اليمن: تعطل الكرينات في ميناء الحديدة يهدد بإيقاف حركة الملاحة الدولية، والمحافظ يصفه

[حد من الوادي]

وزير النقل قال بأنها حصاد ما زرعه الآخرين، والغرف التجارية ترفض رسوم تفريغ إضافية
تعطل الكرينات في ميناء الحديدة يهدد بإيقاف حركة الملاحة الدولية، والمحافظ يصفها بالكارثة

24/08/2008 الصحوة نت - عبد الحفيظ الحطامي:

حذر ملاك شركات النقل و الملاحة العاملة بميناء الحديدة والمسؤلين في الغرفة التجارية والملاحية من أن يؤدي استمرار تعطل الكرينات في ميناء الحديدة إلى إغلاقه في وجه الملاحة الدولية، وتفاقم مضاعفات كبيرة على سمعت اليمن وأمنها القومي والاقتصادي وعلى ميناء ظل يرفد الاقتصاد اليمني بمليارات الدولارات خلال عقود ما بعد الثورة.

وقالت مصادر مطلعة إن الإهمال وعدم الصيانة تسببت في خروج اللنشات عن الخدمة، الأمر الذي دفع بأصحاب شركات الملاحة العالمية أضافت رسوم مفاجئة تقدر 250 دولار على كل حاوية بسبب تأخر السفن والبواخر من الشحن وتفريغ السلع والبضائع والمواد الخام في ميناء الحديدة.

ووصف محافظ الحديدة احمد سالم الجبلي وضع الميناء بالكارثة إذا ما استمر على هذه الوضعية وإذا لم يتم إصلاح الكرين الأخير خلال يومين لأنه سيؤدي إلى انقطاع حركة الملاحة في الميناء.

وناقش الجبلي في لقاء اليوم مع وزير النقل وقيادة الوزارة ومسؤلين في مؤسسة الموانئ البحر الأحمر والشركات الملاحية المحلية وإدارتي الغرفة التجارية والغرفة الملاحية، خروج ثلاثة كرينات عن الخدمة بسبب الإهمال وعدم الصيانة والتهديد بإغلاق الميناء في وجه الملاحة الدولية.

اللقاء الذي يعتبر الثاني خلال أسبوع واحد الذي كرس لمناقشة تراجع حركة الملاحة في الميناء إلى أدنى مستوياتها بسبب تعطل ثلاثة كرينات وبقاء كرين واحد في الخدمة مما جعل بعض بالبواخر الاتجاه صوب ميناء عدن لإفراغ حمولتها هناك.

وقال محافظ الحديدة إن الموضوع ليس موضوع التجار مع أصحاب الشركات الملاحية ومؤسسة الموانئ والمحافظة والوزير.. هو ليس ميناء للحديدة فقط هو أهم ميناء في الجمهورية لأنه يغذي 70% من السكان هذا الوضع الموجود سوى كان سببه إدارة سابقة حالية نحن ملزمون بإيجاد حلول لمشكلة قائمة فيها خطورة تشكل على امن البلد.

وأضاف: افتراضا لا قدر الله لو حصل للكرين الحالي أي عطل مفاجئ ماذا سيكون وضع الميناء، لا بل ما هو وضع اليمن ؟، مؤكدا ضرورة تعميق الميناء وبصورة عاجلة "أقول الحد الأدنى رصيف او رصيفين مع التعميق الجديد لا بد ان يتم بصورة عاجلة كريننين ثلاثة لابد ان يتم بصورة عاجلة".

من جهته قال وزير النقل خالد إبراهيم الوزير، إن هذه المشاكل سنضعها على مجلس الوزراء بصفة عاجلة كما طلبتموها لأن الأمر خطير ، وما قاله المحافظ نحن سنطرحه على مجلس الوزراء لان المصلحة متكاملة ويهمنا أن الميناء يعمل بشكل ممتاز فهو عصب الحياة في البلد ، مشيرا إلى وجود خطة في الميناء لتصليح الموجود.

وقال: لدينا مشاكل في التموين، لدينا قضية إنشاء رصيفين للسفن ، وتعميق الميناء، وشراء كرين جديد وإضافي ، هذا الموضوع سنرفعه لمجلس الوزراء الأسبوع القادم ، بحيث يقبله في ميزانية العام القادم هذا بالنسبة للمستقبل القريب، وقد تم اعتماد موازنة جيدة لمواجهة هذا الأمر وهذا شيء جيد نحصل على هذا الاعتماد وانتم تعرفون كيف مشاكل الروتين ومشاكل اعتماد موازنات الدولة وقد وافقت لجنة الموازنات بعد 5 أشهر من المتابعة حتى يوافقوا على الشروط الخاصة بالمناقصة.

وأضاف الوزير:إصلاح الكرين الذي كان يمكن أن يعمل شلل كامل للميناء هذا ليس كلام إنشائي، الكرين الآن في إطار إصلاح وسيبدأ العمل فيه قريبا ، ونحن في الواقع نحصد ما زرعه الآخرين.

الحاج عبد الجليل ثابت رئيس الغرفة التجارية بالحديدة قال نحن في الغرفة التجارية نقول أننا سنرفع الأسعار والتجار يقولون كذلك وسيتحملها في الأخير المواطن ، لأن الآن بضائعنا مرمية في كل الموانئ ، الآن المصانع على وشك أنها ستتوقف لأنه لا يوجد مواد خام ونحن قادمين على شهر رمضان وإذا كنا نتكلم عن مليونين دولار أو 5 مليون دولار مبالغ فادحة نريد أن تكون هناك خطة شاملة لتطوير ميناء الحديدة.

وأضاف خلال اللقاء الموسع اليوم: نريد أن نسمع كلام مفيد ما هي خطط الوزارة في تطوير الميناء ، ونحن كغرفة تجارية نرفض أن ندفع 250 دولار هذه لأن التاجر لا دخل له بهذه الزيادة إذا كانت هناك جهة تتحمل فلتتحمل الميناء أو الشركات الملاحية أما التجار سنرفض وسنترك البضائع في الميناء.. نحن يا سيادة الوزير لم نأتي لنستمع إلى كلام إنشائي وإنما للبحث عن حلول عاجلة والخروج من هذه المشكلة الكبيرة التي تهدد البلاد.. هذا وكانت مؤسسة الموانئ قد اتهمت شركات الملاحة بأنها فسرت مذكرتها التي وجهتها لها بشأن أسباب تأخر الحاويات في الميناء، ودعتهم إلى الالتزام بأوزان الحاويات بحسب القوانين واللوائح حفاظا على آليات ومعدات الميناء لأن الرصيف والكرينات لم تعد تتحمل الأوزان الكبيرة. ، الأمر الذي فسره بعض شركات الملاحة المحلية والدولية بأن المؤسسة تنوي إيقاف الكرينين معا مما تسبب في إرباك بعض المتعاملين مع المؤسسة وهو ما دفع ببعض الخطوط الملاحية الدولية برفع رسوم تأخير تفريغ السفن والبواخر في الميناء مما دفع بالشركات المحلية ومنذ اليوم إلى التخاطب مع الشركات الملاحية الدولية بتخفيض تكلفة النقل ..

وبحسب مسئولين في الموانئ والشركات الملاحية أن ميناء الحديدة كان فيه 4 كرينات واحد حمولته صغيرة وآخر يحمل الحاويات الفارغة والكرين الثالث سبق وأن عمل فيه صيانة وسقط في البحر في 2007 .. أما الكرين الرابع فهو الوحيد الذي يعمل ولم يبق له سوى يومين حتى يتوقف عن العمل .. مصادر مؤكدة تقول أن حركة الملاحة ستتوقف تماما وستضطر شركات الملاحة التحول إلى ميناء عدن، وهو ما يضاعف تكاليف النقل إلى ميناء عدن على كل حاوية 500 دولار تكلفة النقل من الحديدة إلى عدن ثم من عدن إلى الحديدة، وهو ما يضاعف التكاليف على الشركات والتجار والمستوردين وبالتالي سيتحمل المواطن فارغ حمولة النقل وتعتبر الحادثة سمعة سيئة للبلاد كون ميناء الحديدة لم يغلق في وجه الملاحة الدولية.