11-28-2010, 10:01 AM
|
#11 |
|
شخصيات هامه
 
|
.
شعر بن شيهون : ========= في وسط بيئة يافعية ينقسم أهلها بين مقرض للشعر ومتذوق له ، نشأ الشاعر محمد بن شيهون ، اضافة أنه حفيد شاعر ، فقد كان جده لأبيه شاعرا معروفا في يافع ، وتأثر شاعرنا بالإرث الشعري اليافعي وبمحيطه الاجتماعي ، وصقل موهبته مع الغوص في سماع وقراءة هذا الإرث الشعري في محيط يجل الشعر ويضع الشاعر موضوع احترام وتقدير، وكانت لشاعرنا منذ صغره ذائقة فنية تميز الجيد من الغث في الشعر ، زد على ذلك حبه على التثقيف الذاتي والنهل في قراءة كتب الأدب والشعر ، ومع تراكمه المعرفي في هذا السياق ، وزيادة مخزونه الثقافي ، وزيادة تراكم تجاربه في الحياة ، حيث كانت للهجرته ومعاناته في الغربة دور رئيسي فقد كانت بشائر بداياته الشعرية جاد بها بعد أن تخطى سن الأربعين ، ذلك التريث في قول الشعر ونظمه دليل على حكمة الشاعر من أجل أن تنضج قريحته وتصقل موهبته . ويقول عن تجربته الأولى في نظم الشعر (كل ما في الأمر إنني وجدت نفسي ذات يوم, وكنت حينها في مهجري بالسعودية, وفي موقف عائلي حزين, مضافاً إليه كآبة الغربة, وكأن أحد يجذبني من أذني ويدفعني دفعاً لقول الشعر ومن حينها بدأت نظم القوافي, وإلى اللحظة لا أنظم قصائدي إلاَّ عن معاناة أحسها أو أعيشها, فالشعر عندي هو معاناة) . ومن رحم المعاناة ولدت قصائد شاعرنا بن شيهون ، التي تميزت في انتقاء الألفاظ بدقة بدت فيها اللهجة العامية متلاقحة بالفصحى ، في لغة مقبولة ومفهومة ، لغة قوية التعبير في مواطن القوة ، ورقيقة التعبير حيث ينبغي لرقة أن تكون . وحزينة حين تكون سحائب الحزن تظلل محيا شاعرنا ووجدانه الداخلي ، وغالبا ما تكن مسحة الحزن تتدفق في قصائده حين يشكو من الغربة وآلامها ، ويهيجه الشوق والحنين إلى مرابع الطفولة . يقول الدكتور علي صالح الخلاقي (( إن ما يميز قصائده هو موسيقاه الشعرية التي تشنف الأذن وتحرك الوجدان وتحدث فينا لذة عقلية وتأثير وجداني, ولا تقتصر الموسيقى على التزامه في معظم أشعاره بقافيتين للصدر والعجز وإنما في إيقاعات الألفاظ وإيحاءاتها وأنغامها التي تحدث فينا الإطراب. كما خرج عن الاستهلال التقليدي في قصائده الفصيحة والعامية, ونستثني من ذلك مساجلاته الشعرية التي وجد نفسه فيها مقيداً بالنمط التقليدي مجاراة لنظرائه من الشعراء الذين تبادل معهم المساجلات. وتحتل الصورة الشعرية مكاناً بارزاً في شعره, وكأن قصائده صورة صادقة أو رسم صامت, وتتعدد الصور الفنية في شعره فقد تأتي على شكل استعارة أو تشبيه أو دلالات ورموز لا تخفى ، فالشعر لديه ليس مجرد كلمات مرصوصة أو أوزان منظومة تثير الجلبة أو الحماسة الآنية بلا طائل, بل إن الشعر لديه يزخر بالعواطف والصور الفنية والذوق الشعري السليم. ..)) أخترنا لكم ضمن سياق هذا الموضوع نماذج من الحكم للشاعر الفارس وفارس الشعرمحمد بن شيهون، ومنها نستطيع أن ندرك مكانة هذا الشاعر الشعبي ليس في ارض يافع وحدها ولكن في كل محافظات الجنوب وحضرموت ، وربما نلقي الضوء على جانب مهم لشخصية الشاعر ، ونعترف بمكانته المهمة والريادية بين شعراء يافع والجنوب يقول بن شيهون في فصوص حكمه :
دنيا ميادينها للهو واللعبه= لاعب بيخسر ولاعب يكسب الملعوب وعاد الوقت من هبه وراء هبه =أرضاك ذا اليوم بكره يجعلك مغضوب والدهر غلاب ما يرثي ولا يأبه= ماهاب خصمه ولا بيجامل المحبوب إذا ابتسم يرفع الخفضه الى نصبه= وإن قد غضب جانس الثعبان بالحلبوب بأرض اليمن مادرا القاتل عن السبه= ذي من سببها ترك دم أخوته مسكوب وكل أمـَّـه بتدخل مسرح اللعبه= تلعن الذي قبلها وترجمها بالطوب رفد الخلف للسلف اللعن والسبه= من سب ذا اليوم بكره ينقلب مسبوب يمين بالله ما قامت لنا ركبه= مادام عاد العداله امرها مقلوب قالها سعيده بلدنا والمثل كذبه= وأين السعاده بأرضاً شعبها مرعوب وسد وادي سبأ شاهد على النكبه= بعد إنهياره تمزقنا شعب واشعوب حنيت أنا حن مثلي ياحقب حنبه= وجاوبي لوسمعتي حنتي يانوب غريب في موطني ياناس والغربه= قد اصبحت لي وطن ورزقي بها مكتوب لنا عودة مع شاعرنا بن شيهون . . |
|
|
11-28-2010, 03:59 PM
|
#12 |
|
شخصيات هامه
|
.
نعود مرة أخرى نتواصل مع شاعرنا محمد بن شيهون لنلقي في هذا المتصفح شيئا من درر فصوص حكمه الرائعة . استطاعت اللهجة العامية ان تعبر عن المعاني العميقة والتجارب الانسانية الحافلة بالمعاناة والفرح والحلم واليأس ، واستطاع الشعر الشعبي أن يختزل تلك التجارب ضمن ابيات معدودة ربما تحيلنا الى دلالات واسعة ، وبالرغم من وسع فضاءاتها إلا أن القول المأثور للشيخ عبدالجبار النفري (( كل ما أتسع الأفق ضاقت العبارة )) نصب أعيننا . نعم ضاقت عبارات الشاعر محمد عبدالله بن شيهون والتعبير بمفرادته حين أراد أن يختزل مآساته ومأسات شعبه ضمن دائرة العبارة ...... ، مأساته في غربته ، ومأسات وطنه الذي يشهد بين الفينة والأخرى دورة من دورات الصراع السياسي والعسكري الحزبي ، لهذا كلما اتسعت فجاج المآسي ضاقت العبارات التي تعبر عنها . وإن حاول شاعرنا البوح بها في قصائده التي بعثها الى الشاعر شايف الخالدي ليستشف منه الحقيقة الضائعة ، لذا اخترت لكم هذه القصيدة التي أرسلها للخالدي عام 1978م ، وهي عبارة عن لوحة رائعة ثلاثية الأبعاد والرؤى كل بعد له دلالاته ، وإن احتلت مرارة الشكوى من صروف الدهر والأقدار المتقلبة ، و التي رمت بيدها و بكل قسوة لتخلف مساحة واسعة إنها إرثا من المعاناة والمآسي والأهوال ، استطاع الشاعر أن يختزلها بقوله:
رمتنا يد الأقدار في كل ما حصل= لنا من مآسي جيل وأهوال بعد جيل
إلا أن السنين والأعوام كعهدها حبلى بالمآسي ، تمضي على شاعرنا بن شيهون متثاقلة الخطى ، بطيئة العد والميح ، محملة بمآسيها المثقلة ، فكلما مرّ عام أبدا شاعرنا تصبرا ، لعل في الصبر مواساة له ولنفسه المعذبة ، التي ترنو الى حلم جميل ربما هو آت ، و لم يبق من تحقيقه إلاّ القليل .
عبر عام والثاني رويدا على مهل= بيمشي رحل ماعاد باقي سوى القليل
حقيقة ندركها جميعا وعززتها الأمثال بأن ( لكل وقت له دولة ورجال ) ومن هذا المثل يلتقط شاعرنا بن شيهون الخيط الرفيع ، ويصوغ في فصوص حكمه هذا البيت وليختزل لنا مسارات تجاربه ورؤيته ويقول :
وما يوم إلاّ له رجالاً وله دول= وما قافله إلاّ لها بالطريق دليل مراحل بها الجمـّــال حيران والجمل= بصحراء طويله قاحله حرها كليل وجارت حمول الميل عالعيس والثقل= على أمتانها ياعيس صبرش على الثقيل من ذا الذي يشفق على نفس الشاعر ويعطف عليها ، إذ يقسم لنا بأنها تحملت ما لم تتحمله الجبال ولا حتى صم الجلاميد في مجاري السيول يقول:
يمين القسم ما مثلش اتحمّل الجبل=ولا الصخرة الصوان في مردع المسيل
ربما توانى قليلا وفكر مليا وأدرك أن الأجيال التي سبقته قد أراحت وارتاحت من سماع أو مشاهدة صور تلك المآسي التي تعصف بالوطن المكلوم ، فهو يحسد الذين رحلوا من قبل ووفارقوا هذه الحياة الرذيئة التي اختلطت فيها أوراق الصراعات الحزبية والسياسية فلا القاتل يدري لماذا يقتل ؟ ولا القتيل يعلم عن الذنب الذي يستحق بموجبه القتل ؟يقول شاعرنا:
وكم يا محن في ذا الزمن سعد من رحل= ويا سعد من قارب زمانه على الرحيل زمن ما درا القتـّال عن أي شيء قتل= ولم يعرف الذنب الذي قد جناه القتيل وفي وسط معمعة الأوضاع السائدة والصراعات الحزبية المريرة ، ينقل لنا يأس مغترب به الحال مبلغا فيه من القسوة التي صورها بأنها أقوى من الأمل لما لا ..؟؟ وهو يرى قسوة الإنسان على أخيه الإنسان حتى أن البشر تحولت إلى ذئاب في الطباع ، بينما تغيرت طباع الذئاب الضواري ففكانت أشفق على بعضها من البشر على بعضهم البعض .
زمن صار فيه اليأس أقوى من الأمل= وذيب الخلا أشفق بخلّه من الخليل
ويطلق شاعرنا بن شيهون دعوته وهي حقيقة أزلية قامت عليها سنن الكون ودعت إليها كل الشرائع السماوية ونصت عليها دعوة الأديان وفكر الفلاسفة منذ جمهورية أفلاطون في مدينته الفاضله احقيقــة تقول: (( إن العدل أساس الملك ) :
وما يستقيم العدل إلاّ لمن شمل =بعدله فئات الشعب من حوف لا الحبيل والعدل أساس الملك ماخاف من عدل=لو تجمعت حاشد لحربه مع بكيل ومن كان عادل ما أرتضى الشعب به بدل= له الطاعة العمياء ورب السماء وكيل ويوجه بن شيهون نصائحه للحاكم الظالم المستبد وينذره بأن عاقبة الظلم ظلمات ، وان الظلم عواقبه وخيمه ، فإذا أطبق الظلم جناحه الأسود أرعب الجميع ولم يفلح ظالم قط ولم ينم قرير العين إو يهدأ له بال يقول :
والظلم ظلمه مثل ما الليل لاسدل= جناحه يفزّع عابر الدّرب والسبيل ولا طاب للظالم مقامه ولا اكتحل=بنومه ولا يهدأ نهاره ولا بليل ولكن ما العمل ؟؟ وهذه عواصف اليأس وصواعق الظلم ، وغياب العدل الإجتماعي ، والتصفيات بالقتل والإختطافات في ظل أوضاع كانت سائدة ايام عهد الحكم الشمولي ...!! هل كان شاعرنا بن شيهون حينها يتذرع بسؤ هذه الأوضاع ليشد الرحيل كرها عن بلاده وارضه ..؟؟
أرضى وإن جارت عزيزه وإن بخل =عليا بها رزقي فكرهي لها بخيل
وماذهب إليه من معنى لهذا البيت فقد سبقه شاعر عربي في قوله المأثور:
بلادي وإن جارت علي عزيزة=وأهلي وإن ضنوا علي كرام
إلا أن شاعرنا بن شيهون وضع هذا البيت ضمن برواز رائع لتبدو صورته رائعة وجميلة ، فجاءت الصوره ثلاثية الأبعاد ، أي أن شاعرنا هو الذي بخل بكره أرضه ...لماذا يكرهها وبها الأهل وفي رباها تربى وكانت ولا زالت المآوى والمحلة له يقول:
بها الأهل أيضا في رباها لنا محل= ودار بها مردوم بالشامخ الجيل وهي عز راسي ما أرتضى غيرها بدل=ولو خيروني ألف شملها بديل وشاعرنا بن شيهون يستعين على مآسي الأيام وقسوتها وعلى سؤ الأوضاع السياسية والإقتصادية بوسيلة معنوية نصحت بها الشرائع (( الصبر )) الذي لا يمزقه رمي الرصاص أو طعنات النصال والخناجر وهذا السلاح المعنوي هو عزاء لا بد من أن يعقبه فرج ، إنه الصبر عزاء النفوس المعذبة والقلوب المجروحة يقول بن شيهون:
وصابر على هجرانها صبر من جعل= لعينيه عزا بالصبر من أجل لا تسيل ويا صبر لما تقترب ساعة الأجل=ولما يضيق الصدر من صبرنا الطويل ولكن هل ضاق صدر شاعرنا بصبره الطويل وهو يتتوق نحو حياة ترفع الرأس ، حتى يطال فيها بكبرياء كوكب زحل والمشترى ، أويموت ويعذر ( فيا موت زر على عجل )
فإما حياة ترفع الراس لا زحــل=وإلا فزر ياموت على عجل ولا تطيل
هذه الصرخة التي اطلقها شاعرنا بن شيهون هي صرخة اليأس الذي دون الرجاء والأمل ، وإن كانت قد جاءت من قبل عشرة قرون حين قالها شاعر المعرة وفيلسوفها ( ابو العلاء المعري ) :
فيا موت زر إن الحياة دميمة = ويانفس جدي إن دهرك هازل
لنا لقاء مع حكم ومعاني مبتكرة لشاعر الكلمة وفارس الشعر محمد عبدالله بن شيهون ....! . |
|
التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 11-28-2010 الساعة 04:02 PM |
|
|
|
|
11-28-2010, 07:33 PM
|
#13 | ||
|
شخصيات هامه
|
الشيخ ابوعوض الصحيح هو :
وكل أمّه بتدخل مسرح اللعبه = تلعن لذي قبلها وتراجمه بالطوب
بذلك يستقيم الوزن سلام . |
||
|
|
|
11-28-2010, 07:51 PM
|
#14 | ||
|
شخصيات هامه
|
الصحيح هو :
قالوا سعيده بلدنا والمثل كذبه = وين السعادة بأرض (ن) شعبها مرعوب
ألو ........... هات الكلام ........... هلهل بس أنت هلهل به ولا تعتمد على الميزان الرولكسي لبن مخاشن  http://song.6rb.com/songer/x/ksa/abu...eqool_enany.rm سلام . |
||
|
|
|
11-28-2010, 08:24 PM
|
#15 |
|
شاعرة السقيفه
|
أستاذي القدير ابو عضو الشبامي حفظك الله
قرأت الجزء الاول من موضوعك ولي عودة لاحقا للتأمل فليس لمثلي ان يتطفل في صفحة بها عملاقين من عمالقة السقيفة هو انت والاستاذ مسرور.. ساقرأ بقية المداخلات لاحقا .. وساتلذذ بالثقافه الفاخره التي تحملها هذه الصفحات تقبل مني اجمل المنى ودمت بالف خير. |
|
|
|
11-28-2010, 09:11 PM
|
#16 | ||
|
شخصيات هامه
|
سبق وان قلت في مكان آخر في هذه السقيفة ( ان هذا الموضوع كتبته قبل ثلاثة سنوات في منتدى آخر ) يهتم اعضاءه بالشعر اليافعي أي قبل طباعة الديوان واعتمدت على ما جمعه الاستاذ صالح بن عمر بن غالب الحضرمي اليافعي في كتابه ( المختار من الشعر الشعبي والأمثال ) طبع سنة 1999م لهذا جاء هذا البيت كما صححته أنت بنفس الصيغة التي في الكتاب ص 177 والخطأ مني وشكرا على التصحيح.  ( بلاش ميزان رولكسي ) ..!!
وكل أمّه بتدخل مسـرح اللعبـه =تلعن لذي قبلها وتراجمه بالطوب
أما تصحيحك للبيت الثاني اخالفك فيما نقلته ذلك لأمانة النقل من المصدر وارفق لك الصورة فتأمل :   . |
||
|
التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 11-28-2010 الساعة 09:25 PM |
|||
|
|
|
11-28-2010, 09:22 PM
|
#17 | ||
|
شخصيات هامه
|
مرور شذى بعبيق عطره ارجاء صفحات من الحكمة في هذا المكان ولعلي استذكر هنا ما قاله شاعرنا بن شيهون:
مثلك مثل الحمامة رقصها فني= مذبوحة الرأس تتراقص شمال إيمان
وحال الشعراء من حال بعضهم البعض ذلك ما جعلني أستذكر ايضا قول الشاعر العربي :
لا تحسبوا رقصي بينكم طربا= فالطير يرقص مذبوحا من الألم
. |
||
|
|
|
11-28-2010, 09:42 PM
|
#18 | |||||||
|
شخصيات هامه
|
موضوع أكثر من رائــع ياعمنا ... نتابعك ونتابع ماتكتب ونتزوّد بكل مايفيد من قلمك الجميل ..
تحيتي . |
|||||||
|
|
|
11-28-2010, 09:51 PM
|
#19 |
|
شاعرة السقيفه
|
[motr1]أستاذي القدير ابوعوض الشبامي شدني كثيرا موضوعك لما له من اهمية ثقافية وتربوية سبّاق دائما للابداع والتجدد بارك الله فيك وشكرا لك[/motr1]
|
|
|
|
11-28-2010, 10:10 PM
|
#20 | ||
|
شاعر السقيفه
|
سبحان الله.....
|
||
|
|
 |
| مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|
|
العرض العادي
