ديوان بن جبران .. اضافة مهمة في ديوان الشعر الحضرمي .

[شيخ القبايل.]

	بسم الله الرحمن الرحيم

في مجلد فاخر نشرت دار الفتح بالاردن (( ديوان بن جبران )) . وجاء المجلد في طبعة انيقة من القطع المتوسط ( 17*24 سم ) وعدد صفحاته 216 وقد حوى مايقارب المائة قصيدة . تنوعت وتوزعت على ابواب عدة اهمهما مدائحه النبوية المشحونة بالايمان والحب للرسول الكريم صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
و يعد الديوان اضافة مثيرة الى ديوان الادب في حضرموت و مفاجأة حلوة تطل على المشهد الثقافي هناك ، لما للشيخ الشاعر : محمد بن جبران بن عوض جبران اطال الله عمره من روح شاعرية رقيقة . ورغم انه يكتب أغلب شعره للمناسبات الا ان مايكتبه يطفح بصدق الشاعر وايمانه بعيدا عن تكلف الصنعة في قصائد المناسبات عادة . كما لا يخلو من طرافة ودعابات ، و تتكلم اشعاره بلغة سهلة سلسة عذبة . ولم تخل منظوماته من صور فريدة واطياف تظهر مكنونات نفس هادئة مطمئنة . و كان حفظه الله يحرص على مد جسور المودة حوله . يواسيهم في احزانهم ويشاركهم افراحهم ، ويلتفت الى جمال الموقف فلا يتركه الا وقد اهدى اليه باقة من الشعر تسجل اعجابه به ، او شكره له ، اوتشد ازره بالتشجيع والمساندة .فكانها رسالة الشاعر الرقيق الصادق وامانته فيؤديها الى اهلها ، ويضعها في مكانها !
وفي الديوان قصائد فصيحة جمة وفيه من الشعر الحميني المطبوع بطابع الفصحى وفي كليهما جمال شعره اللطيف المستعذب .
ولد الشاعر حفظه الله بمدينة شبام سنة 1348 هجرية و درس بها و اتم قراءة القران الكريم في سن مبكرة . وتفقه في الدين والعلوم حتى بلغ الثانية عشرة ثم سافر لطلب الرزق ( والتفقه في التجارة ) عاد بعدها الى شبام ليكمل نصف دينه وهو في سن الثامنة عشرة . و عاود الكرة المكتوبة على ابناء شبام فهاجر للتكسب الى عدن ومكث بها مدة طويلة ثم هاجر الى جدة المحروسة عام 1397 هـ وعمل بها الى ان تقاعد وظل نزيها نزيلا بها هو وولده جميعا – حفظهم الله ، واسبل عليه وعليهم وعلينا رضاه - حتى اليوم .
وقد اثرت بالطبع جميع مراحل حياته وخبراته في دنيا الناس على شعره ، وكان لكثرة قراءته للقران اثر كبير في سلاسة اشعاره ورصانة الفاظه ، كما ان لصحبة اهل العلم والصلاح اثر ملموس بلا شك على ما كتبه .
قدم للديوان واعتنى به اخينا الحبيب محمد بن ابي بكر باذيب . بارك الله فيه . استهله بكلمة موجزة . ولمحة مقتضبة اشار فيها بعجالة الى شبام موطن اهل الفطنة والعلم والادب . ثم ترجم للشاعر نقلا عما كتبه عن ذاته اطال الله في عمره واثابه . ثم كتب تقريضا سجل فيها رأيه عن الشعر واعجابه بماحواه الديوان و مما قاله :

الشعر موهبة ، و تنمو مع صاحبها و تنصقل بكثرة التجارب و المحاولات .. وليس بالضرورة ان يحسن الشاعر علم العروض فما دام النظم ليس مختلا او ساذجا فيصح ان يطلق عليه – الى جانب احتوائه على مضمون مفيد ومعنى حسن – اسم الشعر .
و ايضا ليس بالضرورة ان يطرق الشاعر ابواب الجناس والبديع ، بل قد يكون الشعر رائقا وجميلا في كثير من الاحيان اذا خلا عنها وكان بعيدا من التقعر والتنمط الزائد ، والذه ما اطرب سامعيه وحركهم .
وان (( ديوان ابن جبران )) الذي بين ايدينا فيه الشعر العذب السهل والسلس ، وهو كغيره بين دفتيه قصائد فيها الجيد والاجود ، والحسن والاحسن ، تنوعت مقاصده الشعرية ، واتجاهاته . .
فيه من المدائح النبوية ما يفخر بها قائلها ، ويطرب لها سامعها ، وتشوقه الى ذلك الجناب الطاهر المعظم .
و فيه مراثي ومدائح في بعض الشيوخ واحباب واصدقاء الشاعر .. وفيه قصائد القيت في بعض المناسبات ، وفيه قصائد اجتماعية واخوانيات عذبة الالفاظ .
و اسجل هنا اعجابي بهذا الديوان في ناحيتين هما :
1 – الاولى : الروح الشفافة للناظم الذي تنم عن صدق محبة واخلاص نابع من اعماق قلبه ، لا سيما في مدائحه النبوية .. وقصائده الابوية الحانية .
و اقتطف من احدى مدائحه النبوية هذه الابيات .. يقول فيها :

اقتباس :

نفسي تحن لهاتيك البقاع ومن = بها سكنوا في حي ذي سلم و كيف لا وحبيب الله ساكنها = محمد المصطفى الهادي الى القيم من حين عهد الصبا والقلب يعشقه = والعشق منذ الصبا من اطهر الشيم و ان حب رسول الله ممتزج = بالجسم والروح من قرني الى قدمي ثوى بذرات جسمي لا يفارقني = كالظل او انه يجري كجري ِ دمي

و يقول في اخرى :

اقتباس :

فحبهم بين انحاء الضلوع ثوى = و قد تمكن في الاحشاء تمكينا من حين عهد الصبا والقلب يعشقه = وقد ترعرع في حب النبيينا

ويقول في اخرى عذبة سلسة جميلة :

اقتباس :

حبيبي عن عيوني لا يغيب = و كيف يغيب عن عيني الحبيب ُ شكوت اليه ما بيَ من هيام = فما قد حل بي امر غريب شغفت بحبه ولها ً وتيها ً = ودائي َ منه ليس له طبيب

.. الخ
2 - الناحية الاخرى .. التي نالت اعجابي ، هي :
الروح الاجتماعية والتبسط مع الابناء والاخوان والاصحاب ، بلهجة واضحة ، ولغة مفهومة ، واوزان خفيفة .
وقد حوى الديوان امثلة كثيرة من هذا النوع ..

اقتباس :

حمدا لك اللهم اذ وفقتنا = و هديتنا لتلاوة القران انا تلونا الذكر في صلواتنا = لتمدنا بالعلم و الايمان فاليوم نختمه ونبداه غدا = فاكتب لنا التوفيق في الايمان احلى الكلام له الجبال تفطرت = و تصدعت من خشية الرحمن

و يخاطب مدرسة اليرموك بقوله :

اقتباس :

بوركت يا مدرسة اليرموك ِ = بالعلم والتعليم شيدوك ِ بالعالم الامين زودوك = وبالمدير الكفء توجوك !

وتحدث عن البنت ومكانتها بين الناس وعن القلم وعن الصندوق وعن السيارات ... !! ( أ . هـ . ) بتصرف .
ومن يقرا للشيخ محمد بن جبران ثم يعرفه عن كثب فانه سوف يلمس التطابق العجيب بين الجو الذي تشيعه و تضيئه قصائدة وبين كريم طباعه ودماثة اخلاقه وروحه الاجتماعية الحانية ، يكللها تاج من الحلم والتواضع والرحمة انعم الله بها عليه ، فلا زالت .
و يسرني شخصيا ان أرفع شكري وامتناني للاخ المعد لما اكرمني به من ذكر ملفت في مستهل حديثه الموجز عن شبام وشعرائها ، وخصني بماكان غيري به احق ، وقد البسني بذاك ثوبا لا يسعني و دعاني الى مرتفع لا اصبو اليه .. الا انني سعيد بما نقله ، واعتبرته من فضل الله عليّ (( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا )) صدق الله العظيم .

و ختاما اتوجه بشكري الحار للقراء على ما منحوه من وقتهم لقراءة هذا الاستعراض . معتذرا لهم ان كنت قد اهدرت من وقتهم . و نرجوا من اخينا ابي عبدالله الشبامي ان يذكر لقرائنا الكرام الراغبين في اقتناء الديوان عن مكان توفره في المكتبات اذا لم يمانع .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ......

[باجرش]

جزاك الله خيراً أخي محمد فذالك العلم قبل أن يكون أباً وجداً لنا في الشعر هو أب وجد في النسب وشهادتنا فيه مجروحة
وأحسن الله اليك لقد جدت بمافي خواطرنا نحو تلك الجوهرة .

[شيخ القبايل.]

مرورك المبارك على الموضوع بلسم يداوي الافئدة يا باجرش

ولكننا لن نعذرك عن ابداء رايك والقاء ملاحظاتك ولفتاتك من خلال استقرائك للديوان ..
و دع صلة القربى الادبية تتجاوز اليوم صلة الدم
فهات لنا من الدرر !

و شكرا لك في كل الاحوال

[سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي))]

حفظ الله الوالد الشيخ محمد جبران واطال في عمره هذا الانسان التقي
نقي السريره مضى معظم عمره وهو في اغتراب لكسب لقمة العيش الشريفه وواجهة حياته الكثير من الاعاصير والامواج العاتيه ولكنه نعم المؤمن المحتسب والغربه لم تثنيه عن طلب العلم ومحاباة اهل العلم
وكذلك حفظ القران الكريم وتعلّم اياته الكريمه والفقه والادب0

فلا غرابه بعد هذا ان يكون ذو روح شاعريه واخلاق وتواضع قليل مانراها
في هذا الزمن الرديء 0

حفظ الله الوالد الشيخ محمد بن جبران جبران وكثر الله من امثاله وهو ذخر وفخر لابناء حضرموت بل واليمن مشكور اخوي محمد باذيب جزاك الله خير وكذلك الشكر للاخ ابو عبدالله الشبامي بارك الله فيكم جميعا
واشكر تواضعكم انتم نعم الادباء (ان هذا الشبل من ذاك الاسد0)

نحسبكم كذلك ولانزكي على الله احد0

[ســــــعــــــود]

وا اسفي عليكم ابناء شبام

يعني انا فهمت من الموضوع ان هذا الشيخ الجليل الشاعر من ابناء حضرموت وبالذات من شبام 0
سؤالي

لماذا لازالو في الغربه امثاله وغيره 0

بلادكم شلكم سيل اولى بكم ماشفت بلاد كما شبام اهلها مشتتين
وفيهم ناس ياما وياما سمعنا من اجدادنا عنهم وصرنا والله العظيم نحس بغيره نحوكم يااهل شبام ولاننا نحبكم نتمنى منكم ان تعودو كما كانو اهلكم بالسابق تمسكو ببلدكم 0

الرئيس اليمني كم مره زار شبام واستفسر عن اهلها وشيوخها والله العظيم وكان احد مرافقيه من اقاربنا ولكن لم يجبه احد وراح منها مودع
بمثل مااستقبل من فتور شلكم سيل0

شبام في التقسيم الجديد تعتبر هامه ولااعي الخوض في الموضوع اكثر ولكن صدقونا تحتاج لامثالكم لان للاسف بعض المتنفذين فيها الان همهم مصالحهم الخاصه وبذا يملكون اكثر مما تملكونه انتم في الغربه0
والله من وراء القصد واللهم فاشهد 0

نصيحتي احترمو انفسكم وعزو بعضكم بعض واتركو كل طبقه تهين الطبقة الاخرى0

[سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي))]

تسلم ومشكور على الغيره وهذا من طيبك 0
وكلامك محل تقدير0

[المنصورة]

بسم الله الرحمن الرحيم

قرات مؤخرا اصدارا جليلا جميلا عظيما تاقت اليه النفوس ولامثاله من كتب التراث الحضرمي عموما والشبامي خصوصا الا وهو (( ديوان ابن جبران )) للوالد القديرالشيخ محمد جبران والذي قدم له واعتنى به و جمعه الاخ المبارك الشاب المجتهد محمد بن ابي بكر بن عبدالله باذيب هذا الشاب الواعد الصالح المبشر بكل خير من ابناء هذا الجيل الذي قل ما نجد فيه من يحرص على العودة الى اصولنا و ماضينا فبارك الله فيه واشد على يده في المضي قدما نحو هذا النمط من الكتب وهذا الاتجاه الحسن من الابراز والتعريف بامجادنا واجدادنا واباءنا من علماء بلادنا الكرام رحمت الله على موتاهم وحفظ الله وابقى احياءهم . فنحن متعطشين ابناء الجيل الجديد لمعرفة وقراءة الكثير عنهم فالكثير من ابناء جيلنا وبخاصة المغتربين ممن تربوا خارج البلاد يجهلون كل الجهل بماضينا المشرف والايام الخوالي من حياة وامجاد المتقدمين من اهل وعظماء ذلك الزمان .
فالى الامام نحو المزيد و المزيد و بالتوفيق ، كما انني من المعجبين بحسه الادبي و قريحته الشعرية فلا يحرمنا من جديده في هذا الاطار . بارك الله فيك و في امثالك و اقر الله بك عين والديك حفظك الله ورعاك .

اختكم المنصورة

[الشبامي]

احسنت اخي محمد باذيب في التنويه لهذا الشبامي العملاق
ونسأل الله ان يبارك في عمره وعمله
فهو بحق ذلك الرجل المفعم بالتواضع الجم
وتلك هي شيم الكرام

[شيخ القبايل.]

الاخوة
الشبامي : الشرقاوي : سعود : المنصورة : حياكم الله

شكرا على تفاعلكم مع الموضوع
وللشبامي ، نتمنى ان نجد الديوان بمحتوياته في موقع الشبامي ، على الاقل بعد فترة يستطيع فيها الناشر الاستفادة مما خصص للتوزيع .
ولا اعتقد ان الشيخ الوالد محمد سيبخل بالاذن في ذلك ..
ولسعود .. اخي لا ادري ماصلة الموضوع بحكاية الذهاب او المجيء الى البلاد .. فالحضارم منذ اكثر من 700 عام وهم اهل هجرة وتجارة .. و نستطيع القول ان تلك البلاد المباركة ( صدرت للعالم الاسلامي ) رجالاتها فانتفعوا ونفعوا .. والحديث في الموضوع طويل ومتشابك بل شائك .. واعتقد انها فرصتك لتفتحه علينا في مكان منفصل بشكل جاد ..
تنويه الاخت المنصورة الى مايبذله الاخ محمد .. رسالة شكر تتضمن دعوته الى السقيفة ليضع لنا متابعاته في عالم القراءات والتاليف .. ومشاريعه في خدمة التراث الحضرمي .. وما يكتبه من شعر .. نتمنى منه ان يستجيب ..
واخص بشكري اخي الشرقاوي على روحه الكريمة في متابعة المشاركات في جميع السقايف .. وكانت التفاتة جميلة منك حين قرنت معاناة الشاعر في مصارعة ( تقلبات الحياة ) واثر ذلك على خلقه وشعره ..

[الشبامي]

للشبامي وموقعه الشرف بأن يزدان بمثل تلك الدرر
والى ان يحين موعد نشر ذلك في موقع الشبامي
سنكون ايضا على موعد بنشر دوواين لعمالقه سواء اكانوا من شبام او من حضرموت او من اليمن عموما فموقع الشبامي اسس اصلا لحفظ تراثنا ولنشره عبر هذه الشبكه العنكبوتيه عبر العالم اجمع وليكون مرجعا يتصفحه من اراد عبر العالم اجمع ايضا!!
شكرا لك ياباذيب على مبادراتك الطيبه دائما في حفظ تراثنا ودررنا حديثها وقديمها من الضياع
شكرا لك من الأعماق