أيّـام تتداول

[سالم علي الجرو]

في التاريخ الطويل تنقرض العشيرة فينقرض معها الحضور ، وتذهب أمم فتخلّد الذّكر ، أما أن تبقى أمم كهياكل وهي في حكم المنقرضة كمعنى وحضور وتظن أنها حاضرة بمجرد اجترار الماضي ومحاكاة الأجداد ، فذاك هو المسخ بعينه.

( 1 )

طسم وجديس

قبيلتان سكنتا اليمامة يحكمها ملك واحد من طسم ، وكان ظلوم ، سنّ قانون بأن لا تزفّ عروس إلى زوجها حتى يطأها ، فأنفت منه جديس. دبّروا له مكيدة بدعوة إلى وليمة ، فلما حضر أهلكوه هو وقبيلته وهرب منهم رجل وشكا أمره إلى ملك اليمن وانتصر به على جديس . سار إليهم ملك اليمن وأفناهم جميعا( ما تبقى من طسم وجديس ) عن بكرة أبيهم ولم يبق لهم ذكر بعد ذلك.

( 2 )

العمالقة

من نسل عمليق بن لاوذ بن سام . كانوا بصنعاء ثم تحولوا إلى الحرم وأهلكوا من قابلهم من الأمم ، وانتشروا في الحجاز وفي شبه جزيرة طور سيناء ورحل منهم طائفة إلى الشّام ، وكان لهم فيها ديار واسعة ومنهم من رحل إلى مصر وامتلكها والظّاهر إنهم كانوا طوائف شتّى وكان يضرب بهم المثل في القوّة والجسمان.

( 3 )

أميم

من ولد أميم بن لاوذ وكانوا شعوبا ، ومنهم وبار بن أميم ، نزلوا برمل بين اليمامة والشحر وانهالت عليهم الرّمال فأهلكتهم.

( 4 )

عبيل

وهم إخوان عاد بن عوض فيما قاله الكلبي وإخوان عوض بن ارم فيما قاله الطبري ، وكانت ديارهم بالجحفة بين مكّة والمدينة فأهلكهم السيل.

( 5 )

عبدضخم

وهم ابن ارم . كان مسكنهم الطائف وهلكوا فيمن هلك من ذلك الجيل ، وقيل أنهم أول من كتب بالخط العربي.

ملوك اليمن
الدولـة الأولـى
غير التّتابعة

من نحو 1845 ق م ـ 175 ب م
الأوّل: قحطان بن عابر ، 1845 ق م أول من ملك اليمن ولبس التاج وكام عادلا محمود السيرة ، كثير السماحة والجود.
الثاني: ابن يعرب وهو ول من نطق بالعربية من القحطانية وكان فصيحا ، كريما ، ويقال أول من حيّاه قومه بتحية الملك وكان عظيم السلطان.
الثالث: يشجب بن يعرب ، ولم يكن في القوة كأبيه فخرج عليه بعض من ولاهم أبوه على البلاد فقهروه.
الرابع: عبد شمس الملقب بسبأ وهو ابن يشجب وكان عظيم البأس ، كثير الفتوحات وهو أول من سبى السبايا وساقها إلى بلاد اليمن ، ولذلك لقب بسبأ.
الخامس: حمير بن سبأ وعاش عمرا طويلا وبنى مدنا كثيرة وفتح بلادا عديدة.
السادس: وائل بن حمير ولم يفعل شيئا يذكر.
السابع: السكسك بن وائل ولم يؤثر عنه شيء.
الثامن: يعفر بن سكسك ولم يشتهر عنه شيء.
التاسع: عامر بن عوف بن بازان بن حمير وكان يلقب بذي الرياش لأنّ يعفر لما مات كان ابنه النعمان صغيرا وقيل كان جنينا وعزم على قتل النعمان فلم تساعده حمير وخلفوا طاعته وولوا النعمان.
العاشر: النعمان بن يعفر وكان مدبرا ، شجاعا ، صاحب سطوة وقوة وصبر على الشدائد ، له غزوات كثيرة.
الحادي عشر: السمح بن النعمان . لقبه غلب عليه لكثرة سماحته وجوده.
الثاني عشر: شداد بن عاد بن الملطاط . غزا المغرب وبنا مدنا كثيرة.
الثالث عشر: لقمان بن عاد وكان عادلا ، شجاع ، أصيل الرأي ، عاش عمرا طويلا.
الرابع عشر: ذو سدد أخو لقمان ولم يؤثر عنه شيء.
الخامس عشر: الحارث بن سعد وكان يلقب بالرائش لأنه راش الناس في أيامه لكثرة ما كان يصلهم من الخير في زمنه.
السادس عشر: الصعب بن الرائش الملقب بذي القرنين وكان كثير المعازي والفتوحات وروي عن ابن عباس وغيره أنه هو الذي ذكره الله في كتابه العزيز.
السابع عشر: أبرهه بن الصّعب وكان يلقب بذي المنار لأنه أول من ضرب المنار على طريقه في المغازي ليهتدي بها في رجوعه ، وغزا غزوات كثيرة.
الثامن عشر: أفريقش بن ذي المنار . كان كثير المغازي أيضا ، فغزا أرض المغرب وبنى بها مدينة عظيمة ووصل إلى أقصى العمران من جهات المغرب.
التاسع عشر: عمرو أخو فريقش وكان يلقب بذي الأذعار ، وكان ظالما ، كثير الكبرياء والعظمة ، وقد أوصاه أبوه أبرهة ذو المنار بحسن السية والسلوك بين الرعية فلم يكترث بوصيته بل بالغ في الجور والظّلم حتى كرهته الرعية فخلعوه بعد أن حكم عشرين سنة.
العشرون: شرحبيل بن عمرو بن غالب بن المنتاب . كان عادلا ، شجاعا ، شديد البأس وهو الذي بنى قصر غمدان بظاهر صنعاء وكان مقر ملكه مدينة مأرب . فلما بنى هذا القصر أقام فيه ما بقي من حكمه ثم صار بعده محل إقامة ملوك اليمن إلى أن انقرضوا ، ومدة حكمه عشرون سنة.
الحادي والعشرون: الهدهاد بن شرحبيل ولم يؤثر عنه إلا أنه كان منهمكا في اللذات طول حياته.
الثاني والعشرون: بلقيس بنت شرحبيل وقد وفدت على سليمان عليه السلام وكان بينها وبينه ما كان مما قصه الله في القرآن ، وكانت مدة حكمها 13 سنة.
الثالث والعشرون: عامر عم بلقيس وكان يلقب بناشر النّعم لكثرة إنعامه عل الناس . غزا بلاد المغرب وتوغل فيها ثم رجع بعد أن هلك أكثر عساكره ، وكانت مدة حكمه 35 سنة.
الرابع والعشرون: شمر يرعش بن مالك ، وكان كثير المغازي والفتوحات . عزا بلاد المشرق فدخل أرض العراق ، ثم ارتحل عنها قاصدا بلاد الصين وجعل طريقه على فارس فافتتحها ، ثم سار منها إلى بلاد الصين ، فقاده الدليل إلى أرض مجدبة فهلك هو وجميع عساكره ، ومدة حكمه 37 سنة.
الخامس والعشرون: أبو مالك بن شمر يرعش ، ولما تولى عزم على السير إلى بلاد الصين ليأخذ بثأر أبيه فبلغه وجود معدن من الزمرد في بلاد المغرب فطمع في ذلك وسار إليها فهلك في الطريق.
السادس والعشرون: وبموت أبي مالك انتقل الملك من ولد حمير بن سبأ إلى ولد أخيه كهلان ، فولي الملك منهم: عمران بن عامر الأزدي وكان معروفا بالكهانة.
السابع والعشرون: عمر بن عامر أخو عمران ويلقب بمزيقيا لأنه كان يلبس كل يوم حلّة مذركشة بالذّهب ، فإذا أمسى مزّقها لأنه يأنف أن يعود إليها أو يلبسها سواه.
الثامن والعشرون: وبموت مزيقيا عاد الحكم ثانيا إلى بني حمير ، فملك منهم الأقرن وهو بان أبي مالك ولم يؤثر عنه شيء ، وحكم 53 سنة.
التاسع والعشرون: ذو جيشان وهو ابن الأقرن وهو آخر ملوك الدّولة الأولى ، وكانت وفاته سنة 175 بعد الميلاد ، ومدّة حكم هذه الدّولة 2020 سنة.

الدولـة الثانيـة

من سنة: 175 ـ 529م
إشتهروا من ملوكها 19 ملكا
الأول: تبع الأقرن كان قوي العزيمة ، غزا غزوات عديدة ، ولذك استحق أن يكون أول التتابعة.
الثاني: ملكي كرب ولم يؤثر عنه شيء وهو بن تبّع الأول.
الثالث: اسعد بن عمرو من ولد ذي جيشان وهو تبّع الأوسط وكان كثير المغازي والفتوحات ، شديد الوطأة فكرهته حمير وقتلته.
الرابع: حسان بن تبّع الأوسط . تتبع قتلة أبيه ، يقتلهم فكرهوه وبايعوا أخاه عمر بشرط أن قتل أخيه فقتله.
الخامس: عمرو بن تبّع وتواترت عليه الأمراض فلزم الفراش ، وقيل له الموثبان ، واختلفت بعد أحوال حمير وبقيت مدة مضطربة لا يعلم من أمرها شيء من نهاية ملك ذي الأعواد إلى أن تولّى أمر الملك: السّها.
السادس: السّها ، ويقال إن هذه المدة حكم فيها ملك لم يعلم خبره وبعضهم يقول أربعة ملوك ، ثم تملّك السها ولم يؤثر عنه شيء وأسقطه بعضهم.
السابع: عبد كلال ابن الموثبان وكان يدين بالنصرانية.
الثامن: حسان تبع وهو تبع الأصغر.
التاسع: الحرث بن العمرو بن الموثبان.
العاشر: مرثد بن كلال ، ولم يؤثر عنه شيء.
الحادي عشر: وكيعة بن مرثد وكان مذموم السيرة ، واهن العزيمة ، يتدين باليهودية تارة وبالنصرانية أخرى. ولذلك حصل اضطراب عظيم في مدته أدى إلى خلعه.
الثاني عشر: أبرهة بن الصباح وكان كريما جوادا ، مقصودا من كل جانب ، ليّن الجانب ، حسن الحديث والمحاضرة.
الثالث عشر: صهبان بن محرث وكان شجاعا كثير الغزوات . قتله السفاح التغلبي يوم حزار.
الرابع عشر: الصباح بن ابرهة . كان شديد القوة ، لما تولى قام بطلب دم صهبان ، فدارت الدائرة عليه فقتل.
الخامس عشر: حسان الثاني ، وقيل أبرهة بن الصباح ولم يتعرض لبني معد ، وفي أيامه كانت حرب البسوس بين بني بكر وتغلب.
السادس عشر: ذو الشناتر وكان قبيح السيرة ، ولذلك قتله ذو نواس الذي تولى الملك بعده.
السابع عشر: ذو نواس وهو ذرعة بن كعب الحميري من سلالة الحرث الرائش وهو صاحب الأخدود . اعتنق اليهودية ودعا إليها وكان من لا يجيبه ألقاه في الأخدود: حفرة قد حفرها وأضرم فيها النار ، وتعدى على نصارى نجران وفعل بهم كذلك ، فهرب بعضهم وشكاه لملك الحبشة ، لما بسينهما من الوحدة الدينية ، فحضر وقاتله وهزمه ، فلما خاف على نفسه الأسر ، اقتحم بجواده البحر ومات.
الثامن عشر: ذو جدن الحميري ولم تدعه الحبشة ان يتمكن من الملك بل حاربوه وهزموه ، فاقتحم البحر ولحق بسابقه.
التاسع عشر: ذو يزن الحميري وهو آخر ملوك اليمن من الدولة الثانية ، وبهد آل ملك اليمن إلى الحبشة.
المرجع: ( لبّ التاريخ ) ـ الجزء الثاني ، محمد أفندي غنيم ـ الطبعة الأولى: 1328هـ .