المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الحوار السياسي
سقيفة الحوار السياسي جميع الآراء والأفكار المطروحه هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


الفرصة سانحة ياجنوبيون

سقيفة الحوار السياسي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-17-2007, 09:32 PM   #1
راعي الذاهبه
حال متالّق

الفرصة سانحة ياجنوبيون

هل من ابناء الجنوب من على استعداد للتضحيه لاجل راحة ملايين الشعب العربي الجنوبي
هل لنا ان نعلن حضرموت الكبرى ايها الاخوان الحضارم وسنضم كل الجنوب الينا
هل لديكم احلام

احداث الحوثي تناديكم بالفرصة ان تعملو شي اي شي 0

اين رجال خليك بالبيت 0
  رد مع اقتباس
قديم 05-17-2007, 10:23 PM   #2
binsilm
حال نشيط

افتراضي

خلاص يابوك ضاعت علينا ( ضيعها علينا ( السيد ) مافي داعي للكلام بقعه مخبوطه مادرينا وين شمالنا و وين جنوبنا ,,, نحن السبب في ما جرى ( ويافصيح لاتصيح )؟؟؟ في مفاوضات الوحده كان الرئيس علي صالح يقول للسيد نريد الوحده بالتدريج ....لكن السيد مسكين ماهو داري بشي يقول لا بل وحده فوريه ونحن يمن واحد ,, كان يريد الفخر فقط,,,,,,,,,,,,,, واضيف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



الفضل الاول في تحقيق الوحده اليمنيه يرجع للسيد .
ويافصيح ................................................ لاتصيح

والثوره تاكل ابنائها ( سعد زغلول )
  رد مع اقتباس
قديم 05-17-2007, 10:30 PM   #3
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



مشروع الوحدة الذي تحول إلى احتلال ( بقلم : أحمد عبدالله الحسني )
التاريخ: الخميس 17 مايو 2007
الموضوع: كتابات حرة



في الذكرى 17 لإعلان الوحدة 22 مايو 1990
قراءة خاصة ومحاولة لفهم كيف تحول مشروع الوحدة اليمنية إلى احتلال الجمهورية العربية اليمنية لأراضي وشعب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية


لندن " عدن برس " 17 / 5 / 2007
مع معرفتي إن التصدي لمهمة الكتابة عن مشروع الوحدة اليمنية مهمة صعبة و عسيرة لحساسية الموضوع ليس فقط لعامة الناس من اليمنيين ومن أبناء الجنوب أيضا بل وللغالبية من الشعوب العربية., إذ ارتبط هدا الحلم بقدسية عجيبة لدى العرب ليس لها نظير عند الشعوب الأخرى, لكن حرصنا على إنقاذ وطننا من المصير الذي وقع فيه وحرصنا على انقاد شعبنا وأجيالنا القادمة من حالة البؤس والشقاء الذي يسببه الاحتلال اليمني فرضت علينا إن نتصدى لهذه المهمة الصعبة وان نقوم بما نعتبره واجبا وطنيا وأخلاقيا وأدبيا في تبصير الناس بالحقائق ومساعدتهم على معرفة الواقع وصولا إلى إنارة الطريق إمامهم ليقرروا مصيرهم بأنفسهم.


وبداية نقول إن التطلع إلى تحقيق الوحدة نشاط مشروع وبديهي طالما وان الهدف من وراء تلك الوحدة الوصول إلى تحقيق الدولة العادلة القادرة والتي في ظلها تتحسن ظروف الحياة بما توفره من رفاهية لشعوبها تنعكس أمنا وأمان ورغد في العيش, وعزة وكرامة.


ولم يحصل في التاريخ إن ذهب شعب إلى التوحد مع غيره من الشعوب ليلغي نفسه وتاريخه ويسقط حقوقه وينهي ما يتمتع به من خيرات وخدمات وامن وأمان ويتخلص من مستوى حياته الطيبة البسيطة الآمنة وهذا ما لم يرتكبه أيضا شعبنا في الجنوب بل كان حصاد سنوات من العمل النضالي المغلف بأحكام مطلقة عن موضوع شديد الحساسية وشديد الخطورة لارتباطه بمصير الوطن والناس.


وفي اعتقادنا إن النتائج الكارثية التي تسبب بها هذا النوع من النضال وهذه الكيفية من التعاطي مع أمور خطيرة وحساسة أفضت إلى مصادرة حق الناس في معرفة مستقبلهم ومستقبل أجيالهم وحقهم في معرفة مصير وطنهم ما كان ليصبح ممكنا لولا اختزالنا لإرادة الجماهير والشعب في الجنوب في قيادة حزبية ضيقة حولت الناس إلى مجموع يردد ما تقوله القيادة المحكومة بمفاهيم ليس لها جذور في التاريخ ولا تتعاطى مع الروح العلمية الناقدة بل تكرس مفهوما لأهداف غاية في الخطورة بطريقة نرجسية عجيبة أعلنت طلاقها مع تاريخ المنطقة ومع حقائق الواقع المعاش وفرضت قيما جديدة لمفاهيم جديدة وعلقت مصير الشعب والوطن بتنفيذ هدف هو غاية في حد ذاته وأصبحت تعابير وجمل من نوع ( الوحدة اليمنية قدر ومصير شعبنا ) كأنها منزل من السماء لا يمكن مناقشته أو الاستفسار عن جوهرة.


وقبل إن نولج في موضوعنا نحب إن نسترعي انتباه الاخوةوالاخوات من القراء إننا لسنا بصدد كتابة بحث أو تقديم دراسة عن مشروع الوحدة اليمنية وإنما هي مقالة نحاول فيها تقديم وجهة نظر تساعد في فهم ما ألت إليه أمور وطننا وشعبنا وهي دعوة إلى طرح الموضوع للنقاش العام, على إن مهمة البحث العلمي وتقديم دراسات موثقة كاملة عن مشروع الوحدة اليمنية التي تحولت إلى احتلال تظل من أولى المهام المناطة برجال الفكر والسياسة ونشطاء المجتمع من أبناء الجنوب المحتل.

وفي رأيي الشخصي إن الأسباب الرئيسية لتبخر حلم الوحدة وتحولها إلى احتلال صريح لا لبس فيه يكمن في ارتكاب الأخطاء الاستراتيجية التالية:-


أولا: أول تلك الأخطاء وهو أبوها المؤسس كان شطبنا لتاريخنا العربي وتسميتنا العربية لنلصق بوطننا تسمية لم تكن له أبدا في سابق الزمان... حيث إن الجبهة القومية وهي فصيل من فصائل حركة القوميين العرب متأثرة بالفكر العروبي الثوري الذي ساد المنطقة العربية في خمسينات وستينات القرن الماضي هي من استلم الاستقلال عن بريطانيا فقد أطلقت على الكيان الجديد اسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية بدلا عن الاسم السابق والتاريخي له الجنوب العربي... وجرى خلال سنوات الاستقلال من 30 نوفمبر 1967 حتى الإعلان عن الوحدة 1990 شطب كل ما له علاقة بتاريخنا وباسمنا الحقيقي في كل إصدارات المؤسسات الحكومية والحزبية ما عدى العملة الوطنية الدينار حيث ظل الاسم مؤسسة النقد للجنوب العربي حتى مايو 1990.

سنبين في ما يلي خطا التسمية كما سنبين إن ممالك, ودويلات الجنوب العربي لم تكن في يوم من الأيام جزء من بلد بعينه اسمه اليمن كما عرف حديثا... ومع إن ما بأيدينا من الوثائق ومن كتب التاريخ الكثير مما يثبت صحة ما نقول إلا إننا سنكتفي بإيراد حقائق موثقة كنماذج مما يذكره التاريخ القديم, ثم التاريخ الوسيط, ثم التاريخ المعاصر ومن وثائق قيام الجمهورية العربية اليمنية في سبتمبر 1962 والتي تثبت كلها إن وحدة إدارية بمعنى كيان سياسي لم تقم في يوم من الأيام بين ما عرف ببلاد اليمن وبين الجنوب العربي وهو ما يسقط دعاوى إعادة الوحدة... فهي لم تحصل أصلا...
اليمن.لتسمية... اليمن ..
اليمن تعني في ما تعنيه النعم والبركة والخير الكثير... ولا تذكر لنا كتب التاريخ القديم اسم اليمن كتعبير عن بلد بعينه أو مكون سياسي إداري بحد ذاته...
يقول الدكتور جواد علي في مؤلفة الواسع المتعدد الأجزاء إن لفظة اليمن استخدمت من قبل العرب للدلالة على الجهة., إذ إن العرب قد أطلقوا التوصيفات على جزيرتهم العربية بالاتجاهات منطلقين من مركزهم الثقافي والاقتصادي التجاري والديني في ذلك الزمن ( الكعبة ) وسموا ما يأتي إلى الجنوب منها بيمنت أو ذي يمنت أي الجنوب وما يأتي إلى الشمال منها بشامت أو الشام أي الشمال..., وسموا ما يقع بينهما بالحجاز أي الحاجز بين الشمال والجنوب...


بل إن العالم الدكتور محمد عبدا لقادر بأفقيه يقول في كتابه ( تاريخ اليمن القديم ) إن لفظة اليمن لم ترد في أي من النقوش المعروفة في بلاد جنوب الجزيرة العربية إلا بصفتها تحديدا جهويا آذ ترددت كلمة ذي يمنت فقط ولم يجد ما يستدل على بلاد معينة اسمها اليمن كما هو معروف ألان...


ننتقل إلى ما يقوله المؤرخون من العصر الإسلامي والعصر الوسيط لنسجل إن العلامة ابن الاثيرقد ذكر في كتابة ( الكامل في التاريخ ) (( إن الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ( ص ) قد عين الولاة التاليين على اليمن: عمر بن حرام على نجران, وخالد بن سعيد بن العاص على ما بين نجران وزبيد, وعامر بن شهر على همدان...وعلى صنعاء شهر بن بأذان, وعلى علك والاشعريين ( وهي تهامة اليمن اليوم ) الطاهر بن أبي هالة... , وعلى الجند ( وهي إلى الشمال الشرقي بكيلومترات قليلة من تعز الحالية ) يعلي بن أمية.


ننتقل إلى دلالة أخرى من العصر الإسلامي وهي واضحة جلية إن لا علاقة لليمن بأرض الجنوب العربي وان تلك الممالك والدويلات التي قامت في هذا الجزء من الجزيرة العربية لم ترتبط بأي وحدة مع بلاد اليمن...
يقول العلامة المؤرخ أبو الضياء عبد الرحمن بن علي الديبع الشيباني في كتابة ( قرة العيون بإخبار اليمن الميمون ) (( اليمن يمنان أعلا وأسفل, فاليمن الأعلى وقصبته صنعاء وهي أحدى جنان الأرض... وإما اليمن الأسفل فقصبته زبيد... ))


بعد إن فرغنا من سرد حقائق التاريخ القديم والوسيط التي تثبت فعلا إن التسمية اليمن لا تعني بلدا واحدا وتكذب دعاوى الوحدة والتوحد... ندعوا القراء إلى التمعن في قراءة التالي من الحقائق التي تثبت إن ثوار سبتمبر لم يأتوا على ذكر الوحدة اليمنية وان بيان انقلاب سبتمبر 1962 المؤسس للكيان الجديد الجمهورية العربية اليمنية لم يذكر الشعب اليمني باعتباره شاملا من يقطن في الجنوب العربي ولم يأتوا على ذكر لا من قريب و لا من بعيد إن الجنوب العربي هو جزء من اليمن... تعالوا نقرا ما جاء في بيان 26 سبتمبر 1962 حيث يرد بالنص (( وفي المجال الداخلي: إحياء الشريعة الإسلامية الصحيحة بعد إن آماتها الطغاة الفاسدين وإزالة البغضاء والأحقاد والتفرقة والسلالية والمذهبية )) و (( تنظيم جماهير الشعب في تنظيم شعبي موحد ستشارك في عملية البناء الثوري ))


و (( إحداث ثورة ثقافية وتعليمية تقضي على مخلفات العهود البائدة التي عمقت الجهل والتخلف الفكري ))
ثم ينتقل إلى المجال القومي ( وفي المجال القومي: الأيمان بالقومية العربية والعمل على تحقيق الوحدة العربية الشاملة في دولة عربية واحدة على أساس شعبي ديمقراطي ) والتضامن الكامل مع جميع الدول العربية فيما تتطلبه المصلحة القومية ))... هل هناك أكثر من هذا دليلا لإسقاط دعاوى باطلة بان بلدنا كانت جزء من اليمن وبالتالي إسقاط أية دعاوى بقيام وحدة قبل هدا التاريخ.


بعد كل هذا السرد للحقائق التاريخية بعيدها والقريب فإننا نقف على كذبة كبرى مرة مبنية على تزييف وعي الناس وعلى تعسف الواقع أفضت إلى تسمية البلاد باليمن الجنوبية الشعبية وهو ما نعتقد انه الخطاء الاستراتيجي الأول...
غني عن القول انه في الفترة منذ الاستقلال عن بريطانيا في الثلاثين من نوفمبر 1967 وحتى الإعلان عن الوحدة في 22 مايو 1990 جرى في الجنوب ترسيخ مفهوم إن اليمن بلد واحد وما الجمهورية العربية اليمنية سوى الشطر الشمالي وجمهورية اليمن الجنوبية ولاحقا الديمقراطية الشعبية سوى الشطر الجنوبي وبالتالي لا بد من السعي حثيثا لإقامة الوحدة بينهما توحيدا للوطن وهي كذبة تاريخية بكل المقاييس وسنلاحظ لاحقا كيف إن هذه الكذبة قد أعطت القيادات اليمنية المبرر لشن الحرب على الجنوب في صيف 1994 كما كانت عاملا مساعدا ومحفزا لكثيرين من أبناء الجنوب للقتال إلى جانب القوات اليمنية ضد بني جلدتهم وضد وطنهم.


نأتي ألان إلى ما نعتقد انه الخطاء الاستراتيجي الثاني والسبب الرئيسي الثاني الذي أدى إلى تبخر حلم الوحدة وتحوله إلى احتلال وان كان يلتقي مع الأول في إن كليهما اعتمد على فرض القناعات الخاصة والشخصية في تعسف واضح للحقائق الموضوعية...
من الطبيعي لضمان نجاح تجربة الوحدة إن يؤخذ في الحسبان مستوى التطور وتقاربه في كل بلد وان تكون هناك قواسم مشتركة تجمعهما في هذا المجال أو ذاك كان يكون المستوى الاقتصادي والثقافي وما اليهما متقاربان وفي أدنى الأحوال إن لا يكونا متضادين ومن الطبيعي إن لا تأتي الوحدة على حساب طرف من إطرافها...
وفي الحالة التي بين أيدينا يمكنا إن نسجل إن فرقا شاسعا بين ما وصل إليه المجتمع في الجنوب على طريق بناء الدولة العصرية الحديثة ووضوح معالم المجتمع المدني في حواضرة الرئيسية وبين مستوى التطور على نفس الطريق الذي بلغه المجتمع اليمني و يمكنا إن نقول إن المجتمع اليمني ( للدقة مجتمع الجمهورية العربية اليمنية ) لا زال في طور نمو سابق أو ما قبل الدولة الوطنية...


وحتى لا نتهم بالتجني على احد أو ظلم إخواننا في الجمهورية العربية اليمنية سنتناول بشيء من التفصيل هذا الجانب لنبين للقراء إن ما قررناه صحيح, كما سيتبين لاحقا كيف إن عدم الأخذ بعين الاعتبار هذا الشرط أو المؤشر كمحدد رئيسي لإمكانية نجاح أو فشل مشروع الوحدة والقفز فوق الحقائق الموضوعية والواقع المعاش في اليمن قد أدى إلى إن يختفي كليا ما يمكن اعتباره احد المهام الرئيسية التي يفترض إن يطلع بها الكيان المستهدف أقامته من إعلان الوحدة بين الكيانين وهو إقامة الدولة الوطنية الحديثة التي تأخذ بأسباب العلم والتكنولوجيا لتوظفها في إحداث تنمية شاملة تنتج مجتمعا عصريا يتمتع بمستوى حياة متطورة لسبب بسيط جدا وهو إن مجتمعا قبليا مسلحا متخلفا لا يمكنه إن ينتج دولة عصرية فهو غير مؤهل لذلك.

..
ولنأخذ الجنوب أولا لنسجل الملاحظات الرئيسية الدالة على إنجازه مستوى متقدم على طريق بناء الدولة العصرية الحديثة... ونبدأ بما ليس منه بد لنقول:-


إن بريطانيا العظمى قد احتلت عدن في يناير 1839 ثم مددت نفوذها إلى باقي أجزاء البلاد عبر توقيع اتفاقيات حماية مع سلطنات وإمارات الجنوب العربي من عدن ولحج في الغرب حتى سلطنة المهرة في أقصى الشرق على الحدود العمانية


وخلال احتلال بريطانيا للبلاد الذي امتد قرابة مائة وثلاثين عاما نفذت الكثير من المشاريع وأقامت المنشئات التجارية والصناعية وأرست نظما إدارية ومالية راقية, كما فرضت القانون والنظام وأصدرت اللوائح والقوانين المنظمة للحياة في عموم البلاد في منظومة قضائية متكاملة, الأمر الذي وفر قاعدة مادية وأسس متينة لبروز مجتمع مدني متحضر, تسوده علاقات اجتماعية متقدمة وتحكمه علاقات قانونية فرضت سواسية جميع المواطنين إمام القانون وترسخت عبر السنوات الطويلة مفاهيم المجتمع المدني العصري بصورة شبه تامة.


وكان من الطبيعي إن تشهد الحياة رقيا في جميع المجالات بتأثير الاقتصاد البريطاني وتأثير الثقافة البريطانية والهندية والفارسية وغيرها من ثقافات الفئات الاجتماعية التي عاشت في المدن الجنوبية... ومعلوم إن عدن قد عرفت الطباعة والصحافة في القرن التاسع عشر وهو ما سمح بوجود صحف وجرائد يومية ودورية تصدر باللغات العربية والإنجليزية والهندية والفارسية وغيرها من اللغات... كما أنشئت في عدن الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والمراكز الثقافية العربية والأوروبية والآسيوية في النصف الأول من القرن العشرين...
وقد كانرت التجارة والصناعة وأقيمت العشرات من المدارس ودور العلم وفقا للمناهج البريطانية والهندية المتقدمة, وتكونت حركة عمالية منظمة في البلاد كما أنشئت منظومة متكاملة من الخدمات الصحية والطبية... وقد كان لعدن موقع محوري في العلاقات الاقتصادية والتجارية الدولية ... كما يخبرنا التاريخ إن إذاعة عدن كانت الأولى على مستوى الجزيرة العربية والخليج بينما يأتي تلفزيون عدن بعد تلفزيون مصر على مستوى الشرق الأوسط كله.
ويمكن القول إن مجتمع الجنوب بشكل عام ومراكزه الحضرية بشكل خاص قد عاش حياة مدنية متعددة الثقافات وكان من المظاهر الطبيعية والاعتيادية إن ترى الناس من مختلف الانتماءات البشرية عربا وهنودا ويهودا وارو ربيين وغيرهم يمارسون ثقافاتهم وعاداتهم وطقوسهم الدينية في انسجام وحرية كاملة, فللمسلمين جوامعهم وللمسيحيين كنائسهم يصلون فيها كما للفرس واليهود والهنود معابدهم يتعبدون فيها... وكان لهذا النمط من الحياة تأثير ايجابي على طريقة تفكير الناس وعلى مستوى وعيهم كما أثرى الحياة الثقافية والاجتماعية.(.. تذكرت وأنا اسرد هذه الجزئية قول الفيلسوف العربي والشاعر الخالد أبو العلاء المعري


(( في اللاذقية ضجة بين احمد والمسيح
هذا بناقوس يدق وذا بماذنة يصيح
كل يؤيد دينه يا ليت شعري ما الصحيح ))
نعود إلى موضوعنا ونقول إن


هذه الإنجازات الحضارية وهذا النشاط الاقتصادي والتجاري الكبير وهذه الحركة الثقافية المتعددة الأوجه والانتماءات كان بالضرورة إن تفضي إلى مستويات راقية من التطور الاجتماعي زاد منها وبنى عليها الكيان السياسي الجديد بعد الاستقلال... وأخذت تتجذر وتترسخ في وجدان الناس وانعكست على نمط سلوكهم... وكان إن رأينا المرآة وقد أصبحت قاضية في محاكم عدن العليا وفي محاكم بعض المحافظات التي تكون منها الجنوب آنذاك كما انخرطت في الخدمة العسكرية وحازت رتب عسكرية كبيرة في الجيش النظامي للبلاد, كما رأيناها مبدعة في الموسيقى والشعر والأدب والغناء... وقس على ذلك في باقي المجالات كالطب والهندسة والتعليم وغيرها من المجالات.
للحقيقة نقول إن مستوى التطور الاجتماعي الكبير والنهضة الثقافية والتعليمية الشاملة التي سادت عموم البلاد قد كانت أكثر إشراقا ووضوحا في عدن عاصمة الدولة الجنوبية وحاضرة الجزيرة العربية.


هناك ميزة استثنائية ميزت نظام الجنوب عن غيره من الأنظمة العربية ما عدى تونس الشقيقة على حد علمي وهي فصله كاملا للدين عن الدولة وهو ما سمح بتحقيق الكثير من الإنجازات التي خدمت المجتمع وأطلقت حرية الإبداع عند الناس بمختلف شرائحهم كما ساعدت على إشاعة ثقافة علمية في كافة المجالات واتاحت اتخاذ الكثير من القرارات التي قد تختلف مع بعض المسلمات الدينية ولكنها تخدم الإنسان وتطوره.


إن اخذ دولة الجنوب ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) بأسباب العلم وتسخير منجزات الثورة التقنية العالمية لتثبيت مفاهيم حديثة للدولة والمجتمع قد ساعد كثيرا على محاصرة ثقافة الجهل والخرافة وعزز من مكانة العلم والعلوم الحديثة إضافة إلى إتباعها سياسة تعليمية تلتزم قواعد البحث العلمي وتقدم العلم للجميع في كافة مراحل التعليم المختلفة ولكل المراحل العمرية للمواطنين مجانا الأمر الذي خلق جيلا كاملا مسلح بالعلم والمعرفة وخلق شعبا تواقا إلى المعرفة والإطلاع وأصبح وجود كادر وطني مؤهل تأهيلا علميا راقيا هو السمة الغالبة والعامة في كل المجالات يدير ويشغل وينفذ برامج وخطط التنمية الشاملة في مجالات الاقتصاد كما في مجالات الخدمات الطبية والتعليمية والمواصلات بنفس القدر والتمكن من إدارة وتشغيل كافة المصانع والمعامل الصغيرة والكبيرة بما فيها منشئات عدن النفطية الضخمة... وكان من نتيجة ذلك إن أصبح تقدير الإنسان وتعزيز مكانته ينطلق من موقفه من العمل ومن ما يقدمه للآخرين وللوطن من خدمات.

يتبع
  رد مع اقتباس
قديم 05-17-2007, 10:40 PM   #4
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي

إن ما ذكرناه من مستوى تحقق لشعبنا في الجنوب على طريق التطور الإنساني والاجتماعي هي حقائق ثابتة لا تقبل التشكيك فيها أو الطعن بصحتها سواء اتفقنا مع النظام السياسي السابق أو اختلفنا معه ونحن هنا لسنا بصدد ذكر مزايا أو إنجازات النظام الاشتراكي الذي حكم الجنوب فهذه ليست مهمتنا بقدر ما حاولنا قدر الامكان إن نقصر حديثنا عن ما له تأثير مباشر ويصلح إن يوظف كدلالة على مستوى النمو والتطور الاجتماعي وعن ما يؤكد إن مجتمعا مدنيا قد تشكل في الجنوب وان الدولة الوطنية قد تم تحقيقها قبل العام 1990. ...


بعد إن تعرفنا على واقع الجنوب المعاش حتى يوم إعلان الوحدة في 22 مايو 1990 ننتقل إلى رصد الحالة السائدة في المجتمع اليمني أو لمجتمع الجمهورية العربية اليمنية حتى نكون أكثر تحديدا... ( المفروض انه الشريك الأخر في الإعلان عن الوحدة ), فماذا نجد... وقبل إن نشرع في ايراد التوصيف الذي نعتقده للمجتمع اليمني أحب إن اؤوكد هنا انه خدمة للحقيقة وحفاظا على تقيدنا بالتقييم الموضوعي سنركز بقدر الامكان على ابرز المؤشرات الدالة على صحة ما ادعيناه على إن نترك أمر دراسة الحالة اليمنية بشكل أكثر دقة لأصحاب الأبحاث والدراسات وهو أمر مطلوب لكنه ليس من مهمتنا اليوم...



و استنادا إلى ما قرانا من فصول التاريخ وما عرفناه عن مراحل تطور الشعوب إضافة إلى ما تثبته الوقائع والإحداث وما يعكسه الواقع المعاش فإننا نستطيع إن نسجل الخلاصة التالية التي لا ندعي أنها حقائق مطلقة ولكنها بالتأكيد ليست شطحا ولا تجنيا ولكنها حقائق معاشة لواقع ملموس.


إن اليمن لم يعرف الدولة الوطنية حتى اليوم وان المجتمع اليمني مجتمع قبلي مسلح, تحكمه علاقات اجتماعية شديدة التخلف وتتحكم به الأعراف القبلية التي سادت المجتمع العربي قبل الإسلام.


وتدل كافة المعلومات أن اليمن عاش حتى 26 سبتمبر1962 في حالة انقطاع
شبه تام عن العالم وليس له علاقة بالعلم والعلوم الحديثة ولم يتعرف سكان اليمن على ثقافات الشعوب الأخرى... كما لم يكن قد عرف حتى ذلك الوقت ما تعنيه المناهج التعليمية الحديثة وظل أسير ثقافات موغلة في التخلف وسيطر الجهل سيطرة شبه تامة على معظم سكان تلك البلاد... وكان من الطبيعي إن يجري تكفير من يحمل جهاز راديو كما جرى تكفير من لبس الملابس الأوروبية ويطلق عليه متشبها بالكفار والنصارى...


وغني عن القول إن اليمن لم تعرف خدمات طبية ولا مدارس حديثة بل إن مدارس مثل الابتدائية والإعدادية لم يكن لها وجود في اغلب بلاد اليمن... إما إن تتعلم لغة الإنجليز أو غيرها فهو الكفر عينه... ومن الطبيعي وهذه الحالة إن لا يعرف الناس الطرق المعبدة ولا يعرفون الكهرباء... كما لم يعرفوا مياه الشرب النقية ولا التمديدات الصحية ( للعلم إن عدم وجود تمديدات صحية وشبكة للصرف الصحي ومياه شرب نقيه لا زال هو الواقع المعاش حتى اليوم في العاصمة صنعاء)


وسمة غالبة على كل المدن اليمنية الأخرى.
ومن الطبيعي إن لا تتوفر منظمات سياسية أو حقوقية فاعلة أو ما يعرف بمنظمات المجتمع المدني في هكذا مستوى من التطور المتدني جدا....



وعلى الرغم من مرور أكثر من أربعين عاما على انقلاب 26 سبتمبر 1962الا انه وبسبب قوة القبيلة وتأثير العلاقات القبلية فان السلطة لازالت تكرس فهما عشائريا قبليا للحكم ويتم تسخير السلطة والنظام السياسي لصالح القبيلة والعشيرة ولم تعرف اليمن الدولة الوطنية حتى هذه اللحظة... وسنبين لاحقا صحة ما قررناه بشان هذه الحقيقة.

لقد جرى اعتماد التخلف أيدلوجية لنظام الحكم في اليمن ولا تحظى القوانين بالاحترام ولا تسود لغة القانون منظومتهم القضائية ويعتمد المجتمع اليمني على الأعراف القبلية عوضا عن القانون ومن الطبيعي والحالة هذه إن تنعدم المساواة بين الناس وهذه الممارسات المتخلفة البعيدة عن روح العصر ليست مقصورة على فئات اجتماعية محددة بل هي سمة عامة تحكم نشاط المجتمع كما تحكم نشاط وعمل أجهزة الحكومة.


وحتى لا نتهم بأننا نحرض ضد اليمن واليمنية سنعرض بعض المؤشرات الرئيسية الدالة على صحة ما نقول... وللتركيز سنذكر حالتين أو أكثر فقط هي كافيه في اعتقادي على إزالة أي شك... وهي من واقع الحال أي الواقع السائد اليوم وليس زمن الإمامة أو ما قبلها فتلك عصور مظلمة حالكة السواد... وتعالوا نبدأ بحادثة إطلاق النار على رئيس الوزراء بالنيابة عام 1993 الدكتور حسن مكي في العاصمة صنعاء نهارا جهارا.


تقول الحقيقة إن حراسة احد شيوخ القبائل الكبيرة في اليمن قد أطلقوا النار على الدكتور حسن مكي رئيس الوزراء وقتل فيها عدد من حراسه وأصيب هو في تلك الواقعة... ما حصل إن القضية قد جرى حلها باعتماد العرف القبلي حيث قدم شيخ القبيلة عددا من الأبقار والإبل لتذبح على بوابة منزل رئيس الوزراء وحضر هذا الحكم اغلب القادة السياسيين والعسكريين بمن فيهم رؤوساء وزارات سابقين ولاحقين وقادة الأحزاب السياسية وممثلين عن رئيس الجمهورية المشير علي عبدا لله صالح وانتهت القضية تماما.


هناك نموذج أخر يثبت إن اليمن لازالت في طور القبيلة والعصبية من أطوار التطور البشري وأنها لم تصل بعد إلى مستوى الدولة الوطنية وهو نموذج من شانه إن يسكت كثير من دعاوى نظام صنعاء عن الدولة وعن الديمقراطية وعن المساواة... وهذا النموذج حديث لم يمر على واقعته سوى اشهر قليلة إن لم تكن أسابيع قليلة...


إذ تذكر الأخبار إن شيخ منطقة الجعاشن من محافظة أب بالجمهورية العربية اليمنية قد أقدم في شهر مارس من هذا العام 2007 ( لاحظوا إننا نتكلم عن إحداث حصلت في العام السابع من القرن الحادي والعشرين )على ترحيل سكان منطقة تقع في نطاق هيمنته ونفوذه القبلي الاجتماعي من أراضيهم التي وجدوا بها منذ مئات السنين وانتزعهم وأطفالهم ونساءهم منها وجرى تشريدهم خارج حدود منطقة نفوذ الشيخ وقد تناقلت إخبار تلك الحادثة الشنيعة وسائل الأعلام المختلفة عربية وغير عربية كما جرى تداولها في ما يطلق عليه في اليمن مجلس النواب... دون إن تقدم الحكومة اليمنية على أي أجراء ولم تجري مساءلة الشيخ على فعلته الشنيعة الإجرامية هذه ولم يحظى بالاستنكار المطلوب من المجتمع اليمني ولا من قيادات الأحزاب السياسية إلا على استحياء ومن باب رفع العتب ليس إلا, لان الجميع يعتبر تصرف الشيخ تصرفا طبيعيا وحقا من حقوقه وفقا لمجتمع القبيلة والعشيرة...


هناك إثبات جديد على إن اليمن لم يصل مرحلة الدولة الوطنية بعد وانه أسير علاقات قبلية قديمة متخلفة... وهو في اعتقادي سيسقط أخر دعاوى النظام بالحداثة كما سيعزز من طروحاتنا بشان البون الشاسع بين مجتمع الجنوب والمجتمع اليمني


ذكرت الأخبار ونشرت الصحف اليمنية يوم أمس الأول أي 13 من مايو 2007 إن الرئيس اليمني علي عبدا لله صالح قد طلب من الشيخ عبدا لله بن حسين الأحمر إن يوجه داعيا قبليا لحسم الحرب الدائرة في محافظة صعدة بشمال اليمن منذ أربعة اشهر دون انقطاع ودون إن تستطيع قوات الحكومة وجيشها إن يحسم الأمر وقد لبى الشيخ نداء القبيلة ( الرئيس اليمني من قبيلة حاشد ) بان وجه الشيخ عبدا لله بن حسين الأحمر شيخ مشائخ اليمن واكبر مشائخ قبيلة حاشد اليمنية.. داعيا قبليا نورده كما نشر لا زيادة ولا نقصان





الأخوان مشايخ سحار وجماعة وخولان بن عامر ومنبه ورازح وغمر وشدا وبني الحرب وكل داعي خولان بن عامر


حياكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن ما يجري ألان في بلادكم يسوءنا ويسوءكم وانتم الذين تتحملون المسؤولية التاريخية واللوم والملام على مشائخ البلاد.
وهولاء الشباب الطايش يشوهون سمعتكم ويضيعون وجودكم وليس لهم قاعدة إلا سكوتكم وتخاذلكم وانتم خولان بن عامر الذين لكم التاريخ العريق والذي قال شاعركم في الماضي:
أيها السائل عن أنسابنا
نحن خولان بن عامر من قضاعة
نحن من حمير في ذروتها ولنا المرماع فيها والرباعة.
فلا يضيعها حفنة من المراهقين والحالمين الذين يريدون إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء.. الله المستعان ومن اجل هذا أنا أدعيكم داعي القبيلة والإخوة الذي بيننا وبينكم إن تجمعوا رأيكم وشوركم وتطهروا بلادكم من هؤلاء المخربين والله يرعاكم والسلام عليكم
أخوكم عبدا لله بن حسين الأحمر
(( يمكن العودة إلى مايونيوزنت 13 مايو 2007 ))
و سيجد كثير من القراء العرب والأجانب صعوبة في استيعاب الأمر ويحتاج تقبله إلى وقت حتى يهضموا إن اليمنيين لازالوا يستخدمون مفردات المجتمع العربي قبل الإسلام بما يذكر بداحس والغبرا... ومتى ... ألان في القرن الواحد والعشرين...
هل بعد هذا مطلوب إن نضيف دلائل جديدة على إن اليمن يعيش مجتمعا قبليا مسلحا تحكمه علاقات قبلية شديدة التخلف وانه لم يصل بعد إلى طور الدولة الوطنية؟

في هذا المجتمع المحكوم بهذه العلاقات القبلية والمشدود إلى أعراف ونمط حياة المجتمعات العربية قبل الإسلام تلقى مثل هذه الدعوة أو داعي القبيلة رواجا كبيرا لما يتيحه للكثيرين من رجال القبائل إن يمارسوا سجيتهم في القتل والنهب والسلب وهي حقوق مشروعة كفلتها لعراف القبيلة ويبررها داعي القبيلة وهو تشريع رسمي من الحكومة ومن رئيس النظام باعتماد هذا الأسلوب باعتباره من الأسس التي يقوم عليها نظام الجمهورية العربية اليمنية... ولا ضير في ذلك بتاتا فالشيخ عبدا لله بن حسين الأحمر موجه داعي القبيلة هو نفسه رئيس مجلس النواب اليمني وهو أيضا رئيس حزب الإصلاح اليمني اكبر االاحزاب السياسية اليمنية التي تدعي وتلعب دور المعارضة السياسية في اليمن...

لا ادري هل نقول مبروك للمشترك ( تكتل أحزاب المعارضة اليمنية ) النمط الجديد من الأدوار السياسية للمعارضة أم نقول مبروك لمروجي الديمقراطية على الطريقة اليمنية... وفي كل الأحوال هو نمط جديد يمكن إن يجد فيه نبيل خوري الكثير من الايجابيات التي عليه إن ينقلها إلى العالم للتعلم من التجربة الديمقراطية اليمنية التي يتحدث عنها بإعجاب.
اعتقد إننا في غنى عن مواصلة سرد ملامح التخلف في المجتمع اليمني وهي كثيرة جدا والدالة على بقاءه في طور ما قبل الدولة الوطنية... ولسنا بحاجة إن نذكر تجارة السلاح, ولا ضعف دور العمل النقابي أو الحزبي في ظل مثل هذا المجتمع فالشواهد كثيرة ولا يتسع المجال لسردها هنا كما إن المستهدف ليس تقديم دراسة كما اشرنا في بداية حديثنا وإنما مقال يقدم قراءة خاصة في محاولة لفهم كيف تحول إعلان الوحدة في 22 مايو 1990 إلى احتلال.
نخرج بخلاصة من ما أوردناه في الخطاء الاستراتيجي الثاني لوقوع الكارثة وتحول حلم الوحدة إلى احتلال صريح وهو إن القفز على الحقائق وعدم قراءة الواقع المعاش في المجتمع اليمني كما هو والوقوف على الفارق الكبير بين مستوى التطور بين المجتمعين قد أدى إلى إن فقد الجنوب خصاله ومميزاته ورمى بكل ما تحقق للشعب في الجنوب في الفضاء دون إن يقبض سوى الريح ... وما لبث إن انعكس عليه تخلف ذلك المجتمع خرابا ودمارا وويلا وثبورا.
فما هي سوى اشهر قليلة حتى بدا صراع محتدم بين عقليتين وبين مشروعين...
ومن أزمة إلى أخرى ومن اعتكاف إلى أخر حتى تفجر الوضع حربا ضروسا استخدمت فيها كل الأسلحة من الرشاش حتى الصاروخ بعيد المدى مرورا بالمدفعية والدبابات والطائرات...
نأتي على ذكر الخطاء الاستراتيجي الثالث وهو بالضرورة إن يكون مرتبط بما قبله..
.
في اعتقادنا إن السبب الثالث الذي حول إعلان الوحدة إلى احتلال هو إعلان الرئيس علي عبدا لله صالح الحرب على الشريك الأخر في الإعلان عن الوحدة أي اليمن الديمقراطية الشعبية يوم السابع والعشرين من ابريل 1994 وهو ما ألغى نهائيا أية مشروعية لاتفاقية الوحدة كما ألغى الصفة السلمية الطوعية لإعلان الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990 وكان من نتائج تلك الحرب الظالمة إن احتلت الجمهورية العربية اليمنية بالقوة العسكرية كامل تراب الوطن الجنوبي من ميون في مضيق المندب غربا حتى حدود عمان شرقا في 7 يوليو 1994. وبذلك وقعت جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية تحت الاحتلال المباشر للجمهورية العربية اليمنية .


لقد كان للخطائين الاستراتيجيين السابقين تأثير مباشر وقوي وحاسم على ما ألت إليه الأمور في الحرب.... إذ إن التسمية وما جرى خلال السنوات اللاحقة للاستقلال من تزييف لحقائق التاريخ وإلغاء لوقائعة قد ولد قناعة ترسخت في عقول الكثيرين من إن اليمن بلد واحد وان النضال لتوحيدهما مهمة واجب إنجازها وان الوحدة اليمنية مقدسة يمنع الاقتراب منها أو الاعتراض عليها, كما إن شطب قيادات جنوبية لتاريخنا وانتماءنا العربي قد قدم السلاح الفعال للطرف الأخر بان ينشر دعاويه القائلة بان الفرع قد عاد إلى الأصل وبدا إن الاتفاق والإعلان عن الوحدة بين كيانيين سياسيين يتلاشى شيئا فشيئا وتكرس مفهوم البلد الواحد وان الجنوب أرضا عادت إلى أهلها واصلها بعد احتلال أجنبي فرض انفصالها عن اليمن ألام قسرا فكان إن ازداد وضع القيادات الجنوبية للحزب الاشتراكي صعوبة وهي تدير الصراع مع نظام صنعاء فهي غير قادرة على التنصل عن دعاويها السابقة بجرة قلم وهي غير قادرة على حشد التأييد لفكرة رفض نظام صنعاء ودعاويه حتى في أعلى الأطر القيادية للحزب الاشتراكي نفسه...

إلى جانب أنها لم تقم بما يكفي لتوحيد الصف الجنوبي وخلق وحدة جنوبية جنوبية لتامين جبهة متراصة متماسكة تستطيع إن تقف في وجه دعاوى صنعاء وتشكل السد المنيع الذي يعصم الجنوب ويمنع وقوعه تحت الاحتلال... ونحن لسنا بصدد تقييم الحرب وتداعياتها وتقييم عمل ونشاط القيادات السياسية والعسكرية الجنوبية التي أدارت الصراع السياسي والعسكري أو اشتركت فيها مع هذا الطرف أو ذاك... كما إننا لسنا بصدد توجيه الاتهام أو تحميل المسؤولية للقيادات الجنوبية في قيادة الحزب الاشتراكي اليمني آنذاك وإنما نود إن نسجل حقيقة مرة وهي إننا جميعا قد ارتكبنا من الأخطاء الكبيرة ما جعل نظام صنعاء ينتصر في حربه على الجنوب وما جعل وطننا يقع تحت الاحتلال اليمني المتخلف وبصفتي قائدا عسكريا لوحدات جنوبية خاضت الحرب الظالمة إلى جانب الجمهورية العربية اليمنية أستطيع القول إن موقفنا ذلك كان خاطئا بكل المقاييس بالنظر إلى ما ألت إليه الأمور ومانتج عنها في الواقع اليوم


من احتلال بين لوطننا ووقوع شعبنا في براثن التخلف والطغيان, تستباح كرامته ويقاسي أطفاله الفاقة والعوز ويعانون من مختلف الاوبئة والإمراض الخبيثة, افتقدوا الأمن والأمان ويكتنف الظلام مستقبلهم ومستقبل الأجيال وتلاشت إمام أعينهم دولتهم ونظامهم الذي كان مع انعدام الأمل في غد أفضل... ولا يوجد شبيه لما أل إليه وضع وطننا وشعبنا سوى ما حدث للعراق وبغداد عند غزو المغول لها وتدمير حضارة بلاد الرافدين وإحراق مكتبات بغداد... على إن اولاءك لم يدعو ملكية العراق ولم يقولوا بان الفرع عاد إلى الأصل...

بعد إن فرغنا من ذكر الأخطاء الاستراتيجية الكبيرة التي أدت إلى إن يتحول إعلان الوحدة إلى احتلال صريح لا بد لنا من التطرق إلى ممارسات سلطات الاحتلال التي تؤكد همجية نظام الجمهورية العربية اليمنية وعبثه بمقدرات الجنوب وابتعاده كليا عن أي تصرف أو نشاط ينم عن المسؤولية التاريخية أو ما ينبىء التزامه قيام الدولة العصرية الحديثة وللتدليل على هذا القول سنعرض بعض النماذج الرئيسية الكبيرة ونمتنع عن الدخول في التفاصيل لكثرتها ولتعددها وتنوعها...

أولا تعديل الدستور:-
بعد إن سقط الجنوب تحت الاحتلال وجرى إسقاط اتفاقية الوحدة وإلغاء الشريك نهائيا سعى النظام اليمني إلى تكريس هذا النصر بما يؤمن سيطرة مطلقة لنظام صنعاء عبر تعديل عشرات المواد الأساسية من مواد الدستور بحيث تتركز السلطة بيد رئيس الجمهورية وتمنحه صلاحيات واسعة تفضي إلى حكم فردي دكتاتوري مغلف بدستور جمهوري... وهدف المشرعون من وراء تلك التغييرات التي ادخلوها إلى الدستور إلى إنهاء ما يشير من قريب أو من بعيد عن وجود كيان أخر شريك في إعلان دولة الوحدة مستهدفين ترسيخ نهائي لمفهوم البلد الواحد ليس إلا...


ومع انه قد جرى تفصيل الدستور ليتناسب مع الحاكم القديم الجديد لليمن إلى درجة يمكن القول معها انه لا علاقة لهذا الدستور الجديد بالدستور الذي تضمنه الإعلان عن الوحدة في 1990.


ثانيا : اعتبار الجنوب كله غنيمة من غنائم الحرب


تعامل نظام القبيلة اليمنية بعد النصر مع الجنوب وطنا وشعبا كغنيمة حرب وتصرف كما تتصرف القبائل العربية قبل الإسلام بعد إن تحقق النصر في غزواتها على القبائل الأخرى... فاعتبر الشعب الجنوبي والجيش الجنوبي أعداء مهزومين يستحقون العقاب وإما الأرض الجنوبية وما فوقها وما تحتها فهي ملك صافي للحاكم ولقبيلته ولقادة جيشه المنتصر...


وحتى نكون مقنعين في ادعاءنا هذا سنقدم الدليل الذي يثبت فعلا إن نظام الجمهورية العربية اليمنية قد تصرف بعد الحرب بشكل لا يمت بأية صلة لأي مشروع وحدة ولا له علاقة بأي مسمى وطني كما لا له علاقة من قريب أو بعيد بما يوحي أو ينم عن بناء دولة وطنية عادلة قادرة... وسنرى عمليا وبالدليل كيف تبخر حلم الوحدة سرابا
وكيف تحول إلى احتلال عسكري قبلي متخلف لكل الوطن الجنوبي المغدور.
وسنكتفي بالقليل من الأمثلة الرئيسية التي نعتقد أنها كافية للتدليل على صحة توصيفنا
للوضع القائم والمعاش اليوم في ما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية..
بأنه احتلال صريح لا لبس فيه.

يتبع
  رد مع اقتباس
قديم 05-17-2007, 10:51 PM   #5
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي

عدن
اعتمد البريطانيون ودولة الاستقلال عدن عاصمة لكل الجنوب العربي وفيها انشات بريطانيا مشاريع اقتصادية وتجارية ضخمة وهيئت لعدن المجال لتلعب دورا محوريا في التجارة والاقتصاد على مستوى الشرق الأوسط كما على المستوى العالمي ومن هذه المنشئات الضخمة:-



مصفاة عدن لتكرير النفط:


أنشئت لتكون الأكبر حينها على مستوى الشرق الأوسط بقدرة على تكرير ثمانية مليون طن من النفط الخام... وتم تنفيذ ميناء نفطي خاص لاستقبال السفن المحملة بالنفط مزود بمنظومات ضخ وإعادة ضخ حديثة تؤمن تفريغ وشحن النفط الخام والمصفى من والى المصفاة مع بناء خزانات ضخمة ذات قدرة استيعابية تصل إلى عشرات الآلاف من الأطنان من النفط.


كما بنت مدينة متكاملة لإيواء عمال وموظفي هذه المنشاة مع مدارس لتعليم الأبناء ومستشفى راق مجهز بكافة مستلزمات المستشفيات على مستوى دولي...


ولتامين حاجة هذه المنشاة الضخمة وحاجة المدينة الجديدة التي أقيمت هناك من المياة العذبة وقعت السلطات البريطانية اتفاقية مع مشيخة العقربي القريبة من المصفاة بكيلومترات قليلة لحفر أبار للمياة مقابل مادي محدد إضافة إلى توقيع البريطانيون لاتفاقية مع نفس المشيخة تعطي الأولوية لسكان القرى القريبة من المنشاة كالخيسة والحسوة وبير احمد للحصول على فرص عمل في المصفاة...
ميناء عدن:-


انشأ البريطانيون ميناء عدن ليكون الثاني بعد نيويورك على مستوى العالم وجهز بالإمكانيات اللازمة لتامين رسو 38 سفينة في إن واحد في أرصفة ثابتة وأخرى عائمة مزودة بشبكة كاملة للتزود بالوقود والمياه العذبة تضمنها منظومة ضخ وإعادة ضخ حديثة تصل الميناء بالخزانات الاستراتيجية التي أقيمت لخزن وحفظ النفط موزعة على مناطق ملاصقة للميناء كالتواهي وحجيف... كما ضم منشئات أرضية تؤمن خزن عشرات الآلاف من الأطنان من البضائع الجافة... مع أحواض جافة وورش لترميم السفن... وزود الميناء بمنظومة ملاحية تؤمن سلامة الإبحار والرسو والإرشاد البحري لكل السفن ليلا ونهارا... كما اعتمدت أنظمة إدارية حديثة وراقية توفر سرعة أنجاز المعاملات التجارية وشحن وتفريغ ونقل البضائع من والى الميناء في يسر وسلاسة دون تعقيد... هذه الحالة حافظ عليها نظام الاستقلال وأضاف إليها ما اقتضته الضرورة كتوسعة بعض الأرصفة وتعميق أخرى... وأنشئ ميناء متكاملا للاصطياد احتوى على أرصفة ثابتة وأخرى عائمة كما أشتمل على حوض عائم وورشة مركزية لترميم سفن الاصطياد البحري وأقام ثلاجات تتسع لآلاف الأطنان من الأسماك...


غني عن القول إن كل هذه المنشئات هي ملك لدولة الجنوب وتسير من قبل أمانة ميناء عدن بصفة عامة وهي مؤسسة حكومية...


بعد هذا السرد لطبيعة منشئات عدن الضخمة والاستراتيجية, أدعو القراء إلى الإطلاع على طريقة تعامل السلطات اليمنية مع هذه المنشئات الضخمة الاستراتيجية بعد انتصارهم في الحرب على الجنوب صيف 1994 وأحب إن اؤوكد هنا إننا لم نستند إلى أي معلومة مشكوك فيها وكل ما نذكره هنا صحيح وحقائق مجردة تقدم دليلا قاطعا على صحة ما ندعيه:

- المصفاة:
يجري استثمارها بحيث تعود عوائدها إلى الرئيس اليمني... دون اكتراث لحالتها الفنية الرديئة ودون ترميمها أو إعادة تأهيلها ولا يتم التعاطي معها خارج إطار مورد مالي للرئيس.


وأنا أدعو القارئ إن يقارن بين معاملة الاحتلال البريطاني لسكان القرى القريبة من منشئات النفط الضخمة وهو ما أوردناه في السابق من السطور وبين سلوك الاحتلال اليمني معهم... بالتأكيد ستكون الصدمة قوية ومفجعة, إذ تبين الوقائع انه


في بير احمد وبير نعامة وبير فضل... مشيخة العقربي... جرى انتزاع الأراضي من أهلها التي وجدوا بها أبا عن جد منذ مئات السنين إن لم نقل ألاف السنين وملكت إلى أقارب رئيس الجمهورية وبعض القادة العسكريين المنتصرين في الحرب على الجنوب من جيش الجمهورية العربية اليمنية... وتبين وثائق رسمية بين أيدينا إن أقارب الرئيس قد ملكوا أكثر من ثلاثين ألف فدان من الأراضي الزراعية وغيرا لزراعية في تلك المنطقة.بما فيها وعليها من أبار ومضخات مياه وشبكات ري.


إما حال أهل قرية الحسوة من الصيادين فهي ليست أفضل من إخوانهم فقد أقدم حاكم عدن الحالي وهو بالمناسبة صهر رئيس الجمهورية العربية اليمنية على تحطيم منازلهم الخشبية ووسائل صيدهم وطردهم من موقعهم ليتملكه مع مدير امن عدن القادم لتوه من جبال اليمن...


ننتقل لنرى ما هي الصورة في ميناء عدن...
- :- بيعت المنشئات النفطية الضخمة والاستراتيجية في حجيف وحرم الميناء للتاجر المعروف توفيق عبد الرحيم... وهو كأسماء تجارية يمنية واجهات يتخفى وراءها رئيس الجمهورية.. وأصبحت معروفة لليمنيين ولرجال المال الأجانب


- احتلت المؤسسة الاقتصادية العسكرية معظم المستودعات والأرصفة وتستخدمها دون رقيب أو حسيب. وهي بالمناسبة مؤسسة لا تخضع لا لوزارة الدفاع ولا للحكومة اليمنية وتغطي نشاطاتها كافة المجالات التجارية والاقتصادية من صناعة الأحذية والفرشان إلى استخراج النفط وهي بتصرف الرئيس اليمني المالك الوحيد الأوحد...
- احتل الأمن المركزي التابع لابن شقيق الرئيس ( يحي محمد عبدا لله صالح كافة المنشئات البحرية وغير البحرية في الميناء وحرم الميناء...


- منح أجزاء من الميناء وأرصفة مجانا والسماح بتشغيلها لمدة خمسين سنة تتجدد تلقائيا لبيت هائل ومنحها إعفاء من دفع الرسوم خلال تلك الفترة وأضاف بان منحها الحق في إقامة وتملك رصيف في الميناء.

- تحويل أرصفة وسفن الاصطياد البحري إلى ملكية بعض أقارب الرئيس
- تحويل أرصفة المنطقة الحرة ومنشئاتها إلى شركة وهمية هي في الحقيقة لمجموعة ترتبط بالأبناء والأقارب...
- عرف ألقاصي والداني كيف جرت اتفاقية الخيانة في بيع وتأجير رصيف المعلا لشركة دبي واستطاع الصحفي الماهر ابن عدن الأستاذ لطفي شطاره إن يبين بالوثائق الدامغة ويكشف واحدة من اكبر قضايا الفساد في المشرق العربي, وقد تناولتها الصحف والمواقع الاليكترونية بكثير من التفصيل كما جرى طرحها عبر الفضائيات العربية ليثبت أنها صفقة مشبوهة مع شركة هلامية تحت يافطة شركة دبي.


نكتفي بهذا القدر عن تعامل الاحتلال اليمني مع منشئات النفط والميناء في عدن وننتقل لنرى كيف تعاملت سلطات الاحتلال اليمني مع العاصمة الجنوبية عدن.


وفقا للإعلان إياه 22 مايو 1990 يفترض أن تكون عدن عاصمة اقتصادية وتجارية للكيان الجديد... كما إن تنشئ منطقة حرة ويتحول ميناء عدن إلى ميناء حر استكمال لدور عاصمة اقتصادية وتجارية... ما الذي نراه ألان بعد 17 عام من ذلك اليوم...


- لم تنشئ المنطقة الحرة حتى اليوم... إما الميناء فبدلا من تأهيله جرى له ما أوردناه في الأعلى وهو كاف لتوضيح إن لا ميناء حر ولا هم يحزنون بعد إن قطعت أوصاله...


- اعتمدت حكومة اليمن لعدن ميزانية سنوية هي اقل من ميزانية مستشفى الثورة في صنعاء.
- كان نصيب عدن من المسرحين من الخدمة من جهاز الدولة بعد الاحتلال ما نسبته 51 في المائة من إجمالي المسرحين من الجمهورية اليمنية كلها.


- سجلت وثائق رسمية حكومية يمنية وتلاها رئيس الوزراء اليمني أن عدن
غير مؤهلة للحكم المحلي... هكذا في صراحة لا لبس فيها تحدد السلطات اليمنية موقفا عدائيا من عدن عاصمة الجنوب وحاضرة الجزيرة العربية



- إلغاء مطار عدن الدولي وإلغاء الرحلات العالمية منه واليه واعتباره مطار داخلي وعلى كافة شركات الطيران الأجنبية إن تستخدم مطار صنعاء فقط


- إلغاء تسمية تلفزيون عدن وإطلاق اسم 22 مايو عليه كما الغي بثه الفضائي ليصار إلى اعتباره محطة محلية فقط... نفس الحالة مع إذاعة عدن التي كانت الأولى في الجزيرة والخليج.


- الاستيلاء على أراضي المواطنين وعلى المتنفسات البحرية وتوزيعها على المقربين وعلى القادة العسكريين... بما فيها ما هو مخصص ومن أملاك التعاونيات السكنية.


- إلغاء الطابع المدني لمدينة عدن وغمرها بعشرات بل ربما المئات من الآلاف

من ضباط القوات المسلحة والاستخبارات وانتشار ألاف من رجال القبائل المتمنطقين بالحنابي( وهي نوع من الخناجر) حاملين رشاشاتهم الاتوماتيكية يسيرون في شوارعها ناشرين الرعب لا يلتزمون بقانون.
- إلغاء الطابع الحضري والمدني لمدينة عدن من خلال البناء العشوائي دون تخطيط ودون رقابة ودون التقييد بإجراءات السلامة للتمديدات الكهربائية وبدون شبكات للصرف الصحي.


- مستشفى الجمهورية في عدن وهو المستشفى الذي بناه البريطانيون ليكون الأكبر والأحدث في الشرق الأوسط في خمسينات القرن الماضي واحتفظ بأهميته ومواكبته للتطورات الطبية إثناء فترة الاستقلال كمستشفى مركزي لعموم الجنوب حتى 22 مايو 1990 ومنذ ذلك اليوم تعمد نظام صنعاء إن يكون الإهمال هو مصير هذا الصرح الطبي الكبير وتثبت الوقائع إن مستشفى الجمهورية في عدن لم يستلم سيارة واحدة للإسعاف منذ الإعلان عن الوحدة وحتى عام 2006.
-
- وإذا كان قد تعامل النظام اليمني مع عاصمة الجنوب وحاضرة الجزيرة العربية عدن على هذا النحو الذي ذكرنا فان الحال أسوء بكثير في بقية المحافظات الجنوبية... وحتى لا نطيل على القارئ فإننا سنقدم نماذج فقط تكفي للدلالة على إن نظام الجمهورية العربية اليمنية قد تعامل مع الجنوب بعد الحرب باعتباره غنيمة للحاكم وأسرته وقادة جيشه.:
- عموميات:-
- جرى تقسيم مساحة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ( الجنوب العربي ) إلى مناطق عسكرية وأمنية وعين عليها قادة عسكريون من قبيلة الرئيس اليمني وتخضع كافة المحافظات والمديريات الواقعة في إطار هذه المناطق للسلطة المطلقة لهولاء القادة... كما جرى تقسيم المدن والأحياء السكنية والقرى إلى مربعات أمنية وتعين على كل منها مسؤل امني من المؤسسة الأمنية المعروفة في نظام الجمهورية العربية اليمنية... ثم جرى تعيين عقال الحارات لتكتمل السيطرة الأمنية على سكان الجنوب بشكل كامل...


- نشر مئات من النقاط العسكرية في طول البلاد وعرضها لمراقبة حركة السيارات وتفتيشها كما يجري تفتيش المواطنين وضبط حركتهم من قرية إلى أخرى كما من مركز إلى أخر... وتزداد إعداد هذه النقاط في المناطق الهامة اقتصاديا أو عسكريا.


- اعتمد نظام الجمهورية العربية اليمنية خطة إفقار متعمد ضد أبناء الجنوب
- حيث تم إقصاء ما يقرب من نصف مليون إنسان من أعمالهم وإحلال بديلا من أبناء الجمهورية العربية اليمنية... وشمل ذلك كل المجالات والتخصصات من العامل في المصنع أو المعمل إلى الكتبة والمعلمين إلى مدرسي الجامعات ولم تستثنى السواقين و البوابين.

-

- اتبع النظام اليمني سياسة تجهيل ضد أبناء الجنوب بحرمانهم من التعليم الممنهج في مختلف المراحل كما حرموا من الحصول على المنح الدراسية الجامعية في الداخل والخارج على السواء... وينطبق هذا الوضع على دخول الكليات والمعاهد العسكرية والأمنية.


- إضافة إلى ما ذكرناه سلفا فان نظام القبيلة اليمنية قد نفذ ما يفرضه العرف القبلي إثناء وبعد الحرب حيث نجد الرئيس اليمني قد ملك أبناءه وأبناء شقيقة مساحات شاسعة من الأراضي الغنية بالنفط والمعادن الأخرى في الجنوب المحتل تزيد عن مساحة مملكة البحرين وإمارة قطر مجتمعتين


- ولم يبخل على قادته العسكريين ومشائخ القبائل فلهم نصيب وافر وفقا للعرف القبلي من الغنيمة وهم ينعمون اليوم بملكية كيلومترات مريعة من أخصب الأراضي ومن أجمل سواحل الجنوب المطلة على البحر العربي... كما لم تبقى جزيرة سقطرى بعيدا عن الفيد القبلي اليمني.


اعتقد إن ما أوردناه في مقدمة هذا المقال وما قدمناه هنا من حقائق ومن وقائع تثبت بما لا يدع مجال للشك إن تعسف الحقيقة وإلغاء حقائق التاريخ والجغرافيا وتزييف الوعي وعدم قراءة الواقع المعاش كما هو وإخضاع الحقائق الموضوعية للرغبات والقناعات الذاتية والشخصية الضيقة قد أفضى بنا إلى الوقوع في شرك الجهل والتخلف... , كما إن حرمان الجماهير من امتلاك قرارها بنفسها وتركيز السلطة في يد مجموعة صغيرة من الناس والتفرد بتحديد مصير الشعب والوطن قد جلب لنا الكوارث والماسي ووضع بلدنا ومستقبل أجيالنا في مهب الريح...

ومن وجهة نظري الشخصية إن الواقع المعاش اليوم وما يكابده شعبنا من ويلات احتلال عسكري قبلي متخلف إنما هو نتاج عمل ونشاط الحزب الاشتراكي اليمني الذي حكم الجنوب منذ الاستقلال وحتى توقيعه لإعلان 22 مايو 1990 وعلينا نحن ممن تحملنا بهذا القدر أو ذاك المسؤولية في هذا الحزب وتحملنا مسؤولية ما ألت إليه بلادنا بنتيجة السياسات الخاطئة والمواقف الأكثر خطاء سواء كان ذلك قبل 1990 أو بعده قبل الحرب أو بعدها تقع علينا جميعا مسؤولية تخليص شعبنا مما أورثناه وتسببنا فيه من مصائب وكوارث وعلينا إن نمتلك الشجاعة الأخلاقية والأدبية للاعتراف بهذه المسؤولية الكبيرة... ونبحث مع كل الوطنيين والخيرين ومن يجد في نفسه قدرة ورغبة في التقدم للعمل الجاد من أبناء الجنوب ونحدد السبل والطرق والوسائل التي من شانها إن تنهي معاناة شعبنا وتضع حد ا لآلامه, وتعيد البسمة إلى وجوه الأطفال المخطوفين,


وبقدر ما نمتلك من الصراحة والوضوح في تقييم الواقع المعاش اليوم والوقوف على الحقيقة بدون أكاذيب وأضاليل بقدر ما نكون قادرين على تبني مشروع قابل للحياة والاستمرار ولن نصل إلى ذلك إلا بالصدق مع النفس أولا ومع الناس ثانيا...


وبالنسبة لنا في التجمع الديمقراطي الجنوبي ( تاج ) فإننا قد قدمنا قراءة تحليلية نقدية لأوضاع بلادنا على ضوءها قدم تاج رؤيته للمستقبل الذي ينشده للوطن والشعب ويمكن إن تعتبر أسهاما على الطريق مع تأكيدنا إن ( تاج ) لا يدعي امتلاك الحقيقة كما لا يضع شروطا ولا معوقات للوصول إلى تبني مشروع وطني شامل يضع المهمة الرئيسية والأولى له إنهاء حالة الاحتلال وتمكين شعبنا من تقرير مصيره بنفسه ليحدد بكامل حريته ووفقا لمشيئته النظام الذي يرتضيه لنفسه دون أكراه.


وأنا انهي هذه المساهمة أو القراءة في الذكرى 17 لإعلان 22 مايو 1990
أقول لقد سئمنا تصريحات حكام صنعاء بشان الوحدة والمواطنة المتساوية واكتشفنا كم كنا مخطئين يوم صدقنا دعاوى الباطل بوحدة لم يكن لها وجود سوى في تفكيرنا وعقولنا التي زينت لنا الوهم وصورته حقيقة وحاكت السراب كأنه ماء سرعان ما تبخر في الهواء الفسيح, كما سئمنا أكذوبة المشروع الوطني الكبير بعد إن تبين لنا إن أصحاب تلك المشاريع إنما يخدمون نظام الاحتلال ويقدمون له صكوك الغفران



على جرائمه التي ارتكبها في الجنوب بحق وطننا وشعبنا, وأقول لهم أليست هي دبابات الاحتلال التي قنصت الفرح في ملاعب الأطفال وحقول المزارعين ومصانع العمال وقتلت الشباب وصبت الدموع في عيون الأمهات ؟ ...
لقد استمرؤا الكذب وامتهنوا الأباطيل وتفننوا في إخراج الجمل والتعبيرات اللغوية المخادعة, لكننا وبعد إن زالت الغمة والغشاوة عن أعيننا وبعد إن اكتوينا بنار الواقع المستعر في بلادنا وظهرت الحقيقة ناصعة قوية كشمس صيف في رابعة النهار عرفنا ما نحن عليه واقعا حقيقيا ملموسا... هو احتلال عسكري قبلي متخلف... وعرفنا طريقنا نحو الخلاص الأبدي من الأوهام والأضاليل



وستبقى ذاكرتنا الموشومة ذخيرة في وجدان البقاء لنسترد الجنوب الذي عرفناه جنوب عربي.
لعلها مناسبة أيضا إن ندعوا أبناء الجمهورية العربية اليمنية إلى معرفة الحقيقة ومعرفة واقعهم الذي يعيشون وان يخلصوا إلى معرفة طرق الخلاص من نظام القبيلة الذي فرض على اليمن إن تظل في اسر القبيلة مشدودة ومحكومة بنظم وأعراف قبلية عتيقة, تحول دون انطلاقتهم نحو المجتمع المدني وبناء الدولة العصرية الأمر الذي يفرض بالضرورة على كل الخيرين والصادقين من المناضلين اليمنيين إن يتوجهوا بنضالهم نحو إسقاط نظام القبيلة المتحالف مع العسكر الحاكم في اليمن بعيدا عن الأضاليل وبقدر ما يكونوا صادقين مع أنفسهم ومع شعبهم بقدر ما سيجدوا منا كل تفهم وكل تعاون ولن نبخل عليهم ولا نبخسهم دعما صادقا وكما كان الجنوب وفيا حاضنا لشرفاء اليمن ومناضليه ضد الإمامة فسيكون الجنوب الحر المستقل كذلك وكما كان عبر التاريخ منارة للسائرين


في ركب التحرر والتقدم, أملين إن تكون الذكرى 17 لإعلان الوحدة في 1990 مناسبة طيبة ندعوا فيها القيادات السياسية والحزبية في اليمن إلى قراءة نقدية صادقة تضع الحقيقة نصب العين وتكف عن ترديد التوصيفات المضللة والمزيفة لواقع الحال حتى تصل إلى استنتاجات صحيحة تساعدها على رسم طريق نضالها الوطني وتكون صادقة مع جماهيرها اليمنية التواقة إلى مستقبل أفضل ولا مناص لها من التصدي لمهمة إسقاط نظام القبيلة المتحالف مع العسكر إن هي أرادت فعلا إن تتبنى مشروعا حضاريا قابلا للحياة ونذكرهم من جديد إن القبيلة لا تصنع دولة ولا تقيم مجتمعا مدنيا وقد حان الوقت لتصحيح الأخطاء وردع النفس عن اللغو من الهرطقات والتوجه صوب أنجاز المهمة المباشرة وهي اسقط نظام القبيلة وهو بالنسبة لنا نظام الاحتلال العسكري القبلي المتخلف وعندها سيجدوا منا تفهما واستعدادا لحوار هادف إلى التنسيق للوصول إلى هذه الغاية النبيلة.


الأمين العام للتجمع الديمقراطي الجنوبي ( تاج )
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
العطاس: الفرصة سانحة يا فخامة الرئيس للخروج الآمن والتسليم السلمي للسلطة فاقتنصها حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 03-04-2011 04:17 AM
ضحايا البيوت المشبوهــة سالم علي الجرو الســقيفه العـامه 17 01-22-2011 03:45 PM
أمريكا وحلفائها يحشرون الرئيس صالح في زاوية ضيقة حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 11-01-2010 01:03 AM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas