حرية الفتاة ... بين الافراط ... والتفريط

[ابوعبدالله]

حرية الفتاة ... بين الافراط ... والتفريط

الحرية هي الحق المكفول لكل انسان يعيش على وجه هذه البسيطه
وهي ذاك المقصد الذي حاربت من اجله العديد من الشعوب وضحت لتحصل
على قدر من هذا الحق .. ولو كان ضئيلا ..

الحريه للبعض هي التحرر من القيود بكل اشكالها .. ماديه ومعنويه ..
وهي للبعض الآخر تقع ضمن نطاق الاعراف والتقاليد ..
ولغيرهم تقع ضمن حدود الدين وضوابط الشرع ..

وهي ان تكون امورك ملك نفسك اختياراتك .. خطواتك في تحديد الطريق
افكارك عندما تطلقها في سماء التنفيذ ..
واخيرا حقك الطبيعي في ان تفعل ماترتئيه وتحت مظلة الحريه ...

ولما كانت المرأه وفي العصور المظلمه رهينة الرجل الذي كان يرى ان من حقه تحديد مصيرها بل وتحديد رغباتها بل تفسير وجود المرأه كمخلوق حيواني
لايختلف عن غيره من الحيوانات التي تحمل وتلد وترضع صغارها ..

جاهدت تلك المرأه لتحصل على حقها من الحريه وسعت لتمارسها ايضا ..

لقد اجحفت كل القوانين الوضعيه في ان تنصف المرأه وتمنحها حقها وخياراتها
الطبيعيه ..
فكانت كلما بحثت عن تلك الحريه كلما وقعت في شباك العبوديه للرجل الذي
يحاول ان يغررها بحلم الحريه .. ثم يسلبها اياه في اقرب فرصه ..


الى ان جاء الاسلام بتكوينه الاجتماعي المتين وكفل لها حريتها في حدود شرعيه .. لاتتجاوزها ولاتتعداها الى غيرها ..
فجعل النساء شقائق الرجال ..
كرمها .. فاكرم من يكرمها واهان من يهينها ..
صانها وحفظها في دره مكنونه .. لاتصل اليها ايدي العابثين ..

في ظل هذه الحريه التي كفلها الاسلام لأماء الله ..
اضاف بنو البشر اضافات عرفيه الى هذا المفهوم .. فجعلو المرأه دون ان تطالب
بحقها في التعليم او اختيار شريك الحياة واحيانا العمل الابداع الطموح ..


ولعل الفتاة التي تعيش في بيتها هي الباحث الاكبر عن الحريه والتي تواجه
باحد امرين اما :
حريه بلا حدود بلا ضوابط بلا راع مسؤول عن رعيته ..
تخلف عثرات يصعب تجاوزها و عواقب وخيمه لن يفيد معها الندم ..

واحيانا :
تضييق وتحجيم لهذا الحق الى حد يدفع بعض الفتيات للاستغاثه للخروج من هذا السجن والافلات من قبضة الجلاد ..والتعلق باول بصيص نور او بارقة امل
من الحريه المفقوده ..
قد يقود هذا البصيص من النور الى ظلام دامس وخطر متربص ..


وبين هذين الامرين امر وسط لايمكن اغفاله ولعله الانسب والاقل عواقب
من الجميع الا وهو :

ان تمنح الفتاة الحريه وفق ضوابط شرعيه ورعايه ناضجه واخيرا ان تحمل مسؤولية الثقه التي يمنحها اياها والديها ..

ولعلي اذكر حديث احد الوعاظ جزاهم الله خيرا وغفر لنا ولهم حين يقول :
ايها الاهل لاتصدقوا ولا تثقوا بكل فتاة تصلي على سجادة الصلاة لا تظنوهن كلهن عفيفات قد يخفين مكرا كبيرا ..
وانا اقول حتى لو وجد مثل هؤلاء الفتيات تبقى الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي ..

ويبقى التقى والعفاف والغنى هو رجاؤنا من الله سبحانه وتعالى ..
واسال الله ان يحفظ بنات المسلمين من كل ناعق باسم الحريه الزائفه
حريتنا هي في التزامنا بديننا بمبادئنا ..

منقول ...كاتبه الموضوع (العائدة للنور)