12-20-2010, 01:06 PM
|
#1 |
|
شخصيات هامه
|
الإسلام و العروبة و الأمة الواحدة في الفكر المعاصر عن القومية العربية
بـسم الله الرحمـن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والتسليم على أشرف المرسلين وعلى آله الطاهرين والصحابة الميامين وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين قال الله تعالى: إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون. قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون. كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله. وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا. هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة. صدق الله العظيم قرآن كريم --- وقال عليه الصلاة والسلام: إنما بعثت لأتمّم مكارم الأخلاق حديث شريف --- أمة العرب، أمة عظيمة الأخلاق.. أمّة الكلمة والشعر والبلاغة.. أمّة الرحمة والكرم والحبّ.. أمّة دين وسماوة.. الدين والقومية يشكلان عضو واحد في وجدان وجسد العربي.. لا يفارق أحدهما الآخر إلاّ بكسره.. والعضو المكسور لا فائدة منه. هي الأمة الوحيدة دون سائر الأمم التي تعطي مواليها اسمها ولقب قبيلتها.. فترى الموالي وأبناءهم عربا لهم ما للقبيلة وعليهم ما عليها.. هكذا شاهدنا حال أبناء فارس والترك والروم.. عربا باللسان.. يصدق عليهم قول المصطفى صلّ الله عليه وآله وسلّم: "إنما العربية لسان.. وكلّ من نطق بالعربية فهو عربي". ما من أمة في هذا الكون تتكلم لغتها فتصبح من أهلها إلا أمّة العرب. أمّا عن أحوال يومنا وشواهده ومشاهده ووقفاته ومواقفه لا تؤثر في تأريخ عظمة هذه الأمة المختارة والمصطفاة من بارئها ولن تكون أبدا معيارا نحاكم به أمّة العرب.. فما نسمعه ونشاهده عن هذا يمني وذاك سعودي وآخر بحريني وقطري وكويتي وإماراتي وعماني وعراقي وسوري ولبناني وأردني وفلسطيني ومصري وسوداني وجزائري ومغربي وتونسي و... و... الخ ، إن هي إلاّ مسميات ومعرفات لتجنسات مناطقية لم يكن لها وجود مذ قرن قريب لا أكثر.. وإن هي إلا انشقاقات وانقسامات أراد بها عدو الأمة إيقاع البغضاء والحروب فيما بين أبناءها وإذكاء نار الفتن وإبقاء الأمة في المحن ، ولـكن لذكاءه وعمله الفعّال الدؤوب ونقص علمنا وضعف إيماننا وجهل مركب فينا أطعناه عن طمع أو جبن. --- العصر الإسلامي. أوّل القوميين العرب: سيّدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وأرضاه.. كم ينفطر قلبي ويقطر دما عندما أعلم أن هناك عربي جهول يسبّ أو يلعن أو يشتم مثل هذا الرجل العملاق الشجاع .. لا أعذر أعجميا من فعل سوء كهذا فما بال كونه عربيا.. عمر .. ذاك المؤمن العربي الغيور الذي أمر واشتدّ في أمره على أن لا يكون من أمة العرب في حرائرها سبي ولا من أبناءهم موالي.. عمر .. ذاك المؤمن العربي الغيور الذي نظر في قلوب أبناء جلدته من العرب وما بها من عزّة وأنفة ونخوة فأمر بوضع الجزية عن العرب فلا تؤخذ منهم جزية وإن لم يدخلوا في هذا الدين وبقوا على أديانهم. عمر .. ذاك المؤمن العربي الغيور الذي أعاد لعمرو بن العاص رضي الله عنه السبي من المصريين الذين هم بنظره من العرب وأمره بعدم العودة إلى مثلها.. وعندما انتصر عمرو ثانية في معارك الإسكندرية أرسل سبيا إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه بعد أن مات عمر ظانا منه بأن السبي سوف يقبل في هذه المرة إلاّ أن الخليفة عثمان أعاد السبي مصرّحا بأن ما لم يقبله عمر لا يقبله عثمان. عمر .. ذاك الشجاع العربي الذي رفض بشدّة أن يبتعد عنه وعن مدينته وعن موطن العرب أبناءه.. وكان دائما ما يقول لقادته لا تجعلوا بحرا يفرق بيني وبين الجند من العرب.. ولهذا، كان مترددا كثيرا في إعطاء أوامر الغزو. عمر .. ذاك العربي الحرّ الذي دائما ما كان يتمسك بأصحابه من صحابة النبي صلّ الله عليه وسلّم ولا يأذن لهم بمغادرة المدينة ولا بمفارقته وأن يظلوا تحت سمعه وبصره. لقد بلغت به الشهامة ذروتها عندما عامل الأعاجم وخاصة المجوس منهم بمعاملة أهل الكتاب وما ينفذ على أهل الكتاب ينفذ عليهم بالرغم أنهم ليسوا أهل كتاب.. لـكنها نظرة أمير المؤمنين التي يحتج بها لا بسواها. فهل ينكر العجم ذلك؟ رجح عدله موازين ملوك الدنيا بأن أمر بضرب ابن الأكرمين وصلعة أبيه عمرو صارخا بقولته المدوية في عالم حقوق الإنسان: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا." ففي جبروته العربي رحمة العربي فلم يقيم في دولته حدّ قطّ إلاّ على رجلين شربا الخمر وقد كان أحدهما ولده، ولم يجد بدّا من إقامة الحدّ عليهما أو يأمر بذلك. هو الرجل الذي أراد للفارس العربي أن لا يختلط بالأقوام الأخرى فتضيع ثقافته الصحراوية الجبلية البدوية وكان يأمر القادة ببناء مواطن لهم ومساكن لجنودهم خارج المدائن.. وهو من أمر بإحراق باب دار سعد بن أبي وقاص عندما علم بأن سعدا وضع حاجبا على بابه.. وهو الذي رمى الحصى على وجه خالد بن الوليد وصدره وحصانه عندما رآه يتبختر بثياب الأعاجم.. إليكم كتابا أرسله سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه إلى عتبة بن فرقد عامله على أذربيجان: " أمّا بعد، فاتزروا وارتدوا وانتعلوا وارموا بالخفاف، وألقوا السراويلات، وعليكم بلباس أبيكم إسماعيل عليه الصلاة والسلام، وإيّاكم والتنعّم وزيّ العجم، وعليكم بالشمس فإنها حمّام العرب، وتمعدّوا وتقشفّوا واخشوشنوا واخلولقوا واقطعوا الركب ( ركوب الخيل )، وارموا الأغراض ( رمي السهام.) " كلمات عربية أصيلة بلسان عربي فصيح من خير سفير للعرب وأمير من العرب. عمر بن الخطاب ! عظيم في اجتهاده .. عظيم في مروءته .. عظيم في حُكمه .. عظيم في عروبته. --- أوّل دولة عربية قومية: دولة بني أميّة. كانت حقّا دولة قومية عربية إسلامية ، جعلت الأمر خالصا للعرب ، لم تسعى إلى تثبيت عرشها بيد الأعاجم ولم تستنجد بهم ولم تقهر العرب بهم .. بغضّ الطرف عن محاسن ومساوئ الدولة الأموية فقد ظلّ العربي في عهدها مثال الفارس الشهم النبيل .. ربّما تلك التربية هي ما نشهد به اليوم من أهل الشام جميعا في حبهم وولههم بالعروبة ورجالها حتى أضحوا وحدهم في الميدان حاملين راياتها ينادون بها ويدعون إليها. وبعد انقضاء عهد تلك الدولة العربية ومجيء الدولة العباسية، شاهدنا كيف أفل نجم العروبة خاصة في آخر عهد العباسيين وتسلّط الأعاجم ومسكهم بمقاليد الأمور وانهيار العرب حتى لم تقم لهم قائمة من بعد ذلك العهد السحيق حتى اليوم.. ألف عام ونيف والعربي مسجون في قفصه للفرجة وإلقاء فضلات اللحم إليه والنّاس من حوله في ضحك وفي مرج. --- تعتبر أمة العرب من نبلاء الأمم في الخلق والأخلاق وتأريخهم يشهد لهم بأنهم دائما ما كانوا يقدمون معتقدهم على انتماءهم.. ولم يتكبروا أو يترفعوا بأن يحكمهم تركي أو كردي أو ألباني أو حتى عبد مملوكي.. وساروا جميعا ركبا وقدما واحدا جنبا إلى جنب مع إخوتهم من الترك والكرد والبربر والمماليك.. وبقوا على حالهم ألف عام ونيف.. لم يتغيروا على حكامهم من سائر الأمم حتى غيّر حكامهم معاملتهم لهم.. واستبدت كلّ قومية بقوميتها.. فرأت العرب نفسها مضطرة إلى الإستقلال بقوميتها طالما الأكلة من حولها تتربص بها. القومية عموما بذرة زرعها الغرب وتأسيسه للصهيونية والماسونية العالميتين وتحالفت تلك الدول العظمى لزرع الفتنة في الوطن الواحد وتفريق شمل العرب والمسلمين عموما وإزالة الخلافة من الوجود.. وللأسف فقد نجحوا وفشلنا. والقومية الحديثة لا تعود إلى العرب إختراعها ولم يكونوا أبدا هم أوّل الساعون إليها أو أوّل من ابتدعها.. وحقّ علينا أن نبرأ منها فلسنا لها بأب أو خال.. وإذا ما عدنا قليلا إلى الماضي القريب لعرفنا بأن أعضاء جمعية الإتحاد والترقي في الأناضول من تركيا والملحد كمال مصطفى أتاتورك كانوا من أوائل الرافعين لراياتها.. بل أن العرب لم يتمنوا أبدا زوال الخلافة مهما كان الخليفة .. وقدّر الله تعالى أن يكون آخر خليفة للمسلمين نعم الخليفة .. فمثل السلطان عبد الحميد الثاني ليس من السهل تعويضه.. --- آخر الخلفاء المسلمين السلطان عبد الحميد الثاني هذا أحد القوميين العرب شاعر المهجر الحزين العربي النسب النصراني العقيدة بالرغم عن تطلعاته العروبية وعدم إخفاء امتعاظه من الدولة التركية إلاّ أن إيليا أبو ماضى لم يتردد ولم يتوانى ردّة طرف في رفع قصيدته العصماء مبجلا في كلّ بيت من أبياتها خليفته التركي المؤمن واصفا إياه بأبي الشعب وصاحب الحلم والبأس والحسن والندى وأنه الكوكب والبدر المطلّ ومادحا جيشه العظيم الطامي وأجناده الغوث الميامين بنداء الله أكبر ومعتدا بشعب كالبحر زاخر لا يحصى تعداده.. و...: أبا الشعب إطلع من حجابك * بطرفك مثل العارض يلتقي جماهير لا يحصى اليراع عديدها * هي الرمل إلا أنه لم ينسق هو الشعب قد وافاك كالبحر زاخرا * وكالجيش يقفو فيلق إثر فيلق تطلّع تجده حول قصرك واقفا * يحدّق تحديق المحبّ لوفّق لقد لبسته الأرض حليا كأنهما * أياديك فيه لم تزل ذات رونق وألقت عليه الشمس نظرة عاشق * غيور تلقّاها بنظرة مشفق يهش لمرآك الوسيم وإنّما * يهش لمرآى الكوكب المتألّق ويعشق منك البأس والحلم والنّدى * كذاك من ينظر إلى الحسن يعشق يكاد به يرقى إليك اشتياقه فيا * عجبا بحر إلى البدر يرتقي تفرّق عنك المفسدون وطالما * رموا الشعب بالتفريق خوف التفرّق وكم أقلقوا في الأرض ثمّ تراجعوا * يقولون شعب مقلق أيّ مقلق وكم زوّروا عنه الأراجيف وادّعوا * وأيّدهم ذيّاكم الزاهد التقي لمن يرفع الشكوى؟ وقد وقفوا له * على الباب بالمرصاد فاسأله ينطق وأما ولا واش ولا متجسس فقد جاء * يسعى سعي جذلان شيّق يطارحك الحبّ الذي أنت أهله * وحسبك منه الحبّ غير مزوّق وها جيشك الطامي يضجّ مكبرا * بما نال من عهد لديك وموثق يطأطىء إجلالا لشخصك أرؤسا * يطأطىء إجلالا لها كلّ مفرق لهام متى تنذر به الدهر يصعق * وإن يتعرّض للحوادث تفرّق يفاخر بالسّلم الجيوش وإنّه * لأضربها بالسيف في كلّ مأزق وأشجعها قلبا وأكرمها يدا * إذا قال لم يتّرك مجالا لأحمق ألا أيها الجيش العظيم ترّفقا * ملكت قلوب الناس بالعرف فاعتق ويا أيها الملك المقيم(بيلدز) * أرى كلّ قلب سدّة لك فارتق ألا حبّذا الأجناد غوثا لخائف ويا * حبّذا الأحرار وردا لمستق وعندما انقلب على السلطان من بني قومه الأتراك وخصوصا المتسللين والمقيمين من يهود الدونمة ، حزنت الأمة حزنا شديدا على فقد خليفتها.. ونعى الخلافة والخليفة عبد الحميد وبكاهما القاصي والداني بحرقة ولوعة.. بكى العربي والأندونيسي والهندي وكلّ مسلم وموحد على وجه الأرض.. وعند موت الخليفة في منفاه أو ربما استشهاده توحدت دموع العيون وحرقة القلوب عليه وعلى أفعاله ووقفاته ومعاركه المأثورة ضد الصرب والروس والإنجليز والطليان والفرنسيين واليونانيين وجميع الدول العظمى الاستكبارية.. وانبرى شاعر العرب والترك أحمد شوقي بك يذرف مداد قلمه مختلطا بدمع عينه ينعي ويبكي معزيا نفسه وأمته في رثاء الخليفة: ضجت عليك مآذن ومنابر * وبكت عليك ممالك ونواح. الهند والـهة ومصر حزينة * تبكي عليك بمدمع سحاح. والشـام تسأل والعراق وفارس * أمحا من الأرض الخلافة ماح؟ نزعو عن الأعناق خير قلادة * ونضوا عن الأعطاف خير وشاح. من قائل للمسلمين مقالة * لم يوحها غير النصيحة واح. عهد الخلافة فيه أول ذائد * عن حوضها بيراعه نضاح. إني أنا المصباح لست بضائع * حتى أكون فراشة المصباح. كما رثا الخليفة الأسد عبد الحميد شاعر العرب والكرد جميل صدقي الزهاوي: وقد بعث الله الخليفة رحمة * إلى الناس إن الله للناس يرحم أقام به الديان أركان دينه * فليست على رغم العدى تتهدم وصاغ النهى منه سوار عدالة * به إزدان من خود الحكومة معصم وكم لأمير المؤمنين مآثر * بهن صنوف الناس تدري وتعلم ويشهد حتى الأجنبي بفضله * فكيف يسيء الظن من هو مسلم سلام على العهد الحميدي إنه * لأسعد عهد في الزمان وأنعم رحم الله تعالى عبد الحميد ورضي عنه من تابع بإحسان في الآخرين. --- مصطفى كمال اتارتورك وحتى من بعدما أفل نجم الخلافة واختفاء القمر الخليفة عبد الحميد لم ينقطع الرجاء ولم ترضى العرب ومعهم جميع المسلمين أن يحيوا ويعيشوا بلا خليفة مهما كان جنسية الخليفة ولونه وعرقه.. ومن غياهب تلك العتمة وذاك الظلام الدامس الذي لا ينجلي عن نور إصباح وإشراق شمس وتلك السحاب السود التي تمرّ على الأمة يشاء العلي القدير أن تأتي البشائر من أزمير وتلك الإنتصارات المدوية التّي حقّقها الترك ضد اليونانيين والإنجليز والفرنساويين مجتمعين وهزيمة أعداءهم النكراء التي محقتهم وسحقتهم تماما وجعلتهم شذرا مذرا تحت علم قيادة القائد البطل في نظر العرب والمسلمين آنذاك مصطفى كمال.. كي يتنفّس العرب والمسلمين الصعداء ويسبشروا خيرا.. ويرسلون وفدا من أبناء بعض العرب ومن الهند وأندونيسيا إلى أنقرة يطلبون من مصطفى أتاتورك مبايعته على الخلافة.. لم يدر بخلدهم من بعد أن أحسنوا ظنهم في الرجل أن مصطفى كمال غير عبد الحميد الثاني وإنما هو ملحد أشرّ ماسوني صهيوني ينسل إلى يهود الدونمة ولا تجري في عروقه دماء المجاهدين من آل عثمان الفاتحين البررة.. فقد عرف الوفد أن الرجل ليس بخليفتهم المطلوب وقد انغشوا به ورجعوا من عنده خائبين.. كما قد انغشّ شاعر الترك والعرب أحمد شوقي بك عندما نظر إليه بوصفه خالد الترك فتمنى عليه أن يجدد خالد العرب كما وصف معركة أزمير بمعركة بدر فيبعث إلى الرجل الماسوني بقصيدته المطولة يذكره بها ولا يزيده بمعرفة الإسلام وما قد كان وما سوف يكون ويصف له أفراح النصر على وجوه الرجال والنساء والأطفال في الحجاز والشام ومصر والعراق والهند وكلّ الشرق.. لـكن قدّر الله تعالى وما شاء فعل.: الله أكبر كم في الفتـح مـن عجـب * يا خالد التـرك جـدد خالـد العـرب ولا أزيــدك بـالإسـلام معـرفـة * كل المروءة فـي الإسـلام والحسـب أتاهم منـك فـي «لـوزان» داهيـة * جاءت به الحرب من حياتهـا الرقـب تدرعـت للـقـاء السـلـم أنـقـرة * ومهد السيف في «لـوزان» للخطـب لا تلتمـس غلبـا للحـق فـي أمـم * الحق عندهـم معنـى مـن الغلـب لا خير في منبـر حتـى يكـون لـه * عود من السمر أو عود من القضـب ومـا السـلاح لقـوم كـل عدتهـم * حتى يكونوا من الأخلاق فـي أهـب لو كان في الناب دون الخلـق منبهـة * تساوت الأسد والذؤبان فـي الرتـب لم يغن عن قادة اليونان مـا حشـدوا * من السلاح وما ساقوا مـن العصـب وتركهـم آسيـا الصغـرى مدججـة * كثكنـة النحـل أو كالقنفـذ الخشـب للترك ساعات صبـر يـوم نكبتهـم * كتبن في صحـف الأخـلاق بالذهـب مغـارم وضحايـا مـا صرخـن ولا * كـدرن بالمـن أو أفسـدن بالكـذب بالفعـل والأثـر المحمـود تعرفهـا * ولسـت تعرفهـا باسـم ولا لـقـب جمعن في اثنين من دين ومن وطـن * جمع الذبائح فـي اسـم الله والقـرب فيها حيـاة لشعـب لـم يمـت خلقـا * ومطـمـع لقبـيـل نـاهـض أرب لم يطعم الغمض جفن المسلميـن لهـا * حتى انجلى ليلها عن صبحه الشنـب كن الرجاء وكـن اليـأس ثـم محـا * نور اليقيـن ظـلام الشـك والريـب تلمس التـرك أسبابـا فمـا وجـدوا * كالسيف مـن سلـم للعـز أو سبـب خاضوا العـوان رجـاء أن تبلغهـم * عبر النجاة فكانت صخـرة العطـب سفينـة الله لـم تقهـر علـى دسـر * في العاصفات ولم تغلب على خشـب قـد أمـن الله مجـراهـا وأبدلـهـا * بحسـن عاقبـة مـن سـوء منقلـب واختار ربانهـا مـن أهلهـا فنجـت * من كيد حام ومـن تضليـل منتـدب ما كان ماء «سقاريـا» سـوى سقـر * طغت فأغرقت الإغريـق فـي اللهب لما انبـرت نارهـا تبغيهـم حطبـا * كانـت قيادتهـم حمالـة الحـطـب سعت بهـم نحـوك الآجـال يومئـذ * يا ضل ساع بداعي الحيـن منجـذب مدوا الجسور فحـل الله مـا عقـدوا * إلا مسالـك فرعونـيـة الـسـرب كـرب تغشاهـم مـن رأي ساستهـم * وأشأم الرأي ما ألقـاك فـي الكـرب هم حسنـوا للسـواد البلـه مملكـة * من لبدة الليث أو من غيلـه الأشـب وأنشـؤوا نزهـة للجيـش قاتـلـة * ومن تنـزه فـي الآجـام لـم يـؤب زحفت زحف أتـي غيـر ذي شفـق * على الوهاد ولا رفق علـى الهضـب قذفتهـم بالريـاح الهـوج مسرجـة * يحملن أسد الشرى في البيض واليلـب هبت عليهـم فذابـوا عـن معاقلهـم * والثلج في قلـل الأجبـال لـم يـذب لمـا صدعـت جناحيهـم وقلبـهـم * طاروا بأجنحة شتـى مـن الرعـب جـد الفـرار فألقـى كـل معتـقـل * قناتـه وتخـلـى كــل محتـقـب يا حسن ما انسحبوا في منطق عجـب * تدعى الهزيمة فيـه حسـن منسحـب لم يـدر قائدهـم لمـا أحطـت بـه * هبطت من صعد أم جئت من صبـب أخذتـه وهـو فـي تدبيـر خطتـه * فلـم تتـم وكانـت خطـة الهـرب خيل الرسول مـن الفـولاذ معدنهـا * وسائر الخيل من لحم ومـن عصـب آلت لئن لم ترد «أزميـر» لا نزلـت * ماء سواها ولا حلـت علـى عشـب والصبر فيها وفـي فرسانهـا خلـقت * وارثوه أبـا فـي الـروع بعـد أب كما ولدتـم علـى أعرافهـا ولـدت * في ساحة الحرب لا في باحة الرحـب حتى طلعت على «أزمير» فـي فلـك * من نابه الذكر لم يسمك على الشهـب في موكب وقـف التأريـخ يعرضـه * فلم يكـذب ولـم يذمـم ولـم يـرب يوم كبـدر فخيـل الحـق راقصـة * على الصعيد وخيل الله فـي السحـب غـر تــظللها غــراء وارفــة * بدريـة العـود والديبـاج والعـذب نشوى من الظفـر العالـي مرنحـة * من سكرة النصر لا من سكرة النصب حتـى تعالـى أذان الفتـح فاتـأدت * مشي المجلي إذا استولى على القصب تحيـة أيـهـا الـغـازي وتهنـئـة * بآيـة الفتـح تبقـى آيـة الحـقـب وقيمـا مـن ثنـاء لا كـفـاء لــه * إلا التعجب مـن أصحابـك النجـب الصابريـن إذا حـل البـلاء بـهـم * كالليث عض على نابيه فـي النـوب والجاعليـن سيـوف الهنـد ألسنهـم * والكاتبيـن بأطـراف القنـا السلـب لا الصعب عندهم بالصعـب مركبـه * ولا المحال بمستعص علـى الطلـب ولا المصائب إذ يرمي الرجـال بهـا * بقاتـلات إذا الأخـلاق لـم تصـب قــواد معـركـة وراد مهـلـكـة * أوتـاد مملكـة آســاد محـتـرب بلوتهـم فتحـدث كـم شـددت بهـم * من مضمحل وكم عمرت من خـرب وكم ثلمت بهـم مـن معقـل أشـب * وكم هزمت بهم مـن جحفـل لجـب وكم بنيت بهـم مجـدا فمـا نسبـوا * في الهدم ما ليس في البنيان من صخب من فل جيش ومـن أنقـاض مملكـة * ومـن بقيـة قـوم جئـت بالعجـب أخرجت للناس مـن ذل ومـن فشـل * شعبا وراء العوالـي غيـر منشعـب لمـا أتيـت ببـدر مـن مطالعـهـا * تلفت البيت فـي الأستـار والحجـب وهشت الروضـة الفيحـاء ضاحكـة * إن المـنـورة المسكـيـة الـتـرب ومست الدار أزكـى طيبهـا وأتـت * باب الرسول فمست أشـرف العتـب وأرج الفتـح أرجـاء الحجـاز وكـم * قضى الليالي لـم ينعـم ولـم يطـب وازينت أمهـات الشـرق واستبقـت * مهارج الفتح فـي المؤشيـة القشـب هزت دمشق بنـي أيـوب فانتبهـوا * يهنئـون بنـي حمـدان فـي حلـب ومسلمو الهند والهندوس فـي جـذل * ومسلمو مصر والأقباط فـي طـرب ممالك ضمهـا الإسـلام فـي رحـم * وشيجة وحواها الشـرق فـي نسـب من كـل ضاحيـة ترمـي بمكتحـل * إلـى مكانـك أو ترمـي بمختضـب تقول لولا الفتى التركـي حـل بنـا * يوم كيوم يهـود كـان عـن كثـب والقصيدة أطول ممّا جاءت في المقام بأعلاه. غبني عليك يا شوقي العرب وغبني على أمة الإسلام والعرب. --- حتى هذه الفترات وأمّة العرب تبحث لها عن خليفة ولو صوريا وإن لم يكّ من عرقها وخالصا من أبناء جلدتها.. سلكت الدروب وطرقت الأبواب فلا ردّ من تركي أو فارسي أو كردي ... ما عادت أمامهم ترك الفاتح ومراد وبايزيد وسليمان وعبد الحميد... ولا عادت أمامهم فارس الجيلاني وأبو حنيفة والطبري والبخاري والترمذي والنسائي والرازي... ولا عادت أمامهم كرد صلاح الدين و نجم الدين ... ولا عادت أمامهم بربر ابن زياد وابن تاشفين ... بل حتى لم يجدوا أمامهم من مماليك كقطز وبيبرس. واستشهد قادتهم العرب في ساحة الحروب من أمثال عبد القادر الجزائري وعمر المختار وعز الدين القسام... لقد دُفعت أمّة العرب إلى مضيق عروبتها قسرا، فقد توحّد الروم والعجم على فريستها لنهش نصيبها من اللحم من بعد تقطيع أوصالها وإساحة دسمتها ، ونشأت فكرة العروبة وبناء أوّل لبنة في جدار القومية العربية في عقول المفكرين والمثقفين والسياسيين والزعماء العرب حتى يكون اختيارهم من ذاتهم وإصلاح ما يمكن لهم إصلاحه. --- عن أسماء مؤسسي فكر القومية العربية وعن أبرز القوميين العرب ودورهم النضالي في التحرّر والإستقلال وعن الوحدة العربية وعن المراحل التأريخية المهمة من المشاهد والأحداث والوقائع وما لها من إيجابيات وما عليها من سلبيات... وكذلك عن ذكر اجتهادات الزعيمين الكبيرين الفيصل و عبد الناصر رحمهما الله تعالى في نظرة كلّ منهما إلى العروبة والإسلام. هذا ما سوف أكمله بإيجاز في الجزء الثاني، بإذن الله تعالى، من العروبة والقومية العربية.. نجد الحسـيني,,, |
|
التعديل الأخير تم بواسطة نجد الحسيني ; 12-20-2010 الساعة 01:40 PM |
|
|
|
12-20-2010, 01:41 PM
|
#2 | ||
|
شخصيات هامه
|
تتقدمنا في الدخول إلى صالة الحوار وفي كلّ مرة بيدك ملف مهمّ يا أستاذنا الفاضل: نجد الحسيني ، وهذه المرّة وقفت على النّصّ التالي ولي فيه وجهة نظر أخرى:
مكونات الجسد العربي ، أعراق وقوميات أخر ، ومن حيث الدّين فهناك تعدّد . كنّا في مرحلة من المخلصين للقومية العربية ، ظنّا منا أننا ( خير أمّة ) عروبيّا ، فإذا بنا (خير أمّة إسلاميا ) وعليه فينبغي بعد التجربة القاسية المريرة أن نفرّق بين الجسدين العروبي والإسلامي . هذه مقدّمة والتفاصيل يحددها قبولكم بالحوار من هذا المنطلق شكرا أخي نجد الحسيني |
||
|
|
|
12-20-2010, 01:55 PM
|
#3 |
|
حال متالّق
 
|
بحث آخر متعوب عليه من أستاذنا العزيز نجد الحسيني ويبدو أنه غني بفرص النقاش
لذا نرى وجوب تثبيته .. ونرجو من رواد سقيفة الحوار السياسي إثرائه بالمداخلات والحوارات الموضوعية فائق التحية والإجلال أستاذنا العزيز . |
|
|
|
12-20-2010, 07:17 PM
|
#4 | ||
|
شخصيات هامه
|
أخي الحبيب بحر من دموع (الفرح) ألف أهلا وسهلا ومرحبا تراحيب المطر.. كم أسعدني أن تكون أنت من أوائل المتحاورين.. وتقبّل من أخيك بصدر رحب ردّه على باكروة تعليقاتك اللطيفة.. بادئ ذي بدء، هلاّ سمحت لي بمخالفة وجهة نظرك حول النصّ المختار والتعقيب عليه كما جاء في عباراتك. أولا، ليس تمّة ما يوحي بأن هناك أعراق وقوميات أخر في الجسد العربي.. والا فماذا يعني عربي..؟ فإما أن تكون القومية واحدة والعرق واحد والعنصر واحد وإلاّ فما فائدة الكلام حول محور الجسد العربي.. إذا ما عرفنا أن هناك عدّة أعراق وقوميات تتنازعه.. هذا، لم يعد جسد عربي واحد وإنما يصبح على خبر اخواننا المصارية (سمك، لبن، تمر هندي).. لـكن قل جسد عربي واحد بأعضاء من قبائل وعشائر وأصول وأفرع وبطون وأفخاذ متفرقة.. في هذه الحالة يجوز لك الوصف.. وإنا نؤيد وندعم وصفك بتعدد الأعضاء واختلاف وظائفها في الجسد الواحد. ثانيا، أيضا ليس هناك ما يشير إلى عدّة ديانات في الأمة الإسلامية الواحدة وإن يصدق هذا الخبر في داخل الأمة العربية. وإنّما هناك مذاهب اجتهادية متعددة تستمر وتظلّ في بوثقة الدين الواحد. سيدي الكريم، لقد أحسّ اليوم الإسلامي والعروبي معا بأن لا غنى لأحدهما عن الآخر.. وأن القومي العربي لن تثمر نبتته بعيدا عن دين الإسلام.. كذلك المسلم لن يحصد زرعه بمفارقته العروبة. وقد ظهر على السطح حاجتهما إلى بعضهما البعض لمواجهة التحديات الظاهرة والباطنة من عدو مشترك لهما معا. الإسلام هو الروح والعروبة هي الجسد .. والجسد بغير روح جثة هامدة لا حراك به .. والروح بلا جسد لا تبصرها العين. قد علمت أخي الغالي بأنّك لا تحتاج إلى إذن للحوار كما قد علمت منّي تقبلي للمتحاورين مهما كانت مذاهبهم ومشاربهم. والحوار بين الناس سنّة ما دام في الاستماع وفي الكلام فائدة. وأنت خير المفيدين وأنا أول المستفيدين. تحية عطرة لروحك الطيبة. |
||
|
التعديل الأخير تم بواسطة نجد الحسيني ; 12-20-2010 الساعة 07:21 PM |
|||
|
|
|
12-20-2010, 07:31 PM
|
#5 | ||
|
شخصيات هامه
|
حبيب قلبي ابو حضرموت الكثيري، تحية ما لمع في السماء بارق ودوّى راعد .. أنت قمت على تثبيت موضوعي وليس بيدي ما أردّ بمثله أو بأحسن منه سوى تعبير اللسان بالشكر والعرفان والامتنان.. ويبقى عندي ما هو أفضل منه أن أسأل الله تعالى لكم ولنا تثبيتنا بالقول الثابت في الحياتين وفي الدارين. وتقبل من أخيك عميق الإخلاص وفائق الوفاء. |
||
|
|
|
12-20-2010, 10:17 PM
|
#6 |
|
شخصيات هامه
|
[B]لفت انتباه: .
القومية العربية تجاهلت القوميات الأخرى كالأمازيغيّة والكرديّة أنا لم أكتب ديانات متعددة في الجسد الإسلامي وإن التعدد الذي ذكرت هو في الجسد العربي ، مما يعني أن الحديث عن العرب باعتبارهم أمّة إسلامية ليس دقيقأ للفت انتباهك فقط والتصحيح من جانبك. شكرا أستاذي[/B] |
|
|
|
12-21-2010, 09:06 PM
|
#7 | ||
|
شخصيات هامه
|
ليس في أدبيات القومية العربية تجاهل باقي القوميات وإن وقع شيء كهذا فمِن تعديات القوميين العرب لا من أدبيات القومية العربية.. هناك أخي الحبيب من الأمازيغيين من هم عروبيون أكثر من العرب أنفسهم ومن بينهم سياسيون مخضرمون ومشهورون.. ورجال البربر خاضوا حروب الفتح وحروب التحرير جنبا إلى جنب مع العرب. والأكراد رجال بمعنى الكلمة مهما طلع قول من هنا أو خرج فعل من هناك.. وهم مع العرب أخ و جار مذ زمن قديم. والقومية العربية التي تتجاهل ولا تعترف ببقية شقيقاتها من القوميات هي قومية مرفوضة ومدانة جملة وتفصيلا.. أجل، الأمة العربية أمة إسلامية.. سيدي، في ربوع الوطن العربي من أقصاه إلى أدناه ما لا يتجاوز 20 مليون عربي تقريبا يدينون بغير الإسلام.. بينما تعداد العرب 400 مليون نفس.. هذا يعني أن الديانات الأخرى غير الإسلام لا تشكّل أكثر من 5% .. لا مانع عندي من مضاعفة النسبة ورفعها إلى 10%.. فهل هذا يعني أن أمة العرب غير إسلامية لأن 5 أو 10% لا يدينون بالإسلام. خذ مثال فرنسا .. ففي كنفها أكثر من 10% من المسلمين من أبناءها لـكن فرنسا تعتبر نفسها رمز المسيحية وحامية المسيحية.. لم تمنع تلك النسبة الأمة الفرنسية من وصفها بأنها أمّة مسيحية. أليس كذلك؟ شكرا للمداخلة القيمة، وتقبل من أخيك أرقّ التحية. |
||
|
التعديل الأخير تم بواسطة نجد الحسيني ; 12-21-2010 الساعة 09:09 PM |
|||
|
|
|
12-22-2010, 06:18 AM
|
#8 |
|
حال متالّق
|
هل لنا أن نعرف من الذي تولى إلغاء التثبيت عن هذا الموضوع وباقي المواضيع ؟؟
|
|
|
|
12-22-2010, 07:52 PM
|
#9 | ||
|
شخصيات هامه
|
عني شخصيا، لا أعرف.. فهذه الأمور تخصّ الشؤون الإدارية والرقابية والإشرافية.. إنما استفساري عن سبب نقل الموضوع من الحوار السياسي إلى الأخبار السياسية.. عهدي بأن الأخبار السياسية قسم يتعلق بما ينقل إليه من أخبار الصحف والوكالات الرسمية أو الدولية.. فما دخل موضوع خاص كموضوعي وما علاقته بأخبار الصحف ووكالات الأنباء.؟. هل جاء ذلك عن طريق الخطأ.. أم أنّ هنا فعلا مكانه الصحيح.. حتى أحتاط علما في المرّات القادمة. وشكرا مسبقا لكم على التوضيح. وفقكم الله تعالى ورعاكم. |
||
|
|
|
12-22-2010, 08:28 PM
|
#10 | ||
|
شخصيات هامه
|
موضوع قيّم له صلة بالتدّاعيات الآنية لأحداث العصر
عليك بحمايته بالتي هي أحسن وإن خفت عليه فعليك بدار أبي سفيان ( سقيفة الشكاوي والإقتراحات ) . وفقنا الله وإيّاك أخي نجد الحسيني |
||
|
|
 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|
|
العرض العادي
