ترفقي بحماتك -أمك الثانية - لتحصلي على رضا الله ورضا الزوج ..
في زمنننا هذا وفي مجتمعاتنا تدخل العروس الجديدة بيت الزوجية - وكما جرت العادة أن يكون بيت أهل الزوج - وهي ترفع شعارات تحرير المرأة، وربما تبنت نظرة مشوهة عن الزواج وتحسب أنه لا يترتب عليه أية واجبات، ولا تعلم هذه الزوجة الحديثة أن الله يمهل ولا يهمل متغافلة عن قوله عليه االصلاة والسلام أن ((البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت, افعل ما شئت فكما تدين تدان)). والإسلام يأمرنا أن نحسن معاملة الكبير وخاصة الأم التي حملت وأرضعت وسهرت الليالي لتصنع في النهاية رجل كان في الماضي لها وحدها واليوم استحوذت عليه امرأة أخرى ..
ولأهمية هذا الموضوع وتأثيره على حياتنا أحببت أن ألخص بعض الأمور التي مامن شأنها أن تنجح العلاقة الزوجية .. والكلام موجه لكل زوجة حديثة أو عروس في طريقها لمفارقة ديار والديها إلى دار الزوجية وأصبحت لها أماً جديدة أحق بأن تتقي الله فيها وتراعيها لتنال رضى ومحبة زوجها ولأنها يوماً ما ستكون قي مكانها..
لو أنك تنظرين إلى حماتك نظرتك إلى أمك لما حدث أي خلاف بينكما، ولن تكون العلاقة بينكما إلا كل ود وحب واحترام.
لا بد أن تتفهمي وتتأقلمي مع حياتك الجديدة، وتتفهمي زوجك وعائلة زوجك طالما أنك تنشدين استقرار حياتك الأسرية، هذا في الدنيا ولتنالي رضى الله تعالى في الآخرة .
أحرصي على تجنب الشكوى الدائمة لزوجك عما بذر من أمه لأن هذه معادلة صعبة بالنسبة للزوج وهو بذلك سيقف حائرًا بين طرفين مهمين في حياته أمه وزوجته، والشكوى قد تولد نتائج غير حميدة.
اعملي الخير لوجه الله لتكوني الفائزة تعلمي فن اكتساب الآخرين وفي حس الخلق ونبل الشخصية . لا تكوني ناكرة للجميل مسيئة فتخسري.
عامليها بالحسنى وتقوى الله ، فتقوى الله تفتح للإنسان الأبواب المغلقة يقول تعالى: (وما تقدموا لأنفسكم من خيرٍ تجدوه عند الله).
تحلي بالصبر حتى تستقر حياتك الأسرية وغالبًا يقترن الصبر بالإيمان يقول تعالى: (ياأيها المؤمنون اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون). فاصبري أيتها الزوجة على أم زوجك لتنالي أعلى الدرجات يقول تعالى:
(إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب).
كوني هادئة تصنعي المعجزات وتكسبي الجميع وفي مقدمتهم حماتك.
العنف لا يولد إلا العنف، والغضب لا يولد إلا الغضب، أما الهدوء فإنه يطفئ الغضب كما يطفئ الماء النار، فكوني هادئة ولبقة في تعاملك مع أم زوجك، تكلمي بعبارات رزينة وودية فهذا هو أسرع الطرق لكسب حبها ونيل إعجابها.
تلطفي في حديثك معها لأن ذلك يشعرها أنك تحبينها بصدق وإخلاص.
تحسسيها وتفقدي أحوالها وزوريها إن كانت تسكن في بيت آخر فهذا يزيدك قدراً واحتراماً عندها وربما تراك أفضل من بناتها.
احترمي خصوصية العلاقة بينها وبين زوجك فإذا رأيتيه يهمس في أذنها أوالعكس فليس ضرورياً أن تعرفي ماذا قال لها، فمن الوقار وحسن الخلق أن تدركي أن الأمر لا يعنيك
اغرسي في نفوس أبنائك محبة جدتهم وجدهم وأن يقدموا لهم المساعدة إن احتاجوا و الهدايا لها وغير ذلك..
امنحيها الأولوية لأنها امرأة كبيرة السن وقد سهرت وتعبت وبذلت وقدمت الكثير لأبنائها وفي مقدمتهم زوجك، لذلك فمن الضروري أن تشعر أن لمطالبها واحتياجاتها الأولوية.
قابليها بوجه طلق وابتسامة صادقة فالابتسامة لها مفعول السحر، وهي تولد المودة والمحبة في القلوب وتزيل التوترات. والزوجة الواعية تستطيع أن تتعلم من حماتها إذا أحسنت معاملتها، ولكنها تخسر مستقبلها وراحتها إذا عاملتها معاملة ندية أو فظة أو عدائية.
تذكري دائماً الحديث الشريف: ((البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت, افعل ما شئت فكما تدين تدان)) وأنه كلما كان إيمانك عميقًا وصادقا كان تعاملك مع والدة زوجك في ضوء هذا الإيمان وأنك يوماً ما ستصبحي حماة.
مع تمنياتي لكل زوجة جديدة بحياة زوجية ملؤها الحب والسعادة ..
تحياتي للجميع ..