المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الحوار السياسي
سقيفة الحوار السياسي جميع الآراء والأفكار المطروحه هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


المملكة المتوكلية اليمنية( انفلابات وشخصيات لعبت ادواربها؟ والجيش المصري

سقيفة الحوار السياسي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-27-2010, 01:58 AM   #11
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


الوحدة بالعربي (الجنوبيون لا يزالون غرباء)
كاتب أوروبي :


خليج عدن - ترجمة خاصة - GNOUB67 -


كلاوس هايمان , 22 مايو 2010


اليمن كان مقسما لفترة طويلة من الزمن و أخرها كان مقسما بين الشمال الذي تسوده فيه أنظمة القبيلة و الإسلام و الجنوب الاشتراكي. في عام 2010 يحتفل اليمنيون -- مثل الألمان بالذكرى السنوية العشرين لوحدتهم.


"ألمانيا واليمن ، نفس الشئ" يقول تاجر الزبيب في سوق صنعاء القديمة ، "ألمانيا واليمن هي نفسها" ، وكرر مع فرك سبابته لتوضيح ما يعنيه بذلك. أفقر دولة عربية و واحدة من أغنى الدول في الغرب – مالذي يربطهما ببعض؟ "الوحدة" ، وأوضح رجل عجوز في ثوب أبيض ويداه على مقبض الخنجر المعقوف و ردد بابتسامة : "من نفس الشئ."


في الواقع ، في عام 1990 احتفل ليس فقط الألمان بوحدتهم. فقبلهم بأربعة أشهر ونصف الشهر في 22 مايو توحد في جنوب غرب شبه الجزيرة العربية شمال اليمن الذي تهيمن عليه قبائل محافظة وجنوبه الاشتراكي ليشكلان الجمهورية الوحيدة في المنطقة. و لأول مرة في تاريخ اليمن ، فإن "العربية السعيدة" ، تصبح دولة موحدة – و هنا أيضا كانت إحدى الدولتين أقوى سياسيا و إقتصاديا و تشكل ثلاثة أرباع مجموع السكان ونظامها وقيمها ظلت باقية على مر السنين في جميع أنحاء البلاد.


لا زالوا غرباء

في الشمال و الى ستينات القرن الماضي كان هناك إمام شيعي يحكم بينما في الجنوب و في ميناء عدن حكم الإنحليز. من الإمامة في الشمال نشأت في عام 1962 أخيرا الجمهورية العربية اليمنية. و إستقلت مستعمرة التاج البريطاني في الجنوب بعد خمس سنوات من ذلك و تأسست جمهورية اشتراكية شعبية تحت تأثير الاتحاد السوفياتي.


بالنسبة للكثير من المتعلمين والمستنيرين من أبناء جنوب اليمن لا تزال قبائل محافظات الشمال غريبة عنهم حتى اليوم. "عدن وصنعاء تطورتا بمعزل تماما إحداهما عن الأخرى" ، يقول كمال المكرمي البالغ من العمر 50 عاما من عدن و الذي سافر كثيرا إلى الخارج ، وزار أيضا ألمانيا ، ولكن السفر إلى جبال الشمال كان محضورا عليه حتى قبل 20 عاما. رغم أن البلد توحد ، ولكن بين الناس لا تزال هناك أسوار ، يقول المكرمي.


الجميع يتحدثون عن الوحدة الوطنية

لم تكن هناك حدود موت بين اليمنين كما لم تكن هناك تعليمات بإطلاق النار على الذين يعبرون الحدود ، يقول مارتن فايس ، الذي يدير مكتب جمعية التعاون الفني الألمانية (جي تي زد) في صنعاء : "لقد كان الوضع أقل حدة مما كان عليه في ألمانيا. وكان الشعور بالرغبة في التوحد هناك أكثر أيضا من ألمانيا. " و مع كل جلسة قات تقليدية في فترة ما بعد الظهر كان يتم الحديث عن الوحدة ، "يشير فايس و يضيف "و لكن كان لدي شعور بأنه في الحقيقة لم يكن أحدا مقتنعا حقا بحدوث ذلك. واليمنيون تفاجؤا بالوحدة تماما مثل الألمان."


لعقود من الزمان ، كان كل من الحكومتين في الشمال و الجنوب وضعت تحقيق الوحدة في دستورها. ولكن مرات عديدة كانت المفاوضات تنتهي بمناوشات على الحدود. فقط بعد إنهيار الاتحاد السوفياتي و جمهورية اليمن الشعبية مفلسة ، كان على الأمور في اليمن أيضا أن تتم سريعا حقا. في أيار / مايو 1990 ، أعلن رئيس اليمن الشمالية ، علي عبد الله صالح ، عن تأسيس جمهورية جديدة ، هو نفسه على رأسها إلى جانب الأمين العام للحزب الاشتراكي نائبا له.


مساعدة يمنية عن الوحدة

كانت تلك الحظة التي عرض فيها صالح -- الذي لا يزال في منصبه حتى الآن -- مساعدته في إعادة تحقيق الوحدة الألمانية. و الحكومتان في بون وبرلين لم يقبلا عرضه على الرغم من أن مشروع الوحدة اليمني بدا واعدا جدا : سياسيون من الشمال والجنوب ، يريدون معا بناء ديمقراطية على النمط الغربي. و نشأ من نظامين يقومان على أساس الحزب الواحد في غضون فترة زمنية قصيرة بلد فيه العشرات من الأحزاب والصحف.


ولكن المساواة في الحقوق بين الشمال والجنوب ، صارت سرابا و منذ أمد بعيد. حتى عند أول انتخابات حرة في عام 1993 تم تشكيل ائتلاف واسع من انعدام الثقة. و عندما أعلن الاشتراكيون الانفصال ، تحرك جنود صالح نحو مدينة عدن و نُهبت المدينة ودُمر المصنع الوحيد للبيرة في شبه الجزيرة. "إن جنوب اليمن أُخذ بطريقة أكثر وحشية من ما تم في ألمانيا" ، كما يقول فايس. "وأدى ذلك إلى خيبة الأمل بسرعة ، لأنه فجأة صار في كل المناصب المهمة في ادارة الدولة هناك شمالي هو صاحب الكلمة العليا.


"لقد خطونا خطوات كثيرة الى الوراء ،" يقول المكرمي. "هذا لا يعني بالضرورة أن النظام السياسي السابق كان جيدا – ولكنه بالتأكيد ليس كذلك اليوم. ولكن الجنوب ضحى ببعض إنجازاته في الوحدة "كانت هناك مساواة بين الرجال والنساء" ، يقول المكرمي عن المرحلة الاشتراكية. "و لم تكن النساء يسرن منقبات مثل الخيام".


- دويتشة فيللة


Einheit auf Arabisch | Nahost | Deutsche Welle | 22.05.2010
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس
قديم 05-28-2010, 01:34 AM   #12
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


عبدالقادر عبدالمغني يحكي قصة انتقال قريبه الشهيد علي عبدالمغني من قرية نيعان بإب إلى صنعاء لقيادة ثورة سبتمبر
قال إن الدولة أهملت أسر الشهداء ولم تقدم لهم الرعاية الكاملة


المصدر أونلاين ـ حوار: عبدالله مصلح

المحامي عبدالقادر محمد عبدالفتاح حسين عبدالمغني - ابن عم الشهيد علي محمد حسين عبدالمغني، ونائب رئيس فرع ملتقى أبناء المناضلين بمحافظة إب- يكشف في هذا الحوار، الذي ينشره موقع المصدر أونلاين بالإتفاق مع صحيفة الناس، عن حقائق تاريخية. وباستثناء أخيه غير الشقيق حمود ضيف الله يعد عبدالقادر أقرب الأحياء للشهيد علي عبدالمغني الذي أجل زواجه مرتين واستشهد قبل الفرحة الأولى لكنه صنع أغلى فرحة في قلوب كل اليمنيين بذاك العرس الثوري الجمهوري الكبير، فإلى الحوار..



بداية من هو الشهيد علي عبد المغني؟

*هو علي محمد حسين عبدالمغني من مواليد 1937م، تلقى تعليمه الأولي في قرية بيت الرداعي وقرية نيعان- مديرية السدة محافظة إب. كان يتمتع بذكاء خارق وكان متفوقا في تعليمه على كل زملائه وكان يحصل دائما على المرتبة الأولى، وبعد وفاة والده عاش يتيماً في كنف والدته وعمته.



-كيف انتقل إلى صنعاء؟

*عندما أكمل حفظ القرآن مع التجويد مع زملائه وأقيم حفل بالمناسبة وألقى فيه الشهيد كلمة وكان موجودا حينها الشهيد حسين الكبسي الذي كان يعمل وزير خارجية الإمام، وكان له دور في تحفيز الشهيد للانتقال إلى صنعاء ومواصلة تعليمه وفعلا وصل إلى صنعاء برفقة العميد احمد شرف رحمه الله إلى منزل الشهيد حسين الكبسي ببستان السلطان ومن ثم دخل مدرسة الأيتام وواصل تعليمه فيها.



- ماذا عن فكرة تأسيس تنظيم الضباط الأحرار؟

* كان الشهيد يتردد على منزل الشهيد الكبسي وتعرف على الشهيد العراقي جمال جميل وبعد إكمال دراسته في المدرسة المتوسطة والعلمية التحق بالكلية الحربية وتخرج منها برتبة ملازم، وأسس تنظيم الضباط الأحرار وقاد ثورة السادس والعشرين من سبتمبر عام 62م.



- ما الذي كان يتميز به الشهيد على رفاقه حتى تولى قيادة التنظيم رغم وجود أقدم منه وأعلى رتبة عسكرية؟

* كان الشهيد يحوز على ثقة كل زملائه، وكان يتمتع بقدرة فائقة في إقناع الآخرين بآرائه ومبادئه وكان يمتلك ثقافة أدبية عالية، فضلا عن حنكته السياسية والعسكرية وكان يحتفظ بعلاقات واسعة مع عدد من العلماء والمشائخ والقبائل والمثقفين وكان يقال عنه بأنه سبق عمره.


-لماذا لم يعرف عن أنه زعيم التنظيم وقائد الثورة إلا مؤخراً؟

*التاريخ هو العلم الوحيد الذي نعرفه ونعترف به جميعا بنقل الحقائق بدون زيف أو تزوير، والحقيقة أن الشهيد علي عبدالمغني هو مؤسس وزعيم تنظيم الضباط الأحرار وقائد ثورة سبتمبر.



-ما الذي يسند هذه الحقيقة رغم وجود تباينات حول ذلك، خاصة فيما يتعلق بقيادة الثورة؟

*هناك العديد من الثوار دونوا شهاداتهم بذلك ومنهم على سبيل الذكر وليس الحصر، المرحوم يحي المتوكل وعلي الضبعي مسئول التنظيم في محافظة تعز والمرحوم عبدالكريم عبدالسلام صبره ومحمد الوشلي وعبدالوهاب جحاف وكثير من زملائه الذين ما زال البعض منهم أحياء يرزقون، وتوجد مراجع تتضمن هذه الحقيقة مثل كتاب أسرار ووثائق الثورة ولا سيما الطبعة التي تضمنت مذكرات محمد عبدالواحد القائم بأعمال السفارة المصرية في اليمن في عهد ما قبل الثورة، وهذا المرجع تم إعداده من قبل لجنة من تنظيم الضباط الأحرار، بالإضافة إلى كتاب الحركة الوطنية اليمنية لمؤلفه المرحوم ناجي علي الأشول عضو مجلس قيادة الثورة، وكذا تصريح للمشير عبدالله السلال بأن الشهيد علي عبدالمغني هو مهندس الثورة اليمنية وكرر ذلك السلال في المقابلة الصحفية مع مجلة الوحدة عند عودته إلى اليمن أجراها معه الصحفي عز الدين ياسين.



كما أن الفريق صلاح الدين المحرزي وهو ضابط عسكري مصري كان يتولى تدريب ما كان يسمى بـ" فوج البدر" أكد انه لا يختلف اثنان على أن القائد الفعلي للثورة اليمنية هو علي عبدالمغني، وقال البدر في كتاب الصراع السعودي المصري حول اليمن الشمالي لمؤلفه الدكتور سعيد محمد باذيب أن ما أسماه البدر بـ "الانقلاب العسكري في سبتمبر 62م كان قائده الفعلي ضابط برتبة ملازم يدعى علي عبدالمغني"، كما أن الكاتب والمفكر السياسي الكبير محمد حسنين هيكل في كتابيه سنوات الغليان وخريف الغضب ذكر أن فخامة الرئيس جمال عبدالناصر لم يعرف البكاء في حياته إلا مرتين عند انفصال الوحدة السورية المصرية وعند علمه باستشهاد علي عبدالمغني ونقل هيكل عن عبدالناصر أنه قال: لقد استشهد قائد الثورة اليمنية، أيضا تقرير القائم بأعمال السفارة المصرية باليمن المرفوع للرئيس جمال عبدالناصر عام 61م حيث تضمن تقريره أن علي عبدالمغني هو زعيم تنظيم الضباط الأحرار اليمنيين وهو المعني بالتخاطب والرد على استفسارات تطلبها القيادة المصرية من تنظيم الضباط الأحرار، وهذا يتفق مع ما تضمنه كتاب قادري أحمد حيدر عن الثورة اليمنية وكتاب أحمد عبيد بن دغر وخطابات الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية يؤكد فيها بأن الشهيد هو قائد الثورة وهذا الموضوع يعد من بديهيات الأمور.



-هناك تضارب في عملية استشهاده حول أنه ذهب إلى مأرب للتفاوض أو للقتال؟

* كانت حادثة استشهاده في أكتوبر عام 62م – بعد قيام الثورة بأسبوع- في محافظة مأرب وكان على رأس قوة عسكرية لمطاردة فلول الملكيين وتثبيت النظام الجمهوري، ويوجد أشخاص أحياء ممن كانوا ضمن قوام هذه القوة ومنهم العميد صالح الضنين وربما لديه تفاصيل عن واقعة استشهاد قائد الثورة.



-هناك من يتكهن بوجود نوع من المؤامرة استناداً إلى عدم الكشف عن ضريح الشهيد لفترة ربع قرن بعد قيام الثورة؟

*موضوع الجهل بضريح الشهيد فترة ربع قرن هذا السؤال يوجه للمعنيين في وزارة الدفاع وقيادة الجيش والدولة.



-هل أنت راضٍ عما تحقق من أهداف الثورة التي ضحى من أجلها الشهيد ورفاقه؟

*نعم، فقد تحققت بعض أهداف الثورة المباركة مثل قيام النظام الجمهوري، وتحقيق الوحدة اليمنية، وبناء جيش وطني قوي، ونقلة نوعية في التعليم، وأيضا تحقق نمو اقتصادي نوعا ما من خلال البرامج التنموية والخطط الاقتصادية وإن رافق ذلك تعثر ما، ولا ينكر ذلك إلا مكابر أو جاحد، كما يوجد هامش ديمقراطي وتعددية سياسية وتحقق بعض ما كان يصبو إليه الشعب اليمني من حرية والقضاء على الظلم والطغيان ولا يعرف حسنات الثورة إلا من عاش حكم النظام الملكي البغيض.



- ما مدى رعاية الدولة لأسر الشهداء والثوار؟

* الحقيقة أن الدولة لم تقدم لأسر الشهداء والمناضلين الرعاية الكاملة كنوع من الجميل والعرفان لدماء الشهداء وتضحياتهم في سبيل تفجير الثورة والدفاع عن النظام الجمهوري، وهذه الوضعية تنفرد بها اليمن دون سواها من البلدان العربية كالجزائر وجمهورية مصر العربية.



-ما هو السبب؟

* لا نريد الدخول في هذه المواضيع والخوض في تفاصيلها، فالواقع يشهد على هذه الحقيقة إلى درجة أن البعض من أقارب الشهداء والمناضلين حرموا من أعمالهم ووظائفهم.



-مثل من؟

*هناك الكثير، وهم معروفون لدى الجميع لا سيما الجهات المعنية.



- لماذا لا نسمع مثل هذه المطالبات من قبل أبناء مناضلي المحافظات الجنوبية؟

*هذا غير صحيح، بل هناك مطالبات وتوجد أصوات تنادي بهذه الحقوق وقد تكون أكثر ارتفاعاً منا.



-من هم؟

*أقصد هنا أبناء المناضلين والشهداء وليس دعاة الانفصال أو ما يسمون بالحراك.



-ألا ترى أن هناك علاقة بين أبناء مناضلي المحافظات الجنوبية وبين ما يحدث حالياً في الجنوب؟

* أعتقد أن الابتعاد عن أهداف الثورة ومبادئها وغاياتها كرفع الظلم وتحقيق العدالة والمساواة وبرامج التنمية والاهتمام بالإنسان كونه الثروة الوحيدة للبلد، فالابتعاد عن هذه الأهداف هو من أدخل البلاد في هذه المتاهات وأتاح الفرص للحاقدين والمتربصين بمحاولة عودة عقارب الساعة إلى الوراء.



-ما تقييمك لدور هيئة رعاية أسر الشهداء والمناضلين التي يرأسها حمود بيدر؟

* ليس لهيئة رعاية أسر الشهداء والمناضلين أي دور يذكر وعملها مشلول وربما صلاحياتها واختصاصاتها بيد جهات أخرى.



- من هي هذه الجهات؟

* جهات معروفة ولا داعي للتشهير.



-وماذا عن دور الملتقى الوطني لأبناء المناضلين والثوار؟

*بالنسبة لملتقى أبناء المناضلين والثوار ما زال في طور التأسيس والعبرة بما سيتحقق مستقبلا.



-كيف تفسر ظهور عدد من المنتديات والملتقيات والكيانات التي تحمل أسماء الشهداء والثوار، والتي ظهرت مؤخراً؟

*نعتبرها صحوة ضمير متأخرة، والمبادرات في إنشاء مثل هذه الملتقيات من قبل وأسر الشهداء والمناضلين وأقاربهم يعد استشعاراً بالمسئولية وانطلاقاً من حرص جميع هؤلاء على صيانة الثورة وديمومتها والحفاظ على المنجزات والمكتسبات التي تحققت والتصدي للنتوءات التي تحاول سحب الواقع إلى الماضي السحيق، وأنا أدعو هذه الملتقيات لتوحيد الجهود في ملتقى واحد.



- ألا ترى أنها مجرد ردة فعل للتجاهل الرسمي للمناضلين والشهداء؟

*هذا أكيد.



-يلاحظ على بعضها أنها كيانات حقوقية مطلبية أكثر من أنها تحمل دلالات وطنية وفكرية؟

*قد تفسر من قبل البعض بهذا الشكل وإذا افترضنا جدلا أن هناك شيئاً من هذا القبيل فهي مطالب مشروعة واستحقاقات عادلة.



- مطالب مشروعة كمواطنين أم كأبناء مناضلين فقط؟

*مواطنون أولاً وأبناء مناضلين ثانيا.



- ألا يسحب هذا من رصيد المناضلين والشهداء؟

*ليس هناك مطالب مخملية كما يعتقد البعض بل نريد تحقيق الحد المعقول من المساواة العادلة بدليل أن الكثير ممن أشرتم إليهم قد عزفوا عن العمل مع الدولة واتجهوا إلى العمل الخاص.



-على سبيل ذكرك للعزوف عن العمل مع الدولة، لماذا تركت الوظيفة العامة؟

*لأن الوظيفة العامة في الظرف الراهن تحتاج إلى مقاييس ومواصفات خاصة خلافاً للمعايير المتمثلة بالمؤهلات والخبرة والكفاءة والنزاهة.



-ماذا تقصد بكلامك هذا؟

*أقصد الفساد والشللية والمحاباة في الجهاز الإداري لعدة جهات، وسأقوم بنشر هذا قادماً.



- نفهم من كلامك انك تخليت عن وظيفتك العامة مكرها؟

* الأمور لا تؤخذ بالتمني ولكن تؤخذ غلابا.



- برأيك هل هناك علاقة بين ضعف الولاء وبين ضعف الاهتمام بتجسيد أهداف الثورة؟

*أنا أعجبت بمقال كتبه الأستاذ احمد الشرعبي أثناء الحرب السادسة في صعدة قال فيه: على الشعب اليمني أن يعتذر للشهيد علي عبدالمغني وللجيش. بعد مرور 47 عاما من الثورة يحاول الملكيون الانقضاض على الثورة والنظام الجمهوري. وهذا دليل على وجود انحرافات عن مسار الثورة وأهدافها ومبادئها ولو أمعنا النظر إلى بعض الجزئيات على سبيل المثال المنهج التعليمي ولا سيما التربية الوطنية فهي خالية من تناول الثوابت الوطنية ولهذا هناك جهل مطبق لدى الجيل بأهداف الثورة وقادتها كما يعود هذا إلى ضعف أداء ودور وسائل الإعلام الرسمية وقصورها في التوعية، واعتقد أن الجميع سلطة ومعارضة يتحملون مسئولية ما آلت إليه أمور البلاد.



-لكنه تم مؤخراً تشكيل هيئة للتوعية الوطنية؟

*رغم إن المسمى كبير لكن الملموس أن دورها محصور في الملصقات واللافتات وكان الأولى أن تتبنى إقامة الندوات والمحاضرات وتصحيح الاختلالات على ارض الواقع حتى تتوفر القناعات الايجابية لدى عامة الناس.



-هناك من يقول عن وجود لقاء جمع بين الشهيد والرئيس عبدالناصر، ما صحة ذلك؟

*الثابت أن هناك تواصلا بين الشهيد والرئيس عبدالناصر كما أكد هذا القائم بأعمال السفارة المصرية باليمن محمد عبدالواحد وكذا موقف الرئيس جمال عبدالناصر عند سماعه خبر استشهاد الشهيد.



- ماذا عن ندرة الوثائق عن الشهيد علي عبدالمغني؟

*بالتأكيد هنالك وثائق مفقودة وما زال البحث جارٍ عنها.



-ماذا عن الضريح الذي وجه ببنائه رئيس الجمهورية سابقاً للشهيد؟

*هناك توجيهات رئاسية قبل بضع سنوات ببناء مقام للشهيد في مأرب وأحيلت هذه التوجيهات للجهات ذات الاختصاص ولكن حتى يومنا هذا لم تر النور، ونحن نطالب فخامة الرئيس بمتابعة تنفيذ توجيهاته.
  رد مع اقتباس
قديم 05-31-2010, 01:28 AM   #13
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


علي ناصر محمد : الخطر على الوحدة من الداخل

2010/05/30 الساعة 17:49:39
التغيير – صنعاء – صادق ناشر :

قال الرئيس اليمني الجنوبي السابق علي ناصر محمد إن الحوار من أجل الوحدة اليمنية استغرق خمسة وعشرين عاماً، تخللتها صراعات وحروب وسقوط وبروز زعامات وقيادات من شطري البلاد، حيث كان كل نظام ينطلق من رؤى واستراتيجيات خاصة به رغم التغني بالوحدة والحوارات المتتالية، مشيراً إلى أنه في فترات تاريخية معينة كانت صنعاء تطالب بتحقيق الوحدة بالحرب أو بالسلم، كما أكدت ذلك قرارات المجلس الوطني عام 1971 - 1972 التي نصت على ضم “الفرع” أي الجنوب إلى “الأصل”، وهو الشمال، وإسقاط النظام في عدن بحجة علاقاته مع المعسكر الاشتراكي، بينما كانت عدن تسعى إلى إسقاط النظام في صنعاء وتحقيق الوحدة اليمنية على أساس برنامج الحزب الذي كانت ترفضه صنعاء ودول المنطقة وحلفاؤها، وحتى بعض حلفاء النظام في عدن، كما حدث في حرب 1979.

وأشار ناصر في حديث خاص ل “الخليج” بذكرى مرور عشرين عاماً على تحقيق الوحدة اليمنية، إلى أن الخطر على الوحدة نابع من الداخل، وأن صناعها أخفقوا في الحفاظ عليها، وقال إن سبب بروز الأزمة بين شريكي الحكم عائد إلى أن نواياهما لم تكن صادقة، وتالياً الحوار:

مسار تحقيق الوحدة مر بالعديد من المنعطفات والمحطات التاريخية، كيف وصل اليمنيون إلى الوحدة بعد تشطير دام لسنوات طويلة، وكيف جرت الحوارات بين النظامين، وأيهما كان أكثر جدية في مساعيه للوحدة؟

بدأت فكرة الدعوة إلى الوحدة منذ الخمسينات عند قيام الثورة المصرية، والأحزاب القومية كحزب البعث وحركة القوميين العرب والجبهة الوطنية واتحاد الشعب الديمقراطي وحزب رابطة أبناء الجنوب وغيرها من الأحزاب، التي تنادي بالوحدة اليمنية، لكنها كانت تسعى حينذاك إلى تحرير الجنوب وقيام الدولة فيه على طريق الوحدة العربية واليمنية.

وفي شمال اليمن كان بعض الأحزاب التي لها امتدادات قومية تدعو أيضاً إلى الوحدة، ولكن بعض قياداتها كان يعمل ويسعى إلى إسقاط النظام الإمامي الملكي أولاً، وهذا ما حدث بعد قيام ثورة سبتمبر/ايلول ،1962 وقد توقفت الدعوة عند حدود الدولة الجديدة في شمال اليمن، وإن كانت تحدثت عن هدف سادس للثورة باسم الوحدة الوطنية، وقد فسره البعض بالوحدة الوطنية في شمال اليمن، إذ لم يكن هذا البند واضحاً في الدعوة الصريحة إلى الوحدة اليمنية.

ومن المعروف أن الجبهة القومية، التي تحولت فيما بعد إلى الحزب الاشتراكي اليمني، كانت تسعى في ميثاقها لقيام دولة في الجنوب، وحتى حزب الشعب الاشتراكي كان يتحدث عن الوحدة، إلا أن عينه كانت على الدولة الجنوبية حتى إنه وضع نشيداً وطنياً للدولة في عدن.

وقد استغرق الحوار من أجل الوحدة خمسة وعشرين عاماً تخللتها صراعات وحروب وسقوط وبروز زعامات وقيادات، وكان كل نظام ينطلق من رؤى واستراتيجيات خاصة به رغم التغني بالوحدة والحوارات المتتالية، وفي فترات تاريخية معينة كانت صنعاء تطالب بتحقيق الوحدة بالحرب أو بالسلم، كما أكدت ذلك قرارات المجلس الوطني عام 1971 - 1972 التي نصت على ضم “الفرع” أي الجنوب إلى “الأصل”، وهو الشمال، وإسقاط النظام في عدن بحجة علاقاته مع المعسكر الاشتراكي، بينما كانت عدن تسعى إلى إسقاط النظام في صنعاء وتحقيق الوحدة اليمنية على أساس برنامج الحزب الذي كانت ترفضه صنعاء ودول المنطقة وحلفاؤها، وحتى بعض حلفاء النظام في عدن، كما حدث في حرب 1979.

إذاً، لم تكن النوايا صادقة من الطرفين بالرغم من التمترس وراء شعار الوحدة، ولهذا فقد كان الهروب إلى الوحدة مخرجاً لأزمات النظامين، وأدخل اليمن من نفق “جولد مور” في عدن إلى نفق مظلم في صنعاء لم تخرج منه حتى اليوم.

أما حول مدى جدية الأطراف لتحقيق الوحدة فإنه يمكنني اليوم القول ان الجنوب كان قد قام بعملية تعبئة واسعة لتحقيق الوحدة، وهذا لا يعني التقليل من دور القوى الوطنية في شمال اليمن.

أي المحطات التاريخية اقتربت أكثر من الوحدة، ولماذا لم يستغلها النظامان؟

كانت فترة الثمانينات قد شهدت جواً ساده الهدوء والاستقرار في شمال اليمن وجنوبه، خاصة بعد أن احتكم الطرفان إلى لغة الحوار بدلاً من لغة السلاح، وكان المفروض أن يتوحد الجنوب أولاً والشمال ثانياً قبل الوحدة بالمصالحة الوطنية التي كنا ننادي بها وقدمناها على كثير من الأفكار التي كانت تعرض في حينه، بما في ذلك فكرة استعادة السلطة في عدن والتي لم تكن تشكل هاجساً بالنسبة لنا بمقدار ما كانت تشكله المصالحة الوطنية.

وكان لزاماً أن يجري بعد إتمام عملية المصالحة استفتاء شعبي على الوحدة، إلا ان السلطتين حينذاك اختطتا الطريق الأسهل المتمثل في اقتسام السلطة والثروة على المستوى الأعلى وليس بما يضمن إرساء أسس راسخة لتأمين المصالح العليا للشعب في كل الجنوب والشمال، وهذا ما ارتد عكسياً في صورة أزمات كللت بالحرب في 1994.

تأخير اتفاقيات الوحدة

هل كان عدم استقرار الأوضاع في الشمال والجنوب سبباً في تأخر تنفيذ اتفاقيات الوحدة؟


لاشك في أن عدم استقرار الأوضاع في كل من الشمال والجنوب والتوترات وانعدام الثقة ثم الحروب بين الطرفين وحروب المناطق الوسطى، كانت عوامل مهمة من عوامل تأخر تنفيذ اتفاقيات الوحدة، إضافة إلى أن مقتل الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي عشية اعتزامه القيام بزيارة إلى عدن وتصفية ثلاثة رؤساء في فترات متقاربة على خلفيات سياسية مرتبطة بمشروع الوحدة، كانت تعبيراً عن حجم المعوقات الناجمة عن مراكز القوى والمصالح المتنافرة في إعاقة الوصول إلى شعار الوحدة المرفوع من قبل الجميع آنذاك.

أين نجد دور المعارضين السياسيين الذين كان يحتضنهم كل نظام في إعاقة التوصل إلى تحقيق الوحدة؟

كان دور المعارضة يقتصر على إصدار البيانات، وكانت المعارضة تعيش معززة مكرمة في الشطرين، بل إن بعضهم كان يعيش في “بحبوحة” أكثر من وجودهم في مناطقهم ووظائفهم السابقة، وكان دورهم يقتصر على تحريض قادة النظامين للحصول على مزيد من الدعم والمساعدة باسم الوحدة وتحقيقها بالطرق العسكرية، وقد تشكلت منظمات في الشمال والجنوب وتشكلت معها مصالح لهؤلاء على حساب الشعب الذي كان يدفع ثمن هذه الصراعات والخلافات والتفجيرات والتصريحات والحروب والتوتر، وكانت مصلحتهم الإبقاء على الأوضاع كما هي، وهذا لا يعني ان الحال ينطبق على الجميع من قيادات المعارضة التي نعتز بتاريخها الوطني والقومي.

وأين كان يتركز الجهد العربي في تحقيق التقارب بين النظامين؟

لم يبذل أي جهد عربي لتحقيق الوحدة، لا بل كانت هناك بعض الدول العربية تسعى إلى تعميق الخلافات والصراع بين النظامين في ظل الاستقطاب والحرب الباردة، وكان دور بعض الدول العربية والجامعة العربية هو القيام بالوساطة بالتهدئة بعد كل حرب ليعودوا إلى بلدانهم.

ولعلنا اليوم أمام سيناريو متكرر، فأين هو الجهد العربي إزاء الأزمة اليمنية المتصلة في جزء أساس منها بمسألة الوحدة وآثار حرب 94؟ وكذلك أين هو الجهد العربي إزاء قضايا عربية مختلفة في فلسطين والسودان والصومال والعراق، وغيرها؟ هذا الغياب عائد بشكل أساسي إلى تأطير الجهد العربي.

إعلان الوحدة

ما الصيغ التي كان يحملها كل طرف لتحقيق الوحدة أثناء حواراتهما، ولماذا لم يتم الأخذ ب “تمرحل الوحدة” عوضاً عن الوحدة الاندماجية؟

كان لكل طرف برنامجه ورؤيته الخاصة لتحقيق الوحدة، ولقد سبق قيامها التوقيع على اتفاقية القاهرة، وبيان طرابلس، وانجاز الدستور، وإيقاف حروب المناطق الوسطى التي استمرت بين عامي 1972 - 1982 وقيام المشاريع المشتركة، وكان لقيام المجلس اليمني الأعلى عام 1981 أثره في طريق الوحدة التدريجية والمرحلية التي أشرت إليها، ومع الأسف فإن البعض كان ضد هذه السياسة، وكنت مؤمناً بأن الطريق إلى صنعاء يجب أن يمر عبر الاحتكام إلى لغة الحوار بدلاً من لغة السلاح، وبعد ذلك جرى الركض إلى الوحدة أو الهروب إليها تارة والهروب منها تارة أخرى في ظروف نعرفها جميعاً.

ما ظروف مغادرتك اليمن مع أولى أيام دولة الوحدة، ولماذا أصر خصومك السابقون على رحيلك، وماذا كان موقف الرئيس علي عبدالله صالح؟

كانت رغبة مشتركة من الطرفين لإخراجي من اليمن، بعد اتفاق نوفمبر/تشرين الثاني في عدن ،1989 لكن عندما اختلف الطرفان عام 1994 طالبا بعودتي إلى اليمن، لكنني رفضت العرضين بالرغم من حماسة الاستقطاب وبلوغه الذروة.

ماذا تتذكرون من يوم الثاني والعشرين من مايو/أيار، كيف عبرتم عن مشاعركم في ذلك اليوم؟

مازلت أتذكر ذلك اليوم، وكان أول المهنئين لي بقيام الوحدة هو المناضل محمد علي أحمد عند الساعة 00.12 ظهر يوم رفع العلم في عدن، وكان محمد علي ملاحقاً من قبل النظام في صنعاء لأنه طلب منه ومن أحمد مساعد حسين وأحمد عبدالله الحسني وعبدالله علي عليوه وعبدربه منصور هادي الخروج من صنعاء، ولكنه رفض الخروج من صنعاء واليمن، وقد وجهت رسالة إلى الرئيس علي عبد الله صالح بهذه المناسبة ولكنهم لم ينشروها.

ما أهم التحديات التي واجهتها الدولة الجديدة، وكيف جرت معالجتها، ولماذا غابت الثقة بين شركاء الوحدة؟

قامت الوحدة بين النظامين وجرى اقتسام السلطة والثروة، ولم يكتفيا بذلك وإنما اقتسما مجموعة “الحزب الاشتراكي اليمني القيادة الشرعية” كما كان يطلق علينا، وقد أبرز الاحتكاك العملي بين المسؤولين القادمين من عدن مع مسؤولي صنعاء حجم التباينات، ومع الأسف لم تكن النوايا صادقة لدى الطرفين، وهذا ما أدى إلى بروز الخلافات والصراعات بعد قيام الوحدة أدت إلى حرب 1994 وماتلاها.

برأيكم هل أثرت حرب الخليج في تفكيك مواقف الدولة الوليدة؟

التعجيل بقيام الوحدة كان له علاقة بحرب الخليج الثانية، حيث كان من المفروض ان يتم الإعلان عن الوحدة في نهاية عام 1990 وفقاً لاتفاق نوفمبر ،1989 كما ان قيام مجلس التعاون العربي له علاقة باجتياح الكويت من قبل النظام العراقي في أغسطس/آب عام ،1990 ومع الأسف أن قيام الوحدة ارتبط بهذه التطورات التي أثرت في الوحدة وفي الثقة بين الشركاء وفي العلاقة بدول المنطقة.

أزمة صناع الوحدة

لماذا برأيكم برزت الأزمة السياسية بين شريكي الحكم خلال الأشهر الأولى من إعلان دولة الوحدة، وهل كان إرث الصراع في الماضي أحد عوامل هذه الأزمة، وهل كان كل طرف متربصاً بالآخر للقضاء عليه؟

برزت الأزمة بين شريكي الحكم لأن النوايا لم تكن صادقة، وهنا أريد ان استشهد بمذكرات الراحل الكبير الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، عندما سرد قصة إنشاء حزب الإصلاح كرديف للمؤتمر لإعاقة الاتفاقيات التي توقع بين شريكي الوحدة، وغيرها من التفاصيل في هذا السياق التي تبين حالة التربص التي كان الطرفان مسكونين بها ومحكومين إليها.

كيف تقيمون إنجاز وثيقة العهد والاتفاق في العاصمة الأردنية عمان، وكيف وصلت الخلافات بين أطراف الحياة السياسية إلى اندلاع حرب العام 1994؟

وثيقة العهد والاتفاق كانت تحمل مشروعاً وطنياً لبناء دولة الوحدة لأنها كانت محل إجماع وطني وعربي ودولي، وجرى إجهاضها قبل أن يجف حبرها حيث ظهر سوء النوايا، وكانت بارزة في أكثر من موقف وتعليق، وشعرت حينها بأن قرار الاقتتال والانفصال قد اتخذ، وبات أمراً واقعاً.

كيف عبرتم عن موقفكم من الحرب، خاصة أن كلاً من طرفي الأزمة كان يرغب في انضمامك إليه؟

قلت أمام الملك حسين عندما طلب مني الرئيس علي عبدالله صالح العودة معه إلى صنعاء على نفس الطائرة، وهم يهمون بالمغادرة بعد خلافه مع نائب الرئيس علي سالم البيض الذي غادر عمان، إن الطرفين عندما اتفقا أخرجاني من اليمن وعندما اختلفا اليوم في قصر الهاشمية طلبا عودتي وأنا لا أقبل ذلك ولكنني مع الوحدة وضد الاقتتال والانفصال.

كيف تقيم تعامل قيادة الحزب الاشتراكي مع الأوضاع الداخلية بعد نشوب الحرب، وهل كان هناك تواصل مع بعض الأطراف الداخلية والإقليمية لوقفها؟

ليس سراً أن طرفي النزاع كانت لهما علاقات مع أطراف إقليمية ودولية، ولكن تقديراتهما للأمور كانت غير موفقة، بدليل أن الذين وقفوا مع الأخ علي سالم البيض نائب الرئيس عام 1994 يقفون اليوم مع الرئيس علي عبدالله صالح ضد الحراك السلمي في الجنوب.

قرار الانفصال

كيف تقبلتم قرار الانفصال الذي أعلن في الثاني والعشرين من مايو/أيار ،1994 الذي أعلنه نائب الرئيس علي سالم البيض؟

لقد أعلنت يومها أنني ضد الاقتتال والانفصال، وانه يجب الاحتكام إلى لغة الحوار لحل المشاكل بين الحزبين، وناشدتهما بالحوار ووقف إطلاق النار ولكن “لا حياة لمن تنادي”.

هل لعبتم دوراً في جمع قيادات الحزب الاشتراكي في دمشق، بحكم صلتك القديمة بهذه القيادات، ولماذا انفرط عقد القيادات الاشتراكية وتشتت بين دول عدة؟

نعم رتبت لهم اللقاء في دمشق لأسباب سياسية ومعنوية بعد موافقة القيادة السورية على هذا اللقاء، وكنت حريصاً على تقييم التجربة والخروج من هذا اللقاء برؤية للمستقبل.

برأيكم ما هي الأسباب التي أدت إلى اندلاع موجة الحراك الجنوبي؟ ما الذي فقده الجنوبيون حتى بدأت أصواتهم تتعالى للاحتجاج عن النظام؟

لقد حذرت عام 1994 من خطورة الوضع، وان الأمور حسمت عسكرياً ولم تحسم سياسياً، وطالبت الرئيس علي عبدالله صالح باللجوء إلى الحوار، ولم يتفهم موقفي، وآنذاك قلت إن الحوار هو الحل وإلا فسيأتي يوم تعبر الأزمة عن نفسها بطريقة قد تكون دموية.

ومع الأسف فقد جرى ترحيل المعالجات التي اقترحها البعض لمعالجة الأزمة من خلال اللجان التي شكلت والتقارير التي قدمت، مثل تقرير الوزيرين عبدالقادر هلال والدكتور صالح باصرة وغيرها من اللجان والتقارير التي تحدثت عن نهب الأراضي والممتلكات الخاصة والعامة في عدن ومحافظات الجنوب، إضافة إلى تسريح الآلاف من أعمالهم الذي أدى إلى موجة الحراك التي تحدثت عنها في سؤالكم.

هل فقد الناس الثقة والأمل في الوحدة، وهل الوحدة هي الخطأ، أم أن تطبيق الوحدة كان هو الخطأ؟

لقد كانت الوحدة هدفاً استراتيجياً ناضلت من أجله جماهير الشعب اليمني وقواه الوطنية شمالاً وجنوباً، وقدموا تضحيات جسيمة من أجل تحقيقها، وقد أصيبت الجماهير بخيبة أمل نتيجة الأخطاء والعقليات اللاوحدوية المهيمنة التي تجسدت بدورها في ممارسات الأجهزة التي أساءت للوحدة.

لو عاد بكم التأريخ إلى الوراء، كيف لكم أن ترسموا وضع اليمن، هل كنتم ستقبلون بالوحدة كما هي، أم بصيغة أخرى؟

لقد تحاورنا أكثر من 25 سنة، وتمخض عن هذا الحوار عدد من الاتفاقات التي قامت الوحدة على أساسها، ولو عاد بي التاريخ إلى الوراء لطالبت بتحقيق مصالحة وطنية في الجنوب منذ ،67 إضافة إلى إجراء استفتاء شعبي على الوحدة قبل قيامها، إذ كان من اللازم أن يتوج هذا الحوار الطويل بعمل مدروس ومسؤول واستراتيجي وان يفضي إلى تحقيق توازن في المصالح بما لا يخل بمبدأ الشراكة في الوحدة.

تجاذبات مختلفة

هل يمكن القول إن الوحدة التي قامت سلمياً قادرة على الاستمرار في ظل التجاذبات والانقسامات التي تسود البلاد حالياً، أم أنه يجب أن تأخذ البلاد شكلاً جديداً للعلاقة بين الشمال والجنوب في إطار صيغة للفيدرالية أو نظام الأقاليم وغيرها؟

كان من المفروض أن تقوم الوحدة على اقتسام السلطة والثروة للشعب والعدل والمواطنة المتساوية استناداً إلى دستور دولة الوحدة والديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، وأن يعم الرخاء والأمن والاستقرار ربوع اليمن، كما نشاهد اليوم في تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة.

وأتذكر حديثاً مع مؤسس دولة الإمارات ورئيسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تغمده الله برحمته، عن تجربته في تأسيس الاتحاد انه بذل جهداً كبيراً في إقناع بعض الإمارات التي تخلفت عن الانضمام للدولة الجديدة، وانه جرى الحوار معهم وإقناعهم بفائدة الاتحاد فانضموا إليه بطريقة طوعية وسلمية بعد ذلك عن طريق الإقناع وليس عن طريق القوة، وانه صرف المال وكسب الرجال وحقق التنمية والاستقرار والازدهار في هذه الدولة.

بعد هذه السنوات من قيام دولة الوحدة، هل تشعرون بأن الأزمة التي عانى منها اليمنيون كانت أزمة وحدة أم أزمة سلطة؟

لقد تحدثت كثيراً عن المشاكل التي مر بها اليمن، وفي تقديري أن الأزمة الحالية هي أزمة سلطة بامتياز.

كيف تقيمون علاقتكم مع الأطراف السياسية في المعارضة، وهل هناك أمل في مد جسور التواصل مع الحزب الحاكم، وهل لكم اتصالات بالرئيس علي عبدالله صالح؟

الاتصالات مستمرة مع كافة القوى السياسية في السلطة والمعارضة، ولم تنقطع اتصالاتي مع الحزب الحاكم من منطلق الحرص على تجنيب البلد مزيداً من الصراعات والانقسامات والحروب، وقد وجهت رسائل عديدة إلى الرئيس بهذا الشأن، وآخرها رسالة بشأن الحرب في صعدة والحراك في الجنوب، وضرورة الإفراج عن المعتقلين، ووقف الاختطاف والملاحقات لنشطاء الحراك، وإطلاق الصحف الموقوفة وفي مقدمتها صحيفة “الأيام”، والاحتكام إلى لغة الحوار، ومع الأسف أن البعض فسرها بأنها أوامر.

هل هناك حنين للعودة إلى اليمن، وما الذي يعيق عودتكم إليه؟

أعتقد أن كل إنسان خارج وطنه يحن إليه وحنيني للوطن لا حدود له، ولا توجد مشكلة أمام عودتي.

بعد 20 سنة من عمرها، هل تعتقدون أن الوحدة مهددة بمخاطر داخلية وخارجية؟

الخطر من الداخل، فالخارج لا يؤثر كثيراً إذا كانت الجبهة الداخلية متماسكة، وهناك شبه إجماع اليوم على أن الوحدة تتهددها المخاطر وبحاجة إلى الالتفات إليها بروح المسؤولية الوطنية.

أين نجح صناع الدولة الجديدة وأين أخفقوا، وكيف يمكن الاستفادة من كل ذلك؟

نجحوا في التوقيع على الوحدة يومها، وأخفقوا في الحفاظ عليها، ولم يدركوا أهمية وعظمة هذا الحدث العظيم الذي ناضلنا من أجله أكثر من 50 عاماً وقدمنا في سبيله قوافل من الشهداء، ولهذا أطالب أن يجري حوار جاد لتقييم تجربة الوحدة من قبل الحريصين عليها بهدف الاستفادة من الدروس والعبر، للخروج من هذه الأزمة المستحكمة التي تنذر بمصير مجهول.

المصدر : الخليج
  رد مع اقتباس
قديم 06-02-2010, 01:48 AM   #14
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي

[SIZE="5"][COLOR="Blue"]
الهوية الجنوبية وأمين عام الاشتراكي ..!

د/ علي ناصر الزامكي -


"كان يتنازع الجنوب هويات مختلفة وكانت تضع علامة فارقة ما بين الهوية اليمنية والهويه الحجية والعدنية والعوبلية والحضرمية ... الخ "هذا التعريف المغلف من وجهة نظر امين عام الحزب الاشتراكي.



اتحفنا الاخ الامين عام الحزب الاشتراكي اليمني الدكتور ياسين بمفهوم جديد لمفهوم الهوية الجنوبية من جانب و جزئها الى تجزئة المجزأ ومن الجانب الاخر وضع الهوية اليمنية على الطرف الاخر وكان من المستحسن ان يكمل توصيفه الذي انطلق منه و يبين للقارى عدم استهدافه المتعمد لتفسير بمثل هذا الطرح وأردف بان هناك ايضاً هوية تعزية و هويه سنحانية و هوية حديدية لتكتمل رؤيته التي انطلقت منها مصطلحاته العلمية الجديده وهي اختراع جديد في سابقة خطيرة و للاسف مثل هذا التفسير الغير علمي والغير منطقي و لكنه تفسير سياسي خطير تترتب عليه اهداف و معاني عديده يختزلها الامين العام من خلال الصراعات السابقة فترة المؤامرة اليمنية التي خاضوها الرفاق فترة الخمسينات و الستينات للحيلوله من فرض الهوية الجنوبية كامر واقع.



الرفيق الأمين العام خلال ورقته التي تقدم بها في ندوة الوحدة التي اقامتها دائرة المرأه بالاصلاح في الذكرى العشرين للوحله اليمنية تحت عنوان تجليات المتاح ورغم ان العنوان مغري جداً للقارئ الا ان محتوى الورقة انطلق من الاستراتيجية الجديده لاهداف الحزب الاشتراكي اليمني و التي حاول الدكتور ان يجتهد في المصطلحات و التعريفات و هي خالية تماماً من التعريف العلمي الصحيح لمفهوم الهوية الوطنية و حاول د. ياسين بان يخلط الامور بين مفهوم الهوية الشامله و التي تحتوي الكل و ترفض المجزأ و حسب ما جاء في ورقة الامين العام و التي يؤكد من خلالها, بان " مشروع الوحدة يتبلور في الجنوب وسط النخب السياسية والثقافية في صور صراع مع مشاريع أخرى أقامها الاستعمار والسلاطين وبينما مشروع الوحدة الذي كان يتبلور في وجدان الناس «وكان صورة فعلا للوحدة الوطنية اليمنية يعايشها الناس في عدن» برغم محاولات السلطات الاستعمارية وسياستها التفريقية بوسائل مختلفة بين ما هو شمالي وجنوبي وكان في ثلاث فئات (عدن والآتين من المحميات في الجنوب وأبناء الشمال) أتحدث عن مشاهد تبلور هذا المشروع داخل الوجدان الشعبي في مقاومة كل هذه المحاولات لإيجاد التواصل".



هذا الاقتباس اعلاه من ورقة الامين العام مع الاسف بان طرحه كان مجافي للحقيقة و الامر برمته لم يتعلق بمشروع اليمننة كما وصف د. ياسين بان المشروع تبلور في وجدان الشعب الجنوبي و لكنه تجاهل بان ذلك الشعور تبلور في ظل شعوري قومي عربي اسلام محض و ليس له علاقة بالمشروع الذي طرحه الدكتور في ورقته و تناسى بان مشروعه,, جاء ايضاً في ضروف قومية و حركات تحررية فرضت اجندتها على الناس رغم عدم رغبتها بهذا المشروع و لا ننسى بان الغالبية العظماء من ابناء الجنوب, كانت تجهل , معنى هذا لمشروع اليمني و هذا الا ندفاع كان اندفاع عاطفي حماسي قومي يرتبط بدرجة اساسية بالزعيم جمال عبدالناصر وبعروته الاصيله في تلك المرحله و لو عادت الاوضاع السابقة الى وضعنا الحالية في ظل الوعي السياسي الحالي لشعبنا الجنوبي لرفض تلك المشاريع و رماها خلف البحار و لكن الدكتور ربط تاريخ ماضي حزبه بمشاريع اليوم و تناسى بانها كانت تلك المشاريع, في حقبه تاريخية معينه كانت لها تجليات تختلف عن تجليات اليوم و من هذا السياق التاريخي, الامين العام في روقته, لندوة حاول يقزم تاريخ و ارث ابناء الجنوب من خلال مصطلحاته التي اطلقها في ندوة الوحلة و عبر عنها بكل سذاجه و بكل وقاحه عندما سماها هوية لحجية و عوذلية و عبدالية و فضلية و ...الخ والهدف من تلك الشعارات تحمل اهداف مقيته و ابعاد سياسية بعد ان فشلوا في اختراق الحراك السلمي الجنوبي .



استاذي الامين العام عليك انت و بقية اعضاء حزبك بان تدركون ضرورة ما بعد القومية العربية التي كانت لكم المسلك الوحيد للوصول الى ما انتم فيه اليوم و لكن بعد تحرك الشارع الجنوبي و انتهاء القومية العربية كمصطلح سياسي تحركون اجندتكم عبرها نراكم اليوم تبحثون عن اجندة جديده و التي بلورتها في ورقتك بالهوية اللحجية و العوذلية والنفعية و البيزنطية و غيرها و لكن اقول لكم بان كل الاجندة التي تنسجون اهدافها في مقراتكم الحزبية المغلقة بمافيها المصطلحات التي تلوكت بها في ورقتك الاخيرة سنفشلها, لان الارادة الشعبية الجنوبية تجاوزت اجندتكم و مصطلحاتكم و سيرمها شعبنا الحي و المتألق للحرية خلف ظهره و من هنا اقول لكم كامين عام بان اعادة بناء الفكر الاجتماعي الوطني المنطلق من اجندة الشارع هو الطريق الاسهل لكم لتلتحقون بشعبكم و هويتكم الجنوبية , قبل يقذفكم الشارع الى مزبلة التاريخ.



تعاني مصطلحات الهوية العربية و القومية اختلالات في عمق الثقافة العربية بسبب الاخطاء التي التي ارتكبها القوميون العرب فترة حركات التحرر و هذه الافكار الاجتماعية لازالت مغروسه في عقليات الفكر العربي و للاسف انتم اليوم تروجون له باشكال و اجندة جديده و لكنكم تناسيتوا بان تلك المرحلة الماضية تختلف اختلاف جذري عن مرحلة اليوم و بالتالي تحتاجون الى تكريس تجليات الحاضر بدلاً من اللعب باللفاظ السابقة و تجلياتها الى رمها الزمن خلفة.



معنى الهوية و معنى الوطنية هما مفهومان متلاصقان و متجانسان و كلاً من الاخر مكمل للاخر و هذان المصطلحان سيدي الامين العام خدعت الذاكرة في فهمهما فهماً علمياً صحيحاً و كان فهمك لهما من زاوية سياسية تحريضية غير وطنية تنطلق من مشروع يمني محض.



فالهوية والوطنية تعني بالعربي التمسك بروح الانتماء للوطن بمسقط الراس للاجداد بصرف النظر عن اي عقيدة سياسية’ فالانسان مهما كان دينه او مذهبه السياسي والفلسفي يشعر بالحب للوطن الذي ترعرع و كبر بين احضانه و هذا المواطن قد يكون ينحدر من القبيلة او القرية او من اي جزاء من الارض التي ينتمي اليها و من هنا يترتب على هذا الفرد او ذاك حبه للوطن و الدفاع عنه و حمايته و الحنيين للعودة الية كما هو حالنا اليوم في اطار الحراك السلمي الجنوبي المطالب بعودة هويته و تاريخه الذين انتم كمنظومة سياسية حينها اختزلتوا في مشاريع اليمننة .



و من هنا اقول لكم يارفاق بان الهوية الوطنية الجنوبية الجديده في ظل حراكنا الوطنية السلمي تتبلور و تتطور فيها الفكرة الوطنية الحديثة المرتبطة ارتباط وثيق بالهوية التاريخية لها و هذه تؤكد على مفهوم الامة الجنوبية بكل اطيافها و كل ذلك يهدف الى بناء الانتماء الوطني الجنوبي الذي غيبه نظامكم الاشتراكي خلال حكمة للجنوب.



ماهي الهوية؟ هل الهوية تعبير الى مكان الانسان و الجماعة ؟فالوطن هو اساس و مركز الجماعة و الافراد و محل اقامته و الهوية الوطنية سواء الجنوبية او اليمنية او العراقية اة غيرها هي في المصطلحات العلمية تعني النزعة الانسانية للفرد و للجماعة و للامة و ترتبط به ارتباطاً اللا شعورياً و تربطه من مسكنه الى مزرعته الى قبيلته الى امته وهذا الترابط و التناسق لم يكن ضمن قوانيين تخلقها التشريعات لهذه الدوله او تلك و لاكنها ترابط تاريخي يعود لقرون مضت وهذا يتعارض مع ما تحدثت عنه في الندوة و حاولت تحويل الصراع في ورقتك من صراع وطني الى صراع جهوي و هذا الصراع الذي حاولت تصدرة للجنوبيين من خلال ورقتك لندوة هو صراع من الادنى الى الاعلى خلاف صراعاتكم السابقة التي كانت تبداء من الاعلى و تنتهي بالاسفل و لكنكم تناسيتوا بان المعنى الحقيقي للهوية الوطنية الجنوبية ليست كائناً هلامياً كما جاء في مصطلحاتكم الغير منطقية و الخالية من الاساس العلمي لها و اكرر مرة اخرى بانكم تناسيتم بان المعنى التاريخي الحقيقي للهوية الجنوبية هو وجود انساني قائم بذاته و يرتبط بمحطه تاريخية معينه ترتبط بتطور البشرية و تسعى الى تحقيق ارادتها و وجودها على الارض الجنوبية و التحول من الادنى الى الاعلى ياسيدي الامين العام فانه لايلغي بالضرورة الادنى بل ينقله معه الى تجانس اكثر قوة من دون أن يتخطى الاختلاف و تتنوع الخصائص في هوية الجماعات كما هي بالافراد و بالامة و بالوطن في تناسق واحد و هذه السمة من سمات الشعوب الحية كشعبنا الجنوبي .



واحب الفت نظركم بان الجنوح تجاه التكنلوجيا و العولمة لايعني بالضرورة إلغاء ما قبلها ولكنها محاولة لتاسيس مستقبل جديد نابع من روح الامة و الهوية و لقراءات الحاضر و المستقبل في ظل عصر العولمة .



اخيراً الوقت يحاصرني و لكنني اريد اهمس في اذن الامين العام للحزب د. ياسين بان الهوية الوطنية هي انتماء و عقيده و قيم و مبادىء والانتماء يعني الاحساس بالوطن و بالهوية و بالامة التي تعيش في احشائها وهي ايضاً التزام أخلاقي تفرضة معتقدات الامة الجنوبية وروحها التواقة للحرية و ليس الهوية كما صنفتها في ورقتك بانه التزام سياسي تفرضه اجنده سياسية مرحلية وهذه الهوية التي قللت او بتعبير آخر قزمتها ووضعهتا خارج مساره الصحيح هي ارتباط و ثيق بالفرد و بالجماعة و بالقبيلة و بالأمة شامله وهي تعبير حقيقي عن ضمير الفرد والذي يشكل جزءاً من شخصيته و تكوينه و تتوسع لترتبط بساحة الوطن الذي يعيش فيه وهي تقوم بدور في بقاء الفرد بان يكون خادماً لأمته وهذا الاحساس عند هذا الفرد او ذاك يجعله يمارس هذا النمط على الارض من اجل امته ووطنه حتى يستحق بجدارة العيش على هذه الارض بنعمه و سلام.



اكتفي بهذا واذا تطلب الامر سنعود لهم ونوضح لهم مفهوم المواطنه المكتسبة في مرحله تاريخية ومفهوم الهوية الوطنية لأبناء الوطن الواحد.

اليكم الرابط لموضوع الندوة و أتمنى وأدعو مثقفي ابناء الجنوب و كتابه بان يركزوا على محتوى الورقة و الرد على تلك الاقلام واجب وطني و مقدس ايضاً.

التعديل الأخير تم بواسطة حد من الوادي ; 06-07-2010 الساعة 02:40 AM
  رد مع اقتباس
قديم 06-05-2010, 02:49 PM   #15
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


وحدة اليمن بين الشركة وفك الارتباط

بتاريخ : الجمعة 04-06-2010 09:24 صباحا

شبكة الطيف : بقلم : بشير البكر :جريدة النهار اللبنانية


تشكل الذكرى العشرين للوحدة اليمنية محطة مهمة، تفصل ما قبلها عما بعدها، ولعل احتفالات الحكم الخالية من أي نكهة، وردود الفعل من طرف الحراك الجنوبي، تعكس الجو الفعلي لما آل إليه هذا المشروع الذي كان واعدا، قبل ان يتحول بسرعة قياسية نزاعاً أهلياً مركباً، ينذر بالكثير من التداعيات السلبية على مستقبل العلاقة بين الجنوبيين والشماليين، ويهدد بالدخول في طور مزمن من الجفاء والعداوة.

إن الوقوف عند محطة الذكرى العشرين يستدعي أمرين أساسيين: الأول هو المحاولات المستميتة من طرف الحكم لاعادة عقارب الساعة إلى الوراء، بعد أن تطور الوضع في الجنوب خلال السنوات الثلاث الأخيرة نحو مشروع سياسي متكامل للعودة، إلى ما كان عليه الوضع قبل عام 1990، حينما تم توقيع اتفاقية الوحدة السياسية بين دولتي اليمن الديموقراطية في الجنوب، والجمهورية العربية في الشمال. والأمر الثاني هو الزخم الكبير الذي ظهرت عليه قوة الحراك الجنوبي، الذي احتفل من طرفه بالذكرى السادسة عشرة لما يعرف بـ"فك الارتباط" بين طرفي الوحدة، الذي اعلنه الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض في 21 أيار 1994 في غمرة الحرب التي شنها الشمال ضد الجنوب.

واللافت هنا هو التصميم الذي يتمتع به الحراك الجنوبي كحركة شعبية، يتسع مداها كل يوم، وتزداد جماهيرتها في صفوف كل الفئات الجنوبية في الداخل والخارج، مدفوعة بنزعة وطنية جنوبية، وحس قوي بوعي أهمية الكيانية والهوية الجنوبية. ولا يمكن المراقب إلا أن يلاحظ باهتمام هذا الزخم الشعبي، الذي لم يكل منذ سنة عن الحضور في الشارع، وخصوصا في مدينتي الضالع ولحج، ولكن الجدير بعين الملاحظة أكثر هو ظهور السلاح في الآونة الأخيرة كعامل جديد، سوف يغير كثيرا في المعادلة عاجلا أم آجلا.

كان احتفال أهل الحكم بالذكرى العشرين مرتبكا وسياسيا، وجرى في ظل حشد عسكري استثنائي في الجنوب، ولكن الأمر الجدير بالأهمية هو ان الاحتفال الرئيسي جرى في مدينة تعز الشمالية، بعد أن كانت كل التحضيرات تتم خلال الاشهر الأخيرة ليتم في الجنوب. وكان الحكم يحضر لمهرجانات ضخمة في عدة مناطق جنوبية عدة، ليرفع خلالها علم الوحدة، الذي جرى تفصيل نسخ عدة منه بأحجام كبيرة جدا، لتدخل موسوعة "غينيس" العالمية.

كانت استعدادات الحكم لإجراء الاحتفالات في الجنوب تشير إلى انه سيوجه رسالة في اتجاهين:الأول داخلي، وفحواه انه يسيطر على الموقف، بعدما تنامت قوة الحراك الجنوبي خلال سنة، وصار واضحا امساكه بورقة الشارع الجنوبي من المهرة حتى عدن. لقد أراد الحكم أن يستعيد هذه الورقة أو يحرقها على الأقل، لكي يمنع الحراك الجنوبي من الذهاب بمشروعه نحو آفاق ميدانية اكبر، وهو ما عبر عنه خطاب البيض، الذي وضع سقفا جديدا للسنة المقبلة هو العصيان المدني الشامل.

أما الاتجاه الثاني فهو توجيه رسالة للخارج بأن الوضع في الجنوب مستتب، وان الحكم لا يزال حاضرا بقوة ويمسك بكل الأوراق في يده، وهو بذلك أراد أن يعطي صورة عن الحراك الجنوبي، تظهره بأنه عبارة عن هبّة أو زوبعة عابرة لن تلبث أن تخمد ريحها، وينتهي مفعولها بمجرد أن يحشد الحكم عدته الوحدوية وينزل إلى الميدان.

لم تحصل الاحتفالات في الجنوب، الأمر الذي ترتب عليه وصول الرسائل على نحو معكوس تماما.فنقل الاحتفالات الى تعز له سببه الواضح. وهو عدم القدرة على تنظيم احتفالات في الجنوب، وهذا أمر جدير بالأهمية، لأنه يكشف إلى أي مدى بلغ الوضع الجنوبي من التطور خلال السنة الفائتة نحو فرض حقائق جديدة في الشارع.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو هل كان الحكم عاجزا عن تنظيم احتفالات في الجنوب، وهو الذي يحشد هناك قرابة مئة الف عسكري ورجل أمن؟
إن الاجابة عن هذا السؤال تكمن في ملاحظة أمر في منتهى الأهمية، وهو ما حصل من تداعيات سريعة خلال الاسبوع الذي سبق حلول الذكرى العشرين.في هذا الاسبوع بدا الحكم عازما على اجراء سلسلة من المهرجانات الاحتفالية في عديد من المناطق الجنوبية، وبالفعل نزل الرئيس علي عبد الله صالح، ومعه مجموعة من المسؤولين الكبار إلى عدن ومناطق أخرى.كان واضحا من خلال التحضيرات ان احتفالين كبيرين سوف يقامان، الأول في محافظة شبوة التي ينحدر منها رئيس الوزراء علي محمد مجور وعدد من المسؤولين مثل أحمد مساعد، والغرض من ذلك هو الحيلولة دون تحول هذه المدينة الى الحراك في صورة كلية، مثلما حصل في الضالع ولحج وإلى حد ما في أبين.

أرسل الحكم وفدا من مسؤوليه للاحتفال هناك برئاسة نائب رئيس الوزراء صادق امين ابو راس الذي تعرض لمحاولة اغتيال، في نهاية الحفل الذي جرى على نحو سريع، بعد أن تبين ان هناك محاولة لمنعه بالقوة المسلحة، وهذا تطور مهم ولافت سوف يتكرر بعد أيام في مدينة لحج ثاني المناطق الحراكية المشتعلة، والتي خرجت عن السيطرة الحكومية في الأشهر الستة الأخيرة.

الحفل الثاني كان مقرراً ان يجري في عدن لكن حادث شبوة باطلاق النار على الوفد الرسمي، الذي نجا بأعجوبة دفع الحكم لمراجعة حساباته، لاسيما وان موكبا رسميا تعرض لاطلاق نار أيضا في منطقة الحبيلين (لحج)، وسرت شائعات أن الموكب يعود إلى الرئيس صالح، ولكن تبين انه لنائب رئيس الوزراء لشؤون الامن والدفاع رشاد العليمي.

هناك سبب إضافي جعل الحكم يتراجع عن اجراء الاحتفالات في الجنوب وهو سياسي.وتكمن العلة هنا في أن الحكم لم يستطع ان يؤمن شارعا جنوبيا او زعامات جنوبية، من أجل خلق واقع سياسي على ارضية مشروعه، يقف في وجه قوة الحراك الجنوبي. لقد كان في وسعه أن يستعرض مالديه من جنوبيين يشاركون في الحكم، ليقول ان الجنوب ليس حراكا فقط، ولكن ما يتوافر لديه من جنوبيين بدا أنهم خارج الصلاحية الجنوبية، وليس لأحد منهم تأثيره في الشارع الجنوبي، وقد تبين عدم قدرة هؤلاء على تسيير ولو تظاهرة صغيرة تطالب، بعكس ما ينادي به الحراك الجنوبي.

تجلى العجز السياسي على نحو أكبر في الخطاب الذي ألقاه الرئيس صالح لمناسبة الذكرى العشرين من تعز. وتمثل المظهر الأساسي للعجز في أن الخطاب تعالى على الواقع، وأغمض العين عن رؤيته على حقيقته الفعلية. صحيح ان الرئيس دعا للحوار كل الاطراف في الداخل والخارج، وإلى تشكيل حكومة وحدة وطنية مع شريكي الوحدة، الحزب الاشتراكي وحزب الاصلاح. ولكن هل هذا هو المطلوب، حقا، لمعالجة الوضع في الجنوب؟

ينطبق على مبادرة الرئيس صالح توصيف، من يسترد باليمنى ما أعطاه باليد اليسرى. فهو من جهة يدعو للحوار مع الاطراف كافة في الداخل والخارج، ومن جهة ثانية يحدد هدف الحوار بتشكيل حكومة وحدة وطنية للتحضير لانتخابات تشريعية في السنة المقبلة.

من الواضح ان هذه المبادرة لم تلق صدى لا في الداخل ولا في الخارج، بل ذهبت، سريعا، مع الريح، ولم تجد من يبدي عليها، ولو، القليل من الأسف.والسبب في ذلك هو ان هناك ادراكا عاما ان علاج الوضع الجنوبي صار يتطلب خطوة تذهب بعيدا، عن المعهود في التعاطي مع التداعيات السلبية للوحدة، فالأمر اليوم لا يتعلق بإصلاح مسار الوحدة، فقد صار هذا المطلب من الماضي، والمطروح اليوم في الميزان هو الوحدة نفسها، بعد ما أصبح شعار الحراك الذي يتردد في كل الجنوب هو تمكين الجنوبيين من حق تقرير مصيرهم، خارج الصيغة القائمة اليوم، التي يتشبث بها الحكم ويرفضها الجنوبيون.

أراد الرئيس صالح أن يقنع الناس بأنه يقر بأخطاء ترتبت على تجربة العشرين سنة الماضية، وأن تجاوز هذه الأخطاء هو بالعودة إلى منطق الشركة، الذي حكم اتفاقية الوحدة بين الجنوب والشمال.

إن اعتراف الرئيس بمفهوم الشركة تطور كبير من طرفه، ولكنه جاء متأخرا عشرين سنة، بلغ خلالها السيل الزبى.لقد كان الرئيس وحليفه الراحل الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر يريان في الوحدة "عودة الفرع إلى الأصل"، وكان من ينادي بالشركة الفعلية شريكهم الجنوبي على الطرف الآخر علي سالم البيض، الذي دفع ثمن هذا الموقف غاليا بسبب إيمانه بمشروع وحدوي على أساس من التكافؤ بين الجنوب والشمال.
  رد مع اقتباس
قديم 06-07-2010, 02:04 AM   #16
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


ثــــورة الجيـــاع

2010/06/06 الساعة 1913 حبيب الدعيس

شبعنا من الجوع كما يشبع الجائع من قصعته ، وأزهق التجرـــيع نفوسنا من قبحه

ينفرد شعبنا اليمني المغلوب على أمرة دائما بمواقف تميزه عن غيرة من الشعوب وتجعله يتميز بما ليس بتميز ومن ضمن المميزات الكثيرة للشعب اليمني والتي سيرد ذكرها في هذا السياق ميزة المسيرات الشعبية التي تخرج الي الشوارع اليمنية خاصة في مدينة صنعاء التجمع بالصفارة وعلي ميدان السبعين ياحمران العيون مظاهرات في معظمها طلابية وليست شعبية

ولفت نظري التجمهر والخروج الشعبي الكبير ضد المجزرة التي تعرضت لها قافلة الحرية من قبل الجيش الإسرائيلي والتي راح ضحيتها 10 شهداء وهذا اقل وأجب نقدمه في مثل هذا المواقف المخزي للعروبة حيث لا نملك لكم أيها الشعب المحاصر غير أن نخرج الي ميدان السبعين ونتظاهر قليل ونسرح لنا مشوار قدام الكمرات التلفزيونية ونتصور ويا فرحة الطلاب والطالبات يوم يكون في مظاهرة عيد عندهم مبش دراسة ، حيث أن الجمهور المتظاهر هم من طلاب وطالبات المداس التي تنظم المظاهرات المختلفة بناء علي توجيهات حزبية من قبل حزب الدولة ( المؤتمر الشعبي العام ) طبعا بتوجيهات عليا ، لنري الدنيا أننا شعب نتظاهر ونتفاعل مع الأحداث وليس كما يقال لنا أننا شعب مات منذ 32عاما

والغريب والذي يدعوا للغرابة أكثر هو أننا لم نرى مظاهرة سلمية ولا حربية احتجاجا علي ارتفاع الأسعار أو زيادة الجرع أقصد سقاية الجرع للشعب على نفس طريقة جرع شلل الأطفال بالفم مش ابر عضل وكان الشعب قد أصيب بشلل الأطفال ومرض الكساح ، ولم نرى أيضا مظاهرات ضد غلاء المعيشة وارتفاعها الجنوني وقفز أسعار السلع نحو السماء الدنيا ، وكذلك لم نرى مظاهرات ضد انعدام الأمن والسلب والنهب وجرائم القتل للأطباء في المستشفيات وشهداء الاغتيالات الخاطئة ، أو مظاهرات ضد سلب الأراضي في محافظة عدن ولا في محافظة الحديدة ولا في تعز ، كذلك لم نرى مظاهرات ضد اختفاء أنبوبة الغاز الأنبوبة المباركة الحنونة ست البيت والتي تظل مربوطة في سلاسل محلات الغاز بالأيام تنتظر الرحمة بقدوم الغاز لتعود الي بيتها مرهقة مدقدقة من كل مكان مسكينة يا أنبوبة الغاز اليمنية ، كذلك لم نرى مظاهرات شعبية ضد انعدام الماء وضياعه بالشهر والشهرين والثلاثة ببعض المحافظات خاصة تعز العز أن لم يكن بجميعها ، أيضا لم نرى مظاهرات شعبية عارمة ضد انقطاع الكهرباء المتكرر بالساعات الطويلة خاصة أيام الصيف بذات في المحافظات ذات الصيف الملتهب مثل المحافظات الساحلية والصحراوية الانقطاع الذي يمتد لساعات خاصة أيام الاختبارات النهائية وأنا ممن نجحت علي ضوء شمعه ولذلك أعشق الشموع بذات ، وكان الهدف من الانقطاع هو عدم المذاكرة واسترجاع الدروس أثناء الليل عمل بالمقولة بيتك بيتك ونام بدري تصحي بدري .

أليس موضوع المظاهرات والاحتجاجات الشعبية لدينا في اليمن التعيس موضوع مبرمج كبقية المواضيع الحياتية ، أن هذا الشعب المتراخي والمترنح علي قدميه كسكران عائد من حانة الشراب قبل الفجر يتخبط يمنه ويسرة بين الجدران يبحث عن منزلة ليعود ويلقي بنفسه جثة هامدة ، أليس هذا هو حالنا أيها السادة وبدون إحراج ولا تطاول على ذاتنا الميتة المتعفنة منذ 16 عاما هيا سنوات الغطرسة والتكبر والتعالي سنوات الإستباحيه والسلب والنهب والهتك والقتل ونحن كنعاج بلا حراك ، حتى أننا لا نشجب ولا نتظاهر ولا نحتج إلا أذا جاءت لنا تعليمات من المرجعيات الحزبية أهلكها الله نخرج للشارع ونهتف ونحمل أللفتات الكبيرة ونكسر المحلات وزجاج السيارات تعبيرا عن السخط وتفاعل مع الحدث ولكل منا دورة الذي يقوم به حسب الدور لا خروج عن النص المراد مننا تمثيله، تحولنا أيها السادة الي مسوخ قردة كقرود السيرك العالمي ، حوصرنا في مربع منطقة او ساحة الحرية وأنا أسميها ساحة الاستعباد والهمجية والتي تتقلص كل يوم أكثر وتضيق مساحتها ، لماذا لم نخرج بمسيرات سلمية مناصرة لمهجرين الجعاشن المصلوبين علي أسفلت الساحة الهمجية بسبب الشيخ الممثل لقصر الرئاسة في الجعاشن والمادح صباح مساء للدولة وللأسياد ، لماذا لم نخرج بمسيرات ضد الفقر والجوع والمرض الذي يهلك ظهورنا لماذا لم نتظاهر عند ارتفاع الأسعار السلع الأساسية كبقية الدول العربية المتحررة مثل مصر والأردن وغيرها ، لماذا لم نتظاهر ضد البطالة المنتشرة والتي تعد أعلي نسبة بين دول العالم والتي وصلت حسب أخر الإحصائيات الي 35% بينما الحقيقة أنها تشكل نسبة 50% من تعداد السكان الأصلي ، أما أننا نتظاهر عندما يقول سيادة الرئيس سيقدم استقالته ويعود فردا من أفراد الشعب وهذه من علامات قيام الساعة الكبرى قبل خروج النار من عدن لو فعلها والله ، أما أن الطابور الخامس يتدبر كل شي في بلاد لا يوجد فيه شي

صدقوني لو قلت لنفسي أولا قبل أن أقولها لكم أننا قد أصبحنا شعب يفتقد للأحاسيس وللمشاعر الوطنية شعب سلب منه النسق الثوري و جردنا من قيمنا وثوابتنا ووطنياتنا كما يجرد المنهوب علي قارعة الطريق تركنا كل شي وسلمنا للجاثمين علي صدورنا الماصين لدمائنا الناهبين لحرماتنا ومقدرتنا لم نعد من ضمن الشعوب الحية أصبحنا شعب عار علي أسمه الذي يحمله وتاريخه الذي يشدوا به ، لعنتنا حضارتنا وبصقت علينا ملكاتنا وظللنا تحت العرش نستظل كما القطيع في قيض الصيف الملتهب .

وعوده لبعض المميزات لشعبنا اليمني وبوجه الخصوص أنه يعيش متجرد من كل ما يدور من حوله ولا يعبا للمتغيرات الجديدة ولا يطمح لدخول الثورات المتفجرة الثورات المستقبلية ومنها الثورة المعلوماتية ( الانترنت ) حيث تتسابق الدول والشركات العملاقة لتزويد المتصفحين ورودها بالأحدث من الخدمات التي تساعدهم علي الولوج الي هذا العصر من أوسع الأبواب ، حيث قفزت السرعات الخاصة بمتصفحي الانترنت الي 8 ميجا بايت بينما في يمننا التعيس تتسارع الدولة وشركاتها لحجب ومنع دخول مثل هذه الثقافات العالمية الإيجابية مز لنا في معركة مع 128 ميجا سرعة الانترنت وياريت تصل كلها إلا الجن يسرقوا نصها بالطريق جمركة ، تتحكم الدولة بكل شي خوف علي الشباب والشابات من الانحراف والاستخدام السيئ وهذا من الحرص علي مصالح الأجيال لما هو جديد ومن البديهي كيف سيكون هنالك تقدم وتحديث لعالم الانترنت مدام لا يوجد كهرباء علي مدار اليوم .

هنا أتذكر أيها السادة مكان يدرس لنا في الصفوف الابتدائية من تجهيل الشعب أيام حكم أسرة حميد الدين للبلاد عهد الحكم الأمامي كان الأمام يمنع دخول وسائل الإعلام والتعليم الي اليمن بينما كانت معظم الدول العربية غارقة في الجهل ، لكن ما هي حجة الحكومة اليمنية في هذا السياق ونحن في عهد الثورات المعلوماتية المختلفة ، من المصائب الكبرى ظهور جيل الوحدة جيل يجهل تاريخه القديم والحديث جيل سلبت من الإرادة همش ليعيش بدون هدف ولا غاية .

ولنركز فقط علي التفنن في التخلف ولنظل في دوامة المخدرات الوقتية والمسكنات الحكومية ولنركز علي القات وأسعاره وأجود أنواعه وهذه المسكنات والمخدرات تستهدف فئة الشباب لتجعلهم منقادون لا قادة مبدعة أيتها الحكومة الفتية في تجهيل وتظليل وتجويع شعبك ....

كنا في يوم من الأيام رجال نناطح بهممنا الجبال ونصنع من خيوط الشمس أثوب مزركشة نرتديها عند كل صباح جديد

أن الحل للخروج من هذه البحيرة القبلية المهيمنة علي هذا الشعب هي ثورة حقيقية ثورة ضد الفقر والجهل والمرض ثورة يقودها الشعب يحركها المحرك الوطني للخلاص من مستنقعات القبيلة المتسخة أيدها بالآثام العظيمة ثورة يقودها الشباب أنفسهم ولا ينتظرون المساعدة من أحد ، لنعيد ثورتنا ثورة 26 وثورة 14 بشكل جديد ، لنفعلها كما فعلها الشاب الخجول المقدم إبراهيم الحمدي وأخرجنا من دهاليز القبيلة الهمجية الي نور الجمهورية الناصعة جمهورية المؤسسات الوطنية والقانون والدستور لنفعلها مرة أخر بمخرجات حديثة معيرنا أهداف ثورة 26سبتمبر و14 أكتوبر ، ولنجعل وحدتنا هيا أرضيتنا الصلبة التي ننطلق من علي ظهرها لنقوم بثورتنا السلمية البيضاء من أجل اليمن من أجل التراب المخضب بدماء شهدائنا الذين سقطوا علي هذا التراب ولنريح من دفعوا أرواحهم فداء للتحرر ولنريحهم في قبورهم المنسية من الجميع .

ولنقول لكل اليمن من الشمال الي الجنوب ومن الشرق الي الغرب ثوري يا يمن في وجه الظلم كما ثرتي قبلها و انفجري في غرف نومهم قنابل محرقة تحيلهم الي أشــــــلاء .

ثوري يا صنعـــــــــــــــــــــــاء---------------- ثوري يا عــــــــــــــــــــــــــــــــــدن

أنها دولة الخزي والعار والذل والمهانة ، فليس للخونة ولا للمرتزقة ولا للفاسدين ولا للعملاء بيننا بيت ولا دار بل قبورا ومدافن تواريهم من عارهم فا لتثوري يا يمـــــــــــن من جديد
  رد مع اقتباس
قديم 06-07-2010, 02:11 AM   #17
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


في حوار لـــ " النصف الأخر " عبد العزيز الكُميم :شاهدت زعماء الثورة في الثامنة من عمري (1)

2010/06/06 الساعة 20:46:42
التغيير – صنعاء - صادق ناشر :

في حياة كل فرد منا شخصيتان مختلفتان: الأولى تلك التي يتعامل معها الناس ويعرفون مواقفها وأخبارها التي تخرج إلى الناس والصحافة، والثانية تلك المخفية التي لا يعرفها سوى قلة قليلة من المقربين والأصدقاء.

وفي هذه المساحة تحاول "السياسية" الدخول في الزاوية المخفية من حياة هذه الشخصية أو تلك، من خلال حديث ذكريات يشمل أسرار الطفولة والشباب والعمل، والتعرف عن قرب على العادات والتقاليد والظروف الصعبة التي عاشها اليمنيون قبل أن يروا النور بثورتي سبتمبر وأكتوبر ودولة الوحدة.

"النصف الآخر" محاولة لإخراج ما خبأته السنوات في حياة اليمنيين، من خلال رصد الواقع الذي عاشوه ويعيشونه اليوم. كما أنها محاولة لمعرفة كيف يفكر من عايشناهم طوال سنوات ولا نعرف ما ذا يحبون، وماذا يكرهون، وكيف وصلوا إلى النجاح الذي وصلوا إليه.


تحاول "النصف الآخر" الابتعاد عن الخوض في الشأن السياسي، الذي يحبذ الكثير عدم الخوض فيه، وإن كانت السياسة حاضرة في بعض المواقف التي ضمها الحوار، لكن بشكل غير مباشر.

"النصف الآخر" سلسلة لحوارات مع شخصيات يمنية مختلفة في السلطة والمعارضة، رجالاً ونساء على السواء، ومن كل مناطق البلاد. وستكون هذه الشخصيات حاضرة بتجاربها في الحياة هنا لتكون شاهدة على صور مختلفة من حياة اليمنيين.

* بداية ماذا تبقى من ذكريات الطفولة وطرائفها لديك؟

ـ تبقى الكثير لما كان حولي: حارة الأبهر بكل مكوناتها: الناس، الشارع، الأبنية، موسم الخريف"، خروج جيراننا: آل السنيدار، عسلان... إلى الروضة والوداع الحار الذي كان يحدث بين أمهاتنا والموتر "العنتر ناش"، وعليه جزء من أثاث منازلهم الذي ينقلونه إلى الروضة.

كما أتذكر أسرة المرحوم عبد الرحمن عبد الله الوزير، وذهابي إلى بستان السلطان والمكوث لديهم عدة أيام أستمتع في بستانهم والخضرة التي تحيط بمنزلهم من جميع الجهات. كما أتذكر أول مرة في حياتي أأكل فيها على مائدة طعام لدى المرحوم الصيدلي عبد الله الإيراني، جار والدي في سوق الملح. كما أتذكر إمام جامع الأبهر المرحوم حسين الظفري، وهو يتلو بداية "سورة الأنعام" في صلاة العشاء كل خميس...

ذكريات الطفولة قطعا لا تزال مختزنة في ذاكرتي ووجداني وأسترجع أجزاءً منها حين أقابل بعض أصدقاء ورفقاء الطفولة أو زملاء الدراسة.

* ماذا عن سيرتك الشخصية؟ أين ولدت؟ والبيئة الأسرية التي ترعرعت فيها؟

ـ أنا من مواليد مدينة صنعاء في 1954م الموافق 1374هـ، وترعرعت في "حارة الأبهر"، وكنت الولد الأول لوالدي بعد ثلاث بنات، ولي شقيق يصغرني، لكنه توفي رحمة الله عليه.

أسماني والدي "عبد العزيز" تخليدا لاسم أخ له اسمه عبد العزيز، الذي كان يرعى والدتي أثناء غياب والدي في الحبشة. عاد والدي من غربته إلى اليمن في منتصف العام 1952، وعمي صالح حسين الحثرة. استأجر والدي بيت معيض، واستأجر عمي صالح في حارة قبة القليس، كما استأجر دكاناً من المرحوم علي تلها، وكان مفتاحه إلى الجهة الشرقية من سوق الملح، وعمي صالح إلى الجهة الجنوبية، وتخصصا في بيع الأقمشة، وكانا أول من أحضر دولاباً زجاجياً للطرح والمطرزات، وأحسنا عرض بضاعتهما وكسبا الكثير من الزبائن.

* ما الذي تتذكره عن فترة الصبا الأولى في حي الأبهر وسوق الملح؟

ـ تربيت في كنف والدي رحمه الله، وكان يزورنا شقيقا والدي الشهيد القرس أحمد الكميم والذي استشهد في منطقة "جبل الطويل" في العام 1965 إبان الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر 1962، وعمي "علي"، وهو لا يزال حياً يرزق، أحسن الله خاتمته، وكانا يأتيان برفقة جمال محملة بالحطب والحبوب وأحياناً يحضران السمن البلدي واللبن.

وأتذكر أن والدي اشتري لي "سيكل" (دراجة هوائية)، حين بلغت السادسة من العمر، وكان يصطحبني معه باستمرار إلى دكانه في سوق الملح، وكنت ألعب مع الأخ علي بن علي اليدومي دائماً، وكانت والدته تمنحنا "جعالة" باستمرار، وأتذكر "أحسن طاهر" وأخاه "عبد الرحمن" وهما يعملان على "بمبة" بستان الكبسي.

* هل كنت تدرك الأحداث التي تدور حولك في تلك السن المبكرة؟ وما الذي علق بذاكرتك منها حتى الآن؟

ـ أدرك وأتذكر يوم 26 سبتمبر 1962 وما بعده، يومها أخذني والدي إلى الكلية الحربية وقت الظهر، ومازلت أتذكر صور بعض الثوار، منهم من توفاهم الله ومنهم من لا يزال حياً يرزق، مثل اللواء عبد الله جزيلان، وأتذكر مشهد أربعة مدافع في سور مقبرة خزيمة، بالإضافة إلى السور الذي اخترقته دبابة المرحوم عبد الله عبد السلام صبرة.

* كم كان عمرك يوم قيام ثورة 26سبتمبر؟

ـ قامت الثورة وعمري 8 سنوات، وكنت في ثاني أو ثالث ابتدائي.

أول يوم في المعلامة

* هل تتذكر أول يوم ذهبت فيه إلى المدرسة؟ بماذا شعرت يومها؟

ـ لا أتذكر تفاصيل أول يوم ذهبت فيه إلى المدرسة، لكنني أتذكر أول يوم ذهبت فيه إلى المعلامة عند الأستاذ عبد الله الحيمي في مدرسة جامع طلحة، ومازلت أتذكر أنه ضربني بالعصا ضربة علقت في ذاكرتي حتى اليوم، لأنني لم أستطع أن أجلس في وضع التشهد، الأمر الذي دفع والدي إلى إخراجي من عنده.

أتذكر أيضا بدايتي مع معلامة سوق الملح، وكان مقرها بجانب محل والدي، فكان يصطحبني معه ويرجعني معه، وكانت هناك مجموعة من جيرانه، منهم محمد الجوفي وحمود العشملي ولطف هادي سالم، رحمهم الله جميعاً، وكان والدي حين يمر بهادي سالم يقول له: "امرقين الدواب" بلهجة أهل الحداء، كان هؤلاء الناس طيبين وصادقين.

* هل تتذكر شيئاً من الألعاب الشعبية القديمة؟

ـ أتذكر "المدرهة" في موسم الحج، بالإضافة إلى اللعب بنوى التمر في شهر رمضان.

* بماذا كان يتميز رمضان في صنعاء القديمة عن أي مكان آخر؟

ـ يفرق في العادات والتقاليد، مثلا "التمسية" التي كان يمسونها الصغار على البيوت، الإفطار في الجوامع، تلاوة القرآن من الظهر إلى صلاة العصر.

* كيف كنتم تستقبلون رمضان في صنعاء القديمة؟

ـ كنا نستقبله بكل الترحاب، ونظل نستفسر ونتقصى من الآباء في المساجد عن رؤية الهلال ثم ننتظر الإذاعة وأحيانا يستبقون الإذاعة بإطلاق مدفع رمضان وقت العصر، إلا أن رمضان السبعين يوماً مازال محفوراً في ذاكرتي حيث كانت المدافع تدوي في أنحاء مدينة صنعاء، ولم نكن نعرف هل مدفع رمضان أم مدافع الثوار المدافعين عن الثورة والجمهورية، وقد تسحرنا في آخر يوم، وعند الفجر أعلنت إذاعة صنعاء أنه العيد.

وكنت أرى بعيني الشيخ عبد الله الأحمر واللواء علي أبو لحوم وهما يخرجان إلى ضواحي صنعاء مع أصحابهما من منزليهما للمشاركة في الدفاع عن صنعاء المحاصرة، وكان مع اللواء علي أبو لحوم المرحوم محمد بن هلال، أحد الأبطال الشجعان، كما أتذكر قائد شبعان "أبو شنب" ضد الرجعية، وأنا وأبناء الجيران نتحلق حوله وهو متمنطق بالرشاش والذخيرة حول جسمه.

في أحد أيام شهر رمضان المبارك أطلق المرتزقة قذيفة أصابت جامع الأبهر واستشهد اثنان أو ثلاثة من المصلين، ولا تزال آثار القذيفة موجودة حتى اليوم في الجامع، وقد حاولوا في السبعينيات إزالتها، لكن والدي مع آخرين أصروا على بقاء آثار هذه الجريمة كشاهد على جرائم الملكيين ضد سكان صنعاء القديمة الأبرياء.

* ماذا عن دراستك والسنوات الأولى في المدرسة؟

ـ درست في مدرسة "الزمر"، وكان اسمها حينذاك "مدرسة الإرشاد"، وقد تحولت لاحقا إلى "مدرسة ابن الأمير"، وفي المدرسة تعرفت على مجموعة من الزملاء الذين صاحبوني في الدراسة، واستمرت صداقتنا قائمة حتى اليوم، ومنهم مطهر تقي ومحسن أبو لحوم وعلي الآنسي وأخوه عبد الله والسفير حسن الراعي وعبد الله سبنة وعبد الرحمن السخي وعبد الله محمد الحضرمي وعبد الله الأهجري ومحمد الجعدبي... وكان يدرسنا أساتذة أجلاء رحمهم الله جميعا، من بينهم الأستاذ المسوري، حميد الدين وعلي الزبيدي، ومحمد الحليلي، وغيرهم الكثير لا أتذكر أسماءهم، رحمهم الله جميعاً.

كنا نذهب صباحاً من حارة الأبهر، مروراً بسوق المحدادة و"سوق العرج"، ويحضر بعضنا صبوحا قطعة من اللقمة (خبز وجحين)، ونأكل الصبوح على كأس شاي في "مقهاية" أمام المدرسة، أحياناً كان يحضر إلينا بعض المفتشين ويجرون لنا اختباراً شخصياً في مادة الدين واللغة العربية.

* ما الذي أكسبكم أنت وزملاءك تعليمكم على أيدي مدرسين مصريين في تلك المرحلة؟

ـ تعلمنا الكثير منهم، مثلا لأول مرة نعرف خط الرقعة؛ لأننا كنا نكتب بخط النسخ، بالإضافة إلى المواد العلمية ومادتي التأريخ والتربية الوطنية، ولأول مرة نعرف لهجة مختلفة عن لهجتنا اليمنية، ولم يكن لدينا في ذلك الوقت سوى مادة الحساب من العلوم الحديثة في المناهج الدراسية، وقد حصلت على الشهادة الابتدائية وانتقلت إلى الإعدادية، لكن جاءت حرب السبعين يوما الخالدة والتي انتصرت فيها إرادة الشعب اليمني على الملكيين فانقطعنا عن الدراسة.

* لمدة كم استمر هذا الانقطاع؟

ـ حتى النصر العظيم في 8 فبراير 1968، لم ندرس أبدا منذ حصار السبعين وحتى انتهائها، وأتذكر أنني انتقلت لاحقا إلى مدرسة سيف بن ذي يزن، حيث تعرفت على مجموعة جديدة من الطلاب الذين انتقلوا من مدرسة الإصلاح (القسم الداخلي)، وأغلبهم كانوا أكبر مني سنا، من بينهم أحمد شميلة، صالح الزبيري، وهو ضابط شرطة، وعبد الله غشيم والمحامي العام علي القليسي، وعبد المؤمن الحلالي، كما التقيت أيضا بمجموعة أخرى منهم حسين الردمي وإبراهيم المقحفي، وأتانا من خارج صنعاء عبد الكريم مطير.

وقد توسعت حلقة الأصدقاء في أول إعدادي وقام بتدريسنا مجموعة من الطلاب الذين تخرجوا من الثانوية العامة لعدم وجود مدرسين في العام 68، منهم الدكتور الملاحي، والأستاذ محمد شرف الدين، الذي يعمل مع الوكالة الأميركية للتنمية، ومحمد العماري الذي يعمل حالياً في مكتب شؤون الوحدة، والسفير على الغفاري، وعقيل السقاف، والقاضي محمد عبد الولي... هؤلاء درسونا فترة الإعدادي، وكانوا باكورة عمل التدريس الإلزامي. كما أتذكر أيضا مدير المدرسة عز الدين تقي رحمه الله.

كما أتذكر أنه في عامي 64 و65 سكن في حي الأبهر بصنعاء القديمة الأستاذان عبد المجيد وعبد الواحد الزنداني والأستاذ عبد السلام كرمان، وكان الأستاذ عبد الواحد الزنداني يعمل لنا دروساً بعد العصر هو وأخوه الشيخ عبد المجيد، كانا في عز شبابهما وقد استأجرا منزلا في حي الأبهر.

* بالمناسبة هل تأثرت بشخصية الشيخ الزنداني؟

ـ لم أنضم سياسيا عندهم؛ لأن والدي رحمه الله غرس فيّ قيم العروبة.

* ماذا عن ذكريات ما بعد مرحلة الإعدادية؟

ـ تجاوزنا الصف الأول الإعدادي، وفي السنة الثانية التحق الإخوة على الآنسي وأحمد شميلة وآخرون بكلية الشرطة، ومن المفارقات أن اثنين من زملائي كانا متزوجين رغم صغر سنهما هما إبراهيم المقحفي وعبد الكريم مطير، والأول كان يتميز بالهدوء وكثرة القراءة، كان يقرأ خلال فترة الخمس الدقائق الاستراحة الواقعة بين الحصص.

وأتذكر أنه جاءنا مدرس من آل العنسي من خريجي السودان ويبدو أنه اشترك في قضايا الدفاع المدني؛ لأنه كان يعلمنا كيف نتعامل في حال داس أحدنا لغما وكيف نسقط على الأرض، ولم أستطع أن أقوم بأداء حركة السقطة، فكان نصيبي أنا وآخرين من زملائي القليل من الضرب كعقاب.

ومن النوادر أيضا أننا تنافسنا في طرح الأسئلة على مدير المدرسة، وهو الأستاذ عز الدين تقي الذي كان لديه غرفة في المدرسة يأكل ويشرب وينام فيها، وكان يوم خميس وقد وضع اللحمة على النار ريثما ينتهي من الحصة، إلا أن أسئلتنا التي شغلته تسببت في احتراق طبخته.

بيئة صنعاء القديمة

* ما الذي تتذكره من بيئة صنعاء القديمة التي ترعرعت فيها؟

ـ أتذكر من بيئة صنعاء القديمة الأخوة التي جمعت الآباء والأمهات وطفولتي مع زملائي في الحارة سواء من آل اليدومي، السنيدار، السكري، عسلان، السياغي، وكذلك أسرة الزراحي ـ الصديق أحمد رفيق، ولي أخت من الرضاعة من آل عسلان أو مجموعة من الأصدقاء والبيوت أتذكرها جميعا وأعتز بها وببساطتها.

كانت هناك بساطة وطيبة في التعامل، مثلا حين كان والدي ووالدتي يرسلانني إلى الجيران لغرض ما يستقبلونني بحفاوة، وحين كان يذهب الجيران إلى منطقة الروضة في الصيف حيث تأتي شاحنة من نوع "فلجو" تتوجه بهم إلى الروضة، وكنت أرى الأمهات يتوادعن ويجهشن بالبكاء، والآباء يودعون بعضهم البعض وكأنهم لن يروا بعضهم البعض لسنوات.

كانت هناك روح من الباسطة والطيبة والود بين الناس. وأتذكر أنه بعد قيام الثورة سكن بجوارنا الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر رحمه الله والعم سنان أبو لحوم، وكانت تربط والدي بالعم سنان علاقة وطيدة وقديمة ذكرها الشهيد في كتابه، أما الشيخ عبد الله فلم يكن يعرف والدي إلا بعد قيام الثورة، لكن المرحوم الشيخ حميد بن حسين الأحمر كان من أعز أصدقاء والدي، وكانت بينه وبين والدي صداقة حميمة وعميقة، وقد حزن والدي عليه حزناً شديداً عندما أعدمه الطاغية الإمام احمد حميد الدين؛ فعندما سكنوا بجوارنا بدأ رجال القبائل يتوافدون على الحارة.

لم تكن هناك فوارق طبقية، حيث كنت ألعب أنا والشيخ صادق الأحمر وعيال العُبس وعيال مطشان، كان الناس مختلطين ولا توجد أية فوارق، واستمرت علاقتنا حتى اليوم، حيث دعيت كل هؤلاء الجيران في زفاف أولادي.

وتعودت أن أذهب لجامع الأبهر في كل رمضان، إلا أننا بعنا البيت القديم قبل خمس سنوات بسبب ظروف ناجمة عن مرض شقيقتي، رحمها الله، بمرض خبيث، ولكي نواجه نفقات علاجها ولا يزال لدينا حوش وأنوي أن أعمل به شيء إن شاء الله، وفي رمضان الماضي اصطحبت معي ابني وابن أختي وعرفتهما على زملائي القدامى في صنعاء القديمة.

* لماذا انتقلت من صنعاء القديمة؟

ـ بعد الثورة وتحديدا في عام 73 توجهت للقاهرة للدراسة، وقطعا يتطلع الإنسان إلى سكن جديد ووالدي رحمه الله اشترى قطعة الأرض هذه التي عليها المنزل اليوم (في الحي السياسي) وكان قيمة اللبنة حينها 25 ألف ريال.

نكسة حزيران

* هل تتذكر شيئاً عن نكسة حزيران عام 67؟

ـ كان والدي يتابع الأخبار في الراديو الكبير الذي أحضره من الحبشة، وفي اليوم التالي 6 يونيو، كما أتذكر، سمع من راديو أديس أبابا باللغة الأمهرية أخباراً غير تلك التي كنا نسمعها من إذاعة "صوت العرب" والإذاعات العربية الأخرى، وكان يتحدث مع عمي صالح وآخرين بالأمهرية، ولاحظت ذلك، ثم سألته عما حصل، فقال إن راديو أديس أبابا يقول إن الطيران المصري قد ضُرب.

وكل ما يأتي يوم خمسة يونيو أشعر بالحزن الشديد على هذه الحروب وخسارتها، وقد قرأت كتباً كثيرة إلى اليوم عما دار قبل وأثناء هذه الحرب المشؤومة.

* ما أهم موقف شعرت فيه بالحزن أو الفرح وارتبط ذلك بأحداث عامة حولك؟

ـ أهم موقف أبكاني حزنا هو موت الزعيم جمال عبد الناصر، أحسست أن صنعاء في قمة الحزن. أما الموقف الذي أبكاني فرحا فكان يوم تحققت الوحدة اليمنية في العام 90؛ فقد كانت هذه اللحظة من لحظات الفرح التي لا تنسى في حياتي، كما هي في حياة اليمنيين جميعاً.

* ما الذي شدك لجمال عبد الناصر وجعلك تبكي من أجله؟

ـ شدني مشروعه الوطني والقومي، ودفاعه عن الثورة اليمنية ومساندته لها، ودعمه لاستقلال الدول العربية من الاستعمار، ووالدي بذر في نفسي بذرة أن أكون عروبياً أحب وطني العربي من الخليج إلى المحيط وأن أكون جمهوريا، وقد استقبلت خبر وفاة عبد الناصر ثاني يوم وفاته، عندما كان والدي يقلب الراديو، وقال لي بصوت حزين: "لقد مات جمال عبد الناصر".

* بمناسبة الحديث عن الراديو، ما شعورك في أول يوم سمعت فيه الإذاعة؟

ـ كنت أستمع للراديو الذي أحضره والدي معه من الحبشة من نوع "فيليبس"، ومازلت أحتفظ به إلى اليوم، كان حجم الراديو كبيراً، وكنت أستمع فيه لمختلف الإذاعات واشتركت في صغري ببرنامج للأطفال كان يقدمه محمد موسى.

المصدر : السياسية
  رد مع اقتباس
قديم 06-07-2010, 02:31 AM   #18
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


* ما الذي أكسبكم أنت وزملاءك تعليمكم على أيدي مدرسين مصريين في تلك المرحلة؟

ـ تعلمنا الكثير منهم، مثلا لأول مرة نعرف خط الرقعة؛ لأننا كنا نكتب بخط النسخ، بالإضافة إلى المواد العلمية ومادتي التأريخ والتربية الوطنية، ولأول مرة نعرف لهجة مختلفة عن لهجتنا اليمنية، ولم يكن لدينا في ذلك الوقت سوى مادة الحساب من العلوم الحديثة في المناهج الدراسية، وقد حصلت على الشهادة الابتدائية وانتقلت إلى الإعدادية، لكن جاءت حرب السبعين يوما الخالدة والتي انتصرت فيها إرادة الشعب اليمني على الملكيين فانقطعنا عن الدراسة.

* لمدة كم استمر هذا الانقطاع؟

ـ حتى النصر العظيم في 8 فبراير 1968، لم ندرس أبدا منذ حصار السبعين وحتى انتهائها، وأتذكر أنني انتقلت لاحقا إلى مدرسة سيف بن ذي يزن، حيث تعرفت على مجموعة جديدة من الطلاب الذين انتقلوا من مدرسة الإصلاح (القسم الداخلي)، وأغلبهم كانوا أكبر مني سنا، من بينهم أحمد شميلة، صالح الزبيري، وهو ضابط شرطة، وعبد الله غشيم والمحامي العام علي القليسي، وعبد المؤمن الحلالي، كما التقيت أيضا بمجموعة أخرى منهم حسين الردمي وإبراهيم المقحفي، وأتانا من خارج صنعاء عبد الكريم مطير.
--------------------------------------------------------
تعليق حد من الوادي

وشهد شاهدا يمنيا ان شهرفبرايرريوم 8 عام 1968م كانت الى يومها محاصرة من الملكيين؟؟؟
اي بعد عام كامل من استقلال الجنوب العربي وحضرموت وقيام جمهورية الجنوب؟
اللذي نال استقلالة في 30نوفمبر1967م

وهم يكذبون ويزعمون انهم لهم دورفي تحريرالجنوب ؟؟؟
----------------------------------------------------------
لقد كانومستعمرين من الجيش المصري صنعاء؟وتعز؟والحديدة ؟ محكومة بعساكرمصريين؟؟

التعديل الأخير تم بواسطة حد من الوادي ; 06-07-2010 الساعة 02:33 AM
  رد مع اقتباس
قديم 06-13-2010, 01:28 AM   #19
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


قراءة في الشعار الانتخابي للرئيس علي عبدالله صالح بمناسبة مضي نصف الفترة الرئاسية

نعم.. «اليمن القديم» أفضل

محمد العبسي
[email protected]

رفع مرشح المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح، في الانتخابات الرئاسية، 2009 شعاراً انتخابياً لا يخلو من "تنطّع" وإدّعاء، وعد في شقه الأول بـ "يمن جديد". ووعد في شقه الثاني بـ "مستقبل أفضل". اليوم، أما وقد مضت نصف فترة الحكم الرئاسية، حان وقت طرح الأسئلة وفي مقدمتها: هل وفى الرئيس علي عبد الله صالح "مرشح المؤتمر الشعبي العام" بوعديه الانتخابيين أم لا؟.


ينبغي علي إذن، إن أردت الإنصاف، إعادة صياغة السؤال ليكون على النحو التالي: ما الذي تحقق على أرض الواقع، من البرنامج الانتخابي لرئيس الجمهورية وما الذي لم يتحقق منذ فوزه، قبل 3 سنوات و 8 أشهر، على منافسه النزيه فيصل بن شملان -رحمه الله - في انتخابات 2006؟ أو أن علي صياغته هكذا: هل اليمن القديم أفضل أم اليمن الجديد؟



الشعار الانتخابي.. دالاً ومدلولاً!
لا أريد التعريض بالرئيس ولا السخرية منه، ولا أريد التهكم من شعاره الانتخابي "يمن جديد" غير أنه يتوجب عليَّ فعل ذلك. فهذا الشعار لم يسئ لليمنيين وماضيهم، القديم والحديث، فحسب. وإنما أساء إساءة بالغة، من حيث لا يدري الرئيس إليه شخصياً وإلى تاريخه في الحكم، وكأن الشخص الذي اختاره شعاراً للحملة الانتخابية يعمل ضد الرئيس وليس معه!.

أية خفة عقل هذه؟


إن شعار "يمن جديد" يحمل في طياته إدانة واضحة لـ 28 عاماً من سنوات حكم الرئيس علي عبدالله صالح وكأن أشخاصاً نافذين، داخل السلطة، تعمدوا الإيقاع بالرئيس. ذلك أن القول "يمن جديد" يقتضي، بالضرورة، وجود "يمن قديم" سابق له زمناً ومختلف عنه حالاً ومآلاً. وهذا يقود إلى بديهية لا يختلف عليها اثنان وهي: إن الشيء الذي لم يأت خلال 28 مضت لن يأت، بطبيعة الحال، بعدها: مثل "العروسة" بالضبط في المثل الشعبي: إذ لم تأت من قبل فلن تأتي من بعد! وإذا كان الوعد بـ "يمن جديد" لم يتحقق خلال سنوات حكم الرئيس صالح لـ "28" عاماً منذ العام 1978 وحتى 2006، فمن البديهي، إذن، ألا يبصر الـ "يمن الجديد" النور خلال سنوات حكمه المقدرة بـ 7 سنوات انقضى أكثر من نصفها، فهي، في الأول والأخير، أقل من خُمس سنوات حكمه السابقة.

هل كان فخاً إذن؟


ليس لدي أدنى شك أن شعار الحملة الانتخابية "يمن جديد" يحمل، وهو حمّال أوجه، إدانة صريحة لتاريخ الرئيس في الحكم منه إليه، ولا أدري ما الذي جعل شخصاً في ذكاء ودهاء علي عبدالله صالح يقع في شراك هذا الشعار الإدعائي الفج! غير اني أعرف قولاً قديماً يفسر، على الأقل، السبب من زاوية شخصية فقد ورد في الأثر أنه "يؤتى الحذر من مأمنه"ت. ومن مثل الرئيس صالح في حذره ومن مثل واضعي شعاره الانتخابي أشخاص مقربون يأمنهم الرئيس ويركن إليهم؟



يمن أفقر... مستقبل أسوأ!!
قال الرئيس علي عبدالله صالح، في خطاب رئاسي شهير: إنه ومن خلال برنامجه الانتخابي سيقضي نهائياً على الفقر بحلول العام 2010. افترض في الرئيس الصدق وحُسن النية في خطابه هذا. غير أن أحدث تقرير دولي صدر مطلع الشهر الجاري، فيما يفترض أنه عام القضاء على الفقر، يقول عكس ذلك!.


لست مسروراً بهذه الأنباء السيئة: فبحسب تقرير أممي لمنظمة الغذاء العالمية، التابعة للأمم المتحدة، فإن شخصاً يمنياً بين كل 3 أشخاص يعاني من الجوع الدائم، فضلاً عن أن 60% من الأطفال اليمنيين يعانون من سوء التغذية. يبدو الأمر كارثياً، ولو أن هذه المعلومات جاءت على لسان منظمة أخرى غير الغذاء العالمي، لقلت إن في الأمر مزحة، لكنه، للأسف، بؤس الـ "يمن الجديد"!.


لا يقتصر الأمر على ذلك، فاليمن، عاماً بعد عام، من سيئ إلى أسوأ، وإليكم الأدلة:
تقول تقارير البنك الدولي إن 40% من الأسر اليمنية (قرابة 7 ملايين نسمة) دخلهم الشهري في عامي 2005 – 2006، أقل من 50 دولاراً أمريكياً (ما يعادل 10 آلاف ريال). ليرتفع عدد الأسر الواقعة تحت خط الفقر، التي يقل دخلها عن دولارين في اليوم إلى أكثر من 60% في العام الحالي، في حين قدرت المؤسسة الدولية الأسر والأفراد اليمنيين الذين يتراوح متوسط دخلهم بين 5 آلاف و 100 ألف ريال بنسبة 7% فقط، ما يعني امحاء الطبقة الوسطى كلياً، بينما يحقق 3% فقط من سكان اليمن دخلاً مالياً جيداً يتيح حياة كريمة، حده الأدنى 100 ألف ريال فما فوق!.


هل اليمن القديم، وفق هذه الأرقام، أفضل أم اليمن الجديد؟.
إن مقارنة بسيطة بين أسعار المواد الغذائية والمواد البترولية في اليمن القديم قبل 2006 وبين أسعارها فيما يفترض أنه "يمن جديد" تؤكد أن الأعباء المعيشية تزداد ثقلاً على المواطنين عاماً بعد عام، كما أن مراجعة سريعة لتقارير البنك المركزي تؤكد، بما لا يدع مجالاً للشك، أن الأوضاع الاقتصادية في البلد من سيئ إلى أسوأ.


اليمن القديم إذن من ناحية اقتصادية أفضل.



تمزق تحالفات الرئيس
فهل اليمن القديم أفضل سياسياً من اليمن الجديد؟ يسوؤني أن أقول، جازماً، إن كفة "اليمن القديم" راجحة أكثر، وإن قراءة سريعة لتحالفات الرئيس في الساحة السياسية تؤكد أن البلد في العام 2010 أكثر تمزقاً وتفتتاً منه قبل أربع سنوات ..إنه على شفا جرفٍ هار!.


في اليمن القديم، قبل 2006، كان "طارق الفضلي" يدير بنفسه الحملة الانتخابية للرئيس علي عبدالله صالح في أبين وعدد من المحافظات الجنوبية كأحد أتباعه المخلصين. وفي اليمن الجديد بعد 2006، انضم الفضلي إلى قائمة خصوم الرئيس وتزعم، في وقت سريع، إحدى فصائل الحراك الجنوبي وأكثرها بشاعة. مطالباً، باللغة العنجهية التي يقدرها القصر ويحترمها، بفك الارتباط وانفصال الجنوب!.


في اليمن القديم، قبل 2006 كان "حسين الأحمر" رئيساً لفرع المؤتمر الشعبي العام في عمران ليس إلا. وفي اليمن الجديد، بعد 2006، أصبح حسين الأحمر نجماً معارضاً مشاكساً وواحداً من خيارات التغيير المهمة في البلد. أما وقد صار على رأس مجلس التضامن الوطني الذي جمع بين طرفي القوة في البلد: القبيلة، بما لدى شيخ حاشد الشاب من إرث، والمال بدعم سخي من الجارة السعودية التي أعاقت -لعقود- أي مشروع نهضوي في البلد مفضلة دعم مشاريع مشابهة لمجلس التضامن التي تغدق عليه شهرياً، بقرابة مليوني ريال سعودي!.


حتى داخل الأسرة الحاكمة: ففي اليمن القديم، قبل 2006، كان محمد عبداللاه القاضي لما يزل أحد أفراد الأسرة الحاكمة الذين يسهل احتوائهم. أما في اليمن الجديد، بعد 2006، فقد انضم القاضي إلى قائمة الساخطين من سياسات الرئيس والضائقين ذرعاً به. انتقل القاضي في سنوات قليلة من موظف حكومي "رئيس مؤسسة الأدوية" إلى رئيس لشورى مجلس التضامن الوطني. لم يكن الرئيس ليشعر بالحرج وهو يقول لقناة الجزيرة، إن سبب سخط محمد عبداللاه القاضي مرده أن "الكعكة صغرت" وأنه يريد المزيد!. فالأخير كان نقده للرئيس، بالنظر إلى قرابته، موجعاً!


في اليمن القديم، قبل 2006، كان يحيى محمد عبدالله صالح، ابن شقيق الرئيس أحد أبناء العائلة المخلصين، دون قيد أو شرط، لكبير العائلة: الرئيس،. أما في اليمن الجديد، بعد 2006، وقد تزايد عدد الساخطين من طريقة حكم الرئيس، فقد بدأ أركان حرب الامن المركزي العميد يحيى كما لو أن لديه أجندة خاصة. فهو يتحدث إلى الصحافة بشفافية ووضوح ويعارض التعديلات الدستورية ويدين حبس الصحفي عبد الكريم الخيواني مطالباً، أثناء اعتقاله، بالإفراج عنه. وعلاوة على تقديمه المبادرات السياسية المختلفة فقد سبق وأعلن العميد يحي، بشكل صريح، معارضته للمشروع الأكبر في البلد: توريث السلطة. وهو بهذا يعمل، حسب مراقبين، لمشروعه هو. ويحرص باستمرار على تقديم نفسه كشخص منفتح يقف نصيراً للحريات والمرأة والصحافة.


والدائرة في اتساع:
في اليمن القديم، قبل 2006، كان عبد الوهاب محمود – نائباً لرئيس مجلس النواب، وفي اليمن الجديد بعد 2006 فقد أصبح عبد الوهاب محمود رئيساً لأحزاب اللقاء المشترك وقد تعرضت سيارة له قبل أسابيع – يا للمكافأة – لإطلاق نار قيد ضد مجهول.


في اليمن القديم، قبل 2006، كان فارس منّاع أحد رجال الرئيس المخلصين وشديدي القرب. فعلاوة على كونه رئيساً لإحدى لجان الوساطة في حرب صعدة، كان فارس بمثابة "مدير مشتريات القصر" المسئول عن معظم صفقات الأسلحة وعقود تزويد الجيش. هذا ما كانه فارس مناع في اليمن القديم. أما اليوم، في اليمن الجديد، فإنه قابع في إحدى زنازين الأمن على اثر تداعيات حرب صعدة وفي تحول لا يخرج، من حيث السياق، عن تحولات طارق الفضلي أو حسين الأحمر أو القاضي وغيرهم.


وفي السلطة كما في المعارضة والمجتمع اليمني: الدائرة في اتساع. في اليمن القديم كان الزميل عبد الكريم الخيواني، وحده، ضيفاً عزيزاً على زنازين الاعتقال. أما في اليمن الجديد فقد كبرت قائمة الصحفيين لينضم إليه محمد المقالح والسقلدي واللسواس وفؤاد راشد وحتى سيف الحاضري (انضم هو الآخر) إلى قائمة نزلاء السجن من الصحفيين. كانت صحيفة الشورى وحدها، المصادرة في اليمن القديم، أما اليمن الجديد فقد شهد يوماً أسود جرى فيه إيقاف ومصادرة 7 صحف أهلية في يوم واحد فيما وصف حينها بـ "الجنان اللوزي"!.


في اليمن القديم، كانت حرب صعدة نزيفاً داخلياً في مقدور اليمنيين تضميده. أما في اليمن الجديد، بعد 2006، فقد دوّلت قصية صعدة وصارت شأناً إقليمياً مخلفة وراءها الآلاف من القتلى والجرحى وأكثر من 250 ألف نازح!.


في اليمن القديم، قبل 2006 كانت المملكة العربية السعودية داعماً رئيساً لنظام الرئيس علي عبد الله صالح، أما في اليمن الجديد، وبعد دخول السعودية في حرب حدودية مع الحوثيين، فقد أخذ صناع القرار السعودي يتحدثون، تلميحاً وصراحة، عن فشل النظام اليمني ومخاطر انهياره. ويكفي، لمعرفة مدى ريبة الرياض في نظام صنعاء، أن يقرأ المرء مقالاً لعبد الرحمن الراشد، مدير قناة العربية، تحت عنوان "دهاء حوثي أم مكر صنعاني" في الشرق الأوسط .


في اليمن القديم، قبل 2006، كان الرئيس وأحزاب اللقاء المشترك، على حد سواء، يرفضون الاعتراف بشيء اسمه "القضية الجنوبية". أما اليوم، في اليمن الجديد، فالجميع، سلطة ومعارضة، يتحدث عن الجنوب معترفاً بقضيته السياسية. غير ان الوقت، في تقديري، قد أزف. وما كان ممكناً حله، بكل سهولة، قبل سنوات صار من المستحيل عمله اليوم من دون خسائر وتضحيات جمة لم يعتد النظام، طوال فترة حكمه، على تقديمها. غير ان الضرورات، كما تقول القاعدة الفقهية، تبيح المحظورات.


والآن: ألا توافقوني الرأي، بعد كل ذلك، أن اليمن القديم أفضل اقتصادياً وسياسياً أيضاً؟.
  رد مع اقتباس
قديم 06-17-2010, 03:08 AM   #20
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


توضيح رابع للحراك

بتاريخ : الأربعاء 16-06-2010 10:24 صباحا


شبكة الطيف بقلم : د. محمد حيدره مسدوس

بعد اكتمال ردود الافعال على خطاب الرئيس بالذكرى العشرين للوحده كما يقولون ، و الذكرى العشرين لاسقاطها كما يقول الواقع ، و بعد مؤتمر اللجنه التحضيريه للحوار الوطني الشامل و ما سمعناه عنها ، كان لابد من توضيح التالي:


أولاً : قبل خطاب الرئيس اتصل بي بعض الاخوان عن توقعاتي لما يمكن ان يأتي به الرئيس حول القضيه الجنوبيه . و قلت لهم لا اتوقع ان يأتي بجديد ، لان النظام برمته لا يفهم من الوحده غير اسمها ، و الاسم بدون المضمون لا يعني وجودها . فكما قلت سابقا بان اسم والدي رحمه الله موجودا ، و لكنه غير موجود . و طالما و النظام لا يفهم من الوحده غير اسمها ، فان فاقد الشيء لا يعطيه . فدعوة الرئيس للحوار مشروطه بدستور الحرب و قوانينه و مؤسساته ، و في هذه الحاله على ماذا يحاور الجنوبيين ؟؟؟ .


فهو ينطق بكلمة الوحده لغويا و يرفضها عمليا . فعندما يصر على واحدية اليمن الجنوبيه و اليمن الشماليه ، و على واحدية تاريخيهما و ثورتيهما و يقول بان الوحده بينهما هي وحده وطنيه و ليست وحده سياسيه بين دولتين ، فانه بذلك ينكر الوحده منطقيا و يرفضها عمليا . حيث ان الوحده لا يمكن ان تكون وحدة الواحد . كما ان كذبة الواحديه هذه تجعل من المستحيل فهم القضيه و فهم حلها ، ثم ان هذه الكذبه قد جعلت الحياه السياسيه و الاقتصاديه و الاجتماعيه و الثقافيه تكون شماليه بامتياز .


فقد اصبح الاقتصاد شماليا و الثقافه شماليه و السلطه شماليه و المعارضه شماليه و الاحزاب شماليه و وسائل الاعلام شماليه ، و حتى مراسلي الاعلام الخارجي شماليين ..... الخ . و هذا ما أدى الى التعتيم الاعلامي الشامل على ما يجري في الجنوب ، باستثناء بعض الصحف الاهليه و منها صحيفة الوسط المحترمه . و في هذه الحاله اين هي الوحده التي يتحدثون عنها ؟؟؟ . فقد ظللنا خمسة عشر سنه نحاول اقناعهم بان الحرب عطلت مسار الوحده ، و انه لا بد من ازالة اثار الحرب و اصلاح مسار الوحده و لم يقبلوا ، و اليوم عليهم هم ان يقنعونا بقبول ذلك .


و اذكر ان الاخ العزيز يحيى الشامي قد اتصل بي اثناء التحضير للانتخابات النيابيه عام 1997م و قال : الرئيس طلب لقاء مع الاحزب و سأذهب انا و انت ، لان مقبل و جار الله غير موجودان . و قلت له اذهب انت و احمد علي السلامي ، لانني كنت اريد اللقاء يكون شمالياً خالصاً . و عند عودتهما من اللقاء جاءني ، و قال : اعطوا لنا العدد الذي طلبناه في اللجان . فقلت له : عندما كنتم تناقشون هل فكرتم من اين انتم ؟؟؟ . فقال : من كل الاحزاب . فقلت : اقصد جغرافيا . فغضب و قال : انت لا تعرف شيئا عن الحركه الوطنيه . فقلت له : سنحوّل بيوتنا الى مدارس لتوعية اولادنا بقضيتهم . فغضب اكثر و غادر منزلي ،


مع انه من افضل اصدقائي في الحزب حتى الان . فلم يخطر في بالي بان اي انسان لديه ذره من العقل في السلطه او المعارضه ان يذهب الى الانتخابات بدون المصالحه مع الجنوبيين ، ناهيك عن الحزب الاشتراكي الذي كان يقود الدوله في الجنوب و كان طرفا في الازمه و الحرب . فقد صدمت اكثر من صدمة الحرب و تأسفت على ما قدمه الجنوب للحركه الوطنيه في الشمال و بالذات حزب الوحده الشعبيه (حوشي) و الجبهه الوطنيه . فقد اكتشفت باننا خُدعنا منذ استقلال الجنوب ، لانهم ظلوا لمدة 30 عاما يقنعونا بزوال نظام صنعاء و اصبحوا بعد حرب 1994م يقنعونا بقبوله في الجنوب ، رغم انهم ظلوا معززين مكرمين في الجنوب و كانوا يعيشون في بحبوحه كما قال الاخ الرئيس علي ناصر محمد ، بينما المعارضه الجنوبيه الهاربه في الشمال لم يسمح لها حتى بنصب خيمه للسكن .

ثانياً : ان خطاب الرئيس الذي نحن بصدده هو اصلا موجه للخارج اكثر منه للداخل ، و هو محاوله مكشوفه للهروب من القضيه الجنوبيه و محاوله لدفنها . فبحكم ان النظام يعتقد بانه ذكي و غير غبي ، فانه يريد ان يقول للعالم بانه ادى ما عليه و رمى الكره في ملعب غيره . و بالتالي يكون ذلك مبررا امام العالم لقمع الاحتجاجات السلميه في الجنوب ، مع العلم بان الاجهزه الامنيه و العسكريه الشماليه مشبعه بالحقد ضد الجنوب . و لهذا و حتى نكشف حقيقة النظام و نسقط مبررات القمع الامني في الجنوب ، فاننا نطلب من الاشقاء العرب و في المقدمه دول الخليج بان يقنعوا النظام بالوحده فعلا لا قولا ، بحيث يسلم بانها وحده سياسيه بين دولتين و ليست وحده وطنيه بين اطراف من دوله واحده ،


و ان يسلم بان اليمن ككل كانا يمنين ، هما : اليمن الجنوبيه و اليمن الشماليه ، و انهما كانا بدولتين و هويتين وطنيتين و بتاريخين سياسيين كما كان في الواقع و كما هو موثق في المنظمات الدوليه الى يوم اعلان الوحده ، و ان يسلم كذلك بان الجنوب ملك لاهله و ليس ملكا لغيرهم ، و ان يجلس للحوار مع الجنوبيين على هذا الاساس . فاذا ما نجحوا في ذلك فانهم يكونوا قد حلوا القضيه و اوجدوا الاستقرار في اليمن ، و اذا ما فشلوا ، فاننا نطلب منهم ادانة النظام و تأييد مطالبنا . و اذكر بانني قد تناولت هذا الموضوع مع معالي وزير الخارجيه العماني الاخ يوسف العلوي عندما هُزمنا في الحرب و خرجنا الى سلطنة عُمان ،


و استقبلني و كل من الاخوه : عبدالعزيز الدالي ، و محمد سعيد عبدالله ( محسن ) و صالح عبدالله مثنى ، و سالم جبران ، و مصطفى العطاس ، و محمد سالم كده ، و قلت له : لسنا مختلفين حول الوحده من حيث المبدأ ، و انما مختلفين على مفهومها . فهم يرونها وحده وطنيه و كأنها بين أطراف من دوله واحده ، اي عودة الفرع الى الاصل كما جاء في رسالة علماء دين صنعاء اثناء اعلان الوحده و كما تأكده الممارسه العمليه ، و نحن نراها وحده سياسيه بين دولتين كما جاء في اتفاقيات الوحده التي تم اسقاطها بالحرب ، و الان و بعد كل ما جرى و بعد معرفة نواياهم ليس هناك من حل غير الحل الفيدرالي . و قال الاخ يوسف : هذا الذي سيكون و لكن ليس وقته ، فقد كان امام علي عبدالله صالح عقبتان ، و اجتاز الاولى و باقي الثانيه ، و نحن واثقون من قدرته على اجتيازها . هكذا قال الوزير العماني .


ثالثاً : ان الجديد بالنسبه للرئيس تجاه الداخل هو فقط في موافقته على اتفاق فبراير 2009م مع اللقاء المشترك و الذي بموجبه تم تأجيل الانتخابات خوفا من فشلها في الجنوب . و هذا الاتفاق يتضمن احتواء الحراك الوطني السلمي الجنوبي من قبل اللقاء المشترك و الوصول الى حوار يكون طرفاه السلطه و المعارضه و ليس الشمال و الجنوب . و مثل هذا الحوار الذي ظهر بأسم مؤتمر الحوار الوطني الشامل هو دفن أبدي للقضيه الجنوبيه ، لان أي حوار يأخذ صفة السلطه و المعارضه و ليس صفة الشمال و الجنوب ، هو طمس للهويه و التاريخ السياسي للجنوب و شرعنه لنهب ارضه و ثروته و حرمانه منها . كما ان مثل ذلك يعتبر تنازلا عن قراري مجلس الامن الدولي أثناء الحرب و عن تعهّد صنعاء للمجتمع الدولي بعد الحرب . ثم ان مثل ذلك ايضا يعفي النظام و حزب الاصلاح من مسئولية الحرب و نتائجها و من مسئولية الفتوى الدينيه التي بررت الحرب و أدت الى اسقاط الوحده بالحرب . و فوق ذلك مازال علماء دين صنعاء يستخدمون الدين لصالح الشمال على حساب الجنوب و أصبحوا الان يفتون بان الوحده فريضه . حيث تناسوا تعدد الدول الاسلاميه و تعدد الدول العربيه ، و تناسوا تأييدهم لترسيم الحدود فيما بينها و آخرها حدود اليمن مع السعوديه .


رابعا: ان ما يجري في الجنوب منذ حرب 1994م يشكل انقراضا لشعب كان دوله ذات سياده ، و عملية الانقراض هذه مارستها السلطه و علماء دين صنعاء و احزاب اللقاء المشترك خلال السنوات الماضيه كلا بطريقته . و قد سبق و ان قلنا في حينه بان تشكيل مجلس التنسيق الاعلى لاحزاب المعارضه سابقا ، و اللقاء المشترك لاحقا دون ان يعتذر حزب الاصلاح لشعب الجنوب على الحرب التي خاضها ضده ، و دون ان يلغي فتواه الدينيه التي بررت الحرب و أباحت الارض و العرض و حولت الجنوب الى غنيمه على طريقة القرون الوسطى و مازالت باقيه ، هو لشرعنة الحرب و نتائجها و دفن القضيه الجنوبيه . فلو لم توجد القضيه الجنوبيه لما وجدت مثل هذه التكتلات بكل تأكيد . و اذا ما حلّت القضيه الجنوبيه او دفنت لا سمح الله ، فان هذه التكتلات لن تبقى قائمه الاّ بتحويل الاسلاميين الى علمانيين او العكس ، و هذا دليل كافي على ذلك . و كما سبق ايضا و ان قلنا بان مشاركة الحزب الاشتراكي في الانتخابات بدون ازالة آثار الحرب و اصلاح مسار الوحده ، هي لتطبيع الوضع السياسي في الجنوب و شرعنة الحرب و نتائجها و دفن القضيه الجنوبيه ايضا . و قلنا كذلك بانه لا يجوز استخدام الحزبيه في القضايا الوطنيه ، لان الحزبيه تتعارض موضوعيا مع الوطنيه بالضروره .


خامساً : ان هذه التكتلات السياسيه التي ظهرت بعد حرب 1994م قد وجدت بوجود الحزب الاشتراكي فيها كمحلل لقهر الجنوب ، و لولا وجود الحزب الاشتراكي فيها لما وجدت مثل هذه التكتلات . فعلى سبيل المثال في الانتخابات الرئاسيه عام 1999م حاول الرئيس علي عبدالله صالح ، عبر احمد حيدره سعيد و احمد عوض المحروق و لاحقا بن عرب ، إقناع (( مقبل )) بترشيح نفسه كمنافس للرئيس بأسم الحزب أو حتى بأسم المعارضه ، و لكنه رفض . و من جانب مجلس التنسيق الاعلى لاحزاب المعارضه في ذلك الوقت اجمع على ترشيح ياسين سعيد نعمان كمنافس للرئيس و هو مازال باقيا في دولة الامارات ، و لكنه ايضا رفض .


و بعد ذلك استطاع جار الله عمر اقناع مجلس التنسيق الاعلى لاحزاب المعارضه بترشيح (( مقبل )) و هو في لندن للعلاج و طلب منه قطع العلاج و العوده فورا لتقديم طلب الترشيح قبل اغلاق باب الترشيح ، و هذا ما جعل الرئيس يشك في عودة مقبل و في قبوله للترشيح بعد ان كان رافضا ، و وجه مجلس النواب باسقاطه و انجاح نجيب قحطان الشعبي كمنافس للرئيس و هو من حزب الرئيس ، مما يدل على ان السلطه و المعارضه معا كانا يبحثان عن منافس جنوبي يعطي شيئا من الشرعيه للوضع غير الشرعي في الجنوب . و في الانتخابات الرئاسيه عام 2006م أستأجر اللقاء المشترك الفقيد فيصل بن شملان رحمه الله كمنافس للرئيس من خارج اللقاء المشترك لنفس الهدف . و هذا ما أكده بن شملان نفسه في حملته الانتخابيه و في الصحف .


ففي مقابله له مع صحيفة النداء بتاريخ 18/1/2010م العدد (( 220 )) مثلا ، قال : ان ما كان يزعجني اثناء الحمله الانتخابيه هو حديث الرئيس عن الوحده ، لانه يوحي و كأنها لاتزال محل شك ، و هذا شيء مؤلم رغم مرور هذا الوقت على قيام دولة الوحده ، و قال ايضا و هو مرشح اللقاء المشترك و يمثل سياسته : ان حديث الرئيس عن الوحده بدى و كأنه يشكك في وجودها ، و قال كذلك : انا دخلت الانتخابات من اجل التأكيد على ان الوحده اليمنيه يجب الاّ تكون موضع نقاش . و في الاخير قال : انا أديت مهمه . هكذا قال بن شملان . و لكونه قال هذا الكلام فقد خلق اللقاء المشترك له هاله اعلاميه حتى اليوم . و بالتالي ماذا نسمي هذا العمل بالنسبه للقاء المشترك ، و ماذا نسميه بالنسبه لبن شملان رحمه الله ؟؟؟ . أفلم يكن الاول مؤامره و الثاني خيانه ؟؟؟ .

سادساً : ان نجيب قحطان الشعبي الذي رشحه الرئيس لمنافسته في الانتخابات الرئاسيه عام 1999م ، و مقبل و ياسين اللذان رشحهما مجلس التنسيق الاعلى لاحزاب المعارضه سابقا لنفس الانتخابات ، و الفقيد فيصل بن شملان الذي رشحه اللقاء المشترك في الانتخابات الرئاسيه عام 2006م ، و استاذنا الكبير محمد سالم باسندوه الذي تم احضاره قبل سنه لرئاسة اللجنه التحضيريه لمؤتمر الحوار الوطني الشامل ..... الخ ، لم يكونوا جميعهم افضل ما في اليمن و لا اعتقد انهم ذاتهم يعتقدون ذلك و لا من رشحهم يعتقد فيهم ذلك ، و انما لانهم جنوبيون يمكن ان يعطوا شيئا من الشرعيه للوضع غير الشرعي في الجنوب . و بالتالي الم يكن هذا ضحكاً عليهم ؟؟؟ . فلا نجيب صانع قرار لدى من رشحه ، و لا مقبل و ياسين صانعان قرار لدى من رشحهما ، و لا فيصل بن شملان صانع قرار لدى من رشحه ، و لا استاذنا الكبير محمد سالم باسندوه صانع قرار في اللجنه التحضيريه للحوار الوطني ، ولا أي جنوبي في اي حزب صانع قرار باستثناء السيد عبدالرحمن الجفري في حزب الرابطه . و هذا ايضا ينطبق على كل الجنوبيين الموظفين مع السلطه . و مع كل ذلك و غيره الكثير فاننا نرحب باي صحوة ضمير لدى المعارضه او لدى السلطه تجاه القضيه الجنوبيه و نمد ايدينا لهم من اجل ذلك .


سابعاً : ان اللجنه التحضيريه لمؤتمر الحوار الوطني التي أختتمت مؤتمرها في الاسبوع الماضي قد حاولت ان تقول كلمة حق تجاه القضيه الجنوبيه ، و نحن نرحب بذلك و نشكرهم عليه . كما اننا نبارك انضمام الحركه الحوثيه و أنضمام مجلس التضامن و حركة التغيير الى مسيرة الحوار الوطني التي يقودها الشيخ حميد الاحمر ، و نأمل بان يكون هذا الاصطفاف الشمالي للمعارضه عاملا مساعدا لأجبار النظام على الاعتراف بالقضيه الجنوبيه كقضية شعب كان دوله ذات سياده ، و ذلك باتجاه الحوار مع الجنوبيين من اجل حلها على قاعدة الشرعيه الدوليه بموجب قراري مجلس الامن الدولي او على قاعدة الشرعيه الشعبيه بموجب استفتاء شعب الجنوب على تقرير مصيره . و أقول لكل المنحدرين من الشمال و الجنوب في الداخل و الخارج بأنه لن يكون الا هذا الكلام شاءوا أم أبوا رغم ظروفي الصحيه و الماديه التي لا تسمح لي كثيرا بالحركه . فلا يمكن ان يكون غير ذلك الا في حاله واحده ، و هي أنهيار الدوله و صوملة اليمن فقط و لا غير و بالضروره .


ثامناً : انني في الختام أقول لجميع الجنوبيين في الداخل و الخارج بان القضيه الجنوبيه قد اصبحت حاضره بقوه في الميدان ، و لكنها ليست كذلك في الفكر و السياسه و الاعلام . و هذه المجالات الثلاثه لابد من التركيز عليها في الايام القادمه حتى تواكب ما يجري في الميدان . و لابد من تطوير الحراك الوطني السلمي الجنوبي و تحويله الى حركه سياسيه تكون من حيث التنظيم مثل الحركه الشعبيه في جنوب السودان . فلم تكن الحركه الشعبيه في جنوب السودان تابعه للمعارضه في الشمال و لم تراهن عليها في حل قضية الجنوب ، لان المراهنه عليها تجعل القضيه تكون قضية سلطه و معارضه بدلا عن قضية شمال و جنوب ، و تجعل حاميها حراميها ، رغم ان جنوب السوان لم يكن دوله قط و لم يدخل في وحده سياسيه مع الشمال كما حصل عندنا . ناهيك عن الاختلاف الجذري بين آليّة حل أزمات السلطه و آليّة حل أزمات الوحده . فآليّة حل أزمات السلطه هي في صناديق الاقتراع و ليس غيرها ، و آليّة حل أزمات الوحده هي في الحوار بين طرفيها و ليس غيره بالضروره أيضاً . و بالتالي على الذين يعتقدون بأن الازمه في اليمن هي أزمة السلطه بأن يعيدوا حساباتهم على هذا الاساس .

- 12/6/2010 -

التعديل الأخير تم بواسطة حد من الوادي ; 06-17-2010 الساعة 03:29 AM
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas