدة الدودية التي كانت جراحتها في الوقت ذاك كجراحة القلب اليوم . بات عليه أن يشق طريقه فلا مجال لمواصلة الدراسة. أما أمراض السحر المزعوم فيعالجه رجل الخاتم المشهور.
كان ينظر إلى المساعد الصحي باعتباره شخصية مرموقة ، فهو يقحم نفسه في علاج الرجال والنساء والأطفال من جميع الأمراض مستعينا بكتاب: [ حيث لا يوجد طبيب ] . يقبض مالا وفيرا وهيئته يحسد عليها ومكانته الإجتماعية عالية . يدخل البيوت بلا استئذان فيفرغ حقنة البنسلين في عضل طفل يشكو من داء غير مشخص أو امرأة أو شيخ عجوز ، ويحصل على الأجر النقدي إضافة إلى علف لأغنامه يقدمه الفلاحون مع الدعوات له بطول العمر وأن يبقيه رب العباد هبة منه للتطبب .
تمنى ـ مع شعوره المسبق بالذنب ـ أن يكون أحد الذين يعالجون جميع الأمراض دون تخصص أو حتى دراية ، فأحد زملاءه في الإبتدائي طره أبوه شرّ طرده وعاد من المكلا بعد عام مساعد صحّي عليه مسحة الطبيب ، ينفح منه رائحة العطر: Patra ، وهذا دليل النعمة. فكّر بأن يكون مساعد صحي ، وماذا لو تعذب نفر أو مات في سبيل اكتساب خبرة تنقذ المئات أو الآلاف ، فحيث لا يوجد طبيب يحدث العذاب وتحدث الوفيات ، ولا أحد يدري عن الأعراض الجانبية لبعض الأدوية التي تعطى بكميات وتركيز ، فالمساعد الصحي في القرى يشار إليه بالبنان ، يتنقل بين المزارع وأغلب هؤلاء يتداوون عند مشعوذ أو يتناولون أعشابا تكون ضارة أحيانا ، على أن بعض كسور العظام هي التي يتحدى الطب الشعبي في جبرها . من الذين لا يؤمنون بالشعوذة ويرون في التميمة شرك بالله ، ذلك ما حفظه في قريته الموصوفين أهلها بالوهابية .
تحتاج مدة التدريب إلى وقت طويل وهو في أمس الحاجة إلى درهم يحفظ به ماء وجهه فاختار أن يكون مدرسا ، وهي مهنة صعبة للغاية من حيث المسئولية إذا ما ارتبطت بتربية قبل التعليم ، وكان المدرس السوداني وقتذاك نموذجا رائعا في حقل التربية والتعليم ، فأراد أن يقتفي الأثر غير مصدق في أنه سيأتي يوم يتولى مهنة التدريس فيه من فشل في الدراسة أو ضاقت عليه سبل المعيشة.
بعد تفكير عميق قرر الذهاب إلى إدارة المعارف [ التربية والتعليم ] وتقدم في طلب وظيفة مدرس ، وعندما علم المدير بأنه طالب في الصف الثاني ثانوي نصحه بالاستمرار في الدراسة كي لا يندم مستقبلا . مدير التربية لا يدري بأن المتقدم لوظيفة التدريس ضحية عرف قروي وعادة حطمت الكثير من الشباب ، فهو متزوج قبل خمس سنوات وأنه رجل لا يقل أهمية عن أولئك الذين يتحدثون بصوت عال أمام زوجاتهم ولهم من الشموخ والكبرياء ما يحفظ مقامهم في مجلس [ رجال العشيرة ]، لا لأن لهم فضل عليهن في الهدايا وفي كسوتهن بل لأنهم يعرقون ويكسبون ويعطون مما يقضبون لا أن تظل يده دنيا فيتدنى معها مقامه . يريد أن يقبض مالا من كدّه كي يبدو رجلا ، شهما ، كبيرا في عيون الآخرين ، وأن يكون رجلا معطاء يغضب وقت الغضب ويقرر وقت القرار.
لا خيار ثان ففي اليوم التالي جاءه مصمما ، فقال له المدير: [ سنعينك مدرسا في ثمود] . فرح وكان يسمع عنها واسمها يرتبط بالبترول واليورانيوم وشركة الجراد وأغنية محمد جمعة خان [ يا حضرموت افرحي .... بترولنا بايجي... ريحه في الأحقاف فاح ... الفقر ولّى وراح ]. أغنية نقلت الحضارمة إلى شعور آخر ، فعند سماعها يطرب القوم في نشوة مترقبين السعادة ، ومن ذا لا يفرح عندما تعده بأن أيام الفقر أصبحت معدودة ، وأنها في طريقها إلى الزوال النهائي . قبل بثمود ورحل والعبرة تكاد تخنقه .
كانوا يرون في الزواج المبكر منفعة ، أولها أنهم يربطون الشاب بهم خوفا من الضياع إن هو غازل واستحوذت عليه الغرائز والنزوات ، وثانيها: أن أولاده سيعودون عليه بالنفع أيضا في وقت مبكر ، ومن دعواتهم: [ اللهم اجعل بِكْري عِبْرِي ] ، أي اللهم اجعل سن ابني البكر يقترب من سني ، وليس وارد في الذهن المسئوليات القادمة من تربية للنشء وتكوين المستقبل ، فكل تلك المهام الخطيرة المسئول عنها الإنسان يتركونها لواحد أحد دون السعي إليها وكأن السماء ستمطر عليهم ذهبا بالرغم من قراءتهم آيات قرآنية تتضمن الأمر والإرشاد واللوم: [ قل سيروا فسيرى الله عملكم ] [ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ] [ وهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ] . خلطوا بين التوكل والتسبب وقال الواعظون منهم بأن الطير تغدو خماصا وتعود بطانا ، وإن الرزق مكتوب على الجبين إن اجتهدت وإن لم تجتهد ، وكان لذلك التفسير الأثر السلبي على وهن الهمة والعزيمة. على أن الموعظة البغيضة كانت تلك التي ألقاها شيخ مغترب دعا فيها إلى منع الجيل من التعليم ، فالجامعات ـ كما زعم لا تخرج أتقياء.


------------------------ سالم علي عبد الله الجرو ---------------------

التعديل الأخير تم بواسطة سالم علي الجرو ; 07-17-2007 الساعة 11:56 AM
  رد مع اقتباس
قديم 07-16-2007, 10:20 PM   #64
عيون المكلا
شاعرة السقيفه

افتراضي

تسجيل مرور ولنا جميعا عوده اذا امكن !!!!!!!!!!!! سلام للمؤلف القدير والناقل الرائع .
التوقيع :
عزيز النفس ذي قانع وراضي=ولاثرثـر لغيـره بالقنـاعـه
نفض يده من عابث وفاضـي=وقال لفاقتـه سمعـا وطاعـه
وفاقة علم عن باحث وقاضـي=تشابه مـن تدثـر بالمجاعـه
وزاره من ادب في عهد ماضي=وبردة حاضره صحب الجماعه

((((((من كلام اختكم عيون المكلا )))))
  رد مع اقتباس
قديم 07-16-2007, 10:24 PM   #65
عيون المكلا
شاعرة السقيفه

افتراضي

[
*****
في المكلا حيث ازدحام الأقدام كل شيء يختلف عن الوادي ، فلا سلام ولا مصافحة في الشوارع ، ولا سؤال: ممن أنت؟.

عباره غير مقصوده منك يااستاذنا ...اكيد ؟
  رد مع اقتباس
قديم 07-17-2007, 02:33 AM   #66
باعقيل
حال نشيط

افتراضي

تسجيل مروري هنا وسلامي وتحياتي وشكري وتقديري للإستاذ والأديب والمؤلف سالم علي عبدالله الجرو.
التوقيع :
ريح من فجكم ماتهز كياني = والجبل وش يزله ؟
بعض اطلال ذي مثل الخرائب = من نسيمات تصبح رمل وطيان
  رد مع اقتباس
قديم 07-17-2007, 02:39 AM   #67
شبامي الجزيره
حال جديد
 
الصورة الرمزية شبامي الجزيره

افتراضي

الاستاذ / سالم بالفقيه تحيه عطره
سمعت كثيرا عن ابداعاتك في السقيفه وهذه اول مره اشارك على السقيفه وابهرني كثيرا الموضوع الذي قدمته للاستاذ /سالم الجرو .
ارجو ان تقبلوني اخ لكم .
شبامي الجزيره
  رد مع اقتباس
قديم 07-17-2007, 11:23 AM   #68
سالم بامخشب
حال نشيط
 
الصورة الرمزية سالم بامخشب

افتراضي

الشكر والتقدير لاخي سالم محمد بلفقيه (الشرقاوي) على طرح هذا الموضوع الرائع للاستاذ الكبير سالم علي الجرو
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة [img3]http://[/img3]
  رد مع اقتباس
قديم 07-17-2007, 12:02 PM   #69
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي

- 19 -


في الطريق إلى الصحراء


أتى على الموعد في الصباح الباكر إلى حيث تقف السيارة اللاندروفر البيضاء ، وبعد دقائق وصل العمالقة الثلاثة: مدير التربية والتعليم وآخران لا يقلان عنه أهمّية وريادة . كان يشعر بغصّة الفراق وهو يودّع المدينة التي ارتبطت في ذاكرته بالبحر وخاله وبالباخرة الرّاسية أبدا ، المتآكلة قرب الشاطىء وبالسينما الأهلية وسينما ابن كوير وشلّة من الأصدقاء.
تحرّكت بهم السيارة إلى حضرموت الداخل في اتجاه صحراء الربع الخالي ، تقل مدير التربية ورجلين آخرين ومدرس جديد سيبتعد عن وادي حضرموت مسافة مئتا كيلومتر في صحراء لا تبعد عن صحراء الربع الخالي ، تلك التي أشقت ومتّعت المستشرقين ، الرّحالة ، الإنجليز ، أمثال: ويلفرد إستجنر صاحب كتال: ( رمال العرب ) وسانت جون ( عبد الله فيلبي ) . كان صامتا لأكثر من عشر ساعات ، يفكر في أمر الحياة الجديدة وكيف سيعيشها ، لكنه لا يدع جملة تفوته من حديث الثلاثة وهم يتكلمون عن حكام عدن ، فهو منذ الصغر يستمع باهتمام إلى حديث الكبار أسوة بمن في القرية والفرق بينه وبينهم أنهم ينقلون الحديث من مجلس إلى آخر للتسلية وهو يريد أن يعلم ، يطبق الحديث: [ أطلبوا العلم من المهد إلى اللحد ] بينما هم لا يطبقون معنى الآية الكريمة: [ أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميّتا فكرهتموه ] .عرف أنهم من شلة الرئيس قحطان محمد الشعبي الذي أطيح به أو من مناصريه ، وشلة هذا الرئيس أغلبهم أكاديميون ذوي تخصصات أطيح بهم جميعا ، أخبره صديقه جعفر بأن قحطان يميني ، ولا مكان لليمين الرجعي كما يدّعي الإنقلابيون في عدن ، والرجعيـون كما يزعمون ـ منهم فيصل عبد اللطيف ، خريج اقتصاد الذي قتل بحجة محاولته الهروب من السجن. يتحدث الثلاثة بالشفرة ، بالتلميح خوفا من جاسوس ينقل أخبارهم ، وليس المدرس بجاسوس لكنه لو قابل صديقه جعفر سيخبره بما سمع لا للوشاية أو الغبية والنميمة ولكن للفضفضة إلا أنه لو عرف أن الثلاثة سيتعرضون لخطر إذا ما أخبر جعفر فلن يقول شيئا ولو أعطي كنوز الدنيا. مدير التربية أكد للاثنين أن المرحلة القادمة ستكون حمراء وأنها ضد طبائع الأشياء ، وكان يقصد مرحلة الشيوعية ، وهناك من الجمل ما كان غامضا إلا أنها تدل على أن ثقافة جديدة ستحل في البلاد وأن الصلاح لم يعد واردا لأن الأمور من الآن وصاعدا سيقودها أشرار ما لم تحدث معجزة.
مر على قرى شدّته لارتباطها بذكريات جميلة: السويري ، مسقط رأس مدير التربية والتعليم ودمّون وعينات والقرية . من هذه القرى كان يأتي زملاء الدراسة في المتوسطة محملين بالكعك والمحشي بعد انتهاء الإجازات الصيفية في أيام خلت. تذكر حامد ورمضان وهما يتناجيان في المساء وكل منهما يطرب لمطربه المفضل ، فرمضان لا يستمع إلا إلى العندليب الأسمر[ عبد الحليم حافظ ] وحامد يرقص طربا وهو يستمع إلى وحيد [ فريد الأطرش ]. الوحيد هو الذي سيعيش في الصحراء ، وسيكابد وخز الحسرات لعدم مواصلته الدراسة....

مدرس في ثمود

ثمود قرية صحراوية نائية تطبع معها ومع أهلها بسرعة ، والفضل يعود إلى الإرادة والتصميم وإن بدافع العناد ، ثم إلى التأثر القادم من الطلبة البدو في المتوسطة وفي ثانوية المكلا ، إذ لم يجد حرج في تناول قدح القهوة بدون غسيل وهو ذات القدح الذي شرب منه اثنان قبله. للبدو تعلق وحب يعيه من عرفهم وسبر أغوارهم ، فهم أشداء ، كرماء ، لا يرضون بالقاصرة ولا الهابطة ، أصحاب همم عالية ، تعجبهم قصص الغرام التي لا تخلو من مغامرات . شعر بأنه في أرض المهرة ، فقط هناك توجد مباني وروائح عطر فرنسي وهنا أكثرهم في العراء وقليل منهم يسكنون الحاويات وأجزاء من بيوت جاهزة تركتها شركات النفط التي غادرت ومعها أسرار النفط واليورانيوم وخامات أخرى كما يشاع . حتى النساء يلبسن نفس الثياب المتهدلة السوداء وبعضهن في ثياب ملونة ، و حلق الأنوف ليس شائعا كما هو في بلاد المهرة . لا مظهر للزينة إلا في الجمال الموهوب والبدوية منفتحة على الرجال وتتكلم معه بحرية وطلاقة ولا تجد حرجا عندما تتثنى ضاحكة . يتسابقن في إظهار الحسن والدلال ، واللاتي فقدن شبابهن ونضارتهن منتصبات القامات كالرماح .
المناخ في ثمود صحراوي ، حار جاف صيفا وبارد في الشتاء تظهر آثار فصل الشتاء على الأطفال بكثرة السعال وعلى الكبار بشيء من أثر الإبتعاد عن الماء ، وفي الصيف تزداد السمرة. البيوت القليلة الساترة فيها مكونة من غرفة واحدة ، وهي حاوية عشرون قدما من مخلفات شركة عملت في مجال النفط كما يقال في منطقة تدعى: [ ترفيت ] . توجد ، فقط ، ثلاثة بيوت من الحجر والطين ، أحدها يعود إلى الشيخ الهادئ الحاذق مقدم العشيرة ، والآخر لرجل يدعى الطماطم يتواجد مع الشيخ دائما وبرفقته ، والثالث لبدوي ميسور الحال ، والأغلب في العراء . هناك مبنى شيده الإنجليز عبارة عن مركز وإدارة عسكرية ومدنية ، يعتبر العلامة المميزة في ثمود ، أكبر وأعلى مبنى في الصحراء ، يتكون من طابقين ، يبدو للناظر قلعة من قلاع الحروب.
إن الحديث عن منطقة ترفيت بين صفوف البدو يدعو إلى الدهشة والتأمل ، فالجميع متفقون على قول واحد مفاده أن الشركة الإنجليزية كانت تعمل في تعتيم ، ولا يسمحون لسائقي الشاحنات المحلية ، المحملة بمواد للشركة بأن يدخلوا إلى مواقع معينة ، فعند نقطة محددة يتولى القيادة رجل إنجليزي ويعود بها فارغة . لا احد يدري ما ذا يفعل هؤلاء هنا ، فمن قال بالذهب ومن قال بالبترول ومن قال باليورانيوم ، ويعلم الله ماذا حدث في ترفيت خلال أعوام . قبيل الاستقلال غادرت الشركة تاركة وراءها بيوت جاهزة وحاويات وإطارات مستعملة وبدو فقراء يحتاجون إلى ماء ورعاية صحية وتعليم ، وتنظيم سياسي جديد اسمه: الجبهة القومية فرض نفسه على الساحة .
إنه ومدير المدرسة السيد الهاشمي أول دفعة من المدرسين تصل إلى هذا المكان . كانت مكرمة من لدن الدولة لهؤلاء البدو الذين وقف على حاجياتهم من الطعام والماء والتعليم والرعاية الصحية فوجدها ملحة وماسة ولا تحتمل التأجيل ، وإنهم في حكم الولاء والطاعة لأية حكومة تتركهم بدو ولكن تحت رعاية ، أما أن يأتي صوت شاذ بنظام شاذ يسعى إلى نسف ما ألفوا ودرجوا عليه منذ مئات السنين إن لم يكن آلاف السنين ، فذلك ما سوف يأتي بخارطة جديدة مستقبلا يرفضها البدوي.
بلغ عمر بعض الدارسين السادسة عشر ، أحدهم ذو لحية طولها بالإصبع ثلاثة ، جميعهم في الصف الأول ابتدائي وعليهم حفظ الأناشيد منها:
لي قطـةُ صغيرةْ = سمّيتهـا سميرةْ
تنام في الليل معي = تلعب بأصابعي
بشعرها الجميـل = وذيلها الطـويل
لا يعرفون القطط ، ولا ينامون إلا مع أحلام العشق ولدغ الثعابين ، والصغار منهم سيخافون من القطة إذا رأوها أكثر من خوفهم من ثعبان أو من سماع صوت بندقية.
انتظمت الدراسة ولم ينتظم بيت الطالب ، وأحرج الأوقات تلك التي يحين فيها موعد الأكل ، فكثيرون يأتون بقدورهم فارغة والكمية بالكاد تكفي الطلبة والطبخ جيد على يد طباخ ماهر عاش لفترة في شرق افريقيا ، تفوح رائحة الطبخ فيسيل لها اللعاب ، وعندما يكون لحما فلا تسل عن الزحام .
كان نصيب هؤلاء البدو من الرعاية الصحية الإهمال وعدم الاكتراث بهم ، فالملدوغ يشقى وبعضهم يفارق الحياة ومن به نزلة برد تعذبه بالليل والنهار وما أشد برد الرياح المصحوبة بالرمال في الصحراء المكشوفة . تدمع العين ويعتصر الفؤاد كلما نظر إلى ذي رمد ، فقد كان منتشر بين الطلبة وغير الطلبة . تذكر عبوة مرهم التتراسايكلين الخاصة به عندما كان في الإبتدائية ، ولدى كل طالب عبوة مكتوب عليها اسمه يصرفها لمدير المدرسة الطبيب الإنجليزي الذي يزورهم بصفة دورية ، أما هنا فرمد ولا علاج ، والمطلوب من هؤلاء فهم حقيقة الثورة والدور الذي تلعبه في حياة الشعب الصامد ، وإن قال أحد منهم قولا يغضب الثورة فالويل له ، فعلاوة على الرمد الذي جاءه قدرا ، سينالهم من التنظيم قدرا مقدورا .
في المساء تبدو القرية هادئة ، وعند كل نار نفر من الرجال والنساء يحتسون القهوة ويتسامرون ، وعند كل أسرة من الذين يسكنون الحاويات أو عليهم سياج من زنك أفراد من الجيش ومن القوات الشعبية يتنافسون فيما بينهم على خطف قلوب [ الرواعي ] . الضباط يظهرون الفتوة العسكرية ويتباهون بشرح الملاحم البطولية السابقة ، بعضها من نسج الخيال ، وكل ذلك من أجل الاستعراض أمام البدويات الحسان ، فهنّ يعجبن بالفتوة والرجولة والمقدرة على التحدث في مجالس الرجال . إن العاشق سعيد الحظ من هؤلاء لا يحصل على أكثر من حديث مع البدوية التي أوهمته بأنها خصته بنظرات وبابتسامة معبرة دون غيره ، وعليه أن يثبت المصداقية في تعلقه بها وما يدعيه من هيام من خلال ما يصطحبه معه من هدايا عند كل زيارة ، وعندما تزول الكلفة تطلب منه وبكل جرأة ما تريد على مرأى ومسمع ، وبعضهم يهيم فينفق ضاحكا ما بين يديه . يحتسي القهوة المرّة كل مساء وبينه وبينها متر أو يزيد قليلا ، ثم ينصرف ليعاود الكرة في الليلة التالية ويغادر ثمود في النهاية مصطحبا الحسرة وذكريات القهوة . حدثه ضابط عن الشابة الحسناء الناعسة ، وأنها تتحدث عنه بشيء من المديح والإطراء ، وطلب منه التقرب منها ولم يعلم أنه ليس من الذين اعتادوا على التطفل أو الزيارات المملة لهذه الأسرة أو تلك ، لهذه الغانية أو تكلك الجميلة أو هاتيك الحسناء غير أن حديث الضابط والعادة السارية جعلته يفكر في زيارتها ببعض الزهو والغرور. وجدها فعلا معجبة ولكن فقط بإجادته الرقصة البدوية ليس إلا ، فيا ليت حساده يعلمون

---------------------------- سالم علي الجرو ---------------------
التوقيع :

التعديل الأخير تم بواسطة سالم علي الجرو ; 07-17-2007 الساعة 03:15 PM
  رد مع اقتباس
قديم 07-17-2007, 01:19 PM   #70
سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي))
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي))


الدولة :  Saudi Arabia
هواياتي :  القراءة والسباحة وتصفح الانترنت
سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي)) is on a distinguished road
سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي)) غير متواجد حالياً
افتراضي

- 20 -


المدير المحظوظ

مدير المدرسة السيد الهاشمي [ أحمد ] له مكانة خاصة بين البدو فهو من أحفاد الحسين بن علي بن أبي طالب إبن عم الرسول _ صلى الله عليه وآله وسلم ولهؤلاء منزلة عظيمة عند البدو ومكانة خاصة ، ويعتقدون فيهم بنفع أو ضر فقد كان الشيخ عيضه يحفر بئرا واعترضت العمال طبقة صخرية فما كان منهم إلا أن قدموا على السيد أحمد طالبين الغوث والإعانة في تليين أو تفتيت الطبقة الصخرية . طلبوا منه التكرم بالمجيء والوقوف على حافة البئر ونفح بركاته ودعواته . أوعدهم وفي العصر تقدم السيد ( المدير ) النفر نحو موقع الحفر ، وهو برفقتهم ليرى ما سيحدث . وقف على حافة البئر وتمتم بكلام غير مفهوم انتهى بقراءة فاتحة الكتاب . غادر الجميع وأكثرهم فرحا الشيخ والعامل [ باكشيشة ] . السيد المدير لا يهتم كثيرا بشئون الطلبة ، حسبه تلاوة القرآن لهم للتحفيظ ولكنه يهتم بعلاج الوافدين إليه بالعزائم والتمائم .
إن الموقف الشهم الذي سجله للسيد المدير كان ذلك الحزم والموقف الصلب ، المعبر عن شخصية فولاذيّة إلا أنها لم تحقق شيئا في نهاية المطاف ، وذلك عندما ركل المدرس تيسا عبث بالرسومات التي أخذت منه ليال ، ركله من على سطح المبنى فوقع على الأرض مصاب بكسور ورضوخ . كان الحدث عظيما ، فقد التف نفر خليط من رجال ونساء مندي بالحادث العدواني على بهيمة من بهائم الأرض لها قيمة وشأن عند البدو ، فهم رعاة الماشية وهم من يعرفون قيمتها . دفعوا بالطبع قيمة التيس بحكم صادر من الشيخ . أعاد المدرس الرسم من جديد ، ولم يقوى مدير المدرسة على فعل شيء ، فالبدوي عند المال يتنكر لبعض الخصال . وبعد أيّام صدر الحكم القطعي الذي يلزمه بدفع مبلغ من المال إلى صاحب التيس تعويضا له عن الإهانة التي لحقت به .
مغامر ، شقي ، أحمق هذا المدرس ، فلقد قام بعدها مع سبق الإصرار بمصافحة امرأة قبل رجل باعتبار أن ليس هناك فرق بين الرجال والنساء في الحقوق ، وكاد أن يحصل على صفعة قويّة من بدوي ثارت ثائرته عندما أهانه بمصافحة المرأة قبله ، وليتك نظرت إلى الوجوه العابسة في ذلك اليوم لظننت أن المصاب جلل. انتفض الرجل وتغير وجهه وتمتم بكلمات ، ثم ذهب إلى الشيخ يطلب الحكم الذي يحفظ له اعتباره ومنزلته فيما لحق به من عار . المدرس ذهب إلى مديره وحادثة التيس لا تزال عالقة في الذاكرة وبين أمل ورجاء في الانتصار على هذا المتخلف ، كما يراه ، وهو خطأ في الواقع إذ لا بد من مراعاة عادات البدو وتقاليدهم لكنه التّهور . الشريعة كما يسمون [ مديره ] ، لم ينتفض مثل فعل سابقا عندما سرد له الواقعة ورحم الله امرىء عرف قدر نفسه ، لكنه أبدا دهشة ، وطمأنه قائلا: [ ولهنّ مثل الذي عليهن ] . وماذا بعد كلام الله ، غير أنه في قاعة المحكمة برئاسة الشيخ عيضه وعضوية الطماطم وآخرين اختار الصمت وتركه يواجه الموقف بمفرده .
ندم ندامة الكسعي فقد أيقن بأن الذي فعله تجاه الشاب الذي يأنس إليه ليس من أخلاق القبائل ولا من أعراف البادية . الشاب كان في جيش البادية ، من الذين نجوا في معركة الوديعة ، ولم يكن يتوقع أن يهينه المدرس بهذه الطريقة المذلة ، لكنه قبل الاعتذار على مضض علاوة على المبلغ .

العنف الثوري المنظم

الشيخ عيضه ذو طبيعة هادئة ، مستمع جيد ، مهاب ، عاقل بحق ، يرافقه الطماطم ، ذو فراسة وحدس ، هادىء ، يميل إلى الصمت وإن تكلم فقليل ، يلازم الشيخ كظله ولا يستغني عنه الشيخ في المشورة ويأخذ برأيه في المسائل الهامة والخطيرة . كان الشيخ يطلب المدرس الشاب دائما لتناول القهوة معه وفي شهر رمضان يفطران سويا ، وكان يحدثه عن الوضع العام بشيء من التحفظ وبتصور بدوي وأدرك أنه يريد منه كلاما مفيدا خاصة بعد شيوع حملة الاعتقالات التي طالت رؤوس القوم في مناطق الحضر وبعض البادية. بالفعل كانت حملة الاعتقالات في حضرموت تسير على قدم وساق بشكل فوضوي وعشوائي ، طالت رؤوس القبائل وبعض الوجهاء ، ومنهم من اختفى ، على يد زوّار الفجر . الأخبار في البادية تنتشر وبسرعة من بقعة إلى أخرى بكامل تفاصيلها . كان الشيخ يساوره شك في أنه مستهدف إذا لم يكن اليوم فغد ، وبإمكانه وبكل يسر أن يدير ظهره ويتوغل قليلا نحو الصحراء في اتجاه الشمال ، ثم يستقر مكرم لدى دولة من دول الجوار ، ولكن الوطن محبوب كما يقال ، ولو أن أحدا في مثل حاله لفر وعاش بعيدا عن هذه المنطقة هو ومن يتبعه من المعذبين ، فالبدو لا يعرفون حزبا ولا سياسة ، والذي يعرفونه جيدا هومن يحفر لهم بئرا ويدعهم وشأنهم . عندما يدعوه الشيخ إنما يستقرىء الحاضر ظنا منه أن المدرس الشاب لديه معلومات عن ما يدور في كواليس التنظيم السياسي . عمل كجاسوس لشيخ يحبه ، هرم تهابه العشائر ، فحاول جاهدا أن يفيده بمعلومة من خلال صداقات بعض العسكريين والمدنيين الملتزمين للجبهة القومية ، فلم يفلح إذ كان عملهم ضمن تعتيم يعود معظمه للارتجال وردّات الفعل، ومن الصعب انتزاع معلومة من عسكري أمّي ملتزم للتنظيم السياسي ما لم يبادر هو إلى الثرثرة على أن البلادة في سلوك أغلب هؤلاء هي التي كانت واضحة ، غير أنه من خلال القرائن وعبر الفراسة قرأ في عيونهم الشر القادم ضد كل من تسول له نفسه بالعمل ضد الثورة ولو على أساس النوايا وهنا مكن الخطورة ، فمن ذا سيقتنع بأن يعتقل بتهمة النوايا؟. علم بعد فترة قصيرة أن هناك مجموعة سحبوهم بالسيارات أحياء في الحوطة وفي مدينة شبام فتقطعوا أوصالا، وهو ما سمي [ السّحل ] . بلغ الخبر أن الحزن والرعب ساد أجواء الداخل الحضرمي ، وفي الصحراء هنا ترقب وخوف . إنه الإرهاب بعينه ولا هناك ما يعطي الذريعة لأعمال كهذه فالجميع طائعين ينتظرون من الدولة في رضا وقبول ما تجود به لهم في حدود الطاقة والإمكانيات غير أن الدولة رأت في العنف الثوري المنظم ما يرهب الخصم القادم ، ومن باب الوقاية تعتقل وتقتل وتسحل ، فحملة الاعتقالات وقاية ، والخطف والقتل والسحل وقاية ، فساد الخوف والرعب أرجاء البلاد ولدى البادية حذر وترقب ، وفي داخل النفوس كراهية شديدة للتنظيم عدا العمال والفلاحين فهم الوحيدون يبدون رضا وقبولا بعضه مصطنعا .

مليشيا لا شرطة

في المركز توجد قوات وثبت أنهم لا يصلون لله ولا يسبحون ولا يستغفرون ، بل إن بعضهم ألقى بنفسه في المجاهل ، وعلى بعد كيلومترات يوجد الجيش في الخيام ، ويلمس المرء الفرق بين سلوك وانضباط الأفراد ، فجندي الجيش منضبط أكثر لا يخطئ إلا إذا أرادت له القيادة أن يخطئ وهذا الضبط والعقيدة العسكرية تعود إلى مدربين بريطانيين في السابق ، ومهمة الجيش على كل حال حماية الحدود ، إنما الشأن الداخلي من مهام الشرطة . إنها مليشيا وليست شرطة ، أعطيت لها صلاحيات القمع عندما تشتبه في أمر ما دون الرجوع إلى القيادة ، والمعضلة هي في عدم فهم الأمور لأفراد المليشيا ، فكان البعض يرهب البدو بسلوكه الأرعن. من سلوك العسكري يتبين الانتماء السياسي من عدمه ، فالذي يرفع صوته ويحدق في الآخرين ولا يبالي إن هو أخطأ ، يعد بلا منازع عضو في التنظيم السياسي ، الجبهة القومية ، والقليل الكلام الكثير الابتسام مجاملة هو المغلوب على أمره.

-------------------------------------- سالم علي الجرو ------------------------

التعديل الأخير تم بواسطة سالم علي الجرو ; 07-17-2007 الساعة 03:27 PM
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اسر ضحايا 13 يناير تقدم اسماء ضحاياها لمجلس الامن والمحكمة الدولية؛؛؛؛؛ الخليفي الهلالي سقيفة الحوار السياسي 11 06-02-2011 02:35 PM
سالم الجرو والتحرش بكتابة التراث الشعبي والتاريخ الحضرمي الدموني تاريخ وتراث 10 04-19-2011 10:18 PM
هل نحتاج لانقلاب ليُصلح الحال سالم محمد باعباد الســقيفه العـامه 49 03-01-2011 07:39 PM
الحضارم السلفيون ابوسعدالنشوندلي سقيفة إسلاميات 0 12-12-2010 02:24 PM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas