المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأخبار السياسيه
سقيفة الأخبار السياسيه جميع الآراء والأفكار المطروحه والأخبار المنقوله هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها ومصادرها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


عبد الناصربعد غزوة واحتلالة صنعاء وتعز والحديدة خطاب النكبات لليمن والجنوب العربي وحضرموت (شاهد الفديو)

سقيفة الأخبار السياسيه


موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-02-2012, 12:23 AM   #101
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


بريطانيا لم تخرج من مستعمرة بمثل هزيمتها في عدن (2 ــ 2)

نجيب قحطان الشعبي الخميس 2012/11/01 الساعة 09:22:47


إنطلاقة الثورة والإنتصار

كالعادة، لا يزال الإعلام اليمني الرسمي يحاول بدأب عبر بعض من جماعة لبوزة أن يكرس في أذهان الناس أن راجح لبوزة عاد من الشمال إلى ردفان بالإتفاق مع قادة 26 سبتمبر لتفجير الثورة المسلحة لتحرير الجنوب لذلك رفض مطالب الإنجليز بتسليم سلاحه ومجموعته أو دفع غرامة مالية فهاجمتهم القوات البريطانية في 14أكتوبر1963فأستشهد بنفس اليوم فأتخذت الجبهة القومية من تاريخ إستشهاده بداية للثورة المسلحة لتحرير الجنوب وبدأت حرب تحرير الجنوب في اليوم الذي استشهد فيه لبوزة وتواصلت مدعومة من صنعاء بالمال والسلاح والرجال حتى تحقق الإستقلال!! وإزاء هذه الأكاذيب فإنني أورد الحقائق التالية :

1) الحقائق "الموثقة" تؤكد بأن أحداً لم يطالب لبوزة ومجموعته بتسليم أسلحة ولا غرامات مالية ولا هم يحزنون فلا السلطات البريطانية طالبتهم بذلك ولا حكومة الإتحاد الفدرالي للجنوب العربي طالبتهم بذلك, والأمر كله مجرد تزوير مكشوف وإستهبال وإستخفاف بعقول الناس (وسبق وكتبت عدة مقالات تثبت ذلك).

2) لم يكن هناك وجود لرسالة المدعو "ميلن" ولا لرد لبوزة ولا لطلقة رصاص في الظرف ولا هم يحزنون.

3) لبوزة قتل في يوم 13 أكتوبر 1963 لسبب لا علاقة له مطلقاً بتحرير الجنوب، فقد قطعت مجموعته الطريق الرئيسي بردفان لتقيم عليه حاجزاً جمركياً وفرضت مبالغ على كل السلع التجارية المارة بالطريق، فقام الشيخ محمود حسن علي لخرم نائب مشيخة القطيبي (أكبر مشيخات ردفان) بإزالة الحاجز فحاولت مجموعة لبوزة إغتياله لكنه نجا، وفي اليوم التالي هاجمت القوات الإتحادية (لا البريطانية) مكان تواجد مجموعة لبوزة وأصلتهم ناراً حامية وكان لبوزة متوارياً خلف صخرة فأنفجرت بالقرب منه قذيفة عشوائية وأصيب بإحدى شظايا وفارق الحياة فوراً.

4) يوم 14 أكتوبر لم تقع فيه أية معركة ولا في الأيام التالية حتى سخنت قيادة الجبهة القومية المتواجدة في تعز (وهي قحطان الشعبي وناصر علوي السقاف) الجو ببيان حماسي ألهب مشاعر كل أبناء الجنوب ومجّد البيان عدداً من شهداء الجنوب قتلوا في معارك مع قوات الإستعمار البريطاني، وحمس البيان بالذات أبناء ردفان عندما أعتبر لبوزة شهيداً (وليس صحيحاً أنه أعتبره الشهيد الأول للجبهة القومية أو لثورة 14 أكتوبر فكل هذه فبركات) وأنه يجب الثأر له كشهيد وصفته حكومة الإتحاد برجل عصابات رجعي مفسد، وبشر البيان بقرب ممارسة الكفاح المسلح، فهب المقاتلين من كل أنحاء ردفان وليس آل لبوزة فقط أو القطيبي فقط.

5) القاهرة وقفت في البداية ضد ثورة 14 أكتوبر، وبريطانيا تمكنت من محاصرة المقاتلين والمدنيين بردفان فقام قائد الجبهة القومية بجمع تبرعات من أصدقاء له يعملون تجاراً ورجال أعمال مقيمين بتعز وأبتاع أسلحة وذخائر ومواداً طبية وتموينية لإنقاذ المقاتلين والأهالي وكانت تلك أول قافلة إغاثة باسم الجبهة القومية وسار قائد الجبهة القومية في مقدمة القافلة حتى أوصلها إلى ردفان وقام بتوزيع الدعم وكان ذلك في يناير 1964 فكتب المندوب السامي البريطاني تقريراً جاء فيه "الجبهة القومية للتحرير قد نفذت كذلك أعمالاً فدائية بالقنابل على مواقع الحرس الإتحادي في ولاية لحج, وقائد الجبهة القومية قحطان محمد الشعبي أشرف بنشاط على عملية توزيع ستة آلاف طلقة من الذخيرة وما لا يقل عن مئة بندقية على أهل ردفان" (أنظر "ثورة 14أكتوبر في الدراسات الأجنبية" ترجمة الرائعين الأستاذين حامد جامع وعبد الكريم الحنكي).

كما قام قائد الجبهة القومية بتعيين عبدالله المجعلي قائداً لجبهة ردفان كأول جبهة قتال لتحرير الجنوب، والمجعلي من دثينة وعندما أعترض بعض آل لبوزة قال لهم معركتكم كجبل ردفان مع قوات الإستعمار أنتهت فالآن هذه معركة شعب الجنوب كله لتحرير الجنوب كله.

6) بعدما زار الرئيس المصري جمال عبدالناصر اليمن في ابريل 1964 بدأت مصر في تقديم الدعم للجبهة القومية.

7) السلطة بصنعاء وطوال ثورة 14 أكتوبر لم تقدم للجبهة القومية ريالاً واحداً أو طلقة رصاص (كتبت من قبل وقدمت ما يثبت ذلك) بل أن متنفذيها من قادة عسكريين كانوا ينهبون المساعدات الواصلة عبر ميناء الحديدة والمقدمة من بعض الدول للجبهة القومية كمساعدة لشعب الجنوب، وعندي وثائق تثبت صحة ما أقول ولم أنشرها من قبل لأنشرها في كتابي عن تاريخنا قبل وبعد الإستقلال.

8) بعد جبهة ردفان فتحت الجبهة القومية جبهة قتال المنطقة الوسطى اسميت بجبهة فحمان (وأحياناً جبهة دثينة) بقيادة ناصر السقاف وبجانبه علي ناصر محمد ومحمد علي هيثم وحسين الجابري، ثم جبهة الضالع بقيادة محمد احمد البيشي وعلي عنتر كمسئول عسكري، وجبهات عديدة أخرى (الشعيب، الصبيحة...) وفي منتصف 1964م أفتتحت جبهة عدن.

9) في يونيو 1967 بدأت الجبهة القومية في الإستيلاء على السلطة في ولايات الجنوب وبحلول سبتمبر 1967 عقد قائدها مؤتمراً صحفياً كبيراً (3 سبتمبر) في زنجبار عاصمة سلطنة الفضلي المحررة وأعلن ولأول مرة إستعداد جبهته للتفاوض مع بريطانيا لو إعترف المندوب السامي في عدن بأن الجبهة القومية هي الممثل الحقيقي لشعب الجنوب، وأضاف بأن جبهته سيطرت على كافة أرجاء الجنوب دون سفك دماء.

10) في 3 نوفمبر أنفجر القتال في عدن بين الجبهة القومية وجبهة التحرير (التي شكلها جهاز الإستخبارات المصري لتكون بديلاً للجبهة القومية لأن قيادتها كانت ترفض تلبية التوجيهات المصرية) وحينئذ كان وفدين يمثلان الجبهتين يتفاوضان في القاهرة لتحقيق الوحدة الوطنية بين الجبهتين وتسلم الإستقلال معاً، وانتهى القتال في 6 نوفمبر بأنتصار الجبهة القومية وبسط سيطرتها على المستعمرة عدن فأعترف جورج براون (وزير خارجية بريطانيا) وإذاعة لندن ومعهما جيش الجنوب بأن الجبهة القومية تمثل 95 % من شعب الجنوب.

11) في يوم 9 نوفمبر أعلن سيف الضالعي العضو القيادي في الجبهة القومية أنه يجب على بريطانيا أن تعترف بسيادة الجبهة القومية على الجنوب وأن تبدأ بالتفاوض معها بشأن نقل السلطة إليها باعتبارها الممثلة الوحيدة للشعب. وأعلن متحدث في لندن باسم وزارة الخارجية البريطانية في 11نوفمبر أن بريطانيا قد ردت على طلب الجبهة القومية وذلك بالاعتراف بها رسمياً باعتبارها الحكومة الفعلية في عدن.

12) عقد الأمين العام للجبهة القومية قحطان الشعبي مؤتمراً صحفياً في القاهرة يوم 13نوفمبر دعا فيه الحكومة البريطانية للدخول مباشرة في مفاوضات مع الجبهة القومية لتسلم الاستقلال وقال أنه ليس هناك استعداداً للقاءٍ آخـر مع جبهة التحرير.

13) في 21 نوفمبر 1967 بدأت في جنيف مفاوضات الإستقلال، وفي 29 نوفمبر وقع رئيسي وفدي الجبهة وبريطانيا على وثائق إستقلال الجنوب وأهمها إتفاقية إستقلال وطني كامل جعلت البريطانيين يعترفون بأنفسهم بأنهم على كثرة مستعمراتهم في العالم حتى لقبت بلادهم بالإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس فأنهم لم يخرجوا من مستعمرة لهم في العالم بهزيمة أقسى من هزيمتهم في عدن.

14) في صباح يوم الإستقلال 30 نوفمبر عاد وفد الجبهة إلى عدن ، وفي مساء نفس اليوم أقيم حفل جماهيري بمدينة الإتحاد (مدينة الشعب لاحقاً) لم يشهد له الجنوب مثيلا أمتدت فيه طوابير السيارات التي تحمل المواطنين وأسرهم لنحو 20 كيلومتر (من مدينة الشعب إلى جولة ريجال أمام فندق عدن الحالي) وتلي بالحفل قرار القيادة العامة بتعيين قحطان الشعبي رئيساً للجمهورية والحكومة، ومن ثم وقف الرئيس ليعلن إستقلال الجنوب بعد إحتلال بريطاني دام نحو 129 عاماً وأعلن قيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية كدولة مستقلة ذات سيادة وذات حكومة مركزية واحدة لكل أرجاء الجنوب لتنتهي بذلك التفرقة البغيضة بين أبناء الجنوب التي أوجدها الإحتلال البريطاني والحكم السلاطيني.

الخلود لمدرم وعباس وعبود وعبدالقوي والحبيشي وبقية شهداء ثورة 14 أكتوبر المجيدة التي جعلتنا نفاخر بأننا البلد العربي الوحيد الذي أنتزع إستقلاله من بريطانيا بالكفاح المسلح.

من بعد كفاح ونضال بسلاح
وسجون رهيبة ما ترحم
رغم التهديد ما هبنا وعيد
خلينا الآلي يتكلم
واللي استشهد علشان نسعد
بفجر جديد علشان يولد
في الجنه يهيم في حرير ونعيم
النور في ضريحه يتجدد
والله ما ننساه ولا ننسى خطاه
ذكره واسمه يتردد
=====================
والعرفان والمجد لمن صنع يوم النصر 30 نوفمبر 1967 أعظم وأهم يوم في تاريخ الجنوب منذ أن سكنه البشر.

الله الله على يوم النصر وعلم النصر رفرف في عُلا شمسان
الله الله بكفاح الشعب أنتصر الشعب ضد الظلم والطغيان

الله الله على شعبي البطل الجبار
أعلنها ثوره أطاحت بالعملاء والإستعمار
ومن أرضي طرد السلاطين
وحقق لي رغبة ملايين
القنابل والمدافع وحدها كانت لشعبي الحر أصدق ترجمان

في الخنادق في الشوارع ما لقى المحتل من نيراننا الحمراء أمان

الله الله على شعبي البطل الجبار
أعلنها ثوره أطاحت بالعملاء والإستعمار
ومن أرضي طرد السلاطين
وحقق لي رغبة ملايين
ومن أرضي طرد السلاطين
وحقق لي رغبة ملايين
ومن أرضي طرد السلاطين
وحقق لي رغبة ملايين
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
 
قديم 11-15-2012, 02:42 AM   #102
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


الخميس 15-11-2012 12:10 صباحا
مسافات حميدة بين السعودية واليمن

د. عمر عبد العزيز

من المعروف تاريخياً أن اليمن والسعودية تجتمعان في أساس التاريخ والجغرافيا، تلك الحقيقة الأزلية التي لا يمكن استبعادها بحال من الأحوال.. ولسنا هنا بصدد استعادة ما كان في الماضي القريب والبعيد، لكن مصائر هذه العلاقة ظلت مرهونة بالرؤى والمقاربات الاجتهادية، النابعة من النخب السياسية في البلدين.

وكانت المعادلة التي طالما اعتمدها فرقاء الساحتين، تكمن في إيجاد شكل من أشكال الحياد الإيجابي بين البلدين، وبما يؤدي إلى عدم اختلاط النسقين السياسيين والاجتماعيين، وكانت ذروة تلك التجربة ممثلة في التوافقية التاريخية بين الملكيين والجمهوريين في الشطر الشمالي من اليمن، بعد أحداث 26 سبتمبر التي أطاحت بالإمامة الزيدية التاريخية في اليمن، وما رافقها من أحداث.

وقد بادرت السعودية إلى احتضان التوافق في شمال اليمن، بناء على اتفاقية الطائف، وعندما جاءت الوحدة اليمنية في مايو عام 1990، انقلبت المعادلة التوافقية الداخلية في شمال اليمن رأساً على عقب، وهكذا انصرفت الأمور لتدخل مرحلة جديدة، تمثّلت ذروتها الكئيبة في مقدمات حرب عاصفة الصحراء، حيث مالت القيادة اليمنية، مُمثلةً في الرئيس السابق علي عبد الله صالح وأنصاره، للحل الذي جاء متناقضاً مع موقف المملكة ودول الخليج العربي، فتوترت العلاقات البينية العربية - العربية عموماً، واليمنية السعودية ضمناً.

تالياً، كانت المملكة تميل إلى حل توافقي قبيل حرب 1994 بين جيش الشطرين اليمنيين، المُتّحدين شكلاً لا مضموناً، لكن ذلك لم يتم، وحُسمت المعركة لصالح مركزية النظام في صنعاء، وبدعم أميركي سياسي ولوجستي أفصحت عنه الولايات المتحدة. ثم سارت الأمور بين اليمن والسعودية، بعيد حرب 1994، في إطار الحفاظ على الحد الأدنى من العلاقات البينية، وخاصة بعد توقيع اتفاقية ترسيم الحدود بين البلدين.

والتي عبرت في المحصلة عن حقيقة تاريخية تواشجية بين بلدين عربيين متجاورين منذ الأزل، وسيبقيان هكذا إلى ما شاء الله، وليس أمامهما من خيار سوى التوافق على قاعدة مراعاة الطبيعة التاريخية الجغرافية والمصيرية بينهما.

الجديد الأخطر في معادلة العلاقات الثنائية اليمنية السعودية، جاء بعد ما سُمِّي بالربيع العربي. فقد كانت السعودية حريصة على إعادة إنتاج التوافقية الحميدة، من خلال تبنيها الناجز والصبور للمبادرة الخليجية، بل إن المملكة تمثل رأس الحربة في معادلة التوافق اليماني الحميد، وقد أفضت المبادرة إلى خروج اليمن من عنق الزجاجة القاتلة للاحتراب والتنافي العدمي.

وسارت قُدماً إلى الأمام، على أساس الشراكة بين فرقاء الساحة السياسية اليمنية، لكنها، رغم ذلك، ما زالت، حتى اللحظة، رهن النوايا الحسنة للمُتشاركين في القبول بها، والسير قُدماً في تنفيذ مرئياتها، وصولاً إلى إجراء الحوار الوطني، وإقرار ما يستتبعه من استحقاقات دستورية وقانونية، تطال جملة المشهد السياسي والمجتمعي اليمني.

وخلال فترة ما بعد توقيع الفرقاء على المبادرة الخليجية، ظلت السعودية حاضرة وداعمة للشرعية التوافقية، بل وشاركت بفعالية في التخفيف من بعض الاحتقانات المالية الحادة، وساهمت في رصد مبالغ معتبرة في مؤتمرات المانحين المتكررة، وما زالت حاضرة بسخاء في تعاملها مع اليمن الذي يواجه تحديات غير مسبوقة.

بعد أن توقفنا أمام لمحات عابرة من تاريخ العلاقات اليمنية السعودية المترابطة مع التطورات السياسية على مدى سبعة عقود، من الأهمية بمكان بلورة رؤية جديدة تجاه المستقبل القريب والمداهم. وتنطلق هذه الرؤية من اعتقاد جازم بأن المُتغيِّر السياسي العاصف في المنطقة، يقتضي متغيراً في الرؤية أيضاً، وأن ما صلُح عليه الحال سابقاً قد لا يكون صالحاً اليوم. ولهذا نقدم هنا اقتراحاً بسلسة من التدابير التي نعتقد أنها كفيلة بالخروج من متاهة الأزمات المتتالية للحالة اليمنية، وهي بجملتها تدابير تخص المملكة العربية السعودية ضمناً، وتخص اليمن أساساً.

فمن الضرورة أن تعيد المملكة النظر في نمط التعامل المالي المباشر مع شيوخ القبائل اليمنية المتركزة أساساً في «شمال الشمال» اليمني، باعتبار أن هذه المسألة تضعف الدولة في اليمن، وتعطل خططها العمرانية والاستثمارية، كما أن تلك الأموال لا تصل غالباً إلى مستحقيها.

المسألة الجنوبية قضية مركزية تستحق وقفة جادة أمام شكل الدولة اليمنية القادمة، وعلى رعاة المبادرة الالتفات لها، وخاصة ما يتعلق بشكل الدولة التي ينبغي أن تتَّسع لمختلف الأقاليم والمكونات الجغرافية، على قاعدة لا مركزية ناجزة.

الحالة القائمة في الجنوب وصعدة، نتيجة منطقية لأخطاء النظام السابق، وذلك باعتماده على نظرية المُكايدات السياسية للخصوم السياسيين. وفي المقابل، انبرت الأيديولوجيا الدينية المُفارقة لحقيقة الزيدية التاريخية في صعدة.. وفي تقديري أن مبدأ الحوار يظل صالحاً أيضاً، فتشجيع هذا المنحى سيؤدي إلى طمأنة سكان صعدة، وإصلاح خرائب الحرب، بإعادة إعمار النفوس قبل المنازل، وذلك استحقاق لا مفر منه، يذكرنا بذات الاستحقاق في المحافظات الجنوبية التي تضررت من سياسة التهميش والإقصاء.

فضاء الاستثمار الواسع والواعد في اليمن، هو المقدمة الحاسمة للنظر إلى المستقبل، لكن هذا الفضاء الواعد لن يتحقق في ظل استمرار آلية الدولة السابقة ونواميسها الباطلة، ومن الضروري الشروع في تمهيد الطريق لنية التغيير الحقيقي، حتى يستشعر المواطنون أن أملاً قادماً بدأ يلوح في الأفق.

وأن هذا الأمل هو الوعاء الحاضن لمقدمات الوطن السخية بتنوع المناخات الطبيعية، وتوفر مصادر الاقتصادات الزراعية والبحرية، ووجود سلسة من البيئات الصالحة للتنقيب عن مختلف أنواع المعادن.. بالإضافة إلى ثقافة العمل التاريخية المدعومة بعمق ديمغرافي شبابي حيوي.

اليمن بحاجة إلى الخروج من شرنقة العدمية السياسية المقرونة بالمركزية المُتجهِّمة، أكثر من حاجته للمساعدات المادية، على أهمية ذلك. والحوار الوطني المطلوب كاستحقاق عاجل أمام الشرعية اليمنية، يتطلب تأمين 3 دوائر أساسية.. أولاها، الحوار الشامل بمشاركة المعنيين جميعاً، والثانية، الحوار السياسي النخبوي لفرقاء التوافق الحكيم، عطفاً على المبادرة الخليجية، وثالثتها، تشكيل لجنة حكماء من أسماء مختارة، تؤول إليهم مرئيات الدائرتين السابقتين، ويُعطى لها الحق الكامل في تسطير سيناريو المستقبل، على أن تكون هذه اللجنة محدودة العدد، وصادرة عن ثقافة عالمة، بالمعنى الواسع للكلمة.

وهنا نود الإشارة إلى ضرورة تطويع وإقناع فرقاء التوافق السياسي على هذه الصيغة، استناداً إلى دورها المركزي في معادلة الحل الماثل.

البيان الإماراتية
 
قديم 12-16-2012, 12:36 AM   #103
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


دروس وعبر قيام الجبهات الموحدة العالمية والوطنية الجنوبية.. وأهمية دعوة الرئيس البيض

الجمعة 14 ديسمبر 2012 03:13 مساءً


د. عبدالرزاق مسعد


حفزني الأستاذ الوطني الجليل د.عبدا لرحمن احمد علي (الوالي ) وقيادة صحيفة الامناء الكرام لاعداد دراسة ولوكانت متواضعة قليلة لكن جوهرية تلبية للدعوة الجليلة والهامة للقائد الجليل الكبير الرئيس علي سالم البيض لاقامة جبهة وطنية جنوبية موحدة تظم الحراكين السلميان الجنوبيان الداخلي والخارجي وكل القوى والاحزاب والتنظيمات السياسية والحركات المهنية والنقابية والشعبية الجنوبية.. كمحاولة تاريخية وعلمية للعودة للارث التاريخي العالمي والانساني والعربي والاسلامي والارث التاريخي الكبير للخبرة البشرية الايجابية والسلبية للحركات المعادية للحروب العالمية والاقليمية التي شهدتها الكرة الارضية والتي شهدتها حركات التحرر الوطنية في بلدان العالم وفي مختلف القارات.. وذلك للمساهمة المتواضعة في بلورة الفكرة الاهم بالنسبة للقوى الجنوبية الوطنية والشعبية والسياسية المناضلة من اجل اعادة الكرامة والحق الجنوبي المنهوب والمهدور والضائع التي دعى اليها الاخ العزيز الرئيس علي سالم البيض أخذين في الحسبان التجربة الانسانية التطبيقية بأيجابياتها وسلبياتها كعبرة ودروس تاريخية والاستفادة القصوى من كل ماهو ايجابي، وبقدر المستطاع بل وكليا تجنب كل ما من شأنه اعاقة التوحد الوطني المبني على الاختلاف والتنوع كقوة محركة للتحرر والاستقلال وللمصالح والحقوق لكل ابناء الجنوب دون استثناء الشركاء في الارض التي ولدوا فيها وترعرعوا ..بكلائها ومائها ومرعاها وثرواتها والشراكة الاقتصادية والسياسية التي تضع حدا نهائيا لكل قوانين وعادات وتقاليد الالغاء والاقصاء الماضية المستوردة والموروثة واعادة الاعتبار لكل من شملهم الاقصاء والالغاء من فئات وشرائح فقيرة ومتوسطة وغنية وفي مقدمة ذلك الراسمال الوطني الجنوبي وفرض وجوده في العلاقات الاقتصادية والصناعية والتجارية في فروع التجارة والبنوك والمقاولات والسوق داخليا وخارجيا

(وتشمل دراستنا ومشروعنا المتواضع عدد من العناوين) :

(اولا) الجبهة الموحدة ظاهرة عالمية انسانية ووطنية

كظاهرة فكرية وعلمية وتطبيقية فقد املتها المظالم الداخلية والخارجية والحروب الغير عادلة التي يشنها (مثالا) الملوك والامراء واغنياء اوروبا على بعضهم بعضا وهي حروب كانت عنصرية والغائية والحاقية ضد اقليات وشعوب وامم اصغر واضعف وظمها بالقوة الى القبائل والممالك الكبيرة في العهد البدائي والمتأخر والمتاخم للقرون الوسطى الاقطاعية والمتقاربة الجوهر والفعل بل والاكثر عنصرية والغائية من سابقتها، ثم في التاريخ الحديث منذ منتصف القرن الخامس عشر وهو العصر المتسم بالاكتشافات الجغرافية الكبرى والذي اسس لظهور الاسس الاقتصادية لاسلوب الحياة الرأسمالية الجديد المطبوع بالوحشية والبحث عن الذهب والفضة والثروة والبحث عن الاسواق والمواد الخام فظهور سيادة الراسمال المالي وهو الراسمال الاكثر عنصرية وشوفينه الوريث العملي للجاهلية الاولى الغربية والشرقية المؤسس للفاشية والنازية العنصرية الالمانية والايطالية والعسكرية اليابانية في اسيا والتي اجمعت على الحروب حتى تتربع شعوبها واجناسهم على الارض والحياة.

وعمليا ظهرت الجبهات العالمية الموحدة خلال الحرب العالمية الاولى عندما انقسمت اوروبا والولايات المتحدة ودول آسيوية وافريقية الى جبهتين حرب متحالفتين الاولى بقيادة المانيا وتركيا التي بدأت الحرب وكانت التراكمات الرأسمالية الانتاجية والمالية والعلمية والصناعية والاقتصادية الالمانية هي الاقوى في العالم وكانت تطمح بالسيطرة الاقتصادية على العالم.. الخ.

والثانية بقيادة بريطانيا وفرنسا.. وجميعهم طمحوا الى ما طمحت اليه المنيا او اعادة تقسيم العالم في ظل وضع اذن ووضع علامات بارزة لسقوط اكبر امبراطوريات العالم تركيا والامبراطورية النمساوية المجرية...الخ

ومع ظهور وازدهار الحركة الاشتراكية الديمقراطية في اواخر القرن التاسع عشر ودخول القرن العشرين وبروز قوة طبقية مقررة في حياة اوروبا هي الطبقة العاملة الوطنية والعالمية ومنظماتها المهنية والحرفية والاقتصاية والسياسية فقد ظهرت الجبهات العمالية الموحدة بين الاشتراكيين الديمقراطيين والشوعيين في اوروبا الشرقية بدرجة رئيسية ثم امتدت الى اوروبا الغربية والى قارات العالم واصبحت هذه الجبهات النواة الرئيسية لقيام الجبهات الوطنية والشعبية خلال ظهور خطر الفاشية الالمانية والايطالية وشكلت خطرا حقيقيا على البشرية بين الاعوام 35-40 وتعاضدت بل وتوحدت فيها الجبهات العمالية والفلاحية والراسمالية بما فيها جزء كبير من الاحتكارات العالمية وشكلت الجبهات الموسعة الموحدة انصهر فيها ابناء الشعوب بمختلف طبقاتهم واديانهم ومذاهبهم الرئيسية لمواجهة العدو الاول للبشرية بعد اعلان المانيا الحرب على بولندا الاوروبية ، ثم على بلدان "الاتحاد السوفياتي"، (الذي تأسس في عام 1922- وسقط تحت ضربات الحرب الباردة 1989-1990م وتحت وقع الفساد المستشري في جسم هذا الاتحاد وفشل الفكرة الشيوعية العلمية المثالية العالمية في الواقع التطبيقي للتاريخ )، وذلك بعد ان تحولت نظريات هتلر وموسولوني العسكرية اليابانية الى واقع عنصري وحشي وبربري بتحالفهم واعلانهم عن الحرب العالمية الثانية الشاملة والمدمرة للعالم في طموح "كان مستحيلا"، للقضاء على الاجناس البشرية الاخرى والتي اعتبرتها نظرية هتلر في كتابه الموسوم "كفاحي" والصادر عام 1935م أجناسا واطية لا تستحق الحياة.

لقد كانت فكرة قيام الجبهات الوطنية الموحدة هي الفكرة التي كرس لها مؤتمرات الاممية الاولى والثانية والتي كرس لها المؤتمرات الاولى حتى السابع للاممية الشيوعية الثالثة عندما كانت الحاجة تستدعي وحدة الطبقة العاملية العالمية واحزابها العمالية الاشتراكية والديمقراطية لمواجهة الرأسمالية والاحتكارات الرأسمالية على الاصعدة المحلية والعالمية لتوحيد نضال العمال وطنيا واقليميا وعالميا لانتزاع الحقوق المنتهكة لعمال العالم، الا ان المؤتمر السابع للاممية الشيوعية المنعقد في عام 1935م والمؤتمرات اللاحقة لها وكذلك مؤتمرات الاشتراكية والديمقراطية الدولية بعد ذلك حتى قيام الحرب العالمية الثانية وما قبل ذلك التي شهدت التحضير الفاشي للحرب.. مثلت هذه المؤتمرات اللحظات العملية والنظرية والتي بموجبها تأسست وقامت الجبهات العمالية الموحدة والجبهات الشعبية الوطنية والعالمية على اساس القواسم المشتركة بين الطبقات الاجتماعية، العمال، والفلاحين والتي توحدة مع البرجوازية الكبيرة وشرائحها وصلت في بعض البلدان الغربية الاوروبية الى التوحد مع الاحتكارات الرأسمالية العملاقة بكل فئاتها وكذا الممثلين عن الاديان والمذاهب المختلفة الدينية ,الكاثيوليك والارثوذيكس والبروتستانت بشرائحهم كاللوثرين والكالفينين والموحدين..الخ والاسلاميين..؟!

ومن شروط قيام تلك الجبهات هو ان تحفظ جميع الاحزاب العمالية والاشتراكية والديمقراطية والبرجوازية والشيوعية..الخ كيانهم التنظيمي الحزبي والاستقلالية الفكرية والتنظيمية الحزبية كما تميزت جميع الاحزاب والقوى المنظوية في الجبهات المتحدة بخصائصها وبرامجها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والوطنية.. الخاصة بها دون التدخل في شؤونها الداخلية ونشاطاتها المرتبطة ببرامجها القريبة والبعيدة..

وكان الاتفاق جميعا على ان الهدف الاول الموحد لهم هو الدفاع عن الاوطان والشعوب ومن اجل القضاء على العدو الاول لهم وللبشرية جميعا وهو (الفاشية).

باحتلال المانيا لبولندا في عام 1939م وباعلان الحرب على الاتحاد السوفيتي في عام 1940م ووصول الجيوش الالمانية تخوم المدن السوفياتية الكبرى (موسكو) وسقوط (بطرس بورج) التي كانت تسمى (ستالين جراد) واحتلال اوروبا الغربية، تعززت وتعمقت لدى الشعوب خيارات قيام الجهات الوطنية المتحدة حتى على صعيد الحكومات والدول الكبرى الشرقية والغربية بالرغم من تأخر دخولها الحرب وانتصرت هذه النظرية في مراحلها الاولى مراحل الدفاع عن الاوطان وهزيمة الفاشية عندما اتحدت القوى الشعبية والدينية بمختلف افكارها ومعتقداتها واحزابها واعراقها وقومياتها في مواجهة العدو الذي كان يسعى الى محو الشعوب محوا كاملا من على الارض عدو الجميع الذي لا يفرق في عدوانه وحربه ودماره ووحشيته الهمجية.. أي شعب او امة او قومية عدو وضع لنفسه خططا لتحطيم اوروبا والعالم من اجل سيطرته المطلقة على العالم على اساس عنصري فاشي، ونازي وعبودي.

لقد نجحت العديد من البلدان الاوروبية الشرقية والغربية في اقامة مثل هذه الجهات وخاضت شعوبها وقواها السياسية المتنوعة حروبا وطنية وعالمية مقدسة بالتعاون مع الاتحاد السوفياتي والتحالف الغربي بقيادة امريكا وبريطانيا والتي دخلت الحرب متأخرة.

في اوروبا الشرقية لعبت القوة السوفياتية الضاربة دورا حاسما في تحقيق النصر لهذه الشعوب.. بعد دمار لا نظير له الا في الخرافات وبعد فقدان اكثر من ثمانين مليون انسان.. كان نصيب الاتحاد السوفياتي اللاعب الرئيسي في الحرب اكثر من عشرين مليون انسان.

وقد كانت العبرة التاريخية والدرس البليغ هو بالتوازن الوطني المختل للعديد من البلدان لصالح الاحزاب الشيوعية الوطنية.. فبفعل التدخل الواسع للاتحاد السوفياتي، صادرت الاحزاب الوطنية الشيوعية في اوروبا الشرقية في المانيا وبالتحديد شرقها.. صادر الشيوعيون حقوق القوى والاحزاب الاشتراكية الديمقراطية والفلاحية والبرجوازية التي ناضلت معها و جنبا الى جنب واقامة في هذه البلدان نظما شيوعية موالية للاتحاد السوفياتي وتحولت العديد من هذه الاحزاب السياسية وقواها قسرا او طوعا بعد الحرب الى منظمات جماهيرية تابعة للاحزاب الشيوعية الوطنية وتحولت بلدانها وشعوبها بذلك الى حليفة للاتحاد السوفياتي وجزء من المنظومة الاشتراكية "العلمية العالمية"، وانقسمت الاشتراكية الديمقراطية وأحزابها الى قوتين قوة مع الشيوعيين في شرق اوروبا وقوة مع غرب اوروبا.

وبالمقابل،فمنذ نهاية الحرب العالمية وقيام المنظمة الدولية الجديدة للامم المتحدة في سان فرانسيسكو عام 1945م، في الولايات المتحدة الامريكية وحتى الستينات وسبعينات القرن العشرين.. شهدت قارات العالم في آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية نهوضا لحركة التحرر العربية والعالمية وعلى الخصوص في البلدان المستعمرة والتابعة ، حيث اتخذت العديد من الحركات الوطنية السياسية والتحررية منها "المسلحة" اسلوب وفكرة الجبهات الوطنية التحررية المتحدة لمواجهة الاستعمار الاجنبي والرأسمالية وما ارتبط بذلك من مكونات وشخوص حليفة..

استنتاج

نستنتج من ذلك وبعد ممارسة وتطبيق وقيام التوازن الدولي بين قوتين جبارتين شهدا حروبا باردة خلال ما بعد الحرب العالمية وحتى اوائل التسعينات من القرن العشرين المنتهي ..ان هذا الصراع قد انتج نصرا ساحقا للغرب الرأسمالي بقيادة امريكا ومعة انتصر حلفائه في العالم النامي.. والذي زخر بالفساد الوطني الهائل وكانت الساحة الانسانية شاهدا تاريخيا على تفكك وانهيار الاتحاد السوفياتي والمنظومة الاشتراكية العلمية "العالمية" وانهيار هذه الاحزاب الوطنية الشيوعية الوطنية.. في لحظة تاريخية وانسانية دراماتيكية خرافية تجاوزت الخيال الانساني.. وشهدت الجبهات التحررية والاحزاب الشيوعية في اكثر البلدان النامية انهيارا اخلاقيا وسياسيا كبيرا وكان جزء منها قد انهار تحت ضربات الصراع والتوازن الدولي بين القوى العظمى ، حيث انتصر المتحالفون مع امريكا، والغرب على المتحالفون مع الاتحاد السوفياتي.. ولكن على حساب الشعوب وحقها في ارضها وثرواتها وهو ما يحتاج الى نهج جديد ديمقراطي يعيد التوائم والوفاق بين طبقات وشرائح واقليات المجتمع.. والمستمد جذوره من نظام عالمي متوازن المصالح على اساس الوفاق والمصالح المشتركة لكل الشعوب بمختلف فئاتها وطبقاتها ومذاهبها ومشاربها ذات الجذور الوطنية والشعبة..الخ.

ثانيا قيام الجبهات الموحدة في الوطن العربي:

قامت الجبهات الموحدة في العديد من البلدان العربية والاسلامية ، جبهة التحرير الجزائرية، ..الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن، جبهة التحرير ، جنوب اليمن، منظمة التحرير الفلسلطينية..ومثيلاتها في عدد من بلدان اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية.. ومن الاتحادات العالمية والاقليمية تأسست منظمة دول عدم الانحياز ومنظمة اتحاد المسلمين ..الخ.

لقد نجحت الجبهات الوطنية التحررية في العديد من البلدان العربية في قيادة الثورات التحررية الوطنية والانتصار على المستعمر الاجنبي وتحقيق الاستقلال الوطني مثلما حصل مع جبهة التحرير الجزائرية والتي ضحى خلالها الشعب الجزائري بأكثر من مليون شهيد.. والجبهة القومية لتحرير جنوب اليمني ، والتي فجرت ثورة الرابع عشر من اكتوبر عام 1963م، وخاضت جبهة التحرير حربا ثورية تحررية جنبا الى جنب مع الجبهة القومية وبشكل مستقل عنها منذ منتصف عام 1966م وحتى عام اقصائها في الحرب الاهلية التي شهدها الجنوب خلال مرحلتين حتى الاستقلال المجيد في عام 1967م.

ثالثا- الجهات الوطنية الجنوبية وتحقيق الاستقلال الوطني:

لقد قامت الجبهة القومية وجبهة تحرير جنوب اليمن المحتل كشكلين من اشكال الجبهة الوطنية وهدفتا الى طرد الاستعمار البريطاني من جنوب اليمن.. بشكل مستقل كل عن الاخرى فمثلا قامت الجبهة القومية على راسها حركة القوميين العرب والفرق بين التنظيمات الاخرى .. السياسية اليسارية والبعثية والليبرالية التي كانت في الساحة الجنوبية.. هو ان الجبهة القومية اختارت وسيلة الكفاح المسلح نهجا اساسيا لتحرير الوطن بينما راهنت القوى الوطنية الاخرى على النضال السلمي لطرد الاستعمار وقد اقتنعت بعض القوى القومية بفكرة الكفاح المسلح فيما بعد عام 1966م وتكاملت كل من الجبهة القومية وجبهة التحرير والاحزاب السياسية والشخصيات الوطنية بخوضها مع القوى السياسية الاخرى نضالا سلميا مع الصحف الوطنية وادت دورا اعلاميا وطنيا مشهودا عبر صحافتها واعلاميها ومفكريها ومثقفيها ، حيث تكاملت مع النضال الثوري المسلح والسياسي للجبهة القومية وجبهة التحرير، حتى قيام الحرب الاهلية بين جبهتي التحرير والقومية الاولى والثانية وانتصار الاخيرة بفعل الحرب التحررية العسكرية والاهلية معا والتي خاضها ابناء الشعب في الجنوب..

بعد الاستقلال الوطني المجيد لجنوب اليمن وبفعل الثورة التحررية العملاقة مثل ذلك في التاريخ اخر مسمار في نعش الامبراطورية البريطانية. وقد شهدت بريطانيا منذ ذلك التاريخ والشعب البريطاني ارتقاءات انسانية كبيرة على طريق التخلص من الماضي الاستعماري القديم واصبحت اليوم احدى الدول العظمى كما كانت عليه لكنها اكثر ريديكالية واخلاقية في مواقفها السياسية من حقوق الشعوب الانسانية والمصيرية.. كالقضية الفلسطينية وبريطانيا مطالبة اليوم للاعتذار عما لحق بالجنوب من دمار وان من الدمار مازال قائما في ردفان والضالع الى يومنا هذا.. بفعل القصف البريطاني.. وقام في الجنوب اليمني "وهو في التاريخ الجنوب العربي الواقع على بحر العرب والمحيط الهندي وهو جنوب شبه الجزيرة العربية حتى الاستقلال وذلك باختلاف التسميات عبر التاريخ القديم والوسيط والحديث والمعاصر لكن جميع تلك التسميات تثبت تاريخيا قديما ووسيطا وحديثا معاصرا ان الله سبحانه وتعالى قد استعمر على ارض هذه المسميات شعبا عظيما بتاريخه وانسانيته منذ الازل".

قام نظام الجهة القومية المتحدة من عدد من التنظيمات السياسية والمهنية والوطنية وفي فترة وزمن بزوغ فجر النزعة القومية العربية.. قام نظام الجبهة القومية على اساس هذا الفكر ودعم وتعاضد حركة القوميين العرب في بلاد الشام وفلسطين "بعد هزيمة جبهة التحرير التي كانت تمثل الفكر القومي للزعيم الراحل جمال عبدالناصر" ، لقد قام قسرا وطوعا هذا النظام على اساس نظرية الحركة القومية لبلاد الشام وفلسطين والتي كانت تطمح لان يكون هذا النظام النموذج للنظام في الوطن العربي.. وبعد التحول اليساري للحركة نحو الاشتراكية فقد توائم وتحول المبدأ الجديد للسياسة الداخلية للجبهة وللحزب الاشتراكي فيما بعد وفي الحياة السياسية الخ.. الى مبدأ "المركزية الديمقراطية.. مع المبدأ القديم وشعار الجبهة العسكري" .."نفذ ثم ناقش".

ان التجربة الداخلية للجبهة القومية وفي شعارها الثوري المستخدم في حرب التحرر الوطنية ضمن لها سرية العمليات العسكرية وتحرك قياداتها واعضائها والنجاح الثوري في أخر الامر..الا ان هذا التراث استمر في الحزب الاشتراكي بعد قيامه وتحول مبدأ نفذ ثم ناقش في حرب الاستقلال الى مبدأ المركزية الديمقراطية في مرحلة البناء وبالاسترشاد بتجربة الاحزاب القومين والسارية والاشتراكية التي كانت تعتنق هذا المبدأ.

وقد قاد ذلك الى نتائج دموية داخلية ساهم في صنعها بعض التيارات اليسارية العربية والفلسطينية ..كالجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية وحزب العمل اللبناني والحزب الشيوعي اللبناني..وكان ذلك موضوعيا تجربة الجميع الجديدة وبسبب نيران وخطط التحالف الغربي العربي والاسلامي المعادي للتجربة بقيادة الولايات المتحدة الامريكية زعيمه ذلك التحالف، وبسبب النقل الالي للتجربة السوفياتية الاعمى وللتجربة الحزبية.. والحقيقة التاريخية فان نظام الزعيم السوفياتي جوربا تشوف قد اوعز للقيادات الجنوبية بعد احداث يناير الاليمة الى ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية الجنوبية في العديد من الزيارات المتبادلة.. كبديل للحروب وعدم الاعتماد المطلق على التحالف السوفياتي بعد شطب اغلب الديون وجدولة بعضها..

وللاسف في الوقت الذي اقدم قادة الحزب الاشتراكي اليمني الى انتقاد انفسهم الى درجة الجلد الذاتي نرى بعض قيادات هذه التنظيمات القومية العربية واليسارية لم تعترف باخطاء التجربة السلمية لبعض تدخلاتهم الاخوية والقومية المخلصة التي ادت الى انهيار التجربة كليا وعربيا وانسانيا..وراح ضحيتها الالاف من ابناء شهداء الجنوب.

لقد قام في الجنوب اليمني نظام الجبهة القومية على اساس التنظيم الواحد ثم الحزب الواحد.. الا انه كان هناك تنظيمان سياسيان هما اتحاد الشعب الماركسي وحزب الطليعة الشعبية والذي مثل يسار البعث وعلى الصعيد النظري كان الحزبان معزولين عن السلطة الا انهما كانا متمثلين في كثير من دوائر الحياة الاقتصادية والتربوية والثقافية وخلال حوار طويل تم توقيع اتفاقية فبراير 1975م وبمساعدة خارجية عربية مثلت اليسار العربي والفلسطيني واللبناني والاتحاد السوفياتي وتم الاعلان عن قيام التنظيم السياسي الموحد وفيما بعد تم الاعلان عن قيام الحزب الاشتراكي اليمني عام 1978م حاملا كل الأمراض الطفولية اليسارية الاقصائية للفصائل الثلاث وانظم الى الحزب في عام 1979 حزب الوحدة الشعبية في الشمال في خطوة قسرية وجبرية للواقع غير مدروسة انطلقت من مشاعر عاطفية ومن مثالية ذلك الزمان على الصعيد العالمي، ومن زمان الثورات التحررية العالمية ومن الصراع والتوازن الدوليين القائمين على التحالفات الالغائية والاقصائية والايديولوجية العفوية وغير العفوية وهو الزمان، الذي سقطت في اخره تاريخيا اكثر التجارب الانسانية والقومية والوطنية الايجابية والسلبية للمنظومتين العالميتين لبلدان التوجه الرأسمالي والاشتراكي النامية بعد انتصار الرأسمالية العالمية والتي تسعى اليوم الى تجديد وتطوير نفسها بالاستفادة من دروس وعبر الحرب العالمية الباردة على الصعيد العالمي والاقليمي والوطني للشعوب حتى تصبح اسلوبا متنوعا للحياة الشاملة للشعوب والامم والاوطان صغيرها وكبيرها.. محليا وعالميا..

وعند معرفة ما مرت به جمهورية اليمن الديمقراطية من تجربة فأن الحزب الاشتراكي اليمني ونظرا للعوامل الخارجية المملاة على الواقع الجنوبي هما واقع اليوم.. لكان من الافضل والارقى للممارسة السياسية اعلان النظام التعددي الديمقراطي والبدء في العملية الديمقراطية بالاستفادة من الاحداث التاريخية بدروسها وعبرها على واقع وجود الاحزاب الثلاثة الاحزاب القائمة على اختلاف الوانها.. ولكن ذلك لم يكن ممكنا في ظل جمود فكري ليس لدى قيادات هذه الاحزاب بل لدى حركات التحرر الوطنية المستقلة بما فيها الحركات القومية والاسلامية,بل ولدى الأقران من الحلفاء المقربين في الحركة اليسارية العربية وفي راس النظام السوفياتي والمعسكر الاشتراكي العالمي..

وعلى الرغم من ذلك فان المرء يسجل للتاريخ بان العدالة والمساواة النسبية "وطبعا على حساب الطبقات الغنية وفئات شعبية اخرى اقصيت من الساحة السياسية والوطنية" ودولة الامن والامان الشخصية والاجتماعية ودولة النظام والقانون واشياء نبيلة اخرى تحققت بشكل مثالي لا مثيل له في التاريخ الا في زمن عظماء الامم والانسانية..

انه بسبب الطهارة الزائدة وحدود المعرفة الذاتية لدى بعض هؤلاء والضعف النسبي بتاريخ الامة العربية والاسلامية وتراثها الايجابي الرفيع وعوامل اخرى داخلية مثل الاقتتالات الداخلية والتي كانت للعامل الخارجي العربي والاسلامي والدولي وللجمهورية العربية اليمنية الشقيقة دورا محددا وحاسما الى جانب عوامل الذات القروية العنصرية الضيقة الشطرية وعوامل اخرى.. فقد منيت هذه النخبة الوطنية بانتكاسات ومؤامرات كبيرة واليمة وهؤلاء المثاليون الوطنيون المخلصون هم من قام بالتوقيع على وحدة جنوب وشمال اليمن وقيام الجمهورية اليمنية الوليدة في 22 مايو عام 1990م، وتحققت لاول مرة بذلك الوحدة بين الشمال والجنوب "لاول مرة في التاريخ القديم والوسيط والجديد والمعاصر بالطرق الفوقية السلمية والديمقراطية".

ولاسباب عميقة وكبيرة واهمها واكبرها استضعاف شعبنا القليل العدد والامكانيات والطمع الجشع المخيف في ارض وثروة الجنوب قام الطرف الشمالي بحرب مدمرة الحاقية تشمأز لها الانسانية في عام 1994م ومستمرة حتى يومنا هذا بعد قيام ثورة التغيير الشمالية المأمولة والتي سبقتها ثورة الجنوبيين السلمية الجليلة في عام 2007م ومستمرة باضطراد حتى اليوم.. وخلال ذلك اثبتت الحياة الفوارق العميقة والبعيدة بعد السماء عن الارض عند النظامين السياسيين وبدرجة اساسية في البنية الفوقية والتحتية للشمال واثبتا بانهما ليستا مؤهلتين للتوحيد وان الموروث الشطري الشمالي لا يميز بين الحلال والحرام ولا يعرف الا وحدة مفهومها القوة والقتل وهدفهما الحرب والالحاق وبذلك سقطت الوحدة وحتى لا يزداد الاذى والدمار والقتل على الجنوب فان الضرورة التاريخية اليمنية والانسانية تفرض وحدة جنوبية.. جنوبية لكل ابناء الجنوب شعبا واحزابا وفي مقدمتهم فصائل الحراك السياسي الشعبي السلمي على طريق تحقيق الاستقلال والتحرير وباشراف المجتمع الدولي والاقليمي الانساني والعربي.. وهؤلاء عليهم ان يتحملوا انسانيا لاستمرار في اعادة اللحمة الشمالية الشمالية فيما بينهم ومساعدة الشماليين في حل مشاكلهم المهولة التي يعيشها الشمال ولم تتغير ولم تتقدم بشكل نوعي الى الامام منذ مئات السنين بالرغم من الثورات والتطورات العربية والعالمية والعلمية والاقليمية المذهلة.. والحفاظ على اواصر القربى بين الجنوب والشمال عبر استبدال الوحدة بنظام من علاقات التكامل الشاملة بين البلدين والشعبين التي يشرف عليها المجتمع الدولي ودول الجوار.

رابعا: اسس ومكونات الجبهة الجنوبية المتحدة واهدافها المشتركة:

تقوم التجربة الجنوبية المتحدة على الاسس التالية:


1- جعل التجربة التحررية والسياسية التي مرت بها الحياة السياسية السابقة لهذا الزمن وهذا التاريخ الجديد منذ سقوط الامارات والسلطنات والمشيخات ومنذ الحرب الاهلية الاولى والثانية الالغائية بين الجبهة القومية وجبهة التحرير حتى اواخر عام 1967م وما بعد ذلك ومرورا بفترات ومراحل الصراع السياسي 68،69،78،86،94م داخل الجبهة القومية والحزب الاشتراكي اليمني وحتى تجربة الوحدة وما لحق بها من حرب الحاقية كبرى على شعب وارض الجنوب في 1994م ومن حروب وقتل للجنوبيين وقوتهم السياسية والحراك السلمي الجنوبي والمستمر حتى اليوم جعل ذلك كله تجربة وعبرة تاريخية بسلبياتها وايجابياتها ومهما كان حجم تلك السلبيات والايجابيات والنظر الى احداثها التاريخية والسياسية والانسانية ليس من واقع وتاريخ حدوثها اليوم وما يرافق تلك من وضع دولي واقليمي اخر تماما والاقتناع الفعلي للمنظويين في هذه الجبهة بان سلبيات الماضي الموضوعية والذاتية سلبيات يجب ان لا تتكرر ابدا والقطيعة معها ومع كل الحروب حتى حرب 1994 ونتائجها وما رافق ذلك من السلبيات المستوحاة من التجارب العالمية والقومية والاقليمية او الانسانية وعلى راس كل تلك السلبيات هي "ام السلبيات" او ممكن تسميها "كبيرة الكبائر السلبية"،..الا وهي سلبية وخطأ اقصاء الانسان والغائه لاخيه الانسان من حقوقه بدأ بالارض التي خلق وترعرع ونشأ فيها وعاش ويعيش زمانه الماضي والحاضر، افرادا وطبقات وشرائح شعبية وسياسية منتمية للارض والوطن وما يمثلها من تنظيمات اجتماعية وسياسية واقتصادية وحقوقية ونقابية والمذاهب السلفية والمعتدلة".

2- بعيدا عن الاكراه والجبرية في الوحدة بعد ما لحق بالجنوبيين من الاذى والقتل والنهب والتنكيل في محاولة شنيعة عنصرية لا ترضى الله ولا رسوله ولا قيم الاسلام والانسانية بدأت منذ قيام الوحدة السلمية في 22مايو1990م واستمرت بالحرب الشيطانية القاتلة والبشعة والمدمرة لاصل الجنوب في عام 1994م واستمرار نهجها بعد ذلك من قبل الوارثين للنظام العائلي السابق والمستولين على ثورة التغيير ا العظيمة الشماليه وعلى الأرض الشمالية والجنوبية ....باكملها وهم المستبدون الجماعيون لعائلة حزب الأصلاح الديني اسما وحزب مشايخ حاشد وبكيل الطامعون في ارض الجنوب وشعبه اللذين يدفعون بالأمس واليوم بالمئات والآلاف الى الجنوب عبر شراء الذمم الشمالية بدرجة ريئسية ومن الجنوبية لخلق الفتنه و قتل الجنوبيين في تاكيد صارخ انهم مستمرون لخلق حرب للنظام بالأمس واليوم كونهم يقودون الحرب باشكال مختلفة ضد ابنا الجنوب وهوا ما اكدته حروب القتل في الضالع (الجليلة) وكرش..الخ منذ قيام النظام الجديد لاحزاب اللقاء المشترك والتي بعضها اصبح يسير قسرا او طوعا تحت قيادة حزب الاصلاح وقبائلة الكبيرة !

وحسب الأستناجات العالمية فان الحرب الشامله التي شنت على الجنوب في 1994م استباحة كل شي في حياة الجنوبين منذ ان اسس الله حياتهم منذ مئات الآلاف من السنين بعد ان قامت تجربة للوحدة بين الشمال والجنوب لم تستمر أربع سنوات فقط هي الاربع التي تم التحضير والاعداد النها ئي للحرب بغرض التهام الجنوب وتم الإعداد للوحدة بطريقه تامريه بشعة خلال سته اشهر من الزمان وكأن الجنوب والشمال بسكانهما وجغرافيتهما اقل شأنا من ناديين رياضيين توحدا بعد عشرات من السنين من حوار قيادتهما .

وحسب عقلاء الشعوب والأمم عقلاء البشرية والمنظمات الدولية وقوانينهما الإنسانية فأن حربا كهذه استمرت من 1994م حتى أيامنا هذه قد وضعت حد نهائيا للوحدة ..وتحولت الوحدة الى اكبر من مفهوم (الاحتلال )..وبدلا عن الوحدة فان الاولوية تتحول الى ميثاق جنوبي شمالي للتكامل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي ...الخ .

3- لقد حسم لقاء القاهرة الاخيربين القادة الاجلاء حسن احمد باعوم,حيدرالعطاس وعلي ناصرمحمد والاستاذ الجليل محمد علي احمد رئيس المؤتمر الجنوبي ..قضية توحيد القوى الوطنيه وحراكها الميمون المبارك (الحراك السلمي الجنوبي ) ووضع اللبنات الاساسيه للتوحيد تحت سقف (الاستقلال والتحرير) وهوما يلتقي مع افكارالرئيس علي سالم البيض حول مبدء (فك الارتباط وهوما يؤذن بلقاءات مرتقبه موحدة بين الاقطاب والقوى السياسية الجنوبيه المؤتلفة والمستقلة ..بقيام جبهه وطنيه جنوبية موحدة (لا واحدة) تحفظ استقلال وتنوع كل المنظوين في اطار جبهه موحدة كهذه لا مكان فيها لقوانين الالغاء والاقصاء الماضية والمستندة بقوة على هدفين اثنين لا غير:

1) الهدف الاول التحرير والاستقلال بأي شكل من الاشكال وبأي اسلوب من الاساليب وبالطرق السلمية والحضارية باالاستناد على الحق الجنوبي المشرع من رب السموات والارض ونواميس وعادات وتقاليد الانسانية والشرعية الدولية ممثلة با الامم المتحده وهيئتها التنفيدية (مجلس الامن الدولي ) وميثاق الامم المتحدة ،وباالاستناد على دعم الجامعة العربية وبمساندة القوى الاقليمية والعربية وفي مقدمتها المملكه العربيه السعوديه الشقيقة ودول الخليج العربي وجمهورية مصر العربية وكل العرب والعالم الانساني الذي يقوده الغرب بزعامة الولايات المتحده الامريكية واربا واسيا وروسيا الاتحاديه والصين.

2) اما الهدف الثاني فهو برنامج مرحلة ما بعد تحقيق الهدف الاول ويستند هذا الهدف على دستور ديمقراطي يقوم على الديمقراطية والتعددية الساسية وحرية وتعدد الصحافة بما يضمن قيام انتخابات برنمانية ورئاسية ومحلية متساوية الحقوق والواجبات والاخذ بمبدء حرية السوق والعمل التعوني الاقتصادي في العلاقات الرأسمالية المرتبطة بالجذور الاسلامية والوطنيه العادلة وخلق توازن اجتماعي واقتصادي للحد من مظاهر الفساد وتحقيق قدر من العدالة الشاملة لكل طبقات المجتمع المنظمة بالقوانين الجديدة .

وخارجياً : الاخذ بسياسة خارجية وطيدة لامكان للتطرف فيها مع دول الجوار والعالم كبيره وصغيره دون إستثناء بعيداًعن الايديولوجيا الشمولية في العلاقات مع الشعوب وضمان مصالح القوى الاقليمية والدولية في المنطقة واتحاد شعب الجنوب مع الشعوب المجاورة بما في ذلك الشمال وشعوب المعمورة والامم المتحدة لمحاربة الارهاب بكافة اشكاله ..

وفي ختام موضوعنا هذا فإننا نعتبره مشروعاً ناقصاً يكملة المبدعون والباحثون والسياسيون الاجلاء المهتمين والمناضلين الذين يقودون ثورة التحرير والاستقلال .

25_11_2012

جميع الحقوق محفوظة الامناء نت © {year}
 
قديم 03-22-2013, 01:57 AM   #104
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


العريان : جمال عبد الناصر ذبح 70 ألف جندي في سيناء واليمن

| تأريخ النشـــر: الجمعة, 22 مارس, 2013

| الخبر | صنعاء


قال الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، إن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بدأ عهده بقتل اثنين من العمال ”خميس والبقري” بمحاكمة صورية، وأنهى عهده بقتل ونحر أقرب الناس إليه رفيق عمره “عامر” بمحاكمة عرفية ثورية.

وأضاف العريان على صفحته الرسمية في “فيس بوك” الخميس “بين ذلك قتل القاضى عودة، والشيخ فرغلى، والمفكر قطب وعشرات على أعواد المشانق بمحاكمات هزلية، غير الذين قتلوا تحت التعذيب.

وتابع: وفوق ذلك كله ضحى بأكثر من سبعين ألفًا من جنود مصر في صحراء سيناء وجبال اليمن على مذبح شهوة السلطة. ثم يدعى أن غيره قتله.


تابعوا الخبـر لحظة وقوعه◄ الخبـــر على تويتـر الخبـــر على الفيسبـوك
 
قديم 03-25-2013, 02:34 AM   #105
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي

الثلاثاء 12-03-2013 05:10 مساء
«الذين لا يذكرون الماضي عليهم أن يجربوه مرة اخرى»

نشوان ينشر القصة الكاملة للجبهة القومية والقضية الجنوبية.. انسلاخ كان ثمنه بحرا من الدماء والدموع

بقلم: زيد محمد حسين الفرح

نعيش في اليمن اليوم امتداداً لقصة طويلة لا يبدو الأمر مختلفاً كثيراً فيها، فبعض الأسماء والشعارات ليست إلا تكراراً، والحديث عن فشل الوحدة ليس جديداً بل حدث قبل ذلك.. وقال البعض: يجب الانفصال أو الفيدرالية والتوحد على أسس سليمة أخرى.. وعلي سالم البيض ومحمد سالم باسندوة أسماء موجودة وفاعلة.. من هنا بدأت الأزمة..

في يونيو 66 عُقد في إب اجتماع سري للجناح الماركسي في الجبهة القومية وقرر فك الارتباط.. والاستمرار بالوحدة كمظهر! وحضره (السيدان) عبدالفتاح اسماعيل وعلي سالم البيض.
تم التفاوض بين بريطانيا والتيار الماركسي المغطى بتسمية الجبهة القومية وسلمه الاستعمار جنوب اليمن مقابل أن يعلن دولة ولا يتوحد اليمن!

محمد سالم باسندوة .. القيادي الوطني في جبهة التحرير..

القصة متصلة.. في البداية فك الارتباط عن جبهة التحرير، ثم فك الارتباط من العروبة والتخلص من الشخصيات الوطنية في الجبهة القومية وجبهة التحرير! ثم فك الارتباط بالدين وإشهار الماركسية ثم قتل قحطان الشعبي، ثم قتل سالم ربيع علي، ثم مجزرة يناير 86 والتخلص من عبدالفتاح اسماعيل.. وأخيراً فك الارتباط باليمن، يعود علي سالم البيض لإكمال القصة التي نعيش اليوم تفاصيلها وشخوصها الأخيرة.

في السطور والصفحات التالية تقرأون قصة من بين القصص الأكثر دموية وتأثيراً في اليمن طوال العقود الماضية، وتريد تكرار نفسها بصورة تبدو مغايرة، ينشرها نشوان نيوز بقلم الباحث والمؤرخ الأستاذ: زيد محمد حسين الفرح:


«الذين لا يذكرون الماضي عليهم أن يجربوه مرة اخرى»

قصة الانسلاخ الذي كانت نتيجته بحراً من الدماء والدموع مسافته 22 سنة شمسيه! و التحول من «تنظيم موحد» إلى «تنظيم جبهوي» أي استبدال (الوحدة الاندماجية) إلى (فيدرالية) كما قد يقول البعض حالياً أو من باب تعريف الجوهر المقصود!..

البداية:

في أواسط وأواخر عام 1965م تنادت الشخصيات والقوى الوحدوية الوطنية والقومية إلى ضرورة الدمج الوحدوي وتحقيق (الوحدة الوطنية) بين قوى العمل الوطني المتصاعد لتحرير الجنوب بعد ان أصبح موضوع استقلال الجنوب من الاستعمار البريطاني قاب قوسين أو أدنى، وأصبح تشكيل كيان سياسي وطني واحد يمثل القوى الوطنية في الجنوب قضية حيويه داخلياً وقومياً وحتى عالمياً بعد صدور قرار الأمم المتحدة لصالح استقلال الجنوب في نوفمبر 1965م.. ولكن قضية التوحيد واهميتها كانت تنبعث من الواقع الداخلي المتمثل آنذاك في وجود قوتين أساسيتين في ساحة العمل الوطني في الجنوب – بصفة خاطه – واليمن بصفة عامة.. أو تيارين بتعبير أدق.. وهما:-

أولاً :- التيار الوطني الثوري

وهو التيار الذي كان يمثله ويتزعمه المشير عبد الله السلال رئيس الجمهورية في الشمال كما تمثله وتتزعمه – في الجنوب – (الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل) – وهذا التيار هو الذي كان يؤيده الزعيم العربي جمال عبد الناصر وتسانده مصر عبد الناصر من خلال وجود القوات العربية المصرية لمناصرة ثورة اليمن.

وكان هذا التيار الثوري وعبد الناصر يؤمن بان النضال المسلح هو طريق تحرير الجنوب من الاستعمار، لذلك تشكلت الجبهة القومية في صنعاء أواخر عام 63م- برعاية السلال وتأييد عبد الناصر.. وكان قد رافق تشكيل الجبهة اتصالات بالقوى الاساسية الأخرى في عدن وخاصة (حزب الشعب الاشتراكي الذي كان يسيطر على المؤتمر العمالي وهو القوة الوطنية والجماهيرية الرئيسية في عدن آنذاك، وكان لحزب الشعب مكتب في صنعاء وعلاقات واسعة) وقد رفض حزب الشعب الدخول في الجبهة واسلوب النضال المسلح وأعلن ان النضال السياسي السلمي هو طريق استقلال الجنوب..

لذلك تشكلت الجبهة القومية من عدة تنظيمات ابرزها حركة القوميين العرب ومن شخصيات مستقل، وتم تكوين قيادة الجبهة من 12 شخصا برئاسة الاستاذ قحطان الشعبي الذي كان مستشار السلال ووزير شئون الجنوب في حكومة الجمهورية العربية اليمنية ولذلك بصفة اساسية، اصبح قحطان رئيس قيادة الجبهة اما اعضاء القيادة فكان ستة منهم من الشخصيات المستقلة والقبلية، و5 من التنظيمات وبالذات حركة القوميين العرب التي كان قحطان ينتمي اليها.. وكان من ابرزهم المناضل علي السلامي.

وكانت الجبهة القومية التي توسعت قواعدها وتشكيلاتها في عدن وفي الريف هي التي قادت وخاضت النضال المسلح من 14/ اكتوبر / 63م إلى أواسط واوخر عام 65م..

ثانياً :- التيار الوطني المعتدل

وهو التيار الذي كان يمثله حزب الشعب الاشتراكي ومعه المؤتمر العالي في عدن، وبعض التنظيمات الصغيرة مثل الرابطة والعديد من الشخصيات الوطنية التي كان من أبرزها الأستاذ عبد القوي مكاوي وقد تولى رئاسة حكومة عدن المحلية (في إطار الاستعمار البريطاني) ولكن السلطات الاستعمارية اتهمته بموالاة الجبهة القومية والنضال المسلح وعبدالناصر وحين تصاعد النضال والعمل الفدائي في عدن قام الاستعمار بإلغاء حكومة عدن وإقالة مكاوي.. أما حزب الشعب ومعه المؤتمر العمالي فكان من ابرز قادته الأستاذ عبد الله الأصنج والأستاذ محمد سالم باسندوة، وكان ينتهج النضال السياسي السلمي وله وزن خارجي ودولي بارز كما كان يلقى تأييداً من حزب العمال البريطاني..

أما في شمال اليمن فكانت تؤيد وتمثل هذا التيار الوطني المعتدل شخصيات جمهوريه واسعة من بعض المسئولين والقادة والمشائخ وحزب البعث وهي الشخصيات والقوى الجمهورية التي كانت تناوئ السلال – ثم مصر عبد الناصر – بشكل أو بآخر، وقد وصل احتمال الصدام بينها وبين السلال إلى الذروة في أوائل عام 1965م وكان من ابرز رموز هذا التيار الأستاذ أحمد النعمان والقاضي عبد الرحمن الإرياني والزبيري وكذلك الأستاذ محسن العيني وشخصيات ومشائخ اتجاه البعث وبعض الشخصيات والمشائخ المستقلين.. وتفاديا للصدام الخطير في ابريل 1965م أقنع عبد الناصر الرئيس السلال بإقالة حكومة العمري وتشكيل حكومة برئاسة النعمان، وبالفعل قام النعمان بتشكيل حكومته في 21/4/1965م وألغى من الحكومة منصب وزير شئون الجنوب (قحطان الشعبي) كتعبير عن سياسة واتجاه هذا التيار المؤيد لحزب الشعب والمؤتمر العمالي في عدن والمعارض في ذات الوقت للجبهة القومية التي تمثل تيار السلال وعبد الناصر..

وفي ظل حكومة النعمان انعقد في تعز – في مطلع مايو65م – مؤتمراٌ ضم ممثلي حزب الشعب والمؤتمر العمالي وممثلين عن الرابطة وبعض الشخصيات الوطنية والسلاطينية وغيرها، وتم في ذلك المؤتمر تشكيل تنظيم واحد باسم (منظمة التحرير).. وأرسل حزب الشعب ممثلين له حضروا مؤتمر خمر الذي انعقد في أواسط مايو65م برعاية حكومة النعمان، ولكن مع وجود التيار الوطني الثوري ورئاسة السلال للجمهورية، لذلك لم يعلن مؤتمر خمر تأييده لحزب الشعب، وأصدر في بيانه وقراراته فقرة حيا فيها «نضال الجنوب اليمني للتحرر من الاستعمار، وأهاب بالمنظمات والقوى الوطنية لتوحيد كلمتها وصفوفها»..

وفيما تواصلت خطوات حكومة النعمان والتيار الذي يمثله، انعقد بمدينة تعز في يونيو 1965م المؤتمر الاول للجبهة القومية والذي اقر (الميثاق الوطني للجبهة القومية) حيث أكد الميثاق على خط الثورة اليمنية وعبد الناصر وعلى النضال للدفاع عن الجمهورية في الشمال والنضال المسلح لتحرير الجنوب، وجاء في قرارات المؤتمر «اعتبار منظمة التحرير غير ثورية يجب تصفيتها» بينما اصدرت السلطات البريطانية في عدن – خلال يونيو 65 – قانون الطوارئ واعلنت ان «الجبهة القومية منظمة إرهابية» نشاطها وتأييدها محظور، كما قامت بحملة اعتقالات وتزفير245 شمالياٌ من عدن..

واتضح في اوخر يونيو 65م ان بعض رموز تيار النعمان يقوم باتصالات مريبة بالسعودية وبالاستعمار في عدن فاستعاد التيار الوطني الثوري بزعامة السلال زمام الموقف وتم إقالة حكومة النعمان ثم تشكيل الحكومة برئاسة السلال (6 يوليو65م) ثم أعيد تشكيلها برئاسة العمري (18يوليو) ثم إصدار (وثيقة العمل الوطني).. وشهدت عدن ومناطق الجنوب تصعيداً كبيراً للنضال السياسي والمسلح ضد الاستعمار بلغ ذروته أثناء انعقاد مؤتمر لندن الدستوري بشأن الجنوب في أغسطس 65م والذي مثل الجنوب فيه ممثلون عن حزب الشعب والمؤتمر العالي وحكومة عدن والرابطة وبعض السلاطين، وكانت صنعاء والقاهرة والجبهة القومية ضد ذلك المؤتمر وشنت عليه هجوماً إعلامياً، ولكن ذلك المؤتمر انفجر من الداخل، حيث أصر مكاوي والأصنج وغيرهما على الاستقلال الكامل وتصفية القاعدة العسكرية في عدن، وانتهى المؤتمر بالفشل، فلما عاد الوفد إلى عدن واتحدت مطالب التيار المعتدل والتيار الثوري أعلن الانجليز إلغاء حكومة ودستور عدن وإقالة عبد القوي مكاوي ووضع عدن تحت إدارة وزارة المستعمرات البريطانية مباشرة وذلك في 1965م.. وفي تلك الأجواء ازدادت شعبية مكاوي،كما أعلنت منظمة التحرير التي هي في الأساس حزب الشعب أنها ستنتهج النضال المسلح – فانسحب منها الرابطة – وانضم مكاوي والعديد من المستقلين البارزين إلى المنظمة لان الجبهة القومية كانت منغلقة لا تقبل احد..

وفي هذا الصدد يذكر الأستاذ عبدالرحمن خبارة «ان انفراد الجبهة القومية بالعمل المسلح وعدم وجود رحابة صدر لقبول الآخرين أدى بهؤلاء الآخرين إلى تكوين منظمة مسلحة موازية» [مقابله صحفيه]..

ومما زاد من ثقل هذه المنظمة انها شملت واستقطبت التيار الوطني المعتدل الذي كانت زعاماته معرفة ومشهورة داخلياٌ وعربياٌ ودولياٌ أمثال الأستاذ عبد الله الأصنج والأستاذ محمد سالم باسندوة وهما ابرز قادة حزب الشعب والمؤتمر العمالي ثم كان انضمام الأستاذ عبد القوي مكاوي – المستقل – قد أعطى المنظمة وزناً اكبر لأنه كان رئيسا لحكومة عدن وكان قيام بريطانيا بإقالته وإلغاء حكومته قد جعله رمزاً وطنياً وعربياً وعالميا..

وهكذا فانه أواخر عام 1965م بات التيار الوطني المعتدل قوة واسعة ومنظمه وذات تأثير وثقل ملحوظ داخليا وعربياً.. وبات احتمال الصدام بينها وبين الجبهة القومية من الاحتمالات الواردة التي يمكن أن يغذيها الاستعمار..غير ان الأهم من ذلك أن أي واحد منهما لم يعد ممكناً أن يدعى تمثيل الشعب والعمل الوطني في الجنوب مما يعطى بريطانيا مبررات للتحايل على قرار الأمم المتحدة الذي صدر في نوفمبر 1965م لصالح استقلال الجنوب وقد أخذت بريطانيا تحاول تشكيل حكومة عميلة..

ومن ناحية أخرى كانت تطورات الوضع في الشمال تستلزم وحدة الصف الوطني والتيارين في الجنوب.. فقد أدى تفاقم الصراع على السلطة في الصف الجمهوري السياسي إلى انشقاق فرقة من التيار المعتدل وذهابها إلى السعودية في أغسطس 65م تنادي بدولة اسلامية وتهاجم عبد الناصر والمصريين والسلال وتزعم أن الشعب لا يريد الجمهورية.. وقد أدى ذلك إلى تلاحم الصف الجمهوري الثوري بزعامة السلال والصف الجمهوري المعتدل الذي كان الإريانى والنعمان والأحمر من رموزه للحفاظ على الجمهورية وهو ما تجسد في مؤتمر حرض للسلام (نوفمبر 1965م)..وكذلك ونتيجة للعديد من الاعتبارات التي اسلفناها كان لابد من توحيد التيارين والقوتين الوطنيتين في الجنوب حيث تنامت الدعوة إلى الدمج والوحدة بينهما.

ثالثاً :- وحدة الدمج الوطنية

في ديسمبر 1965م بدأت اتصالات ولقاءات سرية وعلنية لتحقيق الوحدة والدمج الوطني بين التيارين والقوتين التي كانت الجبهة القومية احداهما وكان الشخص الرئيسي الأول في الجبهة القومية باليمن قد اصبح المناضل علي السلامي منذ مسير قحطان الشعبي إلى القاهرة حيث كان قحطان هو الزعيم الأول ولكن وجوده في القاهرة وعدم ترحيبه بفكرة الوحدة الوطنية والدمج ادى إلى ان تتم المشاورات في الدخل حيث كان المناضل السلامي هو الشخص الرئيسي في الجبهة القومية بينما مثل حزب الشعب والمؤتمر العمالي أو منظمة التحرير الأستاذ عبد الله الاصنج كما شارك في المشاورات عدد من قادة الجبهة القومية والتيار الآخر.. وقد أيدت حكومة الجمهورية برئاسة السلال ومصر عبد الناصر موضوع الوحدة الوطنية والدمج تأييداً كاملاً، كذلك فان التيار الوطني الممثل بحزب الشعب والمؤتمر العمالي والمنظمة ومكاوي قد استجاب وأيد موضوع الوحدة الوطنية عن قناعه وبسبب تأييد وتبني عبد الناصر لموضوع الوحدة الوطنية حيث كان عبد الناصر محل تقدير الجميع وبمثابة زعيم الجميع..

اما الجبهة القومية فكانت هي في الواقع تمثل تيار عبد الناصر والثورة منذ عام 63م وكانت مصر عبد الناصر هي التي تدعم وتناصر الجبهة ومناضليها بالسلاح والتدريب والمال والإمكانيات كما هو معروف إلى تلك الفترة بأواخر عام 1965م حيث باتت الوحدة الوطنية ضرورة نضالية وطنية وقومية.. فاستجاب اغلب قادة وقواعد الجبهة القومية للوحدة الوطنية.. يقول المناضل عبد الفتاح اسماعيل "ان الموقف من الوحدة الوطنية في ذلك الوقت كان يمثل ثلاثة اتجاهات – في الجبهة القومية – الاتجاه الاول يمثله انصار الوحدة دون قيد أو شرط – على السلامي – طه مقبل – سالم زين. الاتجاه الثاني رفض الوحدة بشكل مطلق يمثله قحطان الشعبى وفيصل عبد اللطيف. الاتجاه الثالث تمثله القاعدة الواسعة من مناضلي الجبهة القومية الذين يؤمنون بالوحدة الوطنية، وضرورة توحيد كل فصائل العمل الوطني بشرط ان لا يشمل التوحيد العناصر المعروفة بعمالتها للسلطة الاستعمارية". [الكفاح المسلح – سعيد الجناحي ]

*وهكذا فان الموقف من وحدة الدمج الوطنية في الجنوب كان تأييد الاغلبية للوحدة الوطنية لانها كانت تمثل بالفعل مطلبا نضالياً مسنوداً من حكومة الجمهورية في الشمال ومن مصر عبد الناصر والدول العربية..

وكلام عبد الفتاح اسماعيل شاهد لا تخطئ دلالته على ان الانفصاليين الذين سموا الوحدة (دمجاً قسرياً من المخابرات المصرية) كما تزعم كتابات بعض عناصر الجبهة القومية الثانية والحزب الاشتراكي – فيما بعد – انما يزيفون حقائق التاريخ.. فالحقيقة ان الامور سارت على النحو التالي :-

أولاً :- كان تيار أنصار الوحدة الوطنية (بدون قيد أو شرط) هو التيار الغالب الذين يتكون من كل التيار الوطني المعتدل الذي انضوى في منظمة التحرير والاتجاه الرئيسي الأول في الجبهة القومية بزعامة السلامي وطه مقبل وسالم الزين، ومعهم قواعد واسعة من مناضلي وفدائي الجبهة القومية..

وحرصاً على تفويت أي محاولات استعماريه لإفشال التوحيد، تم إجراء المشاورات التوحيدية بين قيادة الفريقين حيث تكللت المباحثات بالنجاح وتم في أوائل يناير 1966م اعلان الوحدة الاندماجية بين الجبهة القومية ومنظمة التحرير وكافة فصائل العمل الوطني في إطار تنظيمي وحدوي جديد باسم "جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل"، واختيار الاستاذ عبد القوي مكاوي أميناً عاماً للجبهة، وقد وقع البيان عن الجبهة القومية المناضل على السلامي، واذاعت البيان إذاعة صنعاء ثم القاهرة وصوت العرب كما تناقلت النبأ وكالات الأنباء العربية والعالمية..

ثانياً :- كان الاتجاه الثاني المعارض للوحدة في الجبهة القومية هو اتجاه بعض قيادة عناصر حركة القوميين العرب التي كان لها المركز القيادي في الجبهة القومية، وقد اتخذ هذ الاتجاه الرفض المطلق وهو موقف قحطان الشعبي الذي رغم وطنيته ونضاله المعروف فان فقدانه للمركز والمنصب الأول ربما كان عاملاً رئيسياً في موقفه، وكذلك فيصل عبد اللطيف الشعبي الذي كان هو الرجل الأول في حركة القوميين العرب وربما كان يطمح إلى ان تتولى الحركة وحدها الحكم.. ولكن المعارضة التي واجهتها الحركة باسم الجبهة القومية استندت على ان قادة الجبهة القومية الذين وافقوا على وحدة الدمج لم يناقشوا ذلك في الأطر التنظيمية للجبهة القومية، وان التنظيم الوحدوي الجديد (جبهة التحرير) قد ضم في قيادته اثنين من السلاطين هما احمد عبد الله الفضلي وجعبل بن حسين العوذلي ولا يمكن ان تشمل الوحدة السلاطين حتى لو انضموا إلى الصف الوطني كما هو الحال بالنسبة للفضلي والعوذلي.. وكان هذا الاتجاه الثاني المعارض يشمل في البداية عدد من قادة الجبهة القومية والحركة أبرزهم عبد الفتاح اسماعيل،وسيف الضالعي وبقية القيادات المعروفة أو كما قال عبد الفتاح اسماعيل في النص السابق عن الاتجاه الثالث "القاعدة الواسعة من مناضلي الجبهة القومية الذين يؤمنون بالوحدة الوطنية، بشرط ان لا يشمل التوحيد عملاء السلطة الاستعمارية» وربما كان هناك شيء آخر أساسي في هذا الموقف وهو حصة الجبهة والحركة في القيادة وبالتالي في الحكم.. فاستمرت الاتصالات والمشاورات التي رعتها القاهرة إلى أن تم في مارس 1966م الاتفاق على هذه المسائل وغيرها في القاهرة وإعلان « تشكيل مجلس قيادة جبهة التحرير» من 12 عضواً 6 منهم من الجبهة القومية و6 من منظمة التحرير والمستقلين..

مجلس قيادة جبهة التحرير

وقد تم تشكيل واعلان المجلس القيادي لجبهة التحرير برئاسة الامين العام عبد القوي مكاوي [مستقل] وعضوية ثلاثة من حزب الشعب والمؤتمر العالي وهم عبد الله الاصنج ومحمد سالم باسندوة وعبد الله على عبيد وستة من الجبهة القومية وهم على احمد السلامي،عبد الفتاح اسماعيل،طه مقبل،سيف الضالعي،عبد الله المجعلي،سالم زين بالاضافة إلى السلطان احمد الفضلي والسلطان العوذلي، إلا أن عدم مصداقيتهما وضغط التيار الوطني الثوري أدى إلى فصلهما في نهاية مارس1966م..

ربعاً :- الوحدة الوطنية.. وافتعال الازمات

كانت الوحدة الوطنية التي تمثلت في قيام (جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل)في يناير 1966م نقطة تحول هامة في نضال الثورة اليمنية لتحرير الجنوب من الاستعمار.. فقد أدى توحيد الصف الوطني إلى تصعيد النضال المسلح والسياسي بشكل كبير كما ضاعفت مصر عبد الناصر دعمها للنضال المسلح بالتدريب والأسلحة والمال وكافة الامكانيات.. واعلنت الجامعة العربية اعترافها بجبهة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب في جنوب اليمن وكذلك فعلت العديد من الهيئات الاقليمية والعالمية،كما ارتفع صوت جبهة التحرير من منبر الامم المتحدة.. واعلنت بريطانيا (في فبراير) استعدادها للانسحاب من الجنوب بعد سنتين،وربما يعود ذلك إلى رغبتها في كسب الوقت،ولكنها أخذت تعمل بجدية إلى تحويل (اتحاد الجنوب العربي) وهو الكيان السلاطيني الذي صنعته بريطانيا إلى دولة تقوم بالتفاوض معها وتسليمها الحكم كما أخذت في تقوية (جيش اتحاد الجنوب) لحماية مشروعها والمشاركة في حماية الوجود البريطاني ضد النضال المسلح والعمل الفدائي الذي اخذ يتصاعد بشكل كبير في ظل (جبهة التحرير).. ولكن جبهة التحرير اصبحت من الناحية الواقعية الداخلية والعربية والدولية هي ممثل الشعب،واصبح موضوع الاستقلال شبه محسوم بفضل الوحدة الوطنية التي تمثلت في (جبهة التحرير) والتي كان واضحاً انها بتحقيق الاستقلال للجنوب ستحقق الوحدة الوطنية الأوسع مع الشمال.. لذلك كان عبد الناصر والسلال واضحان في البيان المشترك الذي نص على انهما «يؤكد أن حق الشعب اليمني شماله المتحرر وجنوبه المحتل في الحرية والوحدة».

ولابد من التنبيه هنا إلى انه منذ الوحدة الوطنية التي مثل قيام جبهة التحرير في يناير 1966م انتهى كيان الجبهة القومية التي أصبحت جزءاً أساسيا من جبهة التحرير وكانت نصف قيادة جبهة التحرير من الجبهة القومية منذ البداية كما أسلفنا ثم في مايو ويونيو 1966م حيث يبدو أن القيادة اصبحت من 8 اشخاص..منهم عبد القوي مكاوي الامين العام و4 من الجبهة القومية هم : على السلامي،عبد الفتاح اسماعيل سيف الضالعي،عبدالله المجعلي و3 مما كان يسمى حزب الشعب ومنظمة التحرير وهم : محمد سالم باسندوه،عبد الله الاصنج،عبد الله على عبيد..غير ان اجتماع الاسكندرية في اغسطس 63 يدل على استمرار طه مقبل وسالم زين في القيادة مما يعني ان 6 من الاعضاء كانوا من الجبهة القومية..

ولكن بعض عناصر حركة القوميين العرب كانت تعمل على توجيه فريق من الجبهة القومية باتجاه آخر حيث عقدوا مؤتمراً في جبله اب [في 11يونيو 66م] – وهو بمثابة مؤتمر سري – وقرروا فيه «الحفاظ على البنية التنظيمية للجبهة القومية وإعادتها مع الاستمرار في جبة التحرير كمظهر للوحدة الوطنية ولكسب الوقت وضمان تأييد الجمهورية العربية المتحدة» كما قاموا بتشكيل قياده عامه للجبهة القومية – وهي قيادة غير علنية – كان من أعضائها : سالم ربيع على،عبد الفتاح اسماعيل، على سالم البيض، فيصل العطاس،ومحمد على هيثم الذي كان حريصاً على استمرار الوحدة وجبهة التحرير..

وفي أواخر يونيو 1966م افتعلت قيادة ذلك الفريق من الجبهة القومية ازمة بسبب اعلان باسندوة عن عقد المجلس الوطني لجبهة التحرير وان المجلس سيشكل من 30 عضواً،فقام ذلك الفريق من الجبهة القومية بإصدار بيانات تنديدية وتعبئة القواعد المتبقية والملتزمة لها ورفعوا برقيات إلى الرئيس عبد الناصر «أن الوحدة الوطنية تتعرض للخطر» وبسبب تلك الأزمة المفتعلة انعقد اجتماع في الاسكندرية (8/اغسطس/63م) لقيادة جبهة التحرير التي كان 6 من أعضائها من الجبهة القومية – كما أسلفنا – ومنهم عبد الفتاح اسماعيل وسيف الضالعي وكان مطلب فريقهما هو تحويل من « تنظيم موحد » إلى «تنظيم جبهوي» أي استبدال (الوحدة الاندماجية) إلى (فيدرالية) كما قد يقول البعض حالياً أو من باب تعريف الجوهر المقصود !..

وقد اقر اجتماع الإسكندرية بياناً سياسياً يؤكد « أن جبهة التحرير هي الممثلة الوحيدة لشعب جنوب اليمن المحتل.. الخ».. ولكن شهر سبتمبر 1966م شهد اجتماعاً لحركة القوميين العرب وفريق الجبهة القومية لمناقشة الموضوع وكانت نية غالبية المجتمعين هي الانسلاخ من جبهة التحرير ولكنهم لم يتوصلوا إلى قرار حاسم وربما كانوا يخافون ما سيترتب على ذلك من ردود فعل عنيفة داخليا وعربيا... ولكن الشهور التالية شهدت تعبئة واسعة ضد جبهة التحرير وعملية تكتيل واستقطاب في إطار الجبهة القومية مع التظاهر بالاستمرار في جبهة التحرير التي تمثل الوحدة الوطنية حيث استمر ذلك إلى ديسمبر 1966م وكان يتخلل تلك الفترات حديث عن أزمة سياسية!

خامساً: الانسلاخ

في 3 ديسمبر 1966م انتهى اجتماع استمر عدة ايام يسميه المشاركون «المؤتمر الثالث للجبهة القومية» وقد ناقش المؤتمر المذكور ما يسمى (الأزمة) وكان الاتجاه الغالب هو ان اساس الأزمة هو «عجز جبهة التحرير في تحقيق الوحدة الوطنية».. وبالتالي فان الانسلاخ هو الحل، وكان البعض – ومنهم محمد على هيثم – يعارضون الانسلاخ، ولكن غالبية المجتمعين في ذلك المؤتمر الذي انعقد بمنطقة حمر – قعطبة – كانوا مع الانسلاخ.. حيث يذكر الأخ سعيد الجناحي في موضوعه المنشور بصحيفة الوحدة «خرج المؤتمر بقرارين أساسيين: الأول:- إعلان انسلاخ الجبهة القومية عن جبهة التحرير ومزاولة نشاطها بصورة مستقلة، الثاني :- استعداد الجبهة القومية لتحقيق الوحدة الوطنية على اسس ثورية وسليمة.. وكان القرار الثاني لإرضاء المعارضين في نفس فريق الجبهة القومية الذي حضر المؤتمر.. أما جوهر ما تم فهو الانسلاخ الذي تضمنه القرار الأول الذي رافقه اعلان وتشكيل قيادة للجبهة القومية بحيث تعود الجبهة القومية للعمل والميدان كما كانت قبل الدمج في جبهة التحرير وهو ما اتضح منذ بدايات يناير 1967م..


ويبرر الأخ سعيد الجناحي ما حدث بقوله «تعود أسباب الانسلاخ إلى أن الدمج كان بصورة قسرية. وان الدمج افرز سلبيات اثر على الوحدة الوطنية. وان الانسجام كان منعدماً بين اطراف العمل الوطني» والواقع ان مقولة الدمج القسري تتنافى مع الحقائق التاريخية سالفة الايراد، أما السلبيات وانعدام الانسجام فان ذلك الفريق من الجبهة القومية يتحمل المسؤولية الرئيسية فيها.. لذلك نرى ان الاسباب الحقيقية للانسلاخ تعود إلى رغبة حركة القوميين العرب وذلك الفريق من الجبهة القومية في الانفراد بالحكم واعتقاده بان ذلك من حق الجبهة القومية وقد اتضح فيما بعد ان تلك الرغبة كانت تخفي رغبات متعددة داخلية.. كذلك فان الذين اتخذوا قرار الانسلاخ كانوا يظنون أن الطريق مفروش بالورود وان ما أقدموا عليه سيكون محل ترحيب كافة الذين كانوا في الجبهة القومية قبل الدمج وان التيار الوطني الثوري بزعامة السلال رئيس الجمهورية في الشمال سيؤيد الجبهة وان مصر عبد الناصر ستكون معها ولن تكون ضدها..


ولكن ردود الفعل كانت مختلفة فقد أصدرت جبهة التحرير والتنظيم الشعبي للقوى الثورية – الذي كانت اغلب قواعده في الجبهة القومية قبل الدمج - عدة بيانات أدانت الانسلاخ واتهمت المنسلخين بأنهم فلول الحزبية والمفلسين والمخربين ضد الثورة وانهم عناصر تعيش نهاية مطامعها.. وأعلنت جبهة التحرير أن المنسحبين جماعة حزبيه لا يمثلون الجبهة القومية كما أكد ذلك عدد من قادة الجبهة القومية امثال على السلامي والمناضل عبد الله المجعلي وغيرهم من القادة الذين استمروا في جبهة التحرير..


كذلك ادى الانسلاخ إلى توقيف دعم الشمال ومصر عبد الناصر للذين استمروا باسم الجبهة القومية.. وشهدت الشهور التالية من عام 1967م ظهور الجبهة القومية بشكل مضاد لما كانت تؤمن به من افكار وللتيار الذي كان عبد الناصر رمزاً له.. ووقعت بعض الصدامات الخفيفة بين جبهة التحرير والجبهة القومية ولكن النضال استمر متصاعداً ضد الاستعمار في عدن وكان التنظيم الشعبي لجبهة التحرير ومعه الجماهير قد أحال البقاء الاستعماري إلى جحيم وبالذات في عدن حيث أخذت السلطات البريطانية تقوم بتسفير عائلات أفراد القوات البريطانية من عدن إلى بلادها..وقامت بريطانيا في 20 مايو 1967م بتعيين السير [همفري تريفليان] مندوبا سامياً جديداً في عدن بدلا عن (ريتشارد ترنبول) حيث يقول همفرى تريفليان في مذكراته «وصلت إلى عدن في 20 مايو وقد تحددت مهمتي في إجلاء القوات البريطانية منها بسلام..» ويقول «اقتصرت مهمتنا على محاولة ربط عقد الحبل ثم سحب انفسنا من الحلبة بدون كارثة ».. ولم يوضح تريفليان المقصود بمحاولة ربط عقدة الحبل !..


وخلال الفترة من يونيو ويوليو 1967م إلى نوفمبر 1967م انضم جيش الاتحاد الجنوبي – الذي صنعته بريطانيا – إلى الجبهة القومية وكان ذلك عاملاً مهماً ومبرراً لتقوم بريطانيا بتسليم الحكم في الجنوب للجبهة القومية – التي أصبحت مضادة لتيار عبد الناصر ولاتجاه عبد الناصر – بينما كان عبد الناصر يبذل جهوداً لتحقيق الوئام بين جبهة التحرير والجبهة القومية والحيلولة دون حرب دمويه بين الوطنيين، ولكن الجبهة القومية ومعها الجيش الاتحادي خاضت حرباً دامية في نوفمبر 1967 ضد جبهة التحرير والتنظيم الشعبي..وتسلمت الجبهة القومية الحكم والاستقلال في 30 نوفمبر 1967 ولكن فوق بحر من دماء الوطنيين المناضلين الذين كانوا زملاء وأبطال النضال..

سادساً:- ثمن الانسلاخ

واعتقد ان الجبهة القومية لو عرفت ان ثمن الانسلاخ هو ذلك البحر من الدماء الوطنية لما أقدمت على ذلك.. ولكن أصبح من المستحيل في 30 نوفمبر 67م النظر إلى الماضي..فقد أصبحت الجبهة القومية تحكم الجنوب اليمني المستقل وأصبح قحطان الشعبي رئيس جمهورية وابتعد كابوس الوحدة مع الشمال.. لقد كان أساس الانسلاخ والحرب الدموية والتصفية ضد جبهة التحرير والتنظيم الشعبي هو عدم قبول اشتراك الآخرين في الحكم ولكن تلك الرغبة التي تجمعت تحت لواء الجبهة القومية كانت تخفي داخلها رغبات واتجاهات أحادية وحزبية وشللية اندفعت في التعبير عن نفسها من خلال محاولات الانقلاب والتصفيات عام 68 وعام69م حيث تم تصفية وهروب العشرات والمئات ثم قحطان الشعبي وانصاره.. واستمر نهر الدماء والدموع في عهد سالم ربيع علي.. وانسلخت الجبهة القومية من فكرها العربي القومي ومن محيطها العربي واعتنقت الفكر الماركسي حتى يوفر لها الكرملين المساندة الضرورية للاستمرار ولكن نهر الدماء والدموع لم يتوقف بل ازداد تدفقاً إلى أن بلغ ذروته في مجزرة يناير 1986م.. وكان يمكن ان يستمر ويعصف ببقية الحزب والشعب لولا الأجواء التي هيأت لانتهاء المأساة بتحقيق الوحدة اليمنية وقيام الجمهورية اليمنية في 22مايو1990م..


إننا نعيش هذه الأيام بقايا آخر أزمة سياسية..وقد تبين ان بعض اطراف الحوار تقوم بترديد وتزويج أفكار تتشابه مع الأقوال التي مهدت للانسلاخ في ديسمبر 1966م وكانت نتيجتها بحراً من الدماء والدموع استمر 22 سنة شمسيه من 1967م إلى 1989 ميلادية.. لذلك أقول إن التاريخ دروس وعبر.. وتقول حكمة مشهورة «إن الذين لا يذكرون الماضي عليهم أن يجربوه مرة أخرى»..


*قدمت بمنتدى المؤرخ محمد حسين الفرح
* خاص نشوان نيوز
-----------------------
تنبية من حد من الوادي
ليس مايكتب صحيح ولاكلة اكاذيب كلام مسيس ومحرف ومكشوف على من يتحامل الكاتب؟
 
قديم 04-04-2013, 12:42 AM   #106
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


صدور الطبعة الأولى من مذكرات رئيس يمني سابق

حشد نت - صدرت مؤخرا الطبعة الأولى من مذكرات الرئيس السابق القاضي عبد الرحمن بن يحيى الإرياني في جزئين اثنين اشتملا على كثيرٍ من وقائع الحركة الوطنية اليمنية ومسار حركة الأحرار اليمنيين النضالي ضد الحكم الإمامي في شمال الوطن، وسياسات الاستعمار في الجنوب اليمني ثم إعلان الجمهورية وما تلاها من تحولات سياسية.

سرد الجزءان، كما يقول الرئيس القاضي عبدالرحمن الإرياني في مقدمته، كثيراً من الأحداث المهمة في تاريخ اليمن التي ارتبطت بحياته والنضال الوطني منذ الثلاثينيات حتى الستينيات.

تناول الجزء الأول الفترة (1910 - 1962م) في سبعة عشر فصلاً بدأت بلمحة تاريخية عن اليمن ثم ذكريات نشأة المؤلف،وبدايات النشاط السياسي المنظم بعد العمل الرسمي في عهد الأئمة ثم الاعتقال في سجون حجة بعد الثورة الدستورية عام 1948م، والخروج ببرنامج عمل وطني جديد واكب التحولات اليمنية شمالاً وجنوباً والعربية عموماً.

كما تضمنت فصول الجزء الأول وصفاً دقيقاً للرحلات الرسمية الخارجية إلى السعودية ومصر وإيطاليا وتولي القاضي الإرياني إمارة بعثة الحج اليمني قبل عام ثورة 26 سبتمبر 1962م.

كما تناول الجزء الثاني من يوميات ومذكرات القاضي الإرياني الفترة (1962-1967م) وتضمنت الأحداث الأولى بعد الثورة، ومحاولات الإصلاح السياسي وتفاقم التناقضات في الصف الوطني الجمهوري وبدء العمل للسلام بين اليمنيين وعقد المؤتمرات الوطنية من عمران فأركويت وخمر وأخيراً حرض بعد اتفاقيتي الطائف وجدة عام 1965م. وانتهت الفصول الـ11من الجزء الثاني بعد اعتقال الحكومة اليمنية في القاهرة إلى قيام حركة 5 نوفمبر 1967م التي تولى خلالها القاضي عبدالرحمن الإرياني رئاسة المجلس الجمهوري.

ولجزئي المذكرات، التي تم طباعتها في مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب بالقاهرة وقدمها المؤرخ والشاعر الكبير مطهر بن علي الإرياني، ملاحق ووثائق مهمة.

سبأ
 
قديم 04-07-2013, 11:37 PM   #107
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


قلنا ان نكبة المملكة المتوكلية اليمنية وشعبها اتت بمخطط سوفييتي قام بتنفيذة عبدالناصروجيشة ومراهقي السياسة من اليمنيين وها هم يحصدون ولازالو يتنطعون بعبد الناصر وجورج حبش؟
وكيف سرق استقلال الجنوب العربي بعد عامين من خروج بريطانيا استمعوالى مسيرة سراب ؟

يطلقون عليها مسيرة حزب



مسيرة حزب 10-3-2013م - الحزب الإشتراكي 1
 
قديم 04-14-2013, 11:47 PM   #108
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حد من الوادي [ مشاهدة المشاركة ]

قلنا ان نكبة المملكة المتوكلية اليمنية وشعبها اتت بمخطط سوفييتي قام بتنفيذة عبدالناصروجيشة ومراهقي السياسة من اليمنيين وها هم يحصدون ولازالو يتنطعون بعبد الناصر وجورج حبش؟
وكيف سرق استقلال الجنوب العربي بعد عامين من خروج بريطانيا استمعوالى مسيرة سراب ؟

يطلقون عليها مسيرة حزب



مسيرة حزب 10-3-2013م - الحزب الإشتراكي 1


هاهم اذناب عبد الناصرواذناب ميشيل عفلق واذناب جورج حبش يتصارعون على السلطة ولم يجلبوللبلاد والعباد الا مجازرالقتل والخيانة للبلد واهلها ومخلصين في عمالتهم للغرباء

[/url]

 
قديم 04-24-2013, 12:51 AM   #109
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


الشيوعية العالمية فرخت احزاب في اليمن وفي الجنوب العربي وحضرموت وعقدت صفقة مع بريطانيا لتتسلم بلادنا بعدها وهذا احصل تسلمت حضرموت في 17/ نوفمبر1967م بإ علان جيش البادية تأييدة للجبهة القومية؟

وتسلمت الجنوب العربي ليلة 6/ نوفمبر1967م حيث اعلن جيش اتحاد الجنوب العربي تأيدة للجبهة القومية؟
وفي الـ 30 / نوفمبر1967م اعلنت اذاعة عدن الاستقلا اعلان قيام جمهور ية اليمن الجنوبية الشعبية برغبة سوفييتية لتصديرالشيوعية لليمن المنقسم بين المملكة المتوكلية اليمنية؟
وجيش الاحتلال المصري لصنعاء وتعز والحديدة؟

آخرتصريح للأ مين العام للحزب الاشتراكي اليمني الكرية؟

المدعو ياسين سعيد نعمان المشارك حزبة في الاحتلال لبلادنا والمشارك في حوارصنعاء بمرتبة نائب رئيس لجنة الحوار يقول وبكل وقاحة الحزب الاشتراكي اليمني لايوجد لدية مشروع الا بقاء الاحتلال لحضرموت والجنوب العربي؟
ويسميها بقاء الوحدة الميتة عند شعبنا والبا قية في عقول الطامعين يسمون الاحتلال وحدة؟

اترككم مع الحلقة الثالثة لمسرحية الحزب الكرية ونوعيت قا دتة



 
قديم 04-24-2013, 01:03 AM   #110
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


"الشرق الأوسط" تكتب عن أحمد بن محمد النعمان.. «غاندي اليمن»

الثلاثاء 2013/04/23 الساعة 09:13:22

الرياض: محمد السيف :

يعد الأستاذ أحمد بن محمد النعمان رائدا وقائدا بارزا في الحركة الوطنية اليمنية، ومناضلا صلبا جسورا طيلة حياته السياسية، التي ابتدأت عام 1935م ولم تنته إلا حينما خانه الرمق الأخير في منفاه الاختياري جنيف عام 1996م.

قارع النعمان الطغيان والاستبداد في العهد الإمامي، وانتقد غياب الديمقراطية والحرية في ظل الثورة، وما وهن له عزم أو تضعضع له كاهل.

هو الصانع الأول لحركة الأحرار اليمنيين، وأبو الدستور، والليبرالي المعتق الذي أسس تقاليد معارضة سياسية تدعو إلى مواطنة تربط الحقوق بالواجبات، كما تدعو إلى الحوار والتسامح ونبذ العنف، حتى عرف بـ«غاندي اليمن». وكان الشارع اليمني - ولا يزال - إذا سمع كلمة «الأستاذ» عرف أن المعني بها أحمد النعمان، الأستاذ في ثقافته ونبله ونضاله ومشوار السياسي الطويل، الذي شهده وزيرا لأكثر من وزارة، ورئيسا لأكثر من حكومة، ورئيسا لأول مجلس شورى، وعضوا في المجلس الجمهوري.

* هذا المناضل الكبير عاش فترات طويلة من حياته ما بين السجون والمنافي، وفي سنوات التيه والشتات بكى بؤس وطنه وشعبه، مستلهما العون لهما كواجب وضرورة لوضعهما في المكانة التاريخية التي يستحقانها. وقد كانت السعودية، وبالتحديد مدينة جدة، واحدة من محطات ترحاله الطويل، إذ قضى فيها ثلاثة عشر عاما، منحها من وقاره وحكمته، ومنحته استراحة المحاربين القدماء بعد سنوات من الإنهاك والتعب.

* إلى مدينة جدة

* ولأنه من الصعب الإحاطة بمحطات سيرة النعمان وأدواره في التاريخ السياسي لليمن المعاصر في صفحات معدودات، فإن هذا التحقيق يتناول حياته في السعودية وعلاقاته معها، قيادة ومثقفين، فكيف ومتى قرر النعمان أن يتخذ من السعودية محطة من محطات التيه والشتات؟

كان النعمان قد اتخذ من بيروت منفى اختياريا له بعد أن استقال من رئاسة الحكومة التي شكلها عام 1971م، وقد عاش في بيروت هانئ البال، مستمتعا بهواء الحرية الذي كان يستنشقه فيها، ومنهمكا في حواراته الطويلة مع مثقفيها ومفكريها. غير أنه فجع ذات يوم من أيام 1974م ورزء باستشهاد أكبر أنجاله ومعقد آماله وشريك نضاله السياسي، ابنه محمد، الذي كان وزيرا للخارجية ونائبا لرئيس مجلس الوزراء، وقد قرر أن يتخذ من بيروت مقرا مؤقتا بجوار والده، ليستريح قليلا قبل معاودته عمله السياسي والنضالي، غير أن رصاصات الغدر والخيانة طالته ونالت منه الروح فاغتالتها، فتحامل الأب على نفسه وعاد إلى صنعاء لمواراة ابنه الثرى، وبعد أيام عاد إلى بيروت ليأخذ أحفاده وينتقل بهم إلى مكان آخر، بعد أن أضحت بيروت غابة يسرح فيها ويمرح المجرمون على اختلاف مللهم ونحلهم. ولمعرفة مدى تسامي وتسامح هذا المجاهد الكبير، أشير إلى ما تم بينه وبين الرئيس سليمان فرنجية، حينما وصل إلى بيروت والتقاه الرئيس معزيا في وفاة ابنه، فقال النعمان للرئيس فرنجية: «العزاء، يا فخامة الرئيس، يجب أن يقدم إلى لبنان، حكومة وشعبا، لأنني إذا كنت قد فقدت ولدي، فإن لبنان قد فقد أمنه واستقراره، وما جئت لكي أستعيد ولدي، بل جئت راجيا منكم استعادة أمن لبنان!».

في مطار جدة، حطت الطائرة بالأستاذ أحمد النعمان وأحفاده المكلومين، لتبدأ مرحلة جديدة في حياته وفي علاقاته مع السعودية، ورغم أنه أمضى عقدا وأكثر في مدينة جدة وشكل خلالها علاقات فريدة ومتميزة مع عدد من أعيانها ووجهائها ومثقفيها، فإن علاقته مع المثقفين السعوديين تعود إلى عقود، أقدم وأرسخ، وبالتحديد في عام 1937م حينما حل في القاهرة طالبا في جامعها الأزهر الشريف، لتبدأ فصول علاقة طويلة جدا ووثيقة مع الشيخ عبد الله القصيمي، الذي كان قد طرد من الأزهر حينما حل النعمان في رحابه! ذلك أن القصيمي حينما التحق في الأزهر طالبا في عام 1927م، كان الأزهر وقتها يواجه هجوما من عدد من المثقفين المصريين، وقد انضم القصيمي إليهم، حينما اتخذ موقفا في الخلاف الذي نشب حول الوهابية، ذلك أن العالم الأزهري الشيخ يوسف الدجوي كتب عدة مقالات يدافع فيها عن شعائر تكريم الأولياء، ضمنها حججه تجاه الآراء الوهابية، منها مقالته الشهيرة «التوسل وجهالة الوهابيين»، فأصدر القصيمي أول كتاب له وهو «البروق النجدية في اكتساح الظلمات الدجوية» نقض فيه حجج الشيخ الدجوي من خلال استعراض مقولات علماء الحنابلة كابن قدامة والشوكاني وغيرهما. فكان لهذا الكتاب رد فعل عنيف لدى علماء الأزهر، الذين قرروا فصل القصيمي منه.

* مع عبد الله القصيمي

* إن هذه المعركة التي خاضها القصيمي مع علماء الأزهر أكسبته شعبية واسعة، وأصبح محط أنظار الطلبة العرب الذين يفدون إلى مصر للدراسة، خاصة الطلبة اليمنيين، فما إن حط الطالب اليمني أحمد النعمان في الأزهر الشريف طالبا حتى تعرف إلى القصيمي عن طريق المجاهد الفلسطيني أبي الحسن، محمد علي الطاهر، ومجموعة من الطلبة اليمنيين، من أمثال: محمد علي الجفري، ومحمد محمود الزبيري، والشيخ محمد سالم الديحاني، وعبد الله بن علي الزبيري، الذين سبقوا النعمان إلى القاهرة، فكان عبد الله القصيمي أول سعودي يتعرف إليه النعمان ليكون بمثابة الانطلاقة له في عالم المثقفين السعوديين.

استمرت العلاقة بين القصيمي والنعمان منذ انطلاقتها في حوارات ونقاشات القاهرة عام 1937م، وإلى أن توفي القصيمي عام 1996م والنعمان يذرف عليه دموع الرحيل المر من منفاه جنيف.

جاءت معرفة النعمان بالقصيمي في نهايات المرحلة الوهابية التي توشح بها وتوجها بإصداراته التي نافح ودافع من خلالها عن الوهابية، خاصة كتابه «الثورة الوهابية» (1936م) ثم «الصراع بين الإسلام والوثنية».

يقول السفير مصطفى النعمان: «تعرف والدي على القصيمي في المرحلة الانتقالية التي عاشها القصيمي ما بين مرحلتيه المتطرفتين! وكان الوالد أيضا يعيش مرحلة تحول فكري في حياته، فلم يذهب إلى الأزهر إلا لأنه قد خرج من طور التطرف الذي عاشه وكان يمارسه مع طلابه في المدرسة التي أنشأها في الحجرية عام 1935م، وكان تحول والدي قد جاء بعد أن قرأ وبتمعن كتاب (طبائع الاستبداد) للكواكبي، وكتاب (هدي النبي)، لذلك خرج من مصر إلى مكة المكرمة حاجا، ومنها غادرها إلى الأزهر الشريف طالبا، ولم يعد إلى اليمن إلا عام 1940م بعد أن تطورت أفكاره وتغيرت كثير من قناعاته».

في عام 1955م، أجبرت الظروف السياسية في اليمن الأستاذ أحمد النعمان على الهروب منه إلى مصر، إثر فشل محاولة الانقلاب التي قام بها سيف الإسلام عبد الله على أخيه الإمام أحمد، فبقي النعمان في القاهرة إلى أن حملت إليه ريح الصبا، في صباح قاهري، خبرا أنعش فؤاده فتنفس معه الصعداء، جاءت الأخبار تحمل إلى النعمان أن مجموعة من أبنائه الضباط ثاروا على الإمام أحمد فأعلنوها ثورة يمنية على حكم استمر قرونا، لم تنفع معه الحكم والأمثال وأبيات الشعر التي كان يرددها الإمام أحمد، فكانت «ثورة سبتمبر 62».

سبعة أعوام أمضاها النعمان في القاهرة، وكان عند وصوله إليها قد أخرج منها صديقه عبد الله القصيمي ونفي إلى بيروت في صيف 1954م بطلب وإلحاح من الإمام أحمد، الذي ضغط على صلاح سالم بضرورة إبعاد عبد الله القصيمي من القاهرة بعدما توافرت لليمن معلومات عن مدى تأثر الطلاب اليمنيين بأفكاره، وهم الطلاب الذين كانوا يجاورونه السكن في ضاحية حلوان، وهم الذين سيفجرون الثورة بعد أعوام من ترحيل شيخهم ونفيه! بيد أن القصيمي سرعان ما عاد إلى القاهرة مطلع عام 1956م ليلتقي صديقه النعمان. ومنذ ذلك التاريخ وحتى بزوغ ثورة سبتمبر 62، ظل الصديقان يتحاوران ويتجادلان، وكان النعمان أحد أبرز حضور ندوة القصيمي الأسبوعية، التي كان يعقدها مساء كل جمعة ويحضرها عدد من المثقفين المصريين واليمنيين وبعض السعوديين، خاصة في السبعينات والثمانينات، الذين تعرف إليهم النعمان عبر تلك الجلسة، ومنهم الشيخ حمد الجاسر والشيخ حمد الحقيل.

بعد عودة النعمان إلى صنعاء عشية الثورة السبتمبرية عام 1962م، تسنم منصب وزير الحكم المحلي، غير أنه لم يدم في منصبه طويلا، إذ سرعان ما نفي إلى القاهرة، لمعارضته سياسة الحرب والانتقام التي سارت عليها قيادة الثورة، وفي القاهرة عاد إلى مجادله ومشاكسة صديقه القصيمي، لكنه عين عام 1964 رئيسا لأول مجلس للشورى، ثم رئيسا لمجلس الوزراء، ولم يطل به المقام فاستقال احتجاجا على إصرار القيادة على سياسة الحرب وخرق الدستور، وأيضا بسبب ضغوط عبد الناصر، الذي كان يرى أن هناك عددا من الوزراء من ذوي الانتماء البعثي كمحسن العيني يجب إخراجهم من الحكومة! وطيلة هاتين السنتين، كان النعمان على تواصل مع القاهرة، فكلما حط فيها زار صديقه القصيمي والتقاه، غير أن ما لم يكن في حسبان النعمان ورفاقه هو ما حدث لهم في عام 1966م حينما زج بهم الرئيس عبد الناصر في السجن الحربي، واحتل النعمان - بحكم أنه الأكبر بينهم - الزنزانة الانفرادية رقم 1. وبقي في السجن أكثر من عام، لم يخرج إلا بعد الهزيمة التي مني بها عبد الناصر، فكانت النكسة فاتحة خير على النعمان ورفاقه، ليعود بعد ذلك إلى يمنه ليقود المعركة من جديد. وكان النعمان في سجنه يطرق باب السجن طالبا الذهاب إلى الحمام، لكن الحارس يمنعه، فقال قولته الشهيرة: «في عهد الإمام كنا نطالب بحرية القول، وفي عهد عبد الناصر نطالب بحرية البول»! سألت الأستاذ مصطفى النعمان عن موقف القصيمي من سجن والده، وهل مارس دورا للإفراج عنه؟ فقال: «كان القصيمي مستاء جدا من سجن صديقه، لكنه لا يستطيع فعل شيء غير الألم، هناك دول حاولت ولم تستطع فعل شيء، فما بالك بالقصيمي!».

على أن الفترة الذهبية في العلاقة ما بين النعمان والقصيمي كانت بعد عام 1974م واستقرار النعمان في جدة، فكان كثيرا ما يزور القاهرة ويلتقي صديقه، وهي الفترة التي تعرف فيها القصيمي على عدد كبير من أصدقائه السعوديين، سواء في جدة أو الرياض، أو القاهرة في مجلس صديقه القصيمي.

يصف مصطفى النعمان القصيمي بأنه كان حادا ومستفزا بشكل مزعج لمن لا يعرفه، بينما كان والده - وكما هو معروف عنه - شديد السخرية، ممعنا فيها، فكان كثير من المواقف يحدث بينهما.

منذ عام 1987، كان النعمان قد استقر في جنيف لدى ابنه عبد الله، وفي يناير (كانون الثاني) 1996 ودع عبد الله القصيمي الحياة، بعد سنوات طويلة من الضجيج والصخب والجدل، وكان النعمان هو الآخر قد بدأت صحته في ذلك العام بالتردي والتدهور، ويصف ابنه مصطفى كيف تلقى والده خبر رحيل صديقه، بقوله: «حينما توفي القصيمي، كان والدي قد دخل في مرض شديد، وكثيرا ما يفقد الوعي، لكنه حتما تلقى خبر وفاة القصيمي، ولم يكن باستطاعته التفاعل معه، كان فيه شيء من الجمود». ويقول الكاتب فؤاد مطر، وهو يصف الأشهر الأخيرة من حياة النعمان: «ومع أن النعمان كان يصد بجسارة حالات الغيبوبة التي تصيبه، إلا أنه بات بعد رحيل الأعز بين أفراد جيله، الشيخ عبد الله القصيمي، يتمنى ألا ينتصر على الغيبوبة المقبلة، بمعنى أن تهزمه بدل أن يهزمها. ولأنه كان من الصعب على الذين حوله إبلاغه بوفاة الشيخ عبد الله فإنهم وضعوا أمامه عدد (الشرق الأوسط) المنشور فيه نبأ الوفاة، فضرب النعمان بيده على جبينه، واستطاعت دمعة يتيمة أن تنساب على خد الأزهري الصامد حزنا على رحيل الأزهري المتمرد. والذين أسعدتهم جلسات الشيخين الأزهريين أواخر الستينات في بيروت والقاهرة سمعوا منهما من كلام الذكريات ما يتمنى المرء لو أنه مطبوع بين دفتي كتاب».

وقد حاول النعمان مرارا مع صديقه القصيمي وتمنى عليه أن يخفف من ضجيجه وأن يلجم حدته واستفزازه، غير أن القصيمي لم يأبه ولم يلق بالا، ومع ذلك كان القصيمي يقدر ويجل النعمان، ويتضح ذلك من خلال رسائل متبادلة بينهما، ورسائل أخرى بعث بها القصيمي إلى صديق مشترك بينهما.

إلى جانب القصيمي، صاحب العلاقة الوثيقة والصداقة الطويلة، تعرف النعمان إلى عدد من المثقفين والأدباء السعوديين، وكان من أبرز أصدقائه في جدة الشاعر محمد حسن فقي، والأديب عبد الله بلخير، ومن الوجهاء كان الوجيه عمر العيسائي أبرز أصدقائه وأقربهم إلى قلبه، وكذلك الأديب عبد المقصود خوجه، ومحمد شمسان وعلي بقشان ومرعي بقشان وعبد الخالق سعيد، ومحمد عبود العمودي.

وكانت له علاقاته مع مثقفين عرب مقيمين بجدة، كالأديب أحمد الشامي وشريف الرفاعي والمفكر أحمد الشيباني، الشهير بـ«ذيبان الشمري». وفي الرياض، كانت له صداقات مع عدد من أدبائها، الذين كان يلتقيهم إذا زار الرياض، كحمد الجاسر وحمد الحقيل، اللذين تعرف إليهما في ندوة القصيمي الأسبوعية في القاهرة، وكذلك الشيخ عبد الله بن خميس، والأستاذ تركي السديري. وارتبط بعلاقة مع الشيخ ناصر المنقور، السفير السعودي لدى إسبانيا ثم بريطانيا، وكانت لقاءاتهما تتم في لندن أو جنيف، وكانت بينهما مراسلات أدبية.

* في صحبة التويجري

* غير أن أهم أصدقاء النعمان في الرياض، كان الشيخ عبد العزيز التويجري، الذي ستكون له معه فصول قصة طويلة، صدقا ووفاء، وسيكون هو الأقرب إلى نفسه والأكثر نبلا معه، وستمتد العلاقة والصداقة إلى عواصم ومدن أخرى غير الرياض، كالقاهرة وجنيف، وسيكون أبناء النعمان أصدقاء لأبناء الشيخ الأديب.

يذكر مصطفى النعمان أن والده تعرف إلى الشيخ التويجري قريبا من عام 1976م، نتيجة لموقف حصل بينهما، يقول مصطفى: «كان والدي في الرياض ودعي إلى المطار لتوديع الملك خالد بن عبد العزيز، وكان واقفا في آخر الطابور، فجاء الأمير عبد الله بن عبد العزيز حينها وأخذ بيده ووضعه في مقدمة المودعين، ثم تأخرت طائرة الملك، فجاء الأمير عبد الله مرة أخرى ليعرف الوالد بالشيخ عبد العزيز، فأخبره الوالد بأنه يسمع عن التويجري كثيرا، وعلق التويجري قائلا: أنا أعرفه من سنين طويلة. فاستغرب الوالد متى وكيف عرفه؟ فقال التويجري: لقد كنت أقرأ لك وأنا في المجمعة. بعدها، حاول الوالد أن يتصل بالشيخ عبد العزيز مرة أخرى، فصعب عليه الأمر، لكنهم بدأوا بالتراسل قبل أن يلتقوا ثانية، وهو اللقاء الذي استمر إلى أن توفي الوالد، فأصبح حينها الشيخ أقرب الناس إليه عقلا وعاطفة ورعاية».

يذكر مصطفى النعمان أن العلاقة والصداقة لم تكن حصرا بين الأستاذ والشيخ، إنما تمددت لتشمل الأبناء، فلقد كان أبناء الشيخ التويجري قريبين جدا من قلب والده، خاصة عبد المحسن وخالد وعبد السلام، ويتذكر مصطفى أن الأستاذ خالد التويجري كتب في السبعينات الميلادية رسالة إلى الأستاذ النعمان، ما زال يحتفظ بها، يعرف فيها بنفسه ويبدي إعجابه بالنعمان الأب ويعتذر منه أن اقتحم عالم قامة فكرية.

لقد كانت أكثر لقاءات الشيخ والأستاذ في سويسرا، حيث كان هناك لقاء شبه يومي، وفي فترة مرض الأستاذ النعمان، كان الشيخ يأتي إليه ويحمله على الخروج معه إلى منزله. يقول مصطفى: «كان الشيخ التويجري يحس بأنه لا يمكن أن يكون من دون النعمان، وكذلك كان إحساس النعمان تجاه صديقه الكبير».

كانت جلسات الشيخ والأستاذ في غالبها ذات طابع أدبي ثقافي، فقد كان الأستاذ يقرأ على الشيخ ما قد كتبه، من شعر أو رسالة أدبية، وكان الشيخ يقرأ على الأستاذ مسودات كتبه، ليأخذ رأي النعمان فيها. كما كانا يتحدثان كثيرا عن أوضاع الأمة العربية، ويبديان أسفهما لما وصلت إليه. وفي الأرشيف الخاص بالشيخ عبد العزيز التويجري ثمة رسائل متبادلة بينهما لم تنشر إلى اليوم.

ولأن الأستاذ النعمان يتمتع بروح مرحة ودعابة ساخرة، جامعا بين وقار الشيوخ ومرح الشباب، فإن ابنه مصطفى يذكر أن عددا من المواقف الطريفة تحدث بينه والشيخ التويجري بشكل دائم، خاصة في سويسرا.

ويثمن مصطفى النعمان للشيخ التويجري مواقفه النبيلة مع والده قبلا، ثم معه ومع إخوته، فقد كان له بمثابة الأب، ويذكر مصطفى أنه سمى أحد أبنائه عبد العزيز تيمنا باسم الشيخ عبد العزيز التويجري، مذكرا بأن من أميز صفات الشيخ أنه لا يتعامل مع الناس كمسؤول رفيع، إنما تنطلق تعاملاته معهم منطلقات إنسانية وثقافية.

* الاتصال الدبلوماسي

* مثلما كانت للأستاذ أحمد النعمان علاقات مميزة مع عدد من المثقفين السعوديين، كانت له علاقاته واتصالاته الدبلوماسية الرسمية مع الحكومة السعودية. وقد بدأت تلك الاتصالات منذ عام 1955م حينما رأس وفدا يمنيا رفيعا إلى الرياض للاجتماع مع المسؤولين فيها من أجل التعاون لحل مشكلة اليمن بعد حركة سيف الإسلام عبد الله ومحاولته الانقلاب على أخيه الإمام أحمد. وبعد مفاوضاته، عاد إلى صنعاء مرافقا للوفد السعودي، الذي كان برئاسة الأمير فهد بن عبد العزيز، وزير المعارف، وانضم إليهم الوفد المصري برئاسة حسين الشافعي. كما سافر أحمد النعمان أكثر من مرة مع الأمير البدر إلى الرياض والاجتماع مع المسؤولين فيها لإطلاعهم على سوء الأوضاع في اليمن وإصرار الإمام أحمد على استمرارها.


وفي عام 1973، كلفه الملك فيصل بن عبد العزيز إقناع الجنرال فرانكو بإعادة بناء جامع قرطبة وإعادته إلى سابق عهده على نفقة الحكومة السعودية، وبالفعل قابل فرانكو رفقة السفير السعودي ناصر المنقور، وتم الأمر. وكانت له علاقة مميزة مع الملك خالد بن عبد العزيز. ويذكر السفير مصطفى النعمان أن والده قد أرسل رسالة إلى الملك خالد بن عبد العزيز يقترح فيها إنشاء تجمع لدول الخليج والجزيرة العربية بما فيها اليمن، وكانت الرسالة قبل إنشاء مجلس التعاون الخليجي. وفي عام 1991، سعى إلى تحسين العلاقات بين السعودية واليمن إثر ما شابها من فتور من جراء الغزو العراقي للكويت ووقوف الحكومة اليمنية مع العراق



وظل النعمان طيلة مسيرته، حيثما كان، محل تقدير واهتمام المسؤولين السعوديين، خاصة الملك عبد الله بن عبد العزيز، لذلك حينما عبرت طائرة الرئاسة اليمنية الأجواء السعودية في سبتمبر 1996 قادمة من جنيف، حاملة الجثمان المسجى، وعليها سنان أبو لحوم ومجاهد أبو الشوارب ومحسن العيني وأبناء الراحل، بادرت القيادة السعودية بتقديم واجب العزاء لآل النعمان، كما عبر أصدقاؤه السعوديون، من مثقفين ووجهاء، عن حزنهم الكبير لرحيله. وكان يوم مواراته الثرى يوما مشهودا في تاريخ اليمن، وفي ما تلاه توشحت صحف اليمن بالمقالات والقصائد الرثائية من جيل يمني تكون تحت جناحه. فلئن كان النعمان قد تبوأ مناصب رفيعة، إلا أنه لم يستمد مكانته المرموقة من تلك المناصب، رغم أهميتها، إنما من أدواره التاريخية كرائد ومجاهد وسياسي محنك وأديب وحكيم من حكماء اليمن.

وفي الختام، يرى بعض محبيه أن مأساته الحقيقية تكمن في بقاء الأماني والأحلام دون تحقيق! وتلك هي أيضا مأساة اليمن في تاريخه الحديث.

"الشرق الأوسط"
 
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas