" البيض والعطاس بايرجع.. حتماً وبايرجع علي ناصر"

[حد من الوادي]

" البيض والعطاس بايرجع.. حتماً وبايرجع علي ناصر"

أبو عامر اليافعي -


"أبا الجنوب" الرئيس علي ناصر محمد / الجنوب ينتظر إطلالتك يا أبتاه!



في يوم من أيام النضال الجنوبي وذكرى مناسبة غالية على قلب كل جنوبي وهي مناسبة إنطلاقة مسيرة التسامح والتصالح والمحبة والسلام في الجنوب العظيم أحببت أن أكتب رسالة - شكر ونداء - متواضعة إلى هامة من هامات الجنوب السامقة لما لها من دور هام في صنع هذا اليوم الرائع .


الحديث عن الرئيس علي ناصر محمد وبمثل هذه الهامة الكبيرة أمر شاق ليس مثلي من يستطيع أن يشمله أو يدعي القدرة على ذلك.لأنه لم يكن في يوما من الأيام مجرد سياسي موصوف أو وطني معروف فقط ولم يكن أبدا مجرد مشاهد من برج عاجي أو عابر سبيل في لحظات تاريخية بل اختمر بالوطن وصنع معه وفيه المعجزات والتحولات الهامة.


للكلمة في فكر الرئيس ناصر مدى لا ينتهي منذ أن بدأ بالطبشور معلما في دثينة عام 1959م ومازال ممسكا بالقلم ورئيسا للمركز العربي للدراسات الإستراتيجية .. وللطلقة في أبجدياته استثناء لابد منه فلقد بدأ حياته السياسية ثائرا ومقارعا للاستعمار ووصل به المطاف قائدا محنكا يشار له بالاعتبار .




علي ناصر محمد .. رئيسا للجنوب وزعيما للقلوب
علي ناصر محمد .. الثائر الشريف والقائد الحصيف
علي ناصر محمد .. الكاتب المؤلف والإنسان المثقف
علي ناصر محمد ..هرم سياسي أرحب وخبرات غزيرة لا تنضب
علي ناصر محمد.. نظرة ثاقبة للمستقبل وجنوب في عهده هو الأجمل
تمعنت في كل العناوين ولم أجد أجمل ولا أروع من أن اسميك " أبا الجنوب"


أبا الجنوب.. لأنه ولد قبل أن يولد الاستقلال الجنوب أبا الجنوب لأنه واحدا ممن صنعوا فجر الاستقلال وأبا الجنوب لأنه واحدا ممن حملوا على عاتقهم تنشئته مذ كان جنينا حتى صار شابا .. أبا الجنوب لأنه كان ولي أمر الجنوب ورئيسه.. أبا الجنوب لأنه وبرغم المأساة آثر أن يرحل عن المآسي لأجل أبنائه .. أبا الجنوب لأنه مازال يحمل في وجدانه كل الجنوب.


أبا الجنوب !
الجنوب ينتظر منك الحنان بقربه وينتظر منك الموقف بمطلبه وينتظر منك الوفاء بحبه وهو يعلم أن كل هذا كامنا فيك وآخذ منك كل تفكيرك.
شعب الجنوب يحبك أيها الزعيم ويثق بك أيها الأب الكريم وكل أبنائك يدركون انك معهم بقلبك ومشاعرك وعقلك ويتهللون فرحا لأي تصريح صادر منك أو بيان وقلوبهم تقرأ كلمات حبرك وأعينهم تحتوي تفاصيل حرفك.. يتمعنون فيما تكتب كأنهم ينتظرون البيان الأول لدولة الجنوب.
لم يشعروا يوما إلا انك معهم وانك لن تخذلهم بل يوقنون انك بكل جوارحك معهم بقعودك وقيامك ..بسكناتك وحركاتك وبذلك يأملون .
ألا تراهم يرفعون صورك بكل مناسبة ألا تسمع هتافهم " البيض والعطاس بايرجع.. حتما وبايرجع علي ناصر".


أبا الجنوب:
هل من المعقول أن تكون تلك القلوب النقية لا تشعر ولا تحس ؟ هل يمكن أن تٌخذل تلك النفوس المحبة والصادقة وكيف للأب أن يخذل أبنائه ؟!.
نحن نناديك بقلوبنا .. ونعلم انه يقال عنا بانا شعب عاطفي ورومانسي ونحن نريد أن نظل هكذا أقوياء بمشاعرنا ومحبتنا وعواطفنا لا نريد أن نكون كلاب أو ذئاب ولا نريد أن نكون أحجارا أو تراب.


أبا الجنوب:
نحن نعلم انك رجل قومي وحدوي وانك تشربت بالمبادئ والأفكار القومية إلى حد الثمالة ونحن شعب وحدوي بطبيعتنا وأخلاقنا ونتعايش مع كل الأجناس ولا توجد لدينا عنصرية ولسنا دعاة تمزق ولكن من العار أن نقبل الذل باسم الوحدة أو القومية ومن المعيب أن نقبل وضعنا المأساوي لأجل الشعارات الرنانة وجريمة كبرى أن نتمسك بشيء ليس له كيان وكارثة بكل معنى الكلمة أن نوهم أنفسنا أن ماهو قائم يعتبر وحدة بل قمة الاستخفاف بالعقول أن نخدع أنفسنا بشيء لا أساس له .


أبا الجنوب:
أنت تدرك تمام الإدراك أن حرب 94م لم تكن هي السبب الحقيقي لما نعانيه بل كانت نتاج لمشاكل أعمق ثقافيا وأخلاقيا ومسلكا واجتماعيا وما الحرب إلا نتيجة ودليل على الحقيقة المرة. وتدرك تماما أن الوحدة قامت على عجل وبدون أي إجراءات سليمة في كل النواحي والمضحك المبكي في الأمر أن إعلان الوحدة لو تأخر شهران أو ثلاثة شهور لما أعلنت نهائيا . فبالله عليك أيها الأب الكريم هل هذه وحدة كان يمكن ألا تحدث لولا الاستعجال وعدم التروي.


أبا الجنوب:
وطننا ينتظر ميلاد اسعد وفجر أجمل ومصيرا أروع وتلك هي لحظة تاريخية لا يمكن أن تتكرر والفرص التاريخية للشعوب تصنع حضارات لا مثيل لها وأنت اعلم من ذلك أكثر مني أضعافا مضاعفة.
هاهو يوم التسامح والتصالح يتجدد وتتجدد معه الآمال والأماني العظيمة وأنت من له لفضل بعد الله في تجسيده على ارض الواقع وأنت من كان وراء هذا المبدأ العظيم.


وأخيراً وليس آخراً.. يا أبا الجنوب :
يوما ليسنوبي ينتظر منك ومن الرئيس علي سالم البيض وحيدر أبوبكر العطاس وبقية قيادة الجنوب التاريخية أن يراكم في لقطة تاريخية اليد باليد والقلوب مع القلوب والموقف هو ذات الموقف والحب للوطن هو ذات الموقف الواحد ذات الروح الجنوبية وبإعلان تاريخي يطوي مراحل الألم والجراح ويرسم لوحة مشرقة تكتنفها ابتسامة عريضة نابعة من القلب ومسحة وجوه ملائكية في يوم لن ينساه الجنوب ولا التاريخ.. يوما ليس ككل الأيام لأنه سيكون يوما لكم أو يوما عليكم .


لك التحية الصادقة يا أبا الجنوب وملك القلوب0