دولة الجنوب العربي" العسكريون ووعود الأحمر وبن دغر بجنة الأقاليم

[حد من الوادي]

العسكريون ووعود الأحمر وبن دغر بجنة الأقاليم

عبدالله سالم الديواني
2020-09-24 20:11:42
عبدالله سالم الديواني
إرشيف الكاتب
الخميس 24 سبتمبر 2020 - الساعة:20:11:42

في نهاية أغسطس الماضي كنت مع العديد من الزملاء المتقاعدين العسكريين على موعد لاستلام معاشنا التقاعدي الهزيل، الذي لم يعد يشبع نعجة في هذه الأيام بسبب الانهيار المذهل لعُملة البلاد الذي وصل إلى أقصى مداه أمام الريال السعودي، حيث أصبح التجار يقيسون كل المعاملات عليه، ووصل إلى 218، وحتى إيجار المساكن في هذه الفترة أصبح الغالبية لا يقبلونه إلا بالغالي والحبيب (الريال السعودي).

وأثناء انتظارنا لموعد الاستلام للمعاش، والذي تأخر لساعات حتى وصل إلى مكتب البريد، كنت أتحدث مع البعض ممن كان بجانبي من المتقاعدين العسكريين الذين أحيلوا إلى التقاعد الإجباري خلال الأعوام : 2000 و2007م قبل إقرار سياسة الأجور حينها، وعرفت أن معاش الصف ضباط (مساعد أول) يتراوح ما بين 28,000 إلى 35,000 ولا يزيد عن ذلك من يوم أحيلوا للتقاعد حتى اليوم .

وبادرني أحدهم بالقول: "يا عم عبدالله معاشي لم يعد يكفي لكيس رز من النوع المتوسط (المبدع أو النقيب)، فقد وصل سعر الكيس سعة 40 كيلو إلى 32,000 وأنا راتبي 28,000 وهذا كرت المعاش تأكد منه إن شئت!".

وفعلا وجدت جميع كروت المتقاعدين العسكريين (مساعد أول) لا تزيد عن هذا المبلغ، وقبل انهيار العملة في أعوام 14و15و16 كان هذا المعاش حينها يكفي مجموعة من الطلبات لأن كيس الرز كان حينها بـ 11000 والآن ارتفع سعره إلى 3 أضعاف ومعاشاتنا متوقفة على نفس المبلغ 28000 منذ عام 2000وإلى شهرنا هذا وأصبح المواطن البسيط هو الضحية لهذا الانهيار المخيف للعملة.

وكان يردد على مسامع الحاضرين: "أين العدل في هذه البلاد؟ وأين الرئيس وحكومته؟ أم أنهم شابعين وعايشين في جنات الرياض وأخواتها ولا يهمهم أن نجوع وكل ما يهمهم كمسؤولين على هذه البلاد هو الظهور في المناسبات الوطنية لتقديم التحية لنا والتي لا تشبع جائعا ولا تداوي مريضا ثم يضيفون على شكرنا لهم وصبرنا عليهم وعلى فسادهم ويوعدونا بجنة الأقاليم القادمة التي لا نعلم متى ستتحقق مع أن الحوثي يرفضها رفضا مطلقا؟!"..

وأكمل المتحدث معي بالقول: "البطون جائعة وصبرنا نفد، وقولوا للأحمر وبن دغر الذين يوعدونا بجنة الأقاليم القادمة في خطبهم وتصريحاتهم: لن تنطلي على مواطنيكم وبطونهم جائعة والبعض يموت من شدة الحر والكهرباء طافية 16 ساعة في اليوم. ويعلم المواطن أنكم وكل مسؤولي الحكومة الشرعية لا تشعرون بمعاناتهم طالما وأنتم تستلمون معاشاتكم بالريال السعودي أولاً بأول وكل مسؤول يستلم أكثر من 20 ألف سعودي وهذا الرقم يساوي باليمني اليوم خمسة مليون ريال ونتحدى أياً منكم أن ينكر ذلك".

ونتصور أنهم لا يعقلون، لا يسمعون، ولا تهمهم معاناة مواطنيهم، ولا يراعون الأمانة، ولا حديث رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام الذي يقول: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته". أين هؤلاء المسؤولين من هذا القول الفصل لأفضل الخلق أم أنهم اكتفوا بتطبيقه وحصره على الأقربين من أهليهم وأقاربهم ونحن الرعية يريدون أن تكون مهمتنا فقط الرضوخ والتصفيق لهم أثناء الاحتفالات والمناسبات؟! لا والله لن يصبر الناس على هذا الوضع البائس إلى مالا نهاية، والمثل يقول: "قتيل الماء ولا قتيل الظمأ" ودعوة المظلوم مستجابة عند الخالق عز وجل.