الجنوب العربي"الجنوب الذي قدم إلى قاهرة المعز كان جنوبا جديدا يحمل قيما مختلفة وروحا

[حد من الوادي]

أوراق جنوبية على ضفاف النيل( 2ـ3 )

الاثنين , 23 مايو, 2011, 02:58
صالح الجبواني

وصل الجنوبيون إلى القاهرة من كل فج عميق وعلى كل ضامر من البوينج و الأيرباص يحملون بين حناياهم وطن أضاعوه يوم أكل الثور الأسود. لكن أملهم المعمد بتضحياتهم الجمة لم يتوارى و تصميمهم لم يخفت على أستعادة ذلك الوطن الذي تحولوا على ترابة إلى رعايا لا لزوم لهم.

مناضلون من المهرة إلى المندب.. معظم الوجوه والأسماء التي تردد صداها طوال سني الحراك الأربع وما قبلها ومعظمهم ممن كانوا يدعون لفك إرتباط لا لبس فية حضروا إلى القاهرة.. سألت نفسي هل تلك مهارة القائدين علي ناصر والعطاس لوحدها أم يرفدها شي آخر..تسآلت وسألت وقال البعض أن اليأس قد أستحكم في القلوب من فريق الثورجية وهذا سبب مهم لعودة الكثيرين من سكة العاطفة إلى جادة العقل.

دعانا أبوجمال قبل بدء المؤتمر نحن الذين وصلنا باكرا إلى قاهرة المعز إلى منزلة على النيل، أستمع أكثر مما تكلم وكنت أقراء في ملامحة تعابير المرحلة التي يمر بها اليمن والجنوب منة بوجة خاص من تحديات عظام ومخاوف جسام فالبلد على حافة الأنهيار حقا ولملمة الشظايا غدا أصعب وأفدح من تضحية محدودة نقدمها اليوم .. علي ناصر محمد قوميا عربيا بعيدا عن الشوفينية والتعصب بكل ما للكلمة من معنى، لكن تعابير الألم الدفين تظهر على محياة عندما تكلم الحاضرون عن الوضع في الجنوب.. الجنوب الشقيق الشريك الأوسع والأغنى بالرجال قبل الثروات تعرض للأستباحة من قبل نظام الغدر والفيد والظلم الذي حول الوحدة إلى أحتلال عسكري مكشوف وصريح وأطلق أغرار الأسرة وزعران الحاشية وكلاب صيدة لتشفط دم هذا الجنوب من الوريد إلى الوريد وتلفض أبناءه وتحولهم إلى فائض على الأرصفة . لم يكف هذا بل شجع نظام فرق تسد الثأرات والحروب الأهلية ودمر كل ما لة صلة بالحياة ليحيا هو.


أبوجمال يعرف ذلك لكنة حينما يسمع القادمون من الأرض الخراب قصص يشيب لهولها الولدان يتألم ويتحول وجهه الصبوح إلى الأحمرار وكأن شرايين وجهه وأوردتة ستنفجر.

كانت أيام معدودات قبل المؤتمر الذي حضره ما يقارب المئتين قيادي وكادر جنوبي ناقشوا فيها كل ما لة صلة بالأوضاع في اليمن من نضال الحراك الجنوبي وتحولاتة وما مر بة خلال السنوات الأربع الماضيات حتى اليوم وثورة شباب التغيير التي سمت على الجراح ورفعت شعار التغيير لليمن كلها والأنصاف للجنوب الذي خصص للتضامن معة جمعة من جمع الثورة المباركة أعترافا بما فعلة نظام الدكتاتور المتفيد بهذا الجنوب من ظلم ونهب وعدوان وعزم هؤلا الثوار الشباب على إعادة الأمور إلى نصابها في ما يخص الوحدة المغدورة.. تلك اللقاءات قبل بدء المؤتمر كسرت ما تبقى من الموانع وما علق في النفوس من الشوائب وكنت لتسعد وأنت ترى الضالعي يتأبط يد أخية الشبواني والمهري والعدني واليافعي والأبيني والحضرمي واللحجي في مجموعة واحدة عزمت على المضي قدما تعزيزا لقيم التصالح والتسامح وتجاوزا للماضي الأليم الذي قتل فية الجنوبيون بعضهم بعضا بصورة همجية مرعبة لا لشي الا التربية الأيدلوجية الخاطئة والحسابات المناطقية العفنة.

كان أبو جمال وأبو معتز ولن أنسى أبوسند الحاضر الشامخ يجالسون الحاضرين في قاعات الفندق ومطاعمة وردهاتة ويجلسون مع الكل يستمعون ويشرحون، يأخذون ويعطون، حقا كان منظر جنوبي مهيب تتصاعد العبرات لرؤيتة فرحا وسرورا.. الشي الوحيد الذي لم يكشف النقاب عنة وثائق المؤتمر وأوراقة الذي قيل لنا فيما يخص هذا الأمر أن كل شي بأوانة أفضل ولم يمانع أحد في تقبل هذا الرأي.

الجنوب الذي قدم إلى قاهرة المعز كان جنوبا جديدا يحمل قيما مختلفة وروحا وثابة .. قيم المحبة والتسامح وروح الأنطلاق إلى غدا أجمل لا يحمل بين طياتة أي من آثار الماضي البغيض و تطرفة المقيت و شعاراتة الموهومة بالعز المنقوعة بالأثم.. كل ذلك وراءنا اليوم لكن لكي لا نغالي لا زالت مجموعات متطرفة بين ظهرانينا لابد أن تفهم أن هذا الجنوب الجديد سيعزلها الا وفقا ومقتضيات الديمقراطية أن هي آمنت حقا بها.. هذه المجموعات لا زال الوطن شيئا يخصها والجنوب ملكها وهم الوحيدون الذين يحددون مسارات الأشياء وأهدافها وهم في غيهم يعمهون.. نقول لهم الجنوب الجديد يحتاج لنا كلنا ويدعونا كلنا على طريق جديد.. ذلكم ما أفتتحت من أجلة أعمال المؤتمر الجنوبي بالقاهرة يوم التاسع من مايو الجاري والذي سنتابع الحديث عن مجرياتة وأوراقة في ورقتنا الثالثة والأخيرة من أوراقنا الجنوبية على ضفاف النيل.

القاهرة

مايو 2011م

شبكــــة صــدى عـــدن